• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / مواعظ وخواطر وآداب / مدارسة القرآن في رحاب رمضان
علامة باركود

تفسير سورة البقرة .. الآية (185)

تفسير سورة البقرة .. الآية ( 185 )
الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/5/2013 ميلادي - 5/7/1434 هجري

الزيارات: 54269

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير سورة البقرة

الآية (185)


قال تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185].


فيه إعادة لذكر الرخصة بعد تحديد شهر رمضان الشريف الفاضل، وتركيز عظمة منزلته في قلوب المؤمنين، بإنزال القرآن وتعظيم أمر الصوم المفروض، والندب إلى التطوع به، وإن صيام هذا الشهر محتم على القادرين الذين لا رخصة لهم، وإن الرخصة فيه غير محمودة، بل تجشم الصيام خير منها، فبعد هذا كله أعاد ذكر الرخصة لفائدتين:

أحدهما: ألا يتوهم متوهم أن الفطر للمريض والمسافر خير وأولى اعتمادًا على قوله سبحانه: ﴿ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ ﴾ [البقرة: 184]. بل أعاد الأمر بالرخصة للتوكيد، حتى لا يجد المتقي لله حرجًا منها، فقد كان بعض الصحابة رضوان الله عليهم يتحامون من الفطر في السفر مع توكيد الرخصة، حتى إنهم في بعض الأسفار لم يمتثلوا تحرجًا من الإفطار بعد أمر النبي صلى الله عليه وسلم لهم حتى أفطر بنفسه، وسمى الممتنع عن الإفطار عاصيًا؛ كما ورد النص الذي أسلفناه بذلك، فهذا من بعض أسرار التأكيد في هذه الآية.


ثانيهما: لئلا يتوهم متوهم أن الرخصة منسوخة؛ ولهذا جاء بالتأكيد الآخر بقوله تعالى: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ [البقرة: 185] يعني: يريد الله أن ييسر عليكم طريق الوصول إلى طاعته ورضوانه لتفوزوا بنيل ما وعدكم به من صنوف النعيم بجناته، فيسهل شرائعه أحسن تسهيل بحيث لا يجد المسلم المؤمن حرجًا في أدائها، وإذا حصل إثقال بعضها لسبب من العوارض الموجبة سهله تسهيلًا آخر، إما بإسقاطه أو تخفيفه، كما هو مفصل في أبوابه من فقه الأحكام في جميع الكتب المختصة بذلك.


ففي هذه الجملة من الآية الكريمة تعليل لما قبله يتضمن أن الله فيما شرعه من هذه الرخصة في الصيام وغيره مما يشرعه لكم من جميع الأحكام أن يكون دينكم يسرًا كله لا عسر فيه، وفي هذا التعبير القرآني ضرب من الترغيب في إتيان الرخصة، ولا عجب في ذلك فقد ورد الحديث عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((إن الله يحب أن تؤتى رخصة كما يحب أن تؤتى عزائمه))[1].


وفي هذه الآية من بديع التركيب والتعبير ما يشهد بإعجاز القرآن، وأنه منزل من الله على محمد - صلى الله عليه وسلم -، فإن الفاء في قوله (فمن) وقعت جواب الشرط مفصلة لما أجمله الله في قوله ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ ﴾ من وجوب التعظيم المستفاد منه وجوب الصوم على كل مدرك لرمضان من حاضر ومسافر، و(من) هنا لدفع توهم التعميم، أي: فمن كان حاضرًا فليصم، إذ لا يحسن أن يقال: من علم الهلال فليصم، (وشهد) من الشهود، والتركيب يدل على الحضور إما ذاتًا - أي: علمه بنفسه - أو علمًا جاءه خبره كما مضى تفصيله، و(الشهر) للعهد ووضع المظهر موضع المضمر للتعظيم، والمفعول به متروك لعدم تعلق الفرض به، إذ تقدير البلد أو المصر ليس بشيء. ونصب الضمير المتصل في ﴿ فَلْيَصُمْهُ ﴾ على الاتساع؛ لأن صام لازم، والمعنى: فمن حضر في الشهر أو من علم بهلال الشهر وتيقن وهو مقيم غير مسافر فليصم.


ومن الفقه في هذه الآية أن من شك في الهلال لوجود حائل فالصوم لا يجب عليه بل يمنع منه، كما قال الأكثر، أو يباح احتياطًا كما صامه بعض الصحابة، وجوزه النعمان والشيخ ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ونحوهم، وتكرير الرخصة للمريض والمسافر في هذه الأمة للتخصيص ودفع الإيهام، وذلك أن الله لايريد إعنات العباد والإشقاق عليهم بأحكامه، فالآية مشعرة بأفضلية الصيام لمن لم يلحقه مشقة أو عسر في المرض والسفر، ومن يكون الصوم عليه مع الناس أهون وأسهل من كلفة قضائه وقت إفطار الناس بعد رمضان؛ لانتفاء علة الرخصة في حق هذا وذاك، أما من يحصل عليه مشقة فالفطر أفضل في حقه، وكذلك المجاهد الذي يتقوى بفطره على الجهاد المقبل عليه أو الذي هو المتلبس فيه.


وقد حصل في هذا الزمان حاجة جديدة للإفطار، وهي في حق الذين يتدربون على قيادة الطائرات الحربية، ويمنعهم واجب التعليم من الإفطار، فهؤلاء قد حصل لهم فتوى بالإفطار من بعض الجهات الدينية، والأولى أن يقصر الحكم على الحاجة الصحيحة الحاضرة الملحة. فإذا كان التدريب في وقت حرب تحتاج فيه القيادة الإسلامية إلى المزيد من الطيارين المسلمين، أو على تخوف من مباغتة العدو تخوفًا له مبرراته، جاز للمتعلمين الإفطار بالتزام القضاء وقت العطلة أو وقت الأمن والراحة.


أما إذا كان التعليم للاستعداد والاحتياط فيجب على قيادة الطيران أو القيادة الحربية العامة إعفاء الطلاب من التعليم في شهر رمضان تعظيمًا له واحترامًا لفريضة الصوم، وصيانة له من الجناية عليه بإفطار ليس بضروري، ولا يجوز للعلماء التساهل في حقوق الله بجانب ما يسمى حق الوطن أو الشعب أو حق العلم (بفتح اللام)، فإن الله جعل في الصيام تربية روحية عظيمة تفوق على ما يحصل عليه الطالب من التربية المادية أضعاف الأضعاف.


وعلى ولاه المسلمين أن يهتموا بأمورهم الدينية غاية الاهتمام ويؤثروها على الأمور الأخرى، وأن يحترموا أوقات العبادة من صلاة وصيام فيخضعوا لها برامج التعليم مهما كانت، ولا يخضعونها هي لبرامج التعليم، اقتداء بمن ضل سعيهم في الحياة الدنيا، بل يجعلون الدين هو الركيزة الأساسية، والذي له الأولوية في كل شيء، ليحققوا الاستجابة لله، فيتأهلوا لاستمطار نصر الله ومدده.


هذا وينبغي أن يعلم الفرق بين الإرادتين: الإرادة الكونية والإرادة الشرعية، فالإرادة الكونية: هي إرادة القضاء والتكوين، وهذه إرادة لا بد من حصولها في كل مخلوق مربوب لله. أما الإرادة الشرعية: فهي إرادة الأمر والتشريع، ومن هذا الباب قوله تعالى: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ يعني: أن حكمته التشريعية اقتضت تسهيل التكاليف على العباد تيسيرًا لهم لطريق الوصول إليه، فبنى تكاليفه على الحكمة والرحمة ويسرها عليهم وجعل ثواب الحسنة عشر حسنات إلى سبعمائه ضعف إلى أضعاف كثيرة، حسب صدق فاعلها في نشاطه وطيب نفسه وإخلاصه، واستصغاره لما يفعل، واحتقاره، وحسب موقع الفعل: كبرد الماء في الوضوء، وطول الطريق إلى المسجد، وقوة الخشوع في الصلاة، وطول انتظارها، وتجشم الوحل والبرد في سبيلها، وحسب سماحة نفس المتصدق وبعده عن الرياء والسمعة، والمنة في الصدقة، وحسب موقعها من الحاجة في المدفوعة إليه، وحسب شدة البرد أو الحر في الصيام، وطيب نفسه واحتسابه، وحسب طيب نفس الحاج وطهاره ماله من الحرام، وعدم الرفث والأذى، ومبلغ نفعه للمسلمين في حجه، وغير ذلك.


وأما قوله سبحانه تعالى: ﴿ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ فهذا أيضًا من إرادته الشرعية ورحمته بعباده أن بنى شريعته على اليسر المتوصل إليه ولطف بعباده عن التشريع العسير الذي يفظعهم من الوصول إليه أو ينقص من درجاتهم لديه، وهذا كقوله تعالى: ﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ﴾ [الحج: 78]. وقوله: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [البقرة: 286].


وقوله صلى الله عليه وسلم: ((يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا))[2] إلخ.


وقوله تعالى: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ ﴾ بتخفيف الميم على قراءة الأكثرين، أو تشديدها على قراءة عاصم من طريق أبي بكر بن عياش، فالمقصود بها التكميل على القراءتين واللام للتعليل، فهي معطوفة على التعليل السابق المستفاد من قوله تعالى: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ يعني: أن ما حصل من التخفيف عليكم في أمر الصيام هو لأجل أن تكملوا العدة، فمن لم يكملها أداء في وقتها قام بتكميلها قضاء من أيام أخرى، فيكون إكمالكم لها في حالة يسر واطمئنان وانشراح صدر، فتحصلوا على بركة الصيام وخيراته المعنوية من تهذيب النفس وتربيتها بما يزكيها وينفعها، ومن تحصيل الأجور العظيمة عند الله بهذا الأكمال الميسر، ولا يفوتكم شيء من بركاته ولا من أجوره.


وهذه نعمة عظيمة من نعم الله عليكم بتيسير التكليف وتوفيقكم إلى فعله والخروج منه ببراءة ذمة وإحسان في العمل، ولهذا قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ لأن أداء الصوم على ما يقتضيه الشرع - كما أسلفنا تفصيله - يربي على تحقيق الشكر والقيام به.


ومن مبادئ الشكر تكبير الله، ولذا جاءت به الآية قبله في قوله: ﴿ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ﴾ أي: تكبروه بجميع معاني التكبير على ما هداكم للإيمان به، ويسر عليكم شرائع دينه، ووفقكم لطاعته، فإن تيسير التشريع من الله معونة على طاعته، فهي نعمة عظيمة يستحق عليها الشكر الذي من موجباته التكبير الصادق، وهو الذي يصدر من القلب قبل اللسان، وتصدقه الجوارح، وليس التكبير مجرد النطق باللسان من ذكر وحمد وتعظيم، وإنما التكبير المطلوب النافع هو تكبير الله بالحب والتعظيم في القلب، بأن ينحشي من حب الله وتعظيمه، فلا يكون فيه محل ولا فراغ لحب فلان وعلان، ولا يشاركه فيه حب شهوة أو معشوق، بل تقوده محبة الله إلى محبة كل ما يحبه الله من شخص أو عمل، وبغض ما يبغضه الله من شخص أو عمل، والتلذذ بطاعته والتشرف بتنفيذ أوامره، والمسارعة فيما يرضيه، فالتكبير القلبي يتكون منه التكبير العملي، ثم التكبير القولي بالحمد والتسبيح، فيكون لسان المؤمن رطبًا من ذكر الله، وقلبه منطبعًا بتكبير الله تكبير محبة وتعظيم. بحيث لا يرى أحدًا أكبر من الله سبحانه ولا أعظم. وبهذا لا يخشى إلا الله، ولا يرهب من سواه أبدًا مهما كان، فيكون قلبه مصدقًا لما ينطق به لسانه، وبذلك يكون صلبًا في عقيدته، قويًا في إرادته وإلا فما الفائدة من التكبير؟ نعم ما الفائدة من التكبير المقصور على اللسان تقليدًا موروثًا؟ ينبغي للمسلمين أن يكبروا تكبيرًا قلبيًا صحيحًا تنفجر به طاقاتهم في العمل المرضي لله من حمل رسالته وتوزيع هدايته، وبذل النفس والنفيس للدفع برسالة الله إلى الإمام بصدق وإخلاص، وطهارة قلوب وجوارح.


وهنالك يصعقون عدوهم بالتكبير، ويزلزلونه في حصونه، فيقيمون حكم الله في جميع أصقاع الأرض، بدلًا من حالتهم التعيسة الآن، وعليهم أن يراعوا أمانة الله حق رعايتها، وألا يبدلوا نعمة الرسالة كفرًا بالانصراف عنها إلى غيرها من المبادئ الأرضية والمذاهب المادية.


فقوله تعالى: ﴿ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ تعليل آخر لحكمة الصيام والتخفيف فيه؛ لأن أداءه على الوجه المطلوب خير حافز على الشكر العملي الذي هو القيام بواجب الرسالة بعد التمسك بحقيقة الهداية، وقد سبق أن لفظة (لعل) للترجي الذي لا يكون إلا فيما جرت أسبابه، وحيث إن أداء الصيام على حقيقته المطلوبة يصقل القلوب، ويهذب النفوس، ويقوي فيها الإرادة وصدق العزيمة، جاء طلب الشكر من الصائمين بهذه الصيغة.


ولهذا جاء الأسلوب القرآني بهذا التعبير للإشارة إلى أن هذا المطلوب بمنزلة المرجو لقوة الأسباب المتآخذة في حصوله. ففي آخر هذه الآية نوع من اللف لطيف المسلك قل من يهتدي إليه، ولهذا قال بعضهم عن الواو: إنها زائدة.


والحاصل أن الشكر المطلوب منا هو الشكر العملي أو الشكر الكامل، وهو الواجب الصحيح، كما قدمنا من أنه يكون بالقلب والجوارح جميعها واللسان، ويكاد الشكر أن يكون هو الدين كله، كما قال تعالى: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 152] فشكر الله له أعظم المساس بأصل الأصول وأكبرها إلى أصغر الفروع وأدقها، إذ إن أصل الشكر وقوامه تجريد التوحيد لله بإخلاص المحبة، والتعظيم الموجب لطاعته، وتعظيم شعائره، وإقامة حدوده، وتنفيذ شريعته، وحصر الحاكمية له باعتباره الإله الملك المطاع، ووصفه بصفات الكمال، وتنزيهه عن مشابهة خلقه في أي صفة وميلاد وعدم التقدم عليه وعلى رسوله بأي رأي أو تشريع، وحصر الحب والموالاة له وفي سبيله، والبغض والمعاداة من أجله، تحقيقًا لمحبته ومرضاته، وجعل الأولوية في الحب لله ورسوله على المحبوبات الثمانية من الآباء والأبناء والأزواج والإخوان والعشيرة والأموال والتجارة والأوطان؛ لأن من كان حبه لشيء من ذلك فوق حب الله ورسوله انصرف قلبه إليها وكان عمله لها ومجهوده في سبيلها، فيكون مشركًا في العمل لغير الله، غير شاكر له، لأنه قد جعل ما فضله في المحبة من هذه الأصناف وليًا من دون الله يحب من أجله ما شاء، ولو كان عدوًا لله كالنصارى واليهود وأنواع الملاحدة ويواليهم على حساب دين الله، كما يعادي ما شاء ولو من المسلمين أولياء الله، ويكون بذله ومجهوده الحربي من أجل أحد هذه الأصناف المنصوص عليها في الآية (24) من سورة التوبة، فما أبعده عن الشكر، وأما في الفروع فيكون متبعًا لهواه في أي شأن من شئون حياته، فإذا لم يكتسب الشكر من أداء الصوم كان مفلسًا والعياذ بالله.



[1] الحديث روي عن جمع من الصحابة - رضي الله عنه -، فمنهم ابن عمر - رضي الله عنه -، وأخرج حديثه ابن حبان [3568]، والبيهقي بالسنن [3/140][5199، 5200، 5210]، وفي الشعب [3889]، [3890]، والهيثمي في موارد الظمآن [914].

وأما حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - فأخرجه ابن حبان [354] والطبراني في الكبير [11880، 11881] وأشار إلى هذه الرواية البيهقي في السنن في الموضع السابق الإشارة إليه. وأما حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - فأخرجه الطبراني في الكبير [10030]، وفي الأوسط [2581]، والعقيلي في الضعفاء: [1791]، وقال: معمر بن عبد الله الأنصاري، عن شعبة لا يتابع على رفع حديثه، ثم قال بعد روايته للحديث: والموقوف أولى.

وأما حديث عائشة - رضي الله عنها - فأخرجه أبو يعلى بمعجمه: [154]، وابن عدي في الكامل، والقضاعي في مسند الشهاب: [1079].

[2] أخرجه البخاري، كتاب: الأدب، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - يسروا ولا تعسروا، [6124] ومسلم [1734].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير سورة البقرة .. الآيات (183 : 184) (1)
  • تفسير سورة البقرة .. الآيات (183 : 184) (2)
  • تفسير سورة البقرة .. الآيات (183 : 184) (3)
  • تفسير سورة البقرة .. الآيات (183 : 184) (4)
  • تفسير سورة البقرة .. الآيات (183 : 184) (5)
  • تفسير سورة البقرة .. الآيات (183 : 184) (6)
  • تفسير سورة البقرة .. الآيات (183 : 184) (7)
  • تفسير سورة البقرة .. الآيات (183: 184) (8)
  • تفسير سورة البقرة .. الآية (186) (1)
  • تفسير سورة البقرة .. الآية (187) (1)

مختارات من الشبكة

  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (135 - 152) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (102 - 134) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (65 - 101) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (1 - 40) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (40 - 64) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الفتوحات الربانية في تفسير الآيات القرآنية: تفسير الآيتين (6-7) من سورة البقرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الفتوحات الربانية في تفسير الآيات القرآنية: سورة البقرة الآيات (1-5)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة تفسير بعض من سورة البقرة ثم تفسير سورة يس(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مقدمة بين يدي تفسير سورة البقرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تدريبات على الشدة مع التنوين بالضم(مقالة - حضارة الكلمة)

 


تعليقات الزوار
1- merci
nada hanine - maroc 15-11-2013 02:58 PM

شكرا جزيلا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب