• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / مكتبة التصميمات / المطويات الدعوية / مطويات منوعة
علامة باركود

أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق (مطوية)

عزمي إبراهيم عزيز


تاريخ الإضافة: 29/3/2015 ميلادي - 8/6/1436 هجري

الزيارات: 456924

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تحميل ملف الكتاب

أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق

(مطوية)

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

عَن خَوْلَةَ بِنْت الحَكِيمِ قالت: سمعت رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم -يقَولَ: «مَنْ نَزَلَ مَنْزِلاً فقَالَ أَعُوذُ بِكلِمَاتِ الله التّامّاتِ مِن شَرّ مَا خَلَقَ لَمْ يَضُرّهُ شيءٌ حَتّى يَرْحَلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ»

رواه مسلم


شرح الكلمات:
قوله: "من نزل منزلاً" يشمل من نزله على سبيل الإقامة الدائمة، أو الطارئة، بدليل أنه نكرة في سياق الشرط، والنكرة في سياق الشرط تفيد العموم.


أعوذ: أعتصم وألتجئ.


كلمات الله: هي القرآن.
و"كلمات": جمع قلة دال على الكثرة لوجود الدليل، قال تعالى: ﴿ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ﴾ [الكهف: 109]. وأبلغ من هذا قوله تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [لقمان: 27].


والمراد بالكلمات هنا: الكلمات الكونية والشرعية.


التامات: الكاملات المنزهات عن كل نقص وعيب.
قوله: "التامات"، تمام الكلام بأمرين:

الصدق في الأخبار. العدل في الأحكام. قال القرطبي: قيل: معناه الكاملات التي لا يلحقها نقص ولا عيب، كما يلحق كلام البشر. وقيل معناه: الشافية الكافية. وقيل الكلمات هنا هي القرآن. فإن الله أخبر عنه بأنه "هدى وشفاء" وهذا الأمر على جهة الإرشاد إلى ما يدفع به الأذى. ولما كان ذلك استعاذة بصفات الله تعالى كان من باب المندوب إليه المرغب فيه، وعلى هذا فحق المستعيذ بالله أو بأسمائه وصفاته أن يصدق الله في التجائه إليه، ويتوكل في ذلك عليه، ويحضر ذلك في قلبه، فمتى فعل ذلك وصل إلى منتهى طلبه ومغفرة ذنبه. قال شيخ الإسلام رحمه الله: وقد نص الأئمة كأحمد وغيره على أنه لا يجوز الاستعاذة بمخلوق. وهذا مما استدلوا به على أن كلام الله غير مخلوق. قالوا: لأنه ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه استعاذ بكلمات الله وأمر بذلك، ولهذا نهى العلماء عن التعازيم والتعاويذ التي لا يعرف معناها خشية أن يكون فيها شرك.


وقال ابن القيم: ومن ذبح للشيطان ودعاه، واستعاذ به وتقرب إليه بما يجب فقد عبده، وإن لم يسم ذلك عبادة ويسميه استخداماً، وصدق، هو استخدام من الشيطان له، فيصير من خدم الشيطان وعابديه، وبذلك يخدمه الشيطان، لكن خدمة الشيطان له ليست خدمة عبادة، فإن الشيطان لا يخضع له ولا يعبده كما يفعل هو به.


من شر ما خلق: من كل مخلوق فيه شر. قوله: "من شر ما خلق"، أي: من شر الذي خلق، لأن الله خلق كل شيء: الخير والشر، ولكن الشر لا ينسب إليه، لأنه خلق الشر لحكمة، فعاد بهذه الحكمة خيراً، فكان خيراً. وعلى هذا تكون "ما" موصولة لا غير، أي: من شر الذي خلق، لأنك لو أولتها إلى المصدرية وقلت: من شر خلقك، لكان الخلق هنا مصدراً يجوز أن يراد به الفعل، ويجوز أيضاً المفعول، لكن لو جعلتها اسماً موصلاً تعين أن يكون المراد بها المفعول، وهو المخلوق. وليس كل ما خلق الله فيه شر، لكن تستعيذ من شره إن كان فيه شر، لأن مخلوقات الله تنقسم إلى ثلاثة أقسام هي: شر محض، كالنار وإبليس باعتبار ذاتيهما، أما باعتبار الحكمة التي خلقهما الله من أجلها، فهي خير. خير محض، كالجنة، والرسل، والملائكة فيه شر وخير،كالإنس، والجن، والحيوان. وأنت إنما تستعيذ من شر ما فيه شر. قال ابن القيم رحمه الله: أي من كل شر في أي مخلوق قام به الشر من حيوان أو غيره، إنسياً أو جنياً، أو هامة أو دابة، أو ريحاً أو صاعقة، أو أي نوع من أنواع البلاء في الدنيا والآخرة. و ما ههنا موصولة وليس المراد بها العموم الإطلاقي، بل المراد التقييدي الوصفي، والمعنى: من شر كل مخلوق فيه شر، لا من شر كل ما خلقه الله، فإن الجنة والملائكة والأنبياء ليس فيهم شر، والشر يقال على شيئين: على الألم، وعلى ما يفضي إليه.يرحل: ينتقل.


لم يضره شيء: لم يصبه أذى ولا ما يؤدّي إلى الأذى.


الشرح الإجمالي:
تخبرنا خولة بنت حكيم (رضي الله عنها) بأن النبي صلى الله عليه وسلم سن للمسلمين هذه الاستعاذة عوضا عن الاستعاذة بالجن وغيرهم من المخلوقات، وأخبر أن من استعاذ واعتصم بكلمات الله الكاملة المنزهة عن كل نقص وعيب، فإن الله سيكفيه شر كل مخلوق فيه شر حتى ينتقل من مكانه الذي استعاذ فيه.


قوله: "لم يضره شيء"، نكرة في سياق النفي، فتفيد العموم من شر كل ذي شر من الجن والإنس وغيرهم والظاهر الخفي حتى يرتحل من منزله، لأن هذا خبر لا يمكن أن يتخلف مخبره، لأنه كلام الصادق المصدوق، لكن إن تخلف، فهو لوجود مانع لا لقصور السبب أو تخلف الخبر. ونظير ذلك كل ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأسباب الشرعية إذا فعلت ولم يحصل المسبب، فليس ذلك لخلل في السبب، ولكن لوجود مانع، مثل: قراءة الفاتحة على المرضى شفاء، ويقرأها بعض الناس ولا يشفى المريض، وليس ذلك قصوراً في السبب، بل لوجود مانع بين السبب وأثره والشاهد من الحديث: قوله: "أعوذ بكلمات الله". والمؤلف يقول في الترجمة: الاستعاذة بغير الله، وهنا استعاذة بالكلمات، ولم يستعذ بالله، فلماذا؟ أجيب: أن كلمات الله صفة من صفاته، ولهذا استدل العلماء بهذا الحديث على أن كلام الله من صفاته غير مخلوق، لأن الاستعاذة بالمخلوق لا تجوز في مثل هذا الأمر، ولو كانت الكلمات مخلوقة ما أرشد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الاستعاذة بها. ولهذا كان المراد من كلام المؤلف: الاستعاذة بغير الله، أي: أو صفة من صفاته. وفي الحديث: "أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر"، وهنا استعاذ بعزة الله وقدرته، ولم يستعذ بالله، والعزة والقدرة من صفات الله، وهي ليست مخلوقة. ولهذا يجوز القسم بالله وبصفاته، لأنها غير مخلوقة.

 

أما القسم بالآيات، فإن أراد الآيات الشرعية، فجائز، وإن أراد الآيات الكونية، فغير جائز.

أما الاستعاذة بالمخلوق، ففيها تفصيل، فإن كان المخلوق لا يقدر عليه، فهي من الشرك، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "لا يجوز الاستعاذة بالمخلوق عند أحد من الأئمة"، وهذا ليس على إطلاقه، بل مرادهم مما لا يقدر عليه إلا الله، لأنه لا يعصمك من الشر الذي لا يقدر عليه إلا الله، سوى الله. ومن ذلك أيضاً الاستعاذة بأصحاب القبور، فإنهم لا ينفعون ولا يضرون، فالاستعاذة بهم شرك أكبر، سواء كان عند قبورهم أم بعيداً عنهم.


أما الاستعاذة بمخلوق فيما يقدر عليه، فهي جائزة، وقد أشار إلى ذلك الشارح الشيخ سليمان في "تيسير العزيز الحميد"، وهو مقتضى الأحاديث الواردة في "صحيح مسلم" لما ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - الفتن، قال: "فمن وجد من ذلك ملجأ، فليعذ به.


الفوائد:

1- بيان بركة هذا الدعاء.

2- أن القرآن منزل غير مخلوق.

3- أن الاستعاذة لا تكون إلا بالله أو بصفة من صفاته.

4- بيان كيفية الاستعاذة المشروعة.

5- بيان شمول القرآن وكماله.

6- هذا ما شرعه الله لأهل الإسلام، أن يستعيذوا به بدلاً عما يفعله أهل الجاهلية من الاستعاذة بالجن، فشرع الله للمسلمين أن يستعيذوا به أو بصفاته.

7- فضل هذا الدعاء، وأنه ينبغي العمل به.

8- يستحب قول هذا الدعاء عند نزول منزل، ويدل على فضل هذه الاستعاذة وأنها من أسباب العافية من شر الجن والإنس.

9- فيه التوسل بصفات الله.

10-أن القرآن منزل غير مخلوق، والرد على الجهمية والمعتزلة في قولهم بخلق القرآن، لأنه لو كانت كلمات الله مخلوقة لم يأمر بها النبي ( بالاستعاذة بها، لأن الاستعاذة بالمخلوق شرك.


مناسبة الحديث للباب:
حيث دل الحديث على أن الاستعاذة لا تجوز بغير الله أو بصفة من صفاته؛ لذا تكون الاستعاذة عبادة، وصرف العبادة لغير الله شرك.


المناقشة: أخي المسلم اختبر نفسك لبيان مدى استفادتك من المطوية

أ- اشرح الكلمات الآتية: أعوذ، كلمات الله التامات، من شر ما خلق، لم يضره شيء، يرحل.


ب- اشرح الحديث شرحا إجماليا.


ج- استخرج أربع فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.


د- وضح مناسبة الحديث لباب من الشرك الاستعاذة بغير الله.


والله أعلم.....وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • الرقية الشرعية من السنة النبوية(مقالة - موقع موقع الدكتور خالد بن عبدالرحمن بن علي الجريسي)
  • فضل التعوذ بكلمات الله التامات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أعوذ بكلمات الله التامة (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • قول: باسم الله أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه... سبب لطرد الشيطان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • قول: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق عند نزول أي منزلٍ كان: سبب لطرد الشيطان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خاطرة حول معاني دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • في الاستعاذة بالله من الشيطان خوف أن يتخبط المسلم عند الموت(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دعاء الكرب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل التهليل بكلمة التوحيد: الكلمة الطيبة كلمة الإخلاص(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
2- القرآن في نفسه بعضه خيرا من بعض
الشيخ خالد الرفاعي - مصر 29-11-2017 04:52 PM

فإن من تأمل الكتاب السنة علم يقينا أن كلام الله تعالى بعضه أفض من بعض، وأول من قال إن كلام الله كله متماثل، والتفاضل في الأجر هم الجهمية كما بين ذلك شيخا الإسلام أبو العباس بن تيمية، وأبو عبد الله بن القيم في مواضع كثيرة اكتفي بالإشارة إليها.

قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (17/ 182-192)

"وقد تدبرت عامة ما رأيته من كلام السلف - مع كثرة البحث عنه وكثرة ما رأيته من ذلك - هل كان الصحابة والتابعون لهم بإحسان أو أحد منهم على ما ذكرته من هذه الأقوال التي وجدتها في كتب أهل الكلام: من الجهمية والقدرية ومن تلقى ذلك عنهم: مثل دعوى الجهمية أن الأمور المتماثلة يأمر الله بأحدها وينهى عن الآخر لا لسبب ولا لحكمة أو أن الأقوال المتماثلة والأعمال المتماثلة من كل وجه يجعل الله ثواب بعضها أكثر من الآخر بلا سبب ولا حكمة ونحو ذلك مما يقولونه: كقولهم إن كلام الله كله متماثل وإن كان الأجر في بعضه أعظم فما وجدت في كلام السلف ما يوافق ذلك بل يصرحون بالحكم والأسباب وبيان ما في المأمور به من الصفات الحسنة المناسبة للأمر به وما في المنهي عنه من الصفات السيئة المناسبة للنهي عنه ومن تفضيل بعض الأقوال والأعمال في نفسها على بعض ولم أر عن أحد منهم قط أنه خالف النصوص الدالة على ذلك ولا استشكل ذلك ولا تأوله على مفهومه مع أنه يوجد عنهم في كثير من الآيات والأحاديث استشكال واشتباه وتفسيرها على أقوال مختلفة قد يكون بعضها خطأ. والصواب هو القول الآخر وما وجدتهم في مثل قوله تعالى: {الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني} وقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي {أي آية في كتاب الله أعظم} وقوله في الفاتحة {لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها} ونحو ذلك إلا مقرين لذلك قائلين بموجبه. {والنبي صلى الله عليه وسلم سأل أبيا أي آية في كتاب الله أعظم؟} فأجابه أبي بأنها آية الكرسي فضرب بيده في صدره وقال {ليهنك العلم أبا المنذر} . ولم يستشكل أبي ولا غيره السؤال عن كون بعض القرآن أعظم من بعض بل شهد النبي صلى الله عليه وسلم بالعلم لمن عرف فضل بعضه على بعض وعرف أفضل الآيات وكذلك قوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها} . وما رأيتهم تنازعوا في تفسير ( {بخير منها} . فإن هذه الآية فيها قراءتان مشهورتان: قراءة الأكثرين ( {أو ننسها} من أنساه ينسيه وقرأ ابن كثير وأبو عمرو (أو ننسأها بالهمز من نسأه ينسأه. فالأول من النسيان والثاني من نسأ إذا أخر. قال أهل اللغة: نسأته نسئا إذا أخرته. وكذلك أنسأته يقال نسأته البيع وأنسأته... فأما القراءة الأولى فمعناها ظاهر عند أكثر المفسرين قالوا: المراد به ما أنساه الله من القرآن كما جاءت الآثار بذلك فإن ما يرفع من القرآن إما أن يكون رفعا شرعيا بإزالته من القلوب وهو الإنساء فأخبر تعالى أن ما ينسخه أو ينسيه فإنه يأتي بخير منه أو مثله بين ذلك فضله ورحمته لعباده المؤمنين.
إلى أن قال: فإن قيل: فهذا يلزم فيما أخره فلم ينزله فإن له بدلا ولا وقت لنزول ذلك البدل قيل: ما أخر نزوله وهو يريد إنزاله معلوم والبدل الذي هو مثله أو خير منه يؤتى به في كل وقت فإن القرآن ما زال ينزل وقد تضمن هذا أن كل ما أخر نزوله فلا بد أن ينزل قبله ما هو مثله أو خير منه وهذا هو الواقع فإن الذي تقدم من القرآن نزوله لم ينسخ كثير منه خير مما تأخر نزوله كالآيات المكية فإن فيها من بيان التوحيد والنبوة والمعاد وأصول الشرائع ما هو أفضل من تفاصيل الشرائع كمسائل الربا والنكاح والطلاق وغير ذلك. فهذا الذي أخره الله مثل آية الربا فإنها من أواخر ما نزل من القرآن وقد روي أنها آخر ما نزل وكذلك آية الدين والعدة والحيض ونحو ذلك قد أنزل الله قبله ما هو خير منه من الآيات التي فيها من الشرائع ما هو أهم من هذا وفيها من الأصول ما هو أهم من هذا. ولهذا كانت سورة " الأنعام " أفضل من غيرها وكذلك سورة " يس " ونحوها من السور التي فيها أصول الدين التي اتفق عليها الرسل كلهم صلوات الله عليهم. ولهذا كانت {قل هو الله أحد} مع قلة حروفها تعدل ثلث القرآن؛ لأن فيها التوحيد فعلم أن آيات التوحيد أفضل من غيرها وفاتحة الكتاب نزلت بمكة بلا ريب كما دل عليه قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم} وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته} وسورة الحجر مكية بلا ريب وفيها كلام مشركي مكة وحاله معهم فدل ذلك على أن ما كان الله ينسؤه فيؤخر نزوله من القرآن كان ينزل قبله ما هو أفضل منه و {قل يا أيها الكافرون} مكية بلا ريب وهو قول الجمهور. وقد قيل إنها مدنية وهو غلط ظاهر. وكذلك قول من قال: الفاتحة لم تنزل إلا بالمدينة غلط بلا ريب. ولو لم تكن معنا أدلة صحيحة تدلنا على ذلك لكان من قال إنها مكية معه زيادة علم.

إلى آخر ما قال وأنصحك بمراجعته كاملا فهو غزير الفوائد وعزيز المأخذ.

وقال أيضا: مجموع الفتاوى (9/ 306)
ولكن يقال أيما أفضل هذا العلم أو هذا العلم فالعلوم بعضها أفضل من بعض فالعلم بالله أفضل من العلم بخلقه ولهذا كانت آية الكرسي أفضل آية في القرآن؛ لأنها صفة الله تعالى. وكانت: {قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن؛ لأن القرآن " ثلاثة أثلاث ": ثلث توحيد وثلث قصص وثلث أمر ونهي. وثلث التوحيد أفضل من غيره".

وقال في مجموع الفتاوى (17/ 49-50)

"قال ابن عقيل: وأما قولهم إن القرآن في نفسه لا يتخاير ولا يتفاضل فعلم أنه لم يرد به الخير الذي هو الأفضلية فليس كذلك فإن توحيد الله الذي في " سورة الإخلاص " وما ضمنها من نفي التجزؤ والانقسام أفضل من " تبت " المتضمنة ذم أبي لهب وذم زوجته إن شئت في كون المدح أفضل من القدح وإن شئت في الإعجاز فإن تلاوة غيرها من الآيات التي تظهر منها الفصاحة والبيان أفضل وليس من حيث كان المتكلم واحدا لا يكون التفاضل لمعنى يعود إلى الكلام... وكذلك غير هؤلاء صرحوا بأن بعض القرآن قد يكون خيرا من بعض وممن ذكر ذلك أبو حامد الغزالي في كتابه " جواهر القرآن " قال:

لعلك تقول قد توجه قصدك في هذه التنبيهات إلى تفضيل بعض آيات القرآن على بعض والكل كلام الله فكيف يفارق بعضها بعضا؟ وكيف يكون بعضها أشرف من بعض؟ فاعلم أن نور البصيرة إن كان لا يرشدك إلى الفرق بين آية الكرسي وآية المداينات وبين سورة الإخلاص وسورة تبت وترتاع من اعتقاد الفرق نفسك الخوارة المستغرقة في التقليد فقلد صاحب الشرع صلوات الله عليه وسلامه فهو الذي أنزل عليه القرآن وقال: {قلب القرآن يس} وقد دلت الأخبار على شرف بعضه على بعض فقال: {فاتحة الكتاب أفضل سور القرآن} وقال: {آية الكرسي سيدة آي القرآن} وقال: {قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن} والأخبار الواردة في فضائل قوارع القرآن وتخصص بعض السور والآيات بالفضل وكثرة الثواب في تلاوتها لا تحصى فاطلبه من كتب الحديث إن أردت. وننبهك الآن على معنى هذه الأخبار الأربعة في تفضيل هذه السور. قلت: وسنذكر إن شاء الله ما ذكره في تفضيل ( {قل هو الله أحد} . وممن ذكر كلام الناس في ذلك وحكى هذا القول عمن حكاه من السلف القاضي عياض في " شرح مسلم " قال في {قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي: أتدري أي آية من كتاب الله أعظم؟ وذكر آية الكرسي} فيه حجة لتفضيل بعض القرآن على بعض".إلى آخر البحث.

وقال ابن القيم في مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة (1/ 37)

ولما كانت سورة ام القرآن اعظم سورة في القرآن وافرضها قراءة على الامة واجمعها لكل ما يحتاج اليه العبد واعمها نفعا ذكر فيها الامرين...".

إذا عُرف هذا تبين أن قول الكاتب " وابلغ من هذا " صحيح لا شيء فيه.

وعدم علم المعلق الكريم بكلام أهل العلم ليس علما بالعدم.

خالد الرفاعي

1- آمل التصحيح
ايهاب انور - مصر 24-10-2017 06:25 PM

السلام عليكم
جزاكم الله خيرا
كلامكم ماتع سديد
في الشرح أعلاه قولكم وأبلغ من هذا قول الله تعالى ..... الخ
لي اعتراض رغم علمي أن كلام الله يتفاضل وبعضه أفضل من بعض لكن لم يجري على لسان العلماء مثل هذا التفضيل غير في ما وضح وبان كتفضيل الشهادة أو الأسماء الحسنى.
أما عامة الآيات فكلها بليغة متينة على الوجه العام
آمل التصحيح
جزاكم الله خيرا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب