• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / خطب رمضان والصيام
علامة باركود

آداب حملة القرآن الكريم في رمضان وغيره (خطبة)

آداب حملة القرآن الكريم في رمضان وغيره (خطبة)
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/3/2025 ميلادي - 9/9/1446 هجري

الزيارات: 1803

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

آدابُ حَمَلةِ القُرآنِ الكريمِ في رَمَضَانَ وغيرِه


إنَّ الحمدَ للهِ، نَحمَدُه ونستعينُه، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ مُحمَّدًا عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وسلم.

 

أمَّا بعدُ: فيا أيها الناسُ اتقوا الله واشكروه على نعمةِ بُلُوغِ رَمَضانَ، ونِعْمَةِ إنزالِ القُرآنِ، قالَ تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185]، وقد أَمَرَ اللهُ بتلاوةِ كتابهِ فقالَ: ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ ﴾ [العنكبوت: 45]، و(كانَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أجْوَدَ الناسِ بالخيرِ، وأجوَدُ ما يكونُ في شهرِ رمضانَ، لأنَّ جبرِيلَ كانَ يَلْقَاهُ في كُلِّ ليلَةٍ في شهرِ رمضانَ حتى يَنْسَلِخَ، يَعرِضُ عليهِ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ القُرآنَ، فإذا لقِيَهُ جبرِيلُ كانَ أجوَدَ بالخيرِ منَ الرِّيحِ المُرسَلَةِ) رواه البخاري ومسلم، وكان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وصحابتُهُ يَخْتِمُ القُرآنَ في كُلِّ سبعةِ أيامٍ كما رواه الطبراني وحسَّنه العراقي، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لابنِ عَمْروٍ: (‌فاقْرَأْهُ ‌في ‌سَبْعٍ ‌ولا ‌تَزِدْ على ذلكَ) متفقٌ عليه، قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ: (إنَّ الْمَسْنُونَ كانَ عندَهُم قراءَتَهُ في سَبْعٍ.. وهذا معلُومٌ بالتواتُرِ) انتهى.


عبدَ اللهِ: إنَّ مِن المعلومِ بالضَّرُورةِ أنَّ الله تعالى لَم يُنزلِ القرآنَ الكريمَ لِتَتْلُوَهُ وتَحْفَظَهُ فَحَسْب، بلْ أنزلَهُ لِتَتَدَبَّرَ آياتِه، وتَفْهَمَ معانيهِ، وتَعمَلَ بما فيهِ، كما قال تعالى: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29]، فهو كتابُ موعظةٍ وهدايةٍ ورحمةٍ، ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 57]، فالواجبُ عليكَ أنْ تُقيمَ حُدودَهُ، وتُعظِّمَ أوامِرَهُ، وتتخلَّقَ بأخلاقِه، وتتأدَّبَ بآدابهِ، كما كان أُسْوَتُكَ صلى الله عليه وسلم، قالت عائشةُ رضي الله عنها: (كَانَ ‌صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ خُلُقُهُ ‌الْقُرْآنَ) رواه الإمام أحمد وصحَّحه مُحقِّقُو المسند، فينبغي لكَ يا قارئ القرآنِ أن تكونَ خيرَ الناسِ دِينًا وعِلْمًَا وأَدَبًَا وسُلُوكًا، وألاَّ يكونَ هَمُّكَ مُنصرفًَا إلى إتمامِ الحفظِ أو إتمام الختمةِ، لذا سيكونُ الحديثُ عن آدابِ حَمَلَةِ القرآنِ، تعريفُ الآدابِ ومنزلتُها في الشريعة، وأهميتُها، وأهميةُ التأَدُّبِ بآدابِ حَمَلَةِ القرآنِ، وأنواعِها، وجُهودِ العلماء في بيانها، ووسائل تربيةِ النفس عليها، والتنبيه على أبرز المخالفاتِ فيها.


الأَدَبُ كما قال ابنُ القيم: (‌اجْتِمَاعُ خِصَالِ الْخَيْرِ في العَبْدِ) انتهى، والأدبُ أنواعٌ ومراتبٌ، أعلاها: الأدبُ مع الله تعالى بأنْ تَعْرِفَهُ بأسمائِه وصفاتِه، وتُعَظِّمَهُ وتُوَحِّدَهُ وتُطيعَهُ، والأدبُ مع الرسول صلى الله عليه وسلم بأنْ تُحِبَّهُ وتُوَقِّرَهُ وتُسَلِّمَ لَهُ وتَنقادَ لأَمْرِه، وتتلقَّي خَبَرَهُ بالقَبُولِ والتصديقِ، وأما الأدبُ مَعَ الخلْقِ: فهو أنْ تُعاملَهُم على اختلافِ مراتبهِم بما يَلِيقُ بهِم، والمرادُ بآدابِ حَمَلَةِ القُرآنِ: ما ينبغي لكَ التزامُه والتحلِّي به من الأخلاقِ والفضائلِ المحمودةِ قولًا وفِعْلًا ظاهِرًا وباطِنًا، وهذه الآدابُ منها ما هو واجبٌ ومنها ما هو مُستحبٌّ، وما يُنافيها مما هو مُحرَّمٌ أو مكروهٌ.


عَبْدَ اللهِ: إنَّ للأخلاقِ الحَسنةِ والآدابِ الفاضلةِ منزلةٌ رفيعةٌ في الإسلامِ، قال ابنُ القيِّم: (الأَدَبُ هُو الدِّينُ كُلُّه)، وقال: (وأَدَبُ الْمَرْءِ: عُنْوَانُ سَعَادَتِهِ وفَلاحِهِ، ‌وقِلَّةُ ‌أَدَبهِ: عُنْوَانُ شَقَاوَتِهِ وبَوَارِهِ، فمَا اسْتُجْلِبَ خَيْرُ الدُّنيا والآخِرَةِ بِمِثْلِ الأَدَبِ، ولا اسْتُجْلِبَ حِرْمَانُهُما بِمِثْلِ قِلَّةِ الأَدَبِ)، وقال: (‌الدِّينُ ‌كُلُّهُ ‌خُلُقٌ، فمَنْ زادَ عليكَ في الْخُلُقِ: زادَ عليكَ في الدِّينِ) انتهى، وقد رغَّبَ القرآنُ والسُّنة في مكارمِ الأخلاقِ، قال تعالى: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199]، قال البَغَويُّ: (قالَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ: أَمَرَ اللهُ نَبِيَّهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بِمَكَارِمِ الأَخْلاقِ، ولَيْسَ في القُرآنِ ‌آيةٌ ‌أَجْمَعُ ‌لِمَكَارِمِ الأخلاقِ مِن هذهِ الآيةِ) انتهى، وقال صلى الله عليه وسلم: (‌الْبِرُّ ‌حُسْنُ ‌الْخُلُقِ) رواه مسلم، وانظر يا قارئ القرآنِ كيف جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم البرَّ الذي هو كلمةٌ جامعةٌ لأفعالِ الخيرِ وخصالِ المعروف هو حُسْنَ الخُلُقِ، ولقد اهتمَّ سلَفُنا الصالِحُ بتربية أولادِهم وتلاميذِهِم على الآدابِ الحسَنةِ، وقدَّمُوا تحصيلَها على تحصيلِ العِلْمِ، قال الإمامُ مالكٌ: (كانتْ أُمِّي ‌تُعَمِّمُني وتقولُ لي: اذهَبْ إلى ربيعةَ فتعَلَّمْ مِن أَدَبهِ قَبلَ عِلْمِه) انتهى، وقال ابنُ الْمُبارَك: (طَلَبْتُ ‌الأَدَبَ ‌ثلاثينَ سَنَةً، وطَلَبْتُ العِلْمَ عِشرينَ سَنَةً، كانوا يَطْلُبون الأَدَبَ ثمَّ العِلْم)، وقال: (كادَ الأَدَبُ يكونُ ثُلُثَي العِلْم) انتهى، وقال ابنُ جماعةَ: (قال بعضُهم لابنهِ: يا بُنَيَّ لأَنْ تتعَلَّمَ ‌بابًا مِن ‌الأَدَبِ أَحَبّ إليَّ مِن أنْ تتعَلَّمَ سبعينَ بابًا مِن أَبوابِ العِلْمِ) انتهى.


يا قارئَ القُرآنِ: ينبغي أنْ تكونَ خيرَ الناسِ دِينًا وعِلْمًا وأَدَبًا وسُلُوكًا، فتلتَزِمَ بالفرائضِ والواجباتِ، وتُحافِظَ على المندوباتِ، وتَجتنبَ الْمُحرَّماتِ، وتبتعدَ عن المكروهاتِ بقدرِ طاقتك، حتى تكونَ مِن أهلِ القرآنِ حقًَّا الذين هُم أَهْلُ اللهِ وخاصَّتُه، إنَّ التلاوةَ الحقيقيَّة للقرآنِ هيَ اتباعُه والعَمَل به، قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ ﴾ [البقرة: 121]، قال ابنُ مَسعودٍ: (والذى نفسِي بيدِه، ‌إنَّ ‌حَقَّ ‌تلاوتِه أنْ يُحِلَّ حلالَه، ويُحَرِّمَ حَرامَهُ، ويَقْرَأَه كَما أَنزَلَه اللهُ، ولا يُحَرِّفَ الكَلِمَ عن مَواضعِه، ولا يَتَأَوَّلَ منه شيئًا على غيرِ تأويلِه) رواه ابنُ جرير، وقد وَرَدت بعضُ فضائلِ القرآنِ مُقيَّدةً بشرطِ العَمَلِ به، قال صلى الله عليه وسلم: (يُؤْتَى بالقُرآنِ يومَ القيامةِ وأَهْلِهِ الذينَ كانُوا ‌يَعْمَلُونَ ‌بهِ تَقْدُمُهُ سُورَةُ البَقَرَةِ وآلُ عِمْرَانَ) رواه مسلم، فيا قارئ القرآن: إنك إذا لم تعمل بالقرآن لا تُحرَمُ أَجْرَه فحَسب، بل يكونُ حُجَّةً عليكَ يومَ القيامةِ، قال صلى الله عليه وسلم: (والقُرآنُ ‌حُجَّةٌ لَكَ أوْ عليكَ) رواه مسلم، فيا قارئ القرآنِ: يَنبغي أنْ تكُونَ أخلاقُكَ مُبَايِنَةً لأَخلاقِ مَن سِوَاكَ، إذا نَزَلَتْ بكَ الشَّدائدُ لَجَأتَ إلى اللهِ فيها ولم تلْجَأْ فيها إلى مَخْلُوقٍ، ‌وكانَ ‌اللهُ ‌أَسْبَقَ ‌إلى ‌قلْبِكَ، قد تَأَدَّبتَ بأَدَبِ القُرآنِ والسُّنَّةِ، فَأصبحْتَ مِن أعلامِ الْهُدَى؛ لأَنَّكَ مِن خَاصَّةِ اللهِ وأَهْلِهِ، فيا قارئَ القرآنِ: لا تَقتصر على مُجرَّدِ القراءةِ دُون تدبُّرٍ وتَفَكُّرٍ واتباعٍ وعَمَلٍ، قال الفُضَيْلُ: (إنما أُنْزِلَ القُرآنُ لِيُعْمَلَ بهِ، ‌فاتَّخَذَ ‌الناسُ قِرَاءَتَهُ عَمَلًا) انتهى.


يا قارئ القرآن: وَرَدَت ألقابٌ وأوصافٌ لكَ وخاصةً إذا كُنتَ حافِظًا للقرآنِ تدلُّ على عُلُوِّ مَرْتَبَتِكَ وشَرَفِ مَنزِلَتِكَ وفضلِكَ على مَن سِواكَ، فاغْتَبِطْ بما أكرَمَك اللهُ به مِن حفظِ كتابهِ وتلاوَتِه، وقَدِّرِ الأمانةَ التي تَحَمِّلتَها، فمن أوصافِك وألقابِكَ: أولًا: (حَامِلُ القُرآنِ): (قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ مِنْ إِجْلالِ اللهِ ‌إكْرَامَ ‌ذِي ‌الشَّيْبَةِ المُسلِمِ، وحَامِلِ القُرآنِ غيرِ الغالِي فيهِ والجافِي عنهُ، وإكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ) رواه أبو داود وحسَّنه النووي، ثانيًا: (صاحبُ القرآنِ): قال صلى الله عليه وسلم: (يُقالُ -يَعنِي لصَاحِبِ القُرآنِ-: ‌اقْرَأْ وارْتَقِ ورَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنيا، فإنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَأُ بها) رواه الترمذيُّ وصحَّحه، ثالثًا: (أهلُ القرآنِ): قال صلى الله عليه وسلم: (يُؤْتَى بالقُرآنِ يومَ القيامةِ وأَهْلِهِ الذينَ كانُوا ‌يَعْمَلُونَ ‌بهِ تَقْدُمُهُ سُورَةُ البَقَرَةِ وآلُ عِمْرَانَ) رواه مسلم، رابعًا: (أَهلُ اللهِ): (قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ ‌للهِ ‌أَهْلِينَ ‌مِنَ النَّاسِ» قالُوا: يا رسولَ اللهِ مَنْ هُمْ؟ قالَ: «هُمْ أَهْلُ القُرآنِ أَهْلُ اللهِ وخَاصَّتُهُ») رواه ابن ماجه وصحَّحه البوصيري، وهي إضافةُ تكريمٍ وتشريفٍ، خامسًا: (حافظُ القرآنِ): قال صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ الذي يَقْرَأُ ‌القُرآنَ ‌وهْوَ ‌حَافِظٌ ‌لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الكِرَامِ) رواه البخاري، سادسًا: (القارئ): (عن عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ: أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الظُّهْرَ، فَجَعَلَ رَجُلٌ يَقْرَأُ خَلْفَهُ بسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى، فلَمَّا انْصَرَفَ قالَ: أَيُّكُمْ قَرَأَ، أَوْ ‌أَيُّكُمُ ‌الْقَارِئُ؟) رواه مسلم.


رَزَقَنا اللهُ وأهلَ بيوتنا حفظ كتابه والعمل بما فيه، آمين.


الخطبة الثانية

أما بعد: فلقد اهتمَّ علماءُ الإسلامِ في بيان فضلِ القرآنِ وآدابِ حَمَلَتِه، وألَّفُوا فيه الْمُؤلَّفاتِ، فمن هذه الكتب: فضائلُ القرآنِ ومَعالِمه وأدبهِ للقاسمِ بن سلاَّم ت224 وهو أقدمُ كتابٍ مطبوعٍ في فضائلِ القرآن، ومنها: أخلاقُ حَمَلَةِ القُرآنِ للآجُرِّي ت360 وهو أولُ مُؤَلَّفٍ في آدابِ حَمَلِة القرآن، ومنها: لَمحاتُ الأنوارِ في ثوابِ قارئ القرآن للغافقي ت619، ومنها: التِّبيان في آدابِ حَمَلَةِ القرآنِ للنووي ت 676، ومنها: التِّذكار في أفضل الأذكار للقرطبي 671، ومنها: فتحُ الكريمِ الْمَنَّانِ في آدابِ حَمَلَةِ القُرآنِ للضَّبَّاع ت1380.


يا قارئ القرآن: إن معرفتكَ بفضائل القرآن وأهلهِ تُعينُك على تعظيمِ القرآنِ واتِّباعهِ ومُراعاة آدابهِ، وعند النظر إلى فضائلِ القرآنِ إجمالًا وآدابِ حَمَلتهِ نَجدُ أن كلَّ نوعٍ منها تضمَّن عددًا من الآداب والمسائل، وهي كما يلي: أولًا: فضائلُ أهلِ القرآن وحَمَلَتِه في الدنيا والآخرة، ومما يندرج تحته: فضلُ قراءةِ القرآن، فضلُ حَمَلَتهِ، فضلُ الاجتماعِ في المساجدِ لقراءته، إكرامُ أهلِه، ثانيًا: آدابُ تَعَلُّمِ القرآنِ، وفيه: الإخلاصُ والحذرُ من إرادةِ الدُّنيا، الأخذ عن الشيوخ الأجلاءِ الْمُتقنين، احترامُ الْمُعلِّم وتوقيره، مراعاة آداب المسجد، مراعاة آداب مجلس التعليم، أن يأخذ في كلِّ مجلسٍ ما يُطيق، إتقانُ التلاوةِ واجتنابِ اللحون الجلية والخفية، إتقانُ الحفظ، تعاهُدِ القرآنِ وتحزيبه والقيامِ به، ثالثًا: آدابُ التلاوةِ، وفيه: الطَّهارةُ، السواكُ وتطييب الفَمِ، استقبالُ القِبلة، الاستعاذةُ والبسملةُ، سُجُودُ التلاوةِ، السُّؤالُ عند آياتِ الوَعْدِ والتعوُّذ عند آياتِ الوعيدِ، والتسبيحُ عند آياتِ التنزيهِ، الخشوع والبُكاءُ، تجويدُ القراءة، تدبُّر القرآن، التغنِّي والترتيل، مُراعاةُ أحكامِ الوقف والابتداء، رابعًا: آدابُكَ معَ الْمُصْحفِ الشريفِ، وفيه: حُرمةُ المصحفِ وحُكمُ مِن استخفَّ به، العنايةُ برسمه وضبطه، حكمُ الطهارةِ لِمَسِّه، فضلُ النظر فيه والنهي عن هجره، تجزئةُ المصحفِ وتحزيبه، خامسًا: آدابُكَ يا قارئَ القُرآنِ مع اللهِ، وفيه: تعظيم القرآن، العمل به، تركُ المحرَّماتِ، المحافظةُ على الفرائض، الإكثارُ من النوافل، الزُّهدُ في الدُّنيا، مُحاسبةُ النفسِ، سادسًا: آدابُكَ يا قارئَ القُرآنِ مَع الناسِ، وفيه: أَدَبُكَ مع أهلِك، أدبُكَ مَع شيخِك، أدبكَ مع أقرانِك وزُملائك، أدبك مع أهلِ العِلْم، أدبُكَ مع الناسِ، سابعًا: آدابُ تعليمِ القرآن، وفيه: فضل تعليمِ القرآن، اجتهادُ السلف في تعليم القرآن، منهج السلف في تعليم القرآن، صِفاتُ مُعلِّم القرآن، الإخلاصُ وحُكمُ أخذِ الأُجرةِ على تعليمِ القرآن، العنايةُ بالطلابِ وحُسن التعامُلِ معهم والعدلِ بينهم، التواضُع، الرِّفقُ بالطلاب والصبرِ عليهم وعدم تعنيفهم إذا أخطؤا، الإقبالُ على المتعلِّم وحُسن الاستماعِ إليه، تربيةُ الطُّلابِ على أخلاقِ القرآنِ.


يا قارئ القرآن: من الوسائل التربوية على التأدُّب بآدابِ حَمَلةِ القرآن: تعلُّم ودراسة آداب حملة القرآن، وتعلُّم قراءة القرآن عند المعلِّمين الأكفاء، وتدبُّرِ القرآن وفهمه، وقراءةُ سِيَرِ قُرَّاءِ السلف، قال ابنُ عبد البرِّ: (عن أبي حَنِيفَةَ قال: ‌الحِكاياتُ ‌عنِ ‌العُلَماءِ ومُجَالَسَتُهُمْ أَحَبُّ إليَّ مِن كثيرٍ مِن الفِقْهِ؛ لأنها آدَابُ القَوْمِ وأَخْلاقُهُمْ) انتهى، وعَن ابنِ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهما قَالَ: (قَدِمَ عُيَيْنَةُ بنُ حِصْنِ بنِ حُذَيْفَةَ، فَنَزَلَ على ابنِ أخيهِ الْحُرِّ بنِ قَيْسٍ، وكانَ مِنَ النَّفَرِ الذينَ يُدْنِيهِمْ عُمَرُ، وكانَ القُرَّاءُ أصحابَ مَجَالِسِ عُمَرَ ومُشَاوَرَتِهِ كُهُولًا كانُوا أوْ شُبَّانًا، فقالَ عُيَيْنَةُ لابْنِ أخيهِ: يا ابْنَ أَخِي، لَكَ وَجْهٌ عِنْدَ هذا الأَمِيرِ، فاسْتَأْذِنْ لِي عليهِ، قالَ: سَأَسْتَأْذِنُ لكَ عليهِ، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: فاسْتَأْذَنَ الْحُرُّ لِعُيَيْنَةَ، فأَذِنَ لَهُ عُمَرُ، فلَمَّا دَخَلَ عليهِ قالَ: هِيْ يا ابنَ الخطَّابِ، فوَاللهِ ما تُعْطِينَا الْجَزْلَ، ولا تَحْكُمُ بَيْنَنا بالعَدْلِ، فغَضِبَ عُمَرُ حتَّى هَمَّ بهِ، فقالَ لهُ الحُرُّ: «يا أميرَ المؤمنينَ، إنَّ اللهَ تعالى قالَ لنَبيِّهِ صلى الله عليه وسلم: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199]، وإنَّ هذا مِنَ الجاهِلِينَ، واللهِ ما جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلاهَا عليهِ، وكانَ ‌وَقَّافًا ‌عِنْدَ ‌كِتَابِ اللهِ») رواه البخاري.


ألا فأقبِلُوا على تلاوةِ وحِفْظِ كتابِ ربِّكم فإنه أفضلُ ما تقرَّبَ به الْمُتقرِّبون، وفضائلُه العاليةُ أجلُّ ما تنافسَ فيها المتنافسون، واعتصموا به تنجون مِن الضلال، قال صلى الله عليه وسلم في حَجَّةِ الوداع: (وقد تَركتُ فيكُم ما لَن تَضِلُّوا بعْدَهُ إِنِ اعتَصَمتُم بهِ: كِتَابُ اللهِ) رواه مسلم.


اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلُكَ وخاصَّتُك، واجعله حُجَّةً لنا لا علينا يا ربَّ العالمين، آمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • كيف نقرأ القرآن الكريم في رمضان؟
  • فضل تلاوة القرآن الكريم في رمضان وغيره

مختارات من الشبكة

  • آداب حملة القرآن الكريم(مادة مرئية - موقع أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله الحميضي)
  • فتح الكريم المنان في آداب حملة القرآن(مقالة - ملفات خاصة)
  • آداب الزيارة وشروطها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة التبيان في آداب حملة القرآن (نسخة ثالثة)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة التبيان في آداب حملة القرآن (نسخة ثانية)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة التبيان في آداب حملة القرآن(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • المختار من كتاب التبيان في آداب حملة القرآن (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مقدمة في المختار من كتاب التبيان في آداب حملة القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • آداب الضيافة ويليه آداب الطعام (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة مجموع فيه كتابان: شرح آداب البحث للسمرقندي وحاشية على شرح آداب البحث للسمرقندي(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب