• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / ملف الاستشراق
علامة باركود

المستشرقون والأفكار والأحكام المسبقة

المستشرقون والأفكار والأحكام المسبقة
أ. د. إسماعيل علي محمد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/4/2016 ميلادي - 3/7/1437 هجري

الزيارات: 10401

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المستشرقون والأفكار والأحكام المسبقة


من ملامح منهج البحث الاستشراقي: اعتقاد أمور، وتكوين آراء وافتراضات مقدَّمًا ثم التماس التأييد لها:

إن من مقتضيات البحث العلميِّ النزيهِ أن يبدأَ المرء في بحثه لأمر ما وهو خالي الذهن من أحكام مسبقة، ثم يكوِّنَ آراءه من خلال ما تجمّع لديه من أدلة ومعطيات، فيستخلص النتائج من المقدمات.

 

أما المستشرقون فقد خالفوا هذا المنهج واختاروا لأنفسهم منهجًا مغايرًا في الدراسات الإسلامية، حيث يقومون بالاعتقاد قبل الدليل، والاستنتاج قبل المقدمات، فيكون في رأس أحدهم فكرة مسبقة، ثم يحاول جاهدًا أن يلتمس لها الأدلة، ولو أدى ذلك إلى تشويه الحقائق، أو بتر النصوص، أو استخدام أية وسيلة غير شريفة.

 

يقول الدكتور " حسين الهراوي ": (( إني لأعلم أن المستشرقين ينقصهم في مباحثهم عن الإسلام الروحُ العلميةُ، وإن لهم في الاستقصاء طريقة لا تشرِّف العلم، وهى أنهم يفرضون فرْضًا ثم يلتمسون الدليل عليه، فإذا وجدوا في القرآن ما يَهدِم نظريتهم تجاهلوه، والتمسوا ا الآيات التي تناسب المعنى المراد، ولا مانع من بترها إذا اقتضى الحال، أو تحريفِ معناها حسب الرغبة ))[1].

 

(( وعلى الجملة فإن طريقة الاستقراء والاستنتاج التي يتّبعها أكثر المستشرقين تذكِّرنا بوقائع دواوين التفتيش، تلك الدواوين التي أنشأتها الكنيسة الكاثوليكية لخصومها في العصور الوسطى، أي أن تلك الطريقة لم يتفق لها أبدًا أن نظرت في القرائن التاريخية بتجرد، ولكنها كانت في كل دعوى تبدأ باستنتاج متّفَق عليه من قبل، قد أملاه تعصبها لرأيها ))[2].

 

موقف المستشرقين من ربانية الإسلام مثال على هذا النهج:

وقد برز هذا النهج الفاسد - على سبيل المثال - في موقف الجموع الغفيرة من المستشرقين من قضية ربانية الإسلام، ونبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فهم يصرون على الاعتقاد بأن الإسلام ليس دينًا أوحاه الله إليه صلى الله عليه وسلم، وأنه صلى الله عليه وسلم - في زعمهم - لم يوحَ إليه بشيء.

 

ثم طفقوا يحاولون إثباتَ هذا الاعتقاد أو بالأحرى هذا الوهم، فقاموا بافتراض عدة افتراضات سلفا، ثم أخذوا يلتمسون لها الإثباتات والأدلة، فافترضوا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد لفّق الدينَ الذي جاء به وهو الإسلام من اليهودية والنصرانية، وأخذوا يبحثون عن أدلة تثبت صلة الإسلام باليهودية والنصرانية -في زعمهم- حتى أعياهم البحث، ومِن حظِّهم العثِر أن بحوثهم العريضة لتأييد افتراضاتهم السابقة قد باءت بالفشل، ولم تَثبت أمام النقد العلميّ، وكلّلت الخيبة مساعيَهم الآثمة الخبيثةَ، وأبطل بعضهم حجةَ بعض، بل لم يَسْلم الأمر في بعض الأحيان من نقض أحدهم لما ذهب هو إليه من دلائل، حتى لكأنهم يتيهون في بيداء من الخرافات أو يغرقون في بحرٍ متلاطم من التخبط والتناقض، ونعوذ بالله من الخذلان.

 

ومن الأمثلة على هذا المسلك ما فعله المستشرق اليهوديّ الألمانيّ "ولهلم رودلف" في كتابه: (صلة القرآن باليهودية والمسيحية)، حيث إن الأساس الذي قام عليه البحث هو ما اعتقده المؤلِّف من أن القرآن من عمل محمد صلى الله عليه وسلم ونتاج فكره، فذهب يبحث عن المصادر التي مدت النبي صلى الله عليه وسلم بهذه المعلومات -في زعمه- فأتعبه البحث كثيرًا ولم ينته به إلا إلى افتراضات لم يجد لها دليلًا [3].

 

وقد أفصح " رودلف" نفسُه عن هذا المسلك، فقال صراحة:

((إننا لمضطرون أن نفترض أن اليهودية والمسيحية قد عرفتا السبيل على نحو ما إلى مكة، التي يعنينا أمرُها كثيرًا لأنها موطن محمد، وإن لم يكن ثَمّ ما يثبت أنه كان بها يهود أو مسيحيون في عهد محمد، ومن العسير أن نظن أنه كان بها كثير منهم، وإلا لاحتفظت لنا السير بأنباء إسهابًا مما تناهى إلينا ))[4].

 

فهو يعترف أنه لم يكن في مكة أتباع لليهودية ولا النصرانية، لأن ما وصل إلينا من أنباء ليس فيها ما يشير إلى وجود أحدٍ من اتباعهما يمكن أن يتتلمذ عليه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ومع هذا فهو يستمر في غيّه ولجاجته، ويحاول جاهدًا تلمّسَ ما يؤيد معتقدَه الفاسدَ، وظنَّه السيئَ في القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم.. فأين هذا من المنهج العلمي؟!!.

 

وقد سار على نفس المنهج المستشرق " ألويس اشبرنجر "، وهو مستشرق بريطاني من أصل نمساوي، حيث كتب مؤلَّفًا عن حياة محمد، ولم يكن له من همِّ سوى البحث عن أي شيء يدعم بها ظنّه السيء في الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي كوّنه سلفا، وأخذ يتخيل المساوئ والمعايب، ويلصقها بالنبي صلى الله عليه وسلم، لدرجة أنه قال -فيما رواه عنه المستشرق الألماني "جوستاف بفانموللر": ((يجب على كاتب السيرة أن يقوم بالدور الخبيث لممثِّل الاتهام، وأن يستخرجَ مساوئَ أخلاقِه (يعني: النبيَّ صلى الله عليه وسلم) من كلمات مدْح محبّيه))[5].

 

ولا عجب أن نرى المستشرقَ الألمانَّي "رودي بارت" يقول عن كتاب "اشبرنجر" (حياة محمد): ((إنه كتاب جاء مخيّبا للآمال في أكثر من ناحية، وأنه لم يراعِ شروطَ ولا متطلباتِ التقرير العلميّ))[6].

 

ونحن نسأل المستشرقين وتلامذتهم:

هل من طبيعة المنهج العلميّ ومقتضياتِه أن يقوم الباحث بالدور الخبيث لممثل الاتهام، وينفِّذَ هذا الدورَ ببراعة، ويتعاملَ مع المعطيات بسوء نية، وخبث طوية؟!!.

 

وهل يقوم المستشرقون بتطبيق هذا المنهج عندما يدرسون أو يبحثون في شيء غير الإسلام؟

إن هذا المنهج في البحث – بحق - لَمنكرٌ قبيح.

 

الكتابة عن الإسلام بما تصوره المستشرقون لا من واقع ما يعتقد المسلمون:

إن من المبادئ الأولية للمهج العلميِّ التي يجب اتّباعُها في معالجة الأمور التاريخية والعقدية ونحوها؛ أن يُقرِّر الباحث وجهة نظر من يكتب عنهم كاملة في وضوح، لا يكون معه مجال للغموض أو سوء التأويل، ثم إنْ بدا له راْيٌ مخالفٌ أو نقدٌ ما؛ ذكره على أنه راْيُه هو، وجعَله منفصلًا عن اعتقاد من يكتب عنهم ويعرض مواقفهم وواقعهم.

 

ومن هذا المنطلق فإن على المستشرقين حينما يكتبون عن الإسلام أن يلتزموا الموضوعية والحقيقة في الحديث عن الدين الإسلامي، ويصوروا ما يعتقده المسلمون في دينهم ونبيهم وقرآنهم تصويرًا أمينًا صادقًا، فيكونوا أُمَناء في البحث، وهم أحرارٌ بعد ذلك في أن يعتقدوا ما يشاؤون.

 

(( غير أن هذا المنهج المنطقيَّ والطبيعيَّ في العرض قلّما يُتّبع مع الأسف، وكثيرًا ما يحدث العكس، فيتعرض القارئ نتيجة لذلك – ما لم يكن على علم - إلى شيء من الإيحاء برأي معين، أو يتعرض على الأقل إلى اختلاط في الأمور يجعله عاجزًا عن التمييز بين الأصل المتوارَث لدى جماعة المسلمين، وبين رأي الكاتب.

 

وهكذا نجد كثيرًا من المستشرقين الذين يُحمِّلون غيرَهم أعباءَ معارفِهم الخاصة يُهمِلون ملاحظةً أوليةً للمنهج العلميّ في معالجة المسائل التاريخيةِ، فهم يؤكدون مثلا أن القرآن من إنشاء محمد، ثم يذهبون مذهبًا بعيدًا في تأسيس الأحكام التاريخية والعقيدية والأدبية وغيرها على هذا التأكيد، وسرْعان ما ترتفع هذه بمحض الشهرة إلى مرتبه الحقائق!! ))[7].

 

إننا لا نطالب المستشرقين حينما يكتبون عن الإسلام بأن يعتقدوا ما نعتقد نحن المسلمين، ولكن نطالبهم بالأمانة؛ نطالبهم بأن يقولوا لقرّائهم أنّ إيمان المسلمين بصدق نبيهم، وربانية رسالته وقرآنه، هو الأساس الذي يقوم عليه الكيان الإسلاميُّ كلُّه.



[1] موسوعة مقدمات العلوم والمناهج، أنور الجندي 4/848.

[2] الإسلام على مفترق الطرق، ص ٥٠.

[3] راجع: صور استشراقية، د. عبد الجليل شلبي، ص ٤٩ - ٩٥، حيث عَرَض بالتفصيل لمزاعم هذا المستشرق وافتراءاته، وبيّن تهافتَها وبطلانَها.

[4] السابق، ص ٥٠.

[5] راجع: الإسلام في تصورات الغرب، ص ١٦١ – ١٦٣.

[6] السابق، ص ١٦١ هامش، نقلًا عن: الدراسات العربية والإسلامية في الجامعات الألمانية، للمستشرق "رودي بارت"، ص 23.

[7] المستشرقون الناطقون بالإنجليزية. ملحق بكتاب الفكر الإسلامي الحديث ص ٤83 – 484.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الاستشراق والمستشرقون
  • عرض كتاب: المستشرقون الألمان النشوء والتأثير والمصائر
  • المستشرقون اﻷلمان من القرن السابع عشر إلى القرن العشرين
  • المستشرقون وانتقاء المثالب وتضخيمها وإهمال الحقائق المنصفة
  • المستشرقون واتهام النبي صلى الله عليه وسلم بالشهوانية
  • المستشرقون وخدمة التراث العربي

مختارات من الشبكة

  • المستشرقون الألمان لصلاح الدين المنجد طبعة درة الغواص(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • المستشرقون وعلوم المسلمين.. (تأثر التلاميذ)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • المستشرقون وعلوم المسلمين.. (الرد على المستشرقين)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • المستشرقون وعلوم المسلمين.. (التأثر العكسي)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • المستشرقون وعلوم المسلمين (الفقه الإسلامي والقانون الروماني نموذجا)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • المستشرقون والسنة والسيرة في المراجع العربية (PDF)(كتاب - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • المستشرقون من الانعتاق إلى الاعتناق: دراسة في "إعلان" بعض المستشرقين إسلامهم (PDF)(كتاب - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • نتائج بحث: المستشرقون وتأثرهم بالفكر اللغوي الغربي في دراسة العربية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • المستشرقون وتعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • المستشرقون والمجامع العلمية واللغوية(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • فعاليات متنوعة بولاية ويسكونسن ضمن شهر التراث الإسلامي
  • بعد 14 عاما من البناء.. افتتاح مسجد منطقة تشيرنومورسكوي
  • مبادرة أكاديمية وإسلامية لدعم الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في التعليم بنيجيريا
  • جلسات تثقيفية وتوعوية للفتيات المسلمات بعاصمة غانا
  • بعد خمس سنوات من الترميم.. مسجد كوتيزي يعود للحياة بعد 80 عاما من التوقف
  • أزناكايفو تستضيف المسابقة السنوية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم في تتارستان
  • بمشاركة مئات الأسر... فعالية خيرية لدعم تجديد وتوسعة مسجد في بلاكبيرن
  • الزيادة المستمرة لأعداد المصلين تعجل تأسيس مسجد جديد في سانتا كروز دي تنريفه

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 19/1/1447هـ - الساعة: 10:1
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب