• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل دكتوراة
علامة باركود

الشعر بين التطور والجمود في العصرين البويهي والسلجوقي

نجاة محمد عبدالماجد العبَّاسي

نوع الدراسة: PHD
البلد: المملكة العربية السعودية
الجامعة: جامعة أم القرى
الكلية: كلية اللغة العربية
التخصص: الأدب
المشرف: د. محمد نبيه حجاب
العام: 1409هـ - 1989م

تاريخ الإضافة: 19/11/2013 ميلادي - 15/1/1435 هجري

الزيارات: 49803

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

الشعر بين التطور والجمود في العصرين البويهي والسلجوقي


المقدمة

أجمَعَ مُؤرِّخو الأدب - أو كادوا يُجمعون - على أنَّ الشِّعر في العصر العبَّاسي الثاني قد انحدَر عن رُتبته التي كان عليها في العصر العبَّاسي الأوَّل، وبخاصَّة في العراق وخُراسان، وقد بدَا لي وأنا أقرأ في "اليتيمة" و"الدمية" و"الخريدة" وغيرها من المصادر وأمَّهات الكتب أنَّ هذا الحكم إنْ صدق في جملته فلن يصدق في تفصيلِه؛ فبينا نجدُ شعرًا سقيمًا عقيم الخيال، تغلب عليه الصناعة اللفظيَّة والمحسنات البديعيَّة، نجدُ بجانبه شِعرًا خصب الخيال، مَشحونًا بالعاطفة، يذوبُ رقَّة وعُذوبة، فإذا كان العصر العبَّاسي الأوَّل يُفاخر ببشَّار وأبي نواس وأبي العتاهية ومسلم بن الوليد، وابن الرومي وابن المعتز وبالطائيَّيْن أبي تمام والبحتري - فإنَّ العصر العبَّاسي الثاني يُفاخر بأبي الطيِّب وأبي فراس وأبي العلاء في الشام، وبالشريف الرَّضيِّ والمرتضى ومهيار وابن نباتة السعدي في العراق وخُراسان في العصر البويهي، وبالأرجاني والأبيوردي والحيص بيص والطغرائي في العصر السلجوقي، فهل تجد خيالاً أخصب من قول ابن نباته السعدي في وصف فرس:

وَأَدْهَمَ يَسْتَمِدُّ اللَّيْلُ مِنْهُ
وَتَطْلُعُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ الثُّرَيَّا
سَرَى خَلْفَ الصَّبَاحِ يَطِيرُ مَشْيًا
وَيَطْوِي خَلْفَهُ الأَفْلاكَ طَيَّا
فَلَمَّا خَافَ وَشْكَ الفَوْتِ مِنْهُ
تَشَبَّثَ بِالقَوَائِمِ وَالْمُحَيَّا

 

وهل تجد عاطفة مشبوبة كعاطفة الشريف الرضيِّ في قوله:

وَلَقَدْ مَرَرْتُ عَلَى دِيَارِهِمُ
وَطُلُولُهَا بِيَدِ البِلَى نَهْبُ
فَوَقَفْتُ حَتَّى ضَجَّ مِنْ لَغَبٍ
نِضْوِي وَلَجَّ بَعُذَّلِي الرَّكْبُ
وَتَلَفَّتَتْ عَيْنِي فَمُذْ خَفِيَتْ
عَنْهَا الطُّلُولُ تَلَفَّتَ القَلْبُ

 

والواقع أنَّ المؤرِّخين لهذا الأدب مَعذُورون، فأين هي المصادر التي يعتمدون عليها بعدَ أنْ عصَف بها التتار في حملتهم المشؤومة على بغداد سنة 656هـ، وألقوا بها في نهر دجلة، حتى ذابت معها ثمار القَرائح وحَصاد السنين؟ لهذا - ولا أكثر من هذا - صحَّت عزيمتي على أنْ تكون هذه الفترة ميدانًا لدراستي التي أتقدَّم بها لنيل درجة الدكتوراه في الأدب العربي.

 

وبعدُ:

فهل كانت هذه الفترة حقًّا فترة خمول وانحِدار كما قالوا؟ وكيف والإمارات الناشئة قويَّة فتيَّة لا تقنع بما دُون النجوم؟ الواقع أن عصر الدويلات كان عصر تنافُس وطُموح، وأنَّ كلَّ دولة أصبحت مركزًا من مراكز الثقافة، ويؤمها الأدباء والعلماء من كلِّ فجٍّ عميق، وأصبح للشعراء أوطان عدَّة، وتعدَّدت طرق الشهرة أمام الأدباء، واتَّسع مجال الاختيار أمامهم، وقد وجدنا أنَّ العصر البويهي من الوجهة الفكريَّة كان عصرًا يرتبطُ ارتِباطًا وثيقًا بما تقدَّمه من العصور، بمعنى أنَّه امتدادٌ للموروث الشعري لتلك العصور الذهبيَّة، فاستطاع أنْ يُحافظ على رقيِّه وقوَّته، وأنْ يُكمِل ما بدآه السابقون، فإنَّ البويهيين وهم الحكَّام الأعاجم المتصرِّفون في شؤون الدولة، قد شجَّعوا اللغة العربيَّة وجعلوها اللغة الرسميَّة، وكان المتوقَّع منهم أنْ يشجعوا لغتهم الفارسيَّة لغة الآباء والأجداد، ولكنَّهم رأوا أنَّ النجاح في الحكم مرتبطٌ بتعلم لغة المحكومين، ولو كان على حساب لغتهم وقوميَّتهم، وقد كان لهم فضلٌ لا يُنكَر في تشجيع الحركة الأدبيَّة والعلميَّة بالبذل والسخاء، وقد تجمَّع الشعراء والأدباء حولهم وحول وزرائهم، ناهيك بحضرة ابن العميد والصاحب بن عبَّاد، وعلى الرغم من عجمتهم كانوا يهتزُّون لروائع الأدب، ومنهم مَن كان من عداد الشعراء والكُتَّاب المرموقين، كلُّ هذا - من غير شكٍّ - كان له نعم الأثر في نهضة الأدب أو الحِفاظ على نهضته، وقد رافقت الشعراء في رحلة العمر، ونظَرت فيما خلَّفوا من أشعار لأصل منها رَحِمًا مجفوَّة بهذه الدراسة أو المحاولة، فوجدت نفسي أمام نهج شاقٍّ عنيف لجمع هذا الفن من مظانِّه وتحليل النماذج تحليلاً يكشفُ عن مراميها، ودقائق مَعانيها، ويبرز محاسنها.

 

ولا أزعُم أني وفيت بكل ما في هذه الفترة التي نيَّفت على الثلاثة قُرون، فتلك غايةٌ لا تُبلغ، ولكنِّي حاولت جاهدةً شرح هذا التراث وجلاء معانيه، فوجدت أنَّ منه ما لا يزال مغلفًا مخبوءًا في أصدافه، وأنَّ الكشف عن المعاني والصور المبتكَرة ليس بالأمر الهيِّن، والبحث عنها يحتاجُ إلى طويل صبر وتأمُّل.

 

وقد استطعت - بعون الله تعالى - الكشف عن تلك المعاني والصور المبتكَرة، هذا ما كان من أمرِ الشعر في العصر البويهي، أمَّا الشعر في العصر السلجوقي فقد فقد فقد النَّصير والتشجيع من الحكَّام السلاجقة الذين كانوا لا يتذوَّقون الشعر، وانشغلوا بالحروب السياسيَّة لتوسيع رقعة الدولة، وشجَّعوا الحركة العلميَّة في جميع مرافقها، أمَّا الشعر فلم يحظَ بذلك؛ ومن ثَمَّ انحدَر عن رُتبته وأصبح مُعرَّضًا للتأنُّق البديعي والصناعة اللفظيَّة، اللهمَّ إلا ما كان من بعض الشُّعَراء الفُحول الذين ظلُّوا محافظين على الديباجة القويَّة للشعر، ولكنَّهم في الواقع قلَّة لا يُقاس بها عصرٌ حتى أصبح الشعر بعيدًا عن الوجدان والعاطفة.

 

هذا، ولا يفوتُني وأنا أكتُب هذه المقدمة أنْ أشير إلى الدِّراسات التي سبقتني لهذا المضمار، وقد استطاعت هذه الدراسات أنْ تُلقى الضوء على دُروب هذه الحقبة المديدة المهمَّة التي يكتنفُها الغموض، والتي لا تزال تفتقرُ إلى المزيد من العناية والجهد، وقد اعتمد البحث على نوعين من الدِّراسة قديمة وحديثة، أمَّا القديمة فهي المصادر الأساسيَّة التي لا بُدَّ منها للباحث في الأدب، كـ"يتيمة الدهر"؛ للثعالبي، و"دمية القصر وعصرة أهل العصر"؛ للباخرزي، و"خريدة القصر وجريدة العصر"؛ للعماد الأصبهاني، وكتب معاجم الأدباء، ودواوين الشعر، أمَّا البحوث الحديثة التي قدمت بمحاولتها بعض الدراسات التي أخذت بيدي في مَتاهات هذه القرون وأنارت لي السبل، فمنها الكتب الخاصَّة التي أُفردت لهذه الدراسة، وأهمها:

1- كتاب "الأدب في ظل بني بويه"؛ لمحمود غناوي الزهيري.

 

2- وكتاب "الأدب في العصر السلجوقي"؛ للدكتور محمد التونجي.

 

3- وكتاب "الشعر العربي في العراق وبلاد العجم في العصر السلجوقي"؛ للدكتور/ على جواد طاهر.

 

4- و"بيئات الشعر في عصر الدويلات"؛ للدكتور محمد نبيه حجاب مخطوطة بمكتبة كلية دار العلوم، جامعة القاهرة.

 

5- و"كتاب عصر الدول والإمارات"؛ للدكتور شوقي ضيف.

 

ومنها الكتب العامة في تاريخ الأدب العربي وأهمها: -

1- "تاريخ الأدب العربي في العصر العبَّاسي بالمشرق"؛ للسباعي بيومي.

2- "تاريخ الشعر العربي للدكتور"؛ محمد عبدالعزيز الكفراوي.

3- "الأدب العربية في العصر العبَّاسي الثاني"؛ للدكتور إبراهيم أبو الخشب.

4- "أدباء العرب في الأعصر العبَّاسية"؛ لبطرس البستاني.

 

وقد تناوَلتْ هذه الكتب دِراسةَ هذه الفترة دُون تحليلٍ.

 

أمَّا منهجي في هذا البحث فهو منهجٌ تكاملي يقومُ على أكثر من منهج؛ فهو يضمُّ منهجًا تاريخيًّا ومنهجًا نقديًّا تحليليًّا يهتمُّ بالنص الأدبي، وإبراز معالمه الفنيَّة، وموازنته بغيره، وعلى هذا تَمَّ البحث مشتملاً على تمهيدٍ وثلاثة أبواب وخاتمة.

 

أمَّا التمهيد:

فقد تناولت فيه بإيجازٍ نشأة الدويلات المستقلَّة في العصر العبَّاسي الثاني ومدى صلتها بالخليفة في بغداد منذ ظَهرت بوادرُ الانسِلاخ عن الدولة في القرن الثالث الهجري على يد عددٍ من الأُسَرِ المختلفة الأجناس من فارسيَّة وتركيَّة وعربيَّة، وإنْ بقي مُعظَمها يدينُ بالمظهر الديني لخلفاء بني العباس.

 

وأمَّا الباب الأول:

فقد تحدَّثت فيه عن حياة الشعر في العصرين بين الازدهار والانحِدار ويضمُّ فصلين:

أفردت الأوَّل للحديث عن حياة الشعر في ظلِّ بني بويه في فارس والعراق وخراسان، وبيَّنت فيه أثر الانقسام السياسي، وأنَّه كان سببًا من أسباب قوَّة الشعر، وبيَّنت الأسباب المؤدِّية إلى ذلك.

 

وأفردت الفصل الثاني للحديث عن حياة الشعر في ظلِّ السلاجقة الذي نالَه بعض الوهن والضَّعف، وممَّا ساعَد على ذلك انقطاع المدد الذي ظفر به من آل بويه بِمَجِيء حُكَّام السلاجقة الذين حُرِمُوا الطبع الموهوب والذَّوْق الذَّوَّاق، هذا فضلاً عن تغيُّر الذوق العام ووُلوعه بالصِّناعات اللفظيَّة التي أدَّت إلى انحِدار الشعر عن رُتبته.

 

وأمَّا الباب الثاني:

فقد تحدَّثت فيه عن أعلام الشعر في المصرَيْن، أولئك الذين كانوا طبقات ثلاث: طبقة الشُّعراء الفحول، وطبقة الشُّعراء العلماء، وطبقة الشُّعراء الوزراء.

 

الفصل الأول: تناولت فيه الحديث عن الشعراء الفحول الذين أَثْرَوا الحركة الأدبيَّة بما أتوا من القول الجزل والخيال الخصب، وبخاصَّة في العصر البويهي.

 

الفصل الثاني: تحدَّثت فيه عن الشُّعراء العلماء الذين كان لهم حظٌّ وافرٌ من الثقافة الواسعة المنوعة في الفقه الحديث والنحو، فضلاً عن مواهبهم الفطريَّة الملهمة.

 

الفصل الثالث: تحدَّثت فيه عن الشعراء الوزراء، فقد كان آل بويه لا يستوزرون إلا الأدباء، ويغدقون عليهم العطاء، فضلاً عن شاعريَّة حُكَّام البويهيين من أمثال تاج الدولة بن عضد الدولة الذي كان آدب آل بويه وأشعرهم.

 

وأمَّا الباب الثالث:

فقد تحدَّثت فيه عن مظاهر التطوُّر والجمود في خمسة فصول مُصدَّرة بتمهيدٍ عن مفهوم التطوُّر والجمود.

 

الفصل الأول: تناوَلتُ فيه مظاهر التطوُّر والجمود في الأغراض والموضوعات، فوجدت فيه الأغراض التقليديَّة الجامدة التي بقيت على حالها منذُ العصر الجاهلي، كما وجدت ما تفرَّع عن بعضها من أغراضٍ متطورة، ثم وجدت أنَّ هناك أغراضًا مُستَحدَثة منذ العصر الأموي والعبَّاسي، وهناك أغراضٌ جديدة ظهرت في عصر الدويلات.

 

الفصل الثاني: تحدثت فيه عن مظاهر التطوُّر والجمود في الألفاظ والأساليب التي تخلَّلها الألفاظ الأعجمية والمصطلحات العلميَّة، وأثقلت بالمحسنات اللفظيَّة من جناس واقتباس وتضمين وتلميح، فضلاً عن الألغاز والأحاجي.

 

الفصل الثالث: وتحدَّثت فيه عن مظاهر التطوُّر والجمود في الأفكار والمعاني، فوجدت أكثرها مأخوذًا عن السابقين، وإنْ بدت في ثوبٍ غير ثوبها؛ ممَّا جعلنا نقول مع القائلين: "لم يترك الأول للآخِر شيئًا"، وقد أشار إلى ذلك ابن طباطبا في كتابه "عيار الشعر"، وكذا ابن رشيق في "العمدة" وهو ما يُسمَّى بالمعاني التقليدية المطروقة أو السرقات الأدبية، ومع ذلك فلم يخلُ العصر من أشعارٍ مبتكرة، منها ما نصَّ النُّقَّاد على ابتكارها أو على غرابتها، ومنها ما تنبض بالقوَّة وتفيض بالحيويَّة، وتوسَّمت فيها الابتكار، هذا فضلاً عمَّا ظهر لي في المعاني المبتكَرة القائمة على حُسن التعليل.

 

الفصل الرابع: تحدثت عن مظاهر التطوُّر والجمود في الصور والأخيلة، وبدأته بتمهيدٍ عن مفهوم الخيال والصور الأدبية، ثم وجدت أنَّ الصور في هذا العصر أنواع ثلاثة: الصور المبتكرة، والصور المسبوقة، والصور العقيمة.

 

الفصل الخامس: تحدثت فيه عن الأوزان والقوافي، وما طرأ عليها من تطوُّر وتغيُّر تبعًا لتغيُّر أذواق العصر، وتطور فن الغناء، فلم يتقيَّدوا دائمًا بأوزان الخليل، بل كانوا يخرُجون عليها إذا دعت الدواعي؛ ومن ثَمَّ عزفوا على أوتار الموشحات الأندلسيَّة، والدوبيت الفارسي، بل لم يجدوا حرجًا في اصطناع العاميَّة حينما استهواهم في الزجل الذي كانت له سوقٌ رائجةٌ في مصر وما جاوَرَها من الأمم.

 

ولست أدَّعِي أنَّ هذا البحث قد فتح مغاليق أسرار كانت طيَّ الكتمان، ولكنِّي أزعُم أنَّه قد توصَّل إلى نتائج جديدة كانت الوسيلة إليها دِراسة النصوص الشعريَّة دراسةً دقيقةً شاملةً أكثرت فيها من الشواهد المبتكرة أو المتطوِّرة، وكذا من الشواهد الجامدة المنحدرة التي لا تمتُّ إلى الشعر بصلةٍ غير إقامة الوزن القافية؛ كلُّ هذا لتكونَ الفكرة أكمل والصورة أوضح.

 

وبعدُ:

فلا يسعني إلا أنْ أتقدَّم بوافر شُكري وعظيم امتِناني لكلِّ مَن أعانني وعاونَنِي في هذا البحث، وبخاصَّة أستاذي الفاضل الدكتور/ محمد نبيه حجاب، الذي رعى هذا البحث منذ أنْ كان فكرةً إلى أنْ أصبح حقيقة متكاملة، وكان لتوجيهاته السديدة أكبر الأثر في بلوغ هذه الغاية، كما أخصُّ بالشكر أيضًا أعضاء اللجنة الموقَّرة الذين توافروا على هذا الجهد بالتقويم والتقييم، وإنِّي لأستقبلُ توجيهاتهم السديدة على هوى النفس وبهجة القلب، وألتمسُ منها المزيد..

 

خاتمة البحث

التلخيص - النتائج - المقترحات

منذ أنْ طوت عجلة الفتح الإسلامي مُلكَ الأكاسرة والقياصرة والأعاجم جميعًا، وهم المغلوبون الموتورون يتحيَّنُون الفرصة للإيقاع بالعرب، وقد سنحت لهم من معركة الزاب سنة 132 التي انتهت بهزيمة بني أميَّة بسيوف الخراسانيين، تلك المعركة التي كانت في الواقع ردًّا عمليًّا على معركة القادسيَّة كما يقول المؤرِّخون.

 

ولما ضعُف شأن الخلافة العبَّاسيَّة في أواخر القرن الثالث الهجري أخَذ هؤلاء الأعاجم ينتقصون الدولة من أطرافها، ونجح بنو بويه الفارسيُّون في الاستيلاء على بغداد نفسها سنة 334، كما أخَذ الولاة في الإمارات يستقلُّون بما تحت أيديهم، وإنْ ظلُّوا تابعين لحكومة بغداد من الوجهة الرسميَّة، فالسامانيُّون في خُراسان، والغَزنويون فيما وراء النهر، والحمدانيون في حلب، والفاطميون في مصر.

 

وفي سنة 447 ظهرت دولةٌ كبيرةٌ ابتلعَتْ مل هذه الدويلات ولم يبقَ خارجًا عن نفوذها إلا الفاطميون في مصر وجنوبي الشام... وهكذا نشَأَتِ الأوطان السياسية في العصر العبَّاسي الثاني الذي عُرف لهذا بعصر الدويلات، وكان طبعيًّا أنْ تتنافس هذه الدويلات فيما بينها، وكل منهما تحاول أنْ تجعل من حاضرتها بغداد أخرى، وقد أدَّى هذا التنافس إلى:

1- نشاط الحركة العلميَّة في مختلف العلوم الشرعيَّة واللغويَّة نشاطًا قويًّا واضحًا.

 

2- الاحتفاظ بازدهار الشعر في بداية العصر، ولكنَّه أخَذ في الانحِدار عامًا بعد عام وقرنًا بعد قرن، وبخاصَّة في الأقاليم البعيدة عن الخطط العربيَّة، وإذا كانت العصور السياسيَّة تنتهي بين يومٍ وليلة بخلاف العُصور الأدبيَّة التي تظلُّ امتداد لما سبقها من حيث القوَّة والضعف، فيمكننا أن نُقرِّر مُطمئنِّين أنَّ الشعر في ظلِّ بني بويه ظلَّ على ما كان عليه من حيثُ القوَّة والازدهار، وأنَّ ما أصابَه من فتورٍ كان في أواخر العصر السلجوقي وفي ديار الأعاجم خاصَّة ومن ناحيةٍ أخرى كان للبذْل السخي وتشجيع سَلاطين بني بويه ووزرائهم للشُّعَراء أثره الواضح في غَزارة الشعر وتجويده؛ حتى زخرت بحاره، وكثُر أعلامه، أمَّا في العصر السلجوقي فقد كان طبعيًّا أنْ تخفَّ قوَّة الدفع التي حفظت للشعر البويهي رونقه يومًا بعد يوم؛ ومن ثَمَّ ناله بعض الوهن والضعف؛ لأنَّ الاهتمام والمدد الذي ظفر به حكام آل بويه قد انقطع بمجيء السلاجقة الأتراك الذين حُرِموا الطبع الموهوب والذوق الذَّوَّاق، والذين شغَلَتْهم حروبهم وأطماعهم عن نصرة الآداب والفنون، وكان همهم تجييش الجيوش ونشر سُلطانهم على ما جاورهم من الأقاليم كما أسلفنا.

 

ومن الجدير بالذِّكر أنَّ هذا الضعف قد سلمت منه الخطط العربيَّة؛ ففي العراق والموصل وحلب لم يتوقَّف له تيَّار، ولم تهنْ له قوة، أمَّا الأقاليم الشرقيَّة التي كانت فيما سبق تحت سُلطان السامانيين والغزنويين (في خُراسان وما وراء النهر) فقد كان الازدواج اللغوي بين العربيَّة والفارسيَّة سببًا في انحداره عن رُتبته، فضلاً عن الإسراف في الصناعة اللفظيَّة التي حاولوا أنْ يستروا بها ضعفَهُم ولو تناولوها بقدرٍ لما أخفَقُوا، وعلى كلٍّ فالشعر في العصرين لم يقتصرْ على الشعراء الفحول وإنما شمل أيضًا العلماء الذين كان لهم حظٌّ كبيرٌ من القرائح الملهمة، فضلاً عن الثقافة الواسعة التي اصطبغت بصبغة الفن الذي تخصَّصوا فيه، فللفقهاء ألفاظهم، وللنحاة ألفاظهم... وهكذا، وكذلك شارك ملوك بني بويه والوزراء في هذا النِّتاج الشعري، وأسهَمُوا فيه بروائع النماذج الشعريَّة، فإنَّ تشجيعهم وبذلهم السخي للشعر كان عن موهبةٍ فطريَّة وإحساس مُرهَف، إلى جانب التقويم والنقد والمشاركة الفعليَّة لإثراء هذا النتاج الشعري الفخم، أمَّا فنون الشعر في هذه الفترة قد جمعت بين التَّطوُّر والجمود؛ فهناك الأغراض التقليديَّة التي بقيت على حالها منذُ العصر الجاهلي، وهناك الأغراض المتطوِّرة التي تفرَّعت عن الأغراض السابقة، وهناك الأغراض الجديدة، التي لم يكن لها وجودٌ أصلاً أو التي لم يكن لها في الماضي شأنٌ يذكر، ومن الأغراض التقليديَّة الوصفُ والغزل والهجاء والمدح والرثاء والاعتذار والفخر والحكم والأمثال، ثم تفرَّع عن بعض هذه الأغراض أغراضٌ أخرى مُتطوِّرة؛ فالوصف تطور عنه وصف مظاهر الحضارة؛ كوصف الولائم والأطعمة وسواها، والغزل تفرَّع عنه الغول بالمذكَّر الذي كان من مُستَحدثات الشعر منذ العصر العبَّاسي الأول، وما زال تيَّاره جاريًا في العصرين البويهي والسلجوقي حتى أصبح مألوفًا لا يأباه الذوق الاجتماعي، وفن المديح تفرَّعت عنه المدائح النبويَّة التي لم تكن جديدة، ولكنها كانت تفترُ حينًا وتقوى أحيانًا بحسب الظروف، وقد اتَّسع نطاقها في العصر السلجوقي الذي كان فيه المذهب السني سائدًا بعد أنْ عفا بصولجانه على المذهب الشيعي، أمَّا فن الرثاء فقد تفرَّع عنه رثاء العَجماوات والذي شجَّع عليه في العصر البويهي الوزير الصاحب بن عباد الذي أوعز للشعراء برثاء برذون أبي عيسى المنجم بأصبهان، فقِيلت فيه قصائد كثيرة، وكذلك فن الفخر والحماسة تفرَّع عنه الفخر الشُّعوبي، في العصر البويهي الذي وجدت فيه الشعوبية نصيرًا من الحكَّام البويهيين؛ لأنهم فرسٌ.

 

ويقابل الفخر الشعوبي في العصر البويهي الفخر المذهبي (السني) في العصر السلجوقي، الذي أخَذ - كما ذكرنا - يعفي بصولجانه على المذهب الشيعي؛ لأنَّ السلاجقة سنيُّون، وفي هذا العصر أيضًا اندلعت الحروب الصليبيَّة، وقد شارك المسلمون إخوانهم في بلاد الشام بالسيف وباللسان، وكان للشعر دورٌ في استصراخ الهمم والعزائم ومساندتهم بالكلمة والفعل.

 

وقد انفتح العصر العبَّاسي وبخاصَّة في قُرونه الأخيرة على حَضارات مختلفة؛ فكان من الطبعي أنْ يَحدُثَ تجديدٌ في الأغراض الشعريَّة؛ لأنَّ الصلة وثيقةٌ بين الإنتاج الشعري على اختلافِ أشكاله ومَضامينه، وبين حاجات المجتمع، ومستوياته الماديَّة والمعنويَّة، فظهرت بعض الأغراض المستحدَثة التي ليس لها جُذورٌ جاهليَّة؛ كأدب "الشكوى" هذا اللون الذي ظهر في العصر الأموي وعُرف بـ(شكوى العمال) على يد عبدالله بن همام السلولي، وأصَّله الراعي النميرى حينما استشرى الظُّلم وعمَّ الطغيان، ثم تطوَّر هذا الفن في العصر البويهي واتَّخذ طابع الشكوى من الزمن، وكان مبعث هذه الشكوى الظُّلم والمِحَن التي أصابت الناس، فطبَّعت حياتهم بطابع الحزن؛ ومن ثَمَّ نشأ أدبٌ شاكٍ حزين، وكذلك نجدُ الشعر الإخواني بما فيه من قصائد بين الشعراء وأصدقائهم تجيشُ بالعاطفة الصادقة التي تُعبِّرُ عن خواطرها أصدقَ تعبير، وقد اكتمل لهذا الفنِّ شخصيَّته المميزة في عصرنا هذا عصر الدويلات.

 

وكذلك نجد الشعر الفكاهي الذي أصبح من لوازم المجتمع الحضاري منذُ العصور العبَّاسيَّة نهاية بعصر الدويلات، ومن مظاهر رُقِيِّ الحياة العقلية ظهور الشعر التعليمي حينما مسَّت الحاجة إليه لاتجاه القوم إلى حِفظ العلوم، وخير وسيلة لذلك هو الشِّعر.

 

ثم ماذا؟ ثم إنَّ هناك أغراضًا جديدة ظهَرتْ في هذا العصر أيضًا؛ كشعر (الكدية) الذي يتجلَّي في أدب المقامات، والشعر (الفلسفي) الذي شاعَ في هذا العصر نتيجة تقدُّم العلوم ونُضج العقول، تلك التي لم تعدْ تقنع إلا بالدليل وكذلك الشعر الصوفي.

 

وقد كان لاختلاط العرب بالأعاجم أثرٌ واضح في تسرُّب الألفاظ واستعمالها في الشعر، ولعلَّ أثرَ الأعاجم في ألفاظ الشعر وأساليبه كان أظهر وأوضح من أثرهم في المعاني والأفكار؛ من حيث إنَّ الألفاظ تغزو الآذان، قصدًا أو من غير قصد، وهذا أمرٌ قديمٌ في الشعر العربي منذُ عَصر الفتوحات، وكان طبعيًّا أنْ يَزداد ظهورها في العصور المتأخِّرة التي كثُر فيها الاختلاط بين العرب والعجم، وكذلك غلبت المحسنات اللفظيَّة على الأساليب، وكانت عفويَّة في العصر البويهي، بينما أثقلت كاهل الشعر في العصر السلجوقي حتى أصبحت غاية في ذاتها، وبَدَا التكلُّف واضحًا في اصطناعها فخفَّ جرسُه، وفترت موسيقاه، ولكنَّ الواضح أنَّ ذوق العصر تقبَّل ذلك الزخرف والزينة، وعدها حسنةً من حسناته، وأثنى عليها بعض النُّقَّاد والأدباء.

 

أمَّا بالنسبة للأفكار والمعاني فقد أشار بعض النُّقَّاد ودارسي الأدب إلى أنَّ الشعر دخَل منذ القرن الرابع مرحلةَ الجمود؛ إذ قلَّما وجدوا ابتكارًا وتجديدًا يُشار إليه، وظلَّ الشعراء يُردِّدون أفكارَ أسلافهم ومعانيهم؛ لأنَّ الزمن تقدَّم بهم والمجال ضيِّقٌ عليهم، وأنهم سبقوا إلى كلِّ معنى بديع ولفظ فصيح؛ لذا كان أملهم في التجديد ضئيلاً؛ ومن ثَمَّ رجحت كفَّةُ التقليد كفَّةَ الابتكار وبخاصَّة في العصر السلجوقي، هذا بالنسبة للمعاني، ولكنِّي نازعتهم الرأي وخالفتهم فيما ذهبوا إليه من ضَعف الشعر وانحِداره في العصر البويهي وشفعت ذلك بالشواهد.

 

أمَّا الصور والأخيلة فمنها ما كان عقيمًا ومنها ما يفيضُ بالحيويَّة ويتَّسم بالجدَّة والابتكار وبخاصَّة في العصر البويهي، أمَّا العقم فيبدو في العصور التقليديَّة التي اقتفوا فيها صور القُدَماء وما زالوا يُكرِّرونها في شِعرهم؛ كتشبيهاتهم واستعاراتهم حتى غَدَتْ صورة مألوفة مملولة لم تُضِفْ جديدًا إلى الشعر، وهناك أيضًا الصور العقيمة الجامدة التي خلتْ من العاطفة والخيال والمتعة الأدبيَّة كالشعر التعليمي وشعر الأحاجي والألغاز التي تُغذِّي العقل ولا تُحرِّك العاطفة.

 

وأمَّا بالنِّسبة للأوزان والقوافي في تلك الفَتْرَة فليس هناك تغييرٌ يُذكَر في موسيقا الشعر، ولا سيَّما في العصر البويهي، فما زالت أوزان الخليل هي السائدة وخاصَّة لدى الشعراء الكبار؛ كالشريف الرضي ومهيار الديلمي، فالقصيدة قائمةٌ على نغمة بحرٍ مُعيَّن يلتزم الشاعر بقواعده ولا يترخَّص في شيءٍ منها، وكذلك يلتزمُ تكاليف القافية ولا يعفي نفسه منها، ومن هنا تظهر أهميَّة الذوق العام الذي يستسيغُ فنًّا فيروج وينصرف عنه فيفتر، وقد كثُرت المقطعات في هذا العصر، وكانت من قبل أمرًا نادرًا، وذلك يدلُّ على مقدرة لغويَّة واقتدار في النظم إذا أستطاع الشاعر أنْ يجيدَ في تلك المقطعة؛ لأنَّه يُركِّز ويُكثِّف شُعورَه وصُوَرَه، ويتحكَّم في إيراد ما يشاء، هذا فضلاً عن سلامة القافية من التكلُّف والتكرار، وظهَر كذلك الشعر المغنَّى، ونشَأتِ الفنون الجديدة استجابةً للذوق العام المتقبِّل للعمل الأدبي، وغدا من الطبعي تغيير في موسيقا الشعر؛ ليُلائم الذوق الجديد، وغدا الشعر القائم على القصيد الملتزم بأوزان وقوافي القصيدة القديمة يُعرَف بالشعر القريض، وقد عدَّه الأبشيهي فنًّا من الفنون السبعة المذكورة عند الناس وهي: الشعر القريض، والموشح، والدوبيت، والزجل، والمواليا، والكان كان والقوما، فتلك الفنون تنقسمُ من حيث اللغة إلى قسمين:

1- قسم يُؤلَّف بالغة العربية، ويحافظ على قواعد الإعراب والبناء، ويخلو من اللحن، فلا يجوزُ فيه الترخيص في قاعدةٍ أو رواية اللحن ويضمُّ ذلك:

أ- الشعر القريض.

ب- الموشح.

ج- الدوبيت.

 

2- قسم ملحونٌ لا يهتمُّ بصحَّة اللغة ولا سَلامة الأداء، وإنما يجنحُ إلى لغة العامَّة التي تُجافِي الفصاحة وتخرُج على قوانين النحاة، وذلك يضمُّ:

أ- الزجل، والمواليا.

ب- والكان كان.

ج- والقوما.

 

وما يدخُل هذا المدخل، وقد حاولنا أنْ نسير مع الفنون الفصيحة ونترُكَ ما عداها، ومن الجدير بالذِّكر أنَّ العصر السلجوقي ظهرت فيه تجديداتٌ أخرى باسم ذوات القوافي، والشعر المنثور.

 

النتائج والمقترحات:

بعد هذه الرحلة الطويلة في بُطون الكتب والأسفار، وبعد مُعايشتي لتراث هذه الفترة منذُ أمدٍ بعيد، لا أدَّعي أنَّ بحثي هذا خاتمة المطاف؛ إذ العلمُ لا يعرف الكلمة الأخيرة - كما يقولون - غير أني - من قبيل الإنصاف للنفس - أشعُر بأنِّي قد مهَّدت السبيل للباحثين بعدي وحسبي أنَّني:

1- قد كشفت عن الأسباب الحقيقيَّة لضَعْفِ الشعر في دِيار الأعاجم، وعزَوْت السبب الأكبر إلى المشكلة اللغويَّة، وأعني بها: (الازدواج اللغوي) بين العربيَّة والفارسيَّة، شأنه في ذلك شأن الازدواج اللغويِّ بين العاميَّة والفُصحى في مصر والشام في العصرَيْن الأيوبي والمملوكي.

 

2- كما كشَفتُ عن كثيرٍ من المعاني والأفكار الجديدة والصور الفنيَّة المبتكَرة في البلدان القريبة من الخطط العربيَّة كبغداد والموصل.

 

3- أبرزت مكانةَ شُعَراء لم يُنصِفهم التاريخ، وهم بمنزلة الرُّوَّاد، وبهذا أنصَفتُ العصر الذي لم يُنصِفه السابقون، وخرجت من البحث بأنَّ العصر البويهي لم يكنْ عصرَ ضعف وانحِدار كما قال المؤرِّخون.

 

أمَّا المقترحات التي أقترحُها لخِدمة البحث في تراث هذه الفترة فهي:

1- محاولة البحث عن مخطوطاتٍ جديدةٍ لأدب هذه الفترة في مكتبات العراق وإيران أو في حوزة المستشرقين، فما بين أيدنا لا يُمثِّلُ أدب الفترة هذه تمثيلاً صادقًا بعد حملة التتار على بغداد سنة 656 وإحراق الكتب وإلقائها في نهر دجلة.

 

2- إكمال الدواوين الناقصة، وطبع المخطوط منها؛ حتى يكون للباحثين أقربَ من حبل الوريد.

 

وبعدُ:

فهذا جُهْدُ المقلِّ، وما في الطوق، فإذا كان التوفيق حليفي فهذا ما كنت - وما زلت - أرجوه وأصبو إليه، وإلا فحسبي أنْ لفتُّ الأنظار إلى ضرورة معاودة البحث في تراث هذه الفترة المظلمة؛ لتصحيح النظرة السابقة التي تناقَلَتْها الأجيال، وهي من قبلُ ومن بعدُ نظرةٌ عابرة تُجافي الحقيقة، والحقُّ أحقُّ أنْ يُتَّبع، ولن يتحقَّق ذلك إلا بجمع المخطوطات من مَظانِّها وبعثِها من مَرقَدِها كما أشَرْنا في المقترحات، والله وليُّ التوفيق.

 

فهرس الموضوعات


الموضوع

الصفحة

المقدمة: أهداف البحث، ومنهجه، مصادره، الدراسات السابقة في الموضوع.

أ

التمهيد: عن نشأة الدويلات المستقلة في العصر العبَّاسي الثاني ومدى صلتها بالخليفة في بغداد

1

الباب الأول: حياة الشعر في العصرين بين الازدهار والانحدار

8

الفصل الأول: حياة الشعر في ظل بني بويه في فارس والعراق وخراسان

15

الفصل الثاني: حياة السعر في ظل السلاجقة

50

الباب الثاني: أعلام الشعر

67

الفصل الأول: الشعراء الفحول

69

الفصل الثاني: الشعراء العلماء

97

الفصل الثالث: الشعراء الوزراء

128

الباب الثالث: مظاهر التطور والجمود في شعر العصرين

144

تمهيد عن مفهوم التطور والجمود

145

الفصل الأول: مظاهر التطور والجمود في الأغراض والموضوعات

147

أولاً وثانيًا: الأغراض التقليدية وما تفرع عنها (المتطورة)

149

الوصف

150

الغزل

156

المديح

166

الرثاء

175

الفخر والحماسة (شعر الحروب الصليبية)

187

الهجاء

198

الزهد

201

الاعتذارات

205

الحكم والأمثال

208

ثانيًا: الأغراض المستحدثة والجديدة

213

شعر الشكوى

214

الإخوانيات

220

الشعر الفكاهي

224

الشعر التعليمي

227

ثالثًا: الأغراض الجديدة: شعر الكدية ويتجلَّى في أدب المقامات

231

الشعر الفلسفي

237

الشعر الصوفي

240

الفصل الثاني: مظاهر التطور والجمود في الألفاظ والأساليب

241

الألفاظ

243

المحسنات اللفظية

263

الأحاجي والألغاز

279

السرقات الشعرية وما تتصل بها

283

الألوان المستحدثة

301

الفصل الثالث: مظاهر التطور والجمود في الأفكار والمعاني

308

تمهيد: عن التطور والجمود في الأفكار والمعاني

308

أولاً: المعاني المبتكرة المنصوص عليها

312

ثانيًا: المعاني المبتكرة التي رأيناها

334

ثالثًا: المعاني الغريبة

357

رابعًا: مظاهر الابتكار في حسن التعليل

364

خامسًا: المحسنات المعنوية

370

المعاني المسبوقة

378

الشعر العقيم

388

الفصل الرابع: مظاهر التطور والجمود في الصور والأخيلة

399

الخيال والصورة الأدبية

399

الصور المبتكرة التي نص عليها النُّقَّاد

404

الصور المبتكرة التي رأيناها

426

الصور المسبوقة

478

الصور العقيمة

496

الفصل الخامس: مظاهر التطور والجمود في الأوزان والقوافي

507

الخاتمة

539

قائمة المصادر والمراجع

538

فهرس الموضوعات

571





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • الشعر في ديوان جولة في عربات الحزن(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مفهوم الشعر عند قدامة من خلال كتابه نقد الشعر(مقالة - حضارة الكلمة)
  • هل كريم الشعر يمنع وصول ماء الوضوء إلى الشعر؟(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • لماذا الشعر النبطي تجاوز الشعر الفصيح؟(مقالة - حضارة الكلمة)
  • خصائص النبي المختلف عليها (5)(مقالة - ملفات خاصة)
  • الشعر والفلسفة عند النحاة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • من فنون الشعر(مقالة - موقع د. محمد الدبل)
  • الفرق بين الشعر الإسلامي وغيره(مقالة - موقع د. محمد الدبل)
  • حقيقة الشعر وجوهره(مقالة - حضارة الكلمة)
  • إبداع الشعر الملحمي الإسلامي .. شعر أحمد شوقي نموذجا(مقالة - موقع د. محمد الدبل)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 19/11/1446هـ - الساعة: 13:49
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب