• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / المرأة في الإسلام
علامة باركود

الأم المثالية في الإسلام

بثينة محمد علي الصابوني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/1/2018 ميلادي - 23/4/1439 هجري

الزيارات: 37282

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأم المثالية في الإسلام


عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((خيرُ نساءٍ ركِبْنَ الإبلَ صالحُ نساءِ قريشٍ؛ أحناه على ولدٍ في صغره، وأرعاه على زوجٍ في ذات يده)).

 

تلك هي إحدى القواعدِ النبويَّة التي تُميز النساء، وَضَعَها رسولُ الله صلوات الله وسلامه عليه واضحةَ الدلالة؛ لأنها بانيةُ الحياة، وداعمةُ مسيرتها، تقدم مِن غير أن تطلب العِوَض، وتُعطِي مِن غير أن تسأل الثمن، وإن كان في الوجودِ إيثارٌ فهو عند الأم، وإن كان في الوجود إخلاصٌ فهو إخلاص الأم، لكن الأمرَ لا يتعلَّق بأمومة وبنوَّة فحَسْبُ، لكنه يتعلَّق بنتائج تلك الأمومة، وَجُودِ عطائها، ومِن هنا يأتي التفاوت بين الأمهات:

• أمٌّ أعطَتْ وليدَها مِن أمومتها، لكن كان عطاء القلب والعاطفة وحدَها.

• وأُمٌّ أعطَتِ الأمومةَ مع العقل والفكر والعلم.

 

• وثالثة حسِبت الأمومةَ عقلًا وعلمًا، فلم تُعطِ إلا العلم الجافَّ الجامد المتحجِّر.

• ورابعة غرَّتْها الحياةُ بزخرفِها، فنسِيَت أنها أمٌّ، وأنها تملِك عاطفةً وقلبًا، وانطبَق عليها قول الشاعر:

إنَّ اليتيمَ هو الذي تلقى لهُ ♦♦♦ أمًّا تخلَّتْ أو أبًا مَشغولا

 

وقد لا تكون هناك أمٌّ تَعتني بأبنائِها، وأمٌّ لا تعتني، لكن هناك أمٌّ عرَفتْ معنى الحياة، وتركيبة الحياة، وحقيقة الحياة، ثم قامتْ تُربِّي أبناءها وتَعُدُّهم لمواجهة الحياة بما يُناسب هذه الحياة؛ في مجال الدين والعلم والعمل، والتفوق في الحياة والتميُّز، والثبات والمرونة، فهذه أمٌّ عرَفتْ كيف تُمارِس الأمومةَ أسمى ممارسةٍ.

 

• وقد قيل: "الرجال مِن صنع المرأة، فإذا أردتُم رجالًا عِظامًا أفاضل، فعليكم بالمرأة، علِّموها ما عظمة النفس، وما الفضيلة".

 

• وقيل: "الرجال مِن صنعة أمهاتهم".

واستطاعتْ أن تُورث أبناءها معاني السموِّ والعظمة؛ كما قيل: "عظماء الرجال يرثون عظمتهم مِن أمهاتهم".

 

المرأةُ أساس البناء، وحارسة الغُرَّة الداخلية، فلو أننا اعتنَيْنا بتربيةِ الفتاة كما نعتني بتربية الشباب - بل الأصل أن نعتني أكثرَ بها - لَما وصل حالُنا إلى ما وصَلْنا إليه؛ إذًا قد تكون الأمُّ هي مَن تقف خلْفَ الرجلِ العظيم، خلف ابنِها، تدفعه وتحثه، وتؤنِّبه إذا أخطأ، وتُشجِّعه إن أحسن، لا تُبالي بالتعب مهما يكون، ما دامت في راحةِ أبنائها، فهي المرآة العاكسة للأخلاق، والعمل المُثمِر والمنصف؛ ففي صدرِها وحدها لبن الحياة، بما آتاها الله من قوة العقل والأخلاق والعاطفة.

 

إن كرمَ المرأة بأمومتها، ورعايتها لأبنائها، ومِن هنا صدق عليها قول حافظ إبراهيم:

الأمُّ مدرسةٌ إذا أعدَدْتَها ♦♦♦ أعدَدْتَ شَعبًا طيِّبَ الأعراقِ

 

• وواجباتُ المرأة في بيتها كثيرةٌ وعديدة؛ فبعدَ أن تكونَ المرأة زوجةً وربَّةَ بيتٍ مسؤولةً عن المحافظةِ على كِيانه، ومسؤولةً عن إسعادِ زوجها، فهي مسؤولةٌ عن الأطفالِ وتربيتهم تربيةً صحيحةً، والاعتناء بصحتهم، وتقويم خُلُقِهم، وإشعارهم بحنانها كقاعدةٍ لانطلاق الأخلاق الفاضلة لديهم، وقد يتهاوَن البعض في الحنان والعطف، لكن الحديثَ واضحُ الدلالة على أهميتها؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم: ((أحناه على ولد في صغره)).

 

إذًا فمَن الأم التي نريد؟ وما نريد من الأم؟

أُذكِّر القارئ والقارئة الكريمينِ قبل البَدْء في بيان وصف الأم التي نريد - بالربيع بن خُثَيم، تركه أبوه طفلًا صغيرًا، وترك مع أمِّه شيئًا من المال، وقال لها: احفظِيه حتى آتي معي مال آخر، فنشتري به بيتًا كبيرًا، ونتاجر ما بقي مِن حياتنا، فلما كبِر الابنُ رأتِ الأمُّ أن الأَوْلى صرفُ هذا المال في تعليم الطفل وتأديبه، فراحَتْ تُنفِقه في ذلك حتى أصبح ابنُها علمًا عالمًا وإمامًا يأتيه الناس مِن كل مكان، فلما قدِم الأب وعرَف ذلك، قالت له زوجته: أكان الأفضل أن أدَّخِر المال الذي تركته حتى تأتي؟ أم ما رأيته من ابنك؟ فقال: لا والله ما رأيته من ابني كان أحب إليَّ، فقالت: فقد صرفت المال في تعليم ابنك.

 

إنه ربيعةُ الرأي، التابعي الإمام، العالم الذي كانت أمُّه خلفه ترعاه وتُؤدبه وتُوجِّهه إلى العلياء والعلم والجد في غياب الأب، دون تأفُّف أو تذمُّر أو شكوى مِن غياب أبيه الطويل.

إنَّ التربية بمعناها الواسع تشمَلُ الجسم والنفس والروح، وليست مجردَ الطعام والشراب واللباس وتلبية الطلبات.

 

• نريدُ الأمَّ التي تُربِّي أولادَها تربيةً رُوحية، فتُبصِّرهم بأمور دينهم مِن عبادات وطاعات، وتشجيع لحِفْظ كتاب الله تعالى، على أن يكون تعليمًا مبنيًّا على محبةٍ واقتناع.

 

• نريد الأُمَّ التي تغمُرُ أبناءها بالحبِّ والرحمة والحنان والشفقة؛ لأن هذه هي قاعدةُ انطلاق الفضيلة لديهم، وعليها يكونُ تعاملهم مع الحياة فيما بعدُ، ونحن نعلمُ أن الإسلام قائمٌ على المحبة بين العبد ومولاه، والمؤمن وبنِيه، والمؤمن مع أخيه.

• نريد الأم التي تُعامِل أولادها بمنطقيَّة وحكمة، مع إيمانٍ واتصالٍ بالله تعالى، فيَرثُون ذلك منها ويجعَلونه في شخصياتهم.

• نريد الأم التي تضعُ نُصْبَ عينَيْها تهيئةَ أبنائها لنصرة الإسلام ورفعة رايته، وتكون خلفهم مُشجِّعة تشدُّ من أزرِهم وتُحفِّز هممَهم؛ كالخنساء التي رافقَتْ أبناءها في خيمة القتال يوم القادسية، وهي تشجعهم وترفع معنوياتهم.

 

• نريد الأم التي تُربِّي أولادَها التربيةَ النفسيَّة المتكاملة، فتُعلِّمهم ضبطَ سلوكهم، وضبط انفعالاتهم العامَّة، وانفعالاتهم مع والديهم وإخوتهم، ومَن هم أكبر سنًّا لتحقيق الأمن الانفعالي.

• نريد الأمَّ التي تشجِّع أبناءها ليتعوَّدوا الثقة بالنفس، وتُشعِرهم بالأمان والاطمئنان ليتعلَّموا الثقةَ بالآخرين، وتشعرهم بالصداقة لهم ليتعلَّموا أن يكتشفوا المحبة، فإذا عاشوا في جوٍّ مِن الرضا والقبول عرَفوا شخصيتهم.

 

• نريد الأمَّ التي تعتني بأوقات فراغ أطفالها، وتُنمِّي فيهم ما يوسع خيالهم ومداركهم، بقصص الأنبياء وقصص القرآن والسُّنة والسيرة النبوية، وغزوات الرسول عليه الصلاة والسلام وسيرة أصحابه مِن بعده، والتابعين والفاتحين على امتدادِ تاريخ الإسلام العظيم، وبذلك تَعُدُّهم إعدادًا متكاملًا، وتُنبِتُهم نبتًا طيبًا ليُؤدُّوا دورَهم في الحياةِ، فطفل اليوم سيُصبِح رجلًا وأبًا، وطفلةُ اليوم ستُصبح امرأةً وأمًّا.

 

• نريد الأم التي تُؤمِّنُ لأطفالها طفولةً خالية من الخوف والفزع، والاشمئزاز والتذمُّر، والجدل والمشاحنة؛ ليعيشوا بسلامٍ وهم شُبَّان وكهول وشيوخ؛ لأن البيت مدرسةُ الأخلاق، وأي مؤسسة تربوية لا تُقوِّم الاعوجاج ما لم يبدَأ التقويمُ مِن الأسرة: ((كلُّ مولودٍ يُولَد على الفطرة؛ فأبواه يُهوِّدانِه، أو يُنصِّرانِه، أو يُمجِّسانِه))[1].

 

• نريد الأمَّ التي تستطيعُ أن تقوم على أبنائها قيامًا كاملًا؛ بحيث تخرجهم للمجتمع حاملين قِيَمَهم الإسلامية، من غير أن يفقدوا رُوح عصرهم واستعدادَهم له، ليكونوا عنصرًا فعَّالًا في المجتمع من أجل رُقيِّه وتقدُّمِه.

 

• نريد الأمَّ التي تُربِّي بناتِها على الحياء، لا على الضعف أو الذل أو الخنوع، تُربِّيهن على أصولِ التربية وأساسياتها، وعلى حقوق الزوج وواجباتها نحوَه - فهي غدًا زوجةٌ - وعلى حسن التعامل والأدب والاحترام - فهي غدًا داعيةٌ تتعامل مع الآخرين - وعلى الحجاب والحياء - فهي غدًا امرأةٌ فاضلة.

• نريد الأم التي تُعلِّم أبناءها تعليمَ محاكاة وتطبيق مع التوجيه، لا تعليم تلقين وحفظ مجرد.

 

• نريد التي تُخرِج أعلامًا تضاء الدنيا بهم؛ كأم الإمام ابن حنبل تقول له: اذهَبْ يا بني، أستودِعُك الله، فإنه لا تضيع عنده الودائع، وأم الإمام البخاري وأمهات الآلاف من العلماء والمجاهدين والأبطال، اللاتي نشَّأن أبناءَهن على العزة والرفعة والسمو، وغَرَسْنَ في نفوسهم حبَّ المعالي؛ مِن علم، وجهاد، ودعوة.

 

• فإذا كانت الأمُّ مُوظَّفةً فنُريدها الأمَّ التي لا يشغَلُها عملُها خارج المنزل عن تربية أولادها ومتابعتهم وتوجيههم، الأم التي لا تعتمد على الخدم في رعاية أولادها وتوجيههم ومتابعتهم.

 

• إنها الأم التي تجذِبُ أبناءها إليها وإلى بيتها، وتشغَلُهم بما ينفعهم ويُنمي شخصياتهم، في زمنٍ أصبح أصدقاء السوء يملؤون كل جانب، وفتن الدنيا تنتشر في كل ناحية.

فحضنُ الأمِّ مدرسةٌ تسامَتْ
بتربيةِ البنين أو البناتِ
وأخلاقُ الوليدِ تُقاسُ حُسنًا
بأخلاقِ النساءِ الوالداتِ

 

فإذا كانتِ الأمُّ كهذه التي نُريدها ويريدها المجتمع؛ حصَلنا على جيلٍ واعٍ، سليم خالٍ من العُقَد والأمراض النفسية، وحصلنا على مجتمع ينعَمُ بالسعادة والأمن والاستقرار والراحة.



[1] أخرجه البخاري ك: "الجنائز" ب: "ما قيل في أولاد المشركين" ح: (1385) ومسلم ك: "القدر" ب: "معنى كل مولود.." ح: (2658) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الأمومة
  • الأم الصديقة.. هل ذهبت مع الريح؟!
  • إنها الأم
  • وحشة الأم
  • أيتها الأم هل أنت على خطى نبيك صلى الله عليه وسلم؟
  • معاني كلمة "الأم" في القرآن الكريم بالتركيز على قوله تعالى: "فأمه هاوية" (في ضوء كلام العرب)
  • الأم المحرومة
  • عقدة المثالية الزائدة

مختارات من الشبكة

  • عيد الأم بين الوهم والحقيقة: حكم الاحتفال بعيد الأم (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • إهداء الأم في ما يسمى بعيد الأم(مقالة - ملفات خاصة)
  • محاضرات في علم المواريث (4)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بر الأم في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هل أحج عن أبي أولا أم عن أمي؟(مقالة - ملفات خاصة)
  • بدعة عيد الأم بين لوعة اليتيم وروعة الإسلام في التكريم(مقالة - ملفات خاصة)
  • حكم الإسلام في عيد الأم والأسرة - بلغة الإشارة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • عيد الأم.. نشأته وموقف الإسلام منه(مقالة - ملفات خاصة)
  • حكم الإسلام في عيد الأم والأسرة(مقالة - ملفات خاصة)
  • الأم بين برها في الإسلام .. وعيدها في الغرب(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب