• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / ملف الحج / مقالات في الحج
علامة باركود

أفضل أيام الدنيا

أفضل أيام الدنيا
محمد حسن عجلان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/10/2011 ميلادي - 2/12/1432 هجري

الزيارات: 25759

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمدُ لله، والصَّلاة والسلام على رسوِل الله - صلَّى الله عليه وسلَّم.

 

الحمد لله الذي خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملاً، بل أرسل إلينا رسولاً، فمن أطاعه دخل الجنَّةَ، ومن عصاه دخلَ النار، أرسله الله - جلَّ وعلا - شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله، ومعلمًا لما أرسله الله - تبارك وتعالى - به، ومربيًا لأمَّةٍ سادت الدنيا لما تمسَّكتْ بتلك الغايةِ التي خلقها الله ربُّ العالمين من أجلها؛ وهي عبادة الله ربِّ العالمين؛ قال - تعالى -: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، فما خلقنا الله ربُّ العالمين إلا لنعبدَه جلَّ وعلا، ولما ابتعدنا عن هذه الغايةِ الكريمة - عبادة الله تعالى - أصبح الضعفُ يتصفُ بنا نحن ولا نتصفُ نحن به! فعلينا بالرجوعِ إلى تلك الغايةِ الكريمة؛ ألا وهي عبادة الله رب العالمين، ومن تيسيرِ الله ربِّ العالمين لنا في أمرِ العبادة أنْ مَنَّ الله علينا بأيامٍ يكون العملُ فيها خيرًا من أيامٍ أخر، بل تكون العبادةُ العظيمة في هذه الأيامِ أيسرَ من غيرِها مع عظمِ الأجر، فمن فضلِ الله - تعالى - على عبادِه أنْ جعل لهم مواسمَ للطاعات، يستكثرون فيها من العملِ الصَّالح، ويتنافسون فيما يقربِهم إلى ربِّهم، والسعيدُ من اغتنم تلك المواسم، ولم يجعلْها تمرُّ عليه مرورًا عابرًا.


ومن هذه المواسمِ الفاضلة: عشر ذي الحجة، وهي أيامٌ شهد لها الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - بأنها أفضلُ أيام الدنيا، وحثَّ على العمل الصالح فيها، بل إنَّ الله - تعالى - أقسم بها، وهذا وحده يكفيها شرفًا وفضلاً؛ إذ العظيمُ لا يقسِم إلا بعظيم.


وهناك أدلةٌ من القرآنِ والسنة تدلُّ على فضلِ هذه الأيام العشر:

فدليل الأفضلية من القرآن:

قوله - تعالى -: ﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ [الفجر: 1 ، 2]؛ قال الإمامُ ابن كثيرٍ في تفسيره: "والليالي العشر المرادُ بها عشر ذي الحجة؛ كما قاله ابنُ عباس وابن الزبير ومجاهد، وغير واحد من السَّلفِ والخلف"؛ ابن كثير بتصرف.


وقال الإمامُ القرطبي ﴿ وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾: "أي: ليال عشر من ذي الحجة، وكذا قال مجاهد والسُّدِّي والكلبي في قولِه: ﴿ وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ هو عشر ذي الحجة، وقال ابن عباس، وقال مسروق: هي العشر التي ذكرها اللهُ في قصةِ موسى - عليه السَّلام - ﴿ وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ ﴾ [الأعراف: 142]، وهي أفضلُ أيَّامِ السَّنَة"؛ تفسير القرطبي.


وقال الإمامُ الطبري: "وقوله: ﴿ وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ اختلف أهلُ التأويلِ في هذه الليالي العشر؛ أي ليالٍ هي؟ فقال بعضُهم: هي ليالي عشرِ ذي الحجة؛ فحدثنا ابنُ بشار، قال: ثنا ابن أبي عديٍّ، وعبدالوهاب ومحمد بن جعفر، عن عوف، عن زرارة، عن ابن عباس  - رضي الله عنهما - قال: إنَّ الليالي العشر التي أقسم الله بها، هي ليالي العشر الأول من ذي الحجة"؛ الطبري بتصرف.


وقال ابنُ كثير: "وقوله: ﴿ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ﴾ [الحج: 28]؛ قال شعبةُ وهشيم عن أبي بشر، عن سعيد، عن ابنِ عباس - رضي الله عنهما -: الأيامُ المعلومات أيامُ العشر، وعلَّقه البخاري عنه بصيغةِ الجزم به"؛ بن كثير.


وأما الدليلُ من السنة:

فقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن جابرٍ - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما من أيامٍ أفضل عند اللهِ من أيامِ عشر ذي الحجة))؛ رواه ابنُ حبان، وصححه الألباني؛ صحيح الترغيب والترهيب.


وقد ثبت في صحيحِ البخاري، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - مرفوعًا: ((ما من أيامٍ العملُ الصَّالح أحب إلى الله فيهنَّ من هذه الأيام، يعني: عشرَ ذي الحجة))، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ((ولا الجهاد في سبيلِ الله، إلا رجلاً خرج بنفسِه وماله، ثم لم يرجعْ من ذلك بشيء))؛ وقال الإمامُ ابن حجر: "وقد ظنَّ بعضُ الناس أنَّ قولَه: ((يعني أيام العشر)) تفسيرٌ من بعضِ رواته، لكن ما ذكرناه من روايةِ الطيالسي وغيره ظاهرٌ في أنَّه من نفسِ الخبر، وكذا وقع في روايةِ القاسم بن أبي أيوب بلفظِ: ((ما من عملٍ أزكى عند اللهِ ولا أعظم أجرًا من خيرٍ يعمله في عشرِ الأضحى))، وفي حديث جابر - رضي الله عنه - في صحيحَي أبي عوانة وابن حبان: ((ما من أيامٍ أفضل عند اللهِ من أيام عشر ذي الحجة))، فظهر أنَّ المرادَ بالأيامِ في حديثِ الباب أيامُ عشرِ ذي الحجة...، والذي يظهرُ أنَّ السببَ في امتيازِ عشرِ ذي الحجة لمكانِ اجتماع أمهات العبادة فيه؛ وهي: الصَّلاةُ والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتَّى ذلك في غيرِها"؛ فتح الباري.


وقد سُئل شيخُ الإسلام ابن تيمية عن عشرِ ذي الحجة، والعشر الأواخر من رمضان، أيُّهما أفضل؟ فأجاب: "أيام عشر ذي الحجة أفضلُ من أيامِ العشر من رمضان، والليالي العشر الأواخرُ من رمضان أفضلُ من ليالي عشرِ ذي الحجة"؛ مجموع فتاوى ابن تيمية (25/ 154).


وقال ابنُ القيم الجوزية: "وإذا تأمَّلَ الفاضلُ اللبيب هذا الجوابَ وجده شافيًا كافيًا، فإنه ليس من أيامٍ العملُ فيها أحب إلى الله من أيامِ عشر ذي الحجة، وفيها يومُ عرفة، ويوم النَّحر، ويوم التروية، وأمَّا ليالي عشر رمضان فهي ليالي الإحياء التي كان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يحييها كلَّها، وفيها ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهر، فمن أجاب بغير هذا التفصيل، لم يمكنه أن يدلي بحجةٍ صحيحة"؛ بدائع الفوائد (3/660).


فها هي أخي الحبيب العشر الأول من ذي الحجة دنتْ، وما بقي عليها إلا أيامٌ قلائل فهلاَّ شمرتَ عن ساعدِ الجدِّ لتقتنصَ هذه الأيام المباركة، التي هي أفضلُ أيام الدنيا بقول المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم - فهذه فرصةٌ عظيمة لمن فرَّطَ في العبادةِ وقصَّر فيها، فرصة أن يغتنمَ هذه الأيام ليعوِّضَ ما فاته من الخير، فاختم سنتَك هذه باغتنامِ أفضل أيام الدنيا لتكون من الذين يستحقون الفرحَ بالعيد، فلا فرحَ لمن ابتعدَ عن الله ربِّ العالمين وعصاه وترك عبادته، ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ﴾ [يونس: 58].


فكم من أيامٍ فضَّلَ اللهُ ربُّ العالمين العبادةَ فيها على غيرِها، فلا تجعل هذه أيضًا تمرُّ وليس لك نصيبٌ منها، فبادرْ وسارع واغتنم؛ ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133].


وإليك باقةٌ من الأعمالِ الصَّالحةِ في هذه الأيام:

1- التوبة:

"إنَّ التوبةَ من الذنوبِ، بالرجوعِ إلى علام الغيوب وستار العيوب، هي رأسُ مالِ الفائزين، ومبدأ استقامةِ المائلين عن الحقِّ وعن طاعةِ الله ربِّ العالمين؛ لذا فلا بد على العبدِ ألا تغيبَ عنه التوبةُ أبدًا، فقد دعا الله إليها من هم أفضل البشر بعد الأنبياءِ؛ أصحاب النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال - تعالى -: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31]، بل دعا الله - تعالى - إليها من غفرَ الله له ما تقدَّم من ذنبِه وما تأخر، دعا إليها خيرَ خلقِ الله جميعًا، دعا إليها النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾ [النصر: 1 - 3]" ؛ صور من حياة الصحابة والتابعين للشيخ محمود المصري.


ومما يتأكَّدُ في هذا العشرِ التوبةُ إلى الله - تعالى - والإقلاع عن المعاصي وجميعِ الذنوب، والتوبةُ هي الرجوعُ إلى الله - تعالى - وترك ما يكره الله ظاهرًا وباطنًا، ندمًا على ما مضى، وتركًا في الحال، وعزمًا على ألا يعود، والاستقامة على الحقِّ بفعلِ ما يحبُّه الله - تعالى.

 

والواجبُ على المسلمِ إذا تلبَّس بمعصيةٍ أن يبادرَ إلى التوبة حالاً بدون تمهل؛ لأنه:

أولاً: لا يدري في أي لحظةٍ يموت.

ثانيًا: لأنَّ السيئات تجرُّ أخواتِها،وللتوبةِ في الأزمنة الفاضلة شأنٌ عظيم؛ لأنَّ الغالبَ إقبالُ النفوسِ على الطاعات ورغبتها في الخير، فيحصل الاعتراف بالذنبِ والندم على ما مضى، وإلا فالتوبةُ واجبةٌ في جميعِ الأزمان، فإذا اجتمع للمسلمِ توبةٌ نصوح مع أعمالٍ فاضلة في أزمنةٍ فاضلة، فهذا عنوان الفلاح - إن شاء الله؛ قال - تعالى -: ﴿ فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ ﴾ [القصص: 67].

 

فليحرص المسلمُ على مواسمِ الخير؛ فإنها سريعةُ الانقضاء، وليقدم لنفسِه عملاً صالحًا يجد ثوابَه؛ فهو أحوج ما يكون إليه: إنَّ الثواب قليل، والرحيلَ قريب، والطريقَ مخوف، والاغترار غالب، والخطر عظيم، والله - تعالى - بالمرصادِ، وإليه المرجعُ والمآب؛ ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8]،الغنيمةَ الغنيمةَ بانتهازِ الفرصة في هذه الأيام العظيمة، فما منها عِوَضٌ ولا تُقدَّر بقيمة، المبادرةَ المبادرةَ بالعمل، والعجلَ العجلَ قبل هجومِ الأجل، وقبل أن يندمَ المفرِّطُ على ما فعل، وقبل أن يسأل الرَّجعةَ فلا يُجاب إلى ما سأل، قبل أن يحولَ الموتُ بين المؤمِّل وبلوغ الأمل، قبل أن يصيرَ المرءُ محبوسًا في حفرته بما قدَّم من عمل، يا من ظلمةُ قلبِه كالليلِ إذا يسري، أمَا آن لقلبِك أن يستنير أو يستلين، تعرَّضْ لنفحاتِ مولاك في هذا العشر، فإنَّ لله فيه نفحات يصيب بها من يشاء، فمن أصابتْه سَعِد بها يوم الدِّين.


أنتأخَّر نحن عليها لما يدعونا الله ربُّ العالمين لها؛ ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]، فبادرْ عبدَ الله بالتوبةِ، لعلَّ الله يتقبلها منا ومنك، فيدخلنا الجنةَ، نسأل الله أن يمنَّ علينا بالتوبةِ لنتوب.(الشيخ المنجد/ عشر ذي الحجة: فضلها والعمل فيها).


2- الصيام:

فيُسنُّ للمسلمِ أن يصومَ تسع ذي الحجة؛ لأنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - حثَّ على العملِ الصَّالح في أيامِ العشر، والصيام من أفضلِ الأعمال، وقد اصطفاه الله - تعالى - لنفسِه كما في الحديثِ القدسي: ((قال الله: كلُّ عملِ بني آدم له إلا الصِّيام، فإنه لي وأنا أجزي به))؛ أخرجه البخاري (1805).


وقد كان النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يصومُ تسعَ ذي الحجة، فعن هنيدة بن خالدٍ، عن امرأتِه، عن بعضِ أزواج النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قالت: "كان النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يصومُ تسع ذي الحجة، ويومَ عاشوراء، وثلاثةَ أيامٍ من كلِّ شهر؛ أول اثنين من الشهر وخميسين"؛ أخرجه النسائي (4/205)، وأبو داود، وصححه الألباني في صحيحِ أبي داود (2/462).


3- التكبير:

فيُسنُّ التكبيرُ والتحميد والتهليل والتسبيح أيامَ العشر، والجهر بذلك في المساجدِ والمنازل والطرقات وكلِّ موضع يجوزُ فيه ذكرُ الله إظهارًا للعبادة، وإعلانًا بتعظيمِ الله - تعالى - ويجهر به الرِّجالُ وتخفيه المرأة؛ قال الله - تعالى -: ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾ [الحج: 28]، والجمهور على أنَّ الأيامَ المعلومات هي أيامُ العشرِ، لما ورد عن ابن عباسٍ - رضي الله عنهما -: "الأيام المعلومات: أيام العشر"، وصفةُ التكبير: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر ولله الحمد، وهناك صفاتٌ أخرى.


والتكبيرُ في هذا الزَّمانِ صار من السننِ المهجورة، ولا سيما في أول العشر، فلا تكاد تسمعه إلا من القَلِيل، فينبغي الجهرُ به إحياءً للسنةِ، وتذكيرًا للغافلين، وقد ثبت أنَّ ابن عمر وأبا هريرة - رضي الله عنهما - كانا يخرجان إلى السُّوقِ أيام العشر يكبِّرانِ، ويكبر النَّاسُ بتكبيرهما، والمراد أنَّ النَّاسَ يتذكَّرون التكبيرَ فيكبر كلُّ واحدٍ بمفردِه، وليس المرادُ التكبير الجماعي بصوتٍ واحد، فإنَّ هذا غيرُ مشروع.


إنَّ إحياءَ ما اندثر من السننِ أو كاد، فيه ثوابٌ عظيم دلَّ عليه قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من أحيا سنَّةً من سنتي قد أُميتت بعدي، فإنَّ له من الأجرِ مثل من عملَ بها، من غير أن ينقص من أجورِهم شيئًا))؛ أخرجه الترمذي (7/443)، وهو حديث حسن لشواهدِه.


4- أداء الحج والعمرة:

إنَّ من أفضلِ ما يُعمل في هذه العشرِ حجُّ بيتِ الله الحرام، فمن وفَّقه الله - تعالى - لحجِّ بيتِه، وقام بأداء نُسكِه على الوجهِ المطلوب، فله نصيبٌ - إن شاء الله - من قولِ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الحجُّ المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنَّة)).


5- الإكثار من الأعمال الصالحة عمومًا:

لأنَّ العملَ الصالح محبوبٌ إلى الله - تعالى - وهذا يستلزمُ عِظَم ثوابِه عند الله - تعالى - فمن لم يمكنه الحجُّ فعليه أن يعمرَ هذه الأوقاتِ الفاضلة بطاعةِ الله - تعالى - من الصَّلاةِ، وقراءة القرآن، والذكر والدعاء، والصَّدقةِ، وبرِّ الوالدين وصلة الأرحام، والأمرِ بالمعروف والنهي عن المنكر، وغيرِ ذلك من طرقِ الخير وسبلِ الطاعة.


6- الأضحية:

ومن الأعمالِ الصالحة في هذا العشرِ التقربُ إلى الله - تعالى - بذبحِ الأضاحي واستسمانها واستحسانها، وبذل المالِ في سبيلِ الله - تعالى -(الشيخ المنجد/ عشر ذي الحجة: فضلها والعمل فيها).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • فضل عشر ذي الحجة
  • فضل الحج وعشر ذي الحجة
  • فضل عشر ذي الحجة
  • فضل عشر ذي الحجة ووجوب الحج
  • فضل عشر ذي الحجة وأحكام الحج
  • فضل عشر ذي الحجة ووجوب الحج
  • العشر خير أيام الدنيا
  • عشر ذي الحجة
  • أيام عظمها الله (خطبة)
  • أفضل أيام الدنيا (عشر ذي الحجة)
  • أفضل أيام الدنيا (خطبة)
  • خطبة: أعظم وأفضل أيام الدنيا (فضائل وأحكام)
  • أفضل أيام السنة
  • أفضل أيام الدنيا

مختارات من الشبكة

  • أفضل أيام الدنيا أيام العشر من ذي الحجة(محاضرة - ملفات خاصة)
  • (مادامت روحك بين جنبيك فها هي أفضل أيام الدنيا بين يديك) (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أفضل أيام الدنيا (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أفضل أيام الدنيا عشر ذي الحجة الأوائل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أفضل أيام الدنيا عشر ذي الحجة وشرف العمل الصالح فيها(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • عشر ذي الحجة أفضل أيام الدنيا وفضل العمل الصالح فيها(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • أفضل أيام الدنيا: عشر ذي الحجة(مقالة - ملفات خاصة)
  • عشر ذي الحجة أفضل أيام الدنيا(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة أفضل أيام الدنيا (فضل عشر ذي الحجة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أفضل أيام الدنيا (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)

 


تعليقات الزوار
10- جزاكم الله خير الجزاء
جمال حزام - اليمن 11-11-2011 06:58 PM

جزيت خير الجزاء على المقال الرائع ونفع الله بكلماتك وجعلها ذخرا لك بإذن الله

9- تقبل الله منك
محمود النجار - مصر 01-11-2011 11:27 PM

كلام طيب من رجل طيب

8- التكملة التي طلبها أخونا عبدالرحمن
محمد حسن عجلان - مصر 01-11-2011 12:18 AM

- الأضحية:
ومن الأعمالِ الصالحة في هذه العشرِ التقربُ إلى الله - تعالى - بذبحِ الأضاحي واستسمانها واستحسانها، وبذل المالِ في سبيلِ الله - تعالى -(الشيخ المنجد/ عشر ذي الحجة: فضلها والعمل فيها).
فقد شرع الله الأضحية بقوله تعالى :{ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ }[الكوثر :2] وقوله تعالى :
{ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ }[الحج :36
وهي سُنَّة مؤكدة ويكره تركها مع القدرة عليها لحديث أنس – رضي الله عنه – الذي رواه البخاري ومسلم في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم (( ضحى بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبر))
وقد سُئل الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله - : هل يقترض الفقير ليضحي ؟
فأجاب : ( إن كان له وفاء فينبغي أن يقترض ويقيم هذه الشعيرة وإن لم يكن له وفاء فلا ينبغي له ذلك)
ممَّ تكون الأضحية ؟
الأضحية لا تكون إلا من الإبل والبقر والضأن والمعز لقول الله تعالى :{ لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ }[الحج :34
ومن شروط الأضحية :
السلامة من العيوب . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أربعة لا تجزئ في الأضاحي : العوراء البين عورها , والمريضة البين مرضها , والعرجاء البين ضلعها , والعجفاء التي لا تنقي )) [رواه الترمذي] .
وقت الذبح:
بداية وقت الذبح بعد صلا ة العيد لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( من ذبح قبل الصلاة فإنما يذبح لنفسه , ومن ذبح بعد الصلاة والخطبتين فقد أتم نسكه وأصاب ))
[متفق عليه ] .
ويُسنُّ لمن يحسن الذبح أن يذبح أضحيته بيده ويقول : بسم الله والله أكبر , اللهم هذا عن فلان ( ويسمِّي نفسه أومن أوصاه ) فإن رسول صلى الله عليه وسلم ذبح كبشاً وقال : (( بسم الله والله أكبر , هذا عني وعن من لم يُضح من أمتي )) [رواه أبو داود والترمذي] ، ومن كان لا يحسن الذبح فليشهده ويحضره.
توزيع الأضحية:
يسن للمُضحي أن يأكل من أضحيته ويهدي الأقارب والجيران , ويتصدق منها على الفقراء
قال تعالى :{ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ }[ الحج :28] وقال تعالى :{ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ } [الحج 36
وكان بعض السلف يحب أن يجعلها أثلاثاً : فيجعل ثلثاً لنفسه , وثلثاً هدية للأغنياء , وثلثاً صدقة للفقراء . ولا يعطي الجزار من لحمها شيئاً كأجر .
فيما يجتنبه من أراد الأضحية
إذا أراد أحد أن يضحي ودخل شهر ذي الحجة فإنه يحرم عليه أن يأخذ شيئاً من شعره أو أظفاره أو جلده حتى يذبح أضحيته , لحديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي , فليمسك عن شعره وأظفاره )) [رواه أحمد ومسلم ] , وفي لفظ : (( فلا يمس من شعره ولا بشره شيئاً حتى يضحي )) وإذا نوى الأضحية أثناء العشر أمسك عن ذلك من حين نيته , ولا إثم عليه فيما أخذه قبل النية .
ويجوز لأهل المضحي أن يأخذوا في أيام العشر من شعورهم وأظفارهم وأبشارهم .
وإذا أخذ من يريد الأضحية شيئاً من شعره أو ظفره أو بشرته فعليه أن يتوب إلى الله تعالى
ولا يعود ولا كفارة عليه , ولا يمنعه ذلك عن الأضحية , وإذا أخذ شيئاً من ذلك ناسياً أو جاهلاً أو سقط الشعر بلا قصد فلا إثم عليه . وإن احتاج إلى أخذه ولا شيء عليه مثل : أن ينكسر ظفره فيؤذيه فيقصه , أو ينزل الشعر في عينه فيزيله , أو يحتاج إلى قصه لمداواة جرح ونحوه .
فبادر – أخي المسلم – إلى القيام بهذه الشعيرة العظيمة ولا تكن من المحرومين الذين ينفقون الكثير ويذبحون الذبائح طوال العام ثم إذا أتى العيد تكاسلوا وتهاونوا.
[بعض أحكام الأضحية ومشروعيتها للشيخ ( عبدالملك القاسم )]
والأصل في الأضحية أنها مشروعة في حق الأحياء، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يضحون عن أنفسهم وأهليهم، وأما ما يظنه بعض العامة من اختصاص الأضحية بالأموات فلا أصل له، والأضحية عن الأموات على ثلاثة أقسام.
الأول:
أن يضحي عنهم تبعاً للأحياء مثل أن يضحي الرجل عنه وعن أهل بيته، وينوي بهم الأحياء والأموات، وأصل هذا تضحية النبي صلى الله عليه وسلم عنه وعن أهل بيته وفيهم من قد مات من قبل.
الثاني:
أن يضحي عن الأموات بمقتضى وصاياهم تنفيذاً لها وأصل هذا قوله تعالى: (فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم) "البقرة: 181".
الثالث:
أن يضحي عن الأموات تبرعاً مستقلين عن الأحياء، فهذه جائزة، وقد نص فقهاء الحنابلة على أن ثوابها يصل إلى الميت وينتفع بها قياساً على الصدقة عنه، ولكن لا نرى أن تخصيص الميت بالأضحية في السنة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يضح عن أحمد من أمواته بخصوصه، فلم يضح عن عمه حمزة، وهو من أعز أقاربه عنده، ولا عن أولاده الذين ماتوا في حياته، وهن ثلاث بنات متزوجات وثلاثة أبناء صغار، ولا عن زوجته خديجة وهي من أحب نسائه، ولم يرد عن أصحابه في عهده أن أحداً منهم ضحى عن أحد من أمواته.
[من أحكام الأضحية للشيخ العلامة / محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - ]
تم بحمد الله
كتبه
أبو صفـوان
محمد بن حسن عجلان

7- تحيا بكم كل أرض
أسامة فودة - مصر 31-10-2011 08:32 PM

أسأل الله أن يجعلك كقول القائل:-
تحيا بكم كل أرض تنزلون بها ****كأنكم عند وقع الأرض أمطاراً
وتشتهي العين فيكم منظراً ***حتى كأنكم في ظلام الليل أقماراً
لا أبعد الله قلبي عن لقائكم*** يا من لكم في داخل القلب مقداراً

6- جزاك الله خيرا
سعيد أحمد خيري - مصر 31-10-2011 08:22 PM

مقال جيد نفع الله به

5- جزاك الله خيرا
محمد حسن عجلان - مصر 31-10-2011 08:19 PM

سوف أقوم أخي عبدالرحمن بإضافة الجزء الذي تريد في صورة تعليق

4- جزاك الله خيراً
عبدالرحمن عبدالعزيز - مصر 31-10-2011 03:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله ،
جزاك الله خير الجزاء أخانا الحبيب وكنت أرى الإطالة في مسألة الأضحية وبيان بعض أحكامها.
3- جزيت خيرا
محمد حسن مشه - مصر الخرقانيه 31-10-2011 12:07 AM

جزيت خيرا يا أبوصفوان ونفع الله بكلماتك وجعلها ذخرا لك بإذن الله

2- السلام عليكم ورحمة الله
محمد حسن عجلان - مصر 30-10-2011 09:22 PM

جزى الله إخواننا في هذه الشبكة المباركة خير الجزاء على ما يقومون به من مجهود في نشر العلم والخير للناس دون مقابل

1- بارك الله فيك
ميدو المصرى - مصر 30-10-2011 09:07 PM

بارك الله فيك يابن العم واعز شأنك ورفع قدرك وجعل لك بكل حرف كتبته مصباح من مصابيح الهداية وسبيل من سبل الطاعة

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب