• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب موقع الأستاذ الدكتور عبدالله بن ضيف الله الرحيليأ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي شعار موقع الأستاذ الدكتور عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ الدكتور عبدالله بن ضيف الله الرحيلي / مقالات


علامة باركود

المهاجرون والأنصار رضي الله عنهم والذين جاؤوا من بعدهم (قراءة تدبرية)

المهاجرون والأنصار رضي الله عنهم والذين جاؤوا من بعدهم (قراءة تدبرية)
أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي


تاريخ الإضافة: 27/5/2025 ميلادي - 29/11/1446 هجري

الزيارات: 367

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المهاجرون والأنصار رضي الله عنهم والذين جاؤوا من بعدهم

(قراءة تدبرية)

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبي الرحمة والهداية، محمد صلى الله وسلم عليه وآله وأصحابه أجمعين، ورضي الله عن صحابته الكرام.

 

أمّا بعد:

• فهذه وقفةٌ بشأن أهمية التدبر، الذي أمَرَنا الله به سبحانه.

 

وستكون الوقفة نقْلَ نصٍّ ثم تعليقًا عليه؛ راجيًّا أن يكون هذا مثالًا واضحًا مهمًّا لأهمية التدبر.

 

أولًا: النص:

"أخرج الحاكم، وصححه، وابن مردويه، عن سعد بن أبي وقاص، قال: الناس على ثلاثة منازل، قد مضت منزلتان، وبقيتْ منزلة، فأحسنُ ما أنتم كائنون عليه أن تكونوا بهذه المنزلة التي بقيتْ، ثم قرأ: ﴿ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ ﴾ [الحشر: 8] الآية، ثم قال: هؤلاء المهاجرون، وهذه منزلةٌ وقد مضت، ثم قرأ ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾ [الحشر: 9] الآية، ثم قال: هؤلاء الأنصار، وهذه منزلةٌ وقد مضت، ثم قرأ ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ ﴾ [الحشر: 10]، فقد مضتْ هاتان المنزلتان، وبقيت هذه المنزلة فأحسنُ ما أنتم كائنون عليه أن تكونوا بهذه المنزلة". (الدر المنثور في التفسير بالمأثور، للإمام السيوطي، رحمه الله، ت 911 هـ).

 

ثانيًا: التعليق عليه:

قلتُ: رضي الله عن سيدنا سعد بن أبي وقّاص، صاحب رسول الله صلى الله وسلم عليه وآله وصحبه أجمعين، وأكرمْ به.

 

وهذا القول الذي قاله، رضي الله عنه، صحيح، لكن ليس هو على إطلاقه؛ وذلك أنه صحيح مِن حيث تفسير هذه الآيات بالمهاجرين والأنصار بانطباقها عليهم وأنهم هم المقصودون بها، وقد دلّت الآيات والأحاديث الكثيرة على هذا.

 

لكن مِن جانبٍ آخر، لا يَصحّ لنا أنْ نحتجّ بهذه الآيات الكريمة وبهذا القول عن سيدنا سعد في تفسيرها -رُغْم صحته- على قَفْل بابِ الولوج في فضْل الهجرة والنصرة في سبيل الله وتشبُّه مَن يأتي لاحقًا بهؤلاء الصحابة الكرام، وإنْ لم يَنلْ شرف الصحبة!

 

فقوله، رضي الله عنه: "فأحسنُ ما أنتم كائنون عليه أن تكونوا بهذه المنزلة التي بقيتْ، ثم قرأ: ﴿ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ ﴾ [الحشر: 8] الآية، ثم قال: هؤلاء المهاجرون، وهذه منزلةٌ وقد مضت…"، ليس هو الذي عليه الأدلة، ويتأكد هذا بالنظر ليس إلى هذه الآيات فقط، وإنما بالنظر إلى مجموع الأدلة الشرعية.

 

وهناك أدلة واضحة تدل على ما أقول، ومنها الأدلة الآتية:

1- يَدلُّ على صحة هذا المَلْحظ، معنىً عامٌّ كبير، لا يَختلف فيه مسلمان، وهو أنّ الإسلام لم يأتِ مفصَّلًا على الصحابة فقط، رضوان الله عليهم، تفصيلًا يُلغي الالتفات إلى مَن أتى ومَن يأتي بعدهم مِن أمّة محمد صلى الله وسلّم عليه وآله، أو يُلغي إتاحة الله الفرصة لهم للاقتداء بأولئك الصحابة الكرام، بل إنّ تعاليم الإسلام في كثير من نصوصها ومقاصدها داعيةٌ للتخلق بأخلاقهم، والاتصاف بصفاتهم!

 

• وهذا يَهدينا لِتَبيّن الصواب مِن خلافه في أخْذنا مِن أقوال المفسرين الأفاضل؛ إذ ليس كل قولٍ يؤخذ على إطلاقه، وإنما يؤخذ في ضوء المراجعة والنظر والترجيح، وذلك في ضوء الاهتداء بمختلف آيات القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، ومقاصدها.

 

• وبتدبر هذه الآيات يَظهر لنا أنّ الحقَّ في تفسيرها، هو أنّ المنزلتين المذكورتين فيها، بالرغم مِن صدْق هاتين المنزلتين على الصحابة المهاجرين والأنصار مع ارتباط هذا بخصوصيتهم بشرف الصحبة، إلا أنّ الآيات لم تَقفل باب التخلّق بخُلق الأصحاب والحثّ عليه، أبدًا، نعم، أصحاب المنزلتين مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: المهاجرون والأنصار، قد مضوا، لكنْ المنزلتان لم يُنسخا ولم يُقْفلا، بل هما باقيتان، وأنه باستثناء شرف الصحبة، فالفرصة مفتوحة لكل مَن جاء بعد الأصحاب ممن تتكرر له ظروف أحوالهم!

 

2- وكيف نقول بقفْل الاتّصاف بصفات أصحاب هاتين المنزلتين؛ ونحن نشاهِد ظروف الناس وأحوالهم في هذه الدنيا، التي نراها اليوم كأنها أحيانًا صورةٌ طبق الأصل للأحوال التي مرّ بها الأصحاب، رضوان الله عليهم!

 

• فالصحيح هو أنّ لكلِّ زمانٍ أنصارَه ومهاجريه؛ ولهذا فنحن مدعوّون للتأسي بالفضلاء، الذين مضوا من أهل هاتين المنزلتين، وكذا الحال بالنسبة للمنزلة الثالثة، فالباب فيها مفتوح، بل المسلمون مدعوّون إليه؛ فكلُّ صاحبِ حالٍ من هذه الأحوال الثلاث مأمور بأنْ يتعبد الله بما تقتضيه حاله.

 

3- أنّ الإسلام جاء للإنسان في كل زمان وكل مكان وفي كل حال!

 

وما دعانا الله للتدبر، إلا لأنّ نصّ الوحي الإلهي وحده لا يَصنع شيئًا ما لم يُفعّل معناه مِن جهتنا نحن المتعبدين لله به في جانبين:

الأول: جانب فقْه قارئه له فقهًا صحيحًا.

 

الثاني: جانب تفاعل قارئه مع هذا النص الكريم؛ بتفاعل العقل والقلب والجوارح معه؛ فيتحول نصُّ الوحي إلى سيرةٍ حيّة مشاهَدة؛ فكأنما يُصبح نصُّ الوحي حينئذ تطبيقًا مشاهدًا، أو مَشهدًا منظورًا من نصوص وحي الله في سيرة عباد الله المتقين المتدبرين!

 

• هذا الذي يَهديني إليه التدبر لمعنى هذه الآيات الكريمة، وليست هذه الأدلة فحسبُ.

 

بل كذلك، لو نظرنا في سياق هذه الآيات؛ لتبيّن الصواب.

 

وكذا لو نظرنا إلى بعض الآيات الأخرى، المشتملة على التقسيم في مجالٍ آخَر؛ لتبيّن لنا بما يُشبه اليقين بأنّ هذا المعنى الذي قلتُه صوابٌ بما يُشْبه النصّ عليه.

 

وإليك البيان إضافةً إلى ما مضى مِن استدلال:

4- أمّا بالنسبة لتدبر الآيات: فيقول الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [سُورَةُ الحَشْرِ: 9-10].

 

فقوله جل جلاله: ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10]، واضحٌ أنه يَدخل فيه الذين يَصْدق عليهم هذا الوصف من صحابة الرسول صلى الله وسلم عليه وآله، وهم الذين نَزَلتْ فيهم الآيات، وفازوا بشرف خصوصية الصحبة لرسول الله صلّى الله وسلّم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، التي لم يُشاركهم فيها أحد، وقد توارد المفسرون على تفسير هذه الآيات وما في معناها بأنّ المعنيَّ بها الصحابة رضوان الله عليهم، وهو صحيح.

 

لكن يَدخل في هذا الوصف مَنْ ينطبق عليه هذا المعنى، أعني: مَن تنطبق عليهم صفات المهاجرين والأنصار وأفعالهم ممن جاء بعدهم من العصور، دون تقييد بزمنٍ ما، وهو وصْف الهجرة والنُّصرة بحسب أحوالهم في أزمانهم، وإنْ كان ذلك لا يُلحقهم برتبة الصحابة الكرام.

 

5- وأمّا ما يدل على ذلك أيضًا -بعدَ النصوص الشرعية- القاعدة المتفق عليها عند الأصوليين والمفسرين: (العبرة بعموم اللفظ، لا بخصوص السبب)، وهذا بابٌ واسعٌ مِن أبواب تدبر القرآن وتفسيره، وهذا يَعني إعمال عمومات ألفاظ الكتاب والسنة؛ بحيث نَستوعب في تدبرنا هدايات الكتاب والسنة كلها، وتطبيق تلك العمومات على كلِّ مستجدٍّ من القضايا والمسائل.

 

6- ويؤكّد صحة هذا التفسير، أنه به تتجدد هدايات القرآن الكريم، وتتنوع وتكْثُر، وذلك بتفعيل النصوص والمقاصد والقواعد العامة في كل جديدٍ مِن القضايا والمسائل في مواضعها المنطبقة عليها.

 

• ويؤكد هذا المعنى كذلك، بعضُ ما جاء مماثلًا لهذا المعنى في النصوص الشرعية، كقوله تعالى في سورة الواقعة في حديثه عن الأصناف الثلاثة الذين ذكَرهم، فقال عن (السابقين) من الأصناف الثلاثة: ﴿ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ ﴾ [الواقعة: 13، 14]، فأخبرَ أنهم ثلة من الأولين، وقليل من الآخرين.

 

وحين ذكَر (أصحاب اليمين)، قال: ﴿ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ * ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ ﴾ [الواقعة: 38 - 40]، فأخبرَ أنهم ثلة من الأولين، وثلة من الآخرين، ولم يَقل: وقليل من الآخرين!

 

إِذَنْ؛ فالصواب هو أنّ هذه المنازل الثلاث، الوارد ذكْرها في هذه الآيات، ليس المقصود بها قفْل باب الاقتداء بالصحابة، أصحابِ المنزلتين: الأولى والثانية، وقصْر فرصة مَن جاء ويجيء بعدهم على المنزلة الثالثة، وإنما نحن مدعوّون إلى الاجتهاد في وُلوج أبواب الخير كلها، وإلى التشبه بالصحابة الكرام، مع التسليم بخصوصيتهم بصحبة رسول الله صلّى الله وسلّم عليه وآله وصحبه أجمعين.

 

• أرأيتم الفرق بين أنْ نأخذ الأقوال والروايات والتفاسير على وجْه التقليد، أو نأخذها على وجه النظر والتدبر والتبيّن!

 

نسأل الله تعالى أن يَهدينا سواء السبيل.

 

وبعدُ:

فلعلّ في وقفة التدبر هذه، إشارة إلى أهميةِ كلٍّ مِن الآتي:

• التدبر، لكن بمنهجٍ مُتثَبّت فيه.

 

• التنبه إلى أنّ فضْل الفاضل، كالصحابة الأجلّاء، لا يعني عِصْمة الواحد منهم، أو عدم جواز وقوع الخطأ في رأيه مطلقًا، لكن خطؤه لا يُنقِص من قدره وفضله.

 

• والتنبه إلى أنّ كون الشخص مفضولًا، أو تلميذًا، لا يعني أنه لا يُصيب أبدًا!

 

• أنّ تدبر أقوال الفضلاء مِن أصحابٍ وغيرهم في ضوء نصوص الكتاب والسنة، وشمول النظر بالكتاب كله والحديث الشريف كله؛ يَهدينا إلى الراجح مِن القول، وإلى صحيح التفسير.

 

نسأل الله تعالى أن يَهدينا سواء السبيل.

 

اللهم اعفُ عنا وتقبل منا!

 

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، سبحانك اللهم أستغفرك وأتوب إليك.

 

والحمد لله رب العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- جزاكم الله خيرا
عبدالله موسى الحسن - نيجيريا 28-05-2025 01:09 PM

شرح جميل ومفيد جداً، رفع الله قدركم وزادكم توفيقا.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • مرئيات
  • كتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة