• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / مكافحة التدخين والمخدرات
علامة باركود

الجهاز التنفسي والتدخين

الجهاز التنفسي والتدخين
أ. د. علي فؤاد مخيمر

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/10/2018 ميلادي - 30/1/1440 هجري

الزيارات: 18390

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الجهاز التنفسي والتدخين


يحدُثُ تبادُل الغازاتِ بين الهواء الجوي والدم في الرئة، عبر حاجز دقيق جدًّا لا يرى إلا بالمِجهَر، ولهذا كان لا بد أن يُنقَّى الهواء الجوي من الشوائب والأتربة أولًا، ثم يُرطَّب ويُدفَّأ قبل أن يصل إلى الحُوَيصلات الهوائية، ولكي يتحقَّق ذلك يمر الهواء عبر مسار طويل، فيبدأ من الأنف، ثم يمر بالبلعوم، فالحنجرة، فالقصبة الهوائية، فالشُّعب وتفرُّعاتها، كما يوجد في الأنف شَعر دقيق يحجز الشوائبَ الكبيرة والأتربة، وتَمتلِئ جدران المسار الهوائي بالأوعية الدموية التي تقوم بتدفئة الهواء، وكذلك يوجد غُدَد تُفرِز مُخاطًا تلتصق به الجراثيم، وأيضًا الخلايا التي تبطن جدران المسار الهوائي تكتسي بأهدابٍ تدفع المُخاط وبقية الشوائب إلى الخارج، فيتخلَّص منها الجسم أولًا بأول، وإذا كانت بعض هذه الشوائب كبيرةَ الحجم نسبيًّا بحيث لا تستطيع الخلايا المُهدَّبة دفعَها إلى الخارج، فهناك وسيلة أخرى يعالجُ بها الجهازُ التنفسي مثلَ هذه الحالات، وذلك عن طريق السُّعال؛ حيث يندفع المُخاط والجسيمات الكبيرة إلى تجويف الفم، ومنه إلى الخارج، فالسُّعال وسيلةٌ طبيعية لتنقية الجهاز التنفسي من الشوائب أو المُخاط أو الغبار.

 

وتكون هذه الأهدابُ أقربَ ما تكون إلى الإصابة بالشلل حين تتعرَّض لبعض الغازات الناتجة من دُخَان السجائر أو مواد أخرى كالكحول، وقد أكَّدت دراسةٌ علمية أن التعرُّضَ لثاني أكسيد الكبريت المنبعثِ مِن سيجارة واحدة يكفي لشل حركة الأهدابِ لمدة ساعة كاملة؛ ليُصبح خلالها الجهاز التنفسي مفتوحًا على مِصراعَيْه لدخول الميكروبات بأنواعها، وهذا واضح من خلال ارتفاع معدَّلات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي في المدخِّنين ومدمني الكحول.

 

أدوار مهمة للتنفس غير تبادل الغازات:

1- التنفُّس يُعَدُّ ضروريًّا للقيام بعملية النطق؛ حيث يُعَدُّ الهواء الخارج من الرئتين بمنزلةِ المادة الخام التي تتشكَّل منها الأصوات والمقاطع اللُّغوية من خلال عمليات معقدة.

 

2- يقوم الجهاز التنفسيُّ بتنظيم درجة حرارة الجسم وصَيْد الجلطات وإذابتها.

 

3- يقوم الجهاز التنفسيُّ بإرسال المنبِّهات والمؤثِّرات الكيميائية إلى المخ، فيتحكم في ضغط الدمِ وتقوية جهازِ المناعة.

 

4- تقومُ بعضُ أجزاء الجهاز التنفسي بوظائفَ حسيَّةٍ مُهمَّةٍ مثل حاسَّة الشمِّ التي تقوم بها مُستقبِلات موجودة في الغشاء المُخاطي المبطِّن للأنف.

 

عملية التنفس الإرادية واللاإرادية:

ثبت علميًّا أن في أسفل جذع ِالمخ مِنطقةً تُسمَّى عقدةَ الحياة، وهذه العقدة بها مركزُ تنظيم التنفُّس، ومراكز أخرى حيوية للإنسان، وسُمِّيت عقدةَ الحياة؛ لأنها أخطر مكان في الإنسان، لو أصيب بخللٍ لمات الإنسان فورًا؛ لوجود المراكز الحيوية لأجهزة الجسم بها، فبها مركزٌ للشهيق وآخر للزفير، والمنبِّه لهما هو غاز ثاني أكسيد الكربون الموجود في الدم، فإذا نُبِّه مركز الشهيق وقف مركز الزفير والعكس، وهذا هو الطبيعي لحركة التنفس، فلو نُبِّها معًا لاضطرب الأمرُ، فلو أن الله سبحانه وتعالى أوكل التنفُّس إلينا لكان الخيارُ صعبًا جدًّا، فلا بد أن نُلغي النوم مِن قاموس حياتنا؛ ذلك لأننا لو نمنا فسوف نموت.

 

وانظر - أخي الكريم - إلى نِعَم الله - علينا - التي لا تُحصَى، فهناك أمراض قد تصيب مركزَ التنبيه الرئوي لعملية الشهيق والزفير، فتؤدِّي إلى عطبٍ وتوقف عملية التنفُّس، ويوجد دواءٌ غالٍ جدًّا يأخذه الإنسان كلَّ ساعة، ولكن لا بد أن يستيقظ كل ساعة ليأخذ حبةً؛ لأن مفعول هذا الدواء ينتهي بعد ساعة! وصدق القائلُ جل في علاه: ﴿ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [النمل: 88].

 

فحركات التنفس - أو ما يطلق عليه أحيانًا اسم (ميكانيكية التنفس) - على جانبٍ كبير مِن الأهمية في حياة الإنسان؛ فهي مستمرَّة أثناء الليل والنهار، فلا تنقطع عندما ينام الإنسان، ولكن ينخفض تتابُعُها عما هو عليه في أثناء اليقظة.

 

فعند الشهيقِ تتحرَّك الضلوع إلى أعلى وإلى الخارج، وينخفض الحجابُ الحاجز إلى أسفل، وبذلك يزدادُ حجمُ التجويف الصدري؛ مما يؤدِّي إلى انتفاخ الرئتين واندفاع الهواء الجوي إليها من الخارج عن طريق الأنف والممر التنفسي.

 

وعند الزفير تنعكِسُ هذه الحركات التي تُؤدِّي بدورِها إلى انكماش الرئتين والضغط في الهواء الموجود بداخلهما؛ حيث يندفع إلى الخارج.

 

وهناك تنفُّسٌ إرادي، فيستطيع الإنسان بإرادته أن يحدث شهيقًا إراديًّا أو زفيرًا إراديًّا، والمنبه لهذا أيضًا غاز ثاني أكسيد الكربون وتراكمه بالدم، فلعبُ الرياضةِ وبذلُ المجهود يُؤدِّي إلى سرعة عملية الأكسدة، وخروج نواتج هذه العملية، فيتطلب هذا سرعةَ النفس للتخلُّص من الزوائد المضرَّة بالجسم، وكذلك لو غطَّى الإنسان رأسَه بالغطاء قلَّ الأكسجين وكثر غاز ثاني أكسيد الكربون، وتزداد حركات التنفس دون أن يشعر، هذا ونحن لا ندري!

 

فهذا ما يحدث للذين يختَنقون في الحمَّام أحيانًا بسبب استخدام وقود غازيٍّ، يُسبب ارتفاع نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو، وبالتالي في الدم، وبالتالي يتوقف التنفس، فيدخل الإنسان في غيبوبة ثم يموت.

 

هذا الإعجاز الرباني الذي عجز أمامه العلم الحديث، وسبحان الله! تنام العين وعين الله لا تنام، وصدق ربُّ العزة إذ يقول: ﴿ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [الذاريات: 21].


فلأهمية هذا الجهاز نجدُه داخل تجويفٍ وصندوق مُحكَم الغلق، وهذا الصندوق يتكوَّن مِن العمود الفِقْرِي والضلوع والقفص، وما يتصل بها من عضلات، في حين تتكوَّن قاعدته مِن حاجز عضلي قوي يُعرَف "بالحِجاب الحاجز"، وهو يفصل التجويف الصدري عن التجويف البطني.

 

التنفس الصناعي:

هذه الطريقة أذكرُها لتعريفِ كل إنسان بكيفية القيام بعملية التنفس الصناعي لإنقاذ أخيه الإنسان من الهلاك، وهي إسعافات أولية حتى يحضر الطبيب.

 

ففي بعض الحالات تتوقَّف الحركات التنفُّسية، ويُصبِح الإنسان مُشرفًا على الموت، كما في حالات الغرق، أو انهيار الجسم تحت تأثير المُخدِّر (البنج)، فيلزم عندئذٍ الإسراع في إعادة حركات التنفس إلى حالتها الطبيعية، عن طريق التنفس الصناعي؛ إنقاذًا لحياة المريض قبل فوات الأوان، والطريقة كما يلي:


يُمدَّد المريض على الفراش، أو على الأرض، ووجهه إلى أسفل، ورأسه يكون متجهًا إلى أحد الجانبين، ثم تُوضَع وسادةٌ أو لفة من القُماش تحت المَعِدَة، ويتم التأكد من إخلاء الفم والجزء العلوي من الممرِّ التنفسي مِن أية عوائق تُغلِق هذا الممر؛ كالطين أو الطمي أو الأعشاب.

 

ويركع الشخصُ المُنقِذ بركبتَيْه على الأرض، إما في مواجهة المريض، وإما بجواره؛ بحيث يتَّجِه وجهُه إلى رأس المريض، ثم يضع يدَيْه مستقيمتينِ فوق الضلوع السفلية؛ واحدة على كل جانب من جانبي العمود الفِقْري، ويتم الضغط على صدر المريض، ويدفع المنقذ ضغط يدَيْه إلى الأمام، ثم يرفع الضغط على صدر المريض ببطء للخلف، ويتم تَكرار هاتين الحركتين الأمامية والخلفية كلَّ أربع أو خمس ثوانٍ، وقد تستغرق هذه العملية نصف ساعة أو أكثر، إلى أن يعود إلى التنفس الطبيعي، وعندما يستعيدُ المريض تنفُّسَه يقلِبُ جسمَه ليصير نائمًا على ظهرِه، ثم تنشط دورته الدموية بتدليكِ اليدين والرِّجلين في اتجاه القلب، مع تدفئته وإعطائه قليلًا من الشراب الدافئ.

 

وهناك طريقةٌ أخرى، وهي الفم إلى الفم، وهي ما يطلق عليها قُبْلة الحياة؛ إذ يقومُ المُسعِف بتمديدِ المصاب على ظهرِه، ويجلس على ركبتَيْه، واضعًا إحدى يديه فوق جبهة المصاب، ويضغط قليلًا إلى الخلف بينما تكون اليد الأخرى تحت الرقبة لترفعها قليلًا، فيساعد ذلك على فتح المسالك الهوائية، ويمنع سقوط اللسان فيها، ثم يأخذ المُسعِف نَفَسًا عميقًا، ثم يقوم بسدِّ فَتْحَتَي الأنف باليد الموضوعة على الجبهة حتى لا يتسرَّب الهواء منها، ثم يضع فمَه بإحكام فوق فم المصاب، وينفخ بقوة، فيدخل الهواء إلى رئتَيْه، ويستدل على ذلك مِن تحرُّك صدره إلى الأعلى، وهذا يُمثِّل دَوْرَ الشهيق في عملية التنفس، ويُكرِّر النفخ أربع مرات متتالية؛ بحيث لا يترك مجالًا لرئتَي المصاب أن تُفرغ من الهواء المنفوخ.

 

يرفع بعدها المُسعِف فمَه فيخرج الهواء تلقائيًّا مِن رئتي المصاب فيحدث الزفير، ويُكرِّر ذلك ما بين 15 - 18 مرة بالدقيقة، وهناك طرقٌ كثيرة، ولكن نكتفي بهذا القدر للإسعاف الأَوَّلي.

 

مضارُّ التدخين على جهاز التنفس:

تبدأ مشكلة المدخِّن المرضية بسببِ عجز دمه عن حمل كمية كافية من الأكسجين إلى خلايا الجسم وأجهزته، وبسبب احتوائه في الوقت ذاته على كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون.

 

وعند المدخنين يتأذَّى جهاز التنفس لدرجة كبيرة؛ لأن دُخَان التبغ يُلامِس أنسجة هذا الجهاز ملامسةً مباشرة، ونظرًا إلى ما يَحْوِيه هذا الدُّخَان مِن مواد سامَّةٍ ومؤذية، فإنه يُخرِّب أنسجة هذا الجهاز الحيوي الحسَّاس ويُؤذيها مع كل سيجارة مستهلَكة، فلو أخذنا مقطعًا مِجهريًّا من رئة أحد المدخِّنين، أو من الغِشاء المُبطِّن للقصبات الرئوية، وفحصناه تحت الِمجهَر - لرأينا بأعينِنا ذرات القَطِران السوداء تنتشر بالآلاف في المساحة المِجهَرية المضيئة، وهذا مما يَعوق الرئة عن القيام بعملها بالشكل المطلوب.

 

ومن بعض آثاره السيئة:

• إصابةُ الرئة بالتهابات حادَّة متكرِّرة، تتحوَّل إلى التهاب مُزمِن؛ مما يؤدي إلى تمزُّق الجدران الرقيقة بين الحويصلات الصغيرة؛ مما يؤدي إلى اتِّحاد عدَّة حويصلات لتُكوِّن تجويفًا واحدًا كبيرًا، فتصبح أقلَّ عددًا وأنقصَ مرونةً، فتخف مقدرتها على العمل؛ مما يؤدي إلى قلة كمية الأكسجين التي تَعبُر مِن هواء التنفس إلى الدم، وكذلك نقص كمية ثاني أكسيد الكربون الخارج إلى الهواء.

 

• عرضة المدخِّنين للإصابة بالرَّبْو المُزمِن، ويؤكد الأطباء أن التدخين يُخفِّف المقاومة ضد الإصابة بمرض السلِّ الرئوي.

 

• أثناء ممارسة التدخين يحدُثُ اضطرابٌ وخللٌ في عملية التنفس، فتطول فترة الزفير عن فترة الشهيق، والطبيعي أن يحصل العكس، ويؤكد الأطباء أن هذه الآلية تحدث حتى لو ترك الإنسان السيجارة مشتعلةً بين شفتَيْه دون أن يمارس عملية التدخين بشكلها المألوف.

 

يصاب المدخن بمرض النفاخ الرئوي (الأمفيزيما)؛ مما يفقد الرئة جزءًا مهمًّا من قدرتها على أداء عملها.

 

• الدُّخَان يؤدي إلى زيادة الإفرازات المُحمَّلة بالميكروبات والجراثيم التي تَعُوق عمل الأهداب الربانية عن القيام بوظائفها.

 

• إن أسوأَ نوبات السُّعالِ عادةً هي تلك التي تحدُثُ في الصباح عندما يستيقظ المدخِّن، وقد تجمع في قصباته مقدار وافر من كل الإفرازات، وبمجرد نهوضه من سريره تبدأ المفرزات بالتحرك، فتتحرَّك الأهداب بصعوبة وعجز، منبِّهة الرئة إلى ضرورة طردها، فتبدأ نوبات السعال الشديدة لطرد تلك المُفرَزات في اتجاه الخارج، ومع ذلك نجد للأسفِ المدخِّنَ وهو في أشد نوبات السعال يُخرِج سيجارته ويُشعِلها وكأنها الدواء الشافي!

 

• هذا بالإضافة إلى الآثار الناجمة عن ضرر الجهاز التنفسي الذي بدوره يؤذي الأجهزة الأخرى؛ ذلك لأن عملية التبادل للغازات غيرُ قائمة على الوجه الصحيح، فيزيد ثاني أكسيد الكربون في الدم، والأكسجين يقلُّ بدوره في الدم، عكس ما يكون طبيعيًّا، وهذا بدوره يُقلِّل عمليات الأكسدة الموجودة بالجسم، وينتج عنه عدم اتِّزان الأجهزة؛ لأنها لا تقوم بوظائفِها الطبيعية؛ مما يؤدي إلى اضطراب صحةِ الجسد بصفة عامة، والشعور بالإجهاد لأقل مجهود.

 

• ونذكر أخيرًا ما يُكتَب على عُلَب التدخين من الشركات المصنِّعة، وهي أكثر معرفةً بما يؤثر على صحة الإنسان، وهو في الوقت نفسه إقامة حجة على العقلاء، بأن للتدخين آثارًا مدمِّرة قد تؤدي إلى الوفاة، وإحداث سرطانات بالرئة، وخفض الدم، وفي الآونة الأخيرة نجد مرسومًا على عُلبة السيجارة (سيجارة فيها انحناء، وأخرى إنسان في الإنعاش، وأخرى جنين مُشوَّه) ... إلخ.

 

ولآثاره السيئةِ قامت بعض الدول الإسلامية بإصدارِ فتاوى بتحريمِ التدخين، ولكن التوعية بأسباب التحريم وبيان مضارِّه ما زالت تحتاج منا إلى مزيدٍ من التوضيح، ليس فقط بمنعه في الدوائر الحكومية والأماكن العامة والمواصلات، بل على الإعلام أن يقوم بحملات توعية لمكافحة التدخين بدلًا من الترويج له، وعليه بيان أن المدخِّن السلبي الذي يجلس مع المدخِّنين يقع عليه ضرر أكبر، فالإعلام مهمٌّ حتى يحيا شبابُنا وأطفالنا وشيوخنا ونساؤنا حياةً مليئة بالصحة والعافية، وهذا واجبٌ على كل إنسان عاقل تجاه أخيه المُدخِّن أن يدعوَه بالحكمة والموعظة الحسنة بترك هذا الأذى.

 

كيف تُقلِع عن هذه العادة الضارة؟

التدخين داءٌ وبلاء يَسلُب العقل ويدمر الصحة.


عندما نتأمل أحوال المدخنين، فإننا نجد العجب العجاب؛ فبعضهم يُدخِّن في حالات السرور ليزيد مِن متعته وسروره, وبعضهم يُدخِّن في حالات الغضب ليُخفِّف من غضبه وانفعالاته, وآخرون يُدخِّنون استكمالًا لمظهرِهم الاجتماعي، وغيرهم يدخن إرضاءً للأصحاب!

 

ويعتقد غالبيةُ المدخِّنين أن التدخين يُحسِّن حالاتهم النفسية والجسمية، ويُفرِّج همومهم الصغيرة والكبيرة، ويعتقد بعضهم أنه يُساعِدهم على تحمُّل أعباء الحياة، وحل مشاكلها؛ حيث يتصور أن حرق السيجارة ونفخَ دُخَانِها في الهواء عمليةٌ تساعده على تجاوز صعوبات الحياة ومشاكلها.

 

لم تَعُدِ اليومَ أضرارُ التدخين الصحية المُروِّعة أمرًا قابلًا للنقاش؛ فجميع الهيئات الصحية العالَمية تُؤكِّد أن التدخين يُضِرُّ بالمدخِّن ضررًا فادحًا, وللأسف فالمدخِّن لا يُصاب بالأمراض والأذى وحدَه، بل يتجاوزُه ليشمَّ مَن هُم حولَه؛ كأسرته وأولاده وأصحابه, فالتدخينُ يضعف الجهاز المناعي للجسم، فلا يستطيع مقاومةَ الأمراض بشكلٍ عامٍّ، فإذا أُصيب المدخِّن بمرضٍ ما، فإنه يكون أشدَّ ضررًا مَن وقْعه على غيره.

 

وأنا أُخاطب في هذا المقال الإخوةَ المدخِّنين بمنطق العقل المجرد، وأقول لهم:

إن الله تعالى خلق الإنسان وركَّب فيه العقل ليعرِفَ ما يضره وما ينفعه, فيذهب المدخِّن بنفسه وعقله إلى شراء الدخان الذي يعلم علمَ اليقين أنه نَبْتٌ خبيث، وشراب لعين، وأنه سيكون سببًا في وفاته, وللأسف أقام أهلُ الكفر الذين صنعوا هذا النبت الخبيث الحجةَ على المدخِّنين؛ حيث يكتبون على كل علبة سجائر: "التدخين ضارٌّ جدًّا بالصحة، ويُسبِّب السرطان والوفاة"! ومع ذلك نجد المدخِّن لا يأبَهُ، متجاهلًا ما قاله خالقُه سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾ [البقرة: 195]، وفي الحديث: ((لا ضَرَرَ ولا ضِرارَ))؛ (رواه ابن ماجه).

 

عدد المدخنين:

بلغ عدد المدخنين في أواخر القرن العشرين أكثرَ مِن (مليار رجل، و200 مليون امرأة)؛ أي: ما يعادل رُبُعَ سكَّان الأرض تقريبًا، وتقدَّر الخسائر المادية التي تدفعها البشرية نتيجةَ التدخين بأكثر مِن (200 مليار دولار سنويًّا)، وتذكُرُ الإحصاءات الصادرة مِن منظمة الصحة العالَمية أن التدخينَ أدَّى إلى وفاة (60 مليون شخص) خلال النصف الثاني من القرن العشرين.

 

التدخين بالإكراه:

وهو ما يسمَّى بالتدخين السلبي، فمِن بين كل 6 سيجارات يُدخِّنها المدخِّن في غرفةٍ مُغلَقة، ينال كل واحد ممَّن حوله تأثير سيجارة كاملة, وقد ذكرَتْ بعضُ الدراسات أن مُعدَّل إصابة زوجة المدخن بسرطان الرئة يزيد (6 أضعاف) عن معدل إصابة الزوجات اللواتي لا يُدخِّن أزواجُهن.

 

ولكيلا يطول بنا المقام، فسوف نتناول أضرار التدخين الصحية بإيجاز واضح، عسى أن يقرأها بعضُ المدخِّنين، فيتخلَّى عن عادة لا تَجلِبُ له إلا الضرر.

 

أضرار التدخين:

1- كلما بدأ المرءُ بالتدخين في سنٍّ مبكرة، ازداد ضرر التدخين عليه.

 

2- كلما زاد المدخِّن من عدد السجائر المستهلَكة في اليوم، أصبح الخطرُ أكبرَ.

 

3- يزداد خطرُ التدخين على المدخِّنين الذين يُعانون مِن بعض الأمراض؛ مثل: السكري، وارتفاع ضغط الدم، والسِّمنة، والقصور الكُلَوي، وغيرها.

 

4- يزدادُ الضرر الناتج عن التدخين كلما كان جسمُ المدخِّن ذا بِنْية ضعيفة متهالكة.

 

5- يزداد الضرر الناتج عن التدخين عند المصابين بسوء التغذية ونقص الفيتامينات والمعادِن.

 

6- يزداد الضرر الناتج عن التدخين عند المرأة التي تأخذ حبوب منع الحمل.

 

والأمراض التي يُسبِّبها التدخين لا تُحصى ولا تُعَد؛ ومنها على سبيل المثال:

 

سرطان المريء، الاضطرابات العقلية، الأمراض الجلدية (مثل عدم التئام الجروح)؛ حيث يعمل التدخين على موتِ الأنسجة الحية، والسبب يرجع إلى أن النيكوتين الذي يوجد داخل السيجارة، يعمل على تمدُّد نسيج الأوعية الدموية، وبالتالي تكون كمية الأكسجين أقلَّ، وكذلك يساعد التدخين على زيادة أول أكسيد الكربون في الهيموجلوبين، فيؤدي إلى تجمُّع الصفائح الدموية ولزوجة الدم.

 

ولذلك ينصَحُ جرَّاحو التجميلِ مرضاهم بالتوقف عن التدخين لمدة لا تقل عن الأسبوع قبل إجراء الجراحات الترقيعية بوجهٍ خاص.

 

ومِن الأمراض أيضًا التجاعيدُ المبكِّرة، وهي ما يطلق عليها "وجه المدخِّن أو جلد السجائر"، وهو جلدٌ لونه رمادي ساحب مُجعَّد، ويوجد به بثرات سوداء الرأس، والتهاب الغُدَد العِرقية، وإفراز عَرَق به صديد، وسرطان خلايا الجلد، والميلانوما، وهو مرض سرطاني خطير، وأورام الأعضاء التناسلية، وهو يطلق علية أيضًا اسم أورام الأعضاء الخمسة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • النفس والتدخين
  • في الصوم علاج لأمراض الجهاز التنفسي وتنشيط وتنظيم لعمل الرئتين
  • أخطار التدخين
  • التدخين شر ووبال (خطبة)
  • خطبة حول التبغ والتدخين ورسائل حوله
  • كيف تتخلص من التدخين؟

مختارات من الشبكة

  • أسلمة العلوم.. من أجهزة جسم الإنسان " الجهاز العظمي"(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أسلمة العلوم .. من أجهزة جسم الإنسان "الجهاز العصبي"(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أسلمة العلوم .. من أجهزة جسم الإنسان "الجهاز الدوري"(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من أجهزة جسم الإنسان "الجهاز البولي"(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • خلاف مع أختي(استشارة - الاستشارات)
  • الجهاز العصبي للإنسان(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الإعجاز العلمي في الجهاز الهضمي العلوي: الفم، البلعوم، المريء، المعدة (PDF)(كتاب - ثقافة ومعرفة)
  • دراسة علمية تبرز التأثيرات الإيجابية للصوم على الجهاز المناعي(مقالة - ملفات خاصة)
  • الجهاز الهرموني ..آية من آيات الله(مقالة - موقع د. محمد السقا عيد)
  • الصوم وصحة الجهاز الهضمي(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب