• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامةد. محمد منير الجنباز شعار موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامة
شبكة الألوكة / موقع د. محمد منير الجنباز / مقالات


علامة باركود

طريق العودة من تبوك

طريق العودة من تبوك
د. محمد منير الجنباز


تاريخ الإضافة: 20/5/2024 ميلادي - 12/11/1445 هجري

الزيارات: 1911

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

طريق العودة من تبوك


• إن أشد ما واجه جيش العسرة هو الحاجة إلى الماء وقد وقع لهم مرات كثيرة، وفي كل مرة يلجؤون إلى رسول الله ويشكون له حاجتهم إلى الماء، وكان يطلب ممن معه ماء أن يحضره لكي يتوضأ منه ويقرأ عليه ويصلي لله يسأله الغوث، فتأتي السماء مدرارًا أو يفور الماء من بين أصابعه أو من البئر، وفي العودة إلى المدينة وقع الناس في أزمة ماء، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أسيد بن الحضير أن يلتمس الماء فانطلق يبحث عنه وهو ما بين الحِجْر وتبوك، فإذا به يجد راوية من ماء مع امرأة من بلي - اسم قبيلة - وخبَّرها خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: هذا الماء فانطلق به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما جاء أسيد بالماء دعا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة، ثم قال: ((هلموا أسقيتكم))، فلم يبقَ معهم سقاء إلا ملؤوه، دعا بركابهم وخيولهم فسقوها حتى نهلت، وقيل: طلب أن يصب الماء الذي أحضره أسيد في قعب كبير من عساس أهل البادية وقد توضأ فيه وغسل وجهه الشريف ويديه ورجليه ثم صلى ركعتين ثم رفع يديه مدًّا ثم انصرف وإن القعب ليفور، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((زودوا))، فاتسع الماء وانبسط حتى يصف عليه المائة والمائتان، فارتوى الناس جميعًا وإن الماء ليفور.

 

• ومِن أخطر ما واجه النبي صلى الله عليه وسلم في طريق العودة تآمر عدد من المنافقين للإيقاع به عند اجتيازه العقبة، فلما بلغ رسولُ الله تلك العقبة أرادوا أن يسلكوها معه، فأُخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم خبرهم، فقال للناس: ((اسلكوا بطن الوادي؛ فإنه أسهل لكم وأوسع))، فسلك الناس بطن الوادي وسلك رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة، وأمر عمار بن ياسر أن يأخذ بزمام الناقة يقودها، وأمر حذيفة بن اليمان أن يسوق من خلفه، فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في العقبة إذ سمع حس القوم قد غشوه فغضب وأمر حذيفة أن يردهم، فرجع إليهم حذيفة فجعل يضرب وجوه رواحلهم بمحجن في يده، وظن القوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اطَّلع على مكرهم، فانحطوا من العقبة مسرعين حتى خالطوا الناس، وأقبل حذيفة حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فساق به، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من العقبة نزل الناس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا حذيفة، هل عرفتَ أحدًا من الركب الذين رردتهم؟))، قال: يا رسول الله، عرفت راحلة فلان وفلان، وكان القوم ملثمين فلم أبصرهم في ظلمة الليل، وكانوا قد أنفروا بالنبي صلى الله عليه وسلم فسقط بعض متاع رحله، فجمعها الصحابة حتى لم يفقد منه شيء، فلما أصبح أسيد بن الحضير كلم النبي صلى الله عليه وسلم في شأن المنافقين وأن كل عشيرة مستعدة لقتل من فيها من المنافقين، وقال: حتى متى نداهنهم وقد صاروا في القلة والذلة وضرب الإسلام بجرانه فما يستبقي من هؤلاء؟ فكان جواب النبي صلى الله عليه وسلم لأسيد: ((إني أكره أن يقول الناس: إن محمدًا لما انقضت الحرب بينه وبين المشركين وضع يده في قتل أصحابه))، فقال: يا رسول الله، هؤلاء ليسوا بأصحاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أليس يظهرون شهادة أن لا إله إلا الله؟))، قال: بلى، ولا شهادة لهم، قال: ((أليس يظهرون أني رسول الله؟! فإني قد نُهيت عن قتل أولئك)).

 

• وكان أصحاب العقبة الذين دبروا المكر برسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر شخصًا، ولما قال حذيفة: لم أعرف أحدًا منهم؛ لأنهم ملثمون وفي عماية الليل، أخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسمائهم؛ فقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل عن راحلته، فأوحى الله إليه وراحلته باركة، فقامت راحلته تجر زمامها فلقيها حذيفة بن اليمان فأخذ بزمامها فاقتادها حين رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا، فأناخها، ثم جلس عندها حتى قام النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه فقال: ((مَن هذا؟))، قال: أنا حذيفة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فإني مسر إليك أمرًا فلا تذكرنه، إني نُهيت أن أصلي على فلان وفلان وفلان))، ذكر عددًا من المنافقين، ولم يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدًا غير حذيفة، فكان عمر بن الخطاب في ولايته إذا مات أحد ممن يظن أنه من أولئك الرهط أخذ بيد حذيفة للصلاة عليه، فإن استجاب علم أنه ليس منهم، وإن امتنع عرف أنه منهم.

 

• مسجد الضرار، لقد بلغ من أمر المنافقين أنهم عملوا على بناء مسجد لهم؛ ليتمكنوا من الاجتماع فيه ويحيكوا منه المؤامرات، وليكون مركزًا للتجسس تحت مسمى المسجد، فأتى هؤلاء المنافقون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: يا رسول الله، إنا قد بنينا مسجدًا لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة والليلة الشاتية، وإنا نحب أن تأتينا فتصلي لنا فيه؛ وذلك ليكسبوا مشروعية إقامته، وكان النبي صلى الله عليه وسلم وقتها يتجهز لتبوك، فقال لهم: ((إنا على جناح سفر، وحال شغل، ولو قدمنا إن شاء الله أتيناكم فصلينا لكم فيه))، فلما عاد إلى المدينة واقترب منها نزل بذي أوان - مكان التجمع السابق - أتاه خبر المسجد، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك بن الدخشم أخا بني عوف، ومالك بن عدي - أو أخاه عاصم بن عدي - فقال: ((انطلقا إلى المسجد الظالم أهله فاهدماه وحرِّقاه))، فخرجا سريعين حتى أتيا بني سالم، فقال لمعن: أنظرني حتى أخرج إليك بنار، ثم خرجا يشتدان حتى دخلا المسجد وفيه أهله فحرقاه وهدماه، فتفرق المنافقون عنه.

 

وقد روى الواقدي وعدد من أهل السير: أن الذي أشار على المنافقين ببناء مسجد الضرار هو أبو عامر الراهب الملقب بالفاسق؛ لكي يجتمع بأعوانه سرًّا؛ فقد كان هواه مع الروم ويسعى إلى طلب نصرتهم وبسط نفوذهم على الحجاز، وكان يمهد لهذا الأمر، لكن رب العالمين - ناصر المسلمين - كان مطلعًا على نواياهم؛ فنزلت الآيات تفضحهم وتكشف أسرارهم: ﴿ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ * أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 107 - 110]، مقارنة بين مسجد قُباء الذي أُسس على التقوى وبين مسجد الضرار الذي أُسس على النفاق والأذى، فالأول صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم ورغَّب في الصلاة فيه فقال: ((الصلاة في مسجد قباء كعمرة)).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • قصائد
  • صوتيات ومرئيات
  • قصص الأطفال
  • إعراب القرآن
  • معارك إسلامية خالدة
  • كتب
  • بحوث ودراسات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة