• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / في يوم عاشوراء
علامة باركود

عاشوراء وقصة موسى عليه السلام مع فرعون (خطبة)

عاشوراء وقصة موسى عليه السلام مع فرعون (خطبة)
محمد بن حسن أبو عقيل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/8/2022 ميلادي - 10/1/1444 هجري

الزيارات: 28597

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عاشوراء وقصة موسى عليه السلام مع فرعون

(الخطبة الأولى)


الحمد لله الذي تكفَّل بنصر عباده المؤمنين، وخذلان الكفرة المجرمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المبعوث رحمةً للعالمين، صلى الله عليه وعلى آله وصَحْبه أجمعين، ومَن تَبِعَهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلِّم تسليمًا، أما بعد:

فيا عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى، ولنعلم أن الابتلاء سُنةً إلهية، وأن الأنبياء عليهم السلام أشدُّ الناس ابتلاءً، وقد جعَل اللهُ ابتلاءَ العبادِ بالمصائبِ والبلايا كفَّاراتٍ للذنوبِ، ومَحْوًا للسيئاتِ؛ وذلك أنَّ اللهَ إذا أحَبَّ عبدًا ابتَلاه لِيَغفِرَ له ذُنوبَه، حتَّى إذا لَقِيَه لم يَكُنْ عليه خَطيئةٌ، وفي الحَديثِ يقولُ سعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ رضِيَ اللهُ عَنه: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أيُّ النَّاس أشدُّ بلاءً؟ قال: ((الأنبياءُ، ثمَّ الأمثلُ فالأمثَلُ، فيُبتلى الرَّجلُ على حسَبِ دينِه، فإن كانَ في دينهِ صُلْبًا اشتدَّ بلاؤهُ، وإن كانَ في دينِهِ رِقَّةٌ ابتُليَ على حسَبِ دينِه، فما يبرحُ البلاءُ بالعبدِ حتَّى يترُكَهُ يمشي على الأرضِ ما عليهِ خطيئةٌ))[1]، عباد الله، في هذا الشهر المحرم كانت نجاةُ موسى عليه السلام وقومِه من فرعون وقومِه، وموسى عليه السلام ابتلاه الله بفرعون منذ طفولته؛ بل قبل أن يُولَد موسى؛ حيث كان فرعونُ يُقتِّلُ أبناءَ بني إسرائيل؛ خَشيةَ أنْ يظهرَ منهم طفلٌ يكونُ سببًا في هلاك فرعون، وذَهابِ مُلْكه وسُلطانِه؛ ولكن الله عز وجل لحكمة يعلمها جعل موسى يتربَّى في بيت فرعون الطاغية الجبار، وألانَ اللهُ لموسى قلبَ امرأةِ فرعون، فتعلَّقتْ به، وكانت سببًا في ترك قتله من قِبَل فرعون، ﴿ وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [القصص: 9]؛ يعني: أن فرعون لما رآه همَّ بقتله؛ خوفًا من أن يكون من بني إسرائيل، فجعلت امرأته آسية بنت مزاحم تحاجُّ عنه، وتذبُّ دونه، وتُحبِّبه إلى فرعون، فقالت: ﴿ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ ﴾، فقال: أما لك فنعم، وأما لي فلا، فكان كذلك، وهداها الله به، وأهلكه الله على يديه، وقوله: ﴿ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا ﴾، وقد حصل لها ذلك، وهداها الله به، وأسكنها الجنة بسببه، وقولها: ﴿ أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ﴾؛ أي: أرادت أن تتخذه ولدًا وتتبنَّاه؛ وذلك أنه لم يكن لها ولد منه[2].

 

تربَّى موسى في بيت فرعون بعناية إلهية حتى هيَّأه الله سبحانه لحمل رسالة الدعوة إلى الله عز وجل، وأرسل الله موسى إلى فرعون وقومه بالآيات البيِّنات والبراهين القاطعة؛ ولكن فرعون يحاول بكل جهوده ودعاته أن يقضي عليها بالرد والكتمان، حتى قال لموسى: ﴿ قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَامُوسَى * فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى ﴾ [طه: 57، 58]؛ أي: مستويًا لا يُحجَب عن الرؤية، فواعدهم موسى موعد الواثق بنصر الله تعالى؛ واعدهم يوم الزينة، وهو يوم عيدهم في رابعة النهار ضحًى، فاجتمع الناس، وأتى فرعون بكل ما يستطيع من كيد ومكر، فقال لهم موسى: ﴿ وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى ﴾ [طه: 61]، فوقعت هذه الكلمة الصادرة عن إيمان ويقين وقعت بين الناس أشد من السلاح الفتَّاك، فتنازعوا أمرهم بينهم، وتفرَّقت كلمتهم، وصارت العاقبة لنبيِّ الله موسى عليه السلام، وأعلن خصومه من السحرة إيمانهم به، ﴿ وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ﴾ [الأعراف: 120- 122]، وقالوا لفرعون حين توعدهم: ﴿ قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [طه: 72، 73]، وما زال فرعون ينابذ دعوة موسى عليه السلام حتى استخفَّ قومه فأطاعوه إنهم كانوا قومًا فاسقين، قال الله تعالى: ﴿ فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ * فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ ﴾ [الزخرف: 55، 56]، وكان من قصة إغراقهم أن الله أوحى إلى موسى أن يسري بقومه ليلًا من مصر، فاهتمَّ لذلك فرعون اهتمامًا عظيمًا، فأرسل في جميع مدائن مصر أن يُحشر الناس للوصول إليه لأمر يريده الله عز وجل، فاجتمع الناس إليه، فخرج بهم في أثر موسى وقومه ليقضي عليهم، حتى أدركهم عند البحر، ﴿ فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ﴾ [الشعراء: 61]؛ أي: البحر أمامنا، وفرعون وقومه خلفنا، وسيأخذوننا، فقال لهم موسى: ﴿ كَلَّا ﴾؛ أي: لستم مدركين، ﴿ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [الشعراء: 62]؛ أي: سيدلني على ما فيه النجاة، فأوحى الله تعالى إلى موسى: ﴿ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ﴾ [الشعراء: 63]، فضربه فانفلق بإذن الله تعالى اثني عشر طريقًا، صار ذلك الماء ثابتًا كالجبال، فدخل موسى وقومه يمشون بين جبال الماء بقدرة الله تعالى، وتبعهم فرعون وجنوده، فغرقوا عن آخرهم، فلما أدرك فرعون الغرق، ﴿ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [يونس: 90]؛ ولكن لم ينفعه الإيمان حينئذٍ، فقيل له توبيخًا: ﴿ آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [يونس: 91]، فكانت هذه النتيجة أنَّ اللهَ نجَّى موسى وقومَه، وأغرقَ فرعونَ وقومَه، وكان ذلك في اليوم العاشر من هذا الشهر، شهرِ اللهِ المُحرم، وأورث الله أرض فرعون وقومه المجرمين لبني إسرائيل؛ لأنهم كانوا عند ذلك على الحق سائرين ولموسى متبعين[3]، فكانوا وارثين لأرض الله كما وعد الله تعالى بقوله: ﴿ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [الأعراف: 128].

 

روى عبْدُاللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما قال: قَدِمَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ، فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَومَ عاشُوراءَ، فَقالَ: ((ما هذا؟))، قالوا: هذا يَوْمٌ صَالِحٌ؛ هذا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إسْرَائِيلَ مِن عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قالَ: ((فأنَا أحَقُّ بمُوسَى مِنكُمْ))، فَصَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ[4].

 

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: حِينَ صَامَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَومَ عَاشُورَاءَ، وَأَمَرَ بصِيَامِهِ، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، إنَّه يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ((فَإِذَا كانَ العَامُ المُقْبِلُ إنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا اليومَ التَّاسِعَ))، قالَ: فَلَمْ يَأْتِ العَامُ المُقْبِلُ، حتَّى تُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ[5].

 

وفي هذا الحديثِ بيانُ صِيامِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم يومَ عَاشُورَاءَ، ثُمَّ مُخالَفَةِ اليَهُود في صِيامِه، بأنْ يُصامَ يومُ التاسِعِ معه.

 

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصَحْبه، أما بعد:

فيا عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى، والاعتبار بما نسمع ونقرأ في كتاب الله تعالى من قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وفي قصة موسى عليه السلام مع فرعون الطاغية الجبار عِبر وعظات كثيرة منها[6]:

1- أن الله تعالى يبتلي عباده المؤمنين، وأشدُّ الناس بلاءً الأنبياءُ، ثمَّ الأمثلُ فالأمثَلُ، وأن من صفات عباد الله تعالى وأوليائه الصبر على البلاء.

 

2- أن الله سبحانه وتعالى إذا أراد أمرًا وقضاه فلا بد أن يكون، وأننا يجب أن نحقق الإيمان بالقضاء والقدر؛ حتى نحصل على الطُّمْأْنينة والراحة، والثواب في الآخرة.

 

3- أن الذين يجاهرون بالعداوة لله ولرسوله ولعباده المؤمنين يسعون لحتفهم، وهلاكهم في الدنيا والآخرة، وأن الكبر والتجبُّر على المستضعفين وعلى عباد الله، عاقبته إذلال الله للمتكبرين.

 

4- أنَّ الحق له نور يسطع يعرفه أهل الفطر السليمة، أما الباطل فإنه غثاء كغثاء السيل، ولا بد يومًا أن يزول ويضمحل.

 

5- أنَّ من توكَّل على الله كفاه، ومن استضرَّ به نصره، ومن استعان به أعانه، ومن لجأ إليه في الرخاء وجده في الشدة، وانظروا إلى قول موسى عليه السلام: ﴿ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [الشعراء: 62].

 

6- أن الإيمان بالله تعالى إذا وقر في قلب المؤمن فإنه يستهين بكل ما يحصل له من الأذى في سبيل الله عز وجل؛ لأنه مؤمن بوعد الله تعالى له في الجنة، وانظروا إلى سحرة فرعون عندما آمنوا بموسى عليه السلام، وتوعَّدهم فرعون؛ استهانوا به وبوعيده، وقالوا له في عزة المؤمن الواثق: ﴿ فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴾ [طه: 72].

 

7- أن نجاة موسى عليه السلام وقومه من عدوِّ الله فرعون وجنوده نعمة كبرى تستوجب الشكر لله عز وجل، ومن شكر الله تعالى على هذه النعمة صيام اليوم العاشر من هذا الشهر شهر المحرم، والأفضل أن يُصام يومًا قبله مخالفةً لليهود، كما حدَّث بذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((لَئِنْ بَقِيتُ إلى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ))، وفي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ: قالَ: ((يَعْنِي يَومَ عَاشُورَاءَ))[7].

 

فاتقوا الله عباد الله، وصلُّوا وسلِّموا على خيرِ البرية، وأزكى البشرية، فقد أمركم الله بذلك، فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((مَن صلَّى عليَّ صلاة صلَّى الله عليه بها عشرًا))، اللهم صلِّ وسلِّم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومَن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين وتابعيهم إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنِّك وكرمك يا أكرم الأكرمين، اللهمَّ اجعل لنا من كل هَمٍّ فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ومن كل عسر يسرًا، ومن كل بلاءٍ عافية، اللهمَّ احقنْ دماءنا، واحفظْ بلادنا، وألِّفْ بين قلوبنا، ومن أرادنا أو أراد بلادنا بسوء أو مكروه فرُدَّ كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميرًا عليه، اللهمَّ وَفِّقْ ولي أمرنا لما تحب وترضى، وهيِّئْ له البطانة الصالحة التي تُعينه على الحقِّ يا رب العالمين، اللهمَّ أعِزَّ الإسلام والمسلمين، واخذل الشركَ والمشركين، اللهمَّ كُنْ لإخواننا المُستضعَفين في دينِهم في سائر الأوطان، اللهمَّ كُنْ لهم، ولا تكُنْ عليهم، اللهمَّ انصُرهم على مَنْ بغَى عليهم يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، اللهمَّ أعنَّا على أنفسنا بفعل الطاعات، وترك المنكرات، اللهمَّ أحينا مسلمين، وتوفَّنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين، برحمتك يا أرحم الراحمين، نسألك اللهمَّ أن تصلح قلوبنا، وأن تسخِّر جوارحنا في مرضاتك، اللهمَّ اجعلنا ممن طالت أعمارهم، وحسنت أعمالهم، ولا تجعلنا ممن طالت أعمارهم، وساءت أعمالهم، اللهمَّ أوزعنا شكر نعمتك، وألبسنا لباس التقوى، اللهمَّ زيِّنا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين، ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201].

 

عبادَ الله، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90]، ﴿ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [النحل: 91]، فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْر اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.



[1] صحيح الترمذي، الرقم: 2398.

[2] تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير/ محمد نسيب الرفاعي، مكتبة المعارف، الرياض، طبعة 1410هـ- 1989م، 1/ 383.

[3] ينظر: ابن عثيمين، الضياء اللامع، ص 707- 709.

[4] أخرجه البخاري (2004) واللفظ له، ومسلم (1130).

[5] صحيح مسلم، الرقم: (1134).

[6] محمد بن حسن أبو عقيل، الحياة الطيبة، الطبعة الأولى 1432هـ، ص 139- 140.

[7] صحيح مسلم، الرقم: 1134.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • عاشوراء ... فضائل وأحكام
  • صيام عاشوراء
  • دعوة موسى عليه السلام لفرعون
  • عصا موسى عليه السلام
  • عاشوراء.. ذكرى للمؤمنين
  • عاشوراء وعاقبة المتقين
  • عبر من قصة موسى عليه السلام والعبد الصالح الخضر (خطبة)
  • معالم التأييد والنجاح في قصة موسى عليه السلام (خطبة)
  • مدرسة عاشوراء (خطبة)
  • عاشوراء يوم خلده الزمان
  • عاشوراء صبر وشكر (خطبة)
  • إلى من صام عاشوراء (خطبة)
  • {وإذ نجيناكم من فرعون..}
  • عاشوراء.. عبر وذكرى (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • قصة موسى عليه الصلاة والسلام مع فرعون، وفضل صيام عاشوراء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل صيام عاشوراء وتعريفه(مقالة - ملفات خاصة)
  • حكم صيام عاشوراء، وصيام الأطفال فيه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إفراد عاشوراء بالصيام(مقالة - ملفات خاصة)
  • الأفضلية لمن: يوم عرفة أم يوم عاشوراء؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة عن يوم عاشوراء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قصة موسى مع فرعون وأقسام الناس في يوم عاشوراء (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الفوائد العقدية من قصة موسى مع فرعون، وفضل صيام عاشوراء (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • الابتلاء بالعطاء في ظلال سورة الكهف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مجلس سماع لمسلسل عاشوراء للأمير الصغير ومجلس في فضل عاشوراء للمنذري(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب