• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رأس السنة الهجرية
علامة باركود

عبرة انصرام عام

عبرة انصرام عام
د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/10/2014 ميلادي - 4/1/1436 هجري

الزيارات: 33928

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عبرة انصرام عام

 

الحمد لله ذي الجلال والإكرام، والطول والإنعام. قضى على الدنيا بالانصرام، وتفرد بالبقاء والدوام. وأشهد ألا إله إلا الله الملك السلام، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صفوة الأنام، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه الكرام.

 

أما بعد، فاتقوا الله - عباد الله -، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ ... ﴾.

 

أيها المؤمنون!

سنة الله في الدنيا ألا يعلو شيء إلا وُضِع، ولا يطول إلا قُطع؛ كيلا يركن الأنام إلى سراب الدنيا ويطمئنوا بها، مع أن لها في كل حين نذيراً؛ تتفصّى عرى يومها مع أفول كل شمس، وينقضي أمدها بمواراة كل رمس. ساعات بها الأيام تقطع، وأيام تمضي بها السنون، وسنون يختم بها العمر. وها نحن اليوم نقف على حافة الختام لعام مضى، ونستقبل في الغد غرة عام جديد.

 

ولئن كان لتصرم الأعوام ميزان لدى تجار الدنيا؛ تجرد فيه الأرباح والخسائر مع فناء الدنيا وقلة متاعها؛ فإن لها ميزاناً عند تجار الآخرة؛ توقف النفس فيه على محكِّ المحاسبة، والنظر لما قدمت لغدٍ، واستدراك الفائت من العمر، والتأمل في عِبر الأيام. فالأيام عبر للمدكرين، وعظات للمعتبرين، ﴿ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ [النور: 44]. ومما حوته الأيام من عبر – وما أجل عبرها! – تقلب الأحوال؛ عزيز يُذل ويُعَز ذليل، غني يفتقر ويغتني فقير، صحيح يمرض ويصح مريض، أمن يعقب خوفاً وخوف يعقب أمناً، صغير يكبر، ويضعف قوي، يباد مُلك ومُلك يشاد، ظالم يُسلّط وجبار يُقصم، ضال يُهدى ويَضل مهتدٍ، دار تُهنّأ بمولود وأخرى تُعزى بمفقود، شتاء ثم صيف، عسر ثم يسر. أحوال مختلفة دالة على حكمة إلهية بالغة وقدرة ربانية غالبة، تتلاشى إزاءها كلُّ قوى الأرض قاطبة، وتحار العقول في الإحاطة بأسرارها. وذاك ما يجعل المؤمن شديد الوثوق بربه؛ راكناً إلى قوته، راضياً بحكمه، لا تتملكه الأوهام، ولا تزعزعه المخاوف، ولا تزعجه الأراجيف، ولا يُقعده اليأس. له مع كل كربةٍ فألٌ. وحسن ظنه بمولاه يدني فَرَجَه مع كل ضائقة. وتوكله على ربه ذلوله الذي لا يكبو في مهامه البلاء وسوابل الأرزاق. يقوده تقلب حال الدنيا إلى عدم الاطمئنان بها وقصْر النظر عليها والمخاصمة لأجلها وإن حاز القناطر؛ إذ ليست له وطناً، ولا يُعرف لها ثبات. قيل لعلي بن أبي طالب – رضي الله عنه -: صف لنا الدنيا، قال: وما أصف لكم من دار! من صح فيها سقم، ومن سقم فيها ندم، ومن افتقر فيها حزن، ومن استغنى فيها فُتن، في حلالها الحساب، وفي حرامها النار.

 

أيها المسلمون!

ومن عبر صرم الأيام تجلية قِصر الدنيا بأفراحها وأتراحها، يقول الله - تعالى -: ﴿ قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ * قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [المؤمنون: 112 - 114]. وماذا كان وصفُ أنعم أهلها لنعيمها ووصفُ أبأسهم لبؤسها؟! يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: " يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً، ثُمَّ يُقَالُ: يَا ابْنَ آدَمَ، هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا، وَاللهِ يَا رَبِّ. وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا فِي الدُّنْيَا، مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ، هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا، وَاللهِ يَا رَبِّ مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ، وَلَا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ " رواه مسلم. ومع أن الدنيا قصيرة إلا أنها مزدرع الآخرة ووعاء عملها؛ وذاك ما جعل ساعتها رأس مالها؛ فضَنّ بها الأكياس أن تضيع في غير نفع. يقول حماد بن سلمة: " ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يطاع الله فيها إلا وجدناه مطيعاً: إن كان في ساعة صلاة وجدناه مصلياً، وإن لم تكن ساعة صلاة وجدناه إما متوضئاً، أو عائداً مريضاً، أو مشيعاً لجنازة، أو قاعداً في المسجد؛ فكنا نُرى أنه لا يحسن أن يعصي الله - عز وجل - ". ويحلل عارفٌ عمرَ ابن الستين عاماً قائلاً: " ومن الغبن العظيم أن يعيش الرجل ستين سنة ينام ليلها فيذهب النصف من عمره لغواً، وينام سدس النهار راحة فيذهب ثلثاه، ويبقى له من العمر عشرون سنة. ومن الجهالة والسفاهة أن يتلف الرجل ثلثي عمره في لذة فانية، ولا يتلف عمره بسهر في لذة باقية عند الغني الوفي الذي ليس بعديم ولا ظلوم.

 

عباد الله!

إن طول العمر لا يزيد المؤمن إلا خيراً، يقول سعيد بن جبير: " إن بقاء المؤمن كل يوم غنيمة لأداء الفرائض والصلوات وما يرزقه الله من ذكره ". سئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أي المؤمن خير؟ قال: " من طال عمره، وحسن عمله "، قيل: فأي الناس شر؟ قال: " من طال عمره، وساء عمله " رواه الترمذي وقال: حسن صحيح. ولذا كان السلف الصالح يتأسفون عند موتهم على انقطاع الأعمال عنهم بالموت، فقد بكى معاذ - رضي الله عنه - عند موته وأبدى سبب بكائه قائلاً: " إنما أبكي على ظمأ الهواجر، وقيام ليل الشتاء، ومزاحمة العلماء بالركب ". وحين سئل يزيد الرقاشي عن سبب بكائه عند موته قال: " أبكي على ما يفوتني من قيام الليل وصيام النهار "، ثم بكى وقال: " من يصلي لك يا يزيد؟! ومن يصوم؟! ومن يتقرب لك بالأعمال الصالحة؟! ومن يتوب لك من الذنوب السالفة؟! من ذا الذي يرضي ربك بعد الموت؟! " ثم يقول: " أيها الناس! ألا تبكون على أنفسكم باقي حياتكم؟! يا من الموت موعده! والقبر بيته! والثرى فراشه! والدود أنيسه! وهو مع هذا ينتظر الفزع الأكبر، كيف تكون حاله؟!".

 

الخطبة الثانية

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

وبعد، فاعلموا أن أحسن الحديث كتاب الله..

 

أيها المؤمنون!

إن الأيام تدني الآخرة؛ فالأجل مغيّب يقرّبه صرمُ الليالي، قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: " مَنْ كَانَتِ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامُ مَطَايَاهُ، سَارَتْ بِهِ وَإِنْ لَمْ يَسِرْ ".

وَمَا هَذِهِ الْأَيَّامُ إِلَّا مَرَاحِلُ ** يَحُثُّ بِهَا دَاعٍ إِلَى الْمَوْتِ قَاصِدُ

وَأَعْجَبُ شَيْءٍ - لَوْ تَأَمَّلْتَ - أَنَّهَا ** مَنَازِلُ تُطْوَى وَالْمُسَافِرُ قَاعِدُ

 

وَقَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ لِرَجُلٍ: كَمْ أَتَتْ عَلَيْكَ؟ قَالَ: سِتُّونَ سَنَةً، قَالَ: فَأَنْتَ مُنْذُ سِتِّينَ سَنَةً تَسِيرُ إِلَى رَبِّكَ يُوشِكُ أَنْ تَبْلُغَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، فَقَالَ الْفُضَيْلُ: أَتَعْرِفُ تَفْسِيرَهُ؟ تَقُولُ: أَنَا لِلَّهِ عَبْدٌ وَإِلَيْهِ رَاجِعٌ، فَمَنْ عَلِمَ أَنَّهُ لِلَّهِ عَبْدٌ، وَأَنَّهُ إِلَيْهِ رَاجِعٌ، فَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ مَوْقُوفٌ، وَمِنْ عَلِمَ أَنَّهُ مَوْقُوفٌ، فَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ مَسْئُولٌ، وَمَنْ عَلِمَ أَنَّهُ مَسْئُولٌ، فَلْيُعِدَّ لِلسُّؤَالِ جَوَابًا، فَقَالَ الرَّجُلُ: فَمَا الْحِيلَةُ؟ قَالَ يَسِيرَةٌ، قَالَ: مَا هِيَ؟ قَالَ: تُحْسِنُ فِيمَا بَقِيَ يُغْفَرُ لَكَ مَا مَضَى، فَإِنَّكَ إِنْ أَسَأْتَ فِيمَا بَقِيَ، أُخِذْتَ بِمَا مَضَى وَبِمَا بَقِيَ. وقَالَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ: إِنَّمَا اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ مَرَاحِلُ يَنْزِلُهَا النَّاسُ مَرْحَلَةً مَرْحَلَةً حَتَّى يَنْتَهِيَ ذَلِكَ بِهِمْ إِلَى آخِرِ سَفَرِهِمْ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُقَدِّمَ فِي كُلِّ مَرْحَلَةٍ زَادًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا، فَافْعَلْ، فَإِنَّ انْقِطَاعَ السَّفَرِ عَنْ قَرِيبٍ، وَالْأَمْرُ أَعْجَلُ مِنْ ذَلِكَ، فَتَزَوَّدْ لِسَفَرِكَ، وَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ مِنْ أَمْرِكَ، فَكَأَنَّكَ بِالْأَمْرِ قَدْ بَغَتُّكَ. وقَالَ الْحَسَنُ: لَمْ يَزَلِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ سَرِيعَيْنِ فِي نَقْصِ الْأَعْمَارِ، وَتَقْرِيبِ الْآجَالِ، هَيْهَاتَ قَدْ صَحِبَا نُوحًا وَعَادًا وَثَمُودًا وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا، فَأَصْبَحُوا أَقْدَمُوا عَلَى رَبِّهِمْ، وَوَرَدُوا عَلَى أَعْمَالِهِمْ، وَأَصْبَحَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ غَضَّيْنِ جَدِيدَيْنِ، لَمْ يُبْلِهِمَا مَا مَرَّا بِهِ، مُسْتَعِدَّيْنِ لِمَنْ بَقِيَ بِمِثْلِ مَا أَصَابَا بِهِ مَنْ مَضَى.

 

إِنَّا لَنَفْرَحُ بِالْأَيَّامِ نَقْطَعُهَا ** وَكُلُّ يَوْمٍ مَضَى يُدْنِي مِنَ الْأَجَلِ

فَاعْمَلْ لِنَفْسِكَ قَبْلَ الْمَوْتِ مُجْتَهِدًا ** فَإِنَّمَا الرِّبْحُ وَالْخُسْرَانُ فِي الْعَمَلِ





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • في وداع العام واستقبال العام الجديد
  • في وداع العام الهجري
  • وقفة تأمل في استقبال العام الهجري الجديد

مختارات من الشبكة

  • إيطاليا: كتاب جديد لتعليم اللغة الإيطالية للناطقين باللغة العربية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • قصة موسى عليه السلام (7) ما بعد العبور(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • حكم الاحتفال بالمولد النبوي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عام تصرم وعام يتقدم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نهاية عام وبداية عام (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: عام مضى وعام أتى (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: العام الدراسي ليكون عام نجاح(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الفرق بين العام المخصوص والعام الذي أريد به الخصوص(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • صيام يوم عرفة يكفر الله بها عامين وصيام يوم عاشوراء يُكفر الله بها عاما(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ومضى عام، وجاء عام(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد انتظار طويل.. وضع حجر الأساس لأول مسجد في قرية لوغ
  • فعاليات متنوعة بولاية ويسكونسن ضمن شهر التراث الإسلامي
  • بعد 14 عاما من البناء.. افتتاح مسجد منطقة تشيرنومورسكوي
  • مبادرة أكاديمية وإسلامية لدعم الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في التعليم بنيجيريا
  • جلسات تثقيفية وتوعوية للفتيات المسلمات بعاصمة غانا
  • بعد خمس سنوات من الترميم.. مسجد كوتيزي يعود للحياة بعد 80 عاما من التوقف
  • أزناكايفو تستضيف المسابقة السنوية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم في تتارستان
  • بمشاركة مئات الأسر... فعالية خيرية لدعم تجديد وتوسعة مسجد في بلاكبيرن

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 19/1/1447هـ - الساعة: 14:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب