• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / في الاعتكاف
علامة باركود

غصون رمضانية (20) الحبس المحمود

غصون رمضانية (20) الحبس المحمود
عبدالله بن عبده نعمان العواضي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/6/2016 ميلادي - 19/9/1437 هجري

الزيارات: 5253

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحبسُ المحمود

غصون رمضانية (20)


في زحمة الحياة، وفي ضجيجها المستمر يتفرق القلب، وتغمره القسوة، وتتوزعه متاهات الهموم المعيشية، فتعلوه الظلمات، وتميله الشهوات، ويلجّ في وادي الغفلة السحيق، فيصير مريضًا، أو قاسيًا، أو مقفلاً، أو مطبوعًا عليه، أو ميتًا. وصاحبه إذا لم يتداركه هوى به إلى الهاوية، وندم على تركه علاجَه حتى فات الأوان. لكن المؤمن الحصيف يظل حارسًا لقلبه، مرابطًا على تخومه، مترصدًا لعدوه، يتفقد أحواله فينة بعد فينة، ويترقب الفرص التي تُغسل فيها القلوب، وتُزاح عنها حُجب الغفلة، وترتفع فيها درجات الإيمان، وتستوي في مغانيها سوقُ اليقين، وتتفرع في رحابها غصون الحياة، فتجني الجوارحُ ثمرَ العمل الشّهي، واستقامةَ الحال يوم أن استقام سيدُ الأعضاء.

 

وفي هبوب رمضان الخير تَنسم نسمةٌ زكية تحمل فرصةً عظيمة يُلَمّ فيها شعثُ القلب بعد ذلك الشَّعاع الكثير، هذه الفرصة هي: الاعتكاف في بيت من بيوت الله تعالى تحبس فيه النفس عن مشاغل الدنيا ومذاهلها. هذا الحبس الذي تولع به الأرواح المتقية، وتظل تنتظره طوال العام بشوق؛ لما تجده فيه من لذة المناجاة، وطيب الملاقاة، وحلاوة الضراعة، وسعادة الأُنس بالله تعالى، وفرح الخلوة للعبادة الكثيرة الخاشعة في خير زمان، وخير مكان.

 

في تلك الليالي المنيرة، وأيامها المشرقة ينتصر المعتكف الصادق على هوى نفسه، وهوى أهله، وهوى من له ببقائه في خضم الدنيا مصلحة، فيخرج بقلبه وروحه إلى زمزم رمضان؛ ليتضلع من نميره العذب فيكون طعامَ طُعم، وشفاء سقم.

 

في ذلك المكان الطاهر البهي يجد زمنًا يخلو فيه بربه، فيناجيه ويدعوه، ويعبده ويرجوه، ويبوح له بحاجاته، وأشواقه:

وأخرج من بين البيوت لعلّني *** أحدّثُ عنك النفسَ بالليل خاليًا[1]

 

في تلك الحال من السمو الروحي تتجلى عظمة العبادة الخالصة، ويذوق العابد ألذَّ ما في الحياة، ويعرف أن الحياة إنما هي هُنا، وأن ما سواها مرض أو موت.

حبيبي يا هوى نفسي وروحي
طبيبي يا شفاْ قلبي المُعنَّى!
أتيتُك والمُنى شوقًا لِيلُفِي
فؤادي في لقائك ما تمنّى

 

في تلك الزاوية المنفردة يحسّ العبد المنيب تحت خبائه باتساع الحياة مع الله تعالى، وضيقها مع البشر، ويرى الغباء ماثلاً في الانصراف عن هذا الأفق الرحب إلى ما يشغل الروح عن بارئها، والجوارح عن أسباب راحتها، ويقول: أين نحن من هذا النعيم الذي نستطيع أن نجد فيه الحياة الحقيقية لو أردنا، لماذا أعرضنا عنه، وذهبنا نبحث عن الراحة في مضايق الشقاء، وننقب عن السعادة في دياجير الظلماء؟!

 

أين الذين اسودت الدنيا في وجوههم، وكستهم المصائبُ أثوابَ الأحزان والهموم؟ فرّوا إلى الله تجدوا الفرج، وتروا المخرج، أخرجوا من سَمِّ الخيط إلى الفضاء الأرحب ﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾ [الذاريات: 50].

طَامِنْ حَشَاكَ فَإِنَّ دَهْرَكَ مُوقِعٌ
بِكَ مَا تُحِبُّ مِنَ الأَمُورِ وَتَكْرَهُ
وَإِذَا حَذرْتَ مِنَ الأُمُورِ مُقَدّراً
فَفَرَرْتَ مِنه فنحْوَهُ تتوجَّهُ[2]

 

إن الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان سُنة نبوية فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفعلها أصحابه، وفعلها ويفعلها الصالحون من بعدهم، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، فكنت أضرب له خباء فيصلي الصبح، ثم يدخله) [3].

 

فمن تيّسر له فعلُه فلا يفوّت على نفسه هذا الخير؛ فهو غُنم كبير في وقت يسير، ومن لم يقدر عليه كله فلا يترك بعضه، ولو ساعات قليلة يحلق بها في جوّ الصفاء الروحي.

 

ولكن الذي يروم تحقيقَ مقاصد الاعتكاف، والوصولَ إلى أهدافه المنشودة عليه أن يختار المكان الذي يخشع فيه، ويقلّ فيه الضجيج ولقاءُ الناس، ويستطيع فيه اعتزالَ الناس ليخلو بربه متفكراً ومتأملاً، وتاليًا ومتدبراً، ومتضرعًا وداعيًا، وذاكراً وباكيًا على تفريطه، ومشتاقًا إلى لقاء ربه.

 

وبعد هذه الرحلة الإيمانية التي حاز فيها المعتكف الصالح على شحنة إيمانية عالية يعود إلى أهله وقد تجدد إيمانه، وتلألأت أنواره، فيفرح مرتين: مرة بإتمام طاعته، ومرة بلقاء أهله ومحبيه.

 

والمعتكف الفائز لا ينسى تلك الليالي المقمرة، والأيام النضرة التي عاشها بين أحضان الاعتكاف؛ فلذلك يجعلها نبراسًا له يضيء طريقه في مستقبل أيامه، ويعدّ ذلك الزمن المبارك النَّدي الذي عاشه هناك قدوةً يميل إليه ولا يميل عنه:

قال حبيب بن أوس:

وكانَ أغضَّ في عيني وأندى *** على كبدي من الزهرِ الجنيِّ [4]

وقال غيره:

وعهدي به عذبَ الجَنَى ناعمَ الذُّرى *** تَطِيبُ وتنَدى بالعشيِّ أصائلُهْ[5]



[1] ديوان مجنون ليلى (ص: 141)

[2] البيتان لابن الرومي، شرح كتاب الأمثال (ص: 454).

[3] رواه البخاري.

[4] ديوان أبي تمام (ص: 402).

[5] أمالي القالي (ص: 191).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • غصون رمضانية (15) أيادي الندى
  • غصون رمضانية (16) سوق رمضان
  • غصون رمضانية (17) مطبخ رمضان
  • غصون رمضانية (18) شرك الإعلام
  • غصون رمضانية (19) البيت الرمضاني
  • غصون رمضانية (21) عشر السابقين
  • غصون رمضانية (22) عروس الليالي
  • غصون رمضانية (23) لحظات القرب
  • غصون رمضانية (24) أفنان التيسير
  • غصون رمضانية (25) سارق الصوم

مختارات من الشبكة

  • غصون رمضانية (30) شروق العيد(مقالة - ملفات خاصة)
  • غصون رمضانية (29) وداع الحبيب(مقالة - ملفات خاصة)
  • غصون رمضانية (28) طهرة الصائم(مقالة - ملفات خاصة)
  • غصون رمضانية (27) نسيم التغيير(مقالة - ملفات خاصة)
  • غصون رمضانية (26) شهر الحب(مقالة - ملفات خاصة)
  • غصون رمضانية (14) سلاح المؤمن(مقالة - ملفات خاصة)
  • غصون رمضانية (13) رسول القلب(مقالة - ملفات خاصة)
  • غصون رمضانية (12) صيام السمع(مقالة - ملفات خاصة)
  • غصون رمضانية (11) صيام اللسان(مقالة - ملفات خاصة)
  • غصون رمضانية (10) صيام القلب(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 24/11/1446هـ - الساعة: 12:14
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب