• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   تقارير ودراسات  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ست طرق سريعة حول كيفية مراقبة الآباء للأنشطة ...
    عباس سبتي
  •  
    اختبار دقيق لتشخيص فقدان الذاكرة
    عباس سبتي
  •  
    التغلب على الخرف بعد معاناة الحياة
    عباس سبتي
  •  
    أساليب التأديب التي قد تستفحل مشكلات السلوك
    عباس سبتي
  •  
    المكسيك: تضاعف عدد المسلمين 250% خلال ١٥ عاما
    آية حسين علي
  •  
    دراسة الخوف من فقدان الهاتف لدى طلبة كلية الطب في ...
    عباس سبتي
  •  
    الإشراف الأبوي في العصر الرقمي
    عباس سبتي
  •  
    مسلمون إسبان: اعتناقنا للإسلام أفضل قرار اتخذناه ...
    آية حسين علي
  •  
    توقعات بتضاعف تعداد المسلمين في الاتحاد الأوروبي
    آية حسين علي
  •  
    الحجاب في أوروبا.. لا تظلمون ولا تظلمون
    سامية جمال محمد
  •  
    أسلمة بريطانيا العظمي: تزايد أعداد معتنقي الإسلام
    رحمة سراج الدين Rahma serag eldeen
  •  
    من الهندوسية إلى الإسلام
    جمعة مهدي فتح الله
  •  
    الشعور بالانتماء بين مسلمي بريطانيا
    فارزانا إسلام Farzana Aslam
  •  
    مسلمو موسكو
    رستم قبيل
  •  
    مستقبل الإسلام في الغرب
    موقع salaam
  •  
    لقاء مع أسرة هولندية آثرت الإسلام على النصرانية
    إذاعة هولندا العالمية RNW
شبكة الألوكة / المترجمات / تقارير ودراسات
علامة باركود

الترجمة باعتبارها شذوذا في مجال الأماكنية

الترجمة باعتبارها شذوذا في مجال الأماكنية
وئام المددي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/6/2012 ميلادي - 16/7/1433 هجري

الزيارات: 15234

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الترجمة باعتبارها شذوذا في مجال الأماكنية

مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية

أحمد صابر

كلية الآداب والعلوم الإنسانية

أكادير

ترجمة: وئام المددي

مترجم من اللغة الفرنسية

 

تقديم عام:

إذا كانت الترجمة في مجال العلوم الإنسانية أداة ضرورية للتواصل، فإنها في حقل الأماكنية ليست سوى عملية يومية ضحلة الفعالية. إنها إذن "حادثة" قابلة للتفتق بين ثنايا اللحظات، بل سرعان ما تقتحم الميدان حتى تمسك بلجام اللحظات القصوى، سواء من أجل تدوين تاريخ إنسان يقطن مكانا محددا في جغرافية الكرة الأرضية وحتى في العالم، أو ببساطة، من أجل إثارة المسافر الذي يعقب ذلك بالتدوين. إمكانية استعمال الترجمة الأماكنية هنا هي إلى حد ما مستشرية بسبب انتشار كتب الرحلات، الشيء الذي يضاعف من إمكانية تداولها ويثير الانتباه إلى معنى اسم العلم المكاني الأصلي المحفوف بالغموض. لكن علينا الإقرار بسرعة تحول هذا النوع من الترجمة إلى عامل يبعد القارئ عن المعنى الذي ينشده منذ البداية إذا ما خضعت لنزوة أو نزوع نحو الذاتية.

 

1- الوظيفة العالمية للترجمة:

في عالمنا هذا الذي نعيش فيه، والذي هو فسيفساء من اللغات واللهجات وأيضا من اللهجات الفرعية، تتبدى لنا الحاجة الملحة إلى إيجاد وسيلة لمد جسور التواصل بين مختلف الثقافات والحضارات. بهذا تكون الوظيفة العالمية للترجمة بهذا الشكل هي تلبية حاجة " تأمين نقل الرسالة من لغة إلى أخرى "، وبالتالي من رؤية للعالم إلى أخرى، على أن نتغيى أقصى ما يمكن من الأمانة. لكننا لا نستطيع تناسي المثل الساري: (الترجمة خيانة) « Traducttore tradittore »

 

2- المستويات المختلفة للترجمة ومسألة الأمانة في النقل:

مما لا شك فيه أن الخيانة في مجال الترجمة قديمة قدم الترجمة نفسها. هذه الخيانة التي تتفاقم مع انتقالنا من حقل العلوم الحقة إلى حقل العلوم الإنسانية، ولتمثيل هذه الحقيقة المعروفة نقدم حالتين متناقضتين: إذا كانت المعلوميات قد مكنتنا في هذا العصر من الحديث عن الترجمة الآلية في مجال الرياضيات مثلا، وذلك من خلال تأمين أكبر قدر ممكن من الأمانة، فإن عملية الترجمة هذه في مجال الأدب بعيدة كل البعد عن ذلك. ماذا سيقول لنا الشاعر عن إدعائه نقل شعره إلى لغة أخرى؟ ماذا سيقول الفكاهي عن نسخة من نصه الأصلي؟ أظن أننا هنا بإزاء توجهين مختلفين في الترجمة.

 

هل نقول بعد هذا بإمكانية الترجمة؟

 

3- هل الترجمة ممكنة في مجال الأماكنية؟ وبعبارة أخرى: هل هي ضرورية؟

أسلفنا الحديث آنفا عن فرضية مفادها أن الترجمة في مجال الأماكنية هي اصطدام لساني. ولفهم هذا "الشذوذ" بشكل أفضل يمكننا مقاربة الترجمة في علم الأماكنية وعلم أسماء العلم الشخصية بالأدوات ذاتها. وبإمكاننا، إذا غضضنا الطرف عن الاقتباس الصرفي الأصواتي البسيط من قبيل: (John / Jean / Juan / Juâo) أن نتخيل ما سيحدث من ناحية التواصل الداخلي إذا ما كانت كل أسماء العلم الشخصية ( علي، سعيد، إلخ.. ) تملك مقابلات معجمية في كل واحدة من اللغات التي يمكن لنا التحدث بها.

 

يجب علينا في ضوء هذه المقارنة، معرفة إذا ما كانت الترجمة في علم الأماكنية، وحتى في علم أسماء العلم الشخصية، هي ضرورية أو لا في واقع الأمر، وذلك حسب التعريف الذي قدمناه آنفا للترجمة.

 

هذا السؤال يكتسب شرعية أقوى عندما ندرك أن اسم المكان يقطع كل صلة مع مدلوله الأصلي، على الأقل في حالته الحالية أو السكونية وبصفته دالا: من منا يفكر في أيامنا هذه وبشكل عفوي في الفعل ربط ( - « » ◆) عندما يقول: " أنت تقطن بالرباط؟ " أو في مدلول الصفة: جديد، عندما يتحدث عن مدينة الجديدة؟ يمكن للأمثلة أن تتناسل إلى ما لا نهاية سواء على المستوى الجغرافي الوطني أو الدولي.

 

هذه المسافة أو "القطيعة" بين الدال الأماكني وداله الأصلي ملاحظة بشكل أكبر في الجانب الأثلي لأسماء العلم المكانية التي تنتهي جذورها إلى "اللغات الميتة" التي كانت تتداولها الحضارات البائدة، مما يزيد من تعتيم المعنى وصعوبة إيجاد الأصل الذي غالبا ما يكون لغزا.

 

يتبين لنا، انطلاقا مما سبق، أن كلا من دلالتي اسم العلم المكاني واسم العلم الشخصي تتميزان سكونيا بضعف التعليل:

أ- اسم العلم الشخصي محمد لم يعد بمقدوره استحضار فعل حَمِدَ / يَحْمَدُ لتعيين شخصية محددة.

 

ب- اسم العلم المكاني الجديدة أحدث قطيعة مع الجذر جَدَّ واستَجَدَّ في تعيينه لـ"مدينة تقع على الجانب الأطلسي بين الدار البيضاء وأزمور" إلخ.

 

نستطيع، انطلاقا من هذه القطيعة بين اسم العلم المكاني والتعليل الذي كان يخصه في الأصل - كما هو الشأن بالنسبة للأسماء المشتركة –أن نستنتج إجرائيا أن الترجمة في ميدان الأماكنية عملية عديمة الجدوى، إلا أن الوظيفة المعول عليها نظريا في تأمين الترجمة، لا تمثل في واقع الأمر إشكالية في هذا المستوى.

 

هكذا يصبح اسم العلم المكاني بصيغته الواحدة والوحيدة قابلا - نظريا- لأن يتداول في أي لغة دونما حاجة إلى المرور من منعرج الترجمة، تماما كما هو الشأن بالنسبة لاسم العلم الشخصي.

 

لكننا في ميدان التطبيق، نلفي أنفسنا منهمكين في استخراج استثناءات عدة لكل اسم علم لبلد ما، هذه الاستثناءات التي تخص هذه النظرية المحاولة اجترار معيار لنفسها. ولملامسة هذا "الاصطدام" نقترح دراسة حالة تمكننا من القيام بتصنيف ممكن داخل الترجمة الأماكنية، من جهة، ومن مقاربة هذه العملية مقاربة دلالية، من جهة أخرى.

 

4- مقاربة لوضعية الترجمة الأماكنية على المستوى الدولي:

علينا أن نشدد في البدء على أن القضايا المرتبطة بالعلوم الأماكنية بوصفها وثيقة قيمة بالنسبة للمؤرخ، واللساني، والمهتم بعلم الإنسان، وعالم الاجتماع، وعالم البيئة إلخ..، ما فتئت تثير اهتمام الشعوب، خير مثال على ذلك تنظيم الأمم المتحدة ( هيئة اقتصادية واجتماعية ) للجنة هدفها الاهتمام بدراسة أسماء العلم المكانية وضبطها. يتعلق الأمر بالمؤتمر الدولي لتوحيد أسماء الأعلام المكانية والذي عقد في دورته الأولى بجنيف في شهر سبتمبر 1967. ستليه مؤتمرات أخرى بلندن في ماي 1972، وبأثينا في غشت 1977، و بجنيف في 1982، و بمونتريال في 1987 و بنيويورك في غشت 1992. والهدف من هذا المؤتمر الدولي، كما يدل عليه اسم المؤتمر، هو البحث عن الــ "تنميط"، بل حتى عن بعض التشابه بين المعطيات الأماكنية على الصعيد العالمي.

 

ولهذا المؤتمر أهمية قصوى تخص الأماكنية العربية، وذلك لكون عديد من أسماء العلم المكانية العربية خاضعة إما للترجمة إلى اللغات الأجنبية وإما إلى الاقتباس الصرفي الأصواتي من اللغات الأجنبية نتيجة للاستعمار والاحتكاكات التاريخية بين الشعوب.

 

نستطيع، من هذا الإطار الدولي العام استخراج نماذج تمثل لتلك الوضعية، وذلك حال اسم العلم المكاني ساحل العاج. لسنوات قليلة كان اسم العلم المكاني هذا يترجم في جميع لغات العالم تقريبا ترجمة حرفية، ساحل العاج باللغة العربية، IVORY COAST باللغة الإنجليزية، COSTA DE MARFIL باللغة الإسبانية واللغة البرتغالية، إلخ. ولكن هل هناك، من الناحية الدلالية، ضرورة ملحة إلى هذا التعدد في اسم العلم المكاني البدئي من أجل تعيين بلد واحد ووحيد؟ ألن يؤدي إسهال كهذا في الأسماء على اللاتواصل بذاته في نهاية المطاف؟ ألا يناقض ذلك هدف أول واضع لذلك الاسم (ساحل العاج) والمتمثل في تمييزه عن باقي البلدان، أو على الأقل، في تحديده بصفته نقطة جغرافية؟

 

أكثر من ذلك، فإن اسم العلم المكاني هذا يفترض، في الأصل على الأقل، شحنة دلالية تستودع تاريخ البلد: كان الفرنسيون يساحلون شواطئ تلك المنطقة في القرن الرابع عشر ويمارسون فيها تجارة العاج. إلا أن هذا الدال التاريخي تم طمره في ذاكرة سكان ساحل العاج، في حين أن المدلول في أيامنا هذه لم يعد يعني لحظيا إلا مرادفا لـ "دولة من دول إفريقيا الغربية تقع في خليج غينيا، يحدها من الشرق إلى الغرب كل من ليبيريا، وغينيا، ومالي، وفولتا العليا، وغانا". وبالمقابل فإن الترجمات الحرفية التي أتينا على ذكرها تشجع على "إحياء" المدلول البائد، خاصة إذا ما تذكرنا أن الترجمة هنا عملية عديمة النفع. أليست الترجمة بالنسبة لكثيرين عامل مفارقة تاريخية دلالية؟

 

يشكل ما سبق سببا من بين أسباب أخرى كان بدون شك وراء إقرار هذا البلد الذي يخص نفسه بأسماء متعددة تعدد لغات العالم، أمام هيئة الأمم المتحدة أن اسمه الواحد والوحيد هو ساحل العاج. وهذا نموذج لاسم علم مكاني بأشكاله المختلفة، يستحق التفات عالم الأماكنية إليه.

 

إذا ما كانت الترجمة من نوع اسم العلم المكاني السابق تقدم ما يمكن أن نسميه "منظورا تاريخيا" (تجارة العاج في حقبة معينة )، فإن ترجمة أسماء العلم المكانية الأخرى تستدعي "منظورا جغرافيا": شوغوكو، الاسم المعطى للصين، المنظور إليه بعيون صينية أو يابانية حتى، يعني: "البلد الموجود بمركز العالم"، في حين أن اسم Nihon المعطى لليابان – ومنه الصفة « nippon » = ياباني - من قبل الصين - يعني البلد الذي تشرق منه الشمس.

 

لنتصور إذن سياقا لسانيا دوليا حيث على كل لغة أن تقوم بترجمة صين ويابان ترجمة أدبية تحترم المدلول الأثلي لهاتين الكلمتين: هذه الترجمة ستشكل نشازا في مجال الجغرافيا. ماذا سنقول عن بعض أسماء الأعلام المكانية العامة كــ الشرق (الأقصى، الأوسط، الأدنى ) والمغرب ( العربي، الأقصى )؟

 

ولكن هل علينا أن نعتبر أن بإمكان دعوة هيئة الأمم المتحدة إلى تنميط أسماء الأعلام المكانية على المستوى الدولي وضع حد لاقتباس ترجمات جديدة لأسماء الأعلام المكانية المقبولة بشكل رسمي؟ هذه الدعوة حسب ما يعتقد الكثيرون، إيقاف أو كبح الترجمات الأماكنية، وذلك بسبب المقاومة البديهية للأشكال الأماكنية المتواجدة سابقا نتيجة ما لحقها من تحجر لساني، ليس فقط على مستوى التوثيق بل حتى على مستوى ذاكرة الأجيال.

 

أ – فيما يخص اللغة العربية مثلا، مع الاحتفاظ بالسياق الدولي نفسه، نستطيع أن نقف لتفحص بعض الأمثلة الأماكنية التالية:

اسم العلم المكاني العربي اسم العلم المكاني الفرنسي اسم العلم المكاني الإسباني اسم العلم المكاني الإنجليزي

البحر الأحمر LA MER ROUGE EL MAR BERMEJO

الشرق الأوسط MOYEN ORIENT      ORIENTE MEDIO MIDDLE EST (?)

EAST

الإمارات العربية EMIRATS ARABES  EMIRATOS ARABES UNITED ARAB

المتحدة                        UNIES   UNIDOS    EMIARATS

 

هكذا نسجل أن الموضوع الناطق باللغة العربية المعلن عنه بالكاد يحتفظ، تحت شكل أرشيف مبطن في الذاكرة، بالقيمة الدلالية المفهومية التي كانت الأصل في تسمية المكان (في الأمثلة السابقة: مفهوم اللون "أحمر" و"وسط" و"وحًّد".. ). نفس هذه القيمة المفهومية غالبا ما تكون، بالمقابل، قد "بعثت" أثناء الترجمة بـ/ وفي الموضوع الأجنبي عن اللغة الأصل، سواء أكانت الفرنسية أو الإسبانية أو الإنجليزية، إلخ. لهذا السبب من الشرعي أن نتساءل مرة أخرى إذا ما كان مستعملو اللغات المختلفة يرجعون في واقع الأمر، وبشكل موضوعي، إلى النقطة الجغرافية نفسها؟ وهل ينطلق المستعمل العربي من زاوية التمييز نفسها؟

 

ب – الأماكنية الإنجليزية: نستطيع تسجيل ظاهرة دلالية مماثلة للسابقة من خلال أسماء الأعلام المكانية التي لحقت بها الترجمة:

اسم العلم المكاني الإنجليزي اسم العلم المكاني الفرنسي اسم العلم المكاني الإسباني اسم العلم المكاني العربي المملكة المتحدة Reino Unido Royaume Unie United Kingdom

United States of Les états Unis Estades الولايات المتحدة الأمريكية Unidos de d’Amérique Americ إلخ.

 

من المهم أن نتذكر في هذا الصدد أن في بعض الوثائق التاريخية المغربية، خاصة تلك التي ترتبط بأحداث القرنين الثامن عشر والتاسع عشر (الوثائق على سبيل المثال) نجد بشكل مطرد أسماء أعلام مكانية أنجليزية، فرنسية، إسبانية، إلخ.. في صيغ قريبة جدا من الأصل، تبعا للغة، حتى لا نقول متماهية: بريطانيا العظمى GREAT BRITAN..، بالكاد نستطيع اعتبار هذه الصيغة الأماكنية الأجنبية مقتبسة أصواتيا، بله صرافيا، من قبل اللغة المستقبلة، اللغة العربية. هذا الميل نحو المحافظة على الصيغة الأماكنية الأصلية، حتى داخل اللغة العربية نفسها، يمكن تفسيره، حسب ما أجمع عليه أغلب المؤرخين اليوم، بكون المغرب قد تعرف على البلدان الأوربية الأخرى في القرن الثامن عشر عن طريق إسبانيا، الشيء الذي يفسر هذا النوع من الأسبنة الأصواتية الذي يصبغ أسماء الأعلام المكانية التالية كما تظهر في الوثائق:

اسم العلم المكاني العربي اسم العلم المكاني الإسباني اسم العلم المكاني الأصلي

فرنسيس                              France Francès > Francia

برتقيز                                 Portugal Portuguées > Portugal

إنجليز Inglès > Inglaterra                          England

لواندريز                              London Londres

إلخ

 

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الاستعمالات قد سقطت في الإهمال في أيامنا هذه، وقد كانت قبلا، فقد ظهرت في النصف الأول من القرن التاسع عشر.

 

5- هل هناك "تنميط" أو ضبط في الترجمة الأماكنية؟

هل هناك، أكثر من ذلك، ترجمة تشمل جميع أسماء أعلام الأماكن؟

 

إن النظرة العابرة للقائمة الأماكنية لبلد ما سيسمح لنا بأن نؤكد أن أسماء أعلام الأماكن ذات الصيغ المركبة هي الأكثر تأثرا بالترجمة، في حين أن أسماء أعلام الأماكن ذات الصيغة البسيطة، كما سنرى لاحقا، يندر أن تصاب بتأثير ما، وهذا ما سميناه سلفا " الاقتباس الصرافي" أو "الصرافي الأصواتي". إلا أن المثير للقلق أكثر، في هذا الصدد، هو الفوضى وغياب المنطق اللذان يحكمان مجال الترجمة الأماكنية على المستوى العام. هكذا سيكون بإمكاننا التساؤل حول المعيار الذي تعتمده ترجمة اسم علم مكاني ما والذي قد لا تعتمده ترجمة اسم علم مكاني آخر. لرصد هذا الشذوذ في الترجمة الأماكنية نقترح فحص بعض النماذج لأسماء بلدان من أمريكا اللاتينية.

 

هكذا نسجل أن أسماء أعلام الأماكن: COSTA RICA وPUERTO RICO، وكلاهما اسمان مركبان، وبالتالي فإنهما، بنيويا، متناظران مع الاسم: COTE D’IVOIRE ساحل العاج، قد استطاعا تحديد موضوع الترجمة العربية أو غيرها انطلاقا من اللغة الأصل، الإسبانية، باتباع قاعدة الفرز التالية:

 

PUERTO RICO COSTA RICA COTE D’IVOIRE

 

……………………. = ……………………. < ………………………..

 

؟Y؟X                                    ساحل العاج

 

 

حيث سيحدد المجهولان المطلوبان Xو Y في اللغة العربية بالطريقة التالية:

X = الشاطئ الجميل

Y = الميناء الجميل

 

مثل هذه الصيغ الأماكنية لم يكن لها وجود بشكل رسمي ولم نسمع عنه بالتأكيد في المؤتمر الدولي لتنميط أسماء أعلام الأماكن. هاتان الترجمتان كان بإمكانهما أن تريا النور وتعقِّدا من تسمية البلدين على المستوى الدولي.

 

6- الاقتباس الصرافي أو الصرافي الأصواتي لاسم العلم المكاني:

يجب أن نميز قضية ترجمة اسم المكان عن مجرد تبنيه اشتقاقيا وصوتيا في اللغة المصدر. فنحن نتحدث، إذا تعلق الأمر بكون اللغة العربية هي اللغة الهدف، عن التعريب. وهو ما يتعلق عموما بأسماء الأماكن البسيطة كالتالي:

اسم العلم المكاني العربي اسم العلم المكاني الفرنسي اسم العلم المكاني الإسباني اسم العلم المكاني الإنجليزي

القاهرة EL CAIRO LE CAIRE؟

دمشق  DAMASCO DAMAS

الرباط RABAT              RRABAT

 

وإذا أخذنا بعين الاعتبار انعدام التعليل في تسمية العلم المكاني من الناحية السكونية، وكذلك قطيعته مع المعنى الأصلي الذي كان أساس وجوده، سنجد أن أغلبية التغييرات التي كان موضوعا لها، من جانب اقتباسه للغة الاستقبال، تظهر غالبا أنها غير ضرورية. وعلى كل حال فإن المستعمل، أيا كانت لغته، كان بمقدوره أن يقتصر على الصيغة الأصلية لاسم العلم المكاني إذا ماتم عزله عن الأصوات الأجنبية عنه. هكذا أصبح العديد من السكان المحليين غير قادرين على التعرف على اسم بلدهم أو عاصمتهم إذا ما نطق بلغة أجنبية، ونجد هذه الظاهرة تطرد بشكل أكبر في بعض الوثائق القديمة (بطاقات أو نصوص). حيث يتحول هذا الاسم المستعار المقتبس صرافيا وأصواتيا بكل سهولة إلى فوق اقتباس، الشيء الذي يفسح المجال لأخطاء من النوع التالي الذي استخرجناه من "بطاقات المغرب القديمة":

(ماسة أو ماست) MESFA/MEçA/MECA/REMEFT

(آسفي) ASAPHI/çAFIM/CAFIN/TZAFFIN

(فضالة = المحمدية) FEDALE

(المعمورة) LA MAMORE

(أزيلا) ARZILLE

(مليلية) MELILLE

(راس إيغير) CAP DE GREL

(العرائش) LA RACHE

(تِطّاون) TUTWAN

 

إلا أنه يجب أن نشير في معرض حديثنا بأن هذه البطاقات والنصوص القديمة تصلح أيضا كأرشيفات أماكنية (TEFFELFET/AGUANARBA إلخ.. ) سنستطيع القول بكون التغييرات الشكلية المتنوعة التي تلحق بأسماء أعلام الأماكن الأجنبية ما هي إلا نتيجة للتعريب.

 

وبالتالي يجب علينا أن نشير إلى أن بعض الصيغ الأماكنية هي أوفر حظا من بعص الصيغ الأماكنية الأخرى.. يتعلق الأمر عموما بتلك الصيغ الأماكنية التي لا تطرح مشاكل أصواتية كثيرة أثناء انتقالها من اللغة الأصل إلى اللغة الأجنبية. هكذا فإن العلمين المكانيين "داكار" و"مدريد"، على سبيل المثال، يمثلان هذا "التنميط الأماكني" المنشود تحققه في جميع لغات العالم.

 

لم نتطرق في هذا الصدد إلى وضعية أسماء أعلام الأماكن التي تتناسب معها، في لغات أخرى، أسماء ليست بالضرورة اقتباسات صرافية أصواتية، بل ليست ترجنات حقيقة حتى، لكنها تشكل صنفا من المرادفات التي، بالنسبة لكثيرين، لها أثالة مختلفة كل الاختلاف عن مضاعفاتها كما هو الحال في الأمثلة التالية:

• المغرب (MARRAKUS <) MAROC / (OUEST=)

• AUTRICHE (=؟؟) / النمسا (=؟؟)

• إلخ

 

في هذه الحالة يتقاسم كل من اسم العلم المكاني ومرادفاته المرجع نفسه، وليكن البلد المدلول. هذه المسافة بين مختلف أسماء أعلام الأماكن، والتي تحدد المكان نفسه، هي بداهة كما هو الحال مع الموضوع المتكلم بلغة 1، فإنه لا يعرف بالضرورة اسم العلم المكاني المرادف في اللغات 2 و3..، الشيء الذي يمكن أن يكون عاملا للتواصل.

 

7- الترجمة والأماكنية المغربية:

انطلاقا مما سبق، هل يمكننا طرح أسئلة تهم الأماكنية المغربية؟

أ‌- من المسؤول عن ترجمة اسم العلم المكاني؟

 

نظريا نستطيع أن نلمح الإمكانات المختلفة التالية قبل أن نفحص كل حالة على حدة:

• المستعمل المغربي الناطق باللغة العربية المترجم لاسم العلم المكاني المحلي الأمازيغي.

 

• المستعمل المغربي الناطق باللغة الأمازيغية المترجم لاسم العلم المكاني المحلي العربي (علم مكاني عربي؟)

 

• المستعمل المغربي الناطق باللغة العربية أو اللغة الأمازيغية المترجم لاسم علم مكاني أجنبي (برتغالي أو إسباني أو فرنسي) ينتمي للجغرافيا المغربية.

 

• المستعمل الأجنبي المترجم لأسماء أعلام مكانية مغربية إلى لغته (الفرنسية، الأنجليزية، إلخ.. )

 

ب‌- لماذا هذه الترجمة؟

• من أجل مقاربة لسانية لاسم العلم المكاني (أصواتيا وصرافيا وتركيبيا ودلاليا).

 

• من أجل إشباع الفضول و/أو البحث عن تعليل ما لتسمية العلم المكاني.

 

ج- إذا اعتبرنا عملية الترجمة، بوصفها إرسالية ثانية، إعادة إرسال للمدلول نفسه في لغة مختلفة عن اللغة الأصلية، فهل لاسم العلم المكاني مدلول "واقعي" و"محين" قابل لأن يترجم إلى هذه اللغة مرة أخرى؟

 

يجب أن نتذكر، مرة أخرى، أن المدلول الأصلي والأثيل، في الأماكنية كما في علم الأسماء الشخصية، يوجد بشكل دائم تقريبا في حالة دلالية كامنة، وذلك وفق عملية تطورية لسانية طبيعية، وإلا، فمن منا سيفكر، ولو لمرة واحدة في مفهوم " قنطرة صغيرة " (قنيطرة <قنطرة) عندما ترد تلك الكلمة في خطاب عادي: " أنا ذاهب إلى القنيطرة "؟ أو في مفهوم "مخزن" أو سور عندما نقول مثلا: "أكادير مدينة سياحية"؟

 

هذان المفهومان الأخيران ليسا حاضرين بتاتا في جوهر الموضوع غير المعلن عنه، والناطق بتشلحيت، بما أن المدلول "مدينة" في جملة مثل: « IDDA S-U-UGADIR » يتمكن سكونيا من حجب مدلول "مخزن" أو "سور" الذي يبقى بالتالي في حالة كمون، منتظرا مجهودات عالم الأماكنية التي ستحاول "إحياءه" أو "إيقاظه".

 

لقد رأينا فيما سبق أن الترجمة عندما تلحق بالأماكنية فإنها تأتي بالضبط لتقوم بـ "تحيين" للمدلول الأصلي والتاريخي (" قنطرة صغيرة " و"مخزن" في المثالين السابقين)، في حين أنها لن تستطيع الاقتصار على المعنى الأماكني الحالي ( " مدينة مسماة قنطرة صغيرة توجد بين.. على بعد.. كيلومترا من.. " ) الأمر نفسه يقال بالنسبة لـ " أكادير".

 

وبالتالي، فإن الترجمة في الأماكنية لا تؤدي وظيفتها على أكمل وجه، وظيفة التواصل الداخلي، إنها بالأحرى الأصل في هذه المعضلة التواصلية التي تتجسد في هذا الانعطاف في المعلومات. هناك إذن:

• تحديث المدلول الأصلي والتاريخي.

• إعادة تحفيز اسم العلم المكاني.

• الأسئلة التي تطرح من جانب المغربي كما من جانب الأجنبي.

 

د – طبيعة الترجمة الأماكنية في المغرب:

عندما نتحدث عن الترجمة الأماكنية من الناحية التطبيقية، يجب أن نميز بين مستويين متمايزين: مستوى "الترجمة الرسمية" ومستوى "الترجمة الفردية" أو "الظرفية".

 

الترجمة الرسمية لأسماء الأعلام المكانية المغربية:

نفهم من "الترجمة الأماكنية الرسمية" الصيغ الأماكنية المحصل عليها عن طريق الترجمة انطلاقا من لغة أجنبية أو نحو لغة أجنبية، هذه الصيغ "مقبولة" و"معروفة" على المستوى الوطني وحتى على المستوى الدولي. هكذا نسجل في هذا الصدد أن الصيغ الأماكنية المترجمة انطلاقا من اللغات الأجنبية هي صيغ كثيرة.

 

سيتبين لنا إذن، إذا ما قمنا بدراسة سكونية لاسم العلم المكاني، أن مستعمليه، سواء في اللغة الأصلية أو اللغة الهدف (العربية في هذه الحالة) لا يقومون بتحيين المعنى "المشار إليه" من قبل اسم العلم المكاني، بوصفه مفردة، أو من قبل مجموع العناصر التي تكونه. هذه الحالة مرتبطة بشكل حصري بروح مستعمل النقطة الجغرافية.

 

لقد كان الاحتلال الأجنبي ( برتغالي أو إسباني أو فرنسي ) لمواطن جغرافية مختلفة من المغرب في فترات مختلفة من التاريخ، إضافة إلى احتكاك المغرب اللساني البحت ( استعارات معجمية: لوزيتانية و أسبنة وغاليكانية) سببين في زرع العديد من أسماء أعلام الأماكن المصاغة بلغات المستعمِر. إلا أنه بعد الاستقلال ستسقط أسماء أعلام الأماكن الأقل تجذرا في الإهمال لتسم بذلك دورة تاريخية. بالمقابل، ستدخل أسماء أعلام الأماكن الأخرى في المعيار الأماكني، مع إبقائها موشومة في جغرافيا البلد وفي ذاكرة الشعب بعد قرون من جلاء المحتل. هكذا حاولت كل من القومية والوطنية إضفاء صبغة محلية على أغلبية هذه الاستعارات الأماكنية، والحل كان كالتالي:

أ‌- إما بالرجوع إلى اسم العلم المكاني والذي اجتث من قبل اسم العلم المكاني الأجنبي.

ب‌- وإما بالترجمة إلى العربية أو إلى الأمازيغية. هاتان العمليتان تتمان عموما على الشكل التالي:

ج- عندما نرجع إلى فترة الاستعمار البرتغالي لأكادير (سانتا كروز) أو للصويرة سنستخرج أمثلة من نوع:

المرحلة أ المرحلة ب المرحلة ج

1- ا.ع.م الأمازيغي 2- ا.ع.م البرتغالي 3- ا.ع.م الأمازيغي

L’AYN-N-L’ARBA AGOA DE NORBA L’AYN-N-L’ARBA

(L’ayn-n-sidi-Bu-Qnadil)

AGADIR-U-FELLA EL PICO AGADIR-U-FELLA

AMEGDUL (الصويرة) CASTELO REAL AMEGDUL

(في حالة "العين")

 

ترجمة أسماء أعلام الأماكن الأجنبية (المغربية) إلى العربية:

على عكس أسماء أعلام الأماكن السابقة التي اندثرت، مع فسح المجال لأسماء أعلام الأماكن المحلية والتي، في مرحلة من حياتها حجبت من قبل الصيغة الأجنبية، نجح الشكلان الأماكنيان ( الأجنبي والترجمة الموازية له ) في التعايش مع المغاربة أنفسهم، والمعينان لمنطقة جغرافية واحدة. الاختلاف بينهما يكمن فقط في كون كل اسم منهما يستعمل اللغة التي تناسبه:

ا.ع.م الأصلي اللغة الأصل الترجمة العربية

CASABLANCA الدار البيضاء

البرتغالية < الإسبانية

CASABLANCA الإسبانية الرأس الأسود

 

الترجمة عبر التكرار:

نقصد بالترجمة عبر التكرار بعض الحالات النادرة في في الأماكنية المغربية، لكنها بالرغم من ندرتها جديرة بأن تكون محط اهتمام عالم الأماكنية وكذلك المترجم. والأمر يتعلق بالحالات التي ينتج فيها المستعمل الأصلي المفترض والجاهل للغته أو للهجته الأصلية، أسماء أعلام مكانية مركبة عنصرها الثاني ليس في واقع الأمر سوى ترجمة للأول كما هو الحال في الأمثلة التالية:

ا.ع.م الأصلي الترجمة (التكرار) اللغة 1 + اللغة 2

IGIR (1) RA’S IGIR عربية + أمازيغية

IGIR (2) CAP DE GUE فرنسية + أمازيغية

IGIR (3) CABO DE GUE برتغالية + أمازيغية

IGIR (4)  CABO DE GUE إسبانية + أمازيغية

IGIR (5) WAD TANSIFT عربية + أمازيغية

إلخ

 

من تم نستطيع القول إن أسماء الأعلام المكانية المركبة هي الأكثر تضررا بالمقارنة مع الاصطدامات المختلفة التي تقع في هذا المجال..

 

تعريب الموضوع / الجوهر الأماكني الأمازيغي:

يسمح لنا التعريب بالتساؤل حول إشكال اقتباس أسماء الأعلام المكانية الأمازيغية، الخاصة بالجغرافية المغربية ذات الصيغة الصرفية العربية.

 

من البدهي كون الأماكنية الأمازيغية جوهرا / موضوعا أساسا للأماكنية العربية في اللحظة التي تؤسس فيها الأماكنية الأجنبية، عموما، لموضوعها / جوهرها.

 

والجغرافية المغربية تفيض بهذا الموضوع / الجوهر الذي نستطيع أن نشعبه، على العموم، إلى قسمين متمايزين: أسماء الأعلام المكانية الأمازيغية التي بقيت أمازيغية وأسماء الأعلام المكانية الأمازيغية المعربة. وما يهمنا في هذا الصدد هو النوع الأخير من أسماء الأعلام المكانية، الشيء الذي يجعلنا نأتي بالأمثلة التالية:

ا.ع.ج الأمازيغي الصيغة الأماكنية المعربة

TARGANT أركانة

MASST ماسة

IHAHAN حاحا

ASTUKN شتيكة

TIFELEFT تيفلت

إلخ

 

ب- الترجمة غير المؤسساتية أو الترجمة الظرفية:

بخلاف الترجمة المقبولة رسميا والتي أسلفنا توضيحها، يوجد في مجال الأماكنية نوع آخر من الترجمة رأى النور في ظرفية محددة. هذه الصيغ الأماكنية، فيما يخص ارتباطها بالجغرافيا المغربية، مفهرسة أساسا في كتب الأسفار، حيث كان الكتاب الأجانب ( إسبان أو برتغاليون أوإنجليزيون أو غيرهم ) الراغبون في إشباع فضول قرائهم أو إثارة دهشتهم يحاولون إيجاد ترجمة لمختلف أسماء الأماكن التي يصادفونها في طريقهم، الشي الذي يمكن من توثيق رحلاتهم. وغالبا ما تؤسس الأماكنية المتمظهرة في هذه الكتب والبطاقات انطلاقا من المعلومات المجهزة بـ/ومن قبل أشكال من الترجمات الأماكنية، والتي غالبا ما تكون في بعض الأحيان مضحكة لكونها، كما أسلفنا الذكر، تعيد إحياء المعنى أو المعنى المفترض الأصلي لاسم العلم المكاني.

 

لنرى مثلا، وضعية كتاب الرحلة إلى مدينة مراكش، عاصمة المغرب، لـ "الدون خوان" (DON JORGE JUAN) (1967) و"دون فرانشيسكو إي كولوم" (FRANCISCO MERRY Y COLOM) (1863°8CISCO MERRY Y COLOM إلى مدينة مراكش، عاصمة المغرب، للدون خوان لأحيان مضحكة لكونها، كما أسلفنا الذكر، تعيد إحياء المعنى أو ال).

 

ا.ع.م المحلي الترجمة المقترحة

ASSAWIRA (ص 28) LA EDIFICDA (المبنى)

LE HRARTA (ص28) « LOS ARADORES » (الحراثون)

MUFIET EL GUEDDIN (ص28) « FEUNTE DEL ESPARTO » (عين العلفة L’ALFA )

CAMPAMENTO HANEUSCHIA (ص31) « SITIO DE LOS REPTILES »

HANEUSCIA (ص32) (منطقة الزواحف) LOS REPTILES

DAR EL MUKADEM MESAUD (ص33) « CASA DEL ADELANDO MESAUD »

 

أمثلة لأسماء أعلام مكانية غير مترجمة في النص نفسه:

•CAMPAMENTO DE TIG EL SERIT (TIGSIRT) (ص35)

•CAMPAMENTO DE NESLED EL SCHICHANA (CHICHAOUA)

إلخ

 

ما الأسباب؟

• الصعوبة

• أسئلة بدون إجابة

 

حالة "ما فوق الترجمة":

CAMPAMENTO DE EMSEDA DEL MESAUDI (ص39)

= (معسكر معسكر المسعودي)

CAMPAMENTO DE MESLED EL SCHICHANA (ص38)

= (معسكر معسكر شيشاوه)

 

طبيعة الترجمات الفردية ونتائجها العامة داخل مجال الأماكنية:

تفترض ترجمة اسم العلم المكاني، بطبيعة الحال، احتضانا وإعادة صياغة لاسم العلم المكاني نفسه ذاك ( أصواتيا وصرافيا وتركيبيا ) هذا الشرط ضروري لكنه غير كاف لفهم اسم العلم المكاني الفهم نفسه.

 

لكن هل علينا أن نتساءل كيف يمكن للمستعمل الأجنبي على العموم، والكاتب الإسباني لنصنا هذا على وجه الخصوص، من استقبال أسماء الأعلام المكانية هذه والتي هي من لغة، بنيويا، غريبة عن لغته؟ بأي قياس يستطيع إعادة إنتاجها كما هي؟ في واقع الأمر، إن الكاتب الأجنبي يحاول أن يعيد إنتاج ما يعتقد أنه سمعه من المستعملين المحليين.

 

الاختلاف ما بين الترجمة الرسمية والترجمة الفردية:

إن مشكل معجمة اسم العلم المكاني هو من جهة، مشكل إعادة تنشيط المدلول الكامن، ومن جهة أخرى هو قاعدة أساسية للاختلاف القائم بين الترجمة الرسمية والترجمة الظرفية. السؤال الذي يبقى مطروحا هو كالتالي: هل نتحدث ونحصل على "الشيء ذاته" من خلال اسم العلم المكاني المحلي والأصلي (مثلا قبيلة بني سبع) من جهة، ومن خلال ترجمة اسم العلم المكاني هذا من جهة أخرى (LOS HIJOS DE LION بمعنى أبناء الأسد)؟ هذه الترجمة، ولكونها غير واردة في المعجم بصفتها اسم علم مكاني، تتطلع غالبا إلى الانحراف باسم العلم المكاني هذا من مجال اسم العلم ذي المدلول الكامن (مجال أ) إلى مجال آخر متقدم عليه زمنيا، وهذا يفترض:

 

I- الاسم المجال (أ) المجال (ب)

< CASABLANCA مدينة تقع في.. 2: اسم علم مكاني

الدار البيضاء < مدينة تقع في.. 2: اسم علم مكاني

 

II- الاسم المدلول المجال

أ‌- بني سبع موضع يقع في.. 2: اسم علم مكاني

أبناء =..

LOS HIJOS DEL LEON 1: أسماء جنس

+ أسد =.. (قيمة مشار إليها)

 

ب‌- الحنشان موضع يقع في.. 2: اسم علم مكاني

LOS REPTILES زاحف =.. 1: اسم جنس

(قيمة مشار إليها)

 

خاتمة:

نسجل من منطلق هذا النوع من الاسترجاع الدلالي باعتباره نتيجة للترجمة الأماكنية، أن الهدف العام المنشود من قبل مترجم اسم العلم المكاني هو، في كلمة واحدة "الفهم" الذي يظل إشكالية قائمة بذاتها. ويمكن لنا أن نتساءل مرة أخرى ما إذا كانت عملية الترجمة هذه ضرورية بالفعل و/أو نافعة.

 

وبالنسبة لعالم الأماكنية فإن أسماء الأعلام المكانية "الجديدة والمستعارة" مثلها مثل مختلف التفسيرات الشعبية لهذا الموضوع، والبعيدة جدا عن الواقع جديرة بالاهتمام والدراسة.

 

إلا أنه تجدر الإشارة إلى أن الترجمات الأماكنية الفردية أو الترجمات الأماكنية الظرفية ليست بالنسبة لكثيرين خالية من المجازفة: الصيغ الأماكنية الجديدة، أو "الألفاظ الأماكنية الجديدة"، مأخوذة على العموم من كتب الرحلات و/أو بطاقات السفر المطبوعة، وتتخذ في بعض الأحيان نموذجا، بهذا انتشرت وأذيعت، كما هي، من قبل مستعملين محتملين إلى درجة أنها أصبحت تزاحم الصيغ الأماكنية الأصلية والأصيلة. هذا المبدأ هو في طريق تطبيقه على بعض أسماء الأعلام المكانية المغربية والتي ورثها البلد عن الاحتلال الأجنبي.

 

هكذا تبقى الأماكنية مجالا عصيا عن الترجمة ما دامت هذه الأخيرة ليست شيئا آخر غير كونها ممارسة شاذة في النقل.

 

لائحة المصادر والمراجع:

• Damaso LOPEZ GARCIA, Sobre la imposibilidad de la traducción. Eds. De la Universidad de Castilla-La Mancha 1990.

• Georges MOUNIN, Los problemos teóricos de la traducción. Madrid Gredos 1977.

• Ahmed SABIR, « Limitaciones sociolingüísticas de la traducción ». in La Traducción y la critica literaria (Actas de las Journades de Hispanismo Arabe). Madrid. ICMA, 1990. (pp 63- 74)

• Id. « Vers un répertoire de la toponymie marocaine dans les documents étrangers ». in Actes du Premier Collogue sur la Toponymie Marocaine, Rabat ( I.U.R.S) 1992.

• Id. « Al-Asma »u-llati summiyat biha Agadir … « in Actes du Colloque sur le Grand Agadir (Axe historique). Faculté des Lettres et des Sciences Humaines d’Agadir ; 1986.

• Id. « De Marrakch à Maroc » in Revue Dirassat, Faculté des Lettres et des Sciences Humaines d’Agadir ( à paraître).

 

كشاف المصطلحات:

 

احتكاك لغوي Contact linguistique اسم العلم الشخصي Anthroponyme اسم العلم المكاني Toponyme اصطدام Accident اقتباس Adaptation اقتباس صرافيAdaptation morphologique اقتباس صرافي أصواتي Adaptation morphophonétique أمانة Fidélité بنية Structure تحريف Distraction تحيين Ré-actualisation ترجمة Traduction ترجمة أماكنيةTraduction toponymique ترجمة أماكنية رسمية Traduction toponymique officielle ترجمة ظرفية Traduction de circonstances الترجمة عبر التكرار Traduction – répétition ترجمة أماكنية غير مؤسساتية Traduction toponymique non officielle ترجمة فردية Traduction particulière تنميط أماكني Normalisation toponymique تعريب Arabisation دال Ségnifiant رؤية العالم Vision du monde سكوني Synchronique شذوذ Anomalie فوق اقتباس Suradaptation لغة مصدرLangue source لغة هدف Langue d’arrivée مدلول Signifié معجمة Lexicalisation موضوع / جوهر Substarct وظيفة عالمية Fonction universelle

 

مصدر المقال المترجم: الترجمة في الآداب والعلوم الإنسانية،الواقع والآفاق؛ منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية،أكادير،1999.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • دور الترجمة في تعليم اللغات الأجنبية
  • الترجمة وأثرها في تطور القصص العربي
  • دور اللسانيات في عملية الترجمة
  • الترجمة الآلية

مختارات من الشبكة

  • أساسيات الترجمة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الترجمة في الوطن العربي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • توجهات في الترجمة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الوسائل التكنولوجية الحديثة والترجمة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • ضوابط ترجمة معاني القرآن الكريم للغة أخرى (2)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • حدائق الترجمة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • وجوب تغيير النظرة تجاه الترجمة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الترجمة العلمية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • فكرة عن علم الترجمة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الشغف بمجال الترجمة(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب