• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / روافد
علامة باركود

الصوم والحرية

الصوم والحرية
علي عيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/7/2014 ميلادي - 11/9/1435 هجري

الزيارات: 6216

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الصوم والحرية


الحريةُ في اللغةِ تعني: الخُلوص مِن العبودية، فهو حُرٌّ؛ أي: غيرُ مملوكٍ، ولا مُسْتَرَقٍّ، وأيضًا تعني: الانعتاق مِن القيدِ، أو مِنَ الأسْرِ، وأصبح حرًّا؛ أي: تَمَّ عتقُه، كما تعني أشياءَ أخرى كثيرةً.

 

ولقد جاء الإسلامُ فحرَّر الإنسانَ مِن كل قيدٍ، وأنْقَذَهُ مِن كل مُسَيْطرٍ مِن طغاة الأرض، فقرَّر حرية كلِّ مولودٍ، وعبَّر عن ذلك عُمَرُ بن الخطاب - رضي الله عنه - بقوله لِعَمْرو بن العاص: "متى استعبدتُم الناسَ وقد ولدتْهم أمهاتُهم أحرارًا؟"، قال ذلك قبلَ مِيثاقِ الأمم بمئات السنين! ثم جاء نصُّ ميثاق الأمم المتحدة يقول: "الناس يُولَدُون أحرارًا مُتساوِين".

 

وقرَّر الإسلامُ مُساواة الناس جميعًا في الحقوق والواجبات؛ فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13]، وقرَّر ذلك نَبِيُّ الإسلامِ فقال: ((كلُّكم لآدم، وآدمُ مِن ترابٍ، لا فضْلَ لِعَرَبِيٍّ على عجمي إلا بالتقوى))، وبذلك حرَّر الإسلامُ الناسَ مِن كل سلطانٍ على الأرض يُقَيِّد سعْيَ البشرية لتحقيق غايتها العليا، وهي: الخلوصُ إلى الله سبحانه، فحرَّرهم مِن سلطان أولئك الطُّغاة الذين يستَذِلُّون الناسَ بالتخويف والقهْرِ، ويستعبدون البشر لأنفسهم، حين جعَل الإسلام كل سلطان لله وحده، فهو مالكُ المُلك، وهو القاهرُ فوق عبادِه، وكلُّ الناس آتيةٌ يوم القيامة فردًا، وكلُّهم لا يملك لنفسِه نفعًا ولا ضرًّا، وإذا كان الأمرُ كذلك، فلْتُحَطَّم القيودُ جميعًا، ولْتُدَكّ جميعُ العروش الطاغية، ويُحَرّر الناس، وتملأ العِزَّةُ نفوسهم؛ فإنها مِن الله وحده؛ ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ﴾ [فاطر: 10].

 

ولو أن الأمر اقتصر على القيودِ الماديةِ التي تسلب الإنسانَ حريتَه، لهان الخَطْبُ، وإنما الإنسانُ يَجِدُ قُيودًا كثيرةً، وأغلالاً سُودًا تنال مِن حريتِه، لا ينسلخ عنها إلا حين يستكمل حقيقةَ عبوديته لله وحده - سبحانه وتعالى؛ ومِن هذه القيود: قيدُ الطعام، وقيدُ الفرْجِ، وقَيْدُ الهوى، وقيدُ الأهل، وغيرُ ذلك مِن القيود، وجميعُها تَنَاوَلَها الإسلامُ بالتربية والتهذيب في فطرة الإنسان، حتى استَنْقَذَهُ مِن أسْرِها حين علَّمَهُ كيف لا يجعلها أكبر هَمِّه، ولا مبلغَ عِلْمِه.

 

فقَيْدُ الشهوات مثلاً الذي يقول فيه اللهُ تعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾ [آل عمران: 14]، هذا القَيْدُ - ولا ريب - يستذلُّ الناسَ، ويَحُطُّ مِن كرامتهم، ويَصْرِفُهم عن ربهم، ويجلب عليهم نسيان الله - سبحانه وتعالى - ويَدَعُهم كالحيوانات يهيمون على وُجُوهِهم بين مَطالِب الجسد الحيوانيِّ ومَطالِب النفْسِ الأَمَّارة بالسوء.

 

والترَفُّعُ عن تلك الشهوةِ والتَّنَزُّهُ عنها يأتي برياضة النفس، وتربيةِ الإرادة على الفرار منها إلى العبودية لله تعالى، وترْكِ هذه المعبودات؛ ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [التوبة: 24]، فوَضَعَ الله - سبحانه وتعالى - الشهواتِ كلَّها في كفةٍ، وَوَضَع حُبَّ الله سبحانه في كفَّةٍ أخرى.

 

وأظْهَرُ ما تتبدى هذه الصورةُ عند المسلم الحرِّ عندما يصومُ؛ فقد شرَع اللهُ له الصومَ ليستعليَ بإيمانه على ضروراته وقُيوده الآسرة، فلا يشغَلُه طعامٌ، ولا تأسِرُه شهوةٌ، بل لا يشغله حظُّ نفسِه فيرد عنها شتْمَهُ ولَعْنَهُ أو خِصامَهُ، وليس الصيامُ مجردَ ترْكِ الأكل والشُّرْب والجماع، بل لا بد مِن نزْعِ الميل إليهم مِن النفس أصلاً؛ فرُبَّ صائمٍ ليس له مِن صيامه إلا الجوعُ والعطشُ.

 

إذًا ليس ذلك مرادَ الصوم، وإنما حكمتُه التشريعيةُ العالية هي تربية إرادة الإنسان على تحرير نفسه مِن القيود الضرورية التي تغله وتأسِرُه، ويبدو عند كلِّ إنسانٍ ضعيفٍ مُتخاذلٍ، بينما المؤمنُ مُستعلٍ بإيمانه وعبادته لله وحده عليها، مُحْتَقِرٌ لها، مُتَخَلٍّ عنها، وهذه الحريةُ ذاتها هي عبوديةٌ لله وحده، وكأنها لا تتحقَّق بتمامها وكمالها إلا حين تتحقق الحريةُ مِنْ كل قيدٍ، وحين يوجد الخلاصُ مِن كلِّ أسْرٍ، وقد قال أحدُ العلماء: "في الحريةِ تمامُ العبودية، وفي تمام الحريةِ تحقيقُ العبودية"، ونحن نرى كيف أن الناس تأسِرُهم العادةُ والشهوةُ، ولا يستطيعون الخُلوص مِن عبادتها؛ كمَن يتعاطى المُخَدِّرات والمُسْكِرات، فتسلبه عقله وكرامته؛ أيكون ذلك حرًّا؟

 

ونرى مَن لا هَمَّ له إلا صُحبة الغيد الحسان مِن بنات الهوى الفاتن، ويَسْلُك في سبيل ذلك ما يهوى مِن خَلاعةٍ ومُجُونٍ وإسرافٍ في الأناقة والزينة الفاضحة؛ أيكون ذلك حرًّا؟

 

ومَن يَتَعَصَّب للبلد والعشيرة، فينصُر الباطل، ويرفُض الحقَّ، لا لشيءٍ غير أنه على خلافِ عصبيَّتِه؛ أيكون حرًّا؟

 

ألسنا نَجِدُ ما سبق جميعه اتِّباعًا للهوى والشهوة، وطاعة عَمياء للعادة، التي قال الله فيها: ﴿ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا ﴾ [الفرقان: 43].

 

وكمالُ الصوم وحقيقتُه إنما تكون إذا تخلَّص القلبُ مِن الأهواء، وصَفَتِ النفسُ مِن الشهوات، وصَدَق مَن قال: "لا تجد حلاوةَ العبادة حتى تجعلَ بينك وبين الشهوات حائطًا مِن حديدٍ"

 

والله يقول الحقَّ، وهو يهدي السبيل.

 

المصدر: مجلة التوحيد - عدد رمضان 1401 هـ - صفحة 30





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • من حكم الصوم وفوائده
  • الصوم جزء من نظام كامل للحياة
  • الصومُ مدرسةُ الأخلاق
  • معنى الصوم
  • الصوم جهاد
  • الصوم في غير رمضان
  • الصوم تربية وإعداد
  • الحرية مسؤولية

مختارات من الشبكة

  • شرح متن الدرر البهية: كتاب الصيام(مقالة - موقع د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري)
  • صوم التطوع(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • شروط صحة الصوم(مقالة - ملفات خاصة)
  • أحكام الصوم(مقالة - ملفات خاصة)
  • تزكية النفس في الإسلام ( الصوم أنموذجا )(مقالة - ملفات خاصة)
  • مظاهر اليسر في الصوم (4) النهي عن صوم الأبد(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • صوم الدهر (الصيام كل يوم - سرد الصوم)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل تكميل فرائض العبادات بنوافلها وعبادة الصوم والصوم في المحرم(محاضرة - موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر)
  • الصوم الحقيقي، وصوم المريض والمسافر(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان)
  • وقفات رمضانية (7) الموسم الرابع(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 21/11/1446هـ - الساعة: 10:16
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب