• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / في يوم عاشوراء
علامة باركود

تعلمت من عاشوراء عشرا

تعلمت من عاشوراء عشرا
محمد عبدالرحمن صادق

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/10/2016 ميلادي - 11/1/1438 هجري

الزيارات: 12693

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تعلَّمتُ مِن عاشوراءَ عشرًا

 

• تأتينا ذكرى عاشوراء العطرة؛ لكي تبثَّ فينا الأمل، ونستلهمَ منها الثقة بالله تعالى، ومعيَّته ونصره لمَن ساروا على دربه، واهتدَوْا بهَدْيه، وقدَّموا مِن أنفسهم نموذجًا يُحتذى لمَن يليهم من المؤمنين.

• كما تأتينا هذه الذكرى المباركة لكي نتقرَّب إلى الله تعالى بالصيام؛ ليحطَّ اللهُ عنا أوزار عامٍ مضى، فنبدأ عامًّا جديدًا وقد حُطَّتْ عنا الذنوب، فنُقبِل على العام الجديد متفائلين مستبشرين، عازمين على أن نُرِيَ اللهَ تعالى من أنفسنا خيرًا في عامنا الجديد.

• إن ذِكرى عاشوراء مليئة بالدروس لمَن يريد أن يتعلَّم، ومليئة بالعِبَر لمن يريد أن يعتبر، وأقدِّم هنا مِن الدروس عشرًا تتعلَّمها الأمة؛ لكي تجدِّدَ شبابها، وتزداد ثقةً بربها.

 

1- تعلَّمتُ مِن عاشوراءَ: أن أسلُكَ طريق موسى ومَن معه، ولا أسلك طريق فرعون ومَن معه؛ فأهلُ الحق هم أهل الله تعالى، وخاصَّته، الذين ربَّاهم على عينه، رباهم بالعطاء والمنع، والاصطفاء والابتلاء؛ لكي ينقِّيَ نفوسهم، ولا يتعلقوا إلا بربهم، فلا يُرهِبهم تهديد، ولا يَثْنيهم عن الحق بطشٌ؛ قال تعالى: ﴿ قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى * قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴾ [طه: 71، 72].

 

2- تعلَّمتُ مِن عاشوراءَ: أن رسالةَ الأنبياء واحدة، ومِن مشكاة واحدة: وهذا الدرسُ يتضح جليًّا عندما ترى أمةَ محمد صلى الله عليه وسلم تصوم تقرُّبًا إلى الله تعالى، وفرَحًا بأنْ نجَّى اللهُ تعالى موسى ومَن معه مِن بطش فرعونَ وجُنده.

• عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، قال: لما قدِم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المدينةَ، واليهود تصوم عاشوراء، فسألهم فقالوا: هذا اليومُ الذي ظهَر فيه موسى على فرعون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((نحن أولى بموسى منهم؛ فصوموه))؛ (رواه البخاري).

 

3- تعلَّمتُ مِن عاشوراءَ: أنَّك إذا بذلتَ الأسباب أتَتْك خوارقُ العادات، وإذا نفَّذْتَ أسبابَ الأرض تدخَّلَتْ أسباب السماء: إن سيدنا موسى عليه السلام لم يترُكْ وسيلة في دعوة فرعونَ وجندِه إلا اتبَعَها، ولم يترُكْ بابًا موصدًا إلا طرَقه، وبعد أن نضَبَتْ جعبته، ونفِدَتْ حيلتُه، وأدى ما عليه، تدخَّلَتْ عنايةُ الله تعالى، وأنقذَتْه أسبابُ السماء هو ومَن معه؛ قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ * وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾ [الشعراء: 61 - 68].

 

4- تعلَّمتُ مِن عاشوراءَ: أن فرعونَ وجنوده نهَبوا ثرَوات البلاد، وأذلُّوا العباد، ولكن الله تعالى بعِدلِه انتصَر لأهل الحق المستضعَفين: إن سياسةَ الباطل في كل زمان أن يستأثرَ بخيراتِ البلاد لنفسه، وللمقرَّبين الذين يُزيِّنون له الباطل، ويُعِينونه عليه، ويتركون الناسَ جوعَى مهازيلَ؛ لتسلُسَ قيادتُهم، وليشكُروا على القليل، ولقد بيَّن لنا القرآنُ الكريم ثروةَ قارون؛ فما بالُنا بثروةِ فرعون نفسه؟!

 

إن قدَرَ الله تعالى عندما ينزل على هؤلاء تكونُ حسرتهم مفجِعةً ومزلزِلة؛ لأنهم لم يتخيَّلوا اليوم الذي يجرَّدون فيه مِن كل هذا المُلك والنعيم، وتزداد الحسرةُ عندما ينتقل هذا المُلك والنعيم إلى عدوِّهم؛ قال تعالى: ﴿ فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ * وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ﴾ [الأعراف: 136، 137].

 

قال تعالى: ﴿ فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾ [الشعراء: 57 - 59]، وهذه هي سنَّةُ الله تعالى التي لا تتغيَّرُ ولا تتبدَّلُ.

 

5- تعلَّمتُ مِن عاشوراءَ: أنه عند العقوبة لا فارقَ بين فرعونَ الآمِرِ وبين الجنودِ الموالِين؛ فالكلُّ في الهلاك سواءٌ: لقد حذَّرنا اللهُ تعالى مِن الركون إلى الظالمين؛ لأننا بذلك نعزِّزُ حجَّتَهم، ونقوِّي شوكتهم، فيتمادَوْن في غيِّهم وبَطْشهم؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴾ [هود: 113]، وكذلك حذَّرنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم من ذلك؛ عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن أعان ظالمًا ليدحَضَ بباطلِه حقًّا، فقد برِئَتْ منه ذمَّةُ اللهِ ورسولِه))؛ (صححه الألباني).

 

6- تعلَّمتُ مِن عاشوراءَ: أن اللهَ تعالى - بقدرته - يجعَل مكانَ الهلاكِ للظالم هو نفسَه مكانَ النجاة للمظلوم، ووسيلة الهلاك للظالم هي نفسَها وسيلة النجاة للمظلوم: حدَث ذلك مع نوح عليه السلام حين أرسل اللهُ تعالى الطوفانَ، فدمَّر اللهُ به قومًا، ونجَّى به آخرين، وكذلك حدث مع موسى عليه السلام حين جعَل الله البحر يَبَسًا، فنجَا موسى عليه السلام ومَن معه، وهلَك فرعونُ ومَن معه.

 

• قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى * فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ * وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى ﴾ [طه: 77 - 79].

 

• قال تعالى: ﴿ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ * وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾ [الشعراء: 63 - 68].

وهكذا يُمْلي اللهُ تعالى للظالم، حتى إذا أخَذه لم يُفْلِتْه.

 

7- تعلَّمتُ مِن عاشوراءَ: أن كلَّ ظالمٍ هالكٌ هو ومَن معه، وأن كل داعٍ للحق ناجٍ هو ومَن معه؛ قال تعالى في حقِّ نوح عليه السلام: ﴿ فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ ﴾ [يونس: 73].

• قال تعالى في حقِّ موسى عليه السلام: ﴿ وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ﴾ [البقرة: 50].

• قال تعالى في حقِّ لوطٍ عليه السلام: ﴿ فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ * مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴾ [هود: 82، 83].

• قال تعالى في حقِّ هودٍ عليه السلام: ﴿ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ ﴾ [الأعراف: 72]، إن هذه هي سنَّةُ الله تعالى في خَلْقه، لن تتبدَّلَ إلى أن يرِثَ اللهُ تعالى الأرضَ ومَن عليها.

 

8- تعلَّمتُ مِن عاشوراءَ: أن كلَّ مَن سار في طريق الحقِّ سينصُرُه الله تعالى، ويُمكِّنُ له؛ قال تعالى: ﴿ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى * كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى ﴾ [طه: 80، 81].

 

• قال تعالى: ﴿ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ ﴾ [القصص: 5، 6].

 

9- تعلَّمتُ مِن عاشوراءَ: التميُّزَ والمفاصلة، وليس التبعية والتقليد: ولقد اتضح هذا المشهدُ جليًّا عندما آمَن سحَرةُ فرعونَ، فبالرغم مِن أنه توعَّدهم وهدَّدهم بأشدِّ أصناف العذاب، فإنهم أبَوْا إلا المفاصلةَ التامة، والتمايزَ عن الباطل وأهلِه، مهما رأَوْا مِن تهديد، ومهما وقَع بهم مِن عذاب؛ قال تعالى: ﴿ قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ * لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ * قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ * وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ ﴾ [الأعراف: 123 - 126].

• قال تعالى: ﴿ قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى * قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [طه: 71 - 73].

 

10- تعلَّمتُ مِن عاشوراءَ: أن المشهدَ متكرِّر، والأحداث متجدِّدة، وأن العاقبةَ للمتقين: إن سنَّة اللهِ تعالى أن المعركةَ سِجالٌ بين الحق والباطل، ولن تنتهيَ إلى قيام الساعة؛ فلن ينتهيَ الظُّلمُ بهلاك ظالمٍ، ولن تنتهيَ الفراعينُ بهلاك فرعونَ؛ فالأيام دُوَلٌ؛ حيث يُنزِل اللهُ تعالى على المؤمنين مِن البلاء ما يهذِّبُهم به ويُعِيدهم إليه سبحانه، ثم يمكِّنُ لهم؛ ليقوموا بعمارةِ الأرضِ، وتحكيم شرع الله تعالى.

 

• قال تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [النور: 55].

 

• يُحكَى أن ابنةَ هولاكو زعيمِ التتار كانت تطوفُ في بغداد، فرأَتْ جمعًا مِن الناس يلتفُّـون على رجل منهم، فسألت عنه.. فإذا هو عالمٌ مِن علماء المسلمين، فأمرَتْ بإحضاره، فلما مثل بين يديها سألَتْه: ألستم المؤمنين بالله؟!

قال: بلى.

قالت: ألا تزعُمون أن اللهَ يؤيد بنصرِه مَن يشاء؟

قال: بلى.

قالت: ألم ينصُرْنا اللهُ عليكم؟

قال: بلى.

قالت: أفلا يَعني ذلك أننا أحَبُّ إلى اللهِ منكم؟

قال: لا.

قالت: لِمَ؟!

قال: ألا تعرِفين راعيَ الغَنم؟

قالت: بلى.

قال: ألا يكونُ مع قطيعِه بعضُ الكلاب؟

قالت: بلى.

قال: ما يفعلُ الراعي إذا شردَتْ بعضُ أغنامِه، وخرجَتْ عن سلطانه؟

قالت: يُرسِلُ عليها كلابَه؛ لتُعيدَها إلى سلطانِه.

قال: كم تستمرُّ في مطاردة الخِرافِ؟

قالت: ما دامَتْ شاردةً.

قال: فأنتم أيها التتارُ كلابُ الله في أرضه، وطالما بقِينا شاردينَ عن منهجِ الله وطاعته، فستبقَوْن وراءَنا حتى نعودَ إلى الله جل وعلا .

 

• تلك عشرة كاملة مِن هذه المناسبة العطرة، ومِن المؤكد أن هناك الكثيرَ والكثير من الدروس الأخرى، التي يصلُ إليها مَن تعلَّق بربه، فشرَح صدره، وألهَمه رُشده، وأضاء بصيرته.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • إتحاف الفضلاء بأحكام عاشوراء
  • عاشوراء فضائل وأحكام...
  • عاشوراء ... فضائل وأحكام
  • عاشوراء: دعوة التوحيد

مختارات من الشبكة

  • ما تعلمته من قراءة الأدب(مقالة - حضارة الكلمة)
  • تعلمت من قصة إبراهيم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • القراءة المقطعية وأثرها في بناء التعلمات(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • تعلمت من المراهقات (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • كيف تعلمت العربية؟(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أعرف، أريد أن أعرف، تعلمت.. بين التعليم والتعلم(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مراعاة الخلاف عند الإمام مالك، وأثرها في بناء التعلمات(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • صلات الأدلة بالدلالة عند الأصوليين وأثرها في بناء التعلمات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تعلمت السرقة(استشارة - الاستشارات)
  • الوضعية - المشكلة ودورها في بناء التعلمات الجغرافية(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب