• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل ماجستير
علامة باركود

الإسراء والمعراج ومسائل العقيدة فيهما

عمر بن صالح بن حسن القرموشي

نوع الدراسة: Masters
البلد: المملكة العربية السعودية
الجامعة: جامعة أم القرى
الكلية: كلية الدعوة وأصول الدين
المشرف: د. أحمد بن عبداللطيف آل عبداللطيف
العام: 1418هـ/1997م

تاريخ الإضافة: 16/6/2012 ميلادي - 26/7/1433 هجري

الزيارات: 62154

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

المقدمة

إنَّ الحمدَ لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلَّ له، ومَن يُضلل فلا هاديَ له.

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

أمَّا بعدُ:

فإنَّ خيرَ الحديثِ كتاب الله، وخيرَ الهدى هدى محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وشرَّ الأمور مُحدَثاتها، وكلَّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالةٌ، وكلَّ ضلالة في النار.

 

فمن أعظم نِعَمِ الله تعالى وأجلِّها على عباده أنْ أرسَلَ إليهم رسلاً مُبشِّرين ومنذرين؛ ليُقيمَ بهم الحجَّة، وتظهر بهم المحجَّة؛ كما قالَه - سبحانه وتعالى -: ﴿ رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ﴾ [النساء: 165].

 

فالله خلَقَ الخلق ليعبدوه؛ كما قال سبحانه: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56].

 

وأمرُ هذه العبادةِ لا يمكن إدراكُه على التفصيل إلا عن طريق الرسل والأنبياء؛ إذ هم المبلِّغون عن ربهم - تبارك وتعالى.

 

فإنَّه لا سبيلَ إلى معرفةِ الأوامر والنواهي والأحكام إلا من طريقهم، ولا سبيلَ إلى السعادة والفلاح لا في الدُّنيا ولا في الآخِرة إلا على أيديهم، "ولا سبيلَ إلى معرفة الطيِّب والخبيث على التفصيل إلا من جِهتهم، ولا يُنال رضا الله ألبتَّةَ إلا على أيديهم، فالطيِّبُ من الأفعال والأقوال والأخلاق ليست إلا هديهم وما جاؤوا به، فهم الميزان الراجح الذي على أقوالهم وأعمالهم وأخلاقهم تُوزَنُ الأقوالُ والأخلاقُ والأعمالُ، وبِمُتابعتهم يتميَّز أهلُ الهدى من أهل الضلال، فالضَّرورة إليهم أعظم من ضرورة البدن إلى رُوحِه، والعين إلى نُورِها، والرُّوح إلى حياتها، فأيُّ ضرورةٍ وحاجةٍ فرضت فضرورة العبد وحاجته إلى الرُّسل فوقَها بكثير"[1].

 

ولذا جرَتْ سنَّة الله تعالى على إرسال الرسل تَتْرَى كما قال تعالي: ﴿ ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾ [المؤمنون: 44].

 

وكان من حِكمته - سبحانه وتعالى - أنْ أيَّدَهم بالآيات البيِّنات والحجج الواضحات؛ كما قال تعالى: ﴿ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ ﴾ [إبراهيم: 9].

 

وكقوله تعالى: ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ ﴾ [الحديد: 25].

 

وغيرها من الآيات الدالَّة على تأييد الله لرُسُلِه بالآيات.

 

ولقد كان لنبيِّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - من تلك الآيات أوفر الحظِّ والنَّصيب، فقد ذكَر بعضُ أهل العلم أنَّ دلائل نبوَّته - صلَّى الله عليه وسلَّم - تبلغُ ألفًا[2].

 

فأعظَمُها كتاب الله تعالى الذي ﴿ لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 42].

 

ولا يخفي مدَى صلةِ هذا المبحث بالعقيدة وأصولِ الدين؛ لذا فقد اعتَنَى العلماء بهذه الدلائل عنايةً عظيمة فأفرَدُوها بالتأليف؛ فزادَتْ مُصنَّفاتهم على أربعين مُصنَّفًا في الدَّلائل[3]، هذا غير ما تضمَّنته كتب السُّنَّة والسيرة.

 

ومن تلك الآيات العظيمة التي أُكرِمَ بها نبيُّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - آيةُ الإسراء والمعراج؛ قال تعالى: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الإسراء: 1]، فكان الإسراء بابن المسجدين ثم عُرِجَ به إلى السَّماوات العُلَى، ثم عاد إلى مكة في الليلة نفسها، فأكرمه تعالى تلك الليلةَ وخصَّه بما لم يكن لغيره من الأنبياء من رؤية الآيات الكبرى؛ كما قال تعالى: ﴿ لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ﴾ [النجم: 18].

 

ومع أنَّ حادثة الإسراء من أشهر معجزات النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلا أنَّه قد وقَع اختلافٌ كبيرٌ بين أهل العلم حولها.

 

أبالروح والجسد وقعت، أم بالروح فقط، أم أنَّ الإسراء كان بالروح والجسد، والمعراج كان بالروح، أم أنها تكرَّرت أكثر من مرَّةٍ؟


وقد ورد في بعض الروايات ما يوهمُ أنَّ الحادثة وقعت بالروح فقط.

 

بل نُسِبَ هذا القولُ إلى بعض الصحابة - رضِي الله عنهم.

 

فهل صَحَّ ذلك عن أحدٍ منهم؟ ثم ما هي أدلَّة من ذهب إلى تلك المذاهب السابقة؟ وكيف وفَّق العلماء بين الروايات الواردة في هذا الباب؟

ثم إنَّ الإسراء قد دلَّ عليه القُرآن والسُّنَّة، فهل المعراج دلَّ عليه القُرآن أم ثَبَتَ بالأحاديث فقط؟

وإنْ كان دلَّ عليه فهل الأدلَّةُ في ذلك صريحة؟

ثم هل تعرَّضَ أحدٌ لإنكار الحادثة؟ أو فسَّرَها بغير ما عليه المسلمون؟

وإنْ وُجِدَ مَن ينكرُ ذلك فمن أيِّ المدارس هم؟ وما هي شُبهاتهم؟ وكيف ردَّ عليهم أهلُ العلم؟

 

ثم ما يحصلُ من بعض المسلمين من الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج كلَّما دار الزمان دورتَه وجاءت ليلة سبعٍ وعشرين من رجب، فهل صحَّ أنَّ تلك الليلة هي ليلة الإسراء والمعراج؟ وهل هناك أقوالٌ أخرى في المسألة؟ وما هو الراجح منها؟

 

وهل ثبت أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - خصَّ تلك الليلة بشيءٍ من العبادات أو الاحتفالات؟

 

وهل نُقِلَ شيءٌ من ذلك عن السَّلف الصالح من الصحابة والتابعين؟

 

ثم ما يُقرَأ في تلك الاحتفالات من الأحاديث أكلُّه حقٌّ وصدقٌ، أم فيه الضعيف والواهي؟

 

وما هي الرِّوايات التي صحَّت في ذلك؟

 

كما أنَّ هذه الحادثة دلَّت على مسائل عقديَّةٍ كبرى يثبتُها أهل السُّنَّة والجماعة، وهي موضعُ نزاعٍ كبيرٍ بين الفِرَقِ المخالفة لمنهج السلف؛ كمسألة علوِّ الله تعالى على خلقه، وإثبات صفة الكلام، وغيرهما من السائل.

 

ولا شكَّ أنَّ أهل السُّنَّة والجماعة قد اعتمدوا على هذه الحادثة كدليلٍ من أدلَّتهم على تلك المسائل.

 

فمَن منهم استدلَّ بهذه الحادثة على تلك المسائل؟

 

ثم ما موقفُ الفِرَقِ المخالفة تجاه ذلك؟

 

وهل رأى النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ربَّه ليلةَ الإسراء أم لا؟ وهل صحَّ عن أحدٍ من الصحابة أنَّه قال: رآه بعينِه، أم لا؟ وما آراء أهل السُّنَّة في ذلك؟ وما هو الراجح منها؟ إلى آخِر تلك التساؤلات التي أوجَدتْ في نفسي رغبةً ملحَّةً لدِراسة ما قِيلَ حول هذه المعجزة وتحقيق تلك المسائل؛ بغيةَ الوصول إلى الحقِّ فيها، ومعرفة ما صحَّ من ذلك ممَّا لم يصحَّ، وإبراز مسائل العقيدة ومعرفة مَن استدلَّ بالحادثة على تلك السائل.

 

وهذه التساؤلات تُبيِّنُ سببَ اختياري للموضوع، كما تعكسُ بوضوحٍ أهميَّته.

 

لذا فقد آثَرتُ أنْ يكون موضوع أطروحتي في الماجستير دراسة الإسراء والمعراج دراسة علميَّة، لا سيَّما وأنَّني لم أقفْ على دراسةٍ علميَّة اهتمَّت بهذا الموضوع من قبل، نعم؛ هناك جهود ودراسات لا أتجاهلُها، وقد اعتنت ببعض الجوانب المتعلِّقة بهذه الحادثة، والأمثلة على ذلك كثيرةٌ قديمًا وحديثًا، وما كتَبَه السابقون لنا في ذلك فإنما هو مادَّة هذا البحث، فجَزاهُم الله خيرًا.

 

فقد تعرَّض العلماء للحديث عن الإسراء والمعراج عندَ تفسيرهم لآيات الإسراء والنجم، وكذلك في كتب السيرة، وشروح السُّنَّة، بل كثيرٌ منهم أفرَدَها بالتأليف، ومن ذلك كتاب "المعراج"؛ لأبي القاسم القشيري، و"نور المسرى في تفسير آية الإسرا"؛ لأبي شامة المقدسي، و"الآية الكبرى في شرح قصة الإسرا"؛ للسيوطي، و"الابتهاج بالكلام على الإسراء والمعراج"؛ لأبي المواهب نجم الدين الغيطي... وغيرها الكثير.

 

وكذلك المعاصرون كتبوا في ذلك الكثيرَ؛ من ذلك كتاب "الإسراء والمعراج"؛ للدكتور محمد أبو شهبة، و"أحاديث الإسراء والمعراج دراسة توثيقية"؛ للدكتور رفعت فوزي عبدالمطلب، و"روايات الإسراء والمعراج"؛ للشيخ محمد رزق طرهوني... وغيرها.

 

إلا أنَّ الموضوع لا يزال بحاجةٍ إلى دراسة علمية تهتمُّ بجمع أدلَّة المسائل وتحريرها، وذلك بالرُّجوع إلى المصادر الأصليَّة وتحرير نسبة المذاهب إلى أهلها، وبَيان الصواب منها بالاعتماد على صَحيح المنقول وصَريح المعقول، ومُجانَبة الهوى والتقليد الأعمى، وإبراز مسائل العقيدة الواردة فيها.

 

وهذا الموضوع مُتشعِّب؛ فمادَّته مُبَعثَرة في كتب التفاسير وشروح السُّنَّة وكتب العقائد والسِّير وغيرها، فاستَعنتُ بالله على جمعِها وترتيبها وتحقيقها.

 

وقد جعلتُ البحث بعنوان: "الإسراء والمعراج ومسائل العقيدة فيهما".

 

وقد قسمت البحثَ إلى مقدمة وبابين وخاتمة.

 

أمَّا المقدمة: فقد ذكَرتُ فيها أهميَّةَ الموضوع وأسبابَ اختياره، وخطَّة البحث والمنهج الذي سِرتُ عليه.

 

أمَّا الباب الأول: فتحدَّثت فيه عن حقيقةِ الإسراء والمعراج من خلال أربعة فصول:

أمَّا الفصل الأول: فبيَّنت فيه مفهوم الإسراء والمعراج، والأدلَّة الدالَّة على ثبوتهما.

 

ثم تحدثت عن مُنكِري الحادثة.

 

وأمَّا الفصل الثاني: فذكرتُ فيه الروايات الصحيحة الواردة في الحادثة، وما قِيلَ حول رواية شريك بن عبدالله.

 

وأمَّا الفصل الثالث: فتحدَّثت فيه عن زمن الإسراء والمعراج ومكانهما.

 

وأمَّا الفصل الرابع: فذكرت اختلاف الناس في كيفيَّة وقوع الحادثة، ثم بيَّنت القولَ الراجح.

 

أمَّا الباب الثاني: فقد أفرَدته لدِراسة مسائل العقيدة الواردة والمُستَنبَطة من روايات الإسراء والمعراج، وذلك من خِلال عشرة فُصول.

 

وهي: مسألة العلو، والرؤية ليلة المعراج، وصفة الكلام، وفضل النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - على سائر الأنبياء، والحياة البرزخيَّة، ومستقر الأرواح، وعذاب القبر، والجنة والنار، وأشراط الساعة، وختمت الباب بذِكر حُكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج.

 

ثم الخاتمة: ذكرت فيها أهمَّ النتائج التي توصَّلت إليها من خلال بحثي هذا.

 

أمَّا منهجي في البحث فهو كالتالي:

أولاً: رجعتُ إلى المصادر الأصليَّة قدر المستطاع، وقد أرجعُ إلى غيرها؛ لنُدرة كتب بعض الفِرَقِ أو لفائدةٍ أخرى.

 

ثانيًا: لم أُدخِلْ في بحثي هذا من الأحاديث النبويَّة إلا ما صحَّحه أهلُ الحديث.

 

ثالثًا: عزَوْتُ الآيات إلى أَماكِنها في الصُّحف، وجعَلتُ ذلك في صُلب الرسالة بين معكوفتين، فإنْ تكرَّر ذكرُ الآية في نفس الصفحة فإنِّي أكتفي بالعزوِ السابق.

 

رابعًا: خرَّجتُ الأحاديث من كتب السُّنَّة، فإنْ كان الحديث في أحد الصحيحين فإنِّي أكتفي بالعزوِ إليه فقط، وقد أزيدُ لفائدةٍ أذكرها.

 

وإنْ لم يكن فيهما فإنِّي أُخرِّجه ممَّا يتيسَّر من كتب السُّنَّة، ذاكرًا أقوالَ أهلِ هذا الفن في بيان درجة الحديث من حيث الصِّحَّة أو الضَّعف.

 

وإذا كان الحديث في أحد الكتب السِّتَّة فيكون العزو بذِكر اسم الكتاب ورقمه واسم الباب ورقمه ورقم الجزء والصفحة والحديث.

 

أمَّا غيرها فبذِكر رقم الجزء والصفحة والحديث.

 

مع العلم أنَّني في تخريج أحاديث الإسراء أسهبت، ولم أكتفِ بالنهج السابق الذكر، ولا يخفى بيانُ فائدة ذلك؛ فإنها أساسُ البحث ومادَّته الأولى.

 

خامسًا: أرجأت التَّراجِم إلى آخِر الرسالة مع الفهارس، ولم أُتَرجِمْ للمشهورين، ولا يخفى أنَّ الشُّهرة أمرٌ نسبي، وقد بذَلتُ جهدي، والله المستعان.

 

سادسًا: شرحتُ الألفاظ الغريبة، وذلك بالرُّجوع إلى كتب اللغة وغريب الحديث وشروحه.

 

سابعًا: بالنسبة للمراجع:

(أ) أذكُر اسم المرجع مختصرًا بما يميزُه عن غيره، أو بدل أنْ أقولَ: "الجامع لأحكام القرآن"؛ للقرطبي، أقول: "تفسير القرطبي".

(ب) أرجأت المعلومات التعريفيَّة بالكتب إلى آخِر الرسالة.

(ج) إذا أطلقت "فتح الباري" أو "الفتح" فمُرادي "فتح الباري"؛ لابن حجر.

(د) عملتُ على أكثر من طبعةٍ لعددٍ من الكتب، فعند كلِّ إحالة أُميِّزُ تلك الطبعة بالذِّكر.

(هـ) بالنسبة لـ"تفسير ابن كثير" عملتُ على طبعة الشعب، وقد أرجع إلى غيرِها، فإنْ عُدت إلى غيرِها ذكرت تلك الطبعة، وإلا فهي طبعة الشعب.

(و) وبالنسبة لكتاب "الجواب الصحيح" فقد اعتمدت على طبعة دار العاصمة، فإنْ عُدت إلى غيرها أثبتُّ تلك الطبعة.

(ز) وبالنسبة إلى كتاب "تقريب التهذيب" فقد اعتمدت على أكثر من طبعةٍ، وبيَّنت ذلك في الإحالات، إلا أنَّني اعتمدتُ على طبعة دار العاصمة في جميع التراجم.

(ح) في الإحالة إلى "مسند أحمد" أحيلُ إلى الطبعة القديمة المطبوع معها "كنز العمال" أولاً، ثم أقولُ: وفي المرقمة، أعني: طبعة المكتب الإسلامي.

 

ثامنًا: ذيَّلت البحث بالفهارس التالية:

(أ) فهرس الآيات القرآنية.

(ب) فهرس الأحاديث والآثار.

(ج) فهرس المراجع.

(د) فهرس الموضوعات.

 

وأخيرًا: فبهذا الجهد المتواضع لا أدَّعي أنِّي قد وفيت الموضوع حقَّه، واستكملتُه من جميع نواحيه، لكنَّ حسبي أنِّي لم أدَّخِرْ في سبيل ذلك وسعًا، فإنْ وُفِّقتُ فيه إلى الصواب فذلك فضلُ الله يُؤتِيهِ مَن يشاءُ، والله ذو الفضل العظيم.

 

وأستغفرُه من كلِّ خطأٍ وزللٍ، فالإنسان ضعيفٌ خطَّاء إلا مَن عصم الله بتوفيقه، ورَحِمَ اللهُ مَن أهدى إليَّ عيوبي.

 

وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد، والحمدُ لله ربِّ العالمين.

 

• • •

الخاتمة

الحمدُ لله الذي بنعمتِه تتمُّ الصالحات، وأصلِّي وأسلِّمُ على خاتم الرُّسل والأنبياء، وعلى آله وصحبِه ومَن والاه، وبعدُ:

وبعدَ الانتهاءِ من البحث توصَّلنا إلى هذه النتائج التالية:

(1) إنَّ المرادَ بالإسراء هو: إذهاب الله لرسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - من المسجد الحرام إلى السجد الأقصى، ثم عودته إلى مكة في الليلة نفسها.

 

وإنَّ المراد بالمعراج هو: الارتقاء بالنبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - من بيت المقدس إلى ما فوق السماوات السبع ثم عودته ليلاً.

 

(2) إنَّ الإسراء ثابت بالكتاب والسُّنَّة والإجماع، أمَّا المعراج فقد أشارَتْ إليه آيات النجم والإسراء، ودلَّت عليه الأحاديث المتواترة وأجمَعَ عليه المسلمون.

 

(3) إنَّ مَن أنكر الحادثة بعد قيام الحجَّة وانتفاء الموانع فإنَّه يكفُر.

 

(4) إنَّ الإسراء تَمَّ من المسجد الحرام كما نصَّت عليه الأحاديث، وإنَّ المعراج تَمَّ من المسجد الأقصى إلى السماوات.

 

(5) إنَّه لم يثبت تعيُّن تلك الليلة التي وقَع فيها الإسراء والمعراج ولا شهرها ولا سنَتُها، ولكنْ بالإجماع أنها وقَعتْ بعد البَعثة وقبلَ الهجرة، وعلى وجه التقريبِ ما بين عاشر البعثة والهجرة.

 

(6) إنَّ الإسراء والمعراج كان بالرُّوح والجسم، يقظة لا منامًا، مرَّة واحدة، وما عدا ذلك من الأقوال فضعيفٌ.

 

(7) لم يصحَّ عن أحدٍ من الصحابة لا عائشة ولا معاوية ولا حذيفة ولا غيرهم - رضي الله عنهم - أنهم قالوا بالإسراء الرُّوحي أو المنامي.

 

(8) لم يثبت أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - رأى ربَّه ليلةَ الإسراء بعينِه لا في حديثٍ مرفوعٍ ولا عن أحدٍ من الصحابة أبدًا.

 

(9) إنَّ ما وقَع من الخِلاف في مسألة الرُّؤية إنما هو خِلافٌ لفظي، فعائشة ومَن معها أنكروا رؤية العين، وابن عباس أثبت رُؤية الفؤاد.

 

(10) اهتمام علماء السَّلف بهذه المرويَّات واستدلالهم بها على مسائل التوحيد.

 

(11) إنَّ الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج أو تخصيصها بشيءٍ من العبادات هو من البدع الحادثة التي لم تكن في عهد السلف.

 

وآخِر دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين.

 

• • •

فهرس الموضوعات


الموضوع

الصفحة

شكر وتقدير

أ

الباب الأول: حقيقة الإسراء والمعراج

2

الفصل الأول: مفهوم الإسراء والمعراج وأدلة ثبوتهما

2

المبحث الأول: مفهوم الإسراء والمعراج في اللغة والاصطلاح

3

المطلب الأول: معنى الإسراء في اللغة

4

معنى الإسراء في الاصطلاح

10

المطلب الثاني: معنى المعراج في اللغة

11

معنى المعراج في الاصطلاح

14

المبحث الثاني: أدلة ثبوت الإسراء والمعراج

15

المبحث الثالث: المنكرون للإسراء والمعراج وحكمهم والرد على الشُّبَه قديمًا وحديثًا

19

المطلب الأول: المنكرون للإسراء والمعراج

20

كفار قريش

20

المعتزلة

24

بعض المعاصرين

27

المطلب الثاني: عرض ونقد شبهات المنكرين وبيان حكمهم

37

الفصل الثاني: تحقيق الروايات في الإسراء والمعراج

48

تمهيد

49

المبحث الأول: تحرير الروايات المعتمدة في قصة الإسراء والمعراج

55

المبحث الثاني: رواية شريك بن عبدالله عند علماء الحديث

100

المبحث الثالث: عرض قصة الإسراء والمعراج من واقع الروايات المعتمدة

119

الفصل الثالث: زمن الإسراء والمعراج ومكانهما

130

المبحث الأول: زمن الإسراء والمعراج

131

المبحث الثاني: مكان الإسراء والمعراج

147

المطلب الأول: مكان الإسراء

148

المطلب الثاني: مكان المعراج

153

الفصل الرابع: كيفية وقوع الإسراء والمعراج

155

القول الأول: إن الإسراء والمعراج وقَعَا بالروح والجسد يقظةً لا منامًا

157

القول الثاني: إن الإسراء والمعراج وقَعَا بالروح فقط

165

القول الثالث: قول مَن جمع بين القولين السابقين

184

القول الرابع: إن الإسراء بالروح والجسد والمعراج بالروح فقط

199

القول الراجح

207

الباب الثاني: مسائل العقيدة في مرويات الإسراء والمعراج

208

الفصل الأول: صفة العلو

208

المبحث الأول: المذاهب في صفة العلو

210

المبحث الثاني: أدلة أهل السنة الجماعة في إثبات صفة العلو

214

أولاً: الكتاب والسنة

215

ثانيًا: الإجماع

219

ثالثًا: العقل

221

رابعًا: الفطرة

223

المبحث الثالث: الرد على نفاة صفة العلو

226

المطلب الأول: مناقشة الجهمية الحلولية

227

المطلب الثاني: مناقشة الجهمية المعطلة

230

المبحث الرابع: دلالة حادثة الإسراء والمعراج على إثبات علو الله تعالى

239

الفصل الثاني: رؤية النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لربه تعالى

246

المبحث الأول: مذهب أهل السنة والجماعة في رؤية الله تعالى وأدلتهم

247

المبحث الثاني: مذهب المعتزلة في رؤية الله تعالى وأدلتهم ومناقشتها

254

المبحث الثالث: مذهب الأشاعرة والماتريدية في رؤية الله تعالى وأدلتهم ومناقشتها

262

المبحث الرابع: رؤية النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لربه تعالى ليلة المعراج

266

المطلب الأول: بيان آراء أهل العلم في رؤية النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لربه ليلة المعراج

267

المطلب الثاني: أدلة القائلين بالرؤية

270

المطلب الثالث: أدلة النافين للرؤية

275

المطلب الرابع: أدلة المتوقفين

278

المطلب الخامس: مناقشة الأدلة وبيان الراجح من المذاهب

279

الفصل الثالث: صفة الكلام

295

المبحث الأول: مذهب أهل السنة والجماعة في صفة الكلام وأدلتهم

296

المبحث الثاني: مذهب المعتزلة في صفة الكلام وأدلتهم ومناقشتها

301

المبحث الثالث: مذهب الأشاعرة في صفة الكلام وأدلتهم ومناقشتها

308

المبحث الرابع: دلالة حادثة الإسراء على إثبات صفة الكلام

316

الفصل الرابع: فضل النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - على سائر الأنبياء

319

المبحث الأول: المفاضلة بين الأنبياء

320

المبحث الثاني: فضل النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - على سائر الأنبياء

325

المبحث الثالث: دلالة حادثة الإسراء على تفضيله - صلَّى الله عليه وسلَّم -

330

الفصل الخامس: الحياة البرزخية للأنبياء وغيرهم

334

المبحث الأول: تعريف البرزخ في اللغة والشرع

335

المبحث الثاني: حقيقة الحياة البرزخية

338

المبحث الثالث: لقاء النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالأنبياء - عليهم السلام -

31

الفصل السادس: مستقر الأرواح

366

تمهيد

367

المبحث الأول: آراء أهل العلم في مستقر الأرواح

368

المبحث الثاني: بيان القول الراجح

394

الفصل السابع: عذاب القبر ونعيمه

398

المبحث الأول: مذهب أهل السنة في عذاب القبر ونعيمه وأدلتهم

399

المبحث الثاني: المنكرون لعذاب القبر وبيان شبهاتهم ومناقشتها

405

المبحث الثالث: دلالة حادثة الإسراء على إثبات عذاب القبر ونعيمه

408

الفصل الثامن: وجود الجنة والنار الآن

415

المبحث الأول: مذهب أهل السنة والجماعة في وجود الجنة والنار الآن

416

المبحث الثاني: المنكرون لوجودهما الآن

422

المبحث الثالث: دلالة حادثة الإسراء على وجود الجنة والنار الآن

429

الفصل التاسع: أشراط الساعة

433

المبحث الأول: مفهومها وأقسامها

434

المبحث الثاني: أشراط الساعة الواردة في مرويات الإسراء

439

تمهيد

440

المطلب الأول: الدجال

442

المطلب الثاني: نزول عيسى بن مريم

446

المطلب الثالث: يأجوج ومأجوج

452

الفصل العاشر: حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج

457

تمهيد مفهوم البدعة وأقسامها وحكمها

458

حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج

462

الخاتمة

470

التراجم

472

فهرس الآيات القرآنية

498

فهرس الأحاديث والآثار

512

فهرس المراجع

519

فهرس الموضوعات

562

 


[1] "زاد المعاد" 1/69.

[2] انظر: "دلائل النبوة"؛ للبيهقي 1/10.

[3] انظر: مقدمة تحقيق كتاب "دلائل النبوة"؛ للفريابى ص 7-12، عن "معجم ما ألف عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم"؛ للمنجد.





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • رحلة الإسراء في آية الإسراء(مقالة - ملفات خاصة)
  • الإسراء والمعراج.. دروس وعبر(مقالة - ملفات خاصة)
  • الإسراء والمعراج: آيات ودلالات(مقالة - ملفات خاصة)
  • مسائل العقيدة في الإسراء والمعراج (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • ما هو الإسراء والمعراج؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم(مقالة - ملفات خاصة)
  • حديث القرآن عن الإسراء(مقالة - ملفات خاصة)
  • المسائل العقدية في الإسراء والمعراج(مقالة - آفاق الشريعة)
  • معجزة الإسراء والمعراج(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإسراء والمعراج: دروس ومقاصد (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- شكر وتقدير
عثمان القيسي - العراق 16-03-2014 04:25 PM

شكري وتقديري لصاحب الرسالة مما أمتعنا بكتابة بحثه الثري وبارك الله بجهودكم المميزة

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب