• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / الإنترنت (سلبيات وإيجابيات)
علامة باركود

تعس عبد الشاشة

تعس عبد الشاشة
إلياس جريمي دوكار

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/11/2015 ميلادي - 6/2/1437 هجري

الزيارات: 9074

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تعس عبد الشاشة


مررت ذات يوم على حانوت أحد الإخوة، ممن عُرِف في الحي بحب العلم والسعي في تحصيله، بعد تبادل التحيات، انتزع هاتفه من جيبه كما يُخرِج الجاني المعترف سلاح جريمته، وقلبه معصور بالندم، ثم قال بنبرة صوت مليء بالأسف:

"شغَلَنا هذا كثيرًا، وكم أتمنى العودة إلى العهد القديم، لما كانت الهواتف على أبسط صورها!".

 

دار بيننا الحديث حول هذه البلوة الجديدة، والكل منا يدلي بتجرِبته الخاصة، ويعترف بالتقلبات التي أحدثتها في حياته، ثم ختم أخي قائلًا: "أنا على يقين أني لو تخليت عن هاتفي الذكي مدة شهر، لتحسن وضعي كثيرًا...".

 

لم يمضِ يوم وأنا أراه في الجامع، عيناه منغمستانِ في هاتفه، ألوان الشاشة تنعكس على عدسات نظارته كأنها تؤكد على حق تهمته، نظر إليَّ بمزيج من الخجل والحرج، ولسان حاله يتأسف: "لم يشغَلْنا فقط، بل أسَرنا!".

 

نعم يا أخي، ما أكثرَ أمثالي وأمثالك ممن دخلت هذه الوسائل الحديثة حياته كالضيف النازل ولم يلبث لحظة - أو لحيظة - حتى صار كالجليس المؤنس، الذي إذا خلي مكانه أسفنا على لوعة فراقه وتفقدناه.

 

كم من شبانٍ بـ "سناب شات"، و"دردشات الفيس" و"هاشتاق التويتر" صارت حياتهم من الفرقانإلى الدلجان!

 

حقًّا، إن هذه الوسائل لوَّنت عيشتنا لونًا لم يكن عند أسلافنا الذين كانوا...

 

يا حسرة على ضحايا "التقدم".

 

ألم ترَ هذا الذي ما إن فرغ من صلاته حتى سل جواله من جيبه، لسانه يستغفر، وقلبه يشتاق إلى معرفة ما فاته من جديد، كأنه أطلق سراحه بعد حبس سنين، بينما ترتبك أصابعه بين مس الشاشة وعد التسابيح؟!

 

أو ذاك الآخر الذي عاهد نفسه أن يخصص من ضيق وقته حظًّا لأهله، ولكن عينيه بالشاشة مجذوبتان كالحديد بالمغناطيس!

 

وإذا انقطع الكهرباء فيا لها من كارثة! أخذ كل فرد من الأسرة يجول في البيت كالسجين في الزنزانة وهمه الوحيد الخروج من هذه الزنترة.


كم من يد لم يكن المصحف يفارقها حتى حل "الآيفون" محله...

 

يا تُرى كيف أثرت هذه الوسائل على حركاتنا وسكوننا؟ وكيف ملأت وِجداننا بأحزانها وأتراحها؟!

أطَعْتُ مطامِعِي فاستعبدتْنِي ♦♦♦ ولو أني قنعتُ لكنتُ حرَّا

 

فالحذر الحذر يا من أوصِيَ بألا يحك رأسه إلا بأثر!

 

وها هي كلمات منيرة أسوقها إلينا؛ لعلها تلاقي أذنًا واعية وقلبًا قابلًا؛ قال شيخ الإسلام في كتاب "العبودية": "وهكذا أيضًا طالب المال: فإن ذلك المال يستعبده ويسترقه، وهذه الأمور نوعان: منها ما يحتاج العبد إليه من طعامه وشرابه، ومسكنه ومنكحه، ونحو ذلك،فهذا يطلبه من الله، ويرغب إليه فيه، فيكون المال عنده، يستعمله في حاجته بمنزلة حماره الذي يركبه، وبساطه الذي يجلس عليه، بل بمنزلة الكنيف الذي يقضي فيه حاجته من غير أن يستعبده، فيكون هلوعًا ﴿ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ﴾ [المعارج: 20، 21]، ومنها ما لا يحتاج العبد إليه، فهذا لا ينبغي له أن يعلق قلبه به، فإذا علق قلبه به، صار مستعبدًا له، وربما صار معتمدًا على غير الله، فلا يبقى معه حقيقة العبادة لله، ولا حقيقة التوكل عليه..."

 

يا أخي الحبيب، جاوز مرارة هذه الكلمات، إن وراءها قلبًا راجيًا عذب سعادتنا...

 

ما أحوجنا - يا إخوة الإسلام - أن نؤسس تعاملنا مع هذه الوسائل على قواعد الأخلاق الإسلامية.

وإذا أصيب القوم في أخلاقهم ♦♦♦ فأقِمْ عليهم مأتمًا وعويلَا

 

فلما أتى بعض المشركين سلمان - رضي الله عنه - وهم به يستهزئون فقال له: "إني أرى صاحبكم يعلمكم كل شيء حتى الخراءة"، فرد عليهم بعز وثقة: "أجل..."

 

أجل، هذه أخلاق ديننا التي تميزت بشموليتها، فلا تفوتها شاردة ولا واردة.

 

فالبَدارَ البَدارَ إلى الإصلاح ما تبقى لنا من الأعمار...





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الهاتف المحمول.. إيجابيات وسلبيات
  • الهاتف المحمول نعمة أم نقمة؟
  • يا صاحب المحمول ، المحمول له أصول

مختارات من الشبكة

  • تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار (قصة)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • صورة الإسلاميين على الشاشة .. لأحمد سالم(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ملخص بحث: علمتني الشاشة دروسا نظرية وأخرى تطبيقية(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • جميلات الشاشة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • تعس عبد الدينار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تعسا لها مضغتي (قصيدة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • طرق فعالة لحماية أطفالك من إدمان الشاشات(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • داعيات الشاشات إلى أين؟!(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فضائل النبي: لين جانبه وبشاشته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • يمنع منعا باتا (أطفالنا والشاشات)(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 23/11/1446هـ - الساعة: 18:47
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب