• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / المرأة في الإسلام
علامة باركود

حقوق النساء في التعليم والتأديب

وائل حافظ خلف

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/10/2014 ميلادي - 22/12/1435 هجري

الزيارات: 13066

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حقوق النساء في التعليم والتأديب

الروض الوريف شرح حقوق الجنس اللطيف (8)


بيَّن الله تعالى في مواضعَ من كتابه أنه أرسل نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم في الأُمِّيِّين ليخرجَهم من الأمية، فيتلو عليهم آياتِ الله ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم، ومدحَ العلمَ في آيات كثيرة، ومدحه رسولُه في مواضعَ لا محل لسرد شيء منها هنا.

 

وقد فسَّر بعضُهم الكتابَ في هذه الآيات بصناعة الكتابة؛ لأنه في الأصل مصدر (كَتَبَ)[1]، ثم أُطلق على المكتوب.

 

وكان النبي يَحُثُّ أصحابه على تعلُّم الكتابة، وقد أمر اللهُ بها في آية الدَّيْن (البقرة: 282).

 

وقد ثبت من عدة طرق أن الشِّفَاء بنت عبد الله المهاجرةَ القُرَشية العَدَوِيَّةَ علَّمتْ حفصةَ بنتَ عُمرَ أمَّ المؤمنينَ الكتابةَ[2].

 

وقد اشتركت النساء مع الرجال في اقتباس العلم بهداية الإسلام[3]، فكان منهن راويات الأحاديث النبوية والآثار، يرويه عنهن الرجال، والأديبات والشاعرات والمصنفات في العلوم والفنون المختلفة، وكانوا يعلِّمون جواريهم وقِيَانهم[4] كما يعلِّمون بناتهم.

 

وقد أجمع المسلمون على أن كل ما فرضه الله تعالى على عباده وكلَّ ما ندبهم إليه فالرجال والنساء فيه سواء إلا ما استُثني مما هو خاص بالنساء لأنوثتهن في الطهارة والولادة والحضانة وما رُفع عنهن من القتال وغير ذلك مما هو معروف.

 

وقد بلغ من عناية محمد رسولِ الله وخاتِمِ النبيين بتعليم النساء وتربيتهن أنْ ذكرَ فيمن يُؤتيهم الله تعالى أجرَهم مرتين يوم القيامة - أي مُضاعَفًا - قولَه: «أَيُّمَا رَجُلٍ كَانَتْ عِنْدَهُ وَلِيدَةٌ، فَعَلَّمَهَا فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَهَا، وَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا، ثُمَّ أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا فَلَهُ أَجْرَانِ».

 

فقرن ثواب التعليم والتأديب بثواب العتق الذي كان يُرغِّب فيه كثيرًا فوق ما شرعه الله تعالى فيه من أسباب تحريره وعتقه.

 

والحديث متفق عليه عن أبي موسى رضي الله عنه، وله ألفاظ أخرى.

 

وإن حديث: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ»[5] يشمل المسلماتِ باتفاق علماء الإسلام وإن لم يرد فيه لفظ (ومسلمة).

 

وقد صحَّحَ في "الجامع الصغير" بعضَ طرُقه.

وأما متنه فصحيح بالإجماع.

 

وسيأتي في الكلام على أمهات المسلمين أن الغرض الأول من تعدُّدهن أن يكن معلِّماتٍ للنساء ومفتيات لهن، بل كان الرجال حتى الخلفاء يرجعون إليهن فيما يُشكل عليهم من بعض الأحكام الشرعية ولا سيما السيدة عائشة رضي الله عنها.



[1] إذ يقال: كتبَ يكتب كَتْبًا وكِتابًا وكتابةً وكِتْبَةً، وذكر في "تاج العروس" أن الأول هو المصدر المَقِيس، والثاني (الكتاب) على خلاف القياس، وقيل: هو اسم كاللباس، وقيل: أصله المصدر ثم استُعمل فيما استقر من معانيه.

[2] الشفاء هي بنت عبد الله بن عبد شمس بن خلف بن صَدَّاد- ويقال ضرار، ويقال شداد- بن عبد الله بن قُرْط بن رَزَاح بن عَدِي بن كعب القرشية العدوية، من المبايعات، وهي أم سليمانَ بنِ أبي حَثْمَةَ. قال أحمد بن صالحٍ المصريُّ: اسمها ليلى، وغلب عليها الشفاء. أسلمت الشفاء قبل الهجرة فهي من المهاجِرات الأُوَلِ، وبايعتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وكانت من عقلاء النساء وفضلائهن، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقِيل عندها، وكانت قد اتخذت له فِراشًا وإزارًا ينام فيه، فلم يزل ذلك عند ولدها حتى أخذه منهم مروان. وكان عُمرُ يُقَدِّمها في الرأي ويَرْضَاها ويُفَضِّلها، وربما ولَّاها شيئًا من أمر السوق.

[انظر "الاستيعاب في معرفة الأصحاب" للإمام الكبير ابن عبد البر رحمه الله (4/1868-1869/الترجمة رقم3398)، و"أُسْد الغابة" لابن الأثير (6/165-166/الترجمة رقم 7037)، و"الإصابة" لابن حجر (4/453-455/رقم622) ط/ مكتبة مصر].

وكانت الشفاء فقيهة. ومما وقفت عليه مما يُروى عنها ويدل على فقهها ما خرّجه ابن سعد في "الطبقات" (3/270) قال: أخبرَنا محمد بنُ عمر الأسلمي، قال: أخبرنا عمر بن سليمان بن أبي حَثْمَة، عن أبيه، قال: قالت الشِّفَاء ابنةُ عبد الله، ورأت فِتْيانًا يَقْصِدُون في المشي ويتكلمون رُوَيْدًا، فقالت: «ما هذا؟» فقالوا: نُسَّاكٌ، فقالت: «كان واللهِ، عُمرُ إذا تكلم أسمعَ، وإذا مشى أسرعَ، وإذا ضرب أوجع، وهو الناسك حقًّا».

وكانت ترقي من النَّمْل، والنمل كما قال الجوهري في "الصحاح": بُثُورٌ صِغارٌ مع ورم يسير، ثم تتقرَّحُ فتَسْعَى، ويسميها الأطباء: الذُّبابَ.

وكانت الشفاء قد علَّمت حفصةَ أمَّ المؤمنين الكتابةَ، فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تعلمها الرقية من النملة كما علمتها الكتابة.

فروى أحمد في "المسند" (6/372) وأبو داودَ في "السنن" (3887) من طريق عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن صالح بن كَيْسانَ، عن أبي بكر بن سليمانَ بن أبي حثمةَ، عن الشفاء قالت: دخل عليّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصةَ، فقال لي: «أَلَا تُعَلِّمِينَ هَذِهِ رُقْيَةَ النَّمْلَةِ كَمَا عَلَّمْتِيهَا الْكِتَابَةَ».

ورواه الحاكم في "المستدرك" (4/56-57) من طريق إبراهيمَ بنِ سعد، عن صالح بن كيسان، فزاد في إسناده وأرسل، فقال: عن صالح، ثنا إسماعيل بنُ محمد بنِ سعد، أن أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة القرشيَّ حدَّثه أن رجلاً من الأنصار خرجتْ به نملةٌ فدُلَّ أن الشفاء بنت عبد الله تَرْقِي من النملة، فجاءها فسألها أن ترقيَه، فقالت: واللهِ، ما رَقَيتُ منذ أسلمتُ، فذهب الأنصاري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بالذي قالت الشفاء، فدعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الشفاءَ فقال: «اعْرِضِي عَلَيَّ» فأعرضتها عليه، فقال: «أَرْقِيهِ، وَعَلَّمِيهَا حَفْصَةَ كَمَا عَلَّمْتِيهَا الْكِتَابَ».

قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وقد سمعه أبو بكر بن سليمان من جدته»، ووافقه الذهبي في "تلخيص المستدرك"!

فوائد:

قال الشيخ الألباني رحمه الله:

في هذا الحديث فوائد كثيرة، أهمها اثنتان:

الأولى: مشروعية ترقية المرء لغيره بما لا شرك فيه من الرقى، بخلاف طلب الرقية من غيره فهو مكروه؛ لحديث: «سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ»، وهو معروف مشهور.

والأخرى: مشروعية تعليم المرأة الكتابة.

ومن أبواب البخاري في "الأدب المفرد": «باب الكتابة إلى النساء وجوابهن ». ثم روى (رقْم 1118) بسنده الصحيح عن موسى بن عبد الله قال: حدثتنا عائشة بنت طلحة قالت: قلت لعائشةَ - وأنا في حِجرها، وكان الناس يأتونها من كل مِصرٍ، فكان الشيوخ ينتابوني لمكاني منها، وكان الشباب يتأَخَّوْني فيُهْدُون إليَّ، ويكتبون إليَّ من الأمصار -، فأقول لعائشةَ: يا خالةُ، هذا كتاب فلان وهديته، فتقول لي عائشةُ: أيْ بُنَيَّةُ، فأجيبيه وأَثِيبِيهِ، فإن لم يكن عندك ثواب أعطيتك، قالت: فتعطيني .ا.هـ.

قال الشيخ رحمه الله: وموسى هذا هو ابن عبد الله بن إسحاقَ بن طلحة القرشي، روى عن جماعة من التابعين، وعنه ثقتان، ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4 / 1 /150)، ومن قبله البخاري في "التاريخ الكبير" (4 / 287)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلاً، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": «مقبول»؛ يعني عند المتابعة، وإلا فهو لين الحديث.

وقال المجد ابن تيمية في "منتقى الأخبار" عقب الحديث: «وهو دليل على جواز تعلم النساء الكتابة».

وتبعه على ذلك الشيخ عبد الرحمن بن محمود البَعْلَبَكِّيُّ الحنبلي في "المطلع" (ق 107 / 1)، ثم الشوكاني في "شرحه" (8 / 177) وقال: «وأما حديث: «لا تعلموهن الكتابة، ولا تسكنوهن الغرف، وعلموهن سورة النور»؛ فالنهي عن تعليم الكتابة في هذا الحديث محمول على من يُخشى من تعليمها الفساد».

قال الشيخ الألباني: وهذا الكلام مردود من وجهين:

الأول: أن الجمع الذي ذكره يُشْعِر أن حديث النهي صحيح، وإلا لما تكلَّف التوفيقَ بينه وبين هذا الحديث الصحيح، وليس كذلك؛ فإن حديث النهي موضوع كما قال الذهبي. وطرقه كلُّها واهية جدًّا، وبيان ذلك في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" رقْم (2017)، فإذا كان كذلك؛ فلا حاجة للجمع المذكور. ونحو صنيع الشوكاني هذا قولُ السخاوي في هذا الحديث الصحيح: «إنه أصح من حديث النهي»؛ فإنه يوهم أن حديث النهي صحيح أيضًا، أو على الأقل: هو قريب من الصحة!

والآخَر: لو كان المراد مِن حديث النهي مَن يُخشى عليها الفساد من التعليم؛ لم يكن هناك فائدة من تخصيص النساء بالنهي؛ لأن الخشية لا تختصُّ بهن، فكم من رجل كانت الكتابة عليه ضررًا في دينه وخُلُقه، أفيُنهى أيضا الرجالُ أن يتعلموا الكتابة؟! بل وعن تعلُّم القراءة أيضًا؛ لأنها مثل الكتابة من حيث الخشيةُ!

والحق أن الكتابة والقراءة نعمة من نِعَم الله تبارك وتعالى على البشر؛ كما يشير إلى ذلك قوله عز وجل: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴾، وهي كسائر النعم التي امتن الله بها عليهم، وأراد منهم استعمالَها في طاعته، فإذا وُجد فيهم مَن يستعملها في غير مرضاته؛ فليس ذلك بالذي يُخرجها عن كونها نعمة من نعمه؛ كنعمة البصر والسمع والكلام وغيرها؛ فكذلك الكتابة والقراءة؛ فلا ينبغي للآباء أن يحرموا بناتِهم من تعلمها؛ شريطة العناية بتربيتهن على الأخلاق الإسلامية؛ كما هو الواجب عليهم بالنسبة لأولادهم الذكور أيضًا، فلا فرق في هذا بين الذكور والإناث.

والأصل في ذلك أن كل ما يجب للذكور وجب للإناث، وما يجوز لهم جاز لهن، ولا فرق؛ كما يشير إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ»، رواه الدارمي وغيرُه؛ فلا يجوز التفريق إلا بنص يدل عليه، وهو مفقود فيما نحن فيه، بل النص على خلافه، وعلى وَفْق الأصل، وهو هذا الحديث الصحيح، فتشبث به، ولا ترضَ به بديلاَ، ولا تصغ إلى من قال:

ما للنساءِ وللكتا ** بةِ والعَمَالَةِ والْخَطَابَهْ

هذا لنا وَلَهُنَّ مِنـ ** ـا أنْ يَبِتْنَ على جنابَهْ

فإن فيه هضمًا لحق النساء وتحقيرًا لهن، وهن كما عرفت شقائق الرجال. نسأل الله تعالى أن يرزقنا الإنصاف والاعتدال في الأمور كلِّها.

وانظر رسالة "عقود الجُمَان في جواز تعليم الكتابة للنسوان" للعظيم آبادي. ا.هـ.

هذا، وقد ذكر العلامة عطية محمد سالم رحمه الله تعالى في "تتمة الأضواء" (2/358-362) مبحثًا مد رواقه على مسألة تعليم النساء الكتابة، جاء فيه:

لا شك أن العلم من حيث هو خير من الجهل، والعلم قسمان:

• علم سماعٍ وتلقٍّ، وهذه سيرة زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعائشة كانت القدوة الحسنة في ذلك في فقه الكتاب والسنة، وكم استدركت على الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، وهذا مشهور ومعلوم.

• والثاني: علم تحصيل بالقراءة والكتابة، وهذا يدور مع تحقُّق المصلحة من عدمها، فمن رأى أن تعليمهن مفسدة منعه... وهذا نظر إلى تعليمهن وموقفهن من زاوية واحدة.

وقال صاحب "التراتيب الإدارية": أورد القلقشندي أن جماعة من النساء كن يكتبن، ولم ير أن أحدًا من السلف أنكر عليهن. ا.هـ.

ومن المعلوم رواية كريمةَ لصحيح البخاري، وهي من الرواية المعتبرة عن المحدِّثين، وقد رأيت بنفسي وأنا مدرس بالأحساء نسخة لسنن أبي داودَ عند آل المبارك وعليها تعليق لأخت صلاح الدين الأيوبي.

وذكر صاحب "التراتيب الإدارية" قوله: وقد ثبت عن كثير من نساء أهل الصحراء الإفريقية خصوصًا شنقيط: شنجط، أي: شنقيط، وهي المعروفة الآن بموريتانيا، وتينبكتو، وقبيلة كنت العجب، حتى جاء أن الشيخ المختار الكنتي الشهير، ختم "مختصر خليل" للرجال، وختمته زوجته في جهة أخرى للنساء، [وفيهما ألف ولدهما الإمام العلامة أبو عبد الله محمد بن الشيخ المختار كتابه «الطريفة والتالدة في مناقب الشيخ الوالد والشيخة الوالدة» وهو في مجلد ضخم]. اهـ.

ومما يؤيد ما ذكره أننا ونحن في بعثة الجامعة الإسلامية لإفريقيا، سمعنا ونحن في مدينة أطار وهي على مقربة من مدينة شنجيط المذكورة، سمعنا من كبار أهلها أنه كان يوجد بها سابقًا مائتا فتاةٍ يحفظن "المُدَوَّنَة" كاملة.

وقد سمعت في الآونة الأخيرة، أنه كانت توجد امرأة تدرس في المسجد النبوي الحديث، والسيرة، واللغة العربية، وهي شنقيطية.

ويجب أن تكون النظرة لهذه المسألة على ضوء واقع الحياة اليوم وفي كل يوم، وقد أصبح تعليم المرأة من متطلبات الحياة، ولكن المشكلة تكمن في منهج تعليمها، وكيفية تلقيها العلم.

فكان من اللازم أن يكون منهج تعليمها قاصرًا على النواحي التي يحسن أن تعمل فيها كالتعليم والطب وكفى.

أما كيفية تعليمها، فإن مشكلتها إنما جاءت من الاختلاط في مدرجات الجامعات، وفصول الدراسة في الثانويات في فترة المراهقة، وقلة المراقبة، وفي هذا يكمن الخطر منها وعليها في آن واحد، فإذا كان لا بد من تعليمها، فلا بد أيضًا من المنهج الذي يحقق الغاية منه، ويضمن السلامة فيه، والتوفيق من الله سبحانه.

أما ما يخشى عليها من الاتصال عن طريق الكتابة؛ فقد وجد ما هو أقرب وأسرع منها لمن شاءت وهو الهاتف في البيوت، فإنه في متناول المتعلمة والجاهلة.

والمدار في ذلك كله على الحصانة التربوية والمتانة الدينية والقوة الأخلاقية. انتهى بتصرف

[3] نقل في "التراتيب" قول النابلسي: ليس من التشبه المذموم دخول المرأة في شيء من طلب العلم وتعليمه وتربية المريدين؛ فقد كانت عائشة تعبر العلوم وتورد الإشكالات على الفحول، وقد استدركت على جماعة من الصحابة في كثير من الأحاديث، فاستدركت على عُمرَ وابنِه وأبي هريرة وابن عباس وعثمانَ بنِ عفانَ وعلي بن أبي طالب وابنِ الزبير وزيدٍ وأبي الدرداء وأبي سعيد والبراء وفاطمة بنت قيس وغيرهم.

وألَّفَ في ذلك جمعٌ من العلماء آخرهم الحافظ السيوطي كتابه «عين الإصابة فيما استدركته عائشة على الصحابة».

وقال عروة بن الزبير: «ما رأيت أحدًا أعلم بالحلال والحرام والعلم والشعر والطب من عائشة».

وقال مسروق: «لقد رأيت الصحابة يسألون عائشة عن الفرائض». رواهما الحاكم.

وكذلك بقية أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، والنساء الصحابيات كأم سليم وأم الدرداء وفاطمة بنت قيس، وسائر النساء الصالحات والعارفات، كرابعة العدوية ورابعة الشامية، فإنهم كانوا يأخذون العلم والأدب والزهد عنهن، كما كانوا يحملونه عن الرجال، كما يؤخذ ذلك من سيرهن المذكورة في كتب الحديث والتاريخ. وقد رُئي من اجتهادهن في العبادة وتدقيقهن في الورع، ما عجزت عنه الرجال.

[4] القَيْنَة: الأَمَة.

وممن أعرف من هذه الطائفة اعتماد الرُّمَيْكِيَّةُ الأندلسية (توفيت سنة ثمان وثمانين وأربع مئة 488 هـ)، صاحبة (يوم الطين). كانت جارية لرميك بن حجاج فنسبت إليه، ثم آلت إلى المعتمد بن عباد فتزوجها، فاستولدها عدة ذكور وبثينةَ الشاعرة.

ذلك، وإن لأبي الفرج الأصفهاني صاحبِ "الأغاني" مصنَّفًا أسماه: "الإماء الشواعر" = "رِي الظما فيمن قال الشعر من الإما"، وغلِطَ مَن نسبه إلى أبي الفرج ابن الجوزي رحمه الله.

وخبَّر الصفديُّ في "الوافي بالوَفَيات" أن لأبي الفرج الشلْحي العكبري الكاتب مصنفًا بالاسم عينه "الإماء الشواعر"، وذكره في موضع آخر باسم "النساء الشواعر".

وأفاد في "الكشف" (2/1466) أن ثَم مصنَّفَيْن آخرين باسم "النساء الشواعر"، أحدهما من تأليف حسن بن محمد بن جعفر بن الطراح، والآخَر لابن بنان محمد بن عبد العزيز الكاتب، المعروف بابن الحاجب، المتوفى سنة إحدى وعشرين وأربع مئة (421هـ).

وانظر الفصل الذي عقده الرافعي في الجزء الثالث من "تاريخ آداب العرب" تحت عنوان "الشاعرات".

[5] رُوي هذا الحديث من عدة طرق عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عدد منها الشيخ الحويني في "جُنة المرتاب" (1/83-96) اثنتين وعشرين، وخلص إلى أن بعض طرقه يبلغ به رتبة الحسن، وسبقه إلى ذلك الزركشيُّ، ومن قبله الحافظ المِزِّيُّ.

وروي أيضًا من حديث عليّ بن أبي طالب، وابنه الحسين، وابن عمر، وابن مسعود، وابن عباس، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، وغيرِهم. ولا يصح منها شيء.

ونقل المناوي في "الفيض" قول السيوطي: «جمعت له خمسين طريقًا وحكمت بصحته لغيره، ولم أصحح حديثًا لم أسبق لتصحيحه سواه».

قلت: بلى، قد ذهب إلى تصحيح بعض طرقه بعض المتقدمين، حسبما ذكره العراقي ونقله عنه السخاوي.

وفي الحق أن في تحسين هذا الحديث نظرًا، بله تصحيحه، وما هو بالذي يثبت بكثرة طرقه.

وقد مثَّّلَ به ابن الصلاح في "المقدمة" (ص161) للحديث المشهور غير الصحيح، وقد تَبِعَ في ذلك الحاكمَ أبا عبد الله فيما أورده في "المعرفة".

وقال الإمام أحمد: «لا يثبت عندنا في هذا الباب شيء».

وعلى هذا جمهرة السابقين.

وممن ذهب إلى أن الحديث لا يثبت: إسحاق بن راهويه، والبزار، وأبو عليّ النيسابوري، والبيهقي، وابن عبد البر، وابن القطان، والنووي.

وانظر "جامع بيان العلم وفضله" للإمام الكبير ابن عبد البر رحمه الله تعالى، و"المقاصد الحسنة" (ص275-277) رقم (660)، و"فيض القدير شرح الجامع الصغير" (4/348-350) ط/ مكتبة مصر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حقوق النساء المالية

مختارات من الشبكة

  • في حقوق الأخوة من النسب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بريطانيا: استبيان لمفوضية حقوق الإنسان عن حقوق المسلمين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • التبيان في بيان حقوق القرآن (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: من أعظم حقوق الناس حق الجوار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإسلام وحقوق المعاقين: دراسة فقهية في كيفية حماية حقوق المعاقين في المجتمعات الإسلامية وفق الشريعة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تأكيد حقوق ولاة الأمر وشرح الحديث النبوي: "ثلاث لا يغل عليهن صدر مسلم"(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • من حقوق ومكانة أهل الأعذار عند السلف وحقوقهم علينا (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • من حقوق ومكانة أهل الأعذار عند السلف وحقوقهم علينا(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • تكفير الحج حقوق الله تعالى وحقوق عباده(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب