• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل دكتوراة
علامة باركود

المثال النحوي المعنوي في العربية - دراسة تحليلية تقويمية

كريم عبد حمود الربيعي

نوع الدراسة: PHD resume
البلد: العراق
الجامعة: جامعة بغداد
الكلية: كلية التربية الأولى (ابن رشد)
التخصص: اللغة العربية وآدابها
المشرف: أ.د. نعمة رحيم كريم العزاويّ
العام: 1425هـ - 2004م

تاريخ الإضافة: 3/7/2022 ميلادي - 3/12/1443 هجري

الزيارات: 8130

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

المثال النحوي المعنوي في العربية

دراسة تحليلية تقويمية

 

ملخص الأطروحة باللغة العربية

إن موضوع (المثال النحويّ المصنوع) لم يسبق الباحث إليه أحد من الدارسين، وهذا يدعونا إلى القول إن نتائجه ووصف جوانبه المختلفة واستقصاء جزئياته كانت جديدة.

 

ولأسباب تخص طبيعة الموضوع تحدثت في التمهيد عن الشاهد النحويّ وقد وضح الباحث أن الشاهد النحويّ كان من مستويات مختلفة كما هو معروف لدى الباحثين من المنظوم والمنثور، وقد أكد هذه الحقيقة الذين درسوا أصول الفكر النحويّ فذكروا أن الكلام الذي يحتجّ به في النحو هو (القرآن الكريم والحديث الشريف وما أثر عن العرب من شعر ونثر) وقد رأى الباحث أن هناك نتيجتين ترتبتا على ذلك، الأولى أن كلام هؤلاء كان أقرب إلى الواقع النظريّ، فليس كل ذلك احتج به، فالحديث الشريف أثيرت حوله الشبهات، وامتنع أكثرهم ولاسيما المتقدمون منهم من الاحتجاج به، إلى جانب كون النحو العربي في حقيقته ذا صبغة شعرية فالشعر هو الغالب فيه، ثم إن هؤلاء لم يذكروا المثال النحويّ الذي اعتمد النحاة عليه في تقعيد بعض القواعد وترسيخ بعض المسائل التي لم تثبت بكلام الناطقين، والنتيجة الأخرى أن هذه المستويات بمجموعها ترتب عليها مشكلات، فالقرآن الكريم يمثل لغة الإعجاز ويصل إلى الذروة في فن البيان لذا تعارضت معه أكثر القواعد النحوية التي مثلت الشائع على ألسنة الناس، والشعر هو كذلك يمثل لغة تخضع لبعض القيود التي تدعو الشاعر إلى الانحراف عن القواعد ومن ثم ظهرت قواعد في ضوء هذا الانحراف، واعتمادهم على المثال النحويّ مناهض للبحث العلميّ السليم، فليس من وظيفة العالم والدارس للغة أن يدرس اللغة من أجل ترقيتها أو استحداث قواعد لها، وانما يجب أن يكون موقفه منها موقف الواصف لخصائصها وقوانينها وأنماط جملها وما إلى ذلك.

 

أجمع النحويون واللغويون على أن وظيفة المثال النحويّ إيضاح القواعد وتقريبها إلى أذهان المتعلمين وقد حرصوا على أن يذكروا ذلك في حد المثال النحويّ، وقد حاول الباحث أن يفرق بين المثال النحويّ الذي مصدره الدارسون النحاة والشاهد المصنوع الذي انحدر من عصور الاحتجاج ولكنه لا ينسب إلى أحد من الناس أو انه مما وضعه النحاة أو أحد الرواة، وكذلك فرق الباحث بين المثال النحويّ من جهة والنصوص التي ذكرها بعض النحاة على سبيل (التمثيل) وهي تلك النصوص التي تخطت حدود عصر الاحتجاج كما رأينا ما ينسب إلى أبي نواس وأبي العلاء المعريّ والعباس بن الأحنف.

 

وقد كان للمثال النحويّ مزايا كشفت لنا عن سبب احتفاء النحاة به وميزته من الشواهد ومنها:

1- الإيجاز والاختصار، فقد قصدوا ذلك بغية تقريب القاعدة وتوجيه أذهان المتعلمين إلى الموضع المراد توضيحه.

 

2- المرونة، وقصد الباحث بها قدرة النحويّ على التحكم بهذه الأمثلة وتأليفها على النحو الذي يخدم الفكرة التي يريدها ويصوغها بحسب القاعدة التي يستنبطها، ومن ذلك قدرة المثال على أن يصور اجتماع التوابع كلها في مثال واحد واجتماع العناصر التي تنوب عن الفاعل في جملة واحدة وغير ذلك من الأمثلة التي عرضتها في الفصل الأول من الباب الأول.

 

3- الجانب الفني وأعني به الأخيلة وجمال الصور والتعبير الجاد في المثال وما يظهر به من طلاوة وجمال ومعنى يتصل بمواقف الحياة، ولكن هذه المزية لم تكن في درجة واحدة فأكثر أمثلة المتقدمين نعدم فيها هذه المزية وحاول بعض المتأخرين أن يصوغوا أمثلتهم على وفق هذه الصفة. وإن للمثال عيوبًا ذكرنا منها عيب التكرار والجفاف ورداءة التعبير، وقد حاول الباحث استقصاء أهم الوظائف التي يؤديها المثال النحويّ وأهم العوامل التي ألجأت النحاة إلى التمثيل به، فمن وظائفه بيان الممتنع من القواعد وأنها مما لا يجوز؛ لأنها فقدت شرطًا من شروط الصحة وفارقت الضوابط التي احتذاها المتكلم، فهم يذكرون ضوابط صحة القاعدة وإلى جنبها ما يخرج عنها ليتجنبها المتعلم، ومن وظائفه إيضاح دلالات معجمية من خلال تفسير بعض المصطلحات النحوية بأمثلة مصنوعة وإيضاح دلالة الجمل التي توفرت على عنصر اشترك فيها والتفريق بينها كما في (كان) وأخواتها و(ظنّ) وأخواتها وغيرها. ومن وظائفه إظهار بعض الجوانب المنطقية وأغلب هذه الأمثلة يغلب عليها الجانب العقليّ ولذا اضطروا في أكثرها إلى التمثيل المصنوع؛ لأنها ليس لها شواهد واقعية ولعل أوضح مثال على ذلك ما قرره النحويون في باب الفاعل ووجوب تقديمه على المفعول به خشية اللبس كما في واحد من أمثلتهم المشهورة (ضرب موسى عيسى). أما أهم العوامل التي ألجأتهم إلى استعمال هذه الأمثلة في رأي الباحث فهي:

1- العامل التعليميّ: وهو ما يرجع سببه إلى طبيعة الشاهد النحويّ من جهة وطبيعة المثال النحويّ من جهة أخرى، فالشواهد بمستوياتها المختلفة من قرآن وحديث وشعر وأقوال العرب المأثورة تكون سببًا في (تشتيت) فكر المتعلم لطولها ولما تزخر به من حياة ومعان بخلاف المثال المصنوع الذي يرد بجمل قصار لا يزاد فيها على ما يريد أن يقوله المعلم للمتعلم، ومن هنا فإن الشواهد لا تمكن النحوي من التلاعب بألفاظها ولا تتيح له القدرة على إعادة تأليفها بحسب ما تقتضيه قواعده.

 

2- ومن هذه العوامل (غياب الشاهد النحويّ) وافتقار جملة من المسائل للشاهد الذي يعطيها الشرعية ويجعل منها قواعد واقعية، وقد عرضنا لهذا العامل في الفصل الأول من الباب الثاني، وقد أظهر الباحث أن هذه المسائل اكتسبت شرعيتها من أمثلة النحاة الصناعية لا غير، وأبدى تحفظه إزاءها والدعوة إلى إعادة النظر فيها ومن ثم استبعادها من الدرس النحويّ.

 

3- ومن هذه العوامل (الخضوع للفلسفة التربوية) للدولة وقصدنا بذلك الأمثلة الحديثة التي ترمي إلى:

أ- تنمية عقل الطالب ثقافيًا وتزيد في تجاربه وخبرته بتضمينها حقائق علمية وتاريخية حيوية وبما ينسج حولها من صور عقلية وبما تثيره من شوق التلميذ واهتمامه وما يرتبط منها بتجاربه.

 

ب- اشتمالها على جوانب أخلاقية وعقيدية وما يتصل بالأوطان والمعالم القومية التي يعدُّ غرسها في نفوس المتعلمين من الأهداف المهمة التي تبتغيها العملية التربوية.

 

وعرض الباحث في الفصل الرابع (أقسام الكلام في المثال النحويّ) الاسم والفعل والحرف، وأوضح طريقة استعمال النحاة لهذه الأقسام التي تألف منها المثال وطريقة اختيارهم لها والكشف عن جوانب مهمة فيها وأسباب احتفائهم بهذه العناصر المكونة لها وما يتصل بذلك من مسائل مددنا القول فيها بشكل أفصح عن جزئيات مهمة ونتائج علمية تتناسب والبحث العلميّ ووجهات النظر الحديثة.

 

ومن الجوانب المهمة التي كان للمثال النحويّ علاقة واضحة بها موضوع (التمارين غير العملية) التي وضعها النحويون لاختبار المتعلمين بحسب ما نصَّ على ذلك النحاة أنفسهم واتفقوا عليه، فأوضح الباحث أهم سماتها ومنها الطول ومخالفة الضوابط البلاغية والنحوية، والوقوف على حدِّ هذه الأمثلة في هذه التمارين والأسباب التي دعت النحاة إلى إيجادها وأخيرًا موقف النحويين منها ووجهة النظر اللغوية الحديثة، وتبنى الباحث هذا الموقف على وفق الأسس التي رفضت في ضوئها هذه التمارين. وللقياس النحويّ علاقة بأمثلة النحاة المصنوعة وتتضح هذه العلاقة من جانبين، الأول أنهم قاسوا على شواهد قليلة وأجازوا في ضوئها وجوها معينة أظهرها المثال النحويّ ولم يتجاوز هذا القياس أمثلتهم، والجانب الآخر أنهم قاسوا في بعض الأحيان بلا سماع يركن إليه ومن ثم كان المثال أبرز ما وضح هذا الجانب.

 

وأخيرًا برزت في المثال ظواهر لهجية، فبسبب قدرة النحويّ على تأليف المثال وتحكمه به استطاع المثال أن يتمثل هذه اللهجات ونطوق العرب المختلفة، ولعل من أبرز المشكلات في هذا الموضوع أنهم ضمنوا المثال النحويّ المصنوع من اللهجات ما ليس له واقع فعلي بسبب فقدان الشواهد التي تثبت وجود هذه اللهجات.

 

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

وقع الاختيار على موضوع (المثال النحوي المصنوع في العربية. دراسة تحليلية تقويمية)، بوصفه جزءًا من متطلبات نيل درجة الدكتوراه، وهو موضوع جدير بالدراسة يؤيد ذلك أن عددًا من أساتذة القسم وافقوا عليه وأقروا تسجيله، لقد استقصى الباحث أكثر جوانب الموضوع من جهة، وأبدى تحررًا من النظرة التقليدية عند تحليل المسائل ونقدها وبيان ما يطابق الواقع اللغوي منها وما يخالفه، بل حاول الباحث أن يظهر رأيه في كل مسألة في هذه الدراسة فقد كانت له وقفتان في هذه الدراسة، الأولى تحليلية تصف أجزاء الموضوع ومسائله، والأخرى نقدية تدعو إلى استبعاد كل ما لا يستقيم مع الضوابط النحوية وترى تحرير النحو من مشكلاته التي ظهر بعضها في هذا الموضوع.

 

وبحسب ما أعلم فان هذا الموضوع (جديد) لم يسبق لباحث أن درسه من قبل سوى ما كتبه الدكتور هادي الحمداني في مقال عنوانه (الأمثلة النحوية) جاء في ثلاث صفحات نشرته مجلة الجامعة المستنصرية[1]، وقد أطلعني عليه الأستاذ المشرف، وقد تحدث فيه الحمداني بشكل موجز عن المثال النحوي وطريقة استعمال النحاة إياه وبعض صفاته والجوانب التي استعمل فيها، ومع ذلك لم أغفله في هذه الدراسة، بل أشرت إليه في موضعين أو ثلاثة، وأفدت من بعض عباراته وجمله، ولكن هذه الدراسة هي الأولى في هذا الباب لما اتسمت به من استقصاء الأمثلة، وتحديد وظائفها، والمضامين التي انطوت عليها، ثم نقد هذه الأمثلة وبيان ما فيها من فوائد وعيوب.

 

اقتضت طبيعة الدراسة أن تكون في بابين، الباب الأول للدراسة التحليلية والباب الثاني للدراسة التقويمية، أما الباب الأول فقد اشتمل على خمسة فصول، خصصت الأول منها بالحديث عن (حقيقة المثال النحوي المصنوع) ومددت القول في معنى (المثال) في اللغة والاصطلاح النحوي وبينت حده عند النحاة واللغويين، وكان أقدم مصدر عرفه هو (لسان العرب) وجاء التعريف نفسه في (كشاف اصطلاحات الفنون) للتهانوي وعرفه أحد شراح (الأزهرية في علم العربية) وهناك ذكرت أن النحاة المتقدمين أمثال سيبويه (ت 180هـ) كانوا يدركون حقيقة (المثال) وأنه ليس من كلام العرب وإنما يؤتى به للتوضيح، وورد ذلك في مواطن كثيرة من (الكتاب) كنت قد أشرت إليها.

 

واقتضى تعريفه أيضًا التفريق بين المثال النحوي المصنوع والشاهد المصنوع، وبين المثال النحوي ومصطلح (التمثيل) عند النحاة، وخصصت الفصل الثاني بالحديث عن مزايا المثال النحوي وعيوبه فكان في مبحثين، الأول لمزاياه والآخر لسماته، وقد ذكرت من مزاياه (الإيجاز والاختصار) وذكرت سبب ذلك، و(مرونة المثال) و(الجانب الفني) فيه وأما عيوبه فأبرزها (التكرار والجفاف) و(رداءة التعبير).

 

وخصصت الفصل الثالث بالحديث عن أهم الوظائف التي يؤديها المثال النحوي المصنوع عند النحاة، وأهم العوامل التي ألجأتهم إليه، فكان في مبحثين، الأول (وظائف المثال النحوي المصنوع) وذكرت أبرزها وهي:

1- أمثلة لبيان الممتنع من القواعد.

2- أمثلة لإيضاح دلالات معجمية.

3- أمثلة منطقية.

 

أما المبحث الثاني فهو (عوامل اللجوء إلى المثال النحوي المصنوع) وأهم هذه العوامل:

1- العامل التعليمي.

2- غياب الشاهد النحوي.

3- الخضوع للفلسفة التربوية.

 

أما الفصل الرابع فكان بعنوان (أقسام الكلام في المثال النحوي المصنوع) وأعني بها الاسم والفعل والحرف، فاقتضى أن يكون في ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: (الاسم في المثال النحوي المصنوع).

المبحث الثاني: (الفعل في المثال النحوي المصنوع).

المبحث الثالث: (الحرف في المثال النحوي المصنوع).

 

وقد عرضت فيه لمسائل معينة ولم يشمل البحث كل جوانب الاسم أو الفعل أو الحرف، وإنما كانت الدراسة بقدر ما يتعلق بموضوع المثال.

 

وخصصت الفصل الخامس وهو الأخير من هذا الباب بالحديث عن (مظاهر البيئة العربية في المثال النحوي) فكانت أبرزها ثلاثة مظاهر، جعلت كل مظهر منها في مبحث:

المبحث الأول: (الجانب الاجتماعي في المثال النحوي المصنوع).

المبحث الثاني: (الجانب الديني في المثال النحوي المصنوع).

المبحث الثالث: (الجانب الاقتصادي في المثال النحوي المصنوع).

 

فاللغة تاريخ بل هي أصدق سجل لتاريخ الأمم، فعرضت في هذه الجوانب الثلاثة الجمل والأمثلة التي تحكي طبيعة المجتمع العربي وتؤرخ بعض جوانبه.

 

أما الباب الثاني فهو لدراسة (المثال النحوي المصنوع - دراسة تقويمية) فقد جاء في أربعة فصول، الفصل الأول منها عنوانه (غياب الشاهد وحضور المثال النحوي المصنوع) وهو أهم الفصول في هذه الدراسة، فقد رأى الباحث أن هناك جملة من المسائل افتقرت إلى الشاهد الصالح للدراسة وحضر المثال النحوي عوضًا منه فترتبت على ذلك، نتيجة سيئة تمثلت بظهور قواعد نحوية لا وجود لها وليس لها ما يمنحها شرعية أو يجعلها من واقع اللغة، وقد عرضت لهذه المسائل على نحو موضوعي، وناقشت كل جزء من أجزائها مناقشة علمية بعدما بسطت القول في كل ما يتعلق بها وما أثر فيها من أقوال النحاة واللغويين القدماء والمحدثين.

 

أما الفصل الثاني فقد خصصته لـ(المثال النحوي المصنوع في التمارين غير العملية) وأظن أن هذا الموضوع لم يعرض من قبل في بحث مستقل، فبسطت القول في تعريف هذه التمارين وعرضت سماتها بعد استقرائها، ومن هذه السمات: (الطول) و(مخالفة الضوابط البلاغية) و(مخالفة الضوابط النحوية)، وذكرت أهم الأسباب التي دعت النحاة إلى إيجادها، وموقف النظرة اللغوية الحديثة منها.

 

أما الفصل الثالث فقد خصصته بالحديث عن (القياس والمثال النحوي المصنوع) وبينت فيه تعريف القياس عند النحاة واللغويين وأركانه وذكرت خروج النحاة وعدم التزامهم ركنين مهمين من أركانه وهما:

1- أن يكون المقيس عليه مسموعًا.

2- أن يكون المقيس عليه كثيرًا.

 

وكان الفصل في مبحثين، بينت في الأول منهما أن أكثر قياس النحاة لم يكن في مسموع مطرد وكثير كما اتفقوا هم على ذلك ومن ثم وقف قياسهم عند حدود أمثلتهم، وفي المبحث الثاني بينت أن هناك مسائل ظهرت بفعل القياس بلا سماع ومن ثم برزت الأمثلة واضحة هنا.

 

أما الفصل الرابع والأخير فهو (اللهجات في المثال النحوي المصنوع) فبسبب قدرة النحاة على تأليف هذه الأمثلة استطاعوا أن يظهروا خصائص لهجات العرب ونطوقهم المختلفة في إطار المثال النحوي، وذكرت أبرز مشكلة في هذا الموضوع وهي ظهور لهجات ليس لها ما يؤيدها من كلام العرب.

 

وقد سبق هذين البابين تمهيد تحدثت فيه عن الشاهد النحوي وتعدد مستوياته وما ترتب على ذلك من مشكلات، وقد كان هناك مسوغان لكتابة هذا التمهيد، الأول: أن لموضوع الدراسة (المثال النحوي) علاقة بمصادر الدراسة النحوية ومادتها التي اعتمد عليها النحاة في توضيح القاعدة أو ترسيخها أو إثباتها في بعض الأحيان إلى جانب الشواهد المختلفة، والمسوغ الآخر: أن هذا التمهيد جاء استدراكًا على ما قاله الباحثون في أصول الفكر النحوي ومنهم السيوطيّ (ت 911هـ) في كتابه (الاقتراح في علم أصول النحو) فإنهم حين ذكروا ما يحتج به من كلام العرب ذكروا (القرآن الكريم والحديث الشريف وكلام العرب من المنظوم والمنثور) وفاتهم أن يذكروا هذه الأمثلة التي اعتمد عليها النحاة في مواضع كثيرة من أبواب النحو.

 

أما خاتمة البحث فكانت في محورين، الأول خصصته بذكر نتائج هذه الدراسة التي توصلت إليها، والآخر ذكرت فيه بعض المقترحات التي جاءت على هامش هذه الدراسة، ثم ثبت للمصادر التي استعانها الباحث في هذه الدراسة، وينبغي لي ان أبين ملاحظتين في هذا الموضع:

الأولى تخص المصادر القديمة، فقد تتبعت الموضوع في أقدم الكتب النحوية ككتاب سيبويه ومقدمة خلف الأحمر (ت 180هـ) والمقتضب والأصول وشروح ألفية ابن مالك وغيرها من الكتب النحوية الكثيرة بغية الكشف عن جوانب الموضوع عند المتقدمين وبيان موقفهم من هذه الأمثلة ومتابعة ما طرأ عليها من تغيير وتجديد على مر المراحل التي قطعها المثال النحوي.

 

الأخرى اعتمد الباحث على قسم آخر من المصادر وهي المراجع الحديثة وهذه على قسمين، الأول الكتب النحوية المدرسية الحديثة، وكان الهدف من استعمالها هو بحث هذه الأمثلة موازنة بأمثلة المتقدمين وإظهار أسباب اللجوء إليها والوقوف على الأخطاء التي وقع فيها المتقدمون وتابعهم فيها المحدثون، وكانت أبرز هذه الكتب كتاب (النحو الوافي) لعباس حسن و(النحو المصفى) لمحمد عيد، و(جامع الدروس العربية) لمصطفى الغلاييني، والكتب المدرسية العراقية التي تمثل عقدين من الزمن من سنة 1980م إلى سنة 2000م.

 

والقسم الآخر يخص الدراسات الحديثة التي تناولت القضايا النحوية بالدرس والتحليل والنقد والتي تبنت آراء الدراسات الحديثة التي حاولت تحرير النحو التقليدي مما أثقله من قيود وأغلال وخروج بالظاهرة النحوية عن الواقع العلمي للظاهرة المدروسة.

 

ثم ملخص باللغة الإنجليزية أفصح عن جوانب الدراسة على نحو مختصر ومفيد.

 

وبعد:

فلربما ينتاب من قرأ هذه الدراسة الشك في الطالب الباحث فيتوهم أنه أراد أن يغض جهود النحاة أو أعمالهم، وأعوذ ((بالحق أن يشم مما بسطناه أن نقصد انتقاص جهد من جهود أولينا أو نزدري عملًا من أعمالهم، معاذ الله أن يدور في خلدنا شيء من ذلك، كيف ونحن في ضعاف الساقة وقفاة الاتباع، نباهي بالانضواء إلى أعلامهم، والانتماء إلى خدامهم، وهل استقينا إلا من بحورهم، واقتبسنا إلا من نورهم واقتدينا إلا بهداهم … وهم الذين فجروا ينابيع هذا العلم، وشرعوا شرائعه وأنهجوا سبله، وما برحوا يعالجونه حتى تفتحت لهم أبوابه وذلت لهم عتابه وأذعنت لهم مشكلاته ودانت معضلاته)[2]، وأرجو من الله أن أكون قد وفقت في عملي هذا، وساهمت في خدمة لغة القرآن الشريف ولغة السلف الطيب والصالحين والأولياء وعباقرة الفكر العربي، وأرجو أن تكون هذه الدراسة قد سدت فراغًا في المكتبة العربية، واستغفره من الزلل والتقصير إنه سميع مجيب.

 

الخاتمة

أ- النتائج

إن موضوع (المثال النحويّ المصنوع) لم يسبق الباحث إليه أحد من الدارسين، وهذا يدعونا إلى القول إن نتائجه ووصف جوانبه المختلفة واستقصاء جزئياته كانت جديدة.

 

ولأسباب تخص طبيعة الموضوع تحدثت في التمهيد عن الشاهد النحويّ وقد وضح الباحث أن الشاهد النحويّ كان من مستويات مختلفة كما هو معروف لدى الباحثين من المنظوم والمنثور، وقد أكد هذه الحقيقة الذين درسوا أصول الفكر النحويّ فذكروا أن الكلام الذي يحتجّ به في النحو هو (القرآن الكريم والحديث الشريف وما أثر عن العرب من شعر ونثر) وقد رأى الباحث أن هناك نتيجتين ترتبتا على ذلك، الأولى أن كلام هؤلاء كان أقرب إلى الواقع النظريّ، فليس كل ذلك احتج به، فالحديث الشريف أثيرت حوله الشبهات، وامتنع أكثرهم ولاسيما المتقدمون منهم من الاحتجاج به، إلى جانب كون النحو العربي في حقيقته ذا صبغة شعرية فالشعر هو الغالب فيه، ثم إن هؤلاء لم يذكروا المثال النحويّ الذي اعتمد النحاة عليه في تقعيد بعض القواعد وترسيخ بعض المسائل التي لم تثبت بكلام الناطقين، والنتيجة الأخرى أن هذه المستويات بمجموعها ترتب عليها مشكلات، فالقرآن الكريم يمثل لغة الإعجاز ويصل إلى الذروة في فن البيان لذا تعارضت معه أكثر القواعد النحوية التي مثلت الشائع على ألسنة الناس، والشعر هو كذلك يمثل لغة تخضع لبعض القيود التي تدعو الشاعر إلى الانحراف عن القواعد ومن ثم ظهرت قواعد في ضوء هذا الانحراف، واعتمادهم على المثال النحويّ مناهض للبحث العلميّ السليم، فليس من وظيفة العالم والدارس للغة أن يدرس اللغة من أجل ترقيتها أو استحداث قواعد لها، وانما يجب أن يكون موقفه منها موقف الواصف لخصائصها وقوانينها وأنماط جملها وما إلى ذلك.

 

أجمع النحويون واللغويون على أن وظيفة المثال النحويّ إيضاح القواعد وتقريبها إلى أذهان المتعلمين وقد حرصوا على أن يذكروا ذلك في حد المثال النحويّ، وقد حاول الباحث أن يفرق بين المثال النحويّ الذي مصدره الدارسون النحاة والشاهد المصنوع الذي انحدر من عصور الاحتجاج ولكنه لا ينسب إلى أحد من الناس أو إنه مما وضعه النحاة أو أحد الرواة، وكذلك فرق الباحث بين المثال النحويّ من جهة والنصوص التي ذكرها بعض النحاة على سبيل (التمثيل) وهي تلك النصوص التي تخطت حدود عصر الاحتجاج كما رأينا ما ينسب إلى أبي نواس وأبي العلاء المعريّ والعباس بن الأحنف.

 

وقد كان للمثال النحويّ مزايا كشفت لنا عن سبب احتفاء النحاة به وميزته من الشواهد ومنها:

1- الإيجاز والاختصار، فقد قصدوا ذلك بغية تقريب القاعدة وتوجيه أذهان المتعلمين إلى الموضع المراد توضيحه.

 

2- المرونة، وقصد الباحث بها قدرة النحويّ على التحكم بهذه الأمثلة وتأليفها على النحو الذي يخدم الفكرة التي يريدها ويصوغها بحسب القاعدة التي يستنبطها، ومن ذلك قدرة المثال على أن يصور اجتماع التوابع كلها في مثال واحد واجتماع العناصر التي تنوب عن الفاعل في جملة واحدة وغير ذلك من الأمثلة التي عرضتها في الفصل الأول من الباب الأول.

 

3- الجانب الفني وأعني به الأخيلة وجمال الصور والتعبير الجاد في المثال وما يظهر به من طلاوة وجمال ومعنى يتصل بمواقف الحياة، ولكن هذه المزية لم تكن في درجة واحدة فأكثر أمثلة المتقدمين نعدم فيها هذه المزية وحاول بعض المتأخرين أن يصوغوا أمثلتهم على وفق هذه الصفة. وإن للمثال عيوبًا ذكرنا منها عيب التكرار والجفاف ورداءة التعبير، وقد حاول الباحث استقصاء أهم الوظائف التي يؤديها المثال النحويّ وأهم العوامل التي ألجأت النحاة إلى التمثيل به، فمن وظائفه بيان الممتنع من القواعد وأنها مما لا يجوز؛ لأنها فقدت شرطًا من شروط الصحة وفارقت الضوابط التي احتذاها المتكلم، فهم يذكرون ضوابط صحة القاعدة وإلى جنبها ما يخرج عنها ليتجنبها المتعلم، ومن وظائفه إيضاح دلالات معجمية من خلال تفسير بعض المصطلحات النحوية بأمثلة مصنوعة وإيضاح دلالة الجمل التي توفرت على عنصر اشترك فيها والتفريق بينها كما في (كان) وأخواتها و(ظنّ) وأخواتها وغيرها. ومن وظائفه إظهار بعض الجوانب المنطقية وأغلب هذه الأمثلة يغلب عليها الجانب العقليّ ولذا اضطروا في أكثرها إلى التمثيل المصنوع؛ لأنها ليس لها شواهد واقعية ولعل أوضح مثال على ذلك ما قرره النحويون في باب الفاعل ووجوب تقديمه على المفعول به خشية اللبس كما في واحد من أمثلتهم المشهورة (ضرب موسى عيسى). أما أهم العوامل التي ألجأتهم إلى استعمال هذه الأمثلة في رأي الباحث فهي:

1- العامل التعليميّ: وهو ما يرجع سببه إلى طبيعة الشاهد النحويّ من جهة وطبيعة المثال النحويّ من جهة أخرى، فالشواهد بمستوياتها المختلفة من قرآن وحديث وشعر وأقوال العرب المأثورة تكون سببًا في (تشتيت) فكر المتعلم لطولها ولما تزخر به من حياة ومعان بخلاف المثال المصنوع الذي يرد بجمل قصار لا يزاد فيها على ما يريد أن يقوله المعلم للمتعلم، ومن هنا فإن الشواهد لا تمكن النحوي من التلاعب بألفاظها ولا تتيح له القدرة على إعادة تأليفها بحسب ما تقتضيه قواعده.

 

2- ومن هذه العوامل (غياب الشاهد النحويّ) وافتقار جملة من المسائل للشاهد الذي يعطيها الشرعية ويجعل منها قواعد واقعية، وقد عرضنا لهذا العامل في الفصل الأول من الباب الثاني، وقد أظهر الباحث أن هذه المسائل اكتسبت شرعيتها من أمثلة النحاة الصناعية لا غير، وأبدى تحفظه إزاءها والدعوة إلى إعادة النظر فيها ومن ثم استبعادها من الدرس النحويّ.

 

3- ومن هذه العوامل (الخضوع للفلسفة التربوية) للدولة وقصدنا بذلك الأمثلة الحديثة التي ترمي إلى:

أ- تنمية عقل الطالب ثقافيًا وتزيد في تجاربه وخبرته بتضمينها حقائق علمية وتاريخية حيوية وبما ينسج حولها من صور عقلية وبما تثيره من شوق التلميذ واهتمامه وما يرتبط منها بتجاربه.

 

ب- اشتمالها على جوانب أخلاقية وعقيدية وما يتصل بالأوطان والمعالم القومية التي يعدُّ غرسها في نفوس المتعلمين من الأهداف المهمة التي تبتغيها العملية التربوية.

 

وعرض الباحث في الفصل الرابع (أقسام الكلام في المثال النحويّ) الاسم والفعل والحرف، وأوضح طريقة استعمال النحاة لهذه الأقسام التي تألف منها المثال وطريقة اختيارهم لها والكشف عن جوانب مهمة فيها وأسباب احتفائهم بهذه العناصر المكونة لها وما يتصل بذلك من مسائل مددنا القول فيها بشكل أفصح عن جزئيات مهمة ونتائج علمية تتناسب والبحث العلميّ ووجهات النظر الحديثة.

 

ومن الجوانب المهمة التي كان للمثال النحويّ علاقة واضحة بها موضوع (التمارين غير العملية) التي وضعها النحويون لاختبار المتعلمين بحسب ما نصَّ على ذلك النحاة أنفسهم واتفقوا عليه، فأوضح الباحث أهم سماتها ومنها الطول ومخالفة الضوابط البلاغية والنحوية، والوقوف على حدِّ هذه الأمثلة في هذه التمارين والأسباب التي دعت النحاة إلى إيجادها وأخيرًا موقف النحويين منها ووجهة النظر اللغوية الحديثة، وتبنى الباحث هذا الموقف على وفق الأسس التي رفضت في ضوئها هذه التمارين. وللقياس النحويّ علاقة بأمثلة النحاة المصنوعة وتتضح هذه العلاقة من جانبين، الأول أنهم قاسوا على شواهد قليلة وأجازوا في ضوئها وجوهًا معينة أظهرها المثال النحويّ ولم يتجاوز هذا القياس أمثلتهم، والجانب الآخر أنهم قاسوا في بعض الأحيان بلا سماع يركن إليه ومن ثم كان المثال أبرز ما وضح هذا الجانب.

 

وأخيرا برزت في المثال ظواهر لهجية، فبسبب قدرة النحويّ على تأليف المثال وتحكمه به استطاع المثال أن يتمثل هذه اللهجات ونطوق العرب المختلفة، ولعل من أبرز المشكلات في هذا الموضوع أنهم ضمنوا المثال النحويّ المصنوع من اللهجات ما ليس له واقع فعلي بسبب فقدان الشواهد التي تثبت وجود هذه اللهجات.

 

ب- الاقتراحات:

يعتقد كثير من الباحثين أن النحو العربي يشكو من مشكلات كثيرة بعضها يتعلق بكتب النحو ومناهج النحاة والمادة النحوية وطريقة تبويب موضوعاته وقواعده التي انبثقت من خليط من اللهجات والشواهد التي تعددت مستوياتها، وبسبب ذلك تعرض النحو العربي لهجوم ونقد لاذع ((فقد شنت عليه حملات كان بعضها ظالمًا لا يستند إلى أساس ولا تقدم غير التجريح، وانطوى بعضها الآخر على اقتراحات هي إلى الهدم أقرب منها إلى البناء، في حين أن هناك دعوات لم تهدف إلى النقض أو الهدم، وانما انطوت على اقتراحات جزئية لم تنتظم النحو كله، ولم تعن برسم بديل له، فلم ترق لذلك إلى مستوى المحاولات العلمية الشاملة))[3]، ولكننا يمكننا الإفادة من محاولات جادة وعلمية ظهرت في العصر الحديث بغية النهوض بالنحو وتذليل عقباته وصعوباته، وجعل قواعده ومفرداته أكثر واقعية.

 

ومن خلال عرض هذه الدراسة استطاع الباحث أن يشخص بعض هذه الصعوبات أو ما شاب النحو من مشكلات ومسائل ابتعدت به عن الواقع العلمي ومتطلبات منهج البحث الجاد الذي يصف خصائص هذا النحو ولا يتجاوز ذلك، ومن هنا فان هذه محاولة جادة أقدم بها بعض المقترحات التي تتعلق بهذا الموضوع موضوع (المثال النحويّ المصنوع) وتبدأ هذه المحاولة من مستوى التخصص، فيرى الباحث محاولة إعادة كتابة (شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك) خطوة أولى في تذليل أكثر صعوبات النحو، وهذه الخطوة تقوم على الأسس الآتية:

أولًا: الاقتصار على الشائع والأكثر في لسان العرب، فمن حسن حظ النحو أن النحاة ذكروا في كل باب أولًا الشائع والأكثر والى جنبه المستويات الأخرى، فمن السهولة الوقوف على الشائع والاكتفاء به.

 

ثانيًا: تجريده من الأمثلة الصناعية وما ندَّ عن المستوى الأكثر وانفرد، مما يتصل بمراحل تاريخية لبعض الظواهر النحوية.

 

ثالثًا: الاقتصار على الشواهد بأنواعها المختلفة شرط أن تكون موافقة للشائع.

 

رابعًا: استبعاد كل ما ليس من النحو وجعله أقرب إلى الواقع والاقتصار على المسائل التي هي موجودة بالفعل ولها من الشواهد ما يؤيدها، واستبعاد كل ما لا يفيد منه الدارس كأمثلة التمارين غير العملية.

 

خامسًا: استبعاد كل الظواهر اللهجية منه وشواهد هذه اللهجات التي تتعارض مع قواعد الكثرة، ويمكن تخصيص مادة (اللهجات العربية) للطلبة المتخصصين، تدرس على انفراد لغرض الوقوف على خصائصها ومعرفة ما يمكن الإفادة منه.

 

سادسًا: وندعو إلى طرح الأمثلة النحوية من كتب المدارس الثانوية وإقامة الشواهد الصحيحة الفصيحة عوضًا منها لغرض صقل أذواقهم وتربية ملكاتهم والإفادة من رأي ابن خلدون في ذلك، فقد كان يرى أن كتاب سيبويه قادر على خلق ملكة لسانية لدى المتعلم لكثرة شواهده واشتماله على كلام العرب إلى جانب القوانين النحوية على خلاف كتب المتأخرين التي وقفت عند حدود القوانين المتحجرة الجامدة التي لا تفيد المتعلم شيئًا[4]، ونفيد من مقررات المؤتمر الثقافي العربي الأول لجامعة الأقطار العربية الذي عقد في بيت مري بلبنان عام 1947م الذي أقرَّ في مجال القواعد النحوية والصرفية مقترحات ومنها ((يجب أن يكون تعليم القواعد النحوية في عبارات وموضوعات حيوية تهم التلاميذ وتشوقهم، لا في أمثلة صناعية تؤلف لهذا الغرض …))[5].

 

سابعًا: ويمكن استعمال هذه الأمثلة فقط في تعليم العربية للتلاميذ المبتدئين لتواضع قدراتهم وصعوبة فهم النصوص الفصيحة عليهم وحينذاك فقط يمكن أن نقول إن الغرض من الأمثلة النحوية هو (توضيح القواعد وتقريبها) فإن هذه الوظيفة تكون مناسبة لهؤلاء التلاميذ.

 

Abstract

In the Name of Allah Most Gracious Most Merciful.


The Made Grammatical Example in Arabic Language Analytic and Evaluative Study.


This study treats a side of the Arabic Grammar concerning that sentences which are presented by teachers to their pupils for (explaining the rule) and making it to their minds, and this function of the example which the grammarian agreed of.


But we really find that they take it as a proof for the rule and depend on it to in assuring and driving it instead of taking the real speech of the people who spoke the language.


So we find some grammatical rules unrealistic and not depending on the examples and this is one of the mistakes that committed by Arab grammarians in the Arabic study.


This study falls in two entries, the first was for the analyses study which is based on the describing the subject and explaining its sides, the searcher explained the definition of (The example) in the language and in the grammatical study، because of the subject intitled (the made grammatical example) and not to be mislead the searcher differentiates between it and the made proof which came from the native speakers from the ages of the proof، but it is unknown، thus it means the whole speech of the native speakers from which the later ages came, which are used for exempting but not for proof.


Also we present in this entrance the specifications of the example and its features and its most important feature is the wide range in treating and its figurative feature. In addition to specifications of repetition, drying and bad expressions.


We also present in this study، the functions of the example and its features and the factors that made the grammarians use it and showing its parts، and all the fields that reflected from the example due to its presenting the tongue of a nation and a society of social، religious and economic activities reflected in the speech of the people.


The second entrance is to the evaluation and critical study and it falls in four chapters. The first presents the issues depended on the example with out depending on the proof of the native speakers. The second presents the unpractical exercises which was made by the grammarians to examine students and they are built on these examples.


The third chapter is about the (Evaluation) which was the reason for depending on the grammarians on these examples. The fourth deals with the subject of the accents in the grammatical example, that because of the grammarian’s ability of making these examples, they were able to say that these tribes were speaking it. And this was far dangerous because it may not have real existing.


The searcher has called for this study to present these examples from the books which were specified for teaching students and the books taught in the secondary schools for what is followed this of bad conclusions. And keeping these in the teaching of the primary schools that the pupils are unable to understand these proofs and that their abilities are so little because of the aim behind these is to illustrate and bringing to the mind the rule because this function is more suitable for them than the other.


And thanks be to Allah the God of the worlds.



[1] العدد الثالث. السنة الثالثة 1982 م.

[2] نظرات في اللغة والنحو. طه الراوي: 35. الطبعة الأولى. منشورات المكتبة الأهلية. 1962.

[3] في حركة تجديد النحو وتيسيره في العصر الحديث. د. نعمة رحيم العزاويّ: 52

[4] ينظر. مقدمة ابن خلدون: 560.

[5] مجلة مجمع دمشق: 139 - 157. المجلد (23) سنة 1948م. وينظر. الدراسات اللغوية في العراق. د. عبد الجبار جعفر القزاز: 153. دار الرشيد للنشر. 1981 م.





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • شرح حديث: مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارًا فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • تفسير قوله تعالى: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حديث: الطعام بالطعام مثلا بمثل(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • حديث: لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • حديث: مثل البخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جنتان من حديد(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • تفسير قوله تعالى: {مثلهم كمثل الذي استوقد نارا ...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الكلام على قوله صلى الله عليه وسلم: ( مثلكم ومثل أهل الكتابين )(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب