• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية
علامة باركود

الهوية الإسلامية ومتطلباتها التربوية في ضوء التحديات المعاصرة

كمال عجمي حامد

نوع الدراسة: PHD
معد الملخص: محمد بن سالم بن علي جابر
البلد: مصر
الجامعة: الأزهر
الكلية: كلية التربية - قسم أصول التربية الإسلامية
التخصص: التربية
المشرف: أ. عبدالبديع عبدالعزيز الخولي وأ. فرغل عبدالحميد أحمد
العام: 1423هـ - 2002م
تحميل الملفتحميل ملف الرسالة

تاريخ الإضافة: 3/2/2009 ميلادي - 7/2/1430 هجري

الزيارات: 94376

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

1- مقدمة الدراسة:

لم يرحل الاستعمار عن الأراضي العربية والإسلامية إلا وقد خلف وراءه العديد من المَسَاوئ التي رجعت بالمجتمع المسلم - عدة قرون - إلى الوراء، ولقد كان التخلُّف والتَّبَعيَّة والتَّجْزئة من أفدح المساوئ التي خلفها الاستعمار وراءه، مما كان له أَكْبَر الأثر في إضعاف الهوية الإسلامية، تلك الهوية التي تميَّزت بقوتها في العصر الزَّاهر للمُسلمين.

 

وطوال سنوات والمستعمرون - أيًّا كانوا - يحاولون بشتى السُّبل، وكافة الوسائل أن يقضوا على حضارة الأمة الإسلامية، وأن يزيلوا معالم شخصيتها، ويفقدوها هُويتها، ويدمروا قواها الداخلية، ويضعفوا مقوماتها[1] ولقد نجحوا في ذلك - إلى حد ما - بسبب ما صنعه المسلمون بأنفسهم وابتعادهم عن الإسلام، بحيث صار غريبًا عليهـم، أو على حـد قول أحد الكتاب "الإسـلام في هذا العالم الإسلامي غريب على الناس؛ كغربته يوم بدأ في جاهلية الجزيرة العربية، وهو فوق ذلك مكروه من كثيرين"[2].

إن تخلُّف المسلمين وتدنِّيهم إلى هذه الدرجة لا يتوافق مع عظمة الإسلام وطبيعته، وهو الذي يجعل أتباعه فوق الجميع بما يبثه فيهم من عزة وكرامة، وليس أدل على ذلك "مما صنع الإسلام - على مدى قرون - في بعث أمة كانت مثالاً للأمم في عزتها وسيادتها وحضارتها، وحرصها على العدالة والأخلاق، كما يُقَرّر ذلك المُنْصِفُون الغربيون أنفسهم" [3]، يقول غوستاف لوبون: "كلما أمْعنَّا في درس حضارة العرب المسلمين، وكتبهم العلمية، واختراعاتهم، وفنونهم، ظهرت لنا حقائق جديدة، وآفاق واسعة، ولسرعان ما رأينا أن العرب أصحاب الفَضْل في معرفة القرون الوسطى لعلوم الأقدمين، وأن جامعات الغرب لم تعرف لها - مدة خمسة قرون - موردًا علميًّا سوى مؤلفاتهم، وأنهم هم الذين مدنوا أوروبا مادة وعقلاً وأخلاقًا، وتأثير العرب عظيم في الغرب"[4].

 

لقد تكونت الحضارة العربية الإسلامية حين كانت للمسلمين شخصيتهم، وأصالتهم التي ليسوا فيها تابعين لغيرهم؛ لأن "التبعية هي جوهر التخلف" [5]، ولقد أنكر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن تكون أمة الإسلام تابعة أو ذَيْلاً لغيرها، فقد قال: ((لتتبعن سنن من قبلكم شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع، حتى لـو دخلوا جحر ضب لدخلتموه، قالـوا: اليهـود والنصارى؟ قال: فمن؟)) [6].

 

ينكر الحديث على الأمة أن تفقد هُويتها وأصالتها، إلى حد تغدو فيه ذيلاً تابعًا للآخرين من أصحاب الديانات السابقة، وأصحاب الحضارات السائدة، وفارس والروم لا يوجدان اليوم بهذا الاسم والعنوان، ولكن معناهما موجود في الدولتين العظيمتينِ اللتينِ تمثلان: المعسكر الشرقي، والمعسكر الغربي، كما كانت فارس والروم عند ظهور الإسلام، ويعبر الحديث عـن مـدى التَّبعيَّة الذيلية بقوله: ((شبرًا بشبر، وذِراعًا بذراع)) حتى لـو دخل المُقلَّدون جحرًا، هو أسوأ صورة للالتِواء، والضيق، والظلمة، وسوء الرائحة، لدخله وراءهم المقلَِّدون، هذا مع حرص الإسلام البالغ في تشريعاته وتوجيهاته على أن تظل الشخصية المسلمة مستقلة متميزة في مخبرها ومظهرها، حتى لا يسهل ذوبانها في غيرها، وبالتالي تفقد خصائصها ومشخصاتها [7].

 

إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يخبرنا من خلال حديث شريف آخر أن أمة الإسلام سوف تتعرض لكثير من المَخَاطِر والتَّحديات، ويلمح الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه لكي يتمكن المسلمون من مواجهة التحديـات والمخاطر التي سيتعرضون لها من الأعداء، يجب أن تكون لهم شخصية قوية، وهُوية مَتِينة يحافظون على مقوماتها، لا أن يكونوا كغُثاء السَّيْل، يقول - صلى الله عليه وسلم -: ((يُوشك أن تَتَداعَى عليكم الأمم؛ كما تتداعى الأكلة على قصعتها))، قالوا: "أفمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟" قال: ((لا؛ بل أنتم يومئذٍ كثير، لكنكم غثاء كغثاء السيل، وليَنْزعن الله المَهَابة من قلوب أعدائكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن))، قالوا: "وما الوَهَن يا رسول الله؟" قال: ((حبُّ الدنيا وكراهية الموت)) [8].

 

فالأعداء يتآمرون على الأمة المسلمة لنَهْب خيراتها، وتقاسم ممتلكاتها الحضارية، وهذا يتحقق بأحد أمرين: إما بالاستعمار المباشر، وهو ما حصل للأمة منذ مدة، وإما بالتَّبعيَّة للأمم الأخرى في شتى المجالات، وهو حاصل الآن، وهو ما لا يَتَأَتَّى إلاَّ بذَوَبان الأمة في حضارة تلك الأمم، وغياب النموذج الذي بناه الرسول - صلى الله عليه وسلم - مما يُصيب الأمة فـي حضارتها وكيانها ووجودها، فلا يكون لها شأن بين الأمم[9]؛ رَغْم كثرة أبناء هذه الأمة.

 

ويُفْهَمُ من الحديث هجوم الأعداء - مهما اختلفت أنواعهم - على المسلمين مُسْتخدمينَ كافة أسلحتهم، وشتى الوسائل الممكنة في محاولة منهم لتذويب هُوية المسلمين، وزَعْزَعة شخصيتهم، وزلزلة كيانهم، حتى لا تقوم لهم قائمة، ونظرًا لهذا الهجوم تتعرض الأمة الإسلامية والعربية لكثير من المخاطر والتحديات، التي يجب عليها مُواجهتها بكل قوة وصلابة.

 

إن التحديات التي تواجه الأمة العربية والإسلامية لَهِيَ تحديات حضارية، وإن مُواجهتها لن تكون مُجْدِية إلا إذا راجعت الدول العربية أمورها، وشرعت في إرساء مشروع حضاري يغطي كافة جوانب الحياة؛ كما أنه لا تُوجد دولة عربية تستطيع بمفردها مواجهة التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها[10]، وخاصة تلك التحديات التي تتعلق بالجانب التربوي، فهي تحتاج إلى تكاتُفٍ جماعي إسلامي عربي.

 

وقد تمثلت أهم هذه التحديات - كما بدت للباحث من خلال مُطالعاته لأدبيات البحث ذات العلاقة بموضوع الهُوية - في العولمة، والغزو الفكري، والاستشراق، وأما غيرها من تحديات فهي: إما مُتفرِّعة عنها، أو نتيجة لها، أو ذات ارتباط بها بطريقة أو بأُخْرى، ومن ثَمَّ سوف يركز الباحث على هذه التحديات الثلاثة دون غيرها، كما أنها سوف تكون مَحَط دراسة الباحث المَيْدَانيَّة.

 

إن مهمة مُواجهة هذه التحديات أمر يقع على عاتِق التربية، فمن خلال التربية يمكن أن نحدد شكل ذلك الغد الذي توجد به تلك التحديات، فبالتربية تتحدد القِيَم، والمعارف، والمهارات، والسلوكيات التي يتطلبها ذلك الغد؛ بل وتتحدد التنمية الاقتصادية، والاجتماعية، والمُسْتوى الصحي للساكن بالمجتمع، كما تساعد التربية في عملية التغلُّب على المعوقات والمشكلات، التي تعتبر بمَثابة قُيُود على المجتمع تمنع انطلاقته، على أن يكون ذلك في إطار المُحافَظة على الهُوية العربية والإسلامية [11].

 

وهنا لا بُدَّ مِنَ التنبيه على أمر في غاية الأَهميَّة، وذلك قبل استعراض الوَاقِع التربوي العربي، والصراع الواقع فيه، وهذا الأمر دعوة البعض إلى هُوية أخرى غير الهُوية الإسلامية، مثل الدعوة إلى الهُوية العربية، والتعصب لها وحدها، بدون أن تقترن بالإسلام، فأشبهت دعوته بذلك الشعوبية القديمة، والتعصب لجنس معين، وهنا لا بد من تقرير أمر في غاية الأهمية، وهو "اقتران العُروبة بالإسلام منذ أمَدٍ بعيد في حضارة واحدة، وتاريخ مشترك؛ بل وشعر العالم كله بهذا الرباط القوي الجامع، فالعالم إذا تصور الإسلام لا يستطيع أن ينسى العرب الذين آمنوا به، وطوفوا أرجاء العالمين برسالته، وإذا تصور العروبة لا يستطيع أن ينسى الدين الذي أعْلَى شأنها، وجَمَع من شتاتها دولة قدمت للإنسانية أَزْكَى المثل، وأرجح القيم، إن الإسلام لا ينْفَك عن العروبة أبدًا، ذلك أن القرآن الكريم - وهو دُسْتُور المسلمين - لغته هي اللغة العربية" [12]، ومن ثَمَّ لا بد من تقرير حقيقة مُؤدَّاها "أن الإسلام كان العامل الأول في بناء الدول العربية والإمبراطورية الإسلامية فيما بعد" [13].

 

أما مُجَرَّد الدعوة إلى هُوية عربية فقط، وتعريتها من الإسلام بدعوى التقدم والمدنية، فذلك أمر مرفوض؛ لأن العروبة والإسلام مُرتبطان ولا انْفِكاك بينهما؛ لذلك قال أبو هريرة "أحبوا العرب وبقاءهم، فإن بقاءهم نور في الإسلام، وإن فناءهم ظلمة في الإسلام"، وقال جابر بن عبدالله: "إذا ذلت العرب ذل الإسلام"، فمن أين إذًا جاء التشكيك في هذه الصلة بين العروبة والإسلام؟ فزعـم بعض الزاعمين أن الإسـلام ليـس عنصرًا أصيلاً في مُقومات العربية، وأراد آخـرون أن يعروا الإسلام من صفة العربية [14].

 

والصراع الكبير اليوم في أكثر من بلد عربي وإسلامي هو صراع التعليم، وتفريغه من كل ما يُنْشِئ الروح الإسلامية، والعقلية الإسلامية، والنفسية الإسلامية، ومحاولة استغلال فترة غياب الهُوية، وتَذَبْذُب الأصالة، وظهور تيار التغريب للهَيْمَنة بالقوة على التعليم، والتوجيه، والإعلام، والتثقيف [15].

 

ولهذا لا بد من توجيه التربية توجيهًا إسلاميًّا، وقد يكون من العجب طلب ذلك في ديار العرب والمسلمين؛ ولكن ستزول الدهشة حين العلم أن مُعْظَم بُلْدَان العالم الإسلامي قد أَصَابَهَا الضَّعْف والهَوَان، وأصاب نظام التربية والتعليم فيها ما أصاب الأمة الإسلامية نفسها من تَمزُّق وضياع، كان من عوامله أن جميع الأقطار الإسلامية عانَتْ لفترة طويلة من التخلُّف، منذ بدأ توقف الحضارة الإسلامية عن دورها القِيَادي، كما أن الفترة التي سبقت توقف الاستعمار الحديث كانت فترة خمول حضاري وثقافي في العالم الإسلامي، وكان النشاط الثقافي والعلمي مقصورًا على الشروح، والتقليد، والتَّكْرار، وظهور حركات استقلالية في جميع الأقطار الإسلامية قامت على أُسُس قومية ضيقة محددة، وظهور قيادات تُؤْمِن بالواقع الانفصالي عن الأمة الإسلامية [16].

 

إن التربية وهي تضطلع بمهمتها في تخريج أجيال مسلمة ذات هُوية إسلامية في كافة مجالات العلم، لَيَنْبغي عليها التَّنَبُّه إلى أمر مهم، وهو الحَذَر من الانْفِصام بين ثقافة المُسْلم وبين أصوله الدينية، وما هذا إلا تقليد أَعْمَى، فمن خلال المدرسة والجامعة والمنهج، ومن خلال التربية، والتوجيه الإعلامي والفكري تمكَّن الغرب من فَرْض رؤيته العلمانية، وأحيانًا المادية على مساحات واسعة من علوم المسلمين، وآدابهم، وفُنونهم، وأنشطتهم التربوية، وتحقق لهم - بعد جهد لم يكلل بالنجاح الكامل - الفصام بين العلوم بعامة، وبين إطارها الإيماني [17].

 

ولهذا فإن التربية عند المسلمين تحتاج إلى تخطيط شامل واعٍ مع إقامة كيان تربوي إسلامي عربي، تستطيع به مُجَابَهَة كل ما هو دَخِيل عليها، بحيث لا يَصِير المسلمون تابِعينَ لغيرهم، ويستطيعون أن يرجعوا هويتهم قوية بكافة مظاهرها ومكوناتها؛ لأنه لم يعد خافيًا على أحد في العالم الإسلامي ما منيت به نظم التربية والتعليم من فشل ذَرِيع [18]، ولا يستطيع أحد أن يغفل دور وسائل الإعلام بأنواعها، وقيامها جنبًا إلى جَنْب مع التربية بمؤسساتها بالدور الفعال في تدعيم الهُوية الإسلامية؛ ولكن وسائل الإعلام تحتاج إلى تخطيط شامل وإعادة نَظَر، وتغيير لما هي عليه من وضع مُتردٍّ، خاصة وقد نَدَّدَ المؤتمر العالمي لتوجيه الدعوة الإسلامية المُنْعَقِد عام 1397هـ بالمدينة المنورة بالهُوَّة السحيقـة التي تَرَدَّى فيها الإعلام، ولا يزال يتردَّى عن علم من القائمين به، أو عن جهل منهم [19]، والله المستعان.

 

2- مشكلة الدراسة:

مما سبق يُمْكِن تحديد مُشْكِلة الدِّرَاسة في النِّقَاط التالية:

1 - هُناك ضَعْف وخَلَل يَعْتَرِي الهُوية الإسلامية في الآونة الراهنة، وأن من أهم مظاهر هذا الضَّعْف التَّجْزِئة والفُرْقة والتَّخلُّف والتبعيَّة.

2 - هناك أسباب داخليَّة، وتحديات خارجيَّة تعمل على إِضْعاف، أو مَحْو الهُوية الإسلامية، إذا ما استمرت هذه الأسباب والتحديات في بثِّ مخاطرها، فسوف يكون ذلك من أهم عوامل تذويب الهُوية الإسلامية.

3 - يرى الباحث أنه يُمْكن عن طريق التَّربية الإسهام في مُعالجة الضَّعْف والخلل الذي حدث للهُوية الإسلامية، ويمكن عن طريقها أيضًا مُواجهة التحديات والأسباب التي تشكل خطرًا على الهُوية الإسلامية، بشَرْط توفير المُتطلبات اللاَّزمة لقيام التربية بدورها في غَرْس الهُوية وتقويتها، والحِفَاظ عليها.

 

3 - تساؤلات الدراسة:

يُمْكِن صياغة مشكلة الدراسة في التساؤل الرئيس التالي:

ما المُتطلبات التربوية اللاَّزمة لقيام التربية بدورها في غَرْس وتقوية الهُويَّة الإسلامية والحفاظ عليها؟ وما درجة توافُر تلك المتطلبات في المؤسسات التربوية بصفة عامة، والجامعية منها بصفة خاصة؟

ويتفرع عن هذا التساؤل الرئيس التساؤلات الفرعية التالية:

1 - ما مفهوم الهُوية الإسلامية؟ وما مصادرها؟

2 - ما العَلاقة بين الهُوية الإسلامية، والقومية العربية؟

3 - ما المظاهر التي تدل على وجود الهُوية الإسلامية؟

4 - ما مُقومات الهُوية الإسلامية؟

5 - ما المخاطِر والتحديات التي تتعرَّض لها الهُوية الإسلامية؟

6 - ما الأسباب التي تجعل بعض الأنظمة التربوية العربية لا تتلاءم مع التربية الإسلامية الصحيحة؟

7 - ما دور المؤسسات التربوية والتعليمية في تدعيم الهُوية الإسلامية؟

 

4 - أهداف الدراسة:

1 - غَرْس الهُوية الإسلامية، وتقويتها، والحفاظ عليها.

2 - التعرُّف على المظاهر التي تدل على وجود الهُوية الإسلامية وتدعيمها.

3 - التعرُّف على مُقومات الهُوية العربية الإسلامية.

4 - التعرف على التحديات التي تُواجه الهُوية الإسلامية، وتُشكِّل خطرًا عليها.

5 - وَضْع تَصوُّر للدور الذي يمكن أن تلعبه التربية ومؤسساتها في تدعيم وتقوية الهُويّة العربية الإسلامية.

 

5 - أهمية الدراسة:

تتلخص أهمية الدراسة في النقاط التالية:

أولاً: عدم وجود دراسة - في حدود عِلْم الباحث - تناولَتْ هذا الموضوع رغم ما له من أهمية.

ثانيًا: مُحَاولة رسم الطريق للخروج من التخلُّف الحضاري الذي أصبح العالم العربي الإسلامي يعيش فيه، والكَشْف عن الأسباب الذاتية والخارجية التي أضعفت الهُوية الإسلامية.

ثالثًا: وضع تصور للدور الذي يمكن أن تلعبه التربية في القَضاء على أسباب ضَعْف الانتماء والهُوية الإسلامية، وتقوية وتدعيم الهُوية الإسلامية.

 

6 - مَنْهج الدراسة وأدواتها:

استخدم الباحث المنهج الوَصْفي التحليلي، الذي يعتمد على جمع المعلومات والبيانات والحقائق، ويصف ما هو كائن، ويمكن من تفسيره، كما يهتم بتحديد الظروف والعلاقات التي توجد بين الوقائع، ولا يقتصر على جَمْع البيانات وتَبْوِيبها، وإنما يَمْتَد إلى ما هو أبعد من ذلك؛ لأنه يتضمن قدرًا من التفسير والمُقارَنة [20]؛ بغرض وَضْع تصوُّر للدور الذي يمكن أن تلعبه التربية في تدعيم وتقوية الهُوية الإسلامية، ومن قبل ذلك القَضَاء على أسباب التخلُّف الحضاري الداخلية والخارجية.

 

كما استخدم الباحث في جمع البيانات استبانة من تصميم الباحث، تتضمن قائمة بالمتطلبات التربوية اللازمة؛ لتدعيم الهُوية الإسلامية وتقويتها، والتي تَمّ التوصل إليها بعد عرضها على مجموعة من المتخصصين في الحقل التربوي؛ وذلك بِهَدف التعرف على درجة توفر تلك المتطلبات في المؤسسات التربوية بصفة عامة، والجامعية منها بصفة خاصة في مجالات: العَوْلَمة، والغَزْو الفِكْري، والاسْتِشْراق.

 

حدود الدراسة:

اقتصرت الحُدود المكانية للدراسة على ثلاث كليات من كليات جامعة الأزهر بالقاهرة وهي:

كلية التربية: التي تجمع في دراستها بين الجانب النظري والجانب العملي، كما تصطبغ بالصبغة التربوية، وكلية العلوم: التي يغلب عليها الطابع العملي، وكلية الدراسات الإنسانية: التي يغلب عليها الطابع النظري، وسوف يرد تفصيل العينة في الفصل الرابع؛ "إجراءات الدراسة الميدانية".

 

كما اقتصرت الدراسة على المُؤلفات، والبُحوث التربوية التي تناولت الهُوية الإسلامية، وما يتصل بها من محاور أساسية؛ كالانتماء الإسلامي؛ ومقومات الشخصية الإسلامية.

 

7- مصطلحات الدراسة:

الهُوية الإسلامية•:

الهُوية: هي الذّات [21]، وهي حقيقة الشيء، أو الشخص التي تُمَيزه عن غيره [22]، ويقصد بها الباحث "السمات والسلوكيات والمقومات التي تميز المُسلِمين عن غيرهم، وتكوِّن ذاتهم، وترتبط ارتباطًا واضحًا بالوطنية، والقومية المنبثقة عن الإسلام".

 

المُتطلبات التربوية:

المُتطلبات: جمع متطلب، ومادة الطّاء واللام والباء (طلب)، في اللغة: تدل على مُحاوَلَة وجدان الشيء وأَخْذه، وتطلبه: حاول وجوده وأخذه، والتطلب: الطلب مرة بعد أخرى [23]، ويرى بعض الباحثين أن المتطلبات شروط قبلية لازمة للشيء [24]، ويقصد الباحث بالمُتطلبات التربوية: مجموعة من الأمور والشروط التربوية التي لا بد من توفرها؛ لتدعيم وتقوية الهُوية الإسلامية.

 

التحديات المعاصرة:

التحديات: جمع تَحَد، وهو كل تغيُّر أو تحوُّل كمي أو نَوْعي، يفرض متطلبًا أو متطلبات محددة تفوق إمكانات المجتمع الآنية، بحيث يجب عليه مواجهتها، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحقيقها [25]، ويقصد بها الباحث تلك الأمور المعضلة، سواءً كانت سياسية، أم اقتصادية، أم ثقافية، أو علمية، والتي تفرض متطلبات معينة لا بد من توفيرها، ويأتي في مقدمة هذه التحديات: العولمة، والغزو الفكري، والاستشراق.

 

8 - الدراسات السابقة:

لا توجد في حدود علم الباحث دراسة مباشرة تناولت الموضوع قيد البحث، وإنما هناك بعض الدراسات التي لها علاقة ثانوية بالموضوع مثل:

دراسة عبدالعزيز محمد عطية [26]:

وهي بعنوان "تعميق الانتماء لدى شباب الجامعات المصرية في إطار المنهج الإسلامي"، وهي دراسـة ميدانية استهدفَتْ تحليل مفهوم الانتماء بصفة عامة، وتأصيله من القُرآن الكريم والسُّنة المُطهرة، وتوضيح الدور الذي يمكن للجامعة أن تلعبه في تعميق الانتماء لدى شبابها، والعوامل التي قد تؤثر في ضعف الانتماء لدى الشباب الجامعي، وذلك من خلال الإجابة على التَّساؤُلات الآتية:

1 - ما مفهوم الانتماء بصفة عامة؟

2 - ما مفهوم الانتماء الإسلامي ومتطلباته من الفرد والمجتمع؟

3 - ما منهج الإسلام في تعميق الانتماء لدى الشباب؟

4 - ما الدور الذي يمكن أن تلعبه الجامعة في تعميق الانتماء؟

5 - ما مدى انتماء طلاب الجامعات المصرية؟

6 - هل يختلف الانتماء لدى الطلاب باختلاف الجامعات؟

7 - هل يختلف الانتماء لدى الطلاب باختلاف الجنس؟

8 - هل يختلف الانتماء لدى الطلاب باختلاف نوع التعليم؟

9 - ما المُقترحات التي يمكن أن تسهم في تعميق الانتماء الإسلامي لدى الشباب الجامعي؟

 

وقد استخدمت الدراسة المنهج الوَصْفي، واستعان الباحث بتصميم استبيان يشمل أربعة محاور: الانتماء العقائدي، والانتماء الوطني، والانتماء الاجتماعي، والانتماء للجامعة، وقام بتطبيقه على عَينة ممثلة من طلبة وطالبات السنوات النهائية بكليات: الطب، والتجارة، والتربية؛ بجامعات: الأزهر، وعين شمس، وطنطا، والإسكندرية، وأسيوط، وكان المجموع الكلي لأفراد العينة الممثلة: ألفًا وستمائة وثلاثة وعشرين طالبًا وطالبة، وقد تَمَّ التحقق من ثبات الدراسة عن طريق: "طريقة إعادة الاختبار"، وتَمّ التحقُّق من صدقها من الناحية الإحصائية صدقًا ذاتيًّا قِيسَ بحساب الجذر التربيعي لمعامل ثبات الاسْتِبْيَان.

 

وكان من أهم نتائج الدراسة: وجود انتماء إسلامي بمظاهره المختلفة، كما وُجدت فروق دالة إحصائيًّا بين مُتوسط درجات طلاب الجامعات عينة الدراسة، كما وُجدت فروق دالة إحصائيًّا بين متوسط درجات طلاب الكليات العملية، والكليات النظرية، والكليات التي تجمع بين النظرية والعملية، كما وُجدت فروق دالة إحصائيًّا بين مُتوسِّط درجات أفراد العينة الذكور والإناث.

 

وقد اسْتفادَ الباحث من هذه الدراسة في تحديد العلاقة بين الهُوية الإسلامية والانتماء؛ لتقارُب المفهومينِ وترابطهما، وتختلف هذه الدراسة عن الدراسة الحالية من حيث المشكلة والهدف والعينة؛ كما هو واضح من المقارنة بينهما.

 

دراسة ناصر على أحمد [27]:

وهي بعنوان "التحديات المُعاصرة التي تُجَابِه المجتمع الإسلامي؛ كما يراها مفكرو الإسلام، ودور التربية الإسلامية في مواجهتها"، وقد استهدفتِ الدراسة الكَشْف عن التحديات التي تواجه العالم الإسلامي، وخطورة هذه التحديات في رأي المفكرين الإسلاميين وأثرها على التربية، كما استهدفت التعرف على ملامح التربية الإسلامية القادرة على مواجهة تلك التحديات.

 

وقد استخدم الباحث المنهج الوصفي، كما استخدم أسلوب "دلفاي" لتحديد التحديات من وجهة نظر بعض الخبراء أفراد العينة الذين تراوح عددهم بين (10-20) خبيرًا، واشتُرِط في الخبير حصوله على درجة الدكتوراه أو ما يُعادلها، وقد كان من أهم نتائج الدراسة كَشْفها عن وُجود تحديات تواجه العالم الإسلامي في مجالات متعددة، كالمجال العقائدي، والمجال الفكري، ومجال التشريع، ومجال الاقتصاد، ومجال الاجتماع، ومجال السياسة، ومجال التربية، ومجال التقنية، وانتهت الدراسة بوضع تصور مقترح لدور التربية الإسلامية في مواجهة التحديات من خلال إعطاء الدين دوره الحقيقي، وإعادة صياغة الأهداف، وجعل اللغة العربية أساسًا للمناهج، وربط طرق التدريس بالمنهج الإسلامي، وإزالة سوء الفَهْم والتعمية لمفهوم الإسلام، وتنقية مناهج التعليم، وإيجاد إعلام إسلامي.

 

وقد استفاد الباحث من هذه الدراسة في التعرُّف على بعض التحديات ومتطلبات مواجهتها، وتختلف هذه الدراسة عن الدراسة الحالية من حيث المشكلة، والهدف، والأداة، والعينة.

 

ومثل الدراسة السابقة (دراسة ناصر علي أحمد) في إفادة الباحث بالتعرُّف على بعض التحديات وكيفية معالجتها، دراسة "جابر عبدالحميد" بعنوان "التحدي التربوي" [28]، وأخرى بعنوان: "التعليم وتحديات القرن الحادي والعشرين" [29]، ودراسة "حمود السعدون، ووليم عبيد"، بعنوان: "التحديات العلمية والتكنولوجية، ودور التعليم العالي في مواجهتها" [30]، ودراسة "حسين كامل بهاء الدين" بعنوان: (الجامعات وتحديات العصر) [31]، ودراسـة "محمد مجاهد سيد أحمد" بعنوان: "الوَعْي ببعض التحديات التربوية المعاصرة لدى طلاب كليات التربية" [32]، ودراسة "إبراهيم عبدالرافع" بعنوان: "المتطلبات المهنية لعضو هيئة التدريس بكليات التربية بمصر في ضوء التحديات التربوية المعاصرة"[33]، ولكنها بالطبع دراسات تختلف عن الدراسة الحالية من حيث المشكلة، والهدف، والأداة، والعينة.

 

9 - أقسام الدراسة:

الفصل الأول: الإطار العام للدراسة.

الفصل الثاني: مفهوم الهُوية الإسلامية، ومصادرها ومظاهرها ومقوماتها.

الفصل الثالث: بعض التحديات المعاصرة التي تُواجه الهُوية الإسلامية، ومواجهتها تربويًّا.

الفصل الرابع: إجراءات الدراسة الميدانية.

الفصل الخامس: نتائج الدراسة الميدانية.

الفصل السادس: تفسير نتائج الدراسة الميدانية، والاستخلاصات العامة، والتوصيات والمُقْتَرَحات..

10 - تفسير نتائج الدراسة الميدانية:

لقد أَوْضَحَت نتائج الدراسة الميدانية فيما سبق قلة توفُّر المتطلبات اللازمة لتدعيم وتعزيز الهُوية الإسلامية في مجالات العولمة والغزو الفكري والاستشراق، ويُرْجِع الباحث قلة توفُّر تلك المتطلبات إلى مجموعة من العوامل، وقد ذكر الباحث بعض هذه العوامل في الإطار النظري في الفصلينِ الثاني والثالث، ويستطيع الباحث أن يُجْمل أهم العوامل فيما يلي:

أ - الأسباب العامة لقلة توفر المتطلبات اللازمة لتدعيم الهُوية الإسلامية:

1 - التشتت والتمزُّق الذي تعيش فيه الدول العربية والإسلامية، في الوقت الذي تحتاج فيه المتطلبات التربوية السابقة إلى الترابُط، وتوفير قدر كبير من التَّكتُّل لتحقيقها.

 

2 - سوء التخطيط الذي يجسد واقع الأمة العربية والإسلامية في ميادين الحياة بعامة، والتربوية منها بصفة خاصة.

 

3 - الاستعمار الذي رانَ على البلاد العربية والإسلامية لفترات طويلة؛ فنَهَب خيراتها، وعطل مقدرتها، وعمل على إضعاف مقوماتها.

4 - حالة التخلف المُزْرِية التي تعم كافة ميادين الحياة، والتي يتعذر معها تحقيق المتطلبات التربوية اللازمة لتدعيم الهُوية الإسلامية.

 

5 - انتماء وَوَلاء بعض أبناء الأمة العربية والإسلامية لغير أمته ولغير دينه، مما جعله يُؤْثِر مصلحته الشخصية على ما فيه خير لأمته وإسلامه، وهذا ما كان الاستعمار يسعى إليه دائمًا، أن يضعف الانتماء والولاء في نفوس أبناء المجتمعات العربية والإسلامية عن طريق التغريب، وقد أمكنه تحقيق بعض ما أراد، وبخاصة في ظل انتشار الانفتاح والفضاء المفتوح والهجرات الخارجية، والبعثات العلمية التي تقوم بها بعض الجامعات، وإنشاء مؤسسات تعليمية تعمل على نشر الثقافات الغربية، والعمل الحثيث على نشر المؤلفات التي تحمل القِيَم الثقافية الغربية، وتحاول إعلاءها على أي ثقافة أخرى.

 

6 - وبصفة عامة يمكن القول: إن سبب قلة توفر المتطلبات اللازمة لتدعيم وتعزيز الهُوية الإسلامية يرجع إلى محاولة إقصاء الإسلام في المقام الأول؛ لئلاَّ يكون مقومًا للحياة بصفة عامة والتربية بصفة خاصة، ولقد كان للإسلام في الماضي جولة مع أعدائه من أهل الباطل والضلال وأصحاب الأهواء، ولقد حقق المسلمون انتصارات غير قليلة على هؤلاء وأولئك؛ ولذلك فقد عادى الإسلام كل ضال، وكل ذي هوى، ومِن ثَمَّ قامت معارك مُتعددة على مر التاريخ بين الإسلام وهؤلاء الأعداء، في الداخل والخارج على السواء في محاولة منهم لإبعاد الإسلام عن مجالات الحياة؛ لأنه يقف في سبيل مصالحهم ومطامعهم؛ فعملوا على إضعاف كل ما من شأنه أن يسهم في تقويـة الهُويـة الإسلاميـة، وهذا ما أكد عليـه الباحث في الإطار النظري في الفصلين الثاني والثالث.

 

7 - قلة توفر الإمكانات التقنية والتكنولوجية بصفة عامة بالدول الإسلامية، ومحاربة أي دولة إسلامية من محاولة الخوض في مجال التقدم في تلك المجالات؛ وذلك لتظل تابعة للدول المتقدمة غير الإسلامية، ولا يخفى ما لتلك المجالات من جعل أصحابها في مركز القوة والغلبة والرِّيَادَة.

 

8 - انتشار حملات التنصير، ورصد الإمكانات الماديـة لها من الدول غير الإسلامية لمحاولـة مقاومـة انتشار الإسلام في سائر الأقطار.

 

(ب) الأسباب الخاصة بالفروق بين فئات متغيرات الدراسة:

1 - أوضحت نتائج الدراسة أن هناك فروقًا دالة إحصائيًّا بين استجابات أفراد العينة بالكليات الثلاث - عينة الدراسة حول عبارات الأداة بصورة مجملة - وأن هذه الفروق في الجانب الإيجابي لأفراد العينة من كلية التربية أعلى من نظيرتها في كليتي العلوم، ثم الدراسات الإنسانية، ويعزي الباحث ذلك إلى أن أفراد العينة بكلية التربية أكثر وعيًا من غيرهم بالمتطلبات التربوية قيد البحث، وهذا ما تفرضه طبيعة دراستهم واهتماماتهم العلمية، وهذا الوعي والإدراك الذي لديهم يجعلهم يرون قلة توفر المتطلبات التربوية السابقة عن غيرهم، كما أن المُطالبة بالعمل على توفير هذه المتطلبات سـوف يكون عند أفراد العينة من كلية التربية أوضح من غيرهم؛ لنفس الوعي والإدراك السابق.

 

2 - وإذا كانت نتائج الدراسة قد أظهرت أن هناك فروقًا دالة إحصائيًّا بالنظر إلى قلة توفُّر المتطلبات التربوية قيد البحث بين استجابات أعضاء هيئة التدريس واستجابات الهيئة المُعاونة، وأن هذه الفروق تَنْحاز لأفراد العينة من أعضاء هيئة التدريس على حساب أفراد العينة، من الهيئة المعاونة، فإن ذلك يرجع إلى كَوْن أعضاء هيئة التدريس أكثر إدراكًا وخبرة بمدى توفر المتطلبات التربوية آنفة الذِّكْر، وأن الهيئة المعاونة رغم إدراكهم وَوَعْيهم بتلك المتطلبات بصورة ما، إلا أن هذا الوعي والإدراك لا يبلغ بحال إدراك ووعي أعضاء هيئة التدريس، على الأقل بحُكْم الخبرة السِّنِّيَّة، وكثرة الاطلاع غالبًا عن الهيئة المُعاونة.

 

3 - وقد أظهرت نتائج الدراسة أن هناك فُروقًا دالة إحصائيًّا بالنَّظَر إلى المُتطلبات التي وردت بالأداة بصورة مُجْمَلة بين استجابات أفراد العينة الحاصلينَ على الدرجة العلمية داخل مصر، واستجابات الحاصلين على الدرجة خارج مصر، وأن هذه الفروق تنحاز لأفراد العينة الحاصلين على الدرجة العلمية داخل مصر على حساب الحاصلين على الدرجة خارج مصر، ويفسر الباحث ذلك بما ذكره من قَبْل، من أن الدراسة والاهتمامات العلمية التي نالتها الفئة الحاصلة على الدرجة خارج مصر قد أثرت بصورة أو بأخرى في الولاء والانتماء الفكري والثقافي لهذه الفئة، وأن الولاء والانتماء الفكري والثقافي عند الفئة الحاصلة على الدرجة العلمية داخل مصر قد يكون أعلى منه عند الفئة الأخرى.

 

4 - وقد أوضحت نتائج الدراسة أن هناك فروقًا دالة إحصائيًّا بين استجابات أفراد العينة من كلية التربية واستجابات أفراد العينة من كلية العلوم والدراسات الإنسانية بالنظر إلى مَحَاور الدراسة الأربعة: محور العولمة، ومحور الغزو الفكري، ومحور الاستشراق، ومحور المُتطلبات العامة، وأن هذه الفروق تَنْحَاز لأفراد العينة من كلية التربية على حِسَاب أفراد العينة من كُليتي العلوم والدراسات الإنسانية، ويُفسِّر الباحث ذلك بما ذكره من قبل مِنْ أن أفراد العينة بكُلية التربية على وَعْي وإدراك ودِراية أكثر من غيرهم بالمتطلبات التربوية الواردة بالمحاور قيد البحث، كذلك هم أكثر وعيًا بالمؤسسات التربوية غير النظامية، وبمدى تأثيرها وتَنْمِيطها للشَّخْصية الإنسانية؛ هذا من جانب، وموقع الدول الإسلامية من إمكانات هذه المؤسسات بالدول الإسلاميـة من جانب آخر، الأمر الذي يجعلهم أكثر ميلاً للحُكْم بقلة توافُر تلك المُتطلبات عن غيرهم، أما أفراد العينة من كلية العلوم قد أثَّرَتْ عليهم الصبغة العملية للدراسة في كلية العلوم؛ فشغل ذلك أكثرهم عن التعرف على متطلبات المحاور قيد البحث، حتى إن الباحث قد وجد منهم أثناء تطبيق الدراسة الميدانية من يجهل كثيرًا من المصطلحات الواردة بالاستبانة - مع وضوحها - مما اضطر معه الباحث إلى تفسيرها لهم، ونفس الأمر تقريبًا ينطبق على أفراد العينة من كلية الدِّراسات الإنسانيَّة.

 

5 - وقد أوضحت نتائج الدراسة أن هناك فروقًا دالة إحصائيًّا بين استجابات أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة، بالنظر إلى مُتطلبات محور مُواجهة العَوْلَمَة، وأن هذه الفروق تنحاز لأفراد العينة من الهيئة المعاونة على حساب أعضاء التدريس، ويُرْجِعُ الباحث ذلك إلى كَوْن الهيئة المعاونة قد أضيروا اقتصاديًّا في عصر العَوْلَمَة والانفتاح أكثر من أعضاء هيئة التدريس، فقلة رواتب الهيئة المعاونة جعلهم يتأثرون بأي غَلاء في الأسعار ناتج عن العولمة والانفتاح، أما أعضاء هيئة التدريس فقد تحقق لهم الاستقرار النسبي الذي جعلهم قد يرون أن العولمة لا تشكل خطرًا، مثل الذي يراه أفراد العينة من الهيئة المعاونة الذين تقع على عاتقهم الكثير من الأعباء الحياتية ومتطلباتها، والحال ذاته مع محوري الاستشراق، والغزو الفكري.

 

6 - وإذا كانت نتائج الدراسة قد أوضحت أن هناك فروقًا دالة إحصائيًّا بين استجابات الحاصلين على الدرجة العلمية داخل مصر، واستجابات الحاصلين على الدرجة خارج مصر بالنظر إلى متطلبات مُواجهة مَحَاور الدراسة الأربعة السابقة، كما أن هذه الفُروق تنحاز لأفراد العينة الحاصلين على الدرجة داخل مصر على حساب الحاصلين على الدرجة خارج مصر، فإن ذلك يرجع إلى التأثر بالثقافة التي حصل عليها كلٌّ، هذا على الرغم من أن الفروق ضئيلة بين استجابات الفئتينِ[34].

 

7 - وبالنسبة للنتائج التي أسْفَرَت عنها الإرباعيات؛ كما يوضحها ملحق رقم (13)، فقد أوضحت نتائج الدراسة أن الوَعْي بسلبيات العولمة والاستفادة مما لها من إيجابيات جاء في مقدمة المُتطلبات اللاَّزم توافرها في محور مُواجهة العولمة؛ حيث وقعا في مقدمة الإرباعي الأول بين متطلبات المحور قيد البحث، ويرجع ذلك إلى أن الوعي بمَخاطِر الشيء هي أولى المراحل التي لا بُدّ أن تتوفر؛ لكي تتم مُواجهة الشيء ذاته، والاستفادة منه بعد ذلك إنْ أمْكَن، وعلى ذلك فالوَعْي مقدمة ضرورية لا بعضها، وهو في ذات الوقت مُتطلب وقائي، أما غيره من مُتطلبات فإنه يَبْدُو للمُدقق أنها متطلبات علاجية، وكما قيل: "فالوقاية خير من العلاج".

 

8 - كما أوضحت نتائج الدراسة أن مُتطلب تدعيم فكرة التفاعل الحضاري البناء، ومتطلب الوعي بمخاطر الغزو الفكري جاء في مقدمة المتطلبات اللازم توافرها لمواجهة محور الغزو الفكري؛ حيث وقعا في مقدمة الإرباعي الأول بين متطلبات المحور قيد البحث، ويفسر الباحث ذلك بأن: أفراد العينة قد رأوا وَضْع مُتطلب تدعيم فكرة التفاعُل الحضاري  -1- البَنَّاء لمُواجهة مَنْ يرى أنه لا بد من إغلاق الباب إزاء كل دخيل؛ تَجَنُّبًا لما يترتَّب على التفاعُل من مخاطِر؛ إذ إن هذا أمر لم يعد غير مُمْكِن في ظل عصر الانفتاح والفضاء المفتوح، ويتعارَض مع مبدأ تحمُّل أمانة نشر الإسلام وتدعيم عالميته، ومن ثَمَّ فالتفاعُل الحضاري مطلوب إذا ما واكَبَتْه عملية نقديَّة لتمييز الخبيث من الطيب، وهذا يتطابق مع حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: ((الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها))؛ أما متطلب الوعي بمخاطر الغزو الفكري فقد جاء في مقدمة المتطلبات كذلك؛ لأن الوعي كما سبق مقدمـة لا بد منهـا؛ لتجنب مخاطر الشئ ذاته، كما أنه وقاية مهمة تقدم على أي خطوة علاجية أخرى.

 

9 - كذلك أوضحت نتائج الدراسة أن متطلب الرد على ما أثاره المستشرقون من تزييف وتحريف، ومتطلب الوعي بمخاطر الاستشراق جاء في مُقدمة المُتطلبات اللاَّزم توافرها في محور مواجهة الاستشراق؛ حيث وقعا في مقدمة الإرباعي الأول بين مُتطلبات المحور قيد البحث، وتفسير ذلك إلى أن أفراد العينة هَالَهُمْ ما يجدونه من كتابات استشراقية كثيرة مُتنوعة فيها الكثير من التَّجنِّي على مقومات الإسلام ومظاهره، ومن ثَمَّ فقد ذهب أفراد العينة إلى وضع هذا المتطلب - متطلب الرد على ما أثاره المستشرقون من تزييف وتحريف - في مقدمة المتطلبات؛ كخطوة مهمة للتوعية بمخاطر الاستشراق؛ لأن هذه التوعية مقدمة وقائية لا بد منها كما سبق.

 

10 - كذلك أوضحت نتائج الدراسة أن هناك أربعة متطلبات وقعت في مقدمة الإرباعي الأول بين متطلبات المحور قيد البحث، وهي:

♦ تأصيل الثقافة الإسلامية من خلال مصدريها الأساسِيَّيْنِ: القرآن، والسنة.

♦ التأكيد على تماسُك المسلمين إزاء ما يُواجهُونه من تحديات.

♦ تعميق المظاهر العقائدية للهُوية الإسلامية في النفوس.

♦ التأكيد على المظاهر الاجتماعية للهُوية الإسلامية.


ويَرُد الباحث ذلك إلى أن المتطلب الأول من المتطلبات الأربعة وهو: تأصيل الثقافة الإسلامية من خلال مصدريها الأساسِيَّيْنِ القرآن والسنة، مهم وضروري من جهة أنه في ظِل الاختلافات والأَهْواء ومحاولة البعض التكسب من وراء العلم، لا بد من العودة إلى الأصول والمنابع الحقيقية المتمثلة في القرآن والسنة، فهما يحوزان الثقة التامة، باعتبارهما مصادر ربانية؛ مما يجعل أفراد العينة يؤكدون على ضرورة الرجوع إليهما، كما أن المتطلب الثاني وهو: التأكيد على تماسُك المسلمين إزاء ما يواجهونه من تحديات مهم ولا بُدّ منه؛ إذ أصْبَح العصر عصر التكتلات والتجمُّعات، فسمع مثلاً عن الاتحاد الأوروبي وغيره من اتحادات، فكان من الضروري أن يُقال ذلك اتحاد وتماسُك من ناحية المسلمين، ومن ثَمَّ فإنه من المُتعذر على الدول العربية والإسلامية مُواجهة أي تحدٍّ كل على حدة؛ بل لا بد من التماسُك من أجل المواجهة.

 

وفيما يخُصّ بالمتطلب الثالث من المتطلبات الأربعة التي وقعت في مقدمة الإرباعي الأول من المحور الرابع وهو: المُتعلق بتعميق المظاهر العقائدية للهُوية الإسلامية في النفوس، فهذا يتناسب مع أهمية هذا المتطلب التي أكثرت آيات القرآن من تناوُله، وذلك لكَوْنه أصلاً مهمًّا من أصول الإسلام على النحو الذي فصله الباحث في المظاهر العقائدية للهُوية الإسلامية في الفصل الثاني، وأما مُتطلب: التأكيد على المظاهر الاجتماعية للهُوية الإسلامية فقد جاء كذلك في مقدمة المُتطلبات؛ وذلك لأن العلاقات بين الأفراد وبعضهم من ناحية، وبينهم وبين غيرهم من ناحية أخرى؛ هو المقياس الحقيقي لمدى تعمُّق المظاهر العقائدية للهُوية الإسلامية في النفوس، بحيث يمكن القول: إن المظاهر العقائدية إذا طبقت وترسَّخَتْ في النفوس، أثْمَرَت علاقات اجتماعية سوية في المجتمع ليصبغ بصبغة إسلامية.

 

11 - الاستخلاصات العامة للدراسة:

يستطيع الباحث أن يجمل أهم النتائج والاستخلاصات العامة للدارسة فيما يلي:

1 - رغم الاختلاف حول مفهوم الهُوية، وعدم الاتفاق على محتواها إلا أنه يمكن القول: إن مضمون الهُوية يدور حول الذاتية، والتفرُّد، والسمات، والسلوكيات التي تميز المجتمع عن غيره، وترتبط الهُوية بالانتماء ارتباطًا وثيقًا.

 

2 - تتعدد جوانب الهُويّة، فثمة جانب ثقافي، وآخر سياسي، وآخر اجتماعي، وغير ذلك من الجوانب؛ كما تتعدد الهُويـات التي تَنْبَثِق عن الهُويـة الإسلامية، فهناك الهُوية العربية، وهناك الهُوية الفردية، وهناك الهُوية الاجتماعية، وغير ذلك من هُويات، وكلها لا تتعارض مع الهُوية الإسلامية ما دامت تَنْبَثِق هذه الهُويات عن الإسلام، فكلها حلقات وانتماءات يوصل بعضها إلى بعض، حتى تصل إلى الدائرة الجامعة وهي الإسلام.

 

3 - ترتبط الهُوية الإسلامية بالقومية العربية التي تَعْنِي أن يحب الإنسان قومه، ويُعْنَى بأمرهم، ويعمل على رفعتهم، لا بمعنى أن يتعصب الإنسان لرقعة من الأرض، أو لفئة من الناس، فهذا التعصُّب غير محمود، ولا يقبله الإسلام الذي يسوي بين جميع الأجناس في كافة الأماكن، ولا يفضل أحد الناس على الآخر إلا بالتقوى والعمل الصالح: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13]، فالتفكير الإسلامي لا يعرف العُنصُريَّة ولا الإقْلِيمية.

 

4 - القُرآن الكريم والسُّنة المُطهرة هما المرجعيَّة العُليا، ومصدر الحياة العقائدية والتشريعية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية، وإليهما يرجع عند الاختلاف:﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ﴾ [النساء: 59]، ومنهما ينبغي أن تستمد التربية أهدافها وفلسفتها ومرجعيتها، ولا يخفى أن التربية سوف تكون خبط عَشْواء ما دامت لم تستمد أهدافها وفلسفتها من هذينِ المصدرينِ الأساسِيَّيْنِ الشاملينِ لكافة شؤون الحياة.

 

5 - تتعدد مظاهر الهُوية الإسلامية، وتتراوح ما بين مظاهر عقائديـة، ومظاهـر عبادية، ومظاهر اجتماعية، ومظاهر اقتصادية، ومظاهر سياسية، ومظاهر ثقافية، ومظاهر وجدانية، ووجود هذه المظاهر وقوتها يدل على وجود الهُوية الإسلامية وقوتها، والعكس صحيح، فبضعف هذه المظاهر تضعف الهُوية الإسلامية، وتتجه الشخصية الإسلامية نحو التقليد والتبعيّة.

 

6 - تتكامل مظاهر الهُوية الإسلامية مع بعضها لتخرج في النهاية مجتمعًا مُتماسكًا مبنيًّا على دعائم مَتينة، ويستطيع أن يُجَابه التحديات والمَخاطر التي يتعرض لها؛ لأنه يملك من الزاد ما يستطيع به الذود عن نفسه.

 

7 - تمثل المظاهر العقائدية عصب الهُوية الإسلامية، إذ لا غِنى عنها للفَرْد والمجتمع، فهي ضرورة للفرد ليسعد ويطمئن، وتكون مبعث ثقته، وضرورة للمجتمع ليتماسك ويستقر وينهض، كما أن العقيدة تقف سدًّا منيعًا بين الأمة وبين المذاهب المقتحمة، أو العقائد الوافدة الفاسدة، وإذا ما تخلفت أمة عن عقيدتها أصبحت فريسة لكل من يريد أن يذيب شخصيتها ويمسح ذاتِيَّتها، ومن ثَمَّ ظل الرسول - صلى الله عليه وسلم - يعمق المظاهر العقائدية في نفوس أصحابه قُرابة ثلاثة عشر عامًا من ثلاثة وعشرين عامًا هي مدة بعثته.

 

8 - ليس معنى أن المظاهر العقائدية تمثل عصب الهُوية الإسلامية، أن بقية المظاهر الأخرى لا تمثل أهمية كبيرة؛ بل الأمر خلاف ذلك، ويشبه الباحث علاقة بقية المظاهر بالمظاهر العقائدية بالترابُط الذي بين دماغ الإنسان وبقية أجزاء الجسم، فالمظاهر العقائدية هي "الدماغ"، وبقية المظاهر تمثل أجزاء الجسم، وبالطبع لا يقول أحد بقلة أهمية بقية أجزاء الجسم خلاف الدماغ، وهذا يتطابق مع حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((الإيمان: ما وَقَر في القلب وصَدَّقَهُ العمل))، فالمظاهر العقائدية هي "ما وَقَر في القلب، وبقية المظاهر هي "العمل" الذي يصدق ما وقر في القلب.

 

9 - لا تقوم الهُوية القوية على فراغ، وإنما لا بد لها من مقومات قوية تُبْنَى عليها، ومن أهم دعائم ومقومات الهُوية القوية بعد الإسلام: اللغة العربية، والتاريخ الإسلامي، فاللغة العربية: هي لغة القرآن، وهي الوعاء الذي يُعَبَّر به عن التراث، ومن ثَمَّ فهي تحتل مكانة مهمة لما لها من بُعْد عقائدي، وبُعْد حضاري، وبُعْد تاريخي، وبُعْد سياسي، وغير ذلك من مكانة فصلها الباحث في حينها، والتاريخ الإسلامي: يمثل المنطلق الذي تبدأ منه الهُوية الإسلامية، وعلى هُداه تسير لتُعالج سلبيات الحاضر، وترسم معالم المستقبل.

 

10 - تتعرض الهُوية الإسلامية للعديد من التحديات، يأتي في مُقدمتها العولمة، والغَزْو الفكري، والاستشراق، ولا تستطيع النُّظم التربوية بحالتها الرَّاهنة مُواجهة تلك التحديات، ويترتب على ذلك ضعف الهُوية الإسلامية، وللخروج من المـأزق الراهن لا بد من العمل على توفير المتطلبات التي سبق أن عرضها الباحث في حينها، خاصة وقد أثبتت الدراسة الميدانية التي قام بها الباحث قلة توافر بعض المتطلبات التربوية اللازمة لتدعيم الهوية الإسلامية، كما أثبتت عدم توفُّر بعضها الآخر، ومن هنا تبدو الحاجة ماسَّة إلى إعادة النظر لمحاولة تحقيق تلك المتطلبات؛ لتقوية الهُوية الإسلامية.

 

11 - هناك فروق دالة إحصائيًّا بين استجابات أفراد العينة، حسب مُتغير الكلية حول مدى توفُّر المتطلبات اللازمة لتدعيم الهُوية الإسلامية مُجْمَلة، وتَنْحَاز هذه الفُروق لأفراد العينة من كلية التربية على حساب أفراد العينة من كليتي العلوم، والدراسات الإنسانية.

 

12 - هناك فروق دالة إحصائيًّا بين استجابات أفراد العينة من أعضاء هيئة التدريس، والهيئة المُعاونة حول درجة توفُّر المتطلبات التربوية الواردة بالاستبانة بصورة مُجْمَلَة، وتنحاز هذه الفروق لأفراد العينة من أعضاء هيئة التدريس على حساب الهيئة المُعاونة.

 

13 - توجد فروق دالة إحصائيًّا بين استجابات أفراد العينـة الحاصلين على الدرجة العلمية داخل مصر، وبين استجابات الحاصلين عليها خارج مصر، وتَنْحَاز هذه الفُروق تجاه أفراد العينة الحاصلين على الدرجـة العلمية خارج مصر، وذلك على المتطلبات التربوية الواردة بالاستبانة بصورة مُجْمَلَة.

 

14 - ثَمَّة فروق دالة إحصائيًّا بين استجابات أفراد العينة حسب متغير الكلية حول عبارات محاور: العولمة، والاستشراق، والغزو الفكري، ومحور المتطلبات العامة الواردة بالاستبانة، وتنحاز الفروق في المحاور الثلاثة تجاه أفراد العينة من كلية التربية على حساب أفراد العينة من كليتي العلوم، والدراسات الإنسانية.

 

15 - توجد فروق دالة إحصائيًّا بين استجابات أفراد العينة من أعضاء هيئة التدريس، وبين استجابات أفراد العينة من الهيئة المُعاونة حول عبارات محاور: العولمة، والغزو الفكري، والاستشراق، وتَنْحاز هذه الفُروق في المحاور الثلاثـة تجاه أفراد العينـة من الهيئـة المُعاوِنة على حساب أعضاء هيئة التدريس.

 

16 - توجد فروق دالة إحصائيًّا بين استجابات أفراد العينة الحاصلين على الدرجة العلمية داخل مصر، وبين استجابات أفراد العينة الحاصلين على الدرجة خارج مصر حول عبارات محاور: العولمة، والغزو الفكري، والاستشراق، ومحور المُتطلبات العامة الواردة في الاستِبانة، وتَنْحاز هذه الفُروق تجاه أفراد العينة الحاصلين على الدرجة العلمية داخل مصر على حساب أفراد العينة الحاصلين على الدرجة خارج مصر.

 

17 - لا توجد فروق دالة إحصائيًّا بين استجابات أفراد العينة، حسب متغير الدرجة الوظيفية على عبارات محور المتطلبات العامة اللازمة لتدعيم الهُوية الإسلامية الواردة بالاستبانة.

 

12 - توصيات الدراسة:

توصي الدراسة بما يلي:

1 - ضرورة عمل موسوعة شاملة للرد على كل ما يبُثُّه أعداء الإسلام عن الإسلام من أباطيل وأكاذيب، ونشر هذه الموسوعة بصورة دَوْرِيَّة.

2 - إنشاء وَكالة أنْبَاء إسلامية؛ تسهم في نشر الإسلام؛ وتكون بمثابة جهاز عالمي للدعوة الإسلامية، كما تتولى الرد عن كل ما يُثار في الغرب من أكاذيب حول الإسلام.

3 - إعطاء عناية كبيرة للدراسات والبحوث التي تتناول تطوير وتحديث التعليم الديني، بما يتوافَق مع تغيُّرات العصر، ولا يخالف أصول الإسلام.

4 - ضرورة أن تسهم التربية في تحريك الرأي العام، نحو إنشاء سوق عربية مشتركة، على اعتبار أنها قضية تستند على تكوين الهُوية العربية، والانتماء القومي.

5 - عقد دورات وندوات بصفة دَوْرِية وفي أماكن متفرقة من العالم؛ لعرض كل ما من شأنه تقوية وتدعيم الهُوية الإسلامية.

6 - عدم التَّرْكِيز على الحِفْظ والاستظهار، والابتعاد عن الطرق التقليدية التي تُسْهِم في تكوين عقلية لا تسهم في تقوية الهُوية الإسلامية.

7 - التأكيد على الحرية، والتربية على أساسها؛ لتكون بداية لاستقلال قرارات قادة الأمة حُكّامًا كانوا أم محكومين.

8 - العمل على تشجيع كل ما مِنْ شأنه أن يسهم في تنقية المناهج في الدول العربية والإسلامية مما علق بها من آثار الغَزْو الفِكْرِي.

 

13 - مقترحات الدراسة:

تقترح الدراسة القيام بالبحوث التالية للإسهام في تقوية الهُوية الإسلامية:

1 - عمل دراسة منفردة عن اللغة العربية؛ كمُقَوِّم من مقومات الهُوية الإسلامية، والمتطلبات التربوية اللازمة للرُّقِي بها.

2 - عمل دراسة منفردة عن التاريخ الإسلامي؛ كمُقَوّم من مقومات الهُوية الإسلامية، والمتطلبات التربوية اللازمة لتدعيمه.

3 - عمل دراسة ميدانية عن المتطلبات التربوية اللازمة؛ لتدعيم الهُوية الإسلامية في جامعات أخرى غير جامعة الأزهر، التي أجرى عليها الباحث دراسته.

4 - عمل دراسة عن تأثير التغريب على الفكر الإسلامي، والمتطلبات اللازمة لمواجهته.

5 - تناول بعض الشخصيات بدراسة مؤلفاتها، واستخراج إسهاماتها التربوية التي تتعلق بالهُوية الإسلامية، وبخاصة الشخصيات ذات الرؤية العصرية التي لا تتعارض مع أصول الإسلام.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]محمد محمد عبدالقادر الخطيب: "دراسات في تاريخ الحضارة الإسلامية"، القاهرة، مطبعة الحسين الإسلامية، 1990م، ص 1، 2.

[2]محمد قطب: "جاهلية القرن العشرين"، ط12، القاهرة، دار الشروق، 1992 م، ص 273.

[3] عبدالمنعم النمر: "شخصية المسلم كما يصنعها الإسلام"، القاهرة، مطابع روز اليوسف، 1997 م، ص3.

[4] عماد الدين خليل: "مؤشرات حول الحضارة الإسلامية"، القاهرة، دار الصحوة للنشر والتوزيع، د. ت، ص52.

[5] شبل بدران: "التربية والنظام السياسي"، الإسكندرية، دار المعرفة الجامعية، 1995م، ص 205.

[6] أبو العباس زين الدين أحمد بن أحمد الزبيدي: "التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح"، ج1، كتاب "الاعتصام بالكتاب والسنة"، بيروت، دار المعرفة، د.ت، ص162.

[7] محمد سيد محمد: "الغزو الثقافي والمجتمع العربي المعاصر"، القاهرة، دار الفكر العربي، 1994 م، ص 262، 263.

[8] رواه أحمد في "مسنده" (5/278)، والطبراني في "الكبير" رقم 1452، وأبو نُعَيْم في "الحلية" (1/182).

[9] محمد بنكيران: "الوعي الحضاري المطلوب"، منار الإسلام، العدد الخامس، السنة الحادية والعشرون، الإمارات، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، نوفمبر 1995 م، ص 95.

[10] أحمد المهدي عبدالحليم: "التحديات التربوية للأمة العربية"، القاهرة، دار الشروق، 1999 م، ص54.

[11] ممدوح الصدفي محمد، وفرغل عبدالحميد: "التحديات التربوية التي تواجه العالم الإسلامي في القرن الحادي والعشرين"، دراسة تحليلية، ندوة رابطة الجامعات الإسلامية بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، الأقصر، 1998 م، ص ص16، 17.

[12] محمد الغزالي: "حقيقة القومية العربية"، القاهرة، نهضة مصر، 1998 م، ص12.

[13] يوسف خليل يوسف: "القومية العربية ودور التربية في تحقيقها"، رسالة دكتوراه غير منشورة، تربية عين شمس، 1962م، ص80.

[14] محمد محمد حسين: "الإسلام والحضارة الغربية"، القاهرة، مؤسسة الرسالة، 1975م، ص ص 200، 202.

[15] يوسف القرضاوي: "الثقافة العربية الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة"، القاهرة، مكتبة وهبة، 1994 م، ص 177 وما بعدها.

[16] سعيد إسماعيل علي: "نظرات في التربية الإسلامية"، القاهرة، مكتبة وهبة، 1999 م، ص 193، 194.

[17] عماد الدين خليل: "مؤشرات حول الحضارة الإسلامية"، مرجع سابق، ص 34.

[18] على جريشة: "حاضر العالم الإسلامي"، ط5 القاهرة، مكتبة وهبة، 1999م، ص45.

[19] عبدالله ناصح علوان: "الشباب المسلم في مواجهة التحديات"، القاهرة، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، 1993م، ص 142.

[20] جابر عبدالحميد، وأحمد خيري كاظم: "مناهج البحث في التربية وعلم النفس"، القاهرة، دار النهضة العربية، 1996 م، ص 134.

• سوف يرد مفهوم الهُوية الإسلامية بالتفصيل في الفصل الثاني من الدِّرَاسة.

[21] مصطفى حجازي وآخرون: "المعجم الوجيز"، القاهرة، مجمع اللغة العربية، 2000 م، ص654.

[22] إبراهيم مدكور وآخرون: "المعجم الوسيط"، جـ2، ط3، القاهرة، مجمـع اللغـة العربية، 1972 م، ص 1039.

[23] ابن منظور: "لسـان العرب المحيط"، إعداد وتصنيف: يوسـف خياط، بيروت، دار لسان العرب، د.ت، ص601.

[24] محمد عبدالرازق خالد: "المُتطلبات التربوية لطفل ما قبل المدرسة الابتدائية في القرية المصرية في ضوء الوظيفة التربوية للكتاتيب"، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية التربية، جامعة الأزهر، 1991 م، ص11.

[25] محمد المصيلحي سالم: "وعي الطالب الجامعي ببعض التحديات التي تواجه المجتمع المصري في الآونة الراهنـة"، دراسة ميدانية، مجلة كلية التربية، جامعة الأزهر، العدد 75، 1998 م، ص ص175 - 277.

[26] عبدالعزيز محمد عطية: "تعميق الانتماء لدى شباب الجامعات المصرية في إطار المنهج الإسلامي"، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية التربية، جامعة الأزهر، 1410 هـ.

[27] ناصر على أحمد بشيه: "التحديات المعاصرة التي تجابه المجتمع الإسلامي؛ كما يراها مفكرو الإسلام، ودور التربية الإسلامية في مواجهتها"، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية التربية، جامعة طنطا، 1987م.

[28] جابر عبدالحميد جابر: "التحدي التربوي"، مجلة رسالة الخليج، عدد 33، مكتب التربيـة العربـي، السنة العاشرة، 1990م.

[29] جابر عبدالحميد جابر: "التعليـم وتحديات القرن الحادي والعشرين"، بحـوث مؤتمر تربيـة الغـد في العالم العربي، جـ1، مجلة كلية التربية، جامعة الإمارات العربية المتحدة، مارس 1997م.

[30] حمود السعدون، ووليم عبيد: "التحديات العلمية والتكنولوجية ودور التعليم العالي في مواجهتها"، مؤتمر التعليم العالي العربي، وتحديات مطلع القرن الحادي والعشرين، المؤتمر العلمي الثاني لقسم أصول التربية، جامعـة الكويت، إبريل 1994م.

[31] حسين كامل بهاء الدين: "الجامعات وتحديات العصر"، وزارة التربية والتعليم، مصر، قطـاع الكتب، 1998م.

[32] محمد مجاهد سيد أحمد: "الوعي ببعض التحديات التربوية المعاصرة لدى طلاب كليات التربية"، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة الأزهر، 1422هـ، 2001م.

[33] إبراهيم عبدالرافع: "المتطلبات المهنية لعضو هيئة التدريس بكليات التربية بمصر في ضوء التحديات التربوية المعاصرة"، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية التربية، جامعة الأزهر، 1422هـ، 2001م.

[34] انظر النسب المئوية ذات الدلالة التي حصل عليها كل من الفئتينِ في نتائج الدراسة الميدانية، والتي توضح ما ذكره الباحث.





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • تجاذبات الهوية: الدلالات والتحديات (الهوية المغربية نموذجا)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الهوية والشرعية (دراسة في التأصيل الإسلامي لمفهوم الهوية) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • هل الهوية الإسلامية في خطر؟!(مقالة - ملفات خاصة)
  • الثقافة العربية الإسلامية وتحديات مسخ الهوية بالعصرنة المعولمة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • "الهوية الإسلامية" والتحديات التي تواجهها(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • سويسرا: مؤتمر إسلامي عن الهوية الإسلامية وتحديات الحداثة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • ضرورة الهوية الإسلامية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إحياء الهوية الإسلامية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المحافظة على الهوية الإسلامية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إسبانيا: أهمية اللغة العربية في الحفاظ على الهوية الإسلامية(مقالة - المسلمون في العالم)

 


تعليقات الزوار
3- التحديات التربوية
طه عبدالله - السودان 14-03-2016 10:57 AM

الموضوع جيد ومفيد نسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك

2- استفسار
أم حبيبة - المملكة العربية السعودية 05-02-2013 09:10 PM

شاركت بكثير من الأسئلة وقرأت أكثر لكن تسجيلي تم اليوم فهل تحسب إجاباتي السابقة وفقكم الله لما يحب ويرضى

رد مدير المسابقة:

أي إجابة صحيحة على أي سؤال فإن صاحبها يدخل القرعة الإلكترونية..

1- أريد الاطلاع على هذا البحث في أقرب وقت
الكادي - السعودية 11-11-2012 12:23 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين أجد هذا البحث وأستطيع الاطلاع على هذا البحث كــــــــاملا أو اقتنائه
في أقرب وقت ممكن

وجزاكم الله خير

سكرتير التحرير:

أخي الكريم البحث غير متوفر لدينا ولم يصلنا سوى الملخص.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب