ملخص الرسالة

لهجة قبيلة عامر بن صعصعة

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة:

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين رسولنا وسيدنا أبي القاسم محمد صلى الله عليه وعلى آله الغر الميامين وصحبه الأبرار إلى يوم الدين وبعد:

فقد بدا واضحًا للباحثين المتخصصين أهمية اللهجات العربية القديمة إذ يمكن بدراستها تعرف الكثير من الظواهر اللغوية التي شاعت في اللغة العربية ورد الكثير من اللهجات المعاصرة إلى جذورها القديمة وتكشف دراسة اللهجات المراحل التاريخية وتأثير البيئة والأزمنة في أصواتها وصرفها ونحوها ومعرفة التطور اللغوي الحاصل فيها.

وغير خاف أيضًا عناية العرب بلغتهم فقد ألف أبناؤها في علومها مما أثراها ومن مظاهر عنايتهم أنهم بحثوا في لهجاتها ولغاتها فوثقوا تلك النصوص وعزوها إلى قائليها بغية اعتمادها مصدرًا من مصادر فقهها يدفعهم إلى ذلك رغبة في فهم النص القرآني ولم يكن الأمر مقتصرًا على القدماء في الاهتمام باللغة.

بل انكب جماعة من المحدثين على دراستها ودراسة علاقتها مع اللهجات الحديثة ورغبة مني في اللحاق بهذا الركب فقد اخترت موضوع لهجة قبيلة عامر بن صعصعة إذ أن هذه القبيلة بطن من بطون قيس التي أخذت منها ومن تميم وأسد وغيرها اللغة العربية الفصحى أما نصوص لهجة قبيلة عامر فكانت نتفًا متناثرة في بطون أمات كتب النحو والصرف وإعراب القرآن والمعاجم اللغوية ودواوين الشعراء والأمثال والنوادر وغيرها فكان على الباحث جمع هذه النصوص ودراستها وبعد أن اجتمع لدي مجموع ضخم من النصوص قمت بدراسته على الوجه الآتي في تمهيد وخمسة فصول وخاتمة:

أما التمهيد فيه طائفة من الأمور التي تلقي الضوء على قبيلة عامر فتناولت نسبها وأشهر بطونها وموطنها في الجاهلية والإسلام، ثم درست ديانتها وحياتها الاجتماعية ومكانتها الأدبية وما عرف عنها من فصاحة.

وفي الفصل الأول تركزت دراستي في ثلاثة مباحث درست في المبحث الأول ما وافق لهجة قبيلة عامر من القراءات القرآنية وفي المبحث الثاني طائفة من الآثار اللهجية التي انعكست في شعر العامريين وفي المبحث الثالث درست ما وافق لهجة قبيلة عامر في أشعار غيرها من القبائل. ودرست في الفصل الثاني المجال الصوتي، فتناولت أولًا الظواهر الصوتية التي تخص الأصوات الصامتة ثم عرضت أصوات المد ودرست بعض الظواهر اللهجية التي تميزت بها لهجة قبيلة عامر.

أما الفصل الثالث فدرست بعض الظواهر اللغوية التي تميزت بها لهجة قبيلة عامر في مجال الصرف فتعرضت إلى أبنية المصادر والقصر والمد والتذكير والتأنيث والتثنية والجمع ودرست فَعَلَ وَأفعَلَ وأبنية الأفعال... أما الفصل الرابع فكان لدراسة المجال النحوي وتضمن بعض الظواهر التي خالفت فيها لهجة قبيلة عامر عن غيرها من القبائل.

وفي الفصل الخامس تناولت في دراستي مجال الدلالة فدرست بعض الظواهر الدلالية منها الترادف والمشترك اللفظي والأضداد وأهملت بعض النصوص وإن عزيت إلى قبيلة عامر لكون معانيها لا تبتعد عن اللغة الفصحى فلم أجد داعيًا لدراستها.

وبعد فقد أفدت فائدة كبيرة من جهود الدارسين في مجال اللهجات أخص بالذكر الدكتور إبراهيم أنيس والدكتور عبده الراجحي والدكتور أحمد علم الدين الجندي والدكتور غالب المطلبي والدكتور علي ناصر.

الخاتمة:

بعون الله تم إنجاز هذه الرسالة، وقد أظهرت الدراسة نتائج عديدة منها:

1. كان للغويين الأوائل اهتمام كبير باللهجات العربية، ويظهر هذا الاهتمام بكثرة المؤلفات أغلبها التي ألفت في هذا الموضوع.

2. اللغة العربية لم تكن تمثلها لهجة قريش وحدها بل تكونت من كثير من اللهجات العربية.

3. كشفت هذه الرسالة وخصوصًا في فصل التمهيد جانب من حياة القبيلة وتحديد مكانتها الأدبية وإسهامها المتميز في أحداث تاريخية مهمة.

4. كشفت هذه الرسالة موقف بعض اللغويين من لهجة قبيلة عامر.

5. أظهرت هذه الرسالة طائفة من الظواهر اللغوية التي تميزت بها قبيلة عامر والتي وافقت بعض القراءات القرآنية.

6. أمكن من هذه الدراسة الوقوف أمام استخلاص ظواهر لهجية من الشعر تميزت بها لهجة قبيلة عامر من خلال أشعار العامريين وغيرهم.

7. كان اللغويون العرب على بينة من العديد من الظواهر اللهجية التي تخص المجال الصوتي والتي أثبت علم اللغة الحديث صواب ما بحثوه.

8. أكدت هذه الدراسة على الارتباط الوثيق بين الأدب العربي وشعره وبين اللهجات مع وجوب الإقرار بارتباط جميع المستويات اللغوية بالأدب العربي والارتباط بين اللهجات والشعر العربي يؤكد أنهما حالة واحدة.

9. من خلال دراسة المجال الصوتي تبين فيه ظواهر لهجية تميزت بها قبيلة عامر أو اشتركت فيها مع غيرها من خلال الظواهر التي تخص المماثلة والمخالفة والإدغام وتحقيق الهمز والكتلة والعنعنة والطمطمانية ومن خلال دراسة أصوات المد ظهر أنها آثرت الاتباع الحركي سعيًا إلى الاقتصاد في الجهد العضلي.

10. اشتراك قبيلة عامر في بعض الظواهر اللهجية مع غيرها من القبائل يؤكد أنها لم تكن بيئة لهجية منعزلة بل إن الجزيرة العربية منطقة واحدة لا تحكم القبائل حدود جحود صماء فكان للعربي حرية الانتقال بين المناطق العربية كيفما يشاء.

11. أن ظاهرة تحقيق الهمز لا يخص لهجة تميم وحدها، بل تشترك معها جل القبائل البدوية ومنها:

قبيلة عامر، وقد جنحت القبائل الحضرية إلى تسهيل الهمز في كلامها، وقد ظهر من خلال دراسة ظاهرة الهمز أن ظاهرة تسهيل الهمز وجدت عند بني عامر.

12. ومن خلال دراسة فصل الصرف أظهرت الدراسة أن هناك ظواهر صرفية وجدت عند بني عامر اختلفت فيها عن الفصحى مثل ما يتعلق في بناء الأفعال والمصادر والتثنية والجمع والنسب والتذكير والتأنيث وغيرها.

13. ومن خلال دراسة فصل النحو تبين أن لهجة قبيلة عامر خالفت العربية الفصحى وفي طائفة من الظواهر منها إعراب العدد المركب في حالة إضافية والزام الملحق. يجمع المذكر السالم الياء في جميع حالاته وإعراب نونه (الجر) بـ (لعل) وذكر ما أوردته كتب اللغة ما عرف عن بني عامر في القسم والدعاء والنفي.

14. مالت لهجة قبيلة عامر إلى استعمال (الذون) بدلًا من الذين ويبدوا أنهم آثروا المعاقبة بين الواو والياء.

15. من خلال الفصل الخامس فقد بينت الدراسة أن لهجة قبيلة عامر أسهمت مع غيرها في تكوين ظواهر دلالية مختلفة كالترادف والشرك اللفظي والأضداد واختصت في استعمال طائفة من الألفاظ في دلالات خاصة لم تألفها العربية الفصحى.

16. من خلال الدراسة تبين أن عنصر التأثر والتأثير كان متفاوتًا بين اللهجات العربية فعلى الرغم من مجاورة قبيلة عامر لبعض القبائل إلا أن اشتراكها مع بعض القبائل كان قليلًا.

17. أظهرت هذه الدراسة بعض الاختلافات اللغوية في القبيلة الواحدة.

كشاف تفصيلي بمحتويات الرسالة