• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / مكتبة التصميمات / البطاقات الدعوية
علامة باركود

حديث: كل أمتي معافى إلا المجاهرين ...

فريق (جناح دعوة ممتد)

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/2/2013 ميلادي - 5/4/1434 هجري

الزيارات: 42990

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حديث: كل أمتي معافى إلا المجاهرين ...

شرح مئة حديث (21)


 

٢١ - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:((كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه))؛ متفق عليه.


ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺑﺸﺮﻯ ﻃﻴﺒﺔ لأﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ - صلى الله عليه وسلم - ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺃﻣﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻓﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭالآﺧﺮﺓ، ﻓﺎﻟﻤﻌﺎﻓﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻦ ﻳﻬﻠﻜﻬﺎ بسنَة ﻋﺎﻡ؛ ﻛﻤﺎ ﺧﺴﻒ بالأﻣﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﻓﻘﺪ ﺍﺑﺘﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ الأﻣﻢ ﺍﻟﻐﺎﺑﺮﺓ ﺑﺄﺻﻨﺎﻑ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﺑﻴﻦ:

ﺃﻭﻟﻬﻤﺎ: ﻋﺬﺍﺏ الاستئصال، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺩﻱ ﺑﺠﻤﻴﻊ الأﻣﺔ، ﻓﻼ ﻳﺒﻘﻲ ﻣﻨﻬﺎ ولا ﻳﺬﺭ؛ ﻛﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻣﻊ ﻗﻮﻡ ﻧﻮﺡ ﻋﺎﺩ ﻭﺛﻤﻮﺩ.

 

ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻫﻮ ﺫﻟﻜﻢ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻴﺐ الأﻣﺔ ﻭﻳﺰﻟﺰﻟﻬﺎ؛ ﻛﺎﻟﻄﻮﺍﻋﻴﻦ ﻭﺍﻟﻄﻮﻓﺎﻥ ﻭﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﻣﻦ ﺧﺴﻒ ﻭﻣﺴﺦ، ﻭﻗﺪ ﻋﺬﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ لا ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻓﻨﺎﺀ الأﻣﺔ ﺍﻟﻤﻌﺬﺑﺔ ﺑﺮﻣﺘﻬﺎ؛ ﻗﺎﻝ - ﺗﻌﺎﻟﻰ -: ﴿ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 40].


ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﻓﺎﺓ ﻓﻲ الآﺧﺮﺓ فبعدم ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ، وفي الحديث ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺮﺓ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺻﻲ،ﻓﺎﻟﻨﻔﺲ ﻣﺘﻰ ﺃلِفت ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﺯﺍﺩ ﺍﻧﻬﻤﺎﻛﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻟﻢ تبالِ ﺑﺎﺟﺘﻨﺎﺑﻬﺎ؛ ﻟﺬﺍ ﺣﺬﺭ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺍﻟﻤﻄﻬﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻤﻌﺼﻴﺔ، ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ - ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻭﺍﻟﻌﺬﺍﺏ،ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ - ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النور: 19]، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻡ ﻭﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﻓﻴﻤﻦ ﻳﺤﺐ ﺇﺷﺎﻋﺔ ﺍﻟﻔﻮﺍﺣﺶ، ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﺑﻤﻦ ﻳﺸﻴﻌﻬﺎ ﻭﻳﻌﻠﻨﻬﺎ!

 

ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺮﺓ ﺑﺎﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺒﺠﺢ ﺑﻬﺎ ﺑﻞ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﺧﺮﺓ ﻗﺪ ﺻﺎﺭﺕ سِمةً ﻣﻦ ﺳﻤﺎﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﻦ، ﻳﻔﺎﺧﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺻﻲ، ﻭيُباهون ﺑﻬﺎ، ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ للإنسان ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺏ ﻭﻳﺴﺘﺘﺮ، ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺆلاﺀ ﻳﺠﺎﻫﺮﻭﻥ.


ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ -: "ﻳﻜﺮﻩ ﻟﻤﻦ ﺍﺑﺘﻠﻲ ﺑﻤﻌﺼﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﺨﺒﺮ ﻏﻴﺮﻩ ﺑﻬﺎ"؛ ﻳﻌﻨﻲ: ﻭﻟﻮ شخصًا واحدًا، ﺑﻞ ﻳﻘﻠﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻳﻨﺪﻡ، ﻭﻳﻌﺰﻡ ﺃلا ﻳﻌﻮﺩ، ﻓﺈﻥ ﺃﺧﺒﺮ ﺑﻬﺎ ﺷﻴﺨﻪ ﺍﻟﺬﻱ يُعلِّمه ﺃﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺘﻴﻪ ﺃﻭ ﻧﺤﻮﻩ ﻣﻦ ﺻﺪﻳﻖ ﻋﺎﻗﻞ ﺻﺎﺣﺐ ﺩﻳﻦ - مثلاً - ﻳﺮﺟﻮ ﺑﺈﺧﺒﺎﺭﻩ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻤﻪ مخرجًا ﻣﻨﻬﺎ، ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺴﻠﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﻣﺜﻠﻬﺎ، ﺃﻭ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﻗﻌﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻬﻮ ﺣﺴﻦ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺤﺮﻡ الإﺟﻬﺎﺭ ﺣﻴﺚ لا ﻣﺼﻠﺤﺔ؛ لأﻥ ﺍﻟﻤﻔﺴﺪﺓ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻭﺍﻗﻌﺔ، ﻓﺎﻟﻜﺸﻒ ﺍﻟﻤﺬﻣﻮﻡ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺮﺓ ﻭﺍلاﺳﺘﻬﺰﺍﺀ، لا ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﺍلاﺳﺘﻔﺘﺎﺀ؛ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺧﺒﺮ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻓﺠﺎﺀ ﻓﺄﺧﺒﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻟﻜﻲ يُعلِّمه ﺍﻟﻤﺨﺮﺝ، ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻓﻲ ﺇﺧﺒﺎﺭﻩ، ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺮﺓ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﺰﻉ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ لُبُّ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺧﻠﻘﻪ.


ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﺗﻢ ﺍﻟﺒﺴﺘﻲ: "ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ اﺳﻢ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺎﻧﺒﺔ ﺍﻟﻤﻜﺮﻭﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺼﺎﻝ، ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﺣﻴﺎءاﻥ، ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ: ﺍﺳﺘﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ - ﺟﻞ ﻭﻋﻼ - ﻋﻨﺪ الاهتمام ﺑﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ﻣﺎ ﺧﻄﺮ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺍﺳﺘﺤﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﻴﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻜﺮﻫﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻔﻌﻞ.


ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ: ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻟﺰﻭﻡ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ؛ لأﻧﻪ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻭﺑﺬﺭ ﺍﻟﺨﻴﺮ، ﻭﺗﺮﻛﻪ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺠﻬﻞ، ﻭﺑﺬﺭ ﺍﻟﺸﺮ، ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻋﺪﻣﻪ دالٌّ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻬﻞ، ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻒ: ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮ عملاً ﻳﺴﺘﺤﻴﻲ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻧﻴﺔ ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻋﻨﺪﻩ ﻗﺪﺭ.


ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﻜﺮﻡ، ﻭﻣﻮﻃﻦ ﺍﻟﺮﺿﺎ، ﻭﻣﻤﻬﺪ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ، ﻭﻣﻮﻓﺮ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻭﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻘﺪﺭ، ونزﻉ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻳﺄﻟﻒ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ويستمرئها ﻓﺘﺨﺮﺝ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﺘﻌﻄﺮﺓ ﻣﺘﺒﺮﺟﺔ، ﻭﻳﺸﺮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﺍﺕ ﻋﻼﻧﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﻧﺮﺍﻫﻢ ﻳﺪﺧﻨﻮﻥ ﻓﻲ الأﻣﺎﻛﻦ ﻭﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ، ﻭﻛﺬﺍ ﻳﺴﺘﻤﻌﻮﻥ ﺇﻟﻰ الأﻏﺎﻧﻲ ﺍﻟﺼﺎﺧﺒﺔ ويُسمعونها ﻏﻴﺮﻫﻢ، وﺍﻟﻠﻪ - ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻳﺴﺘﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪﻩ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻔﻀﺢ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻧﻔﺴﻪ، وﺍﻟﻐﻔﺎﺭ ﻣﻦ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻫﻲ ﺳﺘﺮﻩ ﻟﻠﺬﻧﻮﺏ، ﻭﻋﻔﻮﻩ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻔﻀﻠﻪ ﻭﺭﺣﻤﺘﻪ، ﻭﺍﻟﻠﻪ لا ﻳﻔﻀﺢ ﻋﺒﺪﻩ ﺇلا ﺇﺫﺍ ﺍﻧﺘﻬﻚ ﺣﻤﺎﻩ، ﻭﻟﻢ ﻳﺨﺶ ﻋﻘﺎﺑﻪ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ -: ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺟﺮﺍﺣﺎﺕ، ورُبَّ ﺟﺮﺡ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﻣﻘﺘﻞ، ﻭﻣﺎ ﺿﺮﺏ ﻋﺒﺪ ﺑﻌﻘﻮﺑﺔ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻗﺴﻮﺓ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﻘﺎﺳﻲ.


ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﻲ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ -: ﺍﻋﻠﻢ - ﻳﺎ ﺃﺧﻲ - ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺗﻮﺭﺙ ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ، ﻭﺍﻟﻐﻔﻠﺔ ﺗﻮﺭﺙ ﺍﻟﻘﺴﻮﺓ، ﻭﺍﻟﻘﺴﻮﺓ ﺗﻮﺭﺙ البُعد ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ، والبُعد ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻮﺭﺙ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺘﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ الأﺣﻴﺎﺀ، ﻭﺃﻣﺎ الأﻣﻮﺍﺕ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﺃﻣﺎﺗﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺤﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ.


ﻳﺮﻭﻯ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﺗﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﺮ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﺑﺮﺟﻞ ﻗﺪ ﺳﺮﻕ، ﻓﻘﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ: ﺃﺳﺘﺤﻠﻔﻚ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺗﻌﻔﻮ ﻋﻨﻲ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺓ، ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ -: ﻛﺬﺑﺖ، ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺮﺓ الأﻭﻟﻰ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺃﻛﻨﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ-: لا، ﻭﻟﻜﻨﻲ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ لا ﻳﻔﻀﺢ ﻋﺒﺪﻩ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺓ، والله أعلم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • هلاك أمتي

مختارات من الشبكة

  • شرح حديث أبي هريرة: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين"(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح حديث كل أمتي معافى إلا المجاهرين(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث: «كل أمتي يدخلون الجنة» الجزء السابع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث: "كل أمتي يدخلون الجنة" الجزء السادس(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث: "كل أمتي يدخلون الجنة" الجزء الخامس(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث: "كل أمتي يدخلون الجنة" الجزء الرابع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث: "كل أمتي يدخلون الجنة" الجزء الثالث(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث: "كل أمتي يدخلون الجنة" الجزء الثاني(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث: "كل أمتي يدخلون الجنة" الجزء الأول(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: فإذا ذهبت أصحابي أتى أمتي ما يوعدون(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب