• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / العطلة وأيام الإجازات
علامة باركود

ذكرى الإجازة

ذكرى الإجازة
أ.د. عبدالحكيم الأنيس

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/6/2014 ميلادي - 17/8/1435 هجري

الزيارات: 8345

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ذكرى الإجازة


كنتُ قبل سنوات خلتْ أسمع رجلًا - غيرَ مكلَّف - يدور في طرقات المدينة وينادي: (الحياة ذكريات).


لا أدري لم كان يكرر هذه الجملة؟ ولا ما تَعني له؟ وهل وعاها قبل أنْ يُسْقطَ اللهُ عنه ما وجبَ باسترداد ما وهب، فظلتْ في ذاكرته، أم سمعها من أحد فعلقتْ بذهنه واستهواه وقع التاءين في الكلمتين فيها؟

 

على أية حال كانت كلمة معبِّرة مؤثِّرة، وقد سمعتُها من هذا الرجل قبل ثلاثة عقود، وما أزال أذكرها بين حين وآخر، وكلما عرضتْ مناسبةٌ تصدِّقها وتحقِّقها.

 

واليوم تذكرتُ هذه العبارة ونحن في نهاية العام الدراسي، واقتراب موعد الإجازات والسفر إلى الوطن، للقاء الأحبة، وصلة الأرحام، وتجديد العهد برحابٍ يشد القلبَ إليها خيوطٌ من الشوق عصيةٌ على التعليل...

 

كنا في مثل هذه الأيام نشدُّ هممَ الأولاد ليقبلوا على امتحاناتهم باستعداد لائق، ونخفِّف عنهم عناءَ الدراسة والمذاكرة بوعود السفر إلى الوطن، والتجوال فيه، والاستمتاع باكتشاف أجزاء جديدة منه، من برِّه وبحره، وسمائه وأرضه، وتاريخه وواقعه...

 

وكنا نخرجُ في العشيات إلى مراكز التسوق القديمة والحديثة، الحارة والباردة، ونستمتعُ بشراء الهدايا: للوالدة والإخوة، والأخوات، والأخوال والخالات، والأعمام والعمات والى عدد مِن أبنائهم، والأصدقاء المقربين، فهؤلاء -أو بعضهم- سيكونون بانتظارنا في المطار، وسيمتلئ البيتُ بهم مُسلِّمين ومُسامرين ومُؤنسين ليلة الوصول وفي الليالي الآتية...

 

ومِن لحظات السعادة أنْ يتحلق كثيرٌ من هؤلاء حول الحقائب ويبدأ التوزيع، وعندها لا تسلْ عما يغمر القلوبَ من أنسٍ وحبٍّ وبهجة، ولاسيما الفرح بما يدخلُ على قلوب الأطفال من الفرح...

 

وفي صباح الوصول سيلتئم شملُ الأسرة من الإخوة والأخوات وعلى رأسهم الوالدة - فالوالدُ رحل قبل أن يلتئم الشمل - وسيشربُ الجميع من قهوةِ خالةٍ حنونةٍ معروفةٍ بالبراعة في إعداد القهوة.

 

ثم يتناول الجميعُ فطورًا شهيًا وسط تزاحم الأولاد وتنوع رغباتهم... فطورًا شعبيًا يَنقلك بلونه ومذاقه وترتيبِ تناوله إلى سنين مضت، وينشِّط ذاكرتك إلى صور خلت...

 

ثم تأتي الفاكهةُ الطازجةُ الواصلة لتوِّها من أطراف البلد القريبة...

 

والضيفُ معفوٌ من العمل في الأيام الأولى، ولكنه يأبى ألا أن يُشارك، ويُشبع نهمه بالخروج إلى السوق القريب ليمتِّع ناظريه بما يَعرضه الباعة من أصناف الفواكه التي تحسها تُسَبِّحُ خالقَها من نضارتها وطراوتها...

 

وأما الليل.. فلا تسلْ عنه.. وعن جمال ساعاته التي تمر مرَّ السحاب، سواء كنتَ زائرًا أو مزورًا... وسواء كنتَ في مجلس علم أو أدب، أو موسمٍ ثقافي، أو عرسٍ ضاحكٍ من الأعراس البهية التي تكثر في ليالي الصيف...ولاسيما الأعراس التي تقام في مزارع غناء، وتحييها أصوات تسحر الليل، فيرد عليها بسحرٍ مثله تجعله "ليلا ساحرا"...أصوات تخال النجوم تدنو لتصغي إليها.

 

وما ألطف المناسبات التي تجمعك بمغتربين كثيرين في بلاد الله المختلفة التي لولا الإجازة لما رأيتهم ولا رأوك.

 

وفي النهارات هناك الجولات - مع الأولاد الذين ولدوا في المغترب، ومع الأصدقاء الودودين - في الحارة التي كان فيها مسقط الرأس، والتجوال في الأزقة القديمة، والآثار العتيقة، وزيارة المساجد الأثرية، والمدارس العلمية، وقصور رجالاتٍ سابقين وقبورهم، والطواف ببقايا سور المدينة، وأبوابها التي ما تزال شامخة تحكي قصصًا من بطولة الأجداد في صد هجمات المعتدين... وقصصًا من زمنٍ حزينٍ تمكَّن فيه مهاجمون من هدِّ السور واقتحام المدينة على أهلها البارين، وإنزال أقسى العقوبات بهم.

 

وهناك وهناك ما لا يحصيه القلم، ولا تستوعبه الصفحات...

الآن أصبح كلُّ ذلك ذكرى...

فالوطنُ اغتالته أيدي المحن العاتية...

والفرحة معتقلة في سجون الانتظار المجهول...

 

والأهلُ والأحبةُ والأقرباءُ والأصدقاءُ توزَّعتهم بلادُ الشتات البعيدة أو المجاورة، والمناورة أو المغامرة... ومنهم مَنْ رحل رحلة - لا لقاء بعدها هنا- مِن غير وداع...

 

فإلى أين السفر؟!

وإلى أين المفر؟!

لا مفر إلا إلى الله...

ولا سفر إلا إلى بيت الله..

 

ويا أيتها الإجازة لقد كنتِ محطة للبهجة، ننتظرُ أنْ نركبَ في قطارك السريع لينقلنا إلى حدائق الآمال الجميلة...

واليومَ أنتِ محطةٌ للأحزان...

 

وحين تقتربُ أيامُك تُوقِد في أنفسنا مشاعلَ الشوق من غير نسماتٍ عليلةٍ تطفئها...

 

وتُثير في جوانحنا الحاجة إلى ما كنا نستمده منكِ من طاقةٍ ونشاطٍ، لنعود بَعدكِ إلى أعمالنا بهمّةٍ متجددة، وعزيمةٍ متوقدة.

 

الحياة ذكريات.

والإجازة موسم من الحياة.

وهي اليوم ذكرى من ذكرى...





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • استغلال الإجازة الصيفية
  • الآباء والإجازة
  • ماذا نستفيد من الإجازة
  • الإجازة الصيفية
  • ذكرى! (قصة)

مختارات من الشبكة

  • أنواع الإجازة وأركانها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة المسجد النبوي 7/8/1432هـ - الإجازة ويقظة الأولياء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإجازة الصيفية(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عثمان السبت)
  • خطبة الوجازة في استثمار الإجازة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تصحيح العالم الكفيف على الإجازة بيده(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة مختصرة: أهمية الوقت واستثمار الإجازة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أقبلت الإجازة(محاضرة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • أمران مهمان مع العودة للدراسة بعد الإجازة(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • الإجازة الصيفية فرصة أم تضييع للوقت(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإجازة العلمية المسماه بــ عجالة القول المفيد (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
3- وحب وشغف
وليد العاني - العراق 20-09-2021 11:10 AM

أصبت الهدف شيخنا الفاضل...تحياتي

2- نكتوي بنارين
عبد الله الوزير - سوريا 19-06-2014 08:10 AM

بارك الله بك أستاذنا الفاضل
فقد أوقدت في قل الحياة على فراقهم وقهرتنا الظروف عن لقائهم.
ومنهم كما قلت نرجو لقائنا بهم عند من هو أرحم بنا وبهم.
ونحن بين هذا وذاك كالقابض على جمر أو المرتقب لأمر جلل فنكتوي بنار الغربة والألم والفراق ونار من تلك النار الملتهبة التي لا تبقي ولا تذر ، ونحن نرى ونستمع ونشاهد ذلك الوطن وأولئك الأحبة تلتهمهم نار الغدر والحقد والخيانة ، ونحن مكتوفي الأيدي. ولكن ثقتنا بإرادة الله واختياره وأن هناك يوما يفصل الله به العباد ويقتص لهم هي التي تعزينا.
ولا نقول إلا كما قال سيدنا يعقوب عليه السلام حين أصيب بعقد أبنائه : (فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون).

1- وتجدد اللقاء
مصعب سلمان أحمد - العراق 16-06-2014 03:30 PM

قرأت هذا المقال مرتين بحالتين مختلفتين :
الاولى : لما يزل مخطوطا بيد الشيخ وكأن أشعة النور تبثق من الحروف والكلمات
الثانية : وهو منشور على موقع الألوكة وكأن المقال قد ازداد نوره وفاضت بركاته
فأثار الشجون وأدمع العيون وهيج المشاعر وأيقظ الحنين إلى تلك المناظر

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب