ترجيحات الإمام القرطبي في التفسير من أول سورة الحجر إلى آخر الآية (٨٠) من سورة النحل، جمعا ودراسة موازنة

ملخص الرسالة

ترجيحات الإمام القرطبي في التفسير

من أول سورة الحجر إلى آخر الآية (٨٠) من سورة النحل

جمعًا ودراسةً موازنةً

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

فهذه رسالة علمية لنيل درجة الماجستير من قسم الكتاب والسنة تخصص التفسير وعلوم القرآن، عنوانها: (ترجيحات الإمام القرطبي في التفسير من أول سورة الحجر إلى آخر الآية (٨٠) من سورة النحل، جمعًا ودراسةً موازنةً).

تتكون الرسالة من: مقدمة وتمهيد وقسمين وخاتمة وفهارس.

فالمقدمة: فيها بيان أهمية الموضوع وأسباب اختياره والدراسات السابقة فيه وأبرز الإضافات العلمية التي أضافها البحث، ثم حدود البحث وبيان خطته وبيان المنهج الذي سرت عليه فيه.

والتمهيد: فيه مقدمة عن الترجيح؛ تتناول معناه وفائدته ومتى يكون، ثم ترجمة موجزة عن الإمام القرطبي تتناول حياته الشخصية وحياته العلمية ووفاته.

والقسم الأول من الرسالة: فيه فصلان؛ تناول الفصل الأول منهج القرطبي في تفسيره، وكشف عن منهجه العام في التفسير ثم منهجه التفصيلي الذي تضمن أربعة مطالب: تفسيره القرآن بالمأثور وموقفه من التفسير بالرأي وعنايته ببيان أنواع علوم القرآن وعنايته بالرد على الفرق المخالفة.

وتناول الفصل الثاني طرق الترجيح عند القرطبي في تفسيره، ووسائل الترجيح التي استعملها، مدعمًا كل ذلك بالشواهد من تفسيره.

أما القسم الثاني من الرسالة: فيختص بدراسة المسائل الترجيحية دراسةً موازنةً بأقوال أهل العلم، وذلك في القدر المحدد للدراسة.

ثم الخاتمة: وفيها أهم النتائج، وتوصيات البحث، ثم الفهارس: وهي أحد عشر فهرسًا.

وقد أسفر البحث عن قوة ترجيحات القرطبي، واتباعه الدليل، واجتهاده وعدم تعصبه للمذهب، وتقديمه النقل على العقل.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

Thesis Abstract

This Master Degree thesis, presented to the Department of Qur’an and Sunnah of Umm Ul Qura University, is specialized in the field of Tafseer & Qur’anic Sciences. The title of the thesis is: “the most correct opinions, based on authentic evidence, selected by Imam Al Qurtubi in the Tafseer: starting from the the beginning of Surat Al Hijr to the end of the Aya (verse) 80 of Surat Al Nahl”. Thesis contains: Preface, Introduction, Tow Parts, Conclusion, and Index.

The Preface comprise the significance of the topic, the reason behind choosing it, and the previous studies in similar topics.

Moreover, It covers the new research value that the thesis adds to the research field. The preface demonstrate the boundaries of the topic, the plan, and the methodology of the thesis.

The Introduction begins talking about the meaning of Tarjeeh, in general, which is selecting the most correct opinion, based on authentic evidence, its consequences, and when should it be considered. In addition, a brief Biography of Imam Al Qurtubi is demonstrated showing the major stages of his life.

Part I of the thesis comprise Two Chapters. The first covers the methodology of Imam Qurtubi in Tafseer. Second Chapter handles the methodology He chooses in his Tafseer, and Tarjeeh means, He uses, all done based on exaples of Al Qurtubi work.

Part II is specified in Studying Tarjeeh cases of Imam Al Qurtubi compared with other scholars opinions, while all cases restricted on the thesis boundaries.

The Conclusion presents the most important results and recommendations of the research. At the end of the thesis, eleven Indices are fully arranged. The research demonstrated the strength of Imam Al Qurtubi Tarjeeh Metodology, his full compliance of authentic evidence, and impartiality to his, Maliki, School of thought. He gives more value for authentic evidence than his own opinions and prejudgment.

The researche: mie mohmd alghamdi.

المقدمة

الحمد لله الذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا.. والصلاة والسلام على مَن بعثه ربه بالحق شاهدًا ومبشرا ونذيرًا.. وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا.

وبعد:

فإن كتاب الله العظيم منهِلٌ رويٌّ لكل شارب، ومورِدٌ غنيٌّ لكل طالب، وقف عند حِكَمه الحكماء، واشتغل ببيان أحكامه كبار العلماء، ودارت في فلك علومه مئات المصنَّفات والأجزاء.

ولقد كان علم تفسيره من أشرف علوم الدين، وكان بيانه للناس وظيفة العلماء الربانيين، في كل عصرٍ وحين، فقاموا بواجب هذه الوظيفة خير قيام، وكتبوا في تفسير القرآن وبيانه التفاسير النفيسة العِظام، التي أصبحت بحقٍّ كنزًا من كنوز أمة الإسلام، وتراثًا خالدًا للعلماء والطلاب والعوام.

وإن من أنفس كتب المكتبة الإسلامية في التفسير، وأغزرها علمًا، وأمثلها طريقةً في الترتيب والتأليف، وأميزها منهجًا في التحرير والتصنيف هوكتاب (الجامع لأحكام القرآن، والمبيّن لما تضمَّنه من السنة وآي الفرقان) للإمام أبي عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر القرطبي المتوفى سنة ٦٧١، حيث بسَطَ فيه معاني القرآن الكريم، واعتنى بأحكامه، وطرّزه بذكر القراءات، والإعراب، والشواهد الشعرية، والمباحث اللغوية، والنكت النحوية، ولم يهمل الرد على المبتدعة المخالفِة، حتى جاء تفسيره أشبه بموسوعةٍ علمية، وصدَقَ في وَسْمِه بـ (الجامع).

هذا، وقد وفّق الله له الفضل والمنة قسم الكتاب والسنة في اختيار هذا التفسير العظيم ليكون محور دراسةٍ لطلاب مرحلة الماجستير في مشروعٍ علميٍّ فريدٍ هو:

(ترجيحات الإمام القرطبي في تفسيره جمعًا ودراسةً موازنة)؛ حيث إن للقرطبي - رحمه الله - اجتهاداته الخاصة في ترجيح بعض أقوال أهل العلم على بعض، وله اختياراته العلمية المعتبرة في التفسير، وهذا الجهد والاجتهادات حقيقٌ أن نكشف عنها النقاب بالدراسة والبحث والنظر.

أهمية الموضوع:

من الأمور التي تُبرِز أهمية موضوع دراسة ترجيحات الإمام القرطبي في التفسير ما يلي:

١- أن كتاب (الجامع لأحكام القرآن) يتبوّأ مكانةً علميةً في مكتبة التفسير، بل يعتبر من أمهات كتب التفسير التي لا يُستغنى عنها.

٢- الشهرة العلمية للإمام القرطبي - رحمه الله -؛ تدل عليها كثرة تصانيفه ويشهد بها ثناء العلماء عليه في كتب الطبقات والتراجم.

٣- أن دراسة الترجيحات في التفسير تُكسِب الطالب ملكةً علميةً راسخةً في التعامل مع الأقوال ومناقشة الأدلة، وهوأمرٌ مهم للمتخصص في التفسير؛ حيث يكثر في كتب التفسير إيراد الأقوال وهذا يحتاج إلى تحقيق وترجيح.

وقد كنت أتطلع أن يوفقني المولى عز وجل لكتابة بحث الماجستير في موضوع علميٍّ قيّم، يزداد به علمي، وأنفع به غيري، و(يكون تذكرةً لنفسي وذخيرةً ليوم رمسي)[1] فتنقّلتُ كثيرًا بين عددٍ من الموضوعات في الدراسات القرآنية، واطلعت على الكثير من الكتب والرسائل العلمية، واستخرتُ الله ووضعت حاجتي بين يديه، فوفقني وهوالموفق إلى كل خير إلى اختيار الكتابة في قسمٍ من أقسام مشروع (ترجيحات الإمام القرطبي في تفسيره) الذي اقترحه القسم لطلابه.

أسباب اختيار الموضوع:

وقد دعاني لاختيار هذا الموضوع أسباب عدة، أهمها:

١- المكانة العلمية التي يتمتع بها تفسير الإمام القرطبي؛ بفضل ما احتوى عليه من الفوائد العلمية الغزيرة، ومن الاختيارات والترجيحات التي تخضع للقواعد العلمية في الترجيح، فكان من المفيد لطالب علم التفسير الغوص في أعماق هذا البحر الزاخر، واستخراج درره، والوقوف على منهجية الإمام القرطبي في الترجيح والاختيار.

٢- أن طريقة الموازنة لأقوال أهل العلم في التفسير توسع أفق الباحث، وتنمي فيه ملكةً علمية، وتكسبه مهارةً فنية، يتمكن بواسطتها من التمحيص والتحرير عند القراءة في كتب التفسير، وهذه مزية لا تتوفر في كثير من الموضوعات.

٣- أن موضوع الترجيح ودراسة قواعده من أصول التفسير المهمة للمتخصص، لاسيما إن كانت الدراسة تطبيقية موازنة فإن نفعها يكون حينئذٍ أعظم.

الدراسات السابقة:

بلغ عدد الدراسات السابقة في تفسير الإمام القرطبي (٣٨) دراسة، وهي كالآتي:

أولًا- الرسائل السابقة في مشروع (ترجيحات الإمام القرطبي في التفسير)، وجميعها رسائل ماجستير من جامعة أم القرى، قسم الكتاب والسنة:

١- ترجيحات الإمام القرطبي في التفسير من أول الكتاب إلى الآية (١٨٨) من سورة البقرة، جمعًا ودراسةً موازنة. عبد الله عيدان الزهراني ١٤٢٨ هـ.

٢- ترجيحات الإمام القرطبي في التفسير من أول الآية (١٨٩) من سورة البقرة إلى آخر الآية (١٥٢) من سورة آل عمران، جمعًا ودراسة موازنة. خالد محمد الشهراني. ١٤٢٨ هـ.

٣- ترجيحات الإمام القرطبي من أول الآية (١٥٣) من سورة آل عمران إلى آخر الآية (٤٢) من سورة النساء، جمعًا ودراسة موازنة. عبد الله حسين ساكو. ١٤٣٠ هـ.

٤- ترجيحات الإمام القرطبي في التفسير من الآية (٤٣) من سورة النساء إلى آخر سورة المائدة، جمعًا ودراسة موازنة. مامودومحمد كوما. ١٤٢٩ هـ.

٥- ترجيحات الإمام القرطبي في التفسير من أول سورة الأنعام إلى آخرها، جمعًا ودراسة موازنة. أسماء محمد السلومي. ١٤٢٩ هـ.

٦- ترجيحات الإمام القرطبي في التفسير من أول سورة الاعراف إلى آخر الآية (٤٠) من سورة التوبة، جمعًا ودراسة موازنة. حسين سيد عبد الغفور. ١٤٢٨ هـ.

٧- ترجيحات الإمام القرطبي في التفسير من أول الآية (٤١) من سورة التوبة إلى آخر سورة يونس، جمعًا ودراسة موازنة. خلود سليمان العصيمي. ١٤٣١ هـ.

٨- ترجيحات الإمام القرطبي في التفسير من أول سورة هود الى آخر سورة يوسف، جمعًا ودراسةً موازنة. إيناس بكر هوساوي. ١٤٢٩ هـ.

٩- ترجيحات الإمام القرطبي في التفسير من أول سورة الرعد إلى آخر سورة إبراهيم، جمعًا ودراسة موازنة. فهد زويد مزيد العطري. ١٤٢٨ هـ.

١٠- ترجيحات الإمام القرطبي في التفسير من أول الآية (٨١) من سورة النحل إلى آخر سورة الإسراء، جمعًا ودراسة موازنة. سلوى مصطفى البلوشي.. ١٤٢٩ هـ.

١١- ترجيحات الإمام القرطبي في التفسير من أول سورة الكهف الى آخر الآية (١٥) من سورة مريم، جمعًا ودراسة موازنة. مرام صالح باتوبارة. ١٤٢٩ هـ.

١٢- ترجيحات الإمام القرطبي في التفسير من آية (١٦) سورة مريم إلى الآية (٨٢) من سورة طه، جمعًا ودراسة موازنة.لولوة عبد الله بخيت. ١٤٢٨ هـ.

١٣- ترجيحات الإمام القرطبي في التفسير من أول الآية (٨٣) من سورة طه إلى آخر الآية (٨٨) من سورة الأ بياء، جمعًا ودراسة موازنة. إيمان صالح راجح. ١٤٣٠ هـ.

١٤- ترجيحات الإمام القرطبي في التفسير من أول الآية (٨٩) من سورة الأنبياء إلى آخر سورة الحج جمعًا ودراسة موازنة. هاجد عبد الله العصيمي. ١٤٢٨ هـ.

١٥- ترجيحات الإمام القرطبي في التفسير من أول سورة المؤمنون إلى آخر الآية (١٠) من سورة النور، جمعًا ودراسة موازنة. أميرة أسعد قنق. ١٤٣١ هـ.

١٦- ترجيحات الإمام القرطبي في التفسير من الآية (١١) من سورة النور الى آخر سورة الفرقان، جمعًا ودراسة موازنة. ناهد أحمد باجنيد. ١٤٣٠ هـ.

١٧- ترجيحات الإمام القرطبي في التفسير من أول سورة الشعراء إلى آخر سورة لقمان.سعيد ناصر آل مقبل. ١٤٢٥ هـ.

١٨- ترجيحات الإمام القرطبي في التفسير من أول سورة السجدة إلى نهاية سورة فاطر، جمعًا ودراسة موازنة. ماجد عبد الله شكري. ١٤٢٧ هـ.

١٩- ترجيحات الإمام القرطبي في التفسير من أول سورة يس الى آخر سورة ص، جمعًا ودراسة موازنة. نوال محمد سقطي. ١٤٢٩ هـ.

٢٠- ترجيحات الإمام القرطبي في التفسير من أول سورة الزمر إلى آخر سورة فصلت، جمعًا ودراسة موازنة. ماجد عبد العزيز الحارثي. ١٤٢٩ هـ.

٢١- ترجيحات الإمام القرطبي في التفسير من أول سورة الشورى إلى آخر سورة الدخان، جمعًا ودراسة موازنة. حميدان إبراهيم الصحفي. ١٤٢٨ هـ.

٢٢- ترجيحات الإمام القرطبي في التفسير من أول سورة الجاثية إلى آخر سورة ق، جمعًا ودراسة موازنة. حمدان حميد السلمي. ١٤٢٩ هـ.

٢٣- ترجيحات الإمام القرطبي في التفسير من أول سورة الذاريات إلى نهاية سورة التغابن، جمعًا ودراسة موازنة. أحمد عمر السيد. ١٤٢٨ هـ.

٢٤- ترجيحات الإمام القرطبي في التفسير من أول سورة الطلاق إلى آخر سورة الناس، جمعًا ودراسة موازنة. محمد أحمد بن معيض. ١٤٢٩ هـ.

ثانيا كتب ورسائل علمية أخرى:

١- القرطبي ومنهجه في التفسير. رسالة دكتوراة. محمود حامد زلط القصبي.. جامعة الأزهر. كلية أصول الدين. ١٣٩١ هـ.

٢- القرطبي مفسرًا. رسالة ماجستير. علي سليمان العبيد. كلية أصول الدين.. قسم القرآن وعلومه. جامعة الإمام محمد بن سعود. ١٤٠٢ هـ.

٣- المعنى والإعراب في تفسير القرطبي. رسالة ماجستير. محمد سعد السيد.. كلية الآداب. جامعة الإسكندرية. ١٤٠٩ هـ.

٤- أثر المعنى في توجيه الشاهد النحوي في تفسير القرطبي. رسالة. ماجستير. عبد الله محمد فرج الله. جامعة اليرموك. ١٤١١ هـ.

٥- منهج الإمام القرطبي في أصول الدين. رسالة ماجستير. أحمد عثمان المزيد.. جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. ١٤١٢ هـ.

٦- القرطبي نحويًا من خلال تفسيره الجامع لأحكام القرآن. رسالة. دكتوراة. فاطمة لمحرشي. جامعة الإمارات العربية المتحدة. ١٤١٤ هـ.

٧- ترجيحات القرطبي في الحدود من خلال كتابه الجامع لأحكام القرآن. رسالة دكتوراة. سعدية حامد جمعة المحياوي. كلية التربية بجدة. قسم الدراسات الإسلامية. الرئاسة العامة لتعليم البنات. ١٤١٤ هـ.

٨- الدرس اللغوي في تفسير القرطبي: سورة الفاتحة والبقرة وآل عمران. رسالة دكتوراة. علي زكريا الخواجي. جامعة الإسكندرية.كلية الآداب. ١٤١٧ هـ.

٩- اختيارات الإمام القرطبي الفقهية في العبادات دراسة فقهية مقارنة. رسالة ماجستير. عايض مقبول حمود القرني. المعهد العالي للقضاء. جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. ١٤١٨ هـ.

١٠- اختيارات الإمام القرطبي الفقهية في فقه الأسرة. رسالة ماجستير. عبد الله صالح الطويل. المعهد العالي للقضاء. جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. ١٤١٩ هـ.

١١- الإعراب والاحتجاج للقراءات في تفسير القرطبي. رسالة ماجستير. سيدي عبد القادر محمد الطفيل. كلية الدعوة الإسلامية بليبيا. ١٤١٩ هـ.

١٢- منهج الإمام القرطبي في استنباط الأحكام من خلال تفسيره الجامع لأحكام القرآن. رسالة ماجستير. حارث محمد سلامة العيسى. جامعة آل البيت بالأردن. ١٤٢٠ هـ.

١٣- الآراء الأصولية للإمام القرطبي من خلال تفسيره. رسالة دكتوراة. أحمد عيسى العيسى. كلية الفقه وأصوله. الجامعة الإسلامية ببغداد. ١٤٢٣ هـ.

١٤- الدخيل في تفسير القرطبي، تحقيق ودراسة من أول الكتاب إلى آخر تفسير سورة الكهف. رسالة دكتوراة. أحمد الشحات أحمد موسى. كلية أصول الدين. جامعة الأزهر القاهرة[2].

الإضافات العلمية:

يمكن إجمال أبرز الإضافات العلمية لهذا البحث في الآتي:

١- معرفة الأقوال الراجحة في التفسير، في القَدْر المخصص للدراسة.

٢- الوقوف على منهجية القرطبي في الترجيح، وطرقه التي استعملها.

٣- إبراز السمات العلمية التي تميز بها الإمام القرطبي، كتحري الصواب وترك التقليد، والتجرد من التعصب للمذهب، والعدل مع المعُارِض، والوقوف مع ما يراه أنه الحق. وهذه سمات جديرةٌ أن تُشهَر وتُظهَر لأهل العلم وطلابه.

٤- تحكيما لقواعد الترجيحية لفصل القضاء بين الأقوال المتنازعة في التفسير، والوقوف على دورها في الوصول إلى الحق.

٥- إظهار غزارة علم الإمام القرطبي من خلال ترجيحاته.

حدود البحث:

كما يظهر من عنوان البحث؛ ستكون حدوده (ترجيحات الإمام القرطبي في التفسير من أول سورة الحجر إلى الآية ٨٠ من سورة النحل. جمعًا ودراسةً موازنةً)، مقتصرًا على ترجيحات القرطبي المتعلقة ببيان معنى الآية أو اللفظ منها أو ما له أثر في معناها.

خطة البحث:

يحتوي البحث على الآتي:

المقدمة: وفيها بيان أهمية الموضوع، وأسباب اختياره، والدراسات السابقة، وأبرز الإضافات العلمية، وحدود البحث، ثم بيان خطة البحث.

التمهيد: وفيه:

أولًا- مقدمة في الترجيح:

أ - معنى الترجيح في اللغة والاصطلاح.

ب- فائدة الترجيح.

ت- متى يكون الترجيح.

ثانيًا- ترجمة موجزة للإمام القرطبي:

أ- حياته الشخصية:

• اسمه ونسبه.

• مولده.

• نشأته.

• صفاته وأخلاقه.

ب- حياته العلمية:

• طلبه للعلم.

• مكانته العلمية.

• ثناء العلماء عليه.

• عقيدته ومذهبه الفقهي.

• شيوخه.

• تلاميذه.

• مؤلفاته ونتاجه العلمي.

ت- وفاته.

القسم الأول: منهج الإمام القرطبي في التفسير والترجيح:

وفيه فصلان:

الفصل الأول: منهج الإمام القرطبي في تفسيره:

وفيه مبحثان:

المبحث الأول: المنهج العام لتفسيره.

المبحث الثاني: المنهج الوصفي التفصيلي:

وفيه أربعة مطالب:

المطلب الأول تفسيره القرآن بالمأثور.

وفيه ستة أمور:

الأمر الأول: تفسيره القرآن بالقرآن

الأمر الثاني: تفسيره القرآن بالسنة.

الأمر الثالث: تفسيره القرآن بأقوال الصحابة.

الأمر الرابع: تفسيره القرآن بأقوال التابعين.

الأمر الخامس: عنايته بأسباب النزول.

الأمر السادس: موقفه من الإسرائيليات.

المطلب الثاني موقفه من التفسير بالرأي، وفيه أربعة أمور:

الأمر الأول: تفسيره القرآن باللغة، وعنايته بالإعراب.

الأمر الثاني: عنايته بالأحكام الفقهية.

الأمر الثالث: عنايته بتوجيه القراءات.

الأمر الرابع: عنايته بالاستنباط.

المطلب الثالث عنايته ببيان أنواع علوم القرآن.

المطلب الرابع عنايته بالرد على الفِرَق المخالفة.

الفصل الثاني: منهج القرطبي في الترجيح في التفسير:

وفيه مبحثان:

المبحث الأول- طرق الترجيح عند القرطبي في تفسيره:

وفيه خمسة مطالب:

المطلب الأول: التنصيص على القول الراجح.

المطلب الثاني: التفسير بقول، مع النص على ضعف غيره.

المطلب الثالث: ذكر قول بصيغة الجزم، وذكر بقية الأقوال بصيغة التمريض.

المطلب الرابع: إيراد قول جمهور المفسرين؛ إشارةً إلى موافقتهم.

المطلب الخامس: الاقتصار على ذكر قول أحد المفسرين دون تعقب؛ إشارةً إلى موافقته.

المبحث الثاني وسائل الترجيح عند القرطبي في تفسيره:

وفيه ثمانية مطالب:

المطلب الأول: الترجيح بالنظائر القرآنية.

المطلب الثاني: الترجيح بالحديث النبوي.

المطلب الثالث: الترجيح بأقوال السلف.

المطلب الرابع: الترجيح بأسباب النزول.

المطلب الخامس: الترجيح بالسياق.

المطلب السادس: الترجيح بظاهر القرآن.

المطلب السابع: الترجيح بدلالة الأصل المعتبر في كلام العرب.

المطلب الثامن: الترجيح بدلالة تصريف الكلمة واشتقاقها.

القسم الثاني- دراسة المسائل الترجيحية من أول سورة الحجر إلى آخر الآية (80) من سورة النحل.

أولًا- دراسة المسائل الترجيحية في سورة الحجر.

ثانيًا- دراسة المسائل الترجيحية في سورة النحل من أول السورة إلى آخر الآية (٨٠).

الخاتمة:

وتتضمن أهم النتائج والتوصيات.

الفهارس:

وتتضمن الفهارس الآتية:

١- فهرس الآيات القرآنية.

٢- فهرس الأحاديث المرفوعة.

٣- فهرس الآثار.

٤- فهرس الشواهد الشعرية.

٥- فهرس الأعلام المترجم لهم.

٦- فهرس المصطلحات العلمية المشروحة.

٧- فهرس البلدان والأماكن.

٨- فهرس القبائل والعشائر.

٩- فهرس الفرق والمذاهب.

١٠- فهرس المصادر والمراجع.

١١- فهرس المحتويات.

منهج البحث:

اتّبعتُ في دراسة الترجيحات في البحث المنهج الآتي:

أولًا: استخراج ترجيحات الإمام القرطبي في تفسيره - من الجزء المخصص للدراسة - مرتبةً وفق ترتيب المصحف الشريف.

ثانيًا- دراسة كل مسألة كالآتي:

١- إيراد الآية التي وقع في تفسيرها الترجيح.

٢- ذكر عدد المسائل الترجيحية الواردة في الآية.

٣- تصوير المسألة الترجيحية في عنوان جانبي بارز.

٤- إيراد نص كلام الإمام القرطبي في المسألة كاملًا في الغالب وقد أختصر من كلامه إن كان طويلًا وأقتصر على الموضع المتضمن للترجيح.

٥- استنباط طريقة الترجيح التي وردت في نص الإمام القرطبي.

٦- ذكر عدد الأقوال الواردة في تفسير الآية.

٧- ذكر الأقوال التي فُسرتْ بها الآية مبتدئةً بقول القرطبي ومن وافقه ثم بقية الأقوال حسب الأقوى فالأقل قوة فيما يظهر، مع عرض الأدلة والحجج لكل قول، وقد أُورد ما يدعم القول من نصوص أهل العلم.

٨- دراسة المسألة ومناقشة الأقوال وأدلتها.

٩- بيان القول الذي ظهر لي رجحانه، وإحضار شاهد عدلٍ أو أكثر من قواعد الترجيح المعتمدة؛ للشهادة على صحة الترجيح.

١٠- ختم المسألة بالحكم على ترجيح الإمام القرطبي.

هذا، وقد اعتمدت في الدراسة التطبيقية للمسائل سبعة تفاسير كمراجع ثابتة أرجع إليها في كل مسألة، لما وجدت فيها من تحرير للأقوال، واستيفاء لمسائل الآية في الغالب، واستقلاليةٍ علميةٍ تغني عن النقل والتكرار من التفاسير السابقة، مع تحررٍ تامٍ من التقليد.

هذه التفاسير هي:

١- جامع البيان للطبري.

٢- المحرر الوجيز لابن عطية.

٣- مفاتيح الغيب للرازي.

٤- البحر المحيط لأبي حيان.

٥- تفسير القرآن العظيم لابن كثير.

٦- أضواء البيان للشنقيطي.

٧- التحرير والتنوير لابن عاشور.

هذا مع استفراغ الجهد في الرجوع إلى بقية التفاسير قديمها وحديثها والمراجع المتعلقة بالمسألة المراد دراستها ما استطعت إلى ذلك سبيلًا.

وسرتُ في كتابة البحث على الأسلوب العلمي الآتي:

أولًا- عزو الآيات إلى سورها في القرآن الكريم، بذكر اسم السورة ورقم الآية بعد ذكر الآية مباشرةً؛ رغبةً في عدم إثقال الحواشي.

ثانيًا- توثيق القراءات من مصادرها الأصلية.

ثالثًا- تخريج الأحاديث الشريفة بذكر أشهر من أخرجها من أئمة الحديث، مع ذكر الكتاب والباب ورقم الجزء والصفحة ورقم الحديث إن وُجد، ثم أبيّن درجة الحديث:

أ- فإن كان في الصحيحين أوفي أحدهما اكتفيت بتخريجه منهما أومن أحدهما، ولا حاجة عندئذٍ لذكر درجة الحديث.

ب- وإن لم يكن في أحد الصحيحين ذكرت من أخرجه من أئمة الحديث حسب ما وصل إليه علمي واطلاعي، ثم بيّنت درجة الحديث.

رابعًا- تخريج الآثار التفسيرية بعزوها إلى كتب التفسير الآتية:

• تفسير القرآن لعبد الرزاق الصنعاني.

• جامع البيان في تأويل آي القرآن للطبري.

• تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم.

• الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي.

فإن لم يكن الأثر فيها عزوته إلى من أورده في كتابه، ولم أتطرق للحكم على الآثار في الغالب.

خامسًا- توثيق النصوص المنقولة من مصادرها الأصلية ما أمكن.

سادسًا- الترجمة للأعلام الوارد ذكرهم في صلب الرسالة ترجمةً موجزةً في أول موضعٍ من ورود اسم العلَم، واستثنيت من الأعلام: الرسول والأ بياء عليهم الصلاة والسلام والخلفاء الأربعة رضي الله عنهم، ولا أحيل إلى موضع الترجمة الأولى؛ إيجازًا.

سابعًا- شرح الكلمات الغريبة بالرجوع إلى كتب الغريب والمعاجم التي تناسبها.

ثامنًا- توضيح الألفاظ التي تحتاج إلى تعريف كالمصطلحات العلمية وأسماء الأماكن والقبائل والفِرق من مصادرها المتخصصة، واستثنيت من أسماء الأماكن: مكة والمدينة؛ حيث لا يجهلهما مسلم.

تاسعًا- عزو الأ يات الشعرية إلى قائليها، وتوثيقها من دوواينهم، وإن كان فيها ما يحتاج إلى بيان في اللفظ أوالمعنى بيّنتُه.

عاشرًا- التزام الترتيب الزمني للوفيات عند ذكر عدد من العلماء أو المؤلفات في جملة واحدة، ولم أخالف في ذلك إلا لأمر يقتضيه المقام، أو ذهول وسهو لا يخلومنهما أحد.

أحد عشر- التزمت بالصلاة والسلام على الأنبياء والترضي عن الصحابة، ولم ألتزم بكتابة الترحم على الأعلام من السلف وغيرهم لأن ذلك يطول.

اثنا عشر- ذيَّلت البحث بفهارس كاشفةٍ، وراعيت في ترتيب كل فهرس الطريقة المعتمدة في فهرسة البحث العلمي.

ثلاثة عشر- شكليات البحث:

• نصوص الآيات القرآنية:

أ- فأما الآيات الواردة في صلب البحث: فجعلتها بين قوسين مزهرين هكذا ﴿ ﴾ وكتبتها بالرسم العثماني؛ بخط مصحف المدينة المنورة برواية حفص عن عاصم، وأردفتها باسم السورة ورقم الآية مكتوبًا بخط صغير.

ب- وأما الآيات الواردة في الحواشي: فجعلتها بين علامتي تنصيص، هكذا: " " وكتبتها بالخط المستخدم في كتابة الحاشية.

• نصوص الأحاديث الشريفة:

جعلتها بين قوسين مزدوجين، هكذا (()).

• أقوال العلماء، والألفاظ التي تحتاج إلى إبراز:

جعلتها بين قوسين هلاليين، هكذا: ().

• إذا حذفتُ شيئًا من النص المنقول جعلتُ مكانه نُقَطًا هكذا.....

• إذا كان النص مما يحتاج إلى ضبط بالشكل ضبطتُه بالشكل؛ لئلا تُشكل قراءته.

• التوثيق والعزو:

وضعت آخر النص الذي أريد توثيقه رقمًا لمراجعة الحاشية السفلية، ثم ذكرتُ في الحاشية اسم الكتاب ورقم الجزء والصفحة التي ورد فيهما النص، أما بقية معلومات الكتاب فذكرتها في فهرس المراجع.

هذا، وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعل جهدي في هذا البحث خالصًا لوجهه الكريم، وأن يكتب له القبول.

وبعد شكر الله الكريم المنان أتقدم بوافر الشكر والامتنان إلى كل من كان له عليّ فضل بعد الله تعالى فيما وصلت إليه من إنجاز، وعلى رأس أولئك والديّ الكريمين، اللذان وضعاني على بدايات طريق تعلم القرآن وعلومه منذ مراحل تعليمي الأولى، فجزاهما الله عني خير الجزاء وحفظهما ومتعهما بالصحة والعافية دومًا.

ثم الشكر لزوجي الغالي الذي ذلّل لي الصعاب وحثّني وأعانني كثيرًا في مسيرتي العلمية، فله جزيل الشكر والامتنان.

والشكر موصول لشيخي الفاضل: الأستاذ الدكتور جمال بن مصطفى النجار الذي أكرمني بعلمه وتوجيهاته ونصحه، وأسأل الله أن يبارك فيه وينفع به.

ولمشايخي الكرام: فضيلة الدكتور عبد الودود مقبول حنيف وفضيلة الدكتور صديق أحمد مالك، الذَيْن تفضلا بقبول هذه الرسالة ومناقشتها.

ولجامعة أم القرى شكرا وثناءً، وأخص بعاطر الثناء أستاذاتي ومشايخي في قسم الكتاب والسنة، ولهم مني صادق الدعوات بظهر الغيب.

ولإخواني وأخواتي الحبيبات من الشكر أبلغه وأصدقه، ولجميع الأخوات اللاتي ساندنني بنصح أوخدمةٍ علمية أودعاءٍ أوتشجيع، لهنّ مني الشكرُ والتقديرُ الخالص.

هذا، والله تعالى أعلم العالمِين، وأحكم الحاكمين، سبحانك ربنا لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

الخاتمة

وبعد شكر الله على ما أكرمني به من توفيق لإتمام هذا البحث، أذكر أهم النتائج والتوصيات:

أهم نتائج البحث:

أولًا- إحصائيات البحث:

• عدد المسائل الترجيحية: ٨٣ مسألة.

• عدد المسائل التي وافق ترجيح القرطبي القول الراجح: ٤٦ مسألة.

• عدد المسائل التي قوي فيها ترجيح غيره: ٣٧ مسألة.

• عدد مصادر البحث ومراجعه: ٣٧٧ مرجعًا.

ثانيًا- نتائج القسم النظري:

١. أن القرطبي - رحمه الله - كان يتمتع بسماتٍ أثرتْ في قوة علمه، وفي تلقي تفسيره بالقبول في الأوساط العلمية جيلًا بعد جيل، منها:

• النشأة في بيئة علمية ومجالسة جهابذة العلماء في مختلف الفنون.

• التواضع وطرح التكلف.

• عفة اللسان عن المخالف في الرأي.

• طلب العلم في مرحلة مبكرة من حياته بمنهجية متميزة كان ينتهجها أهل الأندلس ويختصون بها؛ وهي البدء بتعلم القرآن والعربية جنبًا إلى جنب، في حين أن بقية الأمصار يقدمون تعلم القرآن وحده.

٢. أن التفرغ لعمل مع التركيز فيه هو سر جودته وعمقه، فما نجده في تفسير القرطبي - رحمه الله - من الاتساع والعمق مع التحرير وجودة الترتيب وقوة الطرح هو بفضل انعزاله عن الناس وتفرغه للتأليف، وهذا يتكرر في سير العلماء الذين تفرغوا للكتابة والتأليف فأخرجوا مصنفاتٍ قلّ أن يجود غيرهم بمثلها.

٣. أن على طالب العلم المتخصص في علم من العلوم أن يحرص على أمرين:

أ- التفنن في بقية العلوم الأخرى لتحقيق التوازن العلمي المطلوب؛ فالقرطبي - رحمه الله -.

إضافة إلى تصدره في علم التفسيركان محدّثًا فقيهًا أصوليًا مؤرّخًا عالمًا بالقراءات وحروفها، وهذا أضفى على مؤلفاته سمة القوة العلمية والموسوعية.

ب- القيام بدوره الإصلاحي التربوي: والقرطبي أبرز من يقتدى بهم في هذا المجال؛ فقد كان داعيةً مصلحًا، ملأ كتبه بالرد على الصوفية والشيعة والمتكلمين وغيرهم من المبتدعة وأهل الأهواء، إلى جانب مؤلفاته في النصح والوعظ.

ثالثًا- نتائج القسم التطبيقي:

١. استخلاص الأقوال التفسيرية الصحيحة في القدر المخصص للدراسة.

٢. أن أكثر ترجيحات القرطبي جاءت موافقةً للقول الراجح في تفسير الآية، وهذا برهانٌ على تحريه للصواب، واتباع الدليل.

٣. أن للقرطبي - رحمه الله - منهجية علمية فريدة أثرّت في قوة ترجيحاته، منها:

• الاجتهاد وترك التقليد.

• عدم التعصب للمذهب.

• تقديم المأثور على الرأي.

• الجمع بين الرواية والدراية.

• الاستدلال للأقوال ومناقشة الأدلة ونقدها.

• العمل بقواعد الترجيح المعتمدة.

٤. تبيّن بالدراسة أن تفسير القرطبي من التفاسير الموسوعية المحررة، بخلاف ما يُشتهر عنه من كونه تفسيرا فقهيًا فحسب.

٥. أن مما يتميز به تفسير القرطبي - رحمه الله -: دقة الاستنباطات، واستلال بديع الفوائد من الآيات بلطافةٍ نادرة، ولم أجد من أشار إلى هذا من قبل.

٦. أن الوصول إلى القول الراجح في التفسير أمرٌ شاقٌّ في الغالب؛ إذ يحمل المفسر على استفراغ الوسع في حشد الأدلة، ثم بذل الجهد في النظر فيها، وهويستلزم في ذلك كله:

الرويَّة والصبر وطول التأمل، وربما يتعذر مع كل ذلك الوصول إلى القول الراجح، فيتعين سؤال أهل العلم واتخاذ الأسباب المتنوعة للوصول إلى الحق.

رابعًا- نتائج تربوية:

١. أن دراسة الترجيحات العلمية دراسة موازنة مقارنة تصقل ملكة طالب العلم على تحرير الأقوال المختلفة وتمييز أقربها للصواب.

٢. أن لطول ممارسة الطالب لقواعد الترجيح أثرًا في تطوير مهارات التفكير لديه، وتطوير قدرته على التفريق بين المتشابهات، ونقد الأفكار بموضوعية.

٣. أن نقد الأقوال وتحريرها يكسب الطالب مهارة المناظرة ومناقشة الخصم بمنهجيةٍ علميةٍ مؤصلة.

٤. أن على طالب العلم الانفتاح على مصادر المعلومات المتعددة في هذا العصر، فقد توقفتُ في مسألة موضع خروج العسل من النحلة عند قوله تعالى ﴿ يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ ﴾ [النحل: 69] هل هومن فمها أم من أسفلها كتوقف شيخي القرطبي - رحمه الله - قرابة أسبوعين، حتى اهتديتُ للبحث عن أفلام وثائقية في حياة النحل، ورأيتها كيف تخُرج العسل من فيها وتضعه في الخلية، فاستطعت - بفضل الله - الترجيح بناءً على ذلك.

أهم توصيات البحث:

١. أن يولي القائمون على وضع المناهج الدراسية في قسم الكتاب والسنة عنايتهم بوضع منهج لدراسة الترجيح وقواعده وتطبيقه على كتب المفسرين.

٢. أن تخُرج جامعة أم القرى الكنوز العلميةالموجودة في الرسائل العلمية التي عُنيت بدراسة ترجيحات المفسرين إلى النور، وذلك بإحدى طريقتين:

الأولى: جمع ترجيحات كل مفسر وطباعتها في مجلد واحد، ويمكن أن يُسمى الكتاب المستخلص من الرسائل العلمية التي درست ترجيحات القرطبي في التفسير: (الصحيح المختصر من مسائل تفسير الإمام القرطبي) ويُفضل أن يكون هذا مجلدًا مُلحقًا بتفسير القرطبي.

الثانية: جمع الأقوال الراجحة في التفسير من جميع الرسائل التي عنيت بدراسة ترجيحات المفسرين، ثم يُوازن بينها لاستخلاص قولٍ واحدٍ راجحٍ فقط في كل مسألة تفسيرية، ثم تطبع تحت مسمى (التفسير المختصر الصحيح).

هذا، والله تعالى هوأعلم العالمِين، وأحكم الحاكمين سبحانك ربنا لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات..