الوسائل والمقاصد في مسائل الاعتقاد

ملخص الرسالة

الوسائل والمقاصد في مسائل الاعتقاد

المقدمة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

لقد من الله تعالى علينا بنعم لا تحصى: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ [إبراهيم: 34] ومن أعظم هذه النعم كمال الدين وجعلنا مسلمين قال الله تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3].

وحصر الله الهداية والاستقامة في اتباع كتابه والاقتداء بسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - «إني تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا: كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -»[1].

وسلك الصحابة رضي الله عنهم السبيل القويم وساروا على الصراط المستقيم فانقادوا للقرآن والسنة علما وعملا وجمعوا بينهما بفهمهم السليم وإدراكهم بمقاصد الدين بناءً على معاينتهم التنزيل ومشاهدتهم لأسبابه.

ثم سلك سبيلهم التابعون فمن بعدهم بإحسان.

وإن من أهم ما عني به السلف الصالح تحقيق التوحيد، وتحصيل مسائل العقيدة تعلما وتعليما، فما تركوا من أمورها صغيرة ولا كبيرة إلا عرفوا ما فيها؛ لحرصهم الشديد على معرفة ما به يثبت إيمانهم، ويكمل دينهم، ويزيدهم علما ويقينا.

لا جرم أن قوما هذه منزلتهم في العلم والدين حري أن يهتم كل من ابتغى الهدى بطريقهم القويم؛ لكونه على يقين أن مخالفة هداهم زيغ وضلال، فالعصمة من ذلك في اتباعهم وسلوك سبيلهم، ولا يتأتى هذا إلا بالبحث عن أقوالهم، وجمع آرائهم، وتقصي كلامهم وأحوالهم.

وإن منتهى الاجتهاد فهم كلام السلف، ومعرفة مقاصده؛ فإن من تدبر كلامهم يجد أن العبارة المختصرة منه تتضمن أصولا كثيرة، وقواعد يندرج تحتها علم كثير؛ لأنهم لم يكونوا يهتمون بكثرة الكلام وتنميقه والتكلف فيه، بل كان اهتمامهم بقوة المعاني ودقتها، على ما آتاهم الله تعالى من فهم ثاقب، ودرك واسع لمقاصد الشريعة، وما يتعلق بها من وسائل.

وعلموا أن هذا الدين إنما أنزله الله تعالى رحمة للعالمين، وأمرهم بما أمرهم فيه لتحقيق مصالحهم في الدنيا والآخرة، فما من خير ولا بر علمه رسول - صلى الله عليه وسلم - يقربهم إلى الله تعالى، ويبعدهم عن النار إلاّ بينه لأمته أوضح بيان وأمرهم به، وما من شرّ يبعدهم عن الله تعالى ويقربهم إلى النار إلاّ بينه لهم أحسن بيان ونهاهم عنه.

وما شيء أمر الله به عباده، أو أخبرهم به إلاّ وله فيه الحجة البالغة والحكمة النافعة، فلم تكن أوامره سدى، ولا كانت شريعة مجردة عن الحكم والغايات الحميدة، بل كل ما جاء فيما شرعه لنا إلاّ وهو متضمن للحكمة والرحمة والغايات الحسنة الحميدة، مشتمل على المصالح العامة والخاصة في الدنيا والدين.

وما أتعس وأبعده عن الحقّ من توهم أن أوامر الله تعالى وتشريعاته إنما هي مجرد أوامر خالية من الحكمة والمصلحة، ومن غير داع ولا باعث، بل فعله سبحانه عندهم لمحض المشيئة وصرف الإرادة، وينبني ذلك على نفي صفة الحكمة ونحوها من الصفات عن الله تعالى، وبالتالي نفي الإرادة ونحوها عن الله تعالى مما يتعلق بمسائل القدر.

وقد عقدت العزم بعد البحث والمشورة على اختيار بحث لمرحلة العالمية العالية الدكتوراه عنوانه (الوسائل والمقاصد في مسائل الاعتقاد)، بينت فيه كلّ هذه المسائل بتفصيل، وذكرت أهمّ القضايا العقدية المتعلقة بالوسائل والمقاصد سواء أكان ذلك في مسائلها وفروعها، أو في قواعدها وأصولها، معتمدا في ذلك على الكتاب والسنة، وكلام السلف الصالح من هذه الأمة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الناس هذا.

وبإزاء ذلك أشرت إلى أهم ما تعلق به المخالفون في أصولهم وفروعهم أيضا في العقيدة، ورددت ذلك كله إلى أصل الخطأ، وبداية الانحراف الذي انبنت عليه أقوالهم، ثمّ أبطلت ذلك كله بأنواع الأدلة النقلية والعقلية حسب طبيعة البحث من الاختصار مع عدم الإخلال بالمطلوب.

وحاولت جهدي أن أحصي كلّ ما يتعلق بالوسائل والمقاصد من تفصيل وتأصيل، الأمر الذي تطلب جهدا كبيرا للوصول إلى نتائجه؛ فهو عمل غير مسبوق، حيث لا أعلم إلى حدّ الآن أحدا أفرد في الوسائل والمقاصد في العقيدة كتابا ولو مختصرا يمكن البناء عليه، فكان البناء والتأسيس كلّه من جمعي وتقسيمي وترتيبي؛ فأرجو أن يكون قاعدة يبني عليها من كان راغبا في الإتمام والتكميل.

ولعل هذا البحث الذي أقوم به يدخل في سلسلة المشاركة لأولئك الأئمة في ما خلفوا من آثار خالدة بمصنفاتهم وخدمتهم للعقيدة، وأن ينفع الله به، ويجعله خالصا لوجهه الكريم؛ إنه هو وحده المستعان، وهو نعم المولى ونعم النصير.

أسأل الله تعالى التوفيق والسداد والرشاد.

سبب اختيار الموضوع:

إن أهمية دراسة العقيدة وما يتصل بها من مسائل معلومةٌ لدى الخاصة والعامة، ثمّ إن هذه الدراسة قد يكون لها طابع عام، أو طابع تفصيلي، ولا يقل الأول أهمية عن الثاني؛ إذ الأمة كما أنها تحتاج إلى تصور مقاصد هذه العقيدة الصحيحة المستقاة من الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح لهذه الأمة؛ ومعرفة القواعد والمسائل العامة المحددة لضوابطها، كذلك تحتاج إلى مسائلها المفصلة لمعالمها، والمميزة لها عن سائر العقائد الباطلة المنتسبة لسائر الأديان والملل والطوائف والفرق، كما سيأتي بيانه في نقاط في ذكر أهمية الموضوع.

فلما رأيت الأمر على هذا المستوى من الأهمية، ولم أقف فيما بلغه بحثي وعلمي على بحث تعرض لمثل هذا الموضوع إلاّ في إشارات مختصرة عارضة في كلام الأئمة والباحثين من المتقدمين والمتأخرين، كما سيأتي ذكره في الكلام على الدراسات السابقة، جمعت ما تيسر لي من الأبواب والفصول والمباحث التي تعلق بالموضوع بعد استقراء ما أمكنني استقراؤه من نصوص القرآن والسنة، وقراءة عدد كبير من كتب الأئمة في العقيدة وغيرها، حيث كتبت على إثر تصوري للموضوع خطة أرجو أن تكون وافية شاملة لكلياته وجزئياته، غير أني لا أدعي بلوغها الكمال حيث إن ذلك ليس لي ولا لغيري من الباحثين، على أني قد عرضتها على جملة من المشايخ الأفاضل، وقيد فيها ما أبدوا من ملاحظات جزاهم الله تعالى عني خير الجزاء، وجزى الله خيرا كل من شارك في مثل ذلك بإبداء توجيه، أو نصح أو تقويم.

أهمية الموضوع:

إن للوسائل والمقاصد أهمية كبيرة في العقيدة، وسنجمل هذه الأهمية في النقاط التالية:

1- أنها من الأمور المعتبرة في الكتاب والسنة حيث ورد ذكرها وتقريرها والاستدلال بها في غير ما موضع منهما.

2- أنها مما اعتمد عليه السلف الصالح، في استدلالاتهم، وتقريرهم لمسائل الاعتقاد، مما يدعو إلى الاهتمام بأقوالهم في ذلك، واستخراج الضوابط والحدود العلمية المعتبرة في العمل بها.

3- أنها من البحوث التي تكتسي طابع الجدة والأصالة في الوقت نفسه، فهي جديدة باعتبار كونها لم يسبق إفرادها ببحث مستقل في العقيدة في حدود علمي، وهي أصيلة باعتبار أن السلف لم يهملوا الكلام عليها في ثنايا كلامهم في قضايا العقيدة.

4- أنها من القضايا الكلية التي يندرج تحتها كثير من المسائل العامة، والفروع المتعلقة بالعقيدة.

5- أنها من الأصول التي عليها مدار الدين كله؛ إذ لا يخلو من أن يكون ما يتعلق بالدين وسيلة من وسائله موصلة إلى مقصد من مقاصده.

6- أن الموضوع متعلق بالعقيدة التي هي أصل الإسلام وأعظم متعلقات الدين.

7- أنها تصون العقيدة من كلّ ما من شأنه المساس بأصولها والإخلال بجنابها.

8- أنها تسهل فهم العقيدة، وتعطي تصورا كاملا عنها.

9- أن هذه الوسائل والمقاصد تحتاج إلى بيان الضوابط العلمية التي تحكم تطبيقها، والعمل بها.

10- بيان ضرورة معرفة العلاقة بين الوسائل والمقاصد، وتلازمهما وعدم انفكاك أحدهما عن الآخر، مع رجوع كليهما إلى الشرع، لا إلى العقول المجردة، وأهواء النفوس، ومضلات الهوى.

11- أن هذه الوسائل والمقاصد تحتاج إلى بيان حقيقتها من جهة، ومن جهة أخرى بيان الحدود والروابط بينها وبين غيرها من القواعد المتصلة بها، من حيث اعتبارها في مسائل الاعتقاد نفيا وإثباتا، والفروق التي بينها وبين القواعد الأخرى المشابهة لها، أو القريبة منها، مع دراسة التطبيقات الخاطئة لهذه القواعد من المخالفين أو من غيرهم.

12- أن معرفة الوسائل والمقاصد تعتبر من أهمّ القضايا المحصنة من الوقوع في الحوادث والبدع، المانعة من الانسياب في الزيغ والشبهات.

13- جمع كل ما يتعلق بالوسائل والمقاصد من نصوص وقواعد ومسائل وفروع في بحث مفرد يسهل على الباحث النظر فيه، ويقرب الاطلاع على تفاصيله.

الدراسات السابقة:

علم الوسائل والمقاصد ليس من العلوم المحدثة الغريبة، بل هو من أهم العلوم التي دلت عليها نصوص الكتاب والسنة، واهتم بها السلف، وألف العلماء فيها الكتب في الجملة، ولست بصدد دراسة الموضوع من الناحية التاريخية، وإنما الغرض هو ذكر إشارات لبعض المصادر المؤلفة في هذا العلم.

ومن هذه الدراسات: كتاب الإمام الشاطبي المشهور (الموافقات)، و(مقاصد الشريعة الإسلامية) لمحمد الطاهر بن عاشور، و(مقاصد الشريعة ومكارمها) لعلال الفاسي.

ولا يفوتني ذكر (المستصفى) للغزالي، و(قواعد الأحكام في إصلاح الأنام) للعزّ بن عبد السلام؛ فإن الأول أصّل للمقاصد وبين حقيقتها وتقاسيمها، والثاني توسع في بيان حقيقتها وتفاريعها.

ومن البحوث المعاصرة: (نظرية المقاصد عند الإمام الشاطبي) لأحمد الريسوني، و(الشاطبي ومقاصد الشريعة) لحمادي العبيدي، و(المقاصد العامة للإسلام) ليوسف العالم، و(مقاصد الشريعة وعلاقتها بالأدلة) لمحمد بن سعد اليوبي، و(مقاصد الشريعة عند ابن تيمية) ليوسف أحمد محمد البدوي، و(مقاصد الشريعة العامة) لعز الدين الزغيبة، وقواعد الوسائل في الشريعة الإسلامية) لمصطفى بن كرامة الله مخدوم.

وهذه المؤلفات كلّها دراسات في الوسائل والمقاصد باعتبار تعلقها بالفقه وأصوله، على أن في بعضها إشارات عارضة إلى بعض متعلقاتها العقدية، ويكون للتوجه الفكر أو العقدي أثر واضح في تقاريرها.

وأما في باب العقيدة فلم أعثر إلى الآن على بحث مستقل في الوسائل والمقاصد، ولهذا فإن الحاجة كبيرة في الكتابة في هذا الموضوع، سيما عندما نجد كثيرا من طلبة العلم مَنْ يستنكر، فضلا عن أن يستشكل تعلق الوسائل والمقاصد بالعقيدة.

خطة البحث:

ويشتمل البحث على مقدمة، وخمسة أبواب، وخاتمة، وفهارس.

المقدمة: وتتضمن سبب اختيار الموضوع، وأهميته، والدراسات السابقة، وخطة البحث، ومنهجي في البحث.

الباب الأول: حقيقة الوسائل والمقاصد وما يتعلق بها من الأحكام وعلاقتها بالعقيدة ومميزاتها. وفي أربعة فصول.

الفصل الأول: حقيقة الوسائل والمقاصد. وفيه ثلاثة مباحث.

المبحث الأول: تعريف الوسائل والمقاصد.

المبحث الثاني: أدلة اعتبار الوسائل والمقاصد في الشرع.

المبحث الثالث: أهمية معرفة الوسائل والمقاصد.

الفصل الثاني: علاقة الوسائل والمقاصد بالعقيدة ومراتبها. وفيه مبحثان.

المبحث الأول: علاقة الوسائل والمقاصد بالعقيدة.

المبحث الثاني: مراتب الوسائل والمقاصد.

الفصل الثالث: أحكام متعلقة بالوسائل والمقاصد. وفيه خمسة مباحث.

المبحث الأول: الوسائل لها أحكام المقاصد.

المبحث الثاني: مبنى معاملة العبد ربه على المقاصد والنيات.

المبحث الثالث: الألفاظ إنما تراد للدلالة على قصد صاحبها.

المبحث الرابع: المقاصد المعتبرة في الشيء قد لا تكون مقصودة فيه ابتداء.

المبحث الخامس: هل الغاية تبرر الوسيلة.

الفصل الرابع: مميزات الوسائل والمقاصد في العقيدة الصحيحة. وفيه أربعة عشر مبحثا.

المبحث الأول: ملاءمة العقيدة الصحيحة الفطرة.

المبحث الثاني: موافقتها العقل السليم.

المبحث الثالث: تيسيرها للفهم والعمل.

المبحث الرابع: شمولها لجميع الخلق.

المبحث الخامس: إحاطتها بالأحكام.

المبحث السادس: مراعاتها الكليات والجزئيات.

المبحث السابع: حفظها.

المبحث الثامن: اطّرادها.

المبحث التاسع: خلوها من التناقض.

المبحث العاشر: تنزهها عن التعمق والتكلف.

المبحث الحادي عشر: وسطيتها.

المبحث الثاني عشر: تعظيمها في النفوس.

المبحث الثالث عشر: استقامتها وهدايتها وخلوها من الميل والهوى.

المبحث الرابع عشر: مراعاتها اللوازم الفاسدة وقطعها.

الباب الثاني: القواعد المتعلقة بالوسائل والمقاصد وعلاقتها بالعقيدة. وفيه تمهيد وفصلان.

التمهيد: تعريف القاعدة.

الفصل الأول: القواعد المتعلقة بالوسائل وعلاقتها بالعقيدة. وفيه أربعة مباحث.

المبحث الأول: علاقة قاعدة ما لا يتم الواجب إلاّ به فهو واجب بالوسائل في العقيدة.

المبحث الثاني: علاقة قاعدة ما لا يتم ترك الحرام إلاّ به فتركه واجب بالوسائل في العقيدة.

المبحث الثالث: علاقة قاعدة سدّ الذرائع بالوسائل في العقيدة.

المبحث الرابع: علاقة قاعدة الحيل بالوسائل في العقيدة.

الفصل الثاني: القواعد المتعلقة بالمقاصد وعلاقتها بالعقيدة.

المبحث الأول: علاقة قاعدة مراعاة المصالح بالمقاصد في العقيدة.

المبحث الثاني: علاقة قاعدة الاستحسان بالمقاصد في العقيدة.

الباب الثالث: القواعد المتصلة بالوسائل والمقاصد من جهة الفروق وعلاقتها بالعقيدة. وفيه فصلان.

الفصل الأول: القواعد المتصلة بالوسائل من جهة الفروق في العقيدة. وفيه مبحثان.

المبحث الأول: الفرق بين قاعدة الأسباب والوسائل في العقيدة.

المبحث الثاني: الفرق بين قاعدة الاستصحاب والوسائل في العقيدة.

الفصل الثاني: القواعد المتصلة بالمقاصد من جهة الفروق في العقيدة. وفيه أربعة مباحث.

المبحث الأول: الفرق بين قاعدة المآل والمقاصد في العقيدة.

المبحث الثاني: الفرق بين قاعدة الغايات والمقاصد في العقيدة.

المبحث الثالث: الفرق بين قاعدة الحكمة والمقاصد في العقيدة.

المبحث الرابع: الفرق بين قاعدة التعليل والمقاصد في العقيدة.

الباب الرابع: المسائل العامة في العقيدة وعلاقتها بالوسائل والمقاصد. وفيه ثمانية فصول.

الفصل الأول: منهج الشريعة في التلقي والاستدلال.

الفصل الثاني: لزوم الطاعة والاتباع.

الفصل الثالث: منافاة الحوادث والبدع لمقاصد الشريعة.

الفصل الرابع: تصديق شريعتنا للشرائع السابقة.

الفصل الخامس: اقتضاء الشريعة مخالفة الكفار وأهل البدع.

الفصل السادس: الاقتصاد ونبذ الغلو والتقصير.

الفصل السابع: التجرد من الجهل والهوى.

الفصل الثامن: ردّ المتشابه للمحكم والمجمل للمبين.

الباب الخامس: الفروع العقدية المتعلقة بالوسائل والمقاصد. وفيه ثمانية فصول.

الفصل الأول: الفروع العقدية المتعلقة بالوسائل والمقاصد في مسائل الإيمان.

الفصل الثاني: الفروع العقدية المتعلقة بالوسائل والمقاصد في مسائل التوحيد.

الفصل الثالث: الفروع العقدية المتعلقة بالوسائل والمقاصد في الإيمان بالملائكة.

الفصل الرابع: الفروع العقدية المتعلقة بالوسائل والمقاصد في الإيمان بالكتب والأنبياء.

الفصل الخامس: الفروع العقدية المتعلقة بالوسائل والمقاصد في الإيمان باليوم الآخر.

الفصل السادس: الفروع العقدية المتعلقة بالوسائل والمقاصد في الإيمان بالقدر.

الفصل السابع: الفروع العقدية المتعلقة بالوسائل والمقاصد في مسائل الصحابة.

الفصل الثامن: الفروع العقدية المتعلقة بالوسائل والمقاصد في مسائل الخلافة والإمامة.

وختمت البحث بخاتمة موجزة ذكرت فيها أهم النتائج والفوائد التي توصلت إليها في هذا البحث، وأشرت فيه إلى بعض التوصيات التي تحتاج إلى عناية واهتمام من الباحثين.

وذيلته ببعض الفهارس العلمية المناسبة لطبيعة البحث.

الفهارس العلمية:

• فهرس الآيات القرآنية.

• فهرس الأحاديث والآثار.

• فهرس الأعلام.

• فهرس الأماكن.

• فهرس الطوائف والفرق.

• فهرس الألفاظ الغريبة.

• فهرس المصطلحات العلمية.

• فهرس المصادر والمراجع.

• فهرس الموضوعات.

عملي في البحث:

وسأجمل ذلك في النقاط التالية.

1- ذكر حقيقة وحدّ الوسائل والمقاصد، وبيان شمولها للعقيدة - بل هي فيه أولى بالاعتبار - استنادا إلى كلام الأئمة الأعلام.

2- بيان قيمة معرفة الوسائل والمقاصد، وأهمية العمل بها في العقيدة.

3- جمع النصوص الواردة في العمل بالوسائل والمقاصد في العقيدة.

4- ذكر ما أمكن من آثار السلف في العمل بالوسائل والمقاصد في العقيدة.

5- ذكر ما تيسر من كلام الأئمة في ترتيب الأصول والضوابط المتعلقة بالوسائل والمقاصد.

6- تصنيف المسائل والفروع والقواعد المتعلقة بالوسائل والمقاصد إلى أبواب وفصول ومباحث مناسبة للموضوع.

7- دراسة قواعد أخرى لها صلة بالوسائل والمقاصد من حيث تعلقها بالعقيدة، وإبراز هذه الصلة في إطار الجانب العقدي.

8- دراسة القواعد والضوابط والمسائل دراسة علمية بعرض الأدلة المطلوبة، وذكر أقوال الأئمة، وتحريرها مع بيان الحق فيها.

9- عزو الآيات القرآنية إلى مواضعها من المصحف الكريم.

10- تخريج الأحاديث والحكم عليها صحة وضعفا من خلال كلام أهل العلم ما لم تكن في الصحيحين أو أحدهما.

11- تخريج الآثار الموقوفة حسب الإمكان، وقد رمزت لها في الفهارس بحرف (م).

12- التعريف بالأعلام والأماكن.

13- التعريف بالفرق والطوائف.

14- شرح الألفاظ الغريبة، والاصطلاحات العلمية الواردة في البحث.

15- تذييل الرسالة بفهارس مناسبة تسهل على القارئ الوصول إلى مراده بيسر.

شكر وتقدير:

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصاحات، والشكر له أولا وآخرًا على جزيل نعمه، ووافر فضله وكرمه﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ [النحل: 18]، فله العبادة، وله الحمد في الأولى والآخرة، وله الثناء الحسن.

وإن من الآداب الشرعية، والأخلاق المرعية، إعطاء كل ذي حق حقه بالاعتراف بالفضل الجميل، وإضافته لأهله.

ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله تعالى؛ لوالدي الكريمين على كمال تربيتهما ورعايتهما، ودوام توجيههما، وشكري الخالص أيضا لكل القائمين على هذه البلاد المباركة، الذين كانوا على رأس تأسيس هذه المؤسسة العلمية العظيمة الجامعة الإسلامية، وعلى ما يقومون به من خدمة الإسلام والمسلمين، وما يسدون له من النفع العام والخاص، وشكري أيضا لكل القائمين على الجامعة الإسلامية، وأخص بالذكر مشرفي وأستاذي فضيلة الشيخ الدكتور/ عبد الله الغفيلي الذي لم يأل جهدا في أن يقدم لي العون، والتشجيع، والحرص على التوجيهات البناءة القيمة، وشكري أيضا لمناقشيّ الكريمين اللذين تفضلا بقبول مناقشة الرسالة جزاهما الله خيرا، ولا أنسى أن أتقدم بشكري أيضا لكل من أسدى إلي معروفا، وقدم لي عونا في بحثي هذا خاصة، وفي جميع شؤوني العامة والخاصة.

وختاما أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يمن عليّ بفضله وكرمه، وأن يعمني بواسع الرحمة، وأن يتجاوز عن خطئي وزللي، ويرزقني الصدق والإخلاص في القول والعمل، إنه رحيم جواد كريم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

الخاتمة

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبفضله وكرمه تتحقق المقاصد والحاجات، أحمده سبحانه وتعالى حمدا كثيرا على تيسيره، وأشكره على توفيقه، وأثني عليك اللهم الخير كله، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد:

فهذا البحث قد تضمن ما بلغه جهدي من النظر في مقاصد التشريع العلمي والعملي، المتعلق بمسائل الاعتقاد.

ولقد حاولت قصارى جهدي أن يخرج على أحسن وجه وأكمله، مما دعا للبحث في جملة وافرة من المصادر والمراجع في مختلف الفنون، والتوسع والثبات في مجال البحث العلمي. وذلك من أعظم وسائل زيادة العلم، الذي أصله العلم بالله تعالى، وبما أخبر به في كتابه وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، المقتضي زيادة الإيمان في الظاهر والباطن.

وخلاصة الفوائد والنتائج التي توصلت إليها ما يلي:

1- بيان حقيقة الوسائل والمقاصد، وأنها من أهم العلوم المتعلقة بالكتاب والسنة، وأن أصل الوسائل والمقاصد ما تعلق منها بمسائل الاعتقاد، خلافا لمن توهم أنه لا علاقة لها بالعقيدة، بل هي من العلوم المختصة بالتشريع العملي.

2- أصل العلم بالوسائل والمقاصد الكتاب والسنة، فليس أمرا محدثا، بل قواعده وضوابطه مبثوثة في كلام السلف، فلا يكاد يخلو قول من أقوالهم في مسائل الاعتقاد عن تأصيل أو تفصيل لهذا العلم.

3- مقتضى الوسائل والمقاصد جلب المصالح وتكميلها، أو درء المفاسد وتقليلها، بحفظ الدين والدنيا.

4- أهمية بناء الجزئيات على الكليات، والتفصيل على التأصيل، وكمال العلم في ربط العلوم بعضها ببعض.

5- تجاوز العلم بظواهر الأمور وسطحيتها إلى إدراك مقاصدها وغاياتها.

6- تثبيت القلوب، ورسوخها، واطمئنانها وزيادة يقينها بإثبات حكمة الله تعالى، وعلل الأحكام، ومعرفة آثارها وعواقبها.

7- معرفة الوسائل والتزام سبيلها الموصلة إلى مقاصدها السامية سبب الاستقامة، وطريق النجاة.

8- معرفة الوسائل والمقاصد الشرعية الصحيحة عصمة من الفتن والشبهات، ومانع من الانحراف والوقوعِ في الحوادث والبدع.

9- مبنى الشريعة على اتّباع الكتاب والسنة، والانقياد والتسليم المطلق لهما، فهما الدليل الشرعي، والبرهان القطعي. والاهتداء بهدي السلف الصالح الذين نقلوا ألفاظهما، وبينوا معانيهما.

10- انضباط واطراد وثبات منهج السلف في فهم العقيدة وفي عرضها وتقريرها، وخلوه من الاضطراب والتناقض؛ وذلك لأنهم اتخذوا القرآن والسنة لهم منهجا وسبيلا، وقد قال الله تعالى: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82]، وقال سبحانه عن نبيه - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3، 4].

11- أصل البدع والضلال مخالفة الكتاب والسنة، والسير على غير هدي سلف الأمة، والجهل بمقاصد الشريعة، والإعراض عن وسائلها المعتبرة، ومنهجهم قائم على تقديم العقل على النقل، وردّ النصوص أو تحريفها إذا خالفت مقتضى الدليل العقلي.

12- أهم ما دعت إليه الشريعة، بل الأصل الذي انبنت عليه هو توحيد الله تعالى وما يستلزمه من الإيمان بما أخبر الله تعالى به، والتزام الطاعات من الأعمال الظاهرة والباطنة.

13- وإنه لمن أعظم المطالب والآمال استقراء وذكر أقوال السلف المتضمنة بيان الوسائل والمقاصد؛ لا سيما مع توفر المراجع المفردة في ذكر أقوالهم المتعلقة بالعقيدة، مما يسهل الوقوف عليها. وذلك يتطلب بحثا مستقلا.

14- كما أن من القضايا المهمة التي تتطلب إفرادها ببحث مستلق، التوسع في التطبيق العملي لقواعد الوسائل والمقاصد في فروع العقيدة ومسائلها، مع ذكر ما يناقضها من عقائد الفرق والطوائف المخالفة.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك.

فهرس الموضوعات