• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / العيد سنن وآداب / خطب
علامة باركود

خطبة عيد الأضحى 1442هـ

خطبة عيد الأضحى  1442هـ
د. أمير بن محمد المدري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/7/2021 ميلادي - 7/12/1442 هجري

الزيارات: 16737

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة عيد الأضحى 1442هـ

 

الحمد لله الرؤوف الرحيم، البر الجواد الكريم، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك العظيم، له الأسماء الحسنى، والصفات العليا، والإحسان العميم، وله الرحمة الواسعة، والحكمة الشاملة، وهو العليم الحكيم، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الذي قال الله فيه: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4]، اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى آله وأصحابه، الذين هُدُوا إلى الحق وإلى طريق مستقيم، أما بعد:

فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى، اتقوا ربكم عباد الله، والزَموا التقوى حتى يأتيكم الموت: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

اتقوا ربكم، فتقوى الله سببٌ لمحبةِ الله لكم والله يحب المتقين.

 

اتقوا اللهَ في سركم وعلانيتكم، في الرضا والغضب، في كل الأحوال، فبتقوَى الله تصلح الأعمالُ وتُغفَر الذنوب ويحصُل الثوابُ العظيم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

اتقوا ربكم، وتزودوا لمعادِكم، فخير زادٍ للمعاد زادُ التقوى، ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197] ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.

 

عباد الله، يومكم هذا يومٌ عظيم، هو يوم النحر فاذكروا الله كثيرًا وكبروه واشكروه على ما هداكم وجعلكم من أمة خير الأنام.

 

عباد الله، أخطر أمراض تواجه الإنسان خمسة: الشرك - الغفلة - الشح - الشهوة المحرمة - الكبر.

 

أمراض خمسة تُدمر الإنسان، وقد تُدخله النار وبئس القرار، هذه الأمراض ما علاجها، كيف القضاء عليها؟

العلاج جلي وواضح وهو في تحقيق أركان الإسلام الخمسة.

 

المرض الأول: الشرك وعلاجه تحقيق الركن الأول شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.

 

الشرك هو الذنب الذي لا يُغفر، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 48]، فالمشرك لا تُرجَى له المغفرة؛ لأن الله نفى عنه المغفرة.

 

والشرك عباد الله: نوعان شركٌ أكبر، وهو أن يتخذ العبد من دون الله أندادًا، قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ [المائدة: 72].

 

وشركٌ أصغر قد نقع فيه عباد الله: وهو أخفى من دبيب النمل قال صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس، اتقوا هذا الشرك؛ فإنه أخفى من دبيب النمل، قيل: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل؟ قال: قولوا اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئًا نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه»؛ [صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 36].

 

الشرك عباد الله أظلم الظلم، وهو أكبر الكبائر؛ لأنه منافيًا لما خلق الله تعالى من أجله الناس، وأمرهم به فهو أكبر الكبائر.

 

إذا كان الله هو الذي خلقك ورزقك وعافاك وأعطاك، فمن العدل الواجب أن يكون معبودك، وإليه ترجع في الرغبة والرهبة، فمن أظلم ممن سوى المخلوق الناقص الفقير بالرب الغني الكامل القدير.

 

وللناس عباد الله دواوين ثلاثة: ديوان لا يغفره الله، وهو الإشراك بالله؛ يقول الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 48]، وديوان لا يتركه الله وهو ظلم العباد فيما بينهم حتى يقتص بعضهم من بعض، وديوان لا يعبأ الله به؛ ظلم العباد فيما بينهم وبين الله، فذاك إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء تجاوز عنه؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13].

 

وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومصطفاه وخليله ورسوله وأعظم أنبيائه؛ قال الله له محذرًا من الوقوع في الشرك: ﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الزمر: 65]، فإذا كان رسول الله وخليله ومصطفاه متوعدًا بحبوط العمل حين الشرك، فكيف بمن عداه؟!

 

وقال النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يقول الله تعالى: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك؛ فمن عمل عملًا، فأشرك فيه غيري، فأنا منه بريء، وهُوَ للذي أشرك»؛ [رواه مسلم].

 

أخي الحبيب إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، لا تعظِّم غير الله: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32].

 

لا تتوكل على أحدٍ غير الله؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 3].

 

لا تذبح لغير الله، لا تحلف بغير الله، وكم نرى ونسمع من يقول: يا علياه يا نبياه فيدعو من دون الله عباد مثله؛ قال تعالى: ﴿ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ ﴾ [فاطر: 13]، ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [الأعراف: 194].

 

وكم نرى من يذهب إلى المنجمين والمشعوذين أو يتصل بهم؛ قال صلى الله عليه وسلم: «من أتى عرافًا فسأله عن شيء لم تُقبل له صلاة أربعين يومًا»؛ [رواه مسلم في صحيحه].

 

وأخرج أهل السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم»؛ [أخرجه أحمد وصححه الألباني].

 

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

 

المرض الثاني: الغفلة: نسيان ذكر الله والانهماك في الدنيا، ونسيان الآخرة وعلاج هذا المرض: الصلاة في أوقاتها.

 

قال تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ ﴾ [الأعراف: 205].

 

الغفلة أعظم مرض أُصبنا به.

 

غفلة عن صلاتنا، غفلة في صلاتنا، غفلة عن قراءة القرآن، وغفلة في قراءة القران وغير ذلك.

 

عباد الله: الصلاة الصلاة، فإنها عماد الإسلام، وناهية عن الفحشاء والآثام، وهي العهد بين العبد وربه، من حفظها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، وأول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة هي الصلاة، فإن قُبِلت قُبلت وسائر العمل، وإن رُدت رُدت وسائر العمل.

 

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

 

المرض الثالث: الشح وعلاجه في الركن الثالث الزكاة.

 

وصدق الله القائل: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 103].

 

﴿ هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ﴾ [محمد: 38].

 

الكريم قريبٌ من الناس قريبٌ من الله قريبٌ من الجنة بعيدٌ من النار، والبخيل بعيدٌ من الناس بعيدٌ من الله بعيدٌ عن الجنة قريبٌ من النار، وقَدْ رَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَن النبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «شَر مَا أُعْطِيَ الْعَبْدُ شُح هَالِعٌ، وجُبْنٌ خَالِعٌ»؛ [صحيح الجامع: «1289»].

 

عباد الله، في هذا اليوم صلوا أرحامكم فاليوم صلة الأحياء قبل الأموات، فمن وصل رحمه وصله الله ومن قطع رحمه قطعه الله.

 

المرض الرابع: الشهوة المحرمة ما علاجها؟ الركن الرابع الصوم وصدق النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال: «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء»؛ [متفق عليه]، فإلى كل أبٍ وعاقل أن يتقوا الله في المغالاة في المهور، والإسراف في حفلات الزواج؛ فإنها آفة تُدمر المجتمع وليتقوا الله آباء البنات، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «إذا جاءكم من ترضون من ترضون دينه وخلقه، فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير»؛ [رواه الترمذي، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة: «102»]، لم يقل «وظيفته ورتبته» ولا «منصبه ونسبه»، إنما قال: «من ترضون دينه وخلقه».

 

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

 

المرض الخامس: الكبر وعلاجه: في الركن الخامس الحج إلى بيت الله الحرام.

 

فالحج يربي المسلم على التواضع بداية من خلع كل ثيابه وارتداء ثياب تشبه الكفن، والطواف والسعي والوقوف بعرفات، والمبيت بمزدلفة، والصبر على أذى بعض الحجاج، قال تعالى: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197].

 

أسأل الله أن يمن علينا جميعًا بتحقيق التقوى، وأن يجعلنا ممن استمسك بالعروة الوثقى، أقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم.

 

الخُطبة الثانية

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.

 

الحمد لله الواحد الأحد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، أحمد ربي وأشكره على نعمه وآلائه التي لا تحصى ولا تُعد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الإله الصمد، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى سنن الرشد، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه ذوي الفضل والسؤدد، أما بعد:

فعبد الله، خمسة لا تُصاحبهم ولا تودهم وكن منهم على حذر، فالمؤمن يُحشر مع من أحب ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 67].

 

الأول: الكذاب فالكاذب يُقرب البعيد ويبعد القريب، فالمؤمن قد يتصف بالصفات كلها إلا الكذب، فالكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار، كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119].

 

والصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة.

 

الثاني: لا تصاحب البخيل لأنه يمنعك ماله وأنت أحوج ما تكون إليه.

 

الثالث: لا تصاحب الفاسق لأنه يبيعك بأكلة وربما أقل منها.

 

الفاسق الذي لا يعرف الله, الفاسق الذي لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا.

 

الرابع: لا تصاحب العاق لوالديه وقاطع الرحم؛ لأنه من لم يكن فيه خيرٌ لأهله لا يكن فيه خيرٌ لك، وقاطع الرحم ملعون في القرآن ثلاث مرات؛ قالت عالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد: 23].

 

ولقد جاء رجل فقال: يا رسول الله، إن لي قرابةً أصلهم ويقطعوني، وأُحسن إليهم ويسيئون إليَّ، وأحلُم عنهم ويجهلون علي، قال صلى الله عليه وسلم: «لئن كنت كما قلتَ فكأنما تُسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك»؛ [أخرجه البخاري في البر: «2558» من حديث أبي هريرة]، قال النووي: «كأنما تطعمهم الرماد الحار، بل ينالهم الإثم العظيم في قطيعته، وإدخالهم الأذى عليه».

 

الخامس: الأحمق لا تصاحبه فإنه يريد أن ينفعك فيضرك.

لكل داءٍ دواءٌ يُستطب بـه  *** إلا الحماقة أعيت من يداويهــــا


الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

 

عبد الله، عُد في هذا اليوم المبارك إلى بيتك من طريق آخر، لتشهد لك الأرض يوم القيامة ولتُظهر عزة المسلمين، ولتلقى إخوانك المسلمين فتسلم عليهم.

 

عباد الله، من فاته في هذا العام القيام بعرفة فليقم لله بالحق الذي عرفه.

 

ومن عجز عن المبيت بمزدلفة فليبيت عزمه على طاعة الله الذي قربه وأزلفه.

 

ومن لم يقدر على نحر هديه بمنى، فليذبح هواه هنا.

 

ومن لم يصل إلى البيت العتيق، فليقصد رب البيت فإنه أقرب إلى من دعاه ورجاه من حبل الوريد.

 

عباد الله، ليس هناك عمل أحب إلى الله في هذا اليوم من إراقة دم، وهذه الأضاحي سُنة أبيكم إبراهيم ونبيكم محمد عليهما الصلاة والسلام، وهي سُنة مؤكدة لمن قدر عليها، وذبحها أفضل من الصدقة بثمنها لما في ذلك من إحياء للسنة، ومن لم يقدر على الأضحية فقد ضحى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، جزاه الله عن أمته خير الجزاء.

 

واعلموا أن للذبح شروطًا منها: أن يكون في الوقت المحدد ويبدأ بعد صلاة العيد، وينتهي بغروب الشمس من اليوم الثالث من أيام التشريق، والأفضل في يوم العيد نهارًا ولا بأس في الذبح ليلًا، وتجزئ الشاة الواحدة عن الرجل وأهل بيته كما في حديث أبي أيوب رضي الله عنه أنه قال: «كان الرجل على عهد رسول الله يُضحي بالشاة الواحدة عنه وعن أهل بيته»؛ [أخرجه الترمذي وصححه الألباني]، ومن كان يُحسن الذبح فليذبح أضحيته بيده، فإن لم يتمكن فليوكل مسلمًا مصليًا، ويقول عند الذبح: بسم الله والله أكبر.

 

واذبحوا برفق وحدُّوا السكين، ولا تظهروا السكين للضحية، ولا تذبحوها وأختها تنظر إليها، ولا تسلخوها أو تكسروا رقبتها قبل أن تموت، وكلوا من الأضاحي واهدوا وتصدقوا، ولا تبيعوا شيئًا منها، واسألوا الله أن يتقبل منا منكم.

 

أيام العيد أيام أكل وشرب وذكر، فكبروا الله - كثيرًا واذكروه كثيرًا، وأكثروا من الصلاة والسلام على من أخرجكم الله به من الظلمات إلى النور.

 

اللهم إن عبادك خرجوا اليوم لصلاة العيد يرجون ثوابك وفضلك ويخافون عذابك، اللهم حقِّق لنا ما نرجو، وأمنا مما نخاف، اللهم تقبل منا واغفر لنا وارحمنا، اللهم انصرنا على عدونا واجمع كلمتنا على الحق، ويسرنا لليسرى وجنِّبنا العسرى، واغفر لنا في الآخرة والأولى، إنك جوادٌ كريم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خطبة عيد الأضحى 1438 هـ
  • خطبة عيد الأضحى 1438هـ: عيدان في يوم واحد
  • خطبة عيد الأضحى 1441هـ (اليوم عيدنا)
  • خطبة عيد الأضحى 1441هـ (الأضحى إرث إبراهيم)
  • الأضحى في زمن الابتلاء (خطبة عيد الأضحى 1441هـ)
  • خطبة عيد الأضحى 1441هـ
  • خطبة عيد الأضحى 1442هـ (الإسلام العظيم)
  • خطبة عيد الأضحى 1442هـ ( الاستجابة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم )
  • خطبة عيد الأضحى 1442 هـ
  • خطبة عيد الأضحى: أسرة أبي الأنبياء تعلمنا خلق التضحية
  • خطبة عيد الأضحى
  • خطبة عيد الأضحى المبارك 1444 هـ
  • خطبة عيد الأضحى وبيان لفضل وأحكام أيام التشريق ومختصر أحكام الأضاحي

مختارات من الشبكة

  • عيد الأضحى فداء وفرحة (خطبة عيد الأضحى المبارك)(مقالة - ملفات خاصة)
  • أيام الأضحى والنحر أيام تضحية وفداء وذكر (خطبة عيد الأضحى 1439هـ)(مقالة - ملفات خاصة)
  • (هذا العيد يخاطبكم) خطبة عيد الأضحى 1444 هـ(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الأضحى 1443 هـ (العيد وصلة الأرحام)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • (لمن فرحة العيد؟) خطبة عيد الأضحى 1442 هـ(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة عيد الأضحى: العيد وثمار الأمة الواحدة(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة يوم عيد الأضحى 1441هـ (هذا عيدنا)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الأضحى 1440هـ (من مقاصد العيد)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة عيد الأضحى عام 1438هـ (وحدة العيد)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الأضحى المبارك 1438 (الفرحة بالعيد لا تنسينا يوم الوعيد)(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب