• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / ملف الحج / استراحة الحج
علامة باركود

خواطر الحج (من وحي حج 1435هـ)

خواطر الحج (من وحي حج 1435هـ)
أ.د. عبدالحكيم الأنيس

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/10/2014 ميلادي - 4/1/1436 هجري

الزيارات: 13121

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خواطر الحج

(من وحي حج 1435هـ)


• مِنْ أمتع ساعات الدراسة تلك الساعات التي كان أستاذُ مادة الفقه يشرحُ لنا فيها بابَ الحج، ويُسهِب بالحديث عن المناسك والمشاهد والمكتين، والآثار والأنوار... كنّا نسمع بقلوبنا، ونسرح مع الخيال، وتحملنا الآمالُ على أجنحة الشوق إلى زمنٍ نتمكنُ فيه مِنْ زيارة تلك الرحاب.

••••


• كان كثيراً ما يُثير أشواقي ما أنشدنيه عالمٌ جليلٌ قال: أنشدني رجلٌ مكيٌّ لنفسه:

أشواق قلبي لذات الحِجْر والحَجَرِ
ومثل تلك لذات النخل والحُجَرِ
تقسَّم القلب بين الاثنتين فلا
ينفكُّ عن شغفِ الأشجان والسُّعُرِ

••••


•من أجمل أحاديث الرحالة حديثُهم عن زيارة الحرمين، ووصف مشاهداتهم، وتسجيل مشاعرهم، وتدوين خواطرهم، ونقلهم مسموعاتهم... فاقرأ، وانتفعْ، واستمتعْ، وعُدْ إلى ساعات جميلة من زمن جميل.

••••


• كَتَبَ في رمضان سنة (553هـ) كتاباً عن الحرمين، وحج في تلك السنة... أكان ذلك مكافأة إلهية له أم نوى الحجَّ فبادر إلى التأليف؟

لا أدري. ولا مانع من اجتماع الأمرين.

 

إنه العلامة أبو الفرج ابن الجوزي البغدادي (ت:597هـ)، والكتاب المقصود هو "مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن"، وقد جمع فيه بين الأحكام والتاريخ، وأتى بمواعظ وأشعار رقيقة، في (166) بابًا.

 

(وليحقق لفظ "العزم" فقد ذكر في مواضع بلفظ: الغرام. والعزم أولى لأنه قد يسكن فيثوَّر، وأما الغرام فما أظنه يسكن).

••••


• فُرِض الحج مرة واحدة في العمر، وكأنه يقول لنا: إذا حججتَ أيها المسلم فيجب أن يكون ذلك فيصلاً بين عهدين من عمرك، لأنك لنْ تحج فريضةً مرة أخرى.

••••


• كلُّ شيء بقضاء وقدر، ولكن يظهر ذلك في ترتيب الحج لبعض الناس ظهوراً بيّناً دون سائر الأقدار!

••••


• وصل شابٌّ إلى مكة وأدركه المرضُ فحُمِل إلى بلده يوم التروية! وكل شيء بقضاء وقدر.

••••


• الحج رزق، ولو جئنا إلى العلماء -مثلًا- لوجدنا فيهم مَنْ لم يحج كالبغوي المفسِّر، ومنهم مَنْ حج مرة واحدة كالشيخ ابن تيمية، ومنهم مَنْ حج مرارًا وتكرارًا، وقد تتجاوز حجات بعضهم الخمسين، وسمعتُ أحد علماء مكة يقول: أنا أحج مذ كنت حملًا في بطن أمي. وقد عاش أكثر من ستين سنة، فانظر كم تبلغ حجاته!

••••


• أكثر ما صحبني في حجي هذا شعورٌ كبيرٌ عظيمٌ بفضل الله تعالى عليَّ إذ جعلني من ضيوفه وحجاج بيته ووفده.

كان ذلك الشعور يغمرني في أيامي ولياليّ، وفي حركاتي وسكناتي.

••••


• مَنْ أراد أن يرى عزَّ الإسلام فلينظر إلى الحرمين الشريفين...

••••


• كلمة المؤمنين في الدنيا والآخرة واحدة:

يقولون هنا: لبيك اللهم لبيك.

ويناديهم ربُّهم في الجنة فيقولون: لبيك وسعديك.

••••


• أي إحساس تحس به حين تعلم أنَّ الحجرَ والشجرَ والمدرَ يتجاوبُ معك ويلبي كما تلبي؟!

••••


• سُئِلت عن امرأةٍ خرجتْ قرعتها للحج، فمات زوجُها، وجلست في العدة، والشوقُ ينازعها للحج، فهل يجوز لها السفر؟

الجواب: لا. ويجبُ تطمينُها بحفظ حقها للسنة القادمة.

••••


• الحج هو الركن الوحيد الذي قد يعود على الناس بمال وربح، ولعل ذلك سر من أسرار قوله تعالى: ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ﴾ [الحج: 28].

وانظرْ: فأنتَ في الصلاة لا تأخذ مالاً، وفي الزكاة تعطي، وفي الحج تأخذُ إذا قدّمت خدمة، أو قدِمتَ بتجارة.

••••


• لاحظنا قلة التلبية، ولعل من أسباب ذلك انشغال الناس بالهواتف الذكية هذه...

وبعضُهم كان يكتفي بتلبية مسجلة!

••••


• للأشياء في الحج وقعٌ آخر، فأنت حين تسمعُ هديرَ الطائرة في سماء عرفات لا تشعر بخوفٍ ولا توقع حِمَمٍ يمكن أنْ تُقذف عليك، بل تشعر أنها تلقي إليك حناناً وسلاماً، وأنها تحوم فوقك للاطمئنان عليك.

 

وحين ترى سيارات الاسعاف رابضةً في مداخل المسجد ورؤوس الطريق لا تحس إلا بمعاني رحمة سامية، وشفقة عالية.

••••


• لكل ركنٍ موسم، فللشهادتين موسمٌ دائم، وللصلاة موسمٌ يومي، وللزكاة والصيام موسمٌ سنوي، وأما الحج فهو موسم العمر.

••••


• كان في الحرم رجل يدعو بتضرع، وكان مما قاله: يا رب انظرْ إلى متاعب الطريق.

وهذا توسلٌ بالعمل، وهو توسل مشروع بالاتفاق.

ولا شك أن للسفر متاعبه، ولاسيما سفرٌ فيه زحامٌ، ومناسكٌ تتطلب لياقة بدنية، وقوة، وعزيمة، وصبراً.

••••


• كَمْ مِنْ (أمٍّ) رأيتُها تحمل طفلها وهي تنفر من عرفات إلى مزدلفة ثم منى ماشيةً على قدميها.

وكنت أقول: سبحان الله لقد حملته قبل أنْ يحملها، وحجَّت به قبل أن يحج بها!

••••


• من مباني بغداد في العهد العباسي دار ضيافة الحجاج القادمين من الشرق.

ما أجمل هذه العناية بوفد الرحمن!

••••


• ما أظن أن هناك مدينة في العالم تحتضن ذكريات وحكايات كمكة والمدينة.

وقد يصعبُ جمع هذا التراث الضخم عن الزائرين والمجاورين والمقيمين...

••••


• لا أحد يملك التعبير عن وصف حاج امتدت يدُه إلى أستار الكعبة مستجيراً بربه، باكياً، مناجياً، داعياً، لائذاً، عائذاً... وليس في الدنيا كلها مشهدٌ كهذا المشهد.

••••


• على البشرية كلها أن تحتفل بشعيرة السعي بين الصفا والمروة عند المسلمين، هذه الشعيرة التي كرّمتِ (الأمَّ) الخائفة على ولدها، وأحيتْ ذكرها وذكراها.

••••


• كلما هرولتُ بين الميلين الأخضرين غبطتُ (هاجر)...

أي امرأة في الدنيا أصبح سعيُها عبادة؟

وأي امرأة في الدنيا حظيتْ بمثل ما حظيتْ به؟

إنَّ الملايين تُحيي ذكراها...

••••


• ما شعورُك وأنتَ ترى ولداً يقدِّم لأمه كأساً من زمزم في المسعى؟

لا شك أنك سيتملكك شعورٌ طاغ بجمال رد الجميل.

 

وما شعورُك وأنت ترى أمّاً تقدِّم لابنها كأساً من زمزم في المسعى؟

لا شك أنك ستقول: إنَّ نبع حنان الأم لم يجف ولن يجف...

••••


• هنا – في مكة - قالت امرأةٌ مؤمنةٌ فقيهةٌ عن ربها: (فإنه لن يضيعنا).

فلتسمع نساء المسلمين - ولاسيما الحاجات -، ولتتعلم ولتطبق.

••••


• لا تَشْعرُ بالغضب مِنْ مُزاحِمٍ ومُستعجلٍ في الطواف وغيرهِ يُؤذيك بحركةِ يدٍ أو رِجْلٍ.

ما أحسنَ أن نصطحب هذه السماحة دائماً؟

••••


• يا دعاةَ العُنف أينَ أنتم مِنْ فقه السلام في الحج؟

••••


• للكلمة الجميلة وقعٌ أجمل إذا أُديتْ بنغم جميل، وكم اهتز القلبُ وطربت الروح لقصيدة حسين عرب:

لبيك يا رب الحجيج جموعُهُ وفدتُ عليك.

 

بصوت المنشد المبدع محمد منذر سرميني.

سمعتُها مرات ومرات وما مللت منها...

وفي كل مرة تحملني إلى تلك الأماكن الطاهرة وتجعلني أشمُّ أرجها وأعاين فُرَجها...

••••


• من الأحاديث المشهورة "ماء زمزم لما شرب له"، وقد صحَّحه عددٌ من المحدِّثين، وقد يشربه أناسٌ لأمورٍ لا تتحقق لهم - في الظاهر - فما الجواب؟

أقول: لعل الجواب أنِّ استجابة الدعاء عند شرب زمزم داخلة ضمن منظومة كاملة مترابطة، ومن ذلك طيبُ المطعم، وطيبُ النفقة، فمن جاء إلى الحج بنفقةٍ فيها حرام أو شبهة فقد يكون ذلك عائقاً عن تحقيق الوعد المذكور. والله أعلم.

••••


• جرتْ للعلماء عادة في الرحلة لطلب العلم، ولقاء الشيوخ، وبقدر سعة الرحلة تتسع المشيخة، وبعضُهم لم يرحل ومع ذلك فله مشيخة كبيرة، ومن أسباب ذلك الإقامة في بلدٍ مقصود، وعلى رأس هذه البلاد مكة والمدينة اللتان يأتي الناسُ إليهما من كل فج. ومن علماء مكة الشيخ المسند محمد ياسين الفاداني المكي (ت:1410هـ)، ومع أنه لم يرحل فشيوخه يعدون بالمئات، وكذلك الآخذون عنه.

••••


• يتميز تاريخُ المدن بميزات متعددة، منها زيارة العظماء لها أو إقامتهم فيها، وكم من منزل أو فندق رأينا فيه لوحة تشير إلى أنَّ فلاناً من الكبراء عاش أو أقام أو نزل هنا.

خطر لي هذا وأنا في مكة المكرمة وقلت: سبحان الله كم زار مكة مِنْ كبراء؟ وعلى رأسهم الأنبياء والمرسلون، ومنهم أبو الأنبياء وابنه سيد ولد آدم صلى الله عليهم وسلم أجمعين.

 

فأي مدينة زارها أنبياء وعلماء وصالحون كمكة المكرمة؟

••••


• من مشاهد الضراعة الخاشعة ما جاء عن الحسن بن يحيى البندنيجي (ت: 600هـ) أنه قال وهو متمسك بأستار الكعبة ارتجالاً:

يا إلهي يا غافرَ الذنب يا مُس
دي العطايا يا دائم الإحسانِ
عبدُك المُسرف المفرِّط يدعو
ك بذلٍّ خوفاً من النيرانِ
وهو مستمسكٌ ببيتك يرجو
رحمة منكَ معْ بلوغ الأماني
فاغفرِ الآن ذنبَه واعفُ عنهُ
وتصدَّق عليهِ بالرضوانِ[1]

••••


• إذا حدَّد وليُّ الأمر استعمالَ المباح تعينَ الالتزام بذلك، فما هو تخريج الذين يدخلون مكة للحج من غير إذنٍ؟ وما تخريج الذين يرهقون أنفسَهم وهم غير مستطيعين الحج مالياً وبدنياً؟

••••


• خطر لي - وأنا في مكة أشاهدُ أمواج البشر وتلاطمهم في كل مكان - خاطرٌ عن سرِّ نيل أجر الحج بأعمالٍ يعملها المسلمُ في بلده، وقلت: لعل الشارع أراد أن يبلَّ شوق المسلم إلى الحج بأعمال بديلة تخفيفاً عن المشاعر، وإتاحةَ فرصةٍ للآخرين، ليحجوا حجاً صحيحاً، ولينشط مَنْ لم يحج ليحج.

 

ولا بد من القول بأن هذا الأجر لا يُسقط الحج عن المستطيع.

••••


• من شيوخي شيخٌ كبيرُ الشأن علماً وعملاً وصلاحاً، أخبرني أنَّ فريضتين لم تجبا عليه طول حياته: الزكاة والحج. وقد عرضتْ عليه الدولة أنْ يحج هو ومَنْ يريد لخدمته فاعتذر وقال: أنا غير مستطيع. وقد قرَّر الفقهاء عدم وجوب قبول مثل ذلك العرض خشية المنة.

••••


• يَصعبُ الحجُّ في هذه الأوقات وفق مذهب فقهي واحد، ولا بد من الاستعانة بالمذاهب الأربعة... رحم الله الفقهاء.

••••


• رأيت في عرفة مستشفى باسم: (مستشفى جبل الرحمة)، فأعجبتني هذه التسمية كثيرًا، وما أحوج المستشفى أن يكون فيه جبل بل جبال من رحمة؟

••••


• في (لحظة) رمي الجمرات تجدُ بعضَهم يرمي الحصى بشدةٍ واندفاعٍ وحرقة قلب تُمثِّل غيظاً شديداً على الشيطان الذي سوَّل وأغوى...

 

ما أروعَ لو امتدتْ هذه (اللحظة) وطالتْ وصحبتنا فيما نستقبلُ من أعمارنا؟

••••


• عند الجمرات تتحقق استجابةٌ جميلةٌ لقول الحق سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ﴾ [فاطر: 6] وفينا - جميعاً - حاجةٌ ماسةٌ دائمةٌ إلى هذه الاستجابة والمفاصلة.

••••


• أحسستُ في طريقي لرمي الجمرات بزهو النصر المؤكَّد في معركةٍ محسومةٍ... عدُوِّي اليومَ لا يملك ما يواجهني به...

••••


• شواخص الجمرات بصورتها المادية توقِظُ في نفسك الإحساس بوجود عدو، ووجود معركة محتدمة.

وكثيراً ما ينسى الإنسانُ هذا العدو، وتلك المعركة فيخسر.

••••


• عند الجمرات يُحقِّرُ المسلمون الشيطانَ، وتُحقَّرُ معاني الشر والسوء، في الوقت الذي يُعْبدُ فيه الشيطان لدى آخرين، ويُطاع بما يُوسوِس به وما يأمر من الفحشاء، والمنكر، والبغي، والعدوان.

••••


• ماذا في ليل منى؟ ما تلك المشاعر التي يعيشها الإنسان بعد الرمي؟

••••


• في طريقي بين الجمرات تخيلتُ أنبياء الله: إبراهيم وإسماعيل ومحمداً صلى الله عليهم وسلم وهم يمرون من هنا...

ما أجملَ أن نسير في طريق الأنبياء؟.

••••


• من دعواتي هناك: اللهم لا تسلط الشيطان علي بعد تسلطي اليوم عليه.

••••


• في كتاب الحج من صحيح مسلم، (باب استحباب رمي جمرة العقبة يوم النحر راكباً)، والضرورة الآن لا تمكِّن من ذلك، فلينوِ أنه لو كان ممكناً فعل، ليحصل له أجر الاستحباب، وهكذا في كل ما تمنعُ الضرورةُ الآنَ منه.

••••


• حين كان الحلاق يحلق شعري بعد رمي جمرة العقبة الكبرى صباحَ يوم العيد كنتُ أردد دعوة النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم اغفر للمحلقين"، وأستدني اللحظة التي نطق الفمُ النبوي فيها بهذه الدعوة وأعيشها... وقد عشتُها بسرورٍ عظيمٍ..

••••


• قرأت قول النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة عند الجمرات: "لا يقتل بعضكم بعضاً" (رواه أبو داود في السنن 1966، وأحمد في المسند 506 15).

فقلت: سبحان الله كم تخسر الأمة حين لا تطبق... لقد زهقت أرواح غير قليلة نتيجة عدم التزام الناس بالسكينة والصبر والإيثار...

••••


• تكرر معنى حديث "المؤمن من أمنه الناس على أنفسهم وأموالهم، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" عدة مرات. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا في حجة الوداع.

ما أشد أهمية هذا المعنى إذن!

••••


• اختيارُ النبي صلى الله عليه وسلم مكان الجمرات للنهي عن الغلو له دلالة بعيدة...

وما معنى أن يغلو فئام من الحجاج على مرِّ الزمن في رمي الجمرات؟!

إن خيراً من الغلو اتخاذُ الشيطان عدواً حقاً وحقيقة، لا صورة غالية مؤقتة تتمثل في رمي النعال وإطلاق ألفاظ شتائم...

••••


• في مسجد الخيف صلى سبعون نبيًا، وأنت تصلي فيه الآن، أي فضلٍ كبيرٍ هذا أن جعلك الله على خطا الأنبياء؟!

••••


• نظرتُ في الأغسال المسنونة والمستحبة في الحج فرأيتُ أمراً لافتاً من الاهتمام بنظافة الحاج، وطيب رائحته، وجمال صورته، وخطرَ لي أنَّ ذلك من تعظيم شعائر الله تعالى، وإهمالُ بعض الحجيج نظافة أنفسهم منافٍ لهدي الإسلام في ذلك.

••••


• دخلتُ الحرمين الشريفين، ومطاري الأمير محمد في المدينة، ومطار الملك عبد العزيز في جدة، وما أذكر أني رميتُ شيئاً على الأرض - إلا الشعر الذي حلقه الحلاق - والحمد لله أنْ أقدرني على ذلك.

••••


• ليحمل كلُّ حاج كيساً مُعَدًا لما يُرمى، فيضع فيه ذاك، إلى أن يجد حاوية خاصة بالمهملات.

••••


• المسلم النظيف هو الذي يفارق المكان الذي نزل فيه وهو كما كان نظافةً ولطافةً، إن لم يكن أشد نظافة.

••••


• على الحجاج مسؤولية كبيرة وهي أن يكون كل واحد منهم عوناً في الجهود المبذولة لخدمتهم وراحتهم وسلامتهم.

••••


• ساءني كثيراً نوى التمر المرمي في قاعدة سقيا زمزم... هي تسقينا وتروينا ماء زلالاً.. ونحن نوسخها!

••••


• مِنْ أشد الأذى أن ترى شخصاً ينظف أنفه ويرمي ذاك في أرض المسجد...

ليتنا نقرأ حياة البخاري...

وليتنا نتعلم الأدب والذوق واللياقة في المحافل العامة...

••••


• يعجبني أن يدع الحاجُّ المكانَ الذي نزل فيه وهو نظيف معطر، إن مكة عظيمة، - وكذلك المدينة - وإنَّ مكاناً رميتَ فيه عن كاهلك أوزارك المعنوية لجديرٌ أن لا ترمي فيه أوزارك المادية.

إن من رد الجميل أن تنظفه كما نظفك.

••••

 

• للحجة الأولى مذاق خاص، وكذلك لكثير من الأمور، لماذا؟

••••


• ليت الحجاج يحفظون ميمية الشيخ ابن القيم ويترنمون بها في المناسك.

••••


• للروضة مكانة عالية ومنزلة شريفة، وقد شهدتْ حوادث ووقائع وأياماً عظيمة، وصلى فيها ودعا وابتهل ودَرَسَ ودرَّس وألّف ملوك وسلاطين ووزراء وأمراء وعلماء وأدباء، وأثرت في التاريخ العالمي تأثيراً قل أن تضاهيه بقعة صغيرة مثلها.

وأدعو هنا إلى كتابة "تاريخ الروضة"، وسيظهر لنا تاريخ حافل، وسفر كامل، ومآثر كبيرة، ووقائع مثيرة.

••••


• كان كثيرٌ من الحجاج يدِّخرون ملابس الإحرام لتكون كفناً لهم - وهو تصرف شخصي لا أكثر - وقد رأيتُ اليوم كثيراً من ملابس الإحرام مرمية، أنف أصحابُها من حملها معهم!

••••


• أعجبتني اللوحات المعلنة في مكة والمشاعر، ومنها:

"أخي الزائر: تعظيم المسجد الحرام عبادة، لنتعاون جميعاً على تطهير المسجد الحرام وساحاته".

ومنها: "فضلاً بادر بترك التدخين فأنت في البلد الأمين".

ومنها: "اجعل بداية حجك نهاية لتدخينك".

وحبذا الإكثار من هذه اللوحات المذكِّرة، عسى أن تبصِّر قاصراً، وتذكِّر غافلاً...

••••


• للناس عاداتٌ في نداء الشخص مجهول الاسم لديهم، وفي مكة تحل المشكلة بيسر، فكل شخص هناك يُنادى: يا حاج.

••••


• كان يشكو من الزحام الشديد. قلتُ: وهل تحب أن يكون المسجد الحرام فارغاً أو غير مزدحم؟

إنَّ أتباع دياناتٍ أخرى يشكون من فراغ معابدهم.

ثم لا تنسَ أنك جزء من الزحمة.

••••


• البركة ظاهرة في الحرمين... ولهذا صرنا نطلبُ وجبةً واحدةً لاثنين، فتكفي تماماً، ولم نترك شيئاً من النعمة يُرمى.

••••


• ينبغي العناية برفع مستوى الوعي الصحي لدى الحجيج، وحبذا أن يكون ذلك في دورات قبل مجيئهم.

في حجي لم أر مَنْ يستخدم غطاء واقياً للأنف والفم إلا قليلاً.

وفي الحاجِّ حاجة إلى قوة، وإلى صحة، ليؤدي المناسك، وليقلل نسبة العدوى، وليخفف عن المستشفيات والمراكز الصحية... وكل ذلك بأمر الله تعالى.

••••


• ليت المتسولين في المشاعر يُمنعون كما يُمنع مَنْ ينشد ضالة في المسجد.

••••


• من العناوين الموفقة في كتب الحج "الخبرة في الحج والعمرة" لمؤلف عراقي.

في الحاج حاجة ماسة إلى الخبرة الكافية بأحكام الحج والعمرة.

••••


• أعجبتني كلمة قالها الأخ الكريم الداعية الفاضل الشيخ قطب عبد الحميد في حديثٍ له قبيل طواف الوداع: "هذه الأيام التي قضيناها هنا هي زبدة الأيام وخلاصة العمر، وما سواها فأوهام ومنام".

وحقًا إنَّ أيام الحرمين مِنْ أسعد الأيام.

••••


• قلما سمعتُ في دروس الحج حديثاً عن حِكَمِ الحج وتاريخ المشاعر... أرى من المهم أن تعطى هذه الموضوعات حقها من العناية.

••••


• سأل أحدُهم متعجباً: هل هؤلاء يحجون كل عام؟ فقال له المسؤول: لا تسأل الآن وأنت متعب، ولكن انظر نفسك بعد أن تعود إلى بلدك، وانظرها أكثر حين يحينُ وقتُ الحج، وعند ذلك ستعرف وتعذر.

••••


• من الجميل جداً أنْ تحفظ الآيات المتعلقة بالحج والمشاعر وتعرف تفسيرها قبل أن تأتي لتحج.

••••


• مكة جلال، والمدينة جمال.

••••


• قيل: مكة كرمضان، والمدينة كالعيد.

••••


• رأيتُ في بعض المخيمات في عرفة امرأة جلست - بين الناس - إلى طاولة، ووضعتْ رِجْلاً على رجل، وأشعلت سيكارة، وراحت تنفث دخانها في الهواء...

لم يكن هذا - بالتأكيد - منظراً مألوفاً من قبل!

••••


• يمرُّ علينا زمنٌ طويلٌ في بلد إقامتنا لا نصلي فيه على ميت، لإقامة صلاة الجنائز في مساجد عند المقابر فحسب.

وفي الحرمين نكاد نصلي على أموات بعد كل صلاة... يا لها من صلاة مذكِّرة بالمصير إلى الله.

••••


• تتفنن بعض حملات الحج في تقديم خدمات لحجاجها، وقد يتقاطع هذا مع بعض مقاصد الحج.

وأرى أن كل شيء يساعد الحاج على أداء المناسك بحبٍّ وشوقٍ، ويفرِّغ قلبه للدعاء والتوجُّه والتضرع، ويعلقه بهذه الرحاب فلا بأس به شريطة عدم الإسراف في ذلك كله. وعادات الناس في ذلك متفاوتة.

••••


• من فوائد اختلاف الفقهاء في أحكام الحج تخفيف (الضغط) عن الأماكن والمشاعر، واستقصاءُ هذا مفيد، ومن أمثلة ذلك اختلافُهم في حكم المبيت بمزدلفة، والمبيت بمنى، فالمالكية لم يوجبوا المبيت بمزدلفة، والحنفية لم يوجبوا المبيت بمنى، وفي ذلك تخفيف كبير، إذ هناك أعداد كبيرة من الحجاج يأخذون بأقوال هذين المذهبين، وهكذا...

••••


• من أحكام الحج ما يَقبل التداخل، كدخول طواف الوداع في طواف الإفاضة لمن أخره... ومن ذلك القِران أصلاً... وفي أوقات الزحام الشديد فمن الممكن أن ينصح العلماءُ والمرشدون باتِّباع هذه المداخل والمخارج.

••••


• من المفيد جدًا أن يصطحب الحاجُّ كتبًا عن المناسك، وينظر فيها، فإنها تنفعه وتذكره وتبصره، ولا مانع من التعدد، ففي كل كتابٍ فائدة قد لا يجدُها في غيره، وأنا حملت معي عدة كتب وقرأتها هناك، ومع أني حججت عدة مرات فإني استفدت منها وذكرتني وشحذت همتي، ومن ذلك (حقيبة الحج) التي دأبتْ دائرة الشئون الإسلامية والعمل الخيري بدبي على إصدارها كل عام، وكذلك الحقيبة التي تصدر عن الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في أبو ظبي.

••••


• حبذا أن يكون اختيار الآيات التي تُقرأ في الصلوات الجهرية أيام الحج مدروساً بعناية...

وحبذا اختيار الأصوات المؤثرة الفخمة.

في هذه المحافل الكبرى نحتاج إلى صوت ندي، ونغم شجي.

••••


• وجودُك في الحج والعمرة مع حملةٍ تؤمِّن لك السكن، أو حجزُك المُسْبق في المكتين، وترتيب أمور عرفة ومزدلفة ومنى يفرِّغ قلبك، ويفرِّغك للعبادة، واغتنامِ هذه الأيام المعلومات المعدودات.

••••


• ليت مدينة الحجاج تكون قاعات مبردة، فقد يطول فيها انتظار الحجيج إلى حين انتهاء الإجراءات، فيجتمع عليهم حرّان: حر الجو، وحر الشوق إلى المشاعر.

••••


• احتجنا إلى دلالةٍ في مطار الملك عبد العزيز، فقال الأخُ لموظفٍ "جُهني": أنت جهني، والمثل يقول: عند جهينة الخبر اليقين. فطرب لهذه الملاطفة، وقام بالمساعدة خيرَ قيام.

الكلمة الجميلة تفتح القلوب.

••••


• حبذا أن يكون هناك آداب سلوكية يُطالَب بها المسافرون في الطائرات، فإن بعض الناس يفعل مع زوجته -أو صديقته- ما يُخجِل ويُزعج ويَغيظ، وقد يكون المسافرُ مع زوجته وأولاده ويسيء المجاورُ الجوار.

••••


• كانتْ رحلةُ الحج موضوعَ حديثٍ للحاج ما بقي من عمره، واليوم قد لا يجدُ الحاجُّ ما يتحدثُ به، فوسائل الاتصالات الخاصة والعامة تنقل الأخبارَ لحظة بلحظة.

تُرى أيهما أجمل؟



[1] الوافي بالوفيات (12/304).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خواطر حاج
  • خواطر حول الحج
  • خواطر في طريق الحج

مختارات من الشبكة

  • كلمات وخواطر من وحي تجربتي في التدريس (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • خواطر الإمام الرافعي في سفر الحج(مقالة - ملفات خاصة)
  • خواطر في أشهر الحج (قصيدة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خواطر حول فريضة الحج(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • من خواطر معلم لغة عربية (8)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • من خواطر معلم لغة عربية (7)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • جوزيات: خواطر من صيد الخاطر لتركي عبد الله الميمان(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الوحي وحي (قصيدة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • من وحي الحج(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من وحي الحج(مقالة - ملفات خاصة)

 


تعليقات الزوار
1- بارك الله فيك
محمد الهادي التليلي - تونس 23-08-2015 11:25 AM

كلام عذب من قلب صافي شوقنا لتلكم الأماكن ولتلكم البقاع وحبّبنا في الحج فبارك الله فيك ولك ومنك

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب