• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / خطب رمضان والصيام
علامة باركود

رمضان شهر العتق من النار (خطبة)

رمضان شهر العتق من النار (خطبة)
السيد مراد سلامة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/3/2025 ميلادي - 20/9/1446 هجري

الزيارات: 8728

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رمضان شهر العِتق من النار


الخطبة الأولى

أما بعد إخوة الإسلام:

فإن شهر رمضان شهر تُغلق فيه النار، وتُفتح فيه أبواب الجِنان، ويمُنُّ الله تعالى على من يشاء من عباده الصائمين، ويُعتقهم من نار جهنم، ويصبح معهم براءة من نارٍ حرُّها شديد، وقعرها بعيد، ومقامعها من حديد.

 

عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أو عن أبي سعيد - هو شكَّ؛ يعني: الأعمش - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله عتقاءَ في كل يوم وليلة، لكل عبدٍ منهم دعوة مستجابة))[1].

 

وعن جابر بن عبدالله مرفوعًا: ((إن لله عند كل فِطر عتقاء، وذلك في كل ليلة))[2].

 

وعن أبي سعيد الخدري مرفوعًا: ((إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة - يعني: في رمضان – وإن لكل مسلم في كل يوم دعوةً مستجابة))[3].

 

وعن ابن مسعود مرفوعًا: ((لله تعالى عند كل فِطر من شهر رمضان كلَّ ليلة عتقاءُ من النار؛ ستُّون ألفًا، فإذا كان يوم الفِطر أعتق مثل ما أعتق في جميع الشهر ثلاثين مرة، ستين ألفًا))[4].

 

فهذه الأحاديث تفيد حقيقتين مهمتين جدًّا للصائمين في رمضان:

الأولى: كثرة العتقاء من النار في أيام الصوم في رمضان بمغفرة ذنوبهم، وقبول عبادتهم، وحفظهم من المعاصي التي هي أسباب العذاب، وهذا الوعد بهذا الكسب العظيم يشحَذ هِممَ الصائمين للتسابق إلى إحسان عبادتهم، وإخلاص صيامهم، وعمارة أوقاتهم بما يزيد قربَهم من ربهم، عسى أن يفوزوا بكرمه بالعتق من النار.

 

الثانية: أن لكلِّ عتيق دعوةً مستجابة، وهذا يحمِّس الصائمين للإكثار من الدعاء، وسؤال ربهم إجابة دعواتهم، وتلبية حوائجهم، وتفريج كُرَبِهم، وتحقيق أمنياتهم، عسى إن كانوا من العتقاء أن تُستجاب دعواتهم؛ فليتحرَّ الصائمون إخلاصَ الدعاء، خاصة عند الإفطار.

 

فرمضان موسم من مواسم العتق من نار جهنم، وفيه تتنزل الرحمات، وتعُم النفحات، ويغفر الله للمؤمنين والمؤمنات؛ وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تعرَّضوا لنفحات رحمة الله؛ فإن لله نفحاتٍ من رحمته، يصيب بها من يشاء من عباده))[5].

 

صفة النار:

فإن سألتَ عن نار جهنم، التي ينبغي على كل عاقل أن يخلص نفسه منها؛ حتى لا يعَض على أنامل الندم، يومَ لا ينفع الندم؛ ويكون حاله كما قال الله تعالى: ﴿وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ * إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ * تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ * وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ * فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ * إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ﴾ [الملك: 6 - 12].

 

﴿لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ [الملك: 10]؛ أي: لو كانت لنا عقولٌ ننتفع بها، أو نسمع ما أنزله الله من الحق، لَما كنا على ما كنا عليه من الكفر بالله والاغترار به، ولكن لم يكن لنا فَهمٌ نعي به ما جاءت به الرسل، ولا كان لنا عقلٌ يُرشدنا إلى اتباعهم؛ قال الله تعالى: ﴿فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ [الملك: 11][6].

 

وَقودها ودَرَكاتها:

وقود النار: قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ [التحريم: 6]، وقال سبحانه: ﴿فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: 24]، فالناس هم الوقود وهم المعذَّبون، فسبحان الخالق القادر!

 

يقول ابن رجب الحنبلي رحمه الله: "وأكثر المفسرين على أن المراد بالحجارة حجارة الكبريت تُوقد بها النار، ويُقال: إن فيها خمسة أنواع من العذاب ليس في غيرها من الحجارة: سرعة الإيقاد، ونتن الرائحة، وكثرة الدخان، وشدة الالتصاق بالأبدان، وقوة حرها إذا أُحميت".

 

قال عبدالله بن عمير، عن عبدالرحمن بن سابط، عن عمرو بن ميمون، عن ابن مسعود في قوله تعالى: ﴿وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ [البقرة: 24] قال: "هي حجارة من الكبريت، خلقها الله يوم خلق السماوات والأرض، في السماء الدنيا، يُعدها للكافرين"؛ [خرجه ابن أبي حاتم، والحاكم في المستدرك، وقال: صحيح على شرط الشيخين][7].

 

طعام أهل النار وشرابهم:

أهل النار يُصيبهم الجوع والعطش، فيُطعمهم الله طعامًا يزيدهم عذابًا على عذاب، مما يجدونه من الألم والحر في بطونهم بعد أكله، فلا هم يُذهبون حرارة الجوع بذلك الطعام، ولا هم يهنؤون؛ قال تعالى: ﴿لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ * لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ﴾ [الغاشية: 6، 7]، والضريع نوع من الشوك المرِّ النتن، لا ينفع آكله ولا يُشبعه، ويُعرف عند الحجازيين بالشربق.

 

شدة حرها: وأما حر الدنيا فإنه يُتقى، فقد مدَّ الله لعباده الظل يقيهم الحر، ورزقهم الماء يرويهم من العطش، وأوجد لهم الهواء والريح الكريمة تلطف وتهون من شدة الفَيح.

 

أما في جهنم فإن هذه الثلاثة تنقلب عذابًا على أهلها؛ فالهواء سَموم، والظل يحموم، والماء حميم؛ قال تعالى: ﴿وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ * فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ﴾ [الواقعة: 41 - 44]، وقال سبحانه: ﴿انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ * لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ * إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ * كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ﴾ [المرسلات: 30 - 33].

 

خوف السلف من النار:

عن أبي ذر قال: "والله لو تعلمون ما أعلم، لبكيتم كثيرًا، ولضحِكتُم قليلًا، ولو تعلمون ما أعلم، ما انبسطتم إلى نسائكم، ولا تقارَرتم على فُرشكم، ولَخرجتم إلى الصُّعُدات تجأرون وتبكون، والله لو أن الله خلقني يومَ خلقني شجرةً تُعضد وتُؤكل ثمرتي"[8].

 

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما طُعن: "لو أن لي طِلاعَ الأرض ذهبًا، لافتديت به من عذاب الله قبل أن أراه"[9].

 

قال عبدالرحمن بن يزيد بن جابر رحمه الله: "قلت ليزيد بن مرثد: ما لي أرى عينيك لا تجف؟ قال: وما مسألتك عنه؟ قلت: عسى الله أن ينفعني به، قال: يا أخي، إن الله قد توعدني إن أنا عصيتُه أن يسجنني في النار، والله لو لم يتوعدني أن يسجنني إلا في الحمام، لكنت حريًّا ألَّا تجف لي عينٌ، قال: فقلت له: فهكذا أنت في خلواتك؟ قال: وما مسألتك عنه؟ قلت: عسى الله أن ينفعني به، فقال: والله إن ذلك لَيَعرض لي حين أسكن إلى أهلي، فيحول بيني وبين ما أريد، وإنه لَيُوضع الطعام بين يدي، فيَعرض لي فيحول بيني وبين أكله، حتى تبكي امرأتي ويبكي صبياننا، ما يدرون ما أبكاني، ولربما أضجر ذلك امرأتي فتقول: يا ويحها، ما خصصت به من طول الحزن معك في الحياة الدنيا، ما تقر لي معك عين"[10].

 

فحريٌّ بمن سمع بهذا الحديث أن يبذل قصارى جهده في الإتيان بالأسباب التي بها فِكاك رقبته من النار، لا سيما في هذا الزمان الشريف؛ حيث رحمة الله السابغة، فيا باغي الخير هَلُمَّ أقبِل، فقد صُفدت الشياطين، وغُلِّقت النيران، وفُتحت أبواب الجنة، فيا لعظم رحمة الله! أي رب كريم مثل ربنا، له الحمد والنعمة والثناء الحسن.

 

فكم لله من عتقاء كانوا في رِقِّ الذنوب والإسراف، فأصبحوا بعد ذلِّ المعصية بعز الطاعة من الملوك والأشراف! فلك الحمد.

كم له من عتقاء صاروا من ملوك الآخرة، بعدما كان في قبضة السعير! فلك الحمد.

 

فيا أرباب الذنوب العظيمة، الغنيمةَ الغنيمةَ في هذه الأيام الكريمة، فما منها عِوَضٌ ولا لها قيمة، فمن يُعتَق فيها من النار، فقد فاز بالجائزة العظيمة.

 

الطريق إلى العتق من النار:

أحبابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعدما تعرفنا على أن من صفات شهر رمضان أنه شهر العتق من النار، وتعرفنا على حر جهنم وخوف السلف منها، فما هو الطريق إلى العتق من النار؟

الجواب بحول الملك الوهاب: اعلم - زادك الله علمًا - أنه ما من باب من أبواب الخير إلا ودلنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما من باب من أبواب الشر والعذاب إلا وحذرنا منه النبي الأواب صلى الله عليه وسلم، وقد أرشدنا إلى موجبات العتق من النار؛ وهاك بيانَها:

 

أولًا: الإخلاص:

فأول الأسباب وأعظمها أن تكون مخلصًا لله تعالى في أحوالك وأعمالك وأقوالك؛ قال سهل التستري رحمه الله في معنى الإخلاص: "نظر الأكياس في تفسير الإخلاص، فلم يجدوا غير هذا: أن تكون حركته – أي العبد – وسكونه في سره وعلانيته لله تعالى وحده، لا يمازجه شيء لا نفس ولا هوًى ولا دنيا".

 

قال الله تعالى: ﴿إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ * وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ * أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ * فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾ [الصافات: 38 - 43]، وكلمة ﴿الْمُخْلَصِينَ﴾ فيها قراءتان بكسر اللام وفتحها؛ فقد قرأ نافع وابن كثير وأبو عمر وابن عامر بكسر اللام، وقرأ الباقون بالفتح، والاستدلال بهذه الآية على قراءة "المخلِصين" بالكسر.

 

قال السعدي رحمه الله: "يقول الله تعالى: ﴿إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ﴾ [الصافات: 40]، فإنهم غير ذائقي العذاب الأليم؛ لأنهم أخلصوا لله الأعمال، فأخلصهم واختصهم برحمته، وجاد عليهم بلطفه".

 

عن عتبان بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لن يوافي عبد يوم القيامة، وهو يقول: لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله، إلا حُرم على النار))[11].

ومن أظهرِ علاماته: النشاط في طاعة الله، وأن يحب ألَّا يطَّلع على عمله إلا الله.

 

قيل لذي النون: متى يعلم العبد أنه من المخلصين؟

قال: "إذا بذل المجهود في الطاعة، وأحب سقوط المنزلة عند الناس".

 

فإذا أردت الفوز بهذه المنزلة العظيمة، فجِدَّ واجتهد، وشُدَّ المئزر، وأرِ الله من نفسك شيئًا يبلِّغك رضاه، وبقدر ما تتعنى تنال ما تتمنى، وعلى قدر جِدِّك يكون جَدُّك.

 

قال الصديق أبو بكر رضي الله عنه: "والله ما نمت فحلمت، ولا توهمت فسهوت، وإني لعلى السبيل ما زِغت"[12].

قيل للربيع بن خثيم: لو أرحتَ نفسك؟

قال: راحتَها أريد.

 

فجُدْ بالنفس والنفيس في سبيل تحصيل غايتك، وتحقيق بغيتك؛ فالمكارم منوطة بالمكاره، والمصالح والخيرات لا تُنال إلا بحظٍّ من المشقة، ولا يُعبر إليها إلا على جسر من التعب؛ فكل شيء نفيس يطول طريقه، ويكثر التعب في تحصيله؛ يقول ابن الجوزي في (صيد الخاطر): "فلله أقوام ما رضوا من الفضائل إلا بتحصيل جميعها، فهم يبالغون في كل علم، ويجتهدون في كل عمل، ويثابرون على كل فضيلة، فإذا ضعُفت أبدانهم عن بعض ذلك، قامت النيات نائبة، وهم لها سابقون".

 

ثانيًا: إصلاح الصيام:

واعلم - بارك الله فيك - أن من أسباب العتق من النار في شهر رمضان، أن يصلح الصائم صومه من كل ما يشوبه من رياءٍ، أو ارتكاب فعل محرَّم، أو ترك واجب من الواجبات؛ عن عثمان بن أبي العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الصوم جُنَّة يستجِنُّ بها العبد من النار))[13].

 

قال المناوي رحمه الله: "((الصوم جنة يستجن بها العبد من النار))، وأصل الجُنَّة بالضم التُّرس، شبَّه الصوم به؛ لأنه يحمي الصائم عن الآفات النفسانية في الدنيا، وعن العقاب في الأخرى؛ قال القاضي: والجنة بالضم الترس، وبالكسر الجنون، وبالفتح الشجر المُظل، وأُطلقت على البستان بما فيها من الأشجار، وعلى دار الثواب؛ لِما فيها من البساتين، وثلاثيتها مأخوذ من الجَنِّ بمعنى الستر"[14].

 

والدليل أن الصوم يعدِل الرقبة أن الله تعالى جعل الله الصيام بدل عتق الرقبة في ديَة القتل الخطأ، وكفَّارة الظِّهار؛ قال الله تعالى: ﴿فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ [النساء: 92]، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا﴾ [المجادلة: 3، 4].

 

فإذا كان الصيام بديلًا من العتق، وإذا كان من أعتق رقبة، أُعتق بها من النار، فلعل الإكثار من الصيام سبب لنفس الجزاء، فلا بد من تعاهُدِهِ بالإصلاح؛ بأن يكون صيامًا عن المحرمات، وعدم الوقوع في المكروهات، وعدم التوسع في المباحات، صيامًا للجوارح، بل صيامًا للقلب عن كل شاغل يشغله عن الله، فترفَّق، ولا تستكثر من أمور الدنيا في رمضان، فرمضانُ الفرصة الثمينة للفوز بالجنة والنجاة من النار.

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان يومُ صوم أحدكم، فلا يرفُث ولا يصخَب، فإن سابَّه أحد أو قاتله، فليقل: إني صائم))[15].

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لم يَدَعْ قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه))[16].

 

ثالثًا: إطعام الطعام للمساكين:

ومن موجبات العتق من النار أن تُطعم الطعام، وخاصة شهر رمضان الكريم، الذي تجود فيه النفوس، وقد جعل الله إطعام الطعام محل العتق في كفارة الظِّهار: ﴿فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [المجادلة: 4]، وجعل إطعام المساكين أو كسوتهم محلَّ عتق الرقاب في كفَّارة الأيمان؛ قال تعالى: ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [المائدة: 89].

 

وقد جاء في بعض الإسرائيليات: "قال موسى عليه السلام لرب العزة عز وجل: فما جزاء من أطعم مسكينًا ابتغاء وجهك؟ قال: يا موسى، آمُر مناديًا ينادي على رؤوس الخلائق: إن فلان بن فلان من عتقاء الله من النار"[17].

 

ولإطعام الطعام – لا سيما للفقراء والمساكين – مزِية عظيمة في الإسلام، فهو من أفضل الأعمال الصالحة عند الله تعالى:

عن زيد بن خالد الجهني قال: قال صلى الله عليه وسلم: ((من فطَّر صائمًا، كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء))[18].

 

والأجر الذي للمُفطر إنما هو لمن أشبع، لا لمن ابتدأ بالإطعام، فليس من قدَّم تمرة كمن ذبح شاة، وأطعم خبزًا.

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والمراد بتفطيره: أن يُشبعه"[19].

 

رابعًا: إصلاح الصلاة بإدراك تكبيرة الإحرام:

أن تواظب على إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام أربعين يومًا وليلة، فتنال بذلك البراءة الربانية من النار، ومن النفاق، فلا يثابر على ذلك إلا مخلصٌ، يرجو وجه الله تعالى، ويخاف من عقابه؛ عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صلى لله أربعين يومًا في جماعة، يدرك التكبيرة الأولى، كُتب له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق))[20].

 

وهذا مشروع إيماني ينبغي أن تفرغ له نفسك، إنها مائتا صلاة، فاعتبرها مائتي خطوة إلى الجنة، فهل لا تستحق سلعة الله الغالية أن تتفرغ لها؟

 

وطريقك إلى ذلك أن تتخفف من أعباء الدنيا طوال هذه المدة، وعليك بالدعاء مع كل صلاة أن يرزقك الله الصلاة التالية تدرك تكبيرة الإحرام فيها، وهكذا.

 

واعلم أن إصلاح النهار سبيل إلى إصلاح الليل، والعكس بالعكس، وهذا يكون باجتناب الذنوب، والحرص على الطاعات ووظائف الوقت من أذكار ونحوها، فقط اجعل الأمر منك على بالٍ، واجتهد في تحقيقه، واستعِنْ بالله ولا تعجز، فإن تعثَّرت في يوم، فاستأنف ولا تمَلَّ؛ فإنها الجنة، إنه العتق من النار، والسلامة من الدرك الأسفل فيها.

 

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم؛ فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

أما بعد:

خامسًا: المحافظة على صلاتي الفجر والعصر:

ومن موجبات العتق من النار أن تكون ممن يواظب على الصلوات الخمس في وقتها، وأن تواظب على صلاة الفجر والعصر؛ فلهما مزية ليست لغيرهما من الفرائض؛ لذا خصهما النبي صلى الله عليه وسلم بتلك المنقبة؛ عن أبي زهير عمارة بن رؤيبة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ((لن يلِج النار أحدٌ صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها))؛ يعني: الفجر والعصر[21].

 

تخصيصها بذلك أن وقت الصبح يكون عند النوم ولذَّته، ووقت العصر عند الاشتغال بتتمات أعمال النهار؛ ففي صلاتهما دليل على خلوص النفس من الكسل ومحبتها للعبادة، ويلزم من ذلك إتيانه ببقية الصلوات الخمس.

 

قال الله تعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [النور: 36 - 38][22].

 

سادسًا: المحافظة على أربع ركعات قبل الظهر وبعده:

أخي المسلم، وأنت في شهر رمضان شهر تُضاعف فيه الأعمال، وتُرفع فيه الدرجات، وتُقال فيه العثرات؛ فعليك بتخليص رقبة من نار جهنم، ومما يُعتق رقبتك من النار أن تواظب على أربع ركعات قبل صلاة الظهر، وأربع بعدها؛ ففيها خلاصك، وفيها تحريم جسدك على النار.

 

عن أم حبيبة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من يحافظ على أربع ركعات قبل الظهر، وأربع بعدها، حرَّمه الله على النار))[23].

 

فهذا الفضل لا يحصل إلا لمن حافظ على هذه الركعات، وبعض العلماء يرى أنها سُنة مؤكدة؛ لِما لها من جزاء عظيم.

 

فإذا وجدت نفسك تستصعب هذا، فذكِّرها: ((حرمه الله على النار))، وألِحَّ عليها لتعتاده، وإنه ليسيرٌ على من وفقه الله تعالى.

 

ثامنًا: البكاء من خشية الله تعالى:

ونحن في شهر تلين فيه القلوب وتخشع فيه؛ وذلك لكثرة ما فيها من طاعات وقربات، وللبعد عن المعاصي والمخالفات، مما يزيد في إيمان العبد، ويجعل قلبه رقيقًا، ودمعه غزيرًا، فانظر إليهم وهم في صلاة التراويح، وقد وجِلت قلوبهم، ودمعت عيونهم، وخشعت جوارحهم، فتسمع الأنين والبكاء، وترى التضرع والرجاء؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يلِج النار رجلٌ بكى من خشية الله، حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم))[24].

 

فهنيئًا لك إذا صحَّت لك دمعة واحدة من خشية الله؛ فإن القلوب تُغسل من الذنوب بماء العيون، والبكاء قد يكون كثيرًا لا سيما في رمضان، ومع سماع القرآن في صلاة التراويح والتهجد؛ ولكن كما قال سفيان الثوري: "إذا أتى الذي لله مرة واحدة في العام، فذلك كثير"، ويكفي أن من رُزق تلك الدمعة، قد اختصه الله بفضل لا يُبارى فيه.

 

تأملوا - عباد الله - في حال سيد الرجال صلى الله عليه وسلم؛ فعن عبدالله بن الشخير رضي الله عنه قال: ((أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، ولجوفه أزيزٌ[25] كأزيز الْمِرجل[26] من البكاء))[27].

 

دمعة مالحة تكون لخطاياك ماحية، ولرقبتك معتقة، يا لها من دمعة غالية، ترفع صاحبها جنة عالية!

 

أيها الباكي من خشية الرحمن، ها أنت في ظل عرش الرحمن يوم الحشر؛ فأنت من السبعة الذين يُظلهم الله بظله يومَ لا ظل إلا ظله؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((سبعة يُظلهم الله في ظله، يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّه: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل، ورجل قلبه معلَّق بالمسجد، إذا خرج منه حتى يعود إليه، ورجلان تحابَّا في الله، اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه، ورجل دعَتْهُ امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقةٍ فأخفاها، حتى لا تعلم شِماله ما تُنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه))[28].

 

قال خالد بن معدان: "إن الدمعة لتطفئ البحور من النيران، فإن سالت على خد باكيها، لم يرَ ذلك الوجه النار، وما بكى عبد من خشية الله إلا خشعت لذلك جوارحه، وكان مكتوبًا في الملأ الأعلى باسمه واسم أبيه، منورًا قلبه بذكر الله"[29].

 

فنعوذ بالله من عين لا تدمع من خشيته، ونسأله عينًا بالعَبرات مدرارة، وقلبًا خاشعًا مخبتًا.



[1] - أخرجه أحمد (2/ 254، رقم 7443)، قال الهيثمي (10/ 216): رجاله رجال الصحيح؛ [انظر صحيح الجامع: 2169].

[2] - رواه ابن ماجه: (1643)، وقال الحافظ البُوصيري: "رجال إسناده ثقات"، صحيح الترغيب والترهيب: 1001.

[3] - أخرجه البزار: (962) من "كشف الأستار"، وفي سنده أبان بن أبي عيَّاش وهو ضعيف، وليُنظر: "مجمع الزوائد": (3/ 143)، و(10/ 149).

[4] - رواه البيهقيُّ في "شُعَب الإيمان": (3606)، وقال المُنذري: "وهو حديث حسن لا بأس به في المتابعات".

[5] - أخرجه الطبراني ح: 720، والبيهقي ح: 1121، انظر الصحيحة: 1890.

[6] - تفسير ابن كثير، ط دار طيبة (8/ 178).

[7] - التخويف من النار (ص: 134).

[8] - مصنف ابن أبي شيبة (13/ 341)، مصنف عبدالرزاق (7/ 123)، حلية الأولياء (1/ 164).

[9] رواه البخاري 3692.

[10] - حلية الأولياء (5/ 164).

[11] - أخرجه أحمد (5/ 449، رقم 23821)، والبخاري (5/ 2360، رقم 6059).

[12] - جامع الأحاديث (25/ 228)، أخرجه ابن عساكر (30/ 415).

[13] - رواه الطبراني في الكبير، وحسنه الألباني (3867) في صحيح الجامع.

[14] - فيض القدير (4/ 319).

[15] - أخرجه مالك (1/ 310، رقم 682)، والبخاري (2/ 673، رقم 1805)، ومسلم (2/ 806).

[16] - أخرجه أحمد (2/ 443، رقم 9717)، والبخاري (5/ 2251، رقم 5710).

[17] - حلية الأولياء (6/ 19).

[18] - رواه الترمذي (807)، وابن ماجه (1746)، وصححه ابن حبان (8/ 216)، والألباني في "صحيح الجامع" (6415).

[19] - "الفتاوى الكبرى" (4/ 460).

[20] - رواه الترمذي وحسنه الألباني (6365) في صحيح الجامع.

[21] - أخرجه أحمد (4/ 136، رقم 17259)، وأبو داود (1/ 116، رقم 427)، ومسلم (1/ 440، رقم 634)، والنسائي (1/ 235، رقم 471).

[22] - تطريز رياض الصالحين (ص: 612).

[23] - رواه الإمام أحمد في "المسند" (6/ 326)، والنسائي (1816)، وأبو داود (1269)، والترمذي (428)، وصححه الألباني (584) في صحيح الترغيب.

[24] - أخرجه ابن ماجه (2774)، والترمذي (1633)، وصححه الألباني (7778) في صحيح الجامع.

[25] - أي: صوت البكاء، وهو أن يجيش جوفه ويغلي بالبكاء؛ [النهاية 1/ 45].

[26] - أي: الإناء الذي يُغلى فيه الماء؛ [النهاية 4/ 315].

[27] -أخرجه: أبو داود (904)، والترمذي في الشمائل (322)، والنسائي في الكبرى (545).

[28] - أخرجه: البخاري 2/ 138 (1423)، ومسلم 3/ 93 (1031) (91).

[29] - الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا (ص: 48).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أحاديث العتق من النار في رمضان - تخريجها وما يستفاد منها
  • يوم العتق من النار (عرفة) فضائله وأحكامه
  • ختام العشر وزكاة الفطر (خطبة)
  • ختام العشر وزكاة الفطر (خطبة)
  • تحقيق ما ورد من آثار فيما جاء في العتق من النار في رمضان
  • هل أنت من العتقاء من النار (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • فضل شهر رمضان في القرآن والسنة: رمضان شهر الرحمة والغفران والعتق من النار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • علمني رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • استعراض الصحف الإيطالية لشهر رمضان 2014 في إيطاليا(مقالة - ملفات خاصة)
  • رمضان طريق عباد الرحمن إلى العتق من النيران (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • أحكام العتق والمكاتبة والتدبير(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وأقبل شهر رمضان شهر القرآن(مقالة - ملفات خاصة)
  • العتق من النار في رمضان وقول الله تعالى: فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • العتق من النار في رمضان وقول الله تعالى: فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • العتق من النار في رمضان وقول الله تعالى: ( فمن زُحزح عن النار وأُدخل الجنة فقد فاز )(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • آخر ليلة من شهر رمضان(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب