• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / مقالات
علامة باركود

رمضان وسنة التغافل

د. حسام الدين السامرائي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 29/6/2014 ميلادي - 1/9/1435 هجري

الزيارات: 8621

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رمضان وسنَّة التغافل


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

 

أما بعد:

فقد روى الطبراني وابن حبان بسند صحيح من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يطَّلع الله إلى جميع خلقِه ليلة النصف من شعبان، فيَغفر لجميع خلقه، إلا لمُشرك أو مُشاحن)).

 

قبل رمضان يتهيأ المسلم بإصلاح شأنه بينه وبين الله من ناحية (عدم الشرك)، وبينه وبين الخلق من ناحية ثانية (عدم المُشاحَنة)، فالمشاحن هو الحاقد المُبغِض المعادي.

 

وكأن الله - جل في علاه - يريد من المسلم أن يستقبل رمضان بنزع تلك الشحْناء والبَغضاء والأحقاد، فيدخل في سُنَّة عظيمة منسية اسمها: (التغافُل)، ومضمونها تعمُّد الغفلة عن الأخطاء التي تقع من الآخرين تجاهه.

 

فمطلوب منك أخي الحبيب التغافل قبل رمضان عن الهفوات والزلات، والسقطات والأخطاء؛ لتدخُلَ رمضان بصدر مُنشرِح مُتفائل طيِّب.

 

لقد كان الإمام أحمد من أشد الناس حرصًا على باب التغافل، حتى قال - رحمه الله -: "تسعة أعشار العافية بالتغافُل"، فكما هو معلوم أن كل إنسان إذا حاسَب الآخَرين على الصغيرة والكبيرة، وجعل عنده سجلات ودواوين لأخطاء الآخرين، فإنه سيَبقى يُحاسب هذا وذاك؛ حتى يُصاب في أعصابه، ويُرهق نفسه، ويُتعب بدنه، واذهب إلى المستشفيات فإنك سترى مَن أُصيب بالضغط والسكري والجلطات؛ بسبب البُعد عن خلُق التغافل.

 

والتغافل غير الغفلة؛ فالغفلة هي عدم إدراك الشيء، بخلاف التغافُل، وهو تعمُّد الغفلة عن الشيء، وبينهما خيط رفيع من الانتباه والتركيز، فالغفلة داء، والتغافل دواء، والغفلة منهي عنها، والتغافل مأمور به.

 

ولا يتحلى بخلق التغافل إلا السادة النبلاء العقلاء، فمَن نضج عقله، وصفَتْ نفسه، وسما قلبه، فإنه أقرب إلى هذا الخلُق، انظر إلى أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه يوم أن سبَّه رجل فردَّ عليه قائلاً: إنَّ سبَّك يدخل معك في قبرك، ولا يدخل معي في قبري؛ ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾ [الفرقان: 63].

 

ويُروى عن قتيبة بن مسلم القائد المُجاهد أنه استقبل رجلاً يشكو إليه حاله وفي يد الرجل سيف أسنده إلى الأرض قد أصاب قدم قتيبة وهو لا يَشعُر، حتى إذا انتهى الرجل من شكواه وانصرف، قال قتيبة لأصحابه: ناوِلوني المناديل وإذا بالدم قد خرج من قدمه، فقال القوم: رحمك الله! لو أخبرت الرجل، لرفَع سيفه، فقال: ما كنتُ لأقطع عليه حاجته، ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199].


قال ابن الأثير: إن صلاح الدين كان صبورًا كثير التغافل؛ من ذلك أنه مر بالسوق فألقى رجل على رجل نعالاً، فوافق مرور صلاح الدين، فسقطت النعال قريبًا منه، فتغافل ونظر إلى الناحية الثانية.

 

كان أحد القضاة إذا جاءته شكاية من زوج على زوجته أو زوجة على زوجها، قدَّم لهم ورقة مكتوب فيها: (حقل الحسنات، وحقل السيئات)، وفي الغالب فإن حقل الحسنات سيكون أكثر بكثير من حقل السيئات، فإذا ما أتم المشتكي - أو المشتكية - كتابة الورقة، قال له: أفلا تغفِر هذه الحسناتُ الكثيرة لتلك السيئات القليلة؟!

 

مطلوب منك - أيها المسلم - أن تتغافل عن الهفوات، وخصوصًا في حقِّ الأبناء والزوجة والأرحام؛ ليَستقيم الأمر، وتبقى الوشائج والروابط بين الأحبة.

 

أخي الحبيب، إذا أردت للسفينة أن تسير، فتغافل، وإذا أردت للحياة أن تستمر، فتغافل، ﴿ وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ﴾ [القصص: 55].

 

هذا، والله من وراء القصد، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • في التحذير من التشاحن والتقاطع
  • التغافل كمهارة تربوية
  • أهمية التغافل في التربية وصور من عناية السلف بها
  • كرم التغافل (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • "رمضان ليس من أجل رمضان، رمضان من أجل بقية السنة"(مقالة - ملفات خاصة)
  • علمني رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • فضل شهر رمضان في القرآن والسنة: رمضان شهر الرحمة والغفران والعتق من النار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شهر رمضان في الكتاب والسنة، وأحاديث منتشرة عن شهر رمضان ولا تصح(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حال السلف في رمضان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ستمائة عام من الإسلام في يوغوسلافيا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • تخريج حديث: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح حديث العرباض: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأربعون النبوية في السنة النبوية: السنة في السنة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • حديث: فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 22/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب