• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / دروس رمضانية
علامة باركود

درس وعظي: الغذاء الروحي في رمضان (6)

درس وعظي: الغذاء الروحي في رمضان (6)
مرشد الحيالي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/4/2024 ميلادي - 24/9/1445 هجري

الزيارات: 5510

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

درس وَعْظِيٌّ: الغذاء الروحي في رمضان (6)

 

الحمد لله الذي فرض علينا الصيام، وجعل عامَه من أفضل الأعوام، والصلاة والسلام على سيد الأنام، والأسوة القدوة لكل مسلم وإمام، وعلى آله وأصحابه المؤمنين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:

فقد قال تعالى في محكم التنزيل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].

 

فقد بيَّن سبحانه أن ثمرة الصيام؛ والذي هو الامتناع عن الْمُفْطِرات التي تميل إليها النفس تقرُّبًا إلى المولى سبحانه - هو حصول التقوى، وتزكية النفس، وتهذيبها من الأدران، وتحليتها بالأخلاق الفاضلة، والأعمال الصالحة.

 

وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجودَ الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيُدارسه القرآن، فَلَرَسولُ الله صلى الله عليه وسلم أجودُ بالخير من الرِّيح المرسلة))؛ [رواه البخاري]، وهذا الجود وسعة الكرم، والسخاء وقوة الإقدام الذي كان يتحلى به نبينا صلى الله عليه وسلم سببُهُ مُدارسة القرآن، وتلاوته وتدبر آياته، وتذوق ألفاظه ومعانيه، والتغلغل في مراميه، وهو من أعظم الأغذية النافعة للقلب والروح، يسعَد بها القلب ويطمئن.

 

إن من رحمة الله التامة، وفضله العظيم بعباده أنْ جَعَلَ فريضة الصيام من أعظم العبادات التي تُزكِّي النفس، وتُغذِّي الروح بما يُسعدها، ويصلح حالها، ويدفع عنها الشقاء في الدنيا وبعد الممات، وقد سمَّى الله سبحانه التقوى غذاء وزادًا؛ لِما يحصل به للنفس من القوة والنشاط في طاعة الله، والتحلي بسائر الأخلاق الفاضلة؛ قال تعالى: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197].

 

أيها الإخوة الكرام:

إن شهر الصيام موسمٌ من مواسم الخيرات، ومائدة من موائد الرحمن، يتناول فيها المؤمن منها ما يمنحه الثبات عند الشدائد، والصبر عند النوائب، ويُعطيه دافعًا قويًّا للتنافس في فعل الخيرات، وبذل المعروف للخلق أجمعين، ويزيده نورًا وهدًى ويقينًا، ويمنعه عن فعل المعاصي والمنكرات، ويحجزه عن ارتكاب الذنوب والموبقات.

 

إن حاجة النفس والروح للغذاء الروحي كحاجته إلى الغذاء البدني، بل أشد من ذلك؛ لأن غذاء البدن يحتاج إليه الإنسان في اليوم مرتين أو أكثر؛ كما قال الإمام أحمد رحمه الله، أما الغذاء النفسي من القرآن والصيام والذِّكْرِ، فيحتاج الإنسان في كل لحظة من عمره، فإنه يحيا ويسعد به، وبدونه، فإنه يشقى ويطغى إلى الأبد؛ وما أجمل ما قاله الشاعر[1]:

يا خادم الجسم كم تشقى بخدمته
أتطلبُ الرِّبْح فيما فيه خسرانُ
أقْبِلْ على النفس واستكمل فضائلها
فأنت بالنفس لا بالجسم إنسانُ

 

إن من آثار هذا الغذاء الروحي والنفسي في الحياة:

• أن تجود النفس بالمحبوبات والمرغوبات لله سبحانه؛ كالمال والنفس، والعطاء والبذل، والجود والعفو والإحسان، بنفس راضية سخيَّة محبة للخير، تُقدِّم رضا الله على رضا النفس والهوى.

 

• ومن آثار الغذاء الروحي أن تقوى إرادة العبد على قَهْرِ شهوته، وقمع هواه، فيمتنع عن النظر للمحرَّمات طوعًا غير مكرهٍ وباختياره، فلا يكون عبدًا إلا لمولاه، ولا مقيَّدًا أو أسيرًا لشيطانه، وخاصة في شهر الصوم الذي تسلسل فيه الشياطين عن المؤمنين الصادقين المخبتين، فترى المؤمن يعيش بجَنَّةٍ عاجلة يأتيه من نعيمها وفضلها، فيسعد بلقاء ربه، ويتضرع إليه ويحب مناجاته وسؤاله ودعاءه، قد انتصر على النفس الأمَّارة بالسوء، وفاز بالسعادة الأبدية.

 

• ومن الآثار المحمودة في نفس المسلم أنه يتنازل عن كبريائه، فلا يثور لغضبه، بل يصفح ويعفو عمن ظَلَمَهُ وآذاه، ويسامح في حقِّ نفسه، وهذا يفسِّر الصفح الذي كان يتحلى به نبينا صلى الله عليه وسلم عمن عاداه، وقد أوصى رسول الله الصائم أن يقول: ((إني صائم))[2] ، فيمن حصل له من إيذاء، أو سخرية، أو عَدَاء.

 

ولا بد أيها الأحباب من التركيز على الغذاء الروحي، والاهتمام به في رمضان وغيره، بدلًا من التنافس على حُطامِ الدنيا؛ لأن الغذاء الروحي يمنح الإنسان حياةَ القلب وسعادته، ويعطي البدن القوةَ والنشاطَ والحيوية، ويؤثِّر فيمن حوله بأخلاقه وتواضعه، وحِلْمِهِ وصَفْحِهِ، ومن هذه الأغذية النافعة المفيدة للقلب والروح في رمضان ما يلي:

أولًا: الصيام:

فإن الصيام يضيِّق مجرى الشهوات والملذات، ويحُثُّ المسلم على بذل المزيد من الطاعات والْمَكْرُمات، والصوم غذاء تحيا به الروح، ويستقيم به الحال، وتطمئن به النفس، وترسخ في النفس الاطمئنان والاستقرار النفسي، وهو عبادة عظيمة تُذكِّر الصائم بحال الفقير والمسكين، والمحتاج والمبتلى، فيَقْوَى رابط التآخي بين المسلمين، فيصلح به حال الأمة، وينتصر فيه المرء على شهوته وهواه، ويقمع فيها شيطانه وأعداءه.

 

لقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يواصل في الصيام؛ لِما يجد فيه من الحياة والإشراق، والرحمة والإنفاق، وسَعَةِ الصدر والإشفاق؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تواصلوا، قالوا: إنك تواصل، قال: إني لستُ مثلكم، إني أبِيتُ يطعمني ربي ويسقيني))؛ [رواه البخاري]، وهذا الطعام والشراب الذي كان نبينا يتناوله هو الغذاء الروحي من مائدة القرآن، والذكر، وطاعة الرحمن.

 

ثانيًا: الدعاء:

وهو من أعظم الأغذية النافعة، ولقد كان الصحابة الكرام يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن أعظم ما يقرِّبهم إلى ربهم في رمضان، ويمنحهم السعادة في الدارين، ويُغذي أرواحهم بالإيمان واليقين، فكان صلوات ربي وسلامه عليه يرشدهم إلى الدعاء؛ جاء في الحديث عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قلت: يا رسول الله، أرأيتَ إن علمتُ أيُّ ليلةٍ القدر ما أقول فيها؟ قال: ((قولي: اللهم إنك عفو تحب العفوَ؛ فاعْفُ عني))؛ [رواه أحمد، وابن ماجه، والترمذي وصححه].

 

إن فائدة الدعاء في جلب المنافع ودفع المضار، وكشف الكروب، ودفع الخطوب معلوم ومجرَّب، وإنه سمة علامة للعبودية لله وحده، والغذاء الروحي، لا سيما عند الشدائد الشديدة، والخطوب العظيمة، وفي الأوقات الفاضلة الشريفة، فإن الله يفتح على العبد المؤمن من عظيم مناجاته ولذيذ محادثته ما يتمنى ألَّا يُعجِّل له قضاء حاجته، ومن أجْلِ ذلك؛ فقد ذكر الله أهمية الدعاء، وأنه مجاب للعبد - إذا استوفت شروطه وانتفت موانعه – بعد أحكام الصيام وفريضته؛ ليُدلِّلَ أنه الغذاء الروحي للصائم؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ [البقرة: 186].

 

القرآن الكريم وتلاوته:

وهو مأدُبَةُ الله لخَلْقِهِ؛ كما جاء في الحديث عن عبدالله بن مسعود، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن مأدبة الله، فتعلَّموا من مأدبته ما استطعتم...))[3] ، فقد حوى القرآن محاسن الأقوال، وأفضل الكلام، وهو كلام الله المعجِز، الذي أنزله الله على قلب النبي صلى الله عليه وسلم ليبلغه إلى الخلق أجمعين، وقد بيَّن نبينا صلى الله عليه وسلم أن القرآن غذاء المسلم، الذي يقيم الأرواح ويُغذِّيها؛ قال أبو عبيدة في تفسير الحديث[4]: "وتأويل الحديث أنه مَثَلٌ، شبَّه القرآن بصنيع صنعه الله عز وجل للناس، لهم فيه خير ومنافع، ثم دعاهم إليه...".

 

فحرِيٌّ بنا - أيها المسلمون - في هذا الشهر الكريم الذي تُغفَر فيه الزَّلَّات، وتُرفع فيه الدرجات، وتُفتح فيه أبواب السماوات، وتُغلق فيه أبواب النيران - حَرِيٌّ بنا أن نغتنمَ تلك الأوقات الشريفة في رمضان، في الإكثار من الدعاء، فإن الله يحب الْمُلِحِّين في الدعاء، وأن نُدِيمَ النظر في كتاب الله تلاوةً وتدبُّرًا، وأن نصلح به نفوسنا، ونغذي من مائدته أرواحنا، ونداوي بآياته أمراضنا.

 

اللهم تقبَّل منا الصيام والقيام، وأصلح حالنا وحال المسلمين، وانصرهم على عدوك وعدوهم، وارحم موتاهم، وفُكَّ أسْرَاهم، واشفِ مرضاهم، آمين يا رب العالمين، وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



[1] الأبيات من قصيدة مشهورة للشاعر أبي الفتح البستي، أحد شعراء العصر العباسي، والقصيدة من بحر البسيط.

[2] عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((وإذا كان يومُ صومِ أحدكم، فلا يرفُث، ولا يصخَب، فإن سابَّه أحد، أو قاتله، فلْيَقُلْ: إني امرؤ صائم))؛ [أخرجه البخاري ومسلم].

[3] الأثر صححه موقوفًا الشيخ عبدالله بن يوسف الجديع في "المقدمات الأساسية في علوم القرآن" (ص 460)، وقال: ولم يثبت مرفوعًا، وقال ابن الجوزي في "العلل المتناهية": "هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويشبه أن يكون من كلام ابن مسعود".

[4] تفسير الطبري، للإمام شمس الدين محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، الجزء الأول، ص26.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • درس وعظي في آداب القرآن الكريم
  • درس وعظي في رمضان عن التوبة (1)
  • درس وعظي عن الإنفاق والجود في رمضان (2)
  • درس وعظي عن الدعاء في شهر رمضان (3)
  • درس وعظي عن فضل ليلة القدر (4)
  • درس وعظي عن الاستقامة عنوان الفلاح (5)
  • درس وعظي: منافع الحج الدينية والدنيوية
  • درس وعظي: ليلة القدر وشرفها (10)
  • درس وعظي: (صلة الأرحام في رمضان) (7)
  • درس وعظي: عيدنا أمة الإسلام (11)

مختارات من الشبكة

  • درس وعظي: رمضان وبر الوالدين (9)(مقالة - ملفات خاصة)
  • درس وعظي (ذكر الله في رمضان) (8)(مقالة - ملفات خاصة)
  • درس وعظي: الحج رحلة إيمانية(مقالة - ملفات خاصة)
  • الغذاء الغذاء!!(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • درس نموذجي في القواعد(مقالة - حضارة الكلمة)
  • التمهيد للدرس: أهدافه، شروطه، طرقه(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • دروس الوعظ والإرشاد في رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • تعظيم الله: درس من دروس رمضان 1445 هـ (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • دروس رمضان 1436هـ بجامع ابن باز بمكة (الدرس الثاني عشر 1436/9/29هـ)(محاضرة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • دروس رمضان 1436هـ بجامع ابن باز بمكة (الدرس الحادي عشر1436/9/28)(محاضرة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب