• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / مكتبة المخطوطات / ثمرات المواقع
علامة باركود

الخفي من المخطوطات في المملكة المغربية

د. محمد حامد الحاج خلف


تاريخ الإضافة: 26/12/2012 ميلادي - 12/2/1434 هجري

الزيارات: 22120

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الخفي من المخطوطات في المملكة المغربية

مخطوطة كاملة فريدة نادرة، في ملكية العلامة: محمد المنوني[1]، رحمه الله

لكتاب: [الفوائد المحصورة في شرح المقصورة]

لمحمد بن أحمد بن هشام اللخمي السبتي المتوفى (577 ﻫ/ 1181 م)

 

 

إضاءة على الموضوع

في البداية تحية لمجلة "التاريخ العربي" التي تراهن على دور التاريخ بوصفه وسيلة، والمعرفة التاريخية لتكون منهجاً وتنظيراً، يساهم في خوض غمار مواجهة الغزو الثقافي وسلبيات العولمة، وكسب معارك التنمية في مختلف أشكالها الإنسانية، وفي إطارها المحلي والعالمي [2].

 

إن الإيمان بفاعلية العلوم الإنسانية، والتسليم بأن دورها لم ينته ونشر ثقافة تاريخية عربية رائدة، يحقق حماية أشمل لمقومات هويتنا العربية الإسلامية. ومخطوطاتنا هي أهم هذه المقومات، وفي العناية بها وتحقيقها وشرحها ودراستها، وتطوير عرضها في الشكل والمضمون بمنهجية علمية دقيقة ونشرها ونقدها ستساهم في إعادة تكوين العقل العربي، وإعطائه الدور الريادي.

 

وتراثنا الإسلامي المخطوط باللغة العربية، أو بحروف عربية في اللغات السامية، أو بكلمات عربية بحروف لاتينية امتاز بالسعة وغزارة نتاجه وتنوعه. «وهو تراث فكري ضخم لا نجد له مثيلاً عند الأمم الأخرى، ولا في أي لغة من لغات البشر»[3]. وتتراوح أرصدة المخطوطات العربية المحفوظة في مختلف خزائن العالم ما بين ثلاثة إلى خمسة ملايين مخطوط بينما لا تتجاوز المخطوطات اليونانية خمسين ألف مخطوط، وتتراوح المخطوطات اللاتينية بين ثلاثمائة ألف وخمسمائة ألف مخطوط [4]. والمغرب يشكل أكبر مراكز تجمع هذه المخطوطات، ويعتقد الباحثون في مجال المخطوطات أن المغرب يحتفظ في بعض الخزانات العامة ضمن الأرصدة التي لم تفهرس بعد في خزانات أخرى مخطوطات خاصة بكتب الإغريق واللاتين، التي نقل بعضها إلى اللغة العربية، والتي لا توجد في أي بلد عربي آخر.

 

ومما يدل على هذا اهتمام الباحثين الأوربيين بهذه المخطوطات، وبحثهم عنها في بلاد المغرب، وحصولهم على ما تعذر الحصول عليه من مخطوطات عربية غير مترجمة في جهات أخرى... منها الوثيقة التاريخية للمؤرخ اللاتيني تيتوس ليفوس صاحب العشريات. فقد بحث عنها باي لعباسي ثم المستشرق ليفي بروفنسال فلم يجدها، مع أن: بروفنسال أكد من جهته أن المؤرخ ابن خلدون قد قرأ هذا الكتاب في ترجمته الكلية أو الجزئية إلى العربية، واستقى منه الأخبار المتعلقة بواقعة كان (Canne) التي جرت سنة (216 ق. م)، وهزم فيها هنيبال عساكر الرومان [5]. وقد أرجح الأستاذ الدكتور أحمد شوقي بنبين مصادر هذه المخطوطات في حديثه عن: «وضعية المخطوط في المغرب قديماً وحديثاً» [6] إلى عناية الملوك العلويين بنوادر المخطوطات ونفائسها، وبذل الغالي والنفيس في سبيل الحصول عليها وجلبها من جميع دول المعمورة وضرب لذلك مثلاً: أن المنصور الذهبي السعدي، كان يطلب الكتب من استانبول والقاهرة وإشبيلية وشبه الجزيرة العربية وغيرها من البلدان، وكانت أكبر هدية يتلقاها من سفرائه وأقاربه ووزرائه هي كتاب مخطوط، أو مخطوطة مصحف نادرة.

 

لكن قدسية الورقة المكتوبة، لم تقتصر على ملوك المغرب، وإنما هي سلوك عام عند المغاربة، تمثل اهتمامهم بها في حفظها بعيدة عن أيدي العابثين، والحرص على جلبها - فالكلمة المكتوبة أيضاً ضالة المؤمن يلتقطها أينما وجدها. وكانت رحلات الحج التي اشتهروا بها فرصة ثمينة لتلقي العلم، وإحضار المخطوطات من الشرق، فأصبحت الزوايا، وهي معاقل علم وإيمان، ودفاع عن الإسلام، تضم كنوز مخطوطات عربية أصبح بعضها مفقوداً، بسبب موجة الاجتياح الهمجية التي حلت بالشرق [7]، في أوقات متعددة، نذكر منها ما حدث لمخطوطة "الدلائل على معاني الحديث بالشاهد والمثل" لقاسم بن ثابت السرقسطي (-302 ﻫ) [8] التي كانت موجودة في المدرسة الضيائية العمرية، التي بناها الشيخ ضياء الدين أبو عبد الله المقدسي (-643 ﻫ)، وجعلها دار حديث[9] في صالحية دمشق، فتعرضت للنهب والسطو على يد التتار بقيادة قازان سنة 699 ﻫـ [10]، وقد وجد المجلدتين الثانية والثالثة المرحوم إبراهيم الكتاني في خزانة الزاوية الناصرية بـ(تمكروت) في جنوب المغرب، على بعد (800) ثمانمائة كيلومتر عن الرباط، فأودعها الخزانة العامة، بينما لا تتوفر سوى مجلدة.

 

واحدة لهذه المخطوطة في أماكن أخرى. واحدة في الظاهرية في دمشق والأخرى بمكتبة راغب باشا في استانبول. وقد نجد المجلدة الأولى المفقودة منها، إذا تمت فهرسة خزائن الزوايا التي يقدر عددها في منطقة سوس بـ(120) مائة وعشرين زاوية، أو في خزائن المشايخ الخاصة المحجوبة عن الأنظار، وهي كثيرة جداً، ويعتقد أن في هذه المنطقة أكثر من مائة ألف مخطوط. ومن بشائر الخير قيام عدد من الباحثين المجدين من أساتذة جامعة ابن زهر في أﮔﺎدير بإنشاء "مركز سوس للحضارة والتنمية" في أكتوبر 2004 م، وعقدت فيه ندوة دولية أولى في الفترة من 16-17 ربيع الأول 1426 ﻫ/ 25-26 أبريل 2005 م بعنوان: "المخطوط العربي والهوية الحضارية". وشارك فيها نخبة من الباحثين في مجال علم المخطوطات من هولندا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا والسعودية وسوريا[11] والكويت والمغرب، ويشغل عدد منهم مواقع هامة في رئاسة أقسام المخطوطات في بلادهم، ولكي يقوم المركز بحصر التراث المخطوط وترميمه وفهرسته، فإنه يحتاج إلى دعم المؤسسات ذات الاهتمام المشترك بتوفير المواد الأولية للترميم، وإقامة الدوريات التدريبية في الترميم والفهرسة بعد وضع خريطة لمختلف الزوايا، وأخرى لمكتبات المخطوطات الخاصة بالشيوخ وجمعها أو تصويرها في المركز مع المحافظة على حقوق أصحابها ونسبة المجموعات إلى أصحابها بأجنحة خاصة تحمل أسماءهم، وتقديم التعويض المناسب لهم في إطار من الثقة المتبادلة.

 

فإذا كانت زاوية: (بزو) وهي في مدينة صغيرة في جبال الأطلس، قد ضمت بين حناياها نسخة يتيمة لكتاب: "البرصان والعميان والعرجان والحولان..." للجاحظ، فإن الخزانات الخاصة لعلماء المغرب، تضم في بعضها مخطوطات قل نظيرها، ومخطوطات يعتقد أنها مفقودة، أو مخطوطات كاملة، وفي الكشف عنها مساهمة في التعرف على هوية حضارتنا الإسلامية، وفهم الشخصية الإسلامية التي أدركت العالم المحيط بها دون الذوبان فيه، ورسمت لنفسها وللبشرية طريق الهداية.

 

ومن هذه المخطوطات القيمة المخطوطة الكاملة الفريدة النادرة لكتاب: "الفوائد المحصورة في شرح المقصورة" لابن هشام اللخمي السبتي، التي تفضل العلامة المرحوم محمد المنوني - رحمه الله - فمكنني من تصوير نسخة خزانته الخاصة. وفيما يلي عرض موجز للتعريف بالكتاب دراسة وتحقيقاً. وأتحدث فيه عما يلي:

• لمحة تاريخية عن الأندلس في عصر ابن هشام اللخمي السبتي، ولمحة أخرى عن سبتة.

• التعريف بمؤلف الكتاب، وأهم شيوخه وتلاميذه وثقافته وآثاره وموقع هذا الكتاب بين آثاره.

• الكتاب: اسمه، والدافع إلى نظم المقصورة، ودافع ابن هشام للقيام بشرحها، ومنهجه في الشرح ومضمون الكتاب ومصادره.

• مخطوطات الكتاب.

• منهجنا في التحقيق.

• خلاصة.

 

"الفوائد المحصورة في شرح المقصورة":

لمحمد بن أحمد بن هشام اللخمي السبتي (577 ﻫ/ 1181 م)، تحقيق ودراسة. «... اعتنى بشرحها كثيرون، والأجود من شروحها وأبسطها شرح الفقيه أبي عبد الله محمد بن أحمد السبتي المعروف بابن هشام».

(حاجي خليفة، كشف الظنون، ج 2، ص. 1808).

 

لمحة تاريخية عن الأندلس في عصر ابن هشام اللخمي

في أوائل القرن الخامس الهجري كان يتولى معظم الولايات الأندلسية نفر من بني عامر، وعندما انعدمت السلطة المركزية في قرطبة استقلوا [12] بولاياتهم. وكان القرطبيون يحاولون أن يؤيدوا الخلفاء الأمويين بزعامة رئيسهم أبي الحزم جهور بن محمد جهور المتوفى سنة (435 ﻫ)، ولكنهم حينما يئسوا من العثور على شخصية قوية تستطيع النهوض بأمر الدولة، اجتمعوا في 12 من ذي الحجة سنة (422 ﻫ)، وقرروا إخراج آخر خلفاء بني أمية، وهو هشام الثالث الملقب بالمعتمد [13]، وبذلك الإلغاء ألغي رمز الوحدة، إذ وجد عمال النواحي والأطراف أنفسهم بلا خليفة.

 

«وتقاسموا ألقاب الخلافة، فمنهم من تسمى بالمعتضد، وبعضهم تسمى [14] بالمأمون. وآخر تسمى بالمستعين والمعتصم... إلى غير ذلك من الألقاب الخلافية» [15]، ولم يكن الواحد منهم زعيماً لطائفته، وإنما هو عامل أو أمير استبد بمنطقته. فلم يكن للواحد منهم جيش قوي يرد النصارى الذين طمعوا بهم وفرضوا عليهم الإتاوات[16]. ثم عم بلاد الأندلس صراع طويل بين الحكام المستقلين، ظهرت له نتائج إيجابية وأخرى سلبية. ومن النتائج الإيجابية محاولة كل إمارة مستقلة: «أن تكون بؤرة ثقافة وهالة رياسة» [17]. وكان للحكام دور فعال في تنمية الثقافة وتطويرها والتشجيع عليها.

 

وأكبر هذه الإمارات قرطبة وإشبيلية، وقد برز من فقهائها أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي المتوفى سنة (379 ﻫ) [18]، وأبو بكر ابن العربي المتوفى سنة (543 ﻫ)، وابن مضاء اللخمي القرطبي المتوفى سنة (592 ﻫ) [19].

 

وأما النتائج السلبية فمنها انقسام الأندلس: وهجرة العلماء. يقول غرسيه غومس: «وكان من الدلائل الواضحة على اضمحلال الأندلس مغادرة الكثيرين من أعلامه إياه إلى غير رجعة. فلم يعد الأندلسيون يخرجون إلى المشرق لطلب العلم ثم يعودون محملين بذخائر علومه، كما كانوا يفعلون قبل ذلك. وإنما أصبحوا يبرحون الأندلس بزاد حافل من المعارف الأندلسية وينشرونها في أقطار نائية»[20].

 

وإذا كانت إشبيلية مسقط رأس ابن هشام اللخمي قد عرفت ازدهاراً علمياً وأدبياً كبيرين في عهد بني عباد (414-484 ﻫ) [21] وبخاصة أثناء حكم المعتمد بن عباد (461-484 ﻫ)، فإن الاضطراب السياسي الداخلي والخارجي قد أدى في النهاية إلى انضمام إشبيلية إلى دولة الموحدين، وحمل بيعة أبنائها لسلطان الموحدين القاضي أبو بكر بن العربي سنة (541 ﻫ). ولعل هذا هو السبب في ارتحال ابن هشام اللخمي إلى سبتة التي استقطبت العلماء والأدباء في هذا العصر.

 

لمحة تاريخية عن سبتة

عرفت سبتة منذ الفتح الإسلامي للمغرب في القرن الأول من الهجرة تقلبات سياسية كانت تعكس تطور الأحوال في العدوتين المغرب والأندلس، إلا أنها ظلت مدينة علم وثقافة. فتلك كانت ميزتها البارزة وشعارها الدائم بين مدن العالم الإسلامي، وبذلك وصفها الجغرافيون والمؤرخون وكتاب السير[22].

 

وإن القرون الثلاثة الأولى التي أعقبت الفتح الإسلامي لسبتة يشوبها الغموض من الناحية الثقافية، إذ لا تمدنا المصادر بمعلومات دقيقة في هذا الصدد. فأكثر المصادر عن هذه الفترة قد ضاعت. كما أنها كانت مرحلة الانشغال في إقامة الدول الأولى بالمغرب كالدولة الإدريسية، وفي تبليغ الدعوة الإسلامية للبربر الذين أقبلوا على الدين الجديد بحماس، وكانوا بحاجة إلى من يعلمهم شعائره ومبادئه في السلوك والمعاملات والأخلاق[23].

 

ونظراً لما كان لسبتة من موقع جغرافي مميز وكونها المعبر الوحيد بين العدوتين في ذلك الوقت، فقد كانت بينها وبين الأندلس صلات مستمرة نشطت مع مرور الزمن بفعل تقلبات الأحوال السياسية في العدوتين. وفي أواخر القرن الخامس الهجري ازدهرت المدينة ثقافياً في ظل المرابطين الذين نجحوا في توحيد المغرب والأندلس بقيادة يوسف ابن تاشفين [24]. ومن أدلة هذا الازدهار ما قاله المعتمد بن عباد [25]: «اشتهيت أن يكون عندي من أهل سبتة ثلاثة نفر: ابن الغازي الخطيب[26]، وابن عطاء الكاتب [27] وابن مرانة الفرضي» [28].

 

واستمر نجم سبتة بالصعود في القرن السادس الهجري بعد أن أفل نجم المرابطين سنة (515 ﻫ) [29] بظهور الموحدين (515-580 ﻫ)، وبرز علماء في مختلف المجالات، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: القاضي عياض بن موسى بن عياض اليحصبي (544 ﻫ) في علم الحديث، والشريف الإدريسي أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله (560 ﻫ) في علم الجغرافية. أما في اللغة والأدب، فقد أصبحت بصرة علوم اللسان [30]. وعلى رأسها مدرسة ابن هشام اللخمي السبتي صاحب كتابنا الذي حققناه.

 

ابن هشام اللخمي السبتي الإشبيلي[31]:

هو محمد بن أحمد بن هشام بن إبراهيم بن خلف اللخمي النحوي اللغوي السبتي «كذا ذكره اﻟﺘﺠﻴﺒﻲ [32] في "رحلته"»[33]، وكنيته أبو عبد الله [34]. إن المصادر بصورة عامة ضنينة بالمعلومات التي تفيدنا عن نشأة ابن هشام اللخمي في إشبيلية، وعن الأسباب المباشرة التي أدت إلى ارتحاله عنها، والإقامة في سبتة، ثم العودة إلى موطنه الأول، وأهم ما وصلنا من المصادر القديمة قول ابن عبد الملك المراكشي: «هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هشام بن خلف اللخمي الإشبيلي سكن سبتة وتوفي بإشبيلية سنة (577 ﻫ)» [35]، وقال: «درس ما كان ينتحله من العلوم بسبتة طويلاً» [36]، ونظراً لإقامته الطويلة بسبتة فقد «جعله ابن الأبار منها غلطاً منه» [37].

 

وتتفق المصادر القديمة على ذكر صفتين بارزتين اتصف بهما هما: علمه وحسن خلقه. قال ابن عبد الملك المراكشي: «وكان نحوياً لغوياً ذاكراً أخبار الناس قديماً وحديثاً حسن الخلق»[38]. ثم ذكر بعد ذلك ما يبين تفوق ابن هشام في النحو على منافسه ابن طاهر الإشبيلي في المناظرة في مسائل من كتاب سيبويه قياسية ونقلية، ظهر فيها تفوق أبي عبد الله بن هشام على أبي بكر بن طاهر، واستظهر عليه في كل ما خالفه فيه بالنصوص الجلية والآراء المؤيدة بالحجج الواضحة، وبين حسن خلقه بقوله «ولما استقر ابن طاهر بمنزله بعث إليه ابن هشام بضيافة براً به» [39]. وقال عنه القفطي: «هو من أهل النحو والأدب... وممن يقول الشعر الحسن». وفي "المطرب من أشعار أهل المغرب" قصيدة في وصف (الخال) تدل على ثقافته اللغوية [40].

 

غير أنه يمكننا التعرف على تكوينه الثقافي من الكتب التي كانت تدرس في ذلك الوقت، والتي كانت أساسية في تكوين الفكر الأندلسي. وهذه الكتب تعرفنا بها كتب برامج العلماء ويمكننا أن نتخذ نموذجاً لها: "فهرسة ما وراه عن شيوخه من الدواوين المصنفة في ضروب العلم والمعرفة" [41].

 

ابن خير بن عمر بن خليفة أبي بكر الأموي الإشبيلي المتوفى سنة (575 ﻫ). وكان معاصراً لابن هشام اللخمي. وقد بدأ كتابه بذكر مروياته من الدواوين المؤلفة في علوم القرآن، مثل كتب القراءات والوقف والابتداء وناسخ القرآن ومنسوخه، والأحكام والتفسير، ثم أورد كتب الحديث الشريف وما يتصل به من علوم، ثم كتب السير والأنساب والفقه.

 

ويصل بعد ذلك إلى باب فيه (من كتب الأنحاء واللغات والآداب والشروحات، وأشعار العرب والمحدثين).

 

شيوخه

أبرزهم أبو بكر بن العربي (ت. 543 ﻫ)، وأبو طاهر السلفي (ت. 516 ﻫ)، وابن مضاء اللخمي القرطبي (ت. 598 ﻫ وقد عمر طويلاً). وهؤلاء من أبرز علماء الفكر في الغرب الإسلامي.

 

وأشهر تلاميذه

ابن الأبار محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي صاحب كتاب: "الحلة السيراء"، وأبو الحسن الخولاني بن محمد بن الحسن بن عابدين بن غاز بن عطية.

 

أشهر مؤلفاته التي ذكرتها المصادر: (وقد ذكرتها كاملة في مقدمة الكتاب) اثنا عشر أهمها:

1- "شرح الفصيح" لثعلب.

2- "المدخل إلى تقويم اللسان وتعليم البيان".

3- "شرح أبيات الجمل" وقد اعتمد عبد القادر البغدادي عليه كثيراً في كتابه المعروف "خزانة الأدب".

 

ولعل أهم ما تركه ابن هشام هو المدرسة اللغوية التي برز من أعلامها: محمد بن هانئ اللخمي السبتي الإشبيلي الأصل (ت. 733 ﻫ) وهو من أحفاد ابن هشام. وابن خاتمة الأنصاري (ت. 770 ﻫ).

 

وحين تنشر كتب ابن هشام وتدرس تتضح معالم هذه المدرسة اللغوية.

 

كتاب الفوائد المحصورة في شرح المقصورة

ذكر حاجي خليفة كتابنا هذا بهذا الاسم في كتابه الكبير "كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون" [42]، ولكن الكتاب عرف بين الناس باسم "شرح مقصورة ابن دريد" ويبدو أن شهرة هذا الشرح غطت على مؤلفات ابن هشام الأخرى فحينما أراد الصفدي أن يعرف بابن هشام بإيجاز قال: «اللخمي شارح الدريدية» [43].

 

والمقصورة هي القصيدة المقصورة التي قالها ابن دريد في مدح ابني ميكال. وقد عرف ابن هشام بابن دريد وابني ميكال. وساق خبر نظمه المقصورة في المقدمة التي قدم بها لكتابه [44]. وقد اهتم العلماء والأدباء بالمقصورة خلال العصور، قال حاجي خليفة: «واعتنى بشرحها خلق كثير، والأجود من شروحها وأبسطها شرح الفقيه أبي عبد الله محمد بن أحمد السبتي المعروف بابن هشام»[45].

 

وقد ألف ابن هشام هذا الكتاب قبل كتاب "المدخل إلى تقويم اللسان"، وقبل كتاب "شرح الفصيح" لثعلب ففيهما نقول منه [46]، وقد ذكر ابن هشام في مقدمته الدافع الذي دعاه إلى شرح المقصورة، وهو اهتمام أهل الأدب في زمانه بها وذلك «لسهولة ألفاظها ونبل أغراضها وثقة منشئها واستفادة قارئها، واشتمالها على نحو الثلث من المقصور، واحتوائها على جزء من اللغة كبير ولما ضمنها من المثل السائر والخبر النادر والمواعظ الحسنة والحكم البالغة البينة» [47].

 

ثم وازن ابن هشام بين شرحه المقصورة والشروح السابقة لشرحه فقال: «فمنهم المسهب المطول، والمختصر المقلل، فاعتمدنا حين سئلنا شرح غريبها وذكر المبهم من معانيها وإعرابها على التوسط إذ هو خير الأمور، واقتصرنا على ما هو أنفع عند الجمهور»[48].

 

وميز شرحه عما سواه فقال: «على أن أودعنا هذا الشرح فناً من العلم خطيراً وباباً من الأدب كبيراً. لم يعمل غيرنا من الشارحين فيه قلما ولا أفاض قدحاً ولا زلماً، وهو أنا ذكرنا عقب شرح أكثر الأبيات من أين أخذ معناها وعلام أسس مبناها من أشعار الجاهلية والمخضرمين ممن نسج على منواله واحتذى على مثاله» [49]. وقد شرح ابن هشام أبيات المقصورة بيتاً بيتاً، والتزم في شرح كل بيت من أبيات المقصورة بثلاثة جوانب هامة هي:

1- اللغـة:

فهو يشرح الكلمة الغريبة وما تحتمله من معان ويأتي بالشواهد وينبه على مذاهب العرب. وما تواضعوا عليه من استعمالات لغوية في الأسماء والأفعال والصفات والتشبيهات. ونظراً لأن القصيدة في المقصور، فقد اهتم بتحديد رسم الألف في آخر الكلمات، ذاكراً القاعدة الصرفية والخلاف في ذلك. وهو يستطرد في عرض شواهد الشعر، فيذكر أحياناً قصائد كاملة كقصيدة عدي بن زيد العبادي «وفيها أبيات لم أجدها في ديوانه المحقق، ولا في الكتب والمصادر المعروفة مثل قصيدة أحمد بن عبد الله الفرضي التي لم أعثر عليها في الكتب والمصادر المعروفة».

 

2- المعنـى:

كان يشرح مجمل معاني ابن دريد في مقصورته ويتتبعها مبرزاً ما يشابهها في الشعر العربي، ومن أجل تعضيد المعنى يتطرق إلى ذكر المعنى في وجوه متعددة في عدد كبير من الشواهد الشعرية والنثرية قارب عدد الشواهد الشعرية ألفي شاهد، قسم كبير منها تفرد المؤلف بذكرها. أما النثرية فقد جاء الاستشهاد بالقرآن الكريم أولاً ثم الحديث الشريف (116 موضعاً) والأمثال (110 مواضع). وقد اهتم المؤلف اهتماماً خاصاً بأخذ الشعراء بعضهم من بعض معاني شعرهم وهو ما يسمى في ميدان النقد بالسرقات الأدبية كقوله:

المعنى مأخوذ من قول الأسود بن يعفر:

فأرى النعيمَ، وكل ما يُلهى به
يوماً يصيرُ إلى نفادِ

 

وقال آخر:

والناسُ يَبْلَوْنَ كما تَبْلَى الشَّجر

 

وقال آخر:

كم غصنٍ أخضرَ عادَ جمرا

 

وقالت ليلى الأخيلية:

 

وكلُّ شبابٍ أو جديدٍ إلى بِلىً
وكلُّ امرئٍ يوماً إلى الله صائر[50]

 

وهو يتجنب الخوض في المصطلحات البلاغية، كفعل ابن رشيق في كتابه الموسوم: "العمدة في محاسن الشعر وآدابه"[51]. من ذلك مثلاً شرح الاستعارة في البيت الثالث عشر بعد المائتين من المقصورة الذي يقول فيه:

 

والليلُ مُلْقٍ بالموامي بَرْكَهُ
والعِيسُ يَنْبُثْنَ أفاحيصَ القطا

 

قوله: والليلُ مُلْقٍ بالموامي بَرْكَهُ...

هذه الاستعارة مأخوذة من قول امرئ القيس:

فقلتُ له: لما تمطّى بِجَوْزِهِ
وأردفَ أعجازاً وناءَ بِكَلْكَلِ

 

والقسم الثاني من قول ابن دريد مأخوذ من قول امرئ القيس:

 

خَفاهُنَّ من أنفاقِهِنَّ كأنما
خَفَاهُنَّ وَدْقٌ من عَشِيٍّ مُجَلَّبِ[52]

 

فقوله: خفاهن أي استخرجهن وأظهرهن. يقال: أخفيت الشيء إذا سترته. وخفيت الشيء إذا أظهرته... إلا أن امرأ القيس وصف فيراناً، وذكر أن الفرس استخرجتها من جحراتها لشدة وقع حوافره على الأرض، وابن دريد يذكر قطا، وزعم أن العيس تستخرج نبث جحرتها. والمعنى كالمعنى.

 

3- النحو والصرف:

فقد أتبع كل بيت إعرابه كاملاً، وعرض لوجهات نظر أصحاب المذاهب النحوية فيه. وكان يشير إلى مذهبي أهل البصرة وأهل الكوفة بصورة خاصة. ويعرض لكثير من القواعد بمزيد من الشرح والتفصيل حتى يبدو وكأنه يؤلف كتاباً في النحو، كما في شرحه لأقسام الكاف [53] والكلام على الصفة المشبهة باسم الفاعل[54].

 

ومن المصادر التي ذكرها: "الكتاب" لسيبويه، وشرح كتاب سيبويه لأبي علي الفارسي و"التذكرة والحلبيات" لأبي علي الفارسي أيضاً و"الأمثال السائرة" لأبي عبيد و"إصلاح المنطق" لابن السكيت.

 

وهكذا جاء مضمون الكتاب مزيجاً غنياً من اللغة والشعر ومعاني الشعر والنحو والأخبار الأدبية والتاريخية وهي العناصر الأساسية المكونة للثقافة العربية القديمة. وأعطانا الكتاب صورة حية تمثل معالم الثقافة الأندلسية في القرن السادس الهجري واتجاهات الدارسين واهتماماتهم الأدبية.

 

وللمقصورة نفسها أهمية بالغة لدى دارسي اللغة قديماً وحديثاً، إذ تضمنت نحو ثلث المقصور في اللغة.

 

4- مخطوطات الكتاب

أولاً: نسخة أ:

وهي تامة مقابلة مع نسخ أخرى بخط سيدي أحمد بن مسعود الإفراني. تاريخ كتبها سنة (1000 ﻫ) خطها مغربي توجد في ملك العلامة محمد بن عبد الهادي المنوني - رحمه الله - أستاذ الدراسات العليا بجامعة محمد الخامس ودار الحديث في الرباط سابقاً.

 

وهي نسخة فريدة، غير متوفرة في أي خزانة من خزانات الكتب المعروفة في العالم، وتقع في: (192 ورقة - 394 صفحة)، وفي كل صفحة (21) سطراً. ولصحة النسخة وتمامها اتخذناها أصلاً، فاعتمدناها في التحقيق.

 

ثانياً: نسخة ب:

وهي تحت رقم (2788) في الخزانة الملكية الحسنية في الرباط. وعدد أوراقها (79 ورقة) في كل صفحة (25) سطراً. وقد اتخذنا هذه النسخة مساعدة في التحقيق وتقويم النص، وأشرنا إلى ذلك في مواضعه في الكتاب.

 

ثالثاً: نسخة ج:

وهي مختصرة مثل نسخة ب. مكتوبة بخط مغربي منقولة عن نسخ سقيمة مليئة بالأغلاط، غير أنها تضمنت إضافات وتصحيحات هامة. ورقمها في الخزانة الحسنية بالرباط (2048) وتقع في (147 ورقة) وفي كل صفحة منها (19 سطراً) بذلك اتخذناها نسخة ثانية مساعدة.

 

رابعاً: نسخة د:

وهي محفوظة في خزانة راغب باشا في استانبول تحت رقم (1150) كتبها محمود بن أسيد البوني، وفرغ منها يوم الثلاثاء سابع وعشرين رمضان المعظم سنة (737) سبع وثلاثين وسبعمائة هجرية. عدد أوراقها (138) وفي كل صفحة (16) سطراً. وقد استفدنا منها في مواضع متعددة في التحقيق، وأشرنا إلى ذلك في الحواشي.

 

منهجنا في التحقيق

1- نسخ الكتب كله مع تصحيح ما ورد فيه من الغلط والتصحيف، وإكمال ما فيه من النقص والسقط بالاعتماد على النسخ المخطوطة، ومصادر الأدب واللغة، والمقارنة بينهما.

 

2- ضبط شواهد الشعر وشواهد القرآن الكريم والأحاديث الشريفة وضبط الألفاظ التي تلتبس على القارئ وغيرها.

 

3- التعريف بالشعراء المقلين والمغمورين وغيرهم من أسماء الأعلام الواردة في الكتاب.

 

4- تخريج آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي r والأمثال وشواهد الشعر ومجموعات الشعر القديم.

 

5- شرح بعض أقوال المؤلف في الكتاب، وشرح بعض الشواهد التي أوردها المؤلف بالرجوع إلى كتب الأدب واللغة.

 

6- تزويد الكتاب بجزء خاص بالفهارس التي تساعد باستثمار معلومات الكتاب والخرائط الموضحة.

 

مطبوعات الكتاب

سنة (1400 ﻫ) طبع الأستاذ أحمد عبد الغفور العطار صاحب "جريدة عكاظ" الكتاب. وفي سنة (1988 م) طبع الأستاذ مهدي جاسم العبيد الكتاب اعتماداً على المخطوطات المختصرة في الخزانات العامة، والتي هي أقل من نصف النسخة الأصلية التي اعتمدناها أصلاً والتي تفردت بمعلومات قيمة وشواهد نادرة، هي في صلب وعمق البحث. وبذلك يكون تحقيقنا هو الأقرب إلى الصورة الحقيقية للكتاب ولعمل المؤلف. والله الهادي إلى سواء الصواب.

 

الخلاصة

من هذا يتبين لنا حرص المغرب على مدى قرون على قدسية الورقة المكتوبة، وجلبها من ينابيع المعرفة ومواطن نشأتها، وأنه كان سلوكاً عاماً سلوك الملوك وسلوك المؤسسات والأفراد. وبهذا ساهم المغرب مساهمة فعالة في حفظ ذاكرة الأمة وشخصيتها الحضارية ولذلك أصبح أكبر مراكز تجمعه لكن هذا التراث يحتاج إلى فهرسة علمية تأخذ بعين الاعتبار المعطيات العلمية والتقنية الحديثة، لأن في الفهرسة كشف عن الخفي منه وتعريف به، وفي الفهرسة دعوة إلى الانتفاع به وإحيائه، وفي إحيائه تتوفر مادة علمية خصبة للبحث والدراسة والتحقيق والنشر، بل يحدث الكشف عن مكنوناته إكمالاً أو تغييراً أو توجهاً جديداً في مسيرة الفكر، فإن الليالي حبالى يلدن كل عجيبة.

 

وليبارك الله خطى تعمل لخدمة أمة يتربص عدوها بها الدوائر، وأن يكون عمل الباحثين فيها خالصاً لوجهه الكريم، لا للتباهي بالتراث ولا للبكاء عليه.

 

والله الموفق لما يحبه ويرضاه.

الصدر: مجلة التاريخ العربي


[1] المتوفى سنة (1420 ﻫ/ 1999 م).

[2] نور الدين الصغير من مخطوطة بحث له: التأريخ والهوية الحضارية، وإشكالية بناء الحقيقة، وحقيقة البناء، أحد بحوث ندوة: "التأريخ والرمز الحضاري" التي عقدت بالشارقة، الإمارات العربية المتحدة، 7-9 شعبان 1423 ﻫ/ 13-15 أكتوبر 2002.

[3] عبد الجبار عبد الرحمن، بحث «تسريب التراث العربي المخطوط إلى المكتبات الأوربية والأمريكية»، مجلة آفاق التراث، عدد 31، رجب 1421 ﻫ/ أكتوبر 2002 م، وقد ذكر فيه إحصاء دقيقاً لعدد المخطوطات وطرق تسربها وأماكن وجودها والنكبات التي تعرضت لها.

[4] أحمد بنبين، دراسات في علم المخطوطات والبحث البيلوغرافي، بحث فهرسة المخطوط العربي، صص. 42-46. ومن الأمثلة التي تؤكد هذا القول، مخطوطة "كتاب المستعيني الطبية" التي تحمل كلمات لاتينية كتبها الطبيب اليهودي بقلاريش لحاكم سرقسطة سنة 1130 م وبيعت بلندن بـ(207) آلف جنيه إسترليني بتاريخ 16/10/2003 م.

[5] المصدر نفسه.

[6] المصدر نفسه، صص. 42-46.

[7] انظر مثل هذا مقال ذ. اعتماد عبد العزيز، «حقيقة ما حدث للمكتبات ومتاحف العراق»، وذكر فيه أنها أحرقت مرتين بوقود صلب نادر، وأن مخزن المخطوطات في متحف بغداد كان محصناً ضد النووي. مجلة أكتوبر 16/10/2004.

[8] تحقيقنا. انظر عدد 34 من مجلة التاريخ العربي.

[9] وهي على مثال دار الحديث الحسينة التي أوقفها البحراوي - رحمه الله -، للعلم.

[10] شاكر الفحام، بحث «الدلائل في غريب الحديث»، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، مج 51، ج 2، ص. 261.

[11] شاركت في هذه الندوة ببحث عنوانه: "نحو منهجية علمية لتحقيق المخطوط العربي". وستطبع البحوث مؤسسة آل سعود بالدار البيضاء لاحقاً إن شاء الله.

[12] أخبار تولي بني عامر السلطة في عدد من الولايات الأندلسية هي عند ابن عبد الواحد المراكشي في: "المعجب"، صص. 45-66؛ وابن عذاري في: البيان المغرب، ج 3، صص. 45-167.

[13] عبد الواحد المراكشي، المعجب في تلخيص أخبار المغرب، الدار البيضاء، 1978، صص. 87-92؛ وابن عذاري المراكشي، البيان المغرب في أخبار أهل الأندلس والمغرب، نشر وتحقيق ج. س، كولان وليفي بروفنسال، ليدن، هولندا، 1951، ج 3، صص. 185-188.

[14] عبد الواحد المراكشي، المعجب، المصدر السابق، ص. 105.

[15] حسين مؤنس، معالم تاريخ المغرب والأندلس، مطابع المستقبل، الإسكندرية، 1980، صص. 359-393.

[16] عبد الواحد المراكشي، المعجب، المصدر السابق، ص. 105.

[17] محمد رضوان الداية، تاريخ النقد الأدبي في الأندلس، دار الأنوار، بيروت، ط. 1، 1968، ص. 50.

[18] من أهل إشبيلية، وهو إمام في اللغة والإعراب، صاحب كتاب: "طبقات اللغويين والنحويين". (الفتح بن خاقان الأندلسي، «مطمح الأنفس ومسرح التأنس، في ملح أهل الأندلس» تحقيق هدى شوكت بنهام، مجلة المرد، المجلد 10، ج 2 لسنة 1981، صص. 351-354؛ ابن سعيد المغربي، المغرب في حلى المغرب، تحقيق شوقي ضيف، دار المعارف، ط. 1، 1955، ج 1، ص. 250-251؛ السيوطي، بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر، ط. 2، 1979، ج 1، صص. 84-85).

[19] سنشير إليه قريباً في هذا البحث.

[20] انخل جنثالث، تاريخ الفكر الأندلسي، نقله عن الإسبانية د. حسين مؤنس، القاهرة، ط. 1، 1955، ص. 133.

[21] عبد الواحد المراكشي، المعجب، المصدر السابق، صص. 149-150؛ ابن عذاري، البيان المغرب، المصدر السابق، ج 3، ص. 297.

[22] «سبتة رجالها ومكانتها وصلاتها العلمية»، المناهل، العدد 22 لعام 1982، صص. 10-11.

[23] «سبتة مدينة رائدة في تاريخ الثقافة المغربية»، المناهل، العدد 22 لعام 1982، صص. 202-204.

[24] عبد الواحد المراكشي، المعجب، المصدر السابق، صص. 239-243.

[25] ياقوت الحموي، معجم البلدان، (سبتة).

[26] هو الفقيه الأجل أبو العباس أحمد بن سعيد الغازي السبتي، كان عالماً في النحو واللغة والأدب وله شعر؛ ابن دحية، المطرب من أشعار أهل المغرب، تحقيق إبراهيم الأبياري وحامد عبد المجيد وأحمد بدوي، دار العلم للملايين، بيروت - لبنان، ص. 90؛ عبد الله ﮔﻨﻮن، النبوغ المغربي في الأدب العربي، ط. 2، ص. 77.

[27] هو أبو العطاء. كاتب صاحب سبتة بهاء الدولة وكان شاعراً؛ ابن دحية، المطرب...، المصدر السابق، ص. 89؛ عبد الله ﮔﻨﻮن، النبوغ المغربي، المرجع السابق، ص. 77.

[28] أبو عبد الله محمد بن إبرهيم الزركشي، تاريخ الدولتين الموحدية والحفصية، تونس، ط.1، ص. 146.

[29] المصدر نفسه، ص. 46-147.

[30] ابن الخطيب السلماني، معيار الاختيار في ذكر المعاهد والديار، مطبعة المحمدية، المغرب، 1976،

ج 1، ص. 148.

[31] انظر مصادر حياة المؤلف في آخر البحث.

[32] جلال الدين عبد الرحمن السيوطي، بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر، ط. 2، 1979، ج 10، صص. 48-49.

[33] إسماعيل باشا البغدادي، هدية العارفين، مكتبة المثنى، بغداد، 1951، ج 2، ص. 97.

[34] عبد الله محمد بن محمد بن عبد الملك المراكشي، الذيل والتكملة، تحقيق إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت لبنان، 1956، ج 6، ص. 70-75.

[35] المصدر نفسه.

[36] ابن الأبار، التكملة، سلسلة تراث الأندلس، ج 2، ص. 675.

[37] ابن عبد الملك المراكشي، الذيل والتكملة، المصدر السابق، ج 6، صص. 70-75.

[38] هو محمد بن أحمد بن طاهر الأنصاري. كان رئيس النحويين بالمغرب في زمانه بلا مدافعة، واشتهر بتدريس "الكتاب" لسيبويه (ت. 580 ﻫ) في بجاية. (ابن عبد الملك المراكشي، الذيل والتكملة، المصدر السابق، ج 5، صص. 648-651؛ السيوطي، بغية الوعاة، المصدر السابق، ج 1، ص. 28).

[39] ابن عبد الملك المراكشي، الذيل والتكملة، المصدر السابق، ج 6، صص. 74-75.

[40] ابن دحية، المطرب، المصدر السابق، ص. 183.

[41] ابن خير الإشبيلي، الفهرست، صص. 305-463.

[42] محمد رضوان الداية، تاريخ النقد الأدبي، صص. 61-62.

[43] الصفدي، الوافي بالوفيات، بعناية س. ديدر، دار النشر فرانز - شتايز - فيسادن، 1974، ط. 2، ج 2، ص. 135.

[44] ابن هشام اللخمي السبتي، الفوائد المحصورة، صص. 2-7.

[45] المصدر نفسه.

[46] ابن هشام اللخمي، المدخل إلى تقويم اللسان، تحقيق حاتم الضامن من المنشور في مجلة المورد العراقية، المجلد 10، عدد 2، سنة 1981، ص. 47.

[47] حاجي خليفة، كشف الظنون، المصدر السابق، ج 2، ص. 1808. ذكر بروكلمان في تاريخ الأدب العربي، ج 2، صص. 179-185 مخطوطات المقصورة وتخميساتها في أنحاء العالم وأحصى أحمد عبد الغفور العطار خمسة وأربعين شرحاً لها في البحث الأدبي المقارن المنشور مع مطبوعة الفوائد عام 1980.

[48] ابن هشام اللخمي، الفوائد المحصورة، ص. 1.

[49] المصدر نفسه.

[50] ابن هشام اللخمي، المصدر السابق، ج 3، ص. 612.

[51] ابن رشيق القيرواني، العمدة، تحقيق محيي الدين عبد الحميد، دار الجيل، بيروت لبنان، 1974، ج 2، صص. 93-100، ص. 268-294.

[52] ابن هشام اللخمي، الفوائد المحصورة، المصدر السابق، ج 1، صص. 17-20.

[53] المصدر نفسه.

[54] المصدر نفسه، ج 2، صص. 295-301.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • من أقسام خفي الدلالة: الخفي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح قول النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي)(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • خطبة: الهاتف الذكي.. المجرم الخفي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الاقتصاد العالمي الخفي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أويس القرني الخفي الزاهد البار بأمه (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • العافية... الملك الخفي (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الرق الخفي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • منزلة الدعاء الخفي في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الشرك الخفي.. الرياء (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الظلم الخفي (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب