الأحاديث النبوية في حقوق المرأة (جمعا وتصنيفا ودراسة)

ملخص الرسالة

الأحاديث النبوية في حقوق المرأة (جمعًا وتصنيفا ودراسة)

تناولت هذه الدراسة موضوع الأحاديث النبوية في حقوق المرأة، هادفة إلى تأصيل حقوقها في الشريعة الإسلامية من الحديث النبوي الشريف، وذلك عن طريق جمع الأحاديث النبوية الواردة في كتب السنة النبوية ذات الصلة بهذا الموضوع، مع ترتيبها من أجل سهولة الوصول إليها، وبيان درجة هذه الأحاديث النبوية مع شرح الغريب، وما ترشد إليه في مجال حقوق المرأة.

ومن خلال هذا الجمع والدراسة أمكن التعرف على عدد من حقوق المرأة في هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والتعرف على الصحيح من الأحاديث من غيرها.

لقد توصلت الدراسة إلى نتائج، منها أن الإسلام دين شامل لجميع جوانب الحياة الإنسانية، وموضوع حقوق المرأة واحد من هذه الجوانب، ومنها أن هناك عددًا كبيرا من الأحاديث النبوية اهتمت بحقوق المرأة، وأن أكثر هذه الأحاديث يصل إلى درجة الصحيح، ومنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - امتاز كذلك بأسلوبه الحكيم في معالجة حقوق المرأة سواء من حيث إقراره تلك الحقوق أو من حيث تطبيقها.

مقدمة:

الحمد لله القائل: ﴿ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ ﴾ [النساء: 32]، والصلاة والسلام على رسوله الأمين المبعوث رحمة للعالمين، وآله وصحبه أجمعين.

أما بعد: فحرص الإسلام على حقوق الإنسان الأساسية بصورة عامة، وحقوق المرأة بصورة خاصة، ولم يكتف الإسلام في هذه الحقوق بالمواعظ الأخلاقية، بل جعلها أوامر تشريعية، فأقام النصوص التشريعية اللازمة لضمان تنفيذها، وهذا ما تميز به الإسلام عن النصوص العالمية لحقوق المرأة.

لقد منح الإسلام المرأة كافة الحقوق، مثلها في ذلك مثل الرجل، ولم ينقص من حقها كونها امرأة، حتى أنه نزلت فيها سورة كاملة في القرآن الكريم هي "سورة النساء" وتسمى أيضا "سورة النساء الكبرى"، كما ذكر أن "سورة الطلاق" تسمى "سورة النساء الصغرى". وكذلك في بعض سوره عرض القرآن الكريم الكثير من أحوال المرأة وحقوقها وواجباتها.

هذا بالإضافة إلى الحديث النبوي الشريف الذي رفع شأن المرأة واهتم بحقوقها، كيف لا؟! والسنة النبوية هي شارحة القرآن الكريم.

ولا يزال موضوع السنة النبوية المطهرة محورا للعديد من البحوث والدراسات، ومجالًا لكثير من جهود التأليف والتحقيق والشرح والتلخيص. وإن المسلمين اليوم بحاجة إلى دراسة علمية متعمقة لفهم السنة النبوية، واستلهام منهجها في استئناف مسيرة حضارتنا الإسلامية وبناء معالم طريقها في التشريعات والنظم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

ومن منطلق الإسهام في الدراسة المعاصرة حول السنة النبوية المطهرة، جاء هذا البحث بعنوان "الأحاديث النبوية في حقوق المرأة (جمعًا وتصنيفًا ودراسةً)"، وفيما يلي بيان لأهمية الموضوع وأسباب اختياره، والجهود السابقة في هذا الموضوع، ومنهج البحث، وخطة البحث.

أولًا: أهمية الموضوع وأسباب اختياره:

1- لا شك أن موضوع حقوق المرأة في هذه الأيام له أهمية كبيرة وتدور حوله مؤتمرات وندوات على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، ويسلط الإعلام الضوء بقوة على هذه المسألة، ولعل جذورها تعود لمناهج التفكير في العالم الغربي الذي استطاع بقوة إعلامه أن يجعل فيها قضية، وفي زعمهم أن المسلمين لم يستطيعوا أن يضعوا لها الحل المناسب. من أجل ذلك أحببتُ أن أبين حقوق المرأة في كل أحوالها من خلال الأحاديث النبوية لبيان أن الدين الإسلامي قد أعطى كل ذي حق حقه.

2- لما كان من الصعوبة أن يجد الباحثون الأحاديث النبوية المتعلقة بحقوق المرأة في مؤلف أو مصنف واحد ولا سيما وأن الموضوع متفرق ومتناثر في كتب السنة الكثيرة وبعد دراسة واستشارة أردت أن أقوم بهذا العمل تسهيلًا على الباحثين الرجوع إليها.

3- بيان الصحيح من الأحاديث من غيرها؛ لما في ذلك من الدفاع عن السنة النبوية المطهرة، فلا ينسب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا ما غلب على الظن ثبوته عنه، وعندئذ تتحقق الغاية من هذه النصوص.

4- وتفيد هذه الدراسة كلا من طلبة العلم الشرعي والمهتمين بشؤون المرأة وعامة الناس.

ثانيًا: الجهود السابقة في هذا الموضوع:

لقد ظهر العديد من الكتب التي تتحدث عن حقوق المرأة، وكل هذه الكتب على ما حوته كانت تتناول الموضوع بطريقة فكرية سياسية أو قانونية ودستورية أو مقارنة أو بين الشريعة والقانون، وكانت تذكر بعض الآيات القرآنية وبعض الأحاديث التي لها صلة بالموضوع من قبيل التمثيل والاستشهاد والاستدلال، ولم يكن ذلك من حيث جمع الأحاديث المتعلقة به في موضع واحد، كما فعلتُ في هذه الرسالة.

بالإضافة إلى ذلك، فقد احتوت هذه الكتب الكثير من الأحاديث الضعيفة، وفي هذا البحث سيتم تنقيح هذه الأحاديث، إن شاء الله.

ثالثًا: منهج البحث:

اتبعت في هذه الرسالة المنهج التالي:

1- قمت بجمع الأحاديث النبوية ذات الصلة بحقوق المرأة من الكتب الحديثية المطبوعة.

2- ترتيب هذه الأحاديث وتبويبها تحت عناوين مناسبة حسب الفصول والمباحث.

3- تقديم رواية البخاري أو مسلم على غيرها. وإن لم ترد الرواية عند البخاري ومسلم أو أحدهما، فأختار الرواية الأكمل بين عدة روايات.

4- تقديم الأحاديث الصحيحة، ثم الحسنة، ثم الضعيفة في كل مبحث من مباحث الرسالة.

5- ترقيم الأحاديث بترقيمين: فرقمتُ أولا ترقيما تسلسليا للموضوع الواحد، وأما الترقيم الثاني فهو الترقيم التسلسلي من أول البحث إلى آخره، واستخدام هذه الأرقام في الفهارس والإحالات لسهولة الرجوع إليها.

6- وضع الحديث في أول مبحث يناسبه، وإذا كان الحديث يناسب أكثر من مبحث أشرت إليه في بقية المباحث، بذكر رقمه الذي سبق، دون إعطائه رقمًا جديدًا.

7- جعلت الألفاظ النبوية بين أقواس صغيرة (( )).

8- تخريج الحديث:

‌أ- ذكرت اسم الكتاب والباب ورقم الحديث إن وجد، وإذا لم توجد هذه المعلومات كلها اكتفيت بالمتوفر منها.

‌ب- إذا كان الحديث أخرجه البخاري ومسلم أو أحدهما، اقتصرت على تخريجه من الكتب التسعة، وإلا فإني أخرجه من كتب الصحاح والسنن والمسانيد والمعاجم والمصنفات.

‌ج- بدأت بالتخريج بذكر من أخرج الحديث من أصحاب الكتب التسعة حسب الترتيب التالي: البخاري، مسلم، أبو داود، الترمذي، النسائي، ابن ماجه، أحمد، مالك، الدارمي، وبعد ذلك، التزمت ترتيبا حسب من التزم الصحة في كتابه: ابن خزيمة فابن حبان في صحيحيهما، ثم الحاكم في مستدركه، ثم إذا أخرج الحديث غير هؤلاء من أصحاب المصادر، فقد ذكرتهم مرتَّبين حسب سنة الوفاة لكل واحد منهم.

9- ذكر خلاصة الحكم على الحديث، ويتلخص منهجي في الحكم على الحديث بما يلي:

‌أ- اكتفيت بذكر أقوال العلماء قديما وحديثا في الحكم على الحديث إن اتفقوا.

‌ب- وإن اختلفوا فحاولتُ جاهدًا الترجيح بينها والحكم على الحديث.

‌ج- وكذلك حكمت على الحديث إن لم أجد أحدا حكم عليه علما أن أحكام من هو في مثل سني ومنـزلتي لا زالت في بدايتها.

‌د- عند ورود الحديث في الصحيحين أو أحدهما، فلا حاجة إلى الحكم عليه ودراسة سنده، فهو صحيح باتفاق، واكتفيت بقولي "حديث صحيح".

10- بيان غريب الحديث، معتمدا على كتب غريب الحديث وكتب شرح الحديث والقواميس.

11- ذكرت فقه الحديث في بعض الأحاديث بما يناسبها أو يستفاد منها في الموضوع.

رابعا: خطة البحث:

وقد قسمت البحث إلى مقدمة، وأربعة فصول غير الفصل التمهيدي، وخاتمة، وفهارس عامة على النحو التالي:

أما المقدمة: ففيها بيان أهمية الموضوع وأسباب اختياره، والجهود السابقة فيه، ومنهجي فيه، وخطته.

وأما الفصل التمهيدي: فقد عرضتُ فيه نبذة مختصرة عن حقوق المرأة من حيث تعريف الحق لغة واصطلاحا، ومفهوم حقوق المرأة، ثم تكلمت عن مكانة المرأة عبر التاريخ، وبعد ذلك وضعت جدولا للآيات القرآنية التي تحدثت عن حقوقها.

وأما الفصل الأول: فقد أوردت فيه الأحاديث النبوية في حقوق المرأة الشخصية، وفيه مبحثان:

المبحث الأول: حقوق الزواج:

المطلب الأول: حق اختيار الزوج.

المطلب الثاني: حق الصداق.

المطلب الثالث: حق العشرة بالمعروف.

المطلب الرابع: حق النفقة.

المطلب الخامس: حق القسم والعدل بين الزوجات.

المبحث الثاني: الحقوق المتعلقة بالطلاق.

المطلب الأول: حق مفارقة الزوج.

المطلب الثاني: حق حرية العودة إلى مطلقها.

المطلب الثالث: حق حضانة الأولاد.

وأما الفصل الثاني: فقد أوردت فيه الأحاديث النبوية في حقوق المرأة الاجتماعية، وفيه ثمانية مباحث:

المبحث الأول: حق الحياة.

المبحث الثاني: حق طلب العلم.

المبحث الثالث: حق المشاركة للرجال في ميادين العبادة.

المبحث الرابع: حق المشاركة في الاحتفالات.

المبحث الخامس: حق الخروج للحاجة.

المبحث السادس: المرأة في ممارسة العمل التطوعي الاجتماعي.

المبحث السابع: حق الشهادة.

المبحث الثامن: حق التقاضي.

وأما الفصل الثالث: فقد أوردت فيه الأحاديث النبوية في حقوق المرأة الاقتصادية، وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: حق الميراث.

المبحث الثاني: حق العمل.

المطلب الأول: عمل المرأة في مجال الحرف اليدوية.

المطلب الثاني: عمل المرأة في مجال الطب والتمريض.

المطلب الثالث: عمل المرأة في مجال التعليم.

المطلب الرابع: عمل المرأة في مجال الزراعة ورعاية الغنم.

المطلب الخامس: عمل المرأة في مجال التجارة.

المبحث الثالث: حق تملك المال والتصرف فيه.

وأما الفصل الرابع: فقد أوردتُ فيه الأحاديث النبوية في حقوق المرأة السياسية، وفيه ستة مباحث:

المبحث الأول: حق الدعوة.

المبحث الثاني: حق البيعة.

المبحث الثالث: حق الهجرة واللجوء الديني.

المبحث الرابع: حق الشورى وإبداء الرأي.

المبحث الخامس: حق الجهاد.

المبحث السادس: حق إعطاء الجوار.

الخاتمة:

وفيه أهم النتائج التي توصلتُ إليها في هذا البحث.

ثم قمتُ بوضع الفهارس العامة للرسالة: فهرس للآيات القرآنية، وآخر للأحاديث النبوية، وثالث للمصادر والمراجع.

وختاما، فالله أسأل أن أكون قد وفقت في هذا البحث، وأن يقبل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، إنه سميع مجيب.

الخاتمة:

وفيما يلي أبرز النتائج التي توصلت إليها من خلال البحث:

1- أن الإسلام دين شامل لجميع جوانب الحياة الإنسانية، وموضوع حقوق المرأة واحد من هذه الجوانب.

2- أن هناك عددًا كبيرا من الأحاديث النبوية اهتمت بحقوق المرأة، وأن أكثر هذه الأحاديث يصل إلى درجة الصحيح.

3- امتاز النبي - صلى الله عليه وسلم - كذلك بأسلوبه الحكيم في معالجة حقوق المرأة سواء من حيث إقراره تلك الحقوق أو من حيث تطبيقها.

4- أن الشارع لم يمنع المرأة من العمل ولكن أجازه لها بشروط، منها: أمن الفتنة وألا يشغلها عن حقوق زوجها وأبنائها.

5- النتيجة الإحصائية لخلاصة ما وقع تحت الدراسة من الأحاديث الواردة في حقوق المرأة:

وقد حاولت قدر جهدي جمع كل حديث وارد في الموضوع، ولكن الكمال لله وحده، ولا أدعي العصمة، وأني أرجو من كل من يجد نقصا أو خللا في هذه الأحاديث أن يرشدني إليه مشكورًا.

وأخيرا، أسأل الله أن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم، وأن يجعله في ميزان حسناتي يوم القيامة، وأسأله تعالى أن ينفع بهذا العمل الإسلام والمسلمين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

فهرس المحتويات

Abstract

The Prophetic Hadith Related to Woman’s Rights

(Compilation, Classification and Study)

by:

Haji Erman Bin Haji Abdul Rahman.

Supervisor:

Professor Dr. Sharaf Mahmoud Al- Quda.

This study dealt with the topic of Prophetic Hadith related to woman’s rights with the aim to firmly establish women rights under Islamic Sharia’ based on the honorable Prophetic Hadith through compiling the Prophetic Hadith cited in the Prophetic Sunna books related to this topic. Then by arranging the Prophetic Hadith for easy access thereto and indicating to the degree of such Prophetic Hadith and explaining the odd ones and the guidance emanated from them in the field of woman’s rights.

Through compiling and studying the Prophetic Hadith it has been possible to identify a number of woman’s rights under the Guidance of the Apostle of Allah, may the peace and blessings of Allah be upon him, and to differentiate between the authentic and non-authentic Hadith.

The study reached a number of results, which include that Islam is a comprehensive religion convenient for all aspects of human life. The subject of woman’s rights is one of these aspects. The results also provided that there is a great number of Prophetic Hadith that are concerned with woman’s rights. Most of these Prophetic Hadith are nearly authentic. They further included that the Prophet, may the peace and blessings of Allah be upon him, was distinguished by his prudent style in handling woman’s rights whether in terms of endorsing or implementing these rights.