وقفات مع فهرس مخطوطات الحديث الشريف وعلومه في مكتبة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة

وقفات مع

فهرس مخطوطات الحديث الشريف وعلومه

في مكتبة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة

هذا فهرسٌ مهمٌ أعدَّهُ - مشكوراً مأجوراً - الباحث السيد عمار بن سعيد تمالت، وراجعه الدكتور عبدالرحمن بن سليمان المزيني المدير العام للمكتبة المذكورة، وقدَّم له الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد. وصدر عن المكتبة سنة 1423هـ - 2002م. ويقع في (732) صفحة.

وقد تفضَّل الدكتور المزيني بإهدائي نسخةً منه سنةَ صدوره، فتصفحتُه، وصرتُ أعود إليه بين الحين والآخر، وأحببتُ اليوم أنْ أجردَ ما سجلتُه في حواشيه، عسى أن يكون في ذلك فائدة.

وأبدأ بالقول:

بأنَّ هذه المكتبة من المكتبات المهمة جداً، فقد حوت كتبَ مكتباتٍ، ومدارس، وأربطة، ومكتبات شخصية، ونجد في هذا الفهرس الحديثي (1932) نسخة خطية، لقرابة (400) مؤلِّف، وهناك (62) مخطوطاً مجهولَ المؤلِّف- وقد اكتشفتُ بعضَهم كما سيأتي-. وأما العناوين فتحتاج إلى إحصاء.

وفي هذه النُّسخ نسخٌ قيمةٌ جداً، ونجدُ فيها خطوطَ علماء كبار كعبد الغني المقدسي (ت: 600هـ)، وعبد المؤمن الدمياطي (ت: 705هـ)، والعلائي (ت: 761 هـ)، وابن الملَّقِن (ت: 804 هـ)، والعراقي (ت: 806 هـ)، وابن حجر العسقلاني (ت: 852 هـ)، وسبطه يوسف بن شاهين (ت: 899 هـ)، والبقاعي (ت: 885 هـ)، والسيوطي (ت: 911 هـ)، وزكريا الأنصاري (ت: 926 هـ)، وعبد القادر الشاذلي تلميذ السيوطي (كان حياً سنة 946 هـ)، وابن طولون (ت: 953 هـ)، وابن علان المكي (ت: 1057 هـ)، وعبد الغني النابلسي (ت: 1143 هـ)، ويوسف الحسيني (ت: 1153 هـ)، ومحمد عابد السندي (ت: 1257 هـ)، وعارف حكمت (ت: 1275 هـ)، وغيرهم.

وخطوطُ هؤلاء ثروةٌ لا تقدَّر بثمنٍ.

ونجدُ في هذه المخطوطات مخطوطاتٍ من العصر العباسي. انظر ص: 301 و497 و578.

وأذكر الآن بعض الملحوظات:

1- ذَكَر المفهرِسُ الكريم ص 12 في منهجه أنه التزم ذِكْرَ عنوان المخطوط كاملاً على حسب ما ورد في أوله، أو حسب ما ورد في المصادر.

أقول: وليته بيّن ما نقله من المصادر ولم يجده في المخطوط مما أُثبت فيه، ففي ذلك فائدةٌ كبيرةٌ يحرص عليها المحقِّقون.

2- جاء في ص 25: "أحاديث الشتاء للسيوطي. نسخة كتبها تلميذه محمد بن علي الداودي بقلم نسخ... مجموعة الختني برقم 36 / 14".

وذُكِرَ مثل هذا في "الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة" ص 321، و "اللمع في أسباب الحديث" ص 533، ووُضِعَتْ صفحةٌ من "الدرر المنتثرة" ص 318، وصفحةٌ من "اللمع" ص 528.

وأقول: إن هذا المجموع ليس بخط الداودي، وإن جاء ذلك في آخر ثلاثٍ من رسائله، لثلاثة أدلة:

أ- كثرة الأخطاء التي لا يمكن أن يقع فيها الداودي.

ب- مغايرة هذا الخط لخط الداودي الموثوق منه، وقد رأيتُ عدة مؤلفات للسيوطي بخطه، منها "تنوير الحوالك على موطأ مالك"، و "لب اللباب في تحرير الأنساب".

ج- جاء في آخر رسالة من رسائل هذا المجموع وهي "ضوء البدر في إحياء ليلة عرفة والعيدين ونصف شعبان وليلة القدر" -وقد أخلَّ بها الفهرسُ! -: "وكتب ذلك بيده الفانية عيسى بن أحمد بن هشام الأنصاري الحنبلي" انظر (الورقة 109). والخطُّ واحد، مما يدل على أن هذا هو الناسخ، وأنه نَقَلَ مِنْ خطِّ الداودي، وتَرَكَ ما قاله كما هو، فظُنَّ الخطُّ للداودي!

وفي هذا المجموع: "البارق في قطع السارق"، وجاء في آخره أنه بخط الداودي أيضاً، وليس الأمر كذلك، وقد يسّر اللهُ تحقيقه وطبعه، فانظر ص 15- 16 و 113 منه.

3- جاء في ص 44: "أربعون حديثاً بإسناد واحد: مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم. لم يُعْرَفْ مؤلِّفه. أوله: الحمد لله إنابةً إليه وتضرعاً...".

أقول: هذا الكتاب للسيوطي، وعندي منه نسخة مصورة ضمن مجموع كله له، في مكتبة محمد الفاتح بإسطنبول.

4- جاء في ص 47: "أربعون حديثاً في فضل النكاح. لم يُعْرَفْ مؤلِّفه. أوله: الحمد لله الذي زوّج الأرواح بالأشباح... مجموعة عارف حكمت".

أقول: هذا الكتاب للشيخ علي القاري (ت: 1014هـ)، وعنوانه: رفع الجناح وخفض الجناح بأربعين حديثاً في باب النكاح، ويوجد منه نسخة في مجموعة عارف حكمت في المكتبة نفسها، ذكرها المفهرس الكريم ص343-344، ويوجد منه (16) نسخة خطية مصورة في مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي. وقد طبع مرتين:

1- حققه خالد علي محمد، وصدر عن شركة الصفحات الذهبية بالرياض سنة (1408هـ- 1987م).

2- وحققه الشيخ مشهور آل سلمان، وصدر عن المكتب الإسلامي ببيروت سنة (1411هـ- 1991م).

5- جاء في ص 106: "بذل المجهود في ختم سنن أبي داود للسخاوي".

أقول: ذُكِرَتْ منه نسخة أخرى ص 311 بعنوان: ختم سنن أبي داود. فليُجمع بينهما مكاناً أو إحالة.

6- جاء ص 107: "بزوغ الهلال في الخصال الموجبة للظلال للسيوطي. نسخة كتبتها دهماء بنت وزير إمام اليمن علي العماري، زوجة محمد عابد السندي. مجموعة المحمودية برقم 457/ 2".

أقول: لم نجد الرسالة بهذا الرقم، فليُصحَّح.

7- جاء في ص 144: "تقريب تهذيب الكمال في أسماء الرجال لابن حجر. نسخة كتبها حسين بن عبدالقادر بن علي بن الحسين بن المهدي سنة 1156هـ بصنعاء".

أقول: هو تقريبٌ لتهذيب التهذيب، وقد صرَّح المؤلِّف في مقدمته أنه سمّاه: "تقريب التهذيب"، فليُنظر في العنوان المثبت.

8- جاء في ص 285: "جمع الوسائل في شرح الشمائل لنور الدين علي بن محمد سلطان الهروي المعروف بملا علي القاري".

أقول: والصواب في اسم أبيه: سلطان محمد. وقد تكرر هذا الخطأ في ص 343. و جاء على الصواب في سائر مواضع ذكره.

9- جاء في ص 296: "حدود الحديث للسيوطي. نسخة كتبها حسن بن يوسف سنة 1150هـ بمكة. ورقتان"

أقول: لم يُذكر للسيوطي رسالةٌ بهذا العنوان فليتأكد من النسبة.

10- جاء في ص 329: "ذكر الأحاديث الواردة في تزويج السيدة فاطمة الزهراء. لم يُعْرَفْ مؤلِّفه. أوله: الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى... نسخة كتبها عارف حكمت سنة 1248هـ".

أقول: هذه المخطوطة نسخة من "الثغور الباسمة في مناقب السيدة فاطمة" للسيوطي. وقد وفَّق اللهُ لإخراجها على تسع نُسخ، منها هذه النسخة.

11- جاء في ص 334 صفحة من مخطوط عُرِّفَ به أنه "رياض الصالحين" للنووي.

ونجد في هذه الصفحة أبواباً، تبدأ بالباب 157، وتنتهي بالباب 187. ولا يوجد هذا في مقدمة "رياض الصالحين"! فليُتأكد من هذا المخطوط.

12- جاء في ص 341: "رسالة في ذكر الكتب الحديثية لمحمد بن جعفر الكتاني. نسخة كتبها حمزة بن العربي سنة 1330هـ".

وجاء في ص 343: "الرسالة المستطرفة لبيان كتب السُّنة المشرَّفة لمحمد بن جعفر الكتاني. نسخة كتبها المؤلِّف سنة 1328هـ".

أقول: أهما رسالةٌ واحدةٌ أم بينهما فرق؟ فإنْ كانتا واحدة فلتذكر الثانية أولاً، ثم تذكر الأولى بعدها مباشرة.

13- جاء في ص 351: "زاد القلائد على أحاديث شرح العقائد لعلي القاري"

أقول: صوابُ العنوان: "فرائد القلائد"، رأيتُ منه نسختين. فليُحوَّل من حرف الزاي إلى حرف الفاء.

وقد طُبِع بتحقيق الشيخ مشهور سلمان عن نسخةٍ واحدة فيها نقصٌ.

14- جاء في ص 352: "زيادة الجامع الصحيح للسيوطي"

أقول: الصواب: "زيادة الجامع الصغير"، ولعله خطأ مطبعي.

15- جاء في ص 455: "الغُمّار على اللُّمّاز للسمهودي".

أقول: الكتابُ في بيان أحاديث موضوعة، فما معنى هذا العنوان، وما صحة ضبطه؟

16- جاء في ص 490: "فصل من كتاب الجامع في الخاتم للبيهقي. 5 ورقات".

أقول: وجاء في ص 617: "ملخص من كتاب الجامع في الخاتم للبيهقي لحميد الدين أبي البقاء حماد بن عبدالرحيم بن التركماني المارديني الحنفي (ت: 819 هـ). نسخة كتبها المؤلِّف. ورقتان". فهل هما واحد؟

17- جاء في ص 536 صورةُ صفحةٍ مخطوطةٍ وعُرِّفَ بها على أنها "أول مخطوطة: ما تمسُّ إليه الحاجة من شرح ابن ماجه لابن الملقِّن. نسخة كتبها تلميذ المؤلف: محمد بن علي الداودي (ت: 945 هـ)".

أقول: هنا خطآن مطبعيان، فليست الصورة للكتاب المذكور، وليس الداودي تلميذَ ابن الملقن. والجملة الأخيرة تكرار لجملة جاءت ص 528 تعليقاً على "اللمع" للسيوطي. وقد بينتُ أن هذا خطأ أيضاً.

ومخطوطة "ما تمس إليه الحاجة" بخط المؤلِّف نفسهِ، كما قال المفهرسُ الكريم ص 537.

18- جاء في ص 613: "المعين على معرفة الرجال المذكورين في كتاب الأربعين. لم يُعْرَفْ مؤلِّفه".

أقول: لم يَذكر المفهرسُ أولَه فخالفَ شرطه. والكتابُ لابن علان المكي (ت: 1057 هـ)، وقد حقَّقه الشيخ محمد بن ناصر العجمي على أربع نسخ، منها هذه النسخة المذكورة هنا، ونسخة في مكتبة الإسكندرية لم يُذكر فيها اسم المؤلف أيضاً. ونسختان نُسِبتا إلى الحافظ شمس الدين السخاوي!!

وقد اهتدى المحقِّقُ الشيخُ العجميُ إلى المؤلِّف بأكثر من دليل، وفي ذلك يقولُ عن نسبته إلى السخاوي في مقدمة التحقيق ص 7: "لن أطيل في ردِّ هذا، وإثبات أنه لابن علان، فقد ذَكَرَ في أثنائه ابنُ علان أكثرَ مِنْ كتاب من مصنفاته، وأحال إليها، كشرح الأذكار للنووي وهو "الفتوحات الربانية".

كما ذكر غيرُ واحدٍ ممن ترْجَمَ لابن علان أنَّ من مصنفاته هذا الكتاب في تراجم رجال الأربعين، كما أن التاريخ والبلد أيضاً يدل على ذلك، فإنه انتهى من تأليفه سنة (1044 هـ) في الحرم المكي".

19- جاء في ص 624: "منظومة في أقسام الحديث. لمحمد (قال المفهرس: كذا ولم أعرف مَنْ هو) أولها:

الحمد لله العلي الأحدِ ثم الصلاة للنبي أحمدِ

وآخرها:

على النبي سيِّد الأنامِ والآلِ والصحبِ أولي الكرام"

أقول: سبق في ص 505 ذكرُ "قصيدة في مصطلح الحديث لمحمد بن يعقوب الفيروزأبادي ". والبيت الأول والأخير منها مثلُ ما هنا، فتكون هذه المخطوطة نسخةً أخرى منها.

وقد طُبِعَتْ مع شرحها "المنهل الروي في مصطلح الحديث النبوي" للعلامة سليمان بن يحيى الأهدل (ت: 1197هـ)، بتحقيق الشيخ فيصل بن يوسف العلي.

و"الكرام" صوابها: "الإكرام". كما في الشرح المذكور ص 98.

20- جاء في ص 642: "نزهة اللألباب".

والصواب: الألباب. وهو خطأ مطبعي.

21- جاء في ص 651: "النكت البديعات في التعقيبات على الموضوعات".

والصواب: التعقُّبات. ولعله خطأ مطبعي أو من الناسخ. وقد مر في ص554: "مختصر التعقبات على الموضوعات" للسيوطي أيضاً.

22- جاء في ص 687 في فهرس مواضع ذكرِ السيوطي: (447).

والصواب: (446)، وسقط ذكرُ (957).

23- جاء في ص 707 في فهرس النُّساخ عند ذكر البقاعي: (387).

والصواب: (378).

وأخيراً نسأل الله أن يجزي المُفهرس والمُراجع خيراً على تعريفنا بمحتويات هذه المكتبة الحديثية، والحمد لله رب العالمين.