• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / مقالات
علامة باركود

التواضع والعفو والتسامح في فتح مكة

التواضع والعفو والتسامح في فتح مكة
إيهاب كمال أحمد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/6/2015 ميلادي - 14/8/1436 هجري

الزيارات: 136736

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التواضع والعفو والتسامح في فتح مكة


التواضع:

قال ابن إسحاق: حدَّثني عبدالله بن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انتهى إلى ذي طوى، وقف على راحلته مُعتجِرًا بشقة برد حبرة حمراء، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليضع رأسه تَواضُعًا لله حين رأى ما أكرَمَه الله به من الفتح، حتى إن عُثْنُونه ليكاد يَمَس واسطة الرَّحل[1].

 

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يغرَّه النصر على عِظَمه، ولم يُصِبْه ذاك الفتحُ المبين بكِبْرٍ، وحاشاه من ذلك، فلم يدخل مكة دخول الفاتحين المتغطرسين، بل كان خاشعًا لله شاكرًا لأنعمه، حتى إنه كان يضع رأسه ويُطأطئها؛ تواضعًا لله حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح، حتى إن شعر لحيته ليكاد يَمَسُّ واسطة الرَّحل[2]، وكان يقرأ وهو على راحلته سورة الفتح يُرجِّع في قراءتها[3]، بل إنه لما طاف بالكعبة استلم الرُّكن بمحجنه كراهة أن يُزاحِم الطائفين[4].

 

ولم ينزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته في مكة، بل ضُربت له قُبَّة في الحجون، ولم يُكره أحدًا على الخروج من بيته أو ترك مكانه[5].

 

العفو والتسامح:

بعد أن تحقَّق النصرُ العظيم والفتح المبين، صلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في البيت، ثم دار وكبَّر في نواحيه، ثم خرج من البيت وقريش قد ملأت المسجد صفوفًا ينتظرون ماذا يصنَع، فقال لهم صلى الله عليه وسلم: ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدَقَ وعْده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ألاَ كل مأثُرة أو مال أو دم فهو تحت قدميَّ هاتَين، إلا سدانة البيت وسقاية الحاج، يا معشر قريش، إن الله قد أذهب عنكم نخوةَ الجاهلية وتعظُّمها بالآباء، الناس من آدم وآدم من تراب؛ ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13]))، ثم قال: ((يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل بكم؟))، قالوا: خيرًا، أخ كريم، وابن اخ كريم.

 

قال: ((فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته: لا تثريب عليكم اليوم، اذهبوا فأنتم الطلقاء))[6].

 

إن عفو رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أعدائه بعد أن صاروا أُسارى في يده، يظنون كلَّ الظن أنهم سيُأخَذون بذنوبهم وجرائمهم، وقد نشف الدم في عروقهم، وتيبَّست أعصابهم، واصفرَّت جلودهم من شدة ما هم فيه من الفزع والخوف أن يقضي عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يستحقونه قضاءً يقضي عليهم، أو يضرب عليهم الرق ويجعلهم عبيدًا يتقاسمهم المجاهدون، فما زال ما فعلوه بالمستضعفين شاخصًا في النفوس، وما زالت أيديهم تقطر من دماء الشهداء، وما أذاقوه للمؤمنين بمكة من ويلات وعذابات لم يُمحَ بعدُ من الذاكرة.

 

إن غاية ما يرجى من نفْس بشرية ظُلمت بكل هذه الألوان من الظلم، ثم انتصرت وتمكَّنت من عدوها الجبار الطاغية - أن تقتصَّ منه بغير إسراف أو تعدٍّ، ولكنها النفوس التي حلَّقت في سمو أخلاقي عجيب، إنه عفو عام بلا تثريب، فلله در هذه النفوس الربانية.

 

"هذا موقف من مواقف العفو الكريم، والصفح الجميل، لم يعرفه التاريخ، ولا عرف مثله في النبل والإحسان ومكارم الأخلاق، وقفه الرسول صلى الله عليه وسلم مع من أساؤوا إليه، وكذبوه وسَخِروا منه، وآذَوْه بالقول والفعل حتى أخرَجوه من بلده المحرَّم الآمن مهاجرًا في سبيل أداء رسالته ونشْر هداها، وآذوا أصحابه وأخرَجوهم من ديارهم وأموالهم وعشائرهم" [7].

 

وقد انضمَّ لهذا الموقف النبيل العظيم مواقفُ فردية في العفو عن بعض زعماء قريش، بل وإكرامهم؛ كالعفو عن أبي سفيان، وصفوان بن أمية، وعكرمة بن أبي جهل، رغم ما فعلوه من جرائم بشعة، ولكنه حبُّ الخير للخَلْق، وإعانتهم على الحق، والتجرد من أهواء النفوس، والتعالي عن رغبات الثأر والانتقام.

 

ومن مواقف العفو العجيبة: قصة حاطب بن أبي بلتعة؛ فعن عبيدالله بن أبي رافع قال: سمعت عليًّا رضي الله عنه يقول: "بعَثَني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد بن الأسود قال: ((انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة ومعها كتاب، فخذوه منها))، فانطلقنا تَعَادَى بنا خيلُنا حتى انتهَينا إلى الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقُلنا: أَخرِجي الكتاب، فقالت: ما معي من كتاب، فقلنا: لتخرجنَّ الكتاب، أو لنُلقينَّ الثياب، فأخرجتْه من عقاصها، فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا فيه: "من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين من أهل مكة، يُخبِرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا حاطب، ما هذا؟!))، قال: يا رسول الله، لا تَعجَل عليَّ؛ إني كنت امرأً مُلصَقًا في قريش ولم أكن من أنفسها، وكان مَن معك من المهاجرين لهم قرابات بمكة يَحمون بها أهليهم وأموالهم، فأحببتُ إذ فاتني ذلك من النَّسب فيهم أن أتَّخِذ عندهم يدًا يحمون بها قرابتي، وما فعلت كفرًا ولا ارتدادًا ولا رضًا بالكفر بعد الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد صدقكم))، قال عمر: يا رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المنافق، قال: ((إنه قد شَهِد بدرًا، وما يدريك لعلَّ الله أن يكون قد اطَّلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم)[8].



[1] سيرة ابن هشام (4 / 1072).

[2] انظر: السيرة النبوية الصحيحة (2 / 482)، الرحيق المختوم (ص: 109).

[3] أخرجه البخاري (3945) من حديث عبدالله بن مغفل رضي الله عنه.

[4] سنن أبي داود (1603) من حديث أبي الطفيل رضي الله عنه.

[5] السيرة النبوية الصحيحة (2 / 482).

[6] سيرة ابن هشام (4 / 1078)، وزاد المعاد (3 / 407، 408).

[7] محمد رسول الله منهج ورسالة (4 / 338)، وانظر: السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة (2 / 448)، والسيرة النبوية الصحيحة (2 / 481).

[8] البخاري (4511)، ومسلم (3196).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • من آثار فتح مكة .. القضاء على الوثنية وتطهير القبلة
  • من آثار فتح مكة .. تثبيت وإرساء قواعد الحكم الإسلامي
  • من آثار فتح مكة .. انضواء العرب تحت راية الإسلام
  • علم طفلك التواضع وعدم الكبر
  • التواضع وذم الكبر
  • فتح مكة (خطبة)
  • خطبة عن العفو والتسامح
  • العفو والتسامح في حياته عليه الصلاة والسلام (خطبة)
  • جمل مفيدة في أن العفو والتسامح من الأخلاق الحميدة (خطبة)
  • التواضع في الإسلام
  • العفو والتسامح فضيلة ومكرمة (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • نماذج من الأخلاق الحميدة في غزوة الفتح (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خلق التواضع (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التواضع في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مظاهر تواضع الرسول عليه الصلاة والسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإخلاص في التواضع والتوبة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • علامات التواضع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ضرورة اتصاف الداعية بالتواضع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كلمات عن التكبر والتواضع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كلمات عن التواضع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التواضع (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
1- شكر
آدم - Maroc 06-11-2020 12:28 AM

شكرا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب