• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل ماجستير
علامة باركود

أثر الإسلام في التوحيد اللغوي

خالد بن أحمد إسماعيل الأكوع

نوع الدراسة: PHD
البلد: المملكة العربية السعودية
الجامعة: أم القرى
الكلية: اللغة العربية
التخصص: الدراسات العليا العربية
المشرف: د. عليان بن محمد الحازمي
العام: 1423هـ-2002م

تاريخ الإضافة: 14/7/2012 ميلادي - 24/8/1433 هجري

الزيارات: 37561

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

أثر الإسلام في التوحيد اللغوي في اللغة العربية

ملخص الدراسة

 

تكونت هذه الدراسة من مدخل وثلاثة أبواب:

المدخل فيه:

• معنى اللغة ودرجاتها، والنظريات حول نشأتها وأثر النظرة إلى أصل اللغة في تفسير ظواهرها وأسباب اختلافها.

 

• الكشف عن سنة التغير والانقسام في اللغات الإنسانية، والتعرف على العوامل المؤثرة في حدوثها وذلك من خلال دراسة الواقع اللغوي في الجزيرة العربية التي كانت تضم عدة لغات عربية؛ منها ما باد وانقرض ومنها ما تغير وانقسم، فبين عربية شمالية وأخرى جنوبية خففت كل منهما عدة لغات مختلفة.

 

• التعرف على أسباب اختلاف لغات العرب قبل الإسلام، وهي أسباب مباشرة وطأت لها أسباب غير مباشرة؛ منها انتشار العربية في مناطق جغرافية واسعة، وكثرة المتحدثين بها، وطول العهد بزمانها، فظهرت الأسباب المباشرة وهي ظاهرة الخفة والثقل، والقياس المستقل، والاحتكاك اللغوي الخارجي، والعامل الزمني الذي سمح بحدوث المتغير والاختلاف.

 

الباب الأول: (مظاهر الاختلاف اللغوي بين اللهجات العربية قبل الإسلام) وفيه:

• دراسة مظاهر الاختلاف اللغوي الذي ظهر في جميع مستويات اللغة الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية، فانقسمت العربية إلى عدة لهجات مختلفة وكان حتمًا أن تتحول - جريًا مع سنن اللغات - إلى لغات مستقلة لسعة اختلاف وطول العهد بها.

 

• سعينا أثناء عوضنا لمظاهر الخلاف اللغوي قبل الإسلام إلى ترسم أسبابها، والوقوف على أثارها في تكوين الفصحى، إذ أفادت الفصحى من اختلاف تلك اللهجات بعد أن توحدت فيها وحولته إلى مصلحتها في تنمية ثروتها اللغوية وتكوين ظواهرها من ترادف، واشتراك، وتضاد ونحوه.

 

الباب الثاني: (أسباب الوحدة اللغوية قبل الإسلام). وفيه:

• الكشف عن سنة التوحد والاندماج والعوامل المؤثرة في حدوثها. وهي أضعف من سابقتها، وتكون آنية في فترة محددة ثم تفترق من جديد، فهي تحدث في ظل سنة التغير والانقسام من الناحية الزمنية.

 

• حدوث بوادر الوحدة اللغوية قبل الإسلام نتيجة لتضافر عدة عوامل أدت إلى التقارب اللغوي بين اللهجات العربية، وتتمثل تلك العوامل في الحج، الهجرات البينية، أسواق العرب، الحروب، عمل الشعراء والخطباء.

 

• تتمثل مظاهر الوحدة اللغوية قبل الإسلام في اللغة الأدبية.

 

الباب الثالث: (أسباب الوحدة اللغوية بعد الإسلام ومظاهرها). وفيه:

• دراسة أثر الإسلام في التوحيد اللغوي، ومعرفة أسباب الوحدة اللغوية التي كان الإسلام من ورائها بشكل مباشر وغير مباشر (أي قامت لخدمته وبسببه).

 

• أثر الإسلام في التوحيد اللغوي له ثلاث صور:

1- توحيد اللهجات العربية المختلفة وإذابة فروقها اللغوية لا سيما الشمالية والجنوبية.

2- توحيد معظم اللغات المختلفة من حول العرب ودحرها بعد تعرّب أهلها.

3- توحيد اللغة العربية عبر عصورها التاريخية (تخليدها)، فحفظها من التغير والانقراض.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة

الحمد لله رب العالمين حمدًا يليق بجلال عظمته وعظيم سلطانه حمدًا كالذي نقول وخيرًا مما نقول، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

 

فهذه دراسة لغوية عن "أثر الإسلام في التوحيد اللغوي" نقدمها، لنكشف فيها عن سر من أسرار عظمة اللغة العربية وهو عن وحدتها المكانية والزمانية.

 

فقد رأيتنا معشر العرب- واللغات من حولنا تتبلبل وتختلف، والشعوب تتناكر أجيالها عبر عصورها وتتقطع ما بينها من أواصر لغوية - ونحن باقون على البيان تجمعنا لغة واحدة بالرغم من كل العقبات الجغرافية والحدود السياسية التي تفصل بيننا، وتربطنا مع أجدادنا منذ مئات السنين لغة واحدة لم يعترها تغير يذكر أو اختلاف يؤثر، فما زلنا نقرأ القرآن الذي نزل منذ أربعة عشر قرنًا وكأنه نزل فينا بالأمس القريب، ونقرأ ما ألفه أجدادنا في القرن الثاني الهجري في شتى المجالات وأنواع العلوم فنعيه ونفهمه.

 

وقد نظرت إلى واقعنا اللغوي في الجزيرة العربية قبل الإسلام فوجدتها مسرحًا للغات مختلفات منها ما باد وانقرض، ومنها ما انقسم واختلف، فبين عربية للجنوب وأخرى للشمال، وبين عربية بائدة وأخرى باقية انقسمت إلى عدة لهجات تتفاوت درجة اختلافها فيما بينها حسب قربها وبعدها عن بعضها ومدى اتصالها، ويزداد الاختلاف بين العدنانيين والقحطانيين، ويقل فيما بين العدنانيين، ولكنه بدرجة أصبح فيها لكل قبيلة منها – تقريبًا - لغة خاصة تتميز بها وتختلف فيها مع غيرها. ومنا وقفت مع نفسي وقفة تأمل وطرحت عليها بعض الأسئلة، وهي:

1- ها هي أسباب الوحدة اللغوية في الوطن العربي؟ وكيف حدثت ومتى؟

2- لِمَ لم تنقسم اللغة العربية خلال كل هذه العصور إلى لغات مستقلة كما انقسمت غيرها من اللغات؟

3- لِمَ لم تنقرض اللغة العربية الفصحى كما انقرضت اللغات العربية قبلها؟

4- كيف انتشرت اللغة العربية في مناطق لغوية مختلفة فأصبحت لغة قومية لأهلها؟

5- أين تلك الفئات العربية التي نزل بها القرآن على سبعة أحرف مراعاة لاختلاف الألسنة؟

6- كيف أصبحت الفروق بين جميع اللهجات العربية في القرن الثالث والرابع يسيرة محتقرة وفي شيء من الفروع، أما الأصول فواحدة؟

 

كل هذه الأسئلة وغيرها لم أجد لها جوابًا شافيًا، وللأسف لم أجد البحوث والدراسات التي تجيب عنها، وقد كانت ندرة المصادر والمراجع عن هذا الموضوع من أشد الصعوبات التي واجهتني في دراستي، إلا أنها - ولله الحمد - حفزتني على المضي والاعتماد على الله ثم على نفسي في استنباط أدلة دراستي وأمثلتها وجمع مادتها العلمية عن الصحيح الثابت، وقد استغرق ذلك من جهدي ووقتي ما لا أستكثره أو أمنُّ به فهو جهد يسير لما لأمتي ولغتي عليّ من حقوق وواجبات.

 

وتتلخص محاور دراستي لـ "أثر الإسلام في التوحيد اللغوي" فيما يلي:

أن الخلاف بين اللهجات العربية قبل الإسلام كان واسعًا وقد بلغت أوجه الخلاف بينها جميع مظاهر اللغة (الصوتية - الصرفية – النحوية - الدلالية) مما يؤهلها للانقسام مع مرور الزمن، لسعة بلادها وكثرة المتحدثين بها مع اتساع فجوة الخلاف بين لغاتهم، والانقسام في هذه الحالة سنة في جميع اللغات.

 

ثم حدثت قبيل الإسلام عوامل أدت إلى التقارب اللغوي وتكون لغة مشتركة يتم عن طريقها التفاهم والاتصال، من أهمها: (الحج، الأسواق، الهجرات البينية، الحروب، عمل الشعراء والخطباء خاصة شعراء الحوليات) ولكن هذه العوامل لم تكن كافية لتوحيد اللغة بين جميع العرب ومنع انقسامها، حيث كانت على المستوى الخاص وليس العام لاختلاف العرب في اللغة المشتركة ثراءًا وفقرًا، والقدرة على إجادتها تكاد تنحصر على أولئك الذين حازوا قدرًا وافرًا من الثقافة اللغوية، أما العامة وأكثرهم من الشيوخ والنساء والأطفال فمعظمهم لا يقدر على التحول عن لغته الخاصة ولو كان العرب على مستوى لغوي واحد ما نزل القرآن على سبعة أحرف مراعاة لهم وتيسيرًا لعامتهم.

 

وعند مجيء الإسلام عمل على توحيد اللغة العربية وتعميمها على جميع مستويات العرب (خاصة وعامة) بل نشرها بين غير أهلها ووحد بها اللغات المختلفة من حولهم في صورة هي أسمى درجات التوحيد والتغير اللغوي التي عرفتها اللغات الإنسانية، وقد جاء عمله بطريقة مباشرة وغير مباشرة وبشكل متدرج على النحو الآتي:

1- نزول القرآن على سبعة أحرف من باب التيسير والتدرج في التوحيد اللغوي.

 

2- معسكرات الجهاد وإذابة الفروق اللغوية ومزج اللهجات العربية مما أسهم في إنشاء لسان مشترك وتعميمه.

 

3- جمع عثمان - رضي الله عنه - الناس على مصحف واحد (القرشي) وحرقه سائر المصاحف ذات الحروف المختلفة، وانعكاس توحيد المصاحف على اللغة بالتوحد.

 

4- قيام علماء الإسلام بجمع اللغة وتقعيدها - بدافع ديني - على أساس اللغة الأدبية التي نزل بها القرآن مما أسهم في توحيد اللغة وتعميم اللغة الأدبية لا سيما عندما تشددوا في لغة القرآن وعمدوا إلى إهانة اللهجات الخاصة.

 

وقد حث العلماء على جمع اللغة وتقعيدها دافع ديني له أسباب وزعنا عرضها على جمع اللغة وتقعيدها على النحو التالي:

أ- جمع اللغة العربية:

1- لمعرفة معنى لفظ غريب جاء في القرآن والحديث والاستعانة بها على فهم النصوص الشرعية.

 

2- إثبات أن القرآن نزل وفق سنن العرب في كلامها وحرصهم على إثبات ذلك، (الاحتجاج على لغة القرآن) وبعكسه كان (الاحتجاج بالقرآن) وهو الذي أسهم في توحيد اللغة.

 

ب- ضبط اللغة وتقعيدها:

1- لتعليم العربية للمسلمين من غير العرب (تعليمي).

2- الحفاظ على العربية ودفع اللحن.

 

وقد ساعد على جمع اللغة وتقعيدها إسهام الفكر الإسلامي في ظهور المصطلح والقياس في العربية والعمل به كدليل علمي، كما أسهم القياس المطرد في خلودها.

 

5- العاهل الاجتماعي: وهو نفس العاهل الذي أدى إلى التقارب اللغوي قبل الإسلام، إلا أنه ازداد استحكامًا واتسع آثارًا بعد الإسلام، وهو من الأسباب غير المباشرة ولكنه اشتق أنظمته من الإسلام وعمل على ترجيحه فحسبناه عليه.

 

6- التسامي إلى المثل الأعلى والنموذج الموحد: وذلك عندما قدم القرآن المثل الأعلى للغة العربية الموحدة فكان محورًا التفت حول لغته العرب والعلماء واتخذوها مثلًا أعلى تقيس العرب عليها فصاحتها وتحاكي اختياراتها وتهجر من لغاتها ما خالفها، والعلماء تتخذها معيارًا تحكيم به وتحتكم إليه فكان الحكم على صحة القاعدة وسلامة الاستخدام اللغوي، وفصاحة القول، يحتمون به ويستدلون بآياته، فأسهم هذا التوجه من قبل العرب والعلماء في حدوث وحدتنا اللغوية وذلك حين اتخذوه مثلًا أعلى.

 

7- الوحدة السياسية تبعتها وحدة لغوية: أصبحت العربية لسان الحكم والسياسة وانتشرت بانتشار الفتح العربي الإسلامي، فواكبته مسيرته وسارت على خطاه فتعربت بها الألسنة في بعض البلاد وتاثرت بها لغات أخرى. وهو أيضًا من العوامل غير المباشرة ولكنه مرتبط بالدين ومحمول عليه.

 

وقد أعقبنا هذه الأسباب بمظاهر الوحدة اللغوية بعد الإسلام وهي تمثل أدلتها.

 

منهج البحث:

1- اعتمدنا في دراستنا على المنهج التاريخي.

 

2- تتبعنا آثار الإسلام في التوحيد اللغوي المباشرة وغير المباشرة. ونقصد بغير المباشرة تلك الأعمال التي قام بها الخلفاء والعلماء بدافع ديني، وهدفت إلى خدمة الإسلام والحفاظ على العربية فنجم عنها وحدة لغوية وأسهمت في حدوثها، ويدخل في ذلك العوامل السياسية والاجتماعية التي اشتقت أنظمتها من الإسلام.

 

3- لما كان موضوع الدراسة واسعًا ومكوناتها متشعبة وطويلة بحيث يحتاج الباحث في استقصاء جميع عناصرها إلى تضمين دراسته عدة كتب ومجلدات، وهو مع ذلك لا يأمن الخروج عن هدف دراسته وتفريغها من مضمونها بإعادة ما استقصى درسه في بحوث سابقة والانشغال بها عن هدفه، وعليه فقد آثرنا الوقوف على البدايات وأسبالب النشأة لإظهار أثر الإسلام فيها، ودراسة مراحلها من هذا المنطلق ثم أحلنا القارئ إلى مظانها التي استقصت درسها بعد إيقافه على أهدافها العامة ودراستنا لها.

 

4- عرضنا المعلومات عن بعض المواضيع منجمة، وتطرقنا لها في أكثر من موضع مع حرصنا على إضافة معنى آخر وتناولها من جانب جديد، وذلك حين اقتضى المقام الرجوع إليها، فآثرنا هذا الأسلوب على الإعادة والتكرار خشية الملل والسأم، من ذلك مثلاً: الاحتجاج بلغة القرآن والتسامي إلى المثل الأعلى درسناهما في الباب الثالث في أكثر من موضع، أحدها في السبب الرابع والآخر في السادس، وقد نكرر بعض الأمثلة في أكثر من موضع حتى وجدنا ذلك أنسب في بيانها وأقوى في دلالتها.

 

5- آثرنا عدم تبني أي نظرية في نشأة اللغة حتى نتمكن من تفسير ظواهرها وأسباب اختلافها بموضوعية وحياد، دون أن نتأثر بتلك النظرية في اتخاذ أحكام مسبقة أو نعمد إلى لي النصوص والروايات وتجاهل الحقائق الثابتة حتى لا تتعارض معها أو تخالف ما قررناه مسبقا.

 

وفي المقابل احتفظنا لأنفسنا بحق الاعتراض على الخطأ ومناقشته، لأن هدف الدراسة الوصول إلى العلم والحقيقة أينما كانت، وليس من هدفها نصرة مذهب على آخر والدخول في جدل عقيم.

 

6- اعتمدت الدراسة في إثبات أثر الإسلام في التوحيد اللغوي على الموضوعية وتقديم الدليل العلمي في مجال اللغة والنحو، ونأت عن تحريك المشاعر الدينية للمسلمين في إثبات وتقرير حقائقها؛ لأن الباحث جعل نصب عينيه مخاطبة غير المسلمين والمنكرين إن وجدوا، وهذا لا يعني أننا لم نعتمد على القرآن في إثبات بعض الأمور فهو حقيقة علمية مطلقة، وإنما يعني الاعتماد على المادة العلمية وما أقر به غير المسلمين من الغرب والعرب عن أثر الإسلام في التوحيد اللغوي.

 

7- لم ألتزم - في الغالب - الترجمة المطولة للأعلام الذين ذكرتهم واكتفيت بذكر الاسم واللقب وسنة الوفاة، لأن أكثر من ذكرتهم من القدماء والمؤسسين لعلومهم ولا تخفى على متعلق بمثل هذه العلوم سيرتهم، وكان من الإسهاب ذكرها ومما يطول به بحثنا، إلا أنني التزمت الإشارة إلى مكانتهم الدينية وأعمالهم إذا كانوا من القراء والفقهاء وذلك في متن الدراسة.

 

8- كانت معظم النصوص الشعرية التي وردت في دراستي مضمنة في قصة أو مسألة نحوية نقلتها عن كتب ومصادر أمهات خضعت من قبل العلماء للتحقيق والتدقيق والتخريج، فرأيت أن من ضياع الجهد تخريجها، ولهذا اكتفيت بذكر مصدرها.

 

خطة البحث:

اقتضت طبيعة هذا البحث أن يتكون مما يلي:

1- المقدمة.

 

2- مدخل تمهيدي، يشمل:

• تعريف اللغة ودرجاتها.

• حول نشأة اللغة الإنسانية والعربية.

• في تاريخ نشأة اللغة العربية.

• العربية الجنوبية والعربية الشمالية.

• انقراض اللهجات اليمنية القديمة وحلول الفصحى مكانها.

• العربية الشمالية (بائدة وباقية).

• أسباب اختلاف لغات العرب.

 

3- الباب الأول: (مظاهر الاختلاف اللغوي) ذكرنا فيه:

حالة اللغة العربية قبل الإسلام وتأهلها للانقسام، ثم تناول:

الفصل الأول: المظهر الصوتي.

الفصل الثاني: المظهر الصرفي.

الفصل الثالث: المظهر التركيبي (النحوي).

الفصل الرابع: المظهر الدلالي.

 

الباب الثاني: (أسباب الوحدة اللغوية قبل الإسلام ومظاهرها):

الفصل الأول: عوامل التقارب اللغوي بين اللهجات العربية قبل الإسلام:

أولًا: الحج.

ثانيًا: أسواق العرب.

ثالثًا: الهجرات الينية.

رابعًا: الحروب (أيام العرب).

خامسًا: عمل الشعراء والخطباء.

 

الفصل الثاني: مظاهر الوحدة اللغوية قبل الإسلام، وتتمثل في اللغة الأدبية الموحدة.

 

الثالث: (أسباب الوحدة اللغوية بعد الإسلام ومظاهرها):

الفصل الأول: أسباب الوحدة اللغوية بعد الإسلام.

أولًا: نزول القرآن على سبعة أحرف، من باب التدرج في توحيد اللغة والتيسير على أهلها.

ثانيًا: معسكرات الجهاد وإذابة الفروق اللغوية.

ثالثًا: جمع عثمان رضي الله عنه الناس على مصحف واحد (القرشي) وحرق سائر المصاحف.

رابعًا: قيام علماء الإسلام بجمع اللغة وتقعيدها على أساس اللغة الأدبية (لغة القرآن).

خامسًا: العامل الاجتماعي.

سادسًا: التسامي إلى المثل الأعلى والنموذج الموحد في اتباع لغة القرآن.

سابعًا: الوحدة السياسية تبعتها وحدة لغوية.

 

الفصل الثاني: مظاهر الوحدة اللغوية بعد الإسلام:

1- المظهر الصوتي من خلال وحدة التلاوة (التجويد)، وأثره في خلود أصوات العربية.

2- تعميم بعض الظواهر والخصائص اللهجية.

3- لغة الكتابة.

4- الخاتمة: وفيها النتائج والتوصيات.

5- فهرس المصادر والمراجع.

6- فهرس الموضوعات.

 

الخاتمة

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبعد:

هذه خاتمة ما لم يغلق البحث عن علم درسه وبيانه، وبداية ما لم يطرق علمه وآثاره - قبل هذا - بشكل مباشر أو بكتاب خاص يشرح معانيه ويبين عن (أثر الإسلام في التوحيد اللغوي) إلا ها جاء منثورًا في بعض التفاسير وكتب اللغة والقراءات وفي أقوال العلماء في معرض دراستهم لغير هذا الموضوع بالذات، وكأنه عندهم من المسلمات التي لا يختلف فيها اثنان أو يتمارى فيها متخاصمان، ولا يجهلها من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

 

وإن صح ذلك ففيه يكمن السر؛ إذ أصبح ذلك مسلمًا به دون أن يُعلم أثره، أو يقصر دوره حق تقدير، فيعرف بذلك فضله للأجيال اللاحقة، وقد قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "تضعف عرى الإسلام عروة تلو عروة كلما ظهر من المسلمين من لا يعرف الجاهلية" وكذلك الأمر بالنسبة للغة.

 

وعليه فقد قامت دراستنا لبيان أثر الإسلام في التوحيد اللغوي وعرضت لما يلي.

 

تناولنا في المدخل معنى اللغة ودرجاتها والنظريات حول نشأتها وأثر ذلك على تفسير ظواهرها وبينا كيف تأثرت بعض التفسيرات بنظرة العلماء إلى نشأة اللغة لا سيما أحمد بن فارس الذي فسر جميع ظواهر اللغة على التوقيف بخلاف ابن جني الذي فسر معظم ظواهرها على الوضع، حتى المحدثين وقع بعضهم تحت هذا التأثير في تفسيرهم لأسباب اختلاف اللغات دون أن يتكلفوا دراسة ذلك في اللغة نفسها.

 

وفي المدخل أيضًا تناولنا اللغات العربية في الجزيرة وبينا أنها كانت مختلفة ومتعددة وأن منها ما باد وانقرض ومنها ما تغير وانقسم بين عربية شمال وجنوب وبائدة وباقية، وتعرفنا على أسباب البيود والانقراض، وأسباب التفرق والانقسام ووجدنا أن ذلك سنة من سنن اللغات خضعت لها جميع الفئات بما فيها العربية نفسها عندما تفرعت وأخواتها عن اللغة السامية الأم.

 

واستطعنا في نهاية المدخل واعتمادًا على مقدمته أن نفسر أسباب اختلاف لغات العرب وفيها تلك الأسباب التي قال بها أصحابها تحت تأثير نظرتهم لأصل اللغة، وذكرنا أن مناك أسبابًا وطأت لأسباب أخرى وهي سعة العربية وكثرة متحدثيها وانتشارهم في مناطق جغرافية واسعة مع تقادم العهد عليها فظهرت أسباب وعوامل أخرى أدت إلى اختلاف اللغات بشكل مباشر وهي ظاهرة الخفة والثقل، والقياس المستقل، ومجاورة الأمم الأخرى (الاحتكاك اللغوي الأجنبي)، والعامل الزمني الذي أسهم في موت قديم واستحداث جديد يختلف من بيئة لغوية إلى أخرى.

 

وقد حرصنا من خلال المدخل أن نرسم للقارئ صورة حقيقية للواقع اللغوي في جزيرة العرب قبل الإسلام وإيقافه على سق اللغات في التغيّر والاختلاف وبينا له أن للعرب لغات بادت وانقرضت وأخرى تفرقت وانقسمت؛ ليدرك مقدار أثر الإسلام في توحيد اللغة توحيدًا زمانيًا ومكانيًا متى تحدثنا عنه.

 

ولهذا الهدف قام الباب الأول أيضًا، فالعربية الباقية (لغة أهل الشمال) تعرضت للانقسام - بالرغم من سيادتها على لغات الجنوب - فتفرعت إلى لهجات تختلف فيما بينها بدرجات متفاوتة حسب قربها وبعدها ودرجة اتصالها ببعض، فكان الاختلاف بين لغة الشمال والجنوب أكثر اتساعًا إذ بلغ درجة يتعذر معها الفهم في كثير من الأحيان - كما يظهر في شكوى بعض الصحابة من عدم فهم أكثر ما يخاطب به الرسول - صلى الله عليه وسلم - وفود العرب من أهل اليمن، وهو ما استدعى - فيما بعد - نزول القرآن على سبعة أحرف، ويقل الخلاف اللغوي بين اللهجات العدنانية فيما بينها وإن كان اختلافها بلغ درجة أصبح فيها لكل قبيلة – تقريبًا - لغة تميزها عن غيرها وتختلف معها فيها، وقد ذكرنا أن لا سبيل إلى الحصول على أمثلة وافية عن جميع اللهجات العربية قبل الإسلام لأنها تعرضت للوأد والإماتة بما في ذلك الأحرف السبعة التي كان من الممكن أن تظهر لنا أمثلة الخلاف اللغوي التي نزلت مراعاة له. ولأن كل ما وصلنا هو القريب من أرض الحجاز والشبيه بلغة القرآن بعد أن وضع العلماء تلك الاستثناءات والأسس في أخذ اللغة وجمعها فاستبعدوا أهل الحضر والقبائل البعيدة عن قلب الجزيرة والمتاخمة للأمم الأخرى، كما أن كتب اللغة والنحو قامت أساسًا على تتبع اللغة الأدبية إلا ما جاء عن اللغات عرضًا ودونت أكثرها في القرن الثاني أي بعد ظهور الإسلام وانتشار آثاره في اللغة.

 

ولكي لا نحرم من المثال حاولنا إثبات الفروق اللغوية بين أقرب لهجتين وهما الحجازية والتميمية محاولين أخذها عن القدماء لأن أثر الإسلام في التوحيد اللغوي استغرق فترة طويلة – نسبيًا - ولأن تلك الفروق قد تقاربت - بعد ذلك - بين جميع اللهجات العربية كما يبدو من قول ابن جني (من علماء القرن الرابع) عن الخلاف بين اللهجات العربية "هذا القدر من الخلاف لقلته ونزارته محتقر غير محتفل به ولا معيج عليه.." وقد كان الخلاف قبل ذلك واسعًا؛ تعسر معه الفهم بين الشمال والجنوب وقال عنه أبو عمرو بن العلاء: "ما لغة حمير وأقاصي اليمن بلغتنا ولا عربيتهم بعربيتنا".

 

وقد بينا أن الفروق بين أقرب لهجتين شمل جميع مظاهر اللغة الصوتية والصرفية والتركيبية والدلالية فما بالك بالفروق بين اللهجات التي استثناها العلماء في أخذ اللغة وجمعها والبعيدة عن لغة القرآن.

 

وقد حرصنا أثناء عرضنا لمظاهر الخلاف اللغوي في الباب الأول أن نترسم أسبابها وأن نقف على آثارها في تكوين اللغة الأدبية، وبالفعل وقفنا على الكثير من ذلك خاصة في المظهر الدلالي، ووجدنا أن اللغة الفصحى أفادت من اختلاف اللهجات في تكوين ثروتها اللفظية وظواهرها من ترادف واشتراك وتضاد وغير ذلك من الخصائص التي تميزت بها العربية وفاخرت سائر اللغات الإنسانية.

 

وفي الباب الثاني ذكرنا أن بوادر الوحدة اللغوية بدأت قبل الإسلام لتضافر عدة عوامل أدت إلى التقارب اللغوي بين اللهجات العربية أهلت الجزيرة العربية لاستقبال الإسلام وكتابه الخالد لتتم به وحدتها الدينية واللغوية وترسخ دعائمها على الطريقة المثلى، فعممها على جميع العرب على اختلاف بلادهم ولغاتهم أو مستوياتهم الثقافية وأحدث توحيدًا لغويًا امتد إلى لغات مختلفة خارج جزيرة العرب وخلدها على مر العصور.

 

وقبل ذلك أشرنا إلى خضوع اللغة بين سنتين يتوقف مصير اللغات عليهما، الأولى، سبق الحديث عنها في الباب الأول، وهي تلك التي تقود اللغة إلى التفرق والاختلاف إلى لهجات مختلفة ثم لا تلبث أن تتحول إلى لغات مستقلة بذاتها، أما الأخرى التي قام الباب الثاني لبيانها فهي تلك التي تسير باللغات صوب التوحد والاندماج متى ما وجدت العوامل المؤثرة والمساعدة على تقاربها، وذكرنا أن هاتين السنتين تخضع لهما جميع اللغات وتحدث عبر حقب من التاريخ دون أن يشعر بها أهلها، وأثناء التوحد والتفرق قد تخرج لغات جديدة لا تقوى عوامل التقارب على ردها لأخواتها، وأن التوحد الذي تشترك فيه اللغات هو آني بحيث يغلبه تفرق جديد، وهكذا حتى تنقطع العلاقة اللغوية بين أجيالها، أما وحدة العربية فهي خالدة عبر العصور وتدين بذلك إلى الإسلام. ووضحنا عوامل التقارب اللغوي التي أدت إلى ظهور لغة مشتركة على الصعيد الخاص في طبقة المثقفين وبينا أنها قامت بضرورة اجتماعية وأدبية واعتمدت أساسًا على لغة قريش، فكان أهمها الحج، والهجرات، وأسواق العرب، والحروب، وعمل الشعراء خاصة شعراء الحوليات، وبيئة آثارها في تنامي الحاجة إلى لغة موحدة يتم بها الاتصال ويتوحد معها المعيار النقدي، وشرحنا أمر كل منها في تكوين الفصحى وتأثيرها عليها وإثرائها، وبينا كيف كانت قريش تعد لغتها لتتبوأ هذه المكانة باختيارها ما حسن من لغات العرب وإسقاطها المرذول والمستقبح من لغتها، ثم وقفنا على عمل الشعراء ودور القيود وأثرهما في تكوين الفصحى وإثرائها والمزج بين اللهجات في ميدانها.

 

وفي آخر الباب الثاني ذكرنا أن مظاهر الوحدة اللغوية قبل الإسلام - في اللغة الأدبية المشتركة الموحدة وهي العربية الفصحى التي جاعت بمقتضى قواعدها وأصولها آثار الجاهليين الأدبية وأعمالهم اللغوية بصورة موحدة لا تفرق فيها بين شمالي وجنوبي وبين نجدي وحجازي بالرغم من اختلاف لغاتهم المحلية (الخاصة).

 

وعرضنا بعد دلك لآراء أولئك الذين أنكروا قيام الفصحى على أساس لغة قريش وأنكروا أن تكون اللغة المشتركة الأدبية في أصلها لغة قريش، وطعن بعضهم في صحة روايات القدماء ونزاهتهم، ففندنا آراءهم ومزاعمهم بأسلوب علمي مقارن وبينا لهم أن اللغات المشتركة عادة ما تقوم على أساس لغة ساعدتها على السيادة والانتشار عوامل ومؤثراث خاصة (دينية، سياسية، اقتصادية، مدنية، واجتماعية) وهي التي توفرت للقرشية، وقلنا إن ذلك أمر مطرد تكاد تشترك فيه جميع الفئات المشتركة، وقد قاله الغرب في لغاتهم المشتركة وأشرنا إلى أن عاملًا واحدًا من العوامل التي توفرت للقرشية أدى إلى تكوين لغات مشتركة في غيرها.

 

وذكرنا أن اللغة الفصحى هي القرشية بعد خروجها من مكة وسيادتها على لغات العرب، واتخاذها لغة أدبية مشتركة من قبل غير أهلها، ففقدت بذلك بعض خصائصها الموغلة في الذاتية نتيجة الصراع اللغوي واكتسبت ثروة لفظية وخصائص جديدة اكتسبتها من اللغات العربية التي تغذت بها وسادت عليها، فارتقت بذلك عن العامة من أهلها، خاصة وقد أضفى عليها الشعراء والأدباء ما حسن من خصائص لهجاتهم ومفرداتها عندما اتخذوها لغة أدبية، وعلى هذا فسرنا وصف القدماء للغة الحجازية بأنها اللغة الفصحى أو الفئة الأولى القدمى، أو عندها يقولون إن الفصحى هي لغة قريش (فذلك يعني في أصلها).

 

وفي الباب الثالث تناولنا أثر الإسلام في التوحيد اللغوي ودرسنا أسباب الوحدة اللغوية التي كان الإسلام من ورائها بشكل مباشر وغير مباشر بما فيها تلك الأسباب السياسية والاجتماعية لأنه كما يقول لوبون: "كانت الدولة التي أسسها العرب هي الدولة العظمى الوحيدة التي قامت باسم الدين والتي اشتقت منه جميع نظمها السياسية والاجتماعية". وقلنا إنه بالرغم من ظهور بوادر الوحدة اللغوية قبل الإسلام إلا أنها لم تتحقق بمفهومها الشامل إلا بعد مجيء الإسلام ونزول القرآن "إذ عمل على ترسيخ الوحدة اللغوية وتعميمها بين جميع العرب على اختلاف لغاتهم ومستوياتهم الثقافية، لأن قوة الشعور الديني دعت العامة إلى تفهم كتابهم وتدور يعانيه وحفظ آياته فخضعوا لتأثيره اللغوي وتذللت به ألسنتهم مما جعل توحيد لغات العرب وتقاربها أمرًا يسيرًا تحقق بعد ذلك على يد عثمان حين جمع الناس على مصحف واحد (وهو الذي نزل بلغة قريش) وحرق سائر المصاحف. وبالفعل فقد أصبحت الفروق اللغوية بين اللهجات العربية - بعد ذلك - يسيرة وفي شيء من الفروع وتقاربت فيما بينها، وإذا لم أكن مخطئًا فإن ذلك من الأسباب التي أغرت بعض المتأخرين من علماء اللغة ونحاتها بالاحتجاج بكل ها هو عربي ولم يفرقوا بين لغة وأخرى ويقتصروا على بعضها كما فعل القدماء.

 

ولم يقتصر أثر الإسلام في التوحيد اللغوي على اللهجات العربية وتعميم اللغة الأدبية بين أهلها بل أسهم في نشرها بين الأمم من حولهم فتوحدت بأثره اللغات المختلفة وبات يتكلم العربية من لا سابق عهد له بها وهي أسمى درجات التوحيد اللغوي، ويطلق عليها أيضًا التعريب. وقد ذكرنا أن القومية العربية قامت على أساس لغوي، مما جعل بعض الأمصار تنتمي إليها فأصبحوا بذلك عربًا شأنهم شأن أهل الجزيرة، وهو يتماشى مع روح العروبة وتقسيم القدماء لأنواعهم إلى عاربة، ومتعربة ومستعربة.

 

ومناك نوع ثالث من أنواع التوحيد اللغوي كان بأثر الإسلام وحده وهو التوحيد الزماني أو الخلود، إذ حافظ نزول القرآن باللغة العربية الفصحى عليها وكان سببًا في محافظة أبنائها عبر العصور التاريخية عليها فحرصوا على عدم تغيرها وجمعوا اللغة في عصر الفصاحة وقعدوها على أساس اللغة الأدبية التي نزل بها القرآن على نحو يجعلها مطابقة في كل عصر لمذهب القرآن والآثار الأدبية وأساليب الفصحاء في عصر الاحتجاج، ثم تصديهم لأي تطور من شأنه شق وحدتها وتغيير قوالبها إلا ما وافق سننها وقيس على كلام أهلها وباتت محافظة على أصواتها وأبنيتها وتراكيبها وأساليبها وجميع أصولها وقواعدها على صورة واحدة في جميع البلاد العربية وعلى مر العصور، يستعملها أهلها في الكتابة والتأليف والعلم والأدب والثقافة.

 

هذه هي أنواع التوحيد اللغوي الذي حققه مجيء الإسلام وقد حدث بشكل متدرج وبطريقة مباشرة وغير مباشرة، أما المباشرة فهي تلك الأعمال التي قدمها الإسلام وأسمهمت في توحيد اللغة كنزول القرآن باللغة الأدبية وما تبعه من نشرها وتعميمها بين جميع العرب، أما غير المباشرة فهي تلك الأعمال التي قام بها خلفاء المسلمين وعلماؤهم وأدت إلى التوحيد اللغوي والتي منها جمع الناس على مصحف واحد، وجمع اللغة وتقعيدها على أساس لغة القرآن العربية الفصحى، وهذه الأعمال كانت بدافع ديني تهدف إلى خدمة الإسلام والحفاظ على العربية، بحيث لا تستطيع أن تفصل بين ما هو مباشر وغير مباشر، فأعمال العلماء تتفق مع سياسة عثمان التي تهدف إلى جمع العرب وتوحيدهم وهي بالتالي تعتمد على الإسلام وتنطلق من أحكامه وأصوله، ناهيك عن تقديمه المثل الأعلى والنموذج الموحد الذي تسامت إلى لغته لغات العرب فاتبعت اختياراته اللغوية وأساليبه الفصيحة وتركت من لغاتها ما يخالفه مما أذاب الفروق اللغوية بين لغاتها وانعكس أثره على لغة أهلها فارتفعت بلاغة الإسلاميين على الجاهليين وارتقت به لغة العرب من المسلمين على لغة غيرهم ممن حُرِم المثل الأعلى.

 

وقد توصل البحث إلى نتائج كان من أهمها:

1- أن تفرق اللغات وانقسامها إلى لهجات ثم تحول اللهجات إلى لغات مستقلة سنة من سنن اللغات الإنسانية خضعت لها جميع اللغات، وكانت سببًا في تفرع اللغات السامية واللغات الهندو أوربية إلى لهجات تحولت إلى لغات ثم تفرع لغاتها الجديدة إلى لغات مستقلة كما حدث للاتينية القديمة حيث تفرعت عنها (الفرنسية، الإسبانية، البرتغالية وغيرها) وكان من المؤكد أن تنقسم اللهجات العربية إلى لغات مستقلة لولا مجي الإسلام ونزول القرآن بها فرد أهلها لها وألجأهم إليها، وقيد لهجاتهم وحال دون تحولها إلى لغات مستقلة.

 

2- هناك فئة أخرى وهي توحد الفئات واندماجها وهي ممكنة الحدوث في جميع اللغات الإنسانية متى ما وجدت العوامل والمؤثرات المساعدة على تقاربها وتوحد لهجاتها،- ولكنه يكون توحدًا آنيًا (فترة محدودة) يعقبه تفرق جديد لأن سنة التفرق أقوى تأثيرًا من هذه، وقد تخرج عنه بعض لغات لا تقوى عوامل التوحيد على ردها إلى أخواتها، فهو تؤكد يعقبه افتراق يعقبه توحد وهكذا، ومع اختلاف طبيعة التوحد الأول عن التوحد الثاني - حيث يتشرب خصائص اللغة المشتركة - ومع تعاقب ذلك عليه تنقطع العلاقات اللغوية بين أجيال اللغة الواحدة عبر العصور التاريخية.

 

وتعتبر فئة التوحد هذه في ظل سنة الاختلاف والتفرق من الناحية الزمنية، وهنا تتميز وحدة اللغة العربية بأنها مكانية وزمانية لأنها مرتبطة بلغة القرآن حريصة على استبقائها في جميع حالات التوحد أو الافتراق.

 

3- اللغة العربية الموحدة والمشتركة هي القرشية بعد سيادتها على لغات العرب وانتشارها بينهم، واتخاذها لغة أدبية مشتركة من قبل غير أهلها، ففقدت بذلك بعض خصائصها الموغلة في الذاتية نتيجة الصراع اللغوي واكتسبت مكانها خصائص جديدة وثروة لفظية اكتسبتها من اللغات العربية التي سادت عليها وتغذت بها.

 

هذه هي طبيعة اللغات المشتركة إذ لا يمكن أن تقوم إلا على أساس لغة موجودة تعتمد عليها وتنطلق منها وهي شبه سنة في جميع الفئات المشتركة، أما التآلف العشوائي فلا تنجم عنه لغة موحدة تتسم بالمنطقية والانسجام ولو أمكن لظهرت في صورة مسخ لغوي تتعادى فيه صفاتها وتتناقض أصولها وقواعدها.

 

ثم إن الطريقة التي تكونت بها الفصحى هي نفس الطريقة التي رويت عن قريش في تهذيب لغتهم "إذ اعتمدوا على اختيار ما حسن من لغات العرب وتكلموا به وأسقطوا الوحشي والمستقبح من كلامهم، فأخذوا لغتهم بذلك لتتبوأ هذه المكانة. وهذا العمل هو نفس المنهج الذي قامت عليه اللغة الأدبية والذي استعمله الشعراء والأدباء.

 

4- اختلاف الحميرية في عصرالرسول - صلى الله عليه وسلم - عن حميرية النقوش ينبئ بأن توحدًا لغويًا حدث قبل هذا، وقد أعقبه اختلاف جديد تشربت فيه حميمية صدر الإسلام خصائص اللغة المشتركة، فكان اختلافها مع اللهجات العدنانية في ظل اللغة الواحدة، غير أنه اتسع لتأثر أهلها بعوائد لغتهم القديمة، وكادت تستقل بذاتها لولا أثر الإسلام الذي رد العرب إلى العربية الفصحى.

 

يؤيد ذلك ما قاله الهمداني - وهو الخبير بلغة حمير - في لغة أهل صنعاء: "في أهلها بقايا من العربية المحضة ونبذ من كلام حمير".

 

5- لأثر الإسلام في التوحيد اللغوي ثلاث صور:

أ- توحيد اللهجات المختلفة لا سيما الشمالية والجنوبية وإذابة فروقها اللغوية. وهي وحدة بدأت بوادرها قبل الإسلام وعمل مجيئه على ترسيخها وتعميمها بين جميع العرب على اختلاف مستوياتهم الثقافية لأنها كانت قبل ذلك محصورة على طبقة المثقفين والخاصة. وهو عبارة عن تغليب لهجة على لهجات ودمجها فيما بينها ونجم عنه تكوين لغة أدبية مشتركة وموحدة (العربية الفصحى).

 

ب- توحيد بعض اللغات المختلفة من حولهم (تعريب)، فوحد اللغات السامية في الشام والعراق وبعض اللغات الحامية القبطية في مصر والبربرية في بلاد المغرب وبعض مناطق الكوشتيه وجمعها على اللغة العربية.

 

وهذا النوع من التوحيد عبارة عن زحف وسيادة لغوية انقرضت فيها لغة وحلت مكانها أخوي، وهو بعكس الأول إذ أسهم في تكوين اللغة المولدة وظهور العامية وذلك لتأثر العربية في تلك المناطق ببعض عوائد أهلها في لغاتهم القديمة.

 

ب- توحيد اللغة العربية عبر عصورها التاريخية (تخليدها)، فحفظ اللغة من الدروس والانقراض كما انقرضت لغات كثيرة، فقدم نزول القرآن بلغتها مثلها الأعلى ونموذجها الموحد الذي اعتصم بلغته أهلها عبر العصور كلما زاغوا عن نهج الفصاحة والبيان أو اعترت لغتهم الشوائب رجعوا إليه فيقيمهم على طريقتها المثلى، وكم من انحطاط لغوي مر بعصورنا خرجت منه العربية قوية معافاة.

 

6- إن ظهور اللهجات العامية في ميدان الحياة الخاصة بين الرجل وأهله لا ينفي وجود الوحدة اللغوية أو ينقضها طالما أن الفصحى لغة للعلم والأدب والثقافة وتستعمل في الكتابة والتأليف في جميع البلاد العربية ولها قواعدها الثابتة ونظامها الموحد الذي لا يختلف أو يلتاث.

 

وقد وجدنا أنه كلما ازداد الاحتكاك بين اللهجات وانتشر التعليم بين أهلها تقاربت فيما بينها وذابت فروقها اللغوية لأنها تستقي معظم مادتها وأغلب أساليبها من الفصحى.

 

لكن الخطر يكمن في استعمال العامية مكان الفصحى واتخاذها في الكتابة والتأليف وإنتاج العمل العلمي والأدبي أو تدريسه وعندئذ فلن يقف في سبيل تطورها إلى لغات مستقلة أي شيء حتى القرآن سينغلق على أفهام أهلها، وقد رأينا في ثنايا البحث أن إدراك علماء الإسلام والعربية لحقيقة تطور اللغة وتغيرها كان سببًا جوهريًا لجمع اللغة وتقعيدها للحفاظ على لغة القرآن، ثم اشترطوا في تطورها وقيدوه بما يكفل مساوقته للغة القرآن وأساليب العرض الفصحاء في كل عصر بحيث يجري التطور وفق سننها ويقاس على كلام أهلها.

 

7- اللغة العربية الفصحى استفادت ثروتها اللفظية وظواهرها المتعددة (الترادف والاشتراك والتضاد) بعد توحد لهجاتها، فحولت ما كان بينها من اختلاف وتنوع إلى مصلحتها في توسيع أضرب القول وتنويع فنونه.

 

ولولا حدوث الوحدة اللغوية لذهبت كل لهجة في طريقها ثم لم تلبث أن تتحول إلى لغات مستقلة، ولكان ذلك الاختلاف وبالًا عليها وسببًا في تفريقها، وقد رأيت أن تلك الظواهر التي تفاخر بها العربية سائر اللغات لا تكاد توجد في اللهجة الواحدة، ولا يمكن أن تتكون منها.

 

8- أسهم الشعراء والأدباء قبل الإسلام في تكوين الفصحى وتوحيد اللغة وإثرائها وتنميتها بالظواهر اللغوية المتعددة والتي كانت قيود الشعر وضروراته سببًا في استعمالها والاعتماد في أخذها عن اللهجات المتعددة.

 

وقد كان الشعر والنثر المسجوع ساحة امتزجت فيها اللغات العربية ودخلت عبرها بعض خصائصها وكثير من مفرداتها في تكوين اللغة العربية الموحدة.

 

9- نزول القرآن باللغة الأدبية الفصحى كان سببًا في نشرها وتعميمها بين جميع العرب على اختلاف مستوياتهم الثقافية، فرد العرب إليها وأسهم في التقريب بين لغاتهم وذلك عندما اتخذوه مثلًا أعلى ونموذجًا موحدًا تسامت إلى لغته لغاتهم، وتذللت ألسنتهم بقراءته وسماعه.

 

أما نزوله على سبعة أحرف فقد كان من باب التدرج في توحيد لغاتهم لأن عامتهم لا تطيق التحول عن لهجاتها، وبعد أن تذللت ألسنتهم وأمكن جمعهم على لغة واحدة، جمعهم عثمان على مصحف واحد وهو القرشي وحرق ما سواه وعد عمله هذا رجوعًا إلى الأصل، ولهذا وافقه عليه الصحابة وأجمعت عليه الأمة، وقد حاول ذلك عمر من قبل.

 

10- إن جمع اللغة وتقعيدها كان بدافع ديني - في أول الأمر – ولهذا نشأت علوم العربية على يد القراء وعلماء الشريعة وقامت على أساس اللغة الأدبية التي نزل بها القرآن مما أسهم في توحيد اللغة والتقريب بين لهجاتها خاصة عندما حرص علماء العربية على تعميم أقيستهم وقواعدهم التي استخرجوها من اللغة الأدبية والتي كان القرآن مثلها الأعلى الذي احتجوا به واحتكموا إليه.

 

11- لقد تعرضت اللهجات الخاصة للوأد والإماتة من قبل علماء العربية وفق منهج مقصود وطريقة منطقة هدفت إلى توحيد اللغة ونشر العربية الفصحى بين العرب، وقد ساعد على ذلك ميل القبائل أنفسها إلى هجر لغاتهم واتباع لغة القرآن.

 

فالقدماء من علماء اللغة لم يأخذوا عن جميع اللهجات العربية، كما أنهم لم يأخذوا كل شيء عن اللهجات المعتمدة، وإنما أخذوا اللغة الأدبية التي نزل بها القرآن وحكموها فيما أخذوه عن العرب، وأصبحت العرب تقيس فصاحتها على مدى موافقتها للغة القرآن.

 

وقد كان لتشددهم في اختيار النوعية وتحديد الزمان والمكان وطرق الأخذ والتحمل أكبر الأثر في توحيدها.

 

12- إن الوحدة اللغوية في الوطن العربي تدين بحدوثها للإسلام بشكل أساسي، ولولا القرآن لما بقيت العربية الفصحى إلى يوم الناس هذا، ولما توحدت لغة العرب في التحدث بها والكتابة بلغتها، ولما عرفنا كيفية النطق بأصواتها الفصيحة، ولانقسمت لهجاتها إلى لغات مستقلة، لأن تاريخ اللغات الإنسانية لم يعرف لغة حافظت على أصولها وأصواتها كل هذه المرة طوال أربعة عشر قرنًا وخلدت بهذه الصورة غير اللغة العربية.

 

هذا وفي البحث نتائج فرعية تجدها منثورة في موضوعاته.

 

توصيات علمية:

لقد كان من تمرة هذا البحث أن تكونت لدى بعض الخبرات العلمية عن الوحدة اللغوية وكيفية الحفاظ عليها، ونواقضها ومحظوراتها، فأحببت أن أسجلها في توصيات علمية عسى الله أن ينفع بها هذه الأمة التي شرفها الله بحمل رلسالة التوحيد. ومن ذلك ما يلي:

1- يجب الالتزام بتعليم العربية الفصحى وفق مبدأ (دع عنك ما يجوز والتزم صحيح الإعراب) فإن التساهل في اللغة والتوسع في اللهجات ومحاكاتها، لا يخدم توحيد اللغة بوجه، كما أنه لا يخدم توحد المعيار النقدي، وهو أمر استهجنه القدماء من علما العربية ولم يكن هدفًا مباشرًا عند قيام علم العربية، وإنما ظهر عند المتأخرين منهم لمحاولة التميز المدرسي والبحث عن الجديد فتوسعوا في المنهج، وقد يكون التقارب اللغوي الذي أحدثه الإسلام بين اللهجات العربية أغوى المتأخرين على الأخذ بكل ما هو عربي دون تمييز، ولم يقدروا أن التسامي إلى المثل الأعلى هو ما قرب بين لهجاتهم وكان عليهم أن يلزموا الأصل وهو اللغة الأدبية حتى لا يثقلوا كاهل النحو بكثرة القواعد والتفريعات.

 

2- يجب الالتزام في ارتجال اللغة أو إحداث مصطلحات جديدة بالقياس الصحيح المطرد والتقيد بحق العرب في كلامها ونظام تأليف أصواتها حتى لا تتغير اللغة وتختلف عبر عصورها.

 

3- إن تعدد المجامع اللغوية في الوطن العربي مع عدم التنسيق بينها من شأنها أن تضرب الوحدة اللغوية دون أن تدري فتحدث عدة لغات فصحى في كل إقليم، وإذا كان ذلك محمودًا من جهة الأدب وإثراء اللغة بالترادف والتضاد والاشتراك فإنه مذموم من جهة العلم والتعريب إذ يشترط في اللغة العلمية وضوح الدلالة وتحديد المعنى ووحدة اللفظ في كل إقليم حتى يسهل على رجال العلم في كل إقليم القواعد لبعضهم دون أن تحول المصطلحات العلمية والرموز المختلفة بينهم.

 

وقد كان أصدقائي في الأقسام الطبيعية - في المرحلة الجامعية بصنعاء - يشكون من تعدد المصطلحات العلمية حيث كان يتناوب عليهم أساتذة من مصر وسوريا والعراق كل له مصطلحه العلمي الخاص يتعصب له ويرى صوابه لدرجة التهديد بالرسوب لمن خالفه، فكان الطلاب يضيعون جهودهم في تحصيل المصطلحات المتعددة للمعنى الواحد على حساب تحصيل المادة العلمية.

 

وهذا بالطبع مما يعيق النهضة العلمية في وطننا العربي ويضرب وحدتنا اللغوية، ونحن معشر اللغويين مطالبون بعلاج هذه المشكلات.

 

4- يمكن تطبيق نتائج البحث في تعويض بعض الدول الأفريقية والآسيوية من حولنا متى ما وجدت الإرادة والعزيمة لتحقيق ذلك، وقد عزب أجدادنا معظم الدول العربية المعروفة الآن بعد الإسلام، وذلك عندما نشروا الإسلام والقرآن بينهم واختلطوا بأهل الأمصار وعاشوا بينهم وعملوا على نشر العربية بينهم واستخدامها في العلم والأدب والثقافة.

 

نعم قد يستغرق تحقيق ذلك فترة طويلة تتطلب تعاقب ثلاثة أجيال فأكثر ولكنه ممكن الحدوث على الأقل في لغة العلم والأدب والثقافة.

 

وقبل ذلك يجب أن نوحد أنفسنا ولغاتنا العامية أو نقرب بينها حتى لا نخسر ما هو موجود، ناهيك عما هو مطلوب، كما يجب أن نأخذ بناصية العلوم كما فعل أجدادنا ليحتاج أهل تلك اللغات إلى لغتنا. ولا يصدنك عن قبول هذا ما تراه من واقعنا السياسي والعلمي فهو ممكن من الناحية النظرية وأنت ترى كيف تنتشر الإنجليزية في الشعوب النامية، وكذلك الفرنسية فهي لغة العلم والثقافة في كثير من الدول الإفريقية وكادت تغرّب الجزائر أثناء احتلالها الفرنسي لولا تمسك أهلها بالإسلام والعروبة مما أعاد للعربية اعتبارها بعد الجلاء، وبعد أن فشل المستعمر في تغريبها حاول إحياء اللغة الأمازيغية فيها ليخرجهم عن عروبتهم بدعوى أن القومية هي انتماء عرقي وليس لغوي، وهذه دعوة صهيونية مغرضة تريد أن ينفض أمر العرب، فهذا يحن إلى الأمازيغية وذاك إلى القبطية وذاك إلى الفينيقية وآخر إلى الآرامية، وكل فريق يحيي لغته الميتة، ومن فشل منهم في إحياء لغته الميتة حاول الدعوة إلى العامية لتكون نواة للغات مستقلة، فهذا مرادهم من تلك الدعوة.

 

هذا ما ظهر لنا ورسخ في عقيدتنا ومع علمنا أن كل ما هو من عند غير الله فيه اختلاف وخطل، فنقول لك خذ ما ثبت لك صوابه من بحثنا والتي بخطئه عرض الحائط ثم ادع لصاحبه بأجر المخطئ إن فاته أجر المصيب.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


فهرس الموضوعات

الموضوع

الصفحة

 

كلمة شكر.

 

 

المقدمة.

أ-ح

 

مدخل تمهيدي:

1-41

 

- تعريف اللغة ودرجاتها.

2

 

- حول نشأة اللغة الإنسانية والعربية.

4

 

أولًا: نظريات القدماء في أصل اللغة:

 

 

1- النظرية التوقيفية.

4

 

2- النظرية الوضعية.

6

 

ثانيًا: نظريات المحدثين في نشأة اللغة:

 

 

1- نظرية داروين.

9

 

2- نظرية ردة الفعل للآثار الخارجية.

10

 

3- النظرية الاجتماعية.

10

 

4- تصور إبراهيم أنيس.

11

 

ثالثًا: طريقة جديدة وأسلوب دراسة للكشف عن نشأة اللغة (نظرية جسبرسن).

11

 

- في تاريخ نشأة اللغة العربية.

14

 

العرب والأعراب.

18

 

- العربية الجنوبية والعربية الشمالية.

 

 

أولًا: العربية الجنوبية القديمة:

19

 

1- اللهجة المعينية.

19

 

2- اللهجة السبئية.

20

 

3- اللهجة الحميرية القديمة.

21

 

4- اللهجة القتبانية.

21

 

5- اللهجة الحضرمية.

22

 

انقراض اللهجات اليمنية القديمة وحلول الفصحى مكانها.

26

 

ثانيًا: العربية الشمالية (بائدة وباقية):

 

 

1- اللغة العربية البائدة:

 

 

أ- لهجات القسم الأول من النقوش:

26

 

1- النقوش اللحيانية.

27

 

2- النقوش الثمودية.

27

 

3- النقوش الصفوية.

28

 

ب- القسم الثاني من النقوش:

29

 

1- نقش النمارة.

30

 

2- نقش زبد.

31

 

3- نقش حران.

31

 

2- اللغة العربية الباقية.

32

 

- أسباب اختلاف لغات العرب:

34

 

1- ظاهرة الخفة والثقل.

35

 

2- القياس المستقل (قياس القريحة).

37

 

3- مجاورة الأمم الأخرى (الاحتكاك اللغوي الخارجي).

38

 

4- العامل الزمني (تقادم العهد).

39

 

أسباب قال بها أصحابها تحت تفكير نظرتهم لأصل اللغة.

39

 

الباب الأول (مظاهر الاختلاف اللغوي)

43-116

 

تمهيد: حالة اللغة العربية قبل الإسلام ومظاهر الاختلاف وأنواع الرويات التي ذكرتها.

43

 

الفصل الأول: (المظهر الصوتي):

45

 

أولًا: الاختلاف في الحركات:

48

 

1- بين الحركة والسكون.

49

 

2- بين الضم والكسر.

49

 

3- بين الفتح والكسر.

50

 

ثانيًا: الاختلاف في بعض الحروف:

52

 

1- الهمز بين التحقيق والتخفيف.

55

 

2- إبدال الحروف.

58

 

3- الإدغام.

64

 

ثالثًا: الخلاف في التفاعل بين الحركات والحروف- الفتح والإمالة.

69

 

الفصل الثاني: (المظهر الصرفي):

73

 

أ- ما يتعلق بتصريف الأسماء:

76

 

1- اسم المفعول من الثلاثي المعتل العين.

76

 

2- اسم المفعول من رضى.

77

 

3- المصدر من فعل إذا لم يسمع.

77

 

4- الفَيْعَال والفيعُول.

78

 

5- جمع أسير.

79

 

6- تأنيث سكران.

80

 

ب- ما يتعلق بتصريف الأفعال:

81

 

بين فَعَل وأفْعَل.

81

 

بين التعدي واللزوم.

82

 

بين فعَّل وفاعل.

83

 

بين استحى واستحيا.

84

 

الأجوف بين التصحيح والإعلال.

85

 

الخلاف في اختيار الباب لبعض الأفعال.

86

 

الفصل الثالث: (المظهر النحوي):

88

 

1- إعمال (ما) عمل (ليس).

89

 

2- (ليتما) بين الإعمال والإهمال.

90

 

3- (عسى) بين الإضمار فيها والتجريد.

91

 

4- الاستثناء المنقطع.

92

 

5- ضمير الفصل.

93

 

6- تمييز (كم) الخبرية.

94

 

7- اللغات في إعراب (أب، أخ، حم).

95

 

8- (هَلُمَّ).

96

 

9- (المثنَّى).

97

 

10- مطابقة الفعل والفاعل أو نائبه.

98

 

الفصل الرابع: (المظهر الدلالي):

100

الاختلاف الدلالي بين اللهجات العربية وأثرها في تكوين ظواهر اللغة:

101

1- الترادف.

102

- العوامل التي أدت إلى الترادف.

107

2- الاشتراك.

110

- أسباب وقوع الاشتراك.

113

3- الأضداد وأسبابه.

116

الباب الثاني (أسباب الوحدة اللغوية قبل الإسلام)

121

عن سنن اللغات.

122

الفصل الأول: (عوامل التقارب اللغوي بين اللهجات العربية قبل الإسلام):

125

أولًا: الحج

127

ثانيًا: أسواق العرب:

130

- أنواعها وأثر كل نوع على اللغة.

130

- سوق عكاظ.

133

ثالثًا: الهجرات البينية.

137

رابعًا: الحروب (أيام العرب).

140

خامسًا: عمل الشعراء والخطباء.

143

- أثر القيود في المزج بين اللهجات وتكوين الفصحى.

146

الفصل الثاني: (مظاهر الوحدة اللغوية قبل الإسلام).

150

الباب الثالث (أسباب الوحدة اللغوية بعد الإسلام ومظاهرها)

 

الفصل الأول: (أسباب الوحدة اللغوية بعد الإسلام):

161

أولًا: نزول القرآن على سبعة أحرف.

164

- معنى الأحرف السبعة.

165

ثانيًا: معسكرات الجهاد وإذابة الفروق اللغوية.

166

س- هل فرضت اللغة العربية على الأمصار الإسلامية بقوة السلاح؟

170

- العروبة جنسية لغوية.

173

- غربة اللغة تتبع غربة الدين وعكسه.

175

ثالثًا: جمع عثمان - رضي الله عنه - الناس على مصحف واحد (القرشي) وحرق سائر المصاحف.

176

- أثر توحيد المصاحف في اللغة بالتوحد.

180

- العلاقة بين القراءات والأحرف السبعة.

182

رابعًا: قيام علماء الإسلام بجمع اللغة وتقعيدها على أساس اللغة الأدبية بدافع ديني:

187

1- جمع اللغة العربية بدافع ديني:

192

السبب الأول: لمعرفة معنى لفظ غريب جاء في القرآن أو الحديث والاستعانة بها على فهم نصوص الشريعة.

192

- ابن عباس يتتبع اللغات ويتحقق بالعربية في التفسير.

192

السبب الثاني: إثبات أن القرآن نزل وفق سنن العرب في كلامها (الاحتجاج على لغة القرآن).

195

- الاحتجاج بالقرآن على اللغة وأثره في التوحيد.

199

- جمع اللغة وفق اختيارات لغة القرآن (العربية الفصحى) وأعمال العلماء التي أسهمت في توحيدها:

206

أ- تشدد العلماء في جمع اللغة لحرصهم على لغة القرآن:

210

1- التشدد في اختيار مادة اللغة من حيث تقديم الأفصح على الفصيح.

210

2- التشدد في تحديد اللهجات التي جمعت منها اللغة من حيث فصاحتها وعدم تغيرها.

211

3- التشدد في تحديد زمن الجمع والاحتجاج به.

217

4- أخذ اللغة وفق منهج العلوم الشرعية في طرق نقلها وتحملها.

222

ب- إماتة اللهجات الخاصة.

226

- مراحل جمع اللغة.

231

2- ضبط اللغة العربية وتقعيدها بدافع ديني:

237

 

السبب الأول (الثالث في الجمع)- تعليم المسلمين من غير العرب (تعليمي).

240

 

- أدلة السبب التعليمي في تقعيد اللغة.

244

 

السبب الثاني (الرابع في الجمع)- الحفاظ على العربية ودفع اللحن.

249

 

- العوامل التي ساعدت على تقعيد اللغة وأدت إلى توحيدها

 

 

إسهام الفكر الإسلامي في ظهور المصطلح والقياس كدليل علمي:

254

 

1- من جهة المصطلح.

254

 

2- من جهة القياس:

258

 

- تأثر القياس اللغوي بالقياس الشرعي وحمله عليه.

260

 

- الرد على من أرجع القياس إلى المنطق اليوناني والنحو السرياني.

262

 

خامسًا: العامل الاجتماعي.

268

 

- توحيد اللغات من حول العرب (تعريبها) وتأثيرها في غيرها من اللغات.

269

 

- تأثر العربية باللغات الأخرى نتيجة الصراع.

278

 

سادسًا: التسامي إلى المثل الأعلى والنموذج الموحد في اتباع لغة القرآن:

282

 

1- اعتمادهم على ألفاظه وكثرة دورانها.

285

 

2- متابعة لغته والسير على اختياراته:

285

 

أ- اختيار من متعدد.

285

 

ب- اختياره بعض المفردات والصيغ وتعميمها.

286

 

جـ- اختيارات في مجال الاستعمال وتحديد الاستخدام.

286

 

3- احتجاجهم بالقرآن واحتكامهم إليه.

288

 

سابعًا: الوحدة السياسية تبعتها وحدة لغوية.

298

 

- حث الشارع وتوفيره البيئة الخصبة للتوحيد.

298

 

- قرارات سياسية أسهمت في التوحيد اللغوي.

301

 

- سهولة الاتصال الثقافي والفكري أحدث وحدة لغوية.

303

 

الفصل الثاني: مظاهر الوحدة اللغوية بعد الإسلام:

306

 

أولًا: المظهر الصوتي من خلال وحدة التلاوة (التجويد) وأثره في خلود أصوات العربية.

307

 

- أثر القرآن وتجويده في خلود أصوات العربية وتوحيدها.

208

 

- جهود القراء وعلماء العربية التي أسهمت في توحيد اللغة وخلود أصواتها:

208

 

1- تحديد مخارج الحروف.

313

 

2- بيان صفات الحروف وأجناسها.

314

 

3- تقنين العلاقات الصوتية حال التركيب وما ينجم عن تداخلها.

314

 

- استخراج سنن العرب في تأليف حروفها والمزج بين أصواتها.

 

 

- التقريب بين اللغة المنطوقة والمكتوبة.

320

 

ثانيًا- تعميم بعض الظواهر والخصائص اللهجية:

324

 

1- تعميم ظاهرة الهمز في اللغة.

324

 

2- تعميم الاتباع لضمير الغائب المفرد لما قبله من كسر أو ياء.

325

 

3- تعميم بعض الاستعمالات الخاصة والمصادر والكثير من المفردات.

327

 

ثالثًا- لغة الكتابة:

331

 

- وحدة لغة الكتابة في العالم العربي وثبات قواعدها.

331

 

- انحسار الخلاف اللغوي في اللهجات العامية مع ارتباطها بالفصحى وعدم تحولها إلى لغات مستقلة.

332

 

- ضعف لغة العرب من غير المسلمين وعدم اتخاذهم الفصحى في أول عهدهم بالكتابة لفقدهم المثل الأعلى.

333

 

- ما وراء الدعوة إلى العامية واتخاذها في الكتابة.

338

 

- وجود مستويين لغويين فصيح وعامي أمر طبيعي تشترك فيه جميع اللغات لأنه ناجم عن اختلاف اللغة المنطوقة عن اللغة المكتوبة.

340

 

الخاتمة: وفيها النتائج والتوصيات.

343

 

فهرس المصادر والمراجع.

358

 

فهرس الموضوعات.

367

 





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • مفهوم الأثر عند المحدثين وبعض معاني الأثر في القرآن(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • سلسلة أثر الإيمان: أثر الإيمان في حفظ الحقوق وأداء الأمانات (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة أثر الإيمان: أثر الإيمان في الشوق إلى دار السلام (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة أثر الإيمان: أثر الإيمان في توجيه السلوك (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة أثر الإيمان: أثر الإيمان في تحقيق الأمن النفسي (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اترك أثرا إيجابيا (10) حلقات مختصرة في أهمية ترك الأثر الإيجابي على الآخرين (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • اترك أثرا إيجابيا: عشر حلقات مختصرة في أهمية ترك الأثر الإيجابي على الآخرين (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • كتاب تهذيب الآثار: أثر من آثار الطبري في خدمة السنة(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • أثر سلبي وأثر نافع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة العين والأثر في عقائد أهل الأثر (نسخة ثانية)(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب