• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / قضايا التنصير في العالم الإسلامي
علامة باركود

الإلحاد الجديد يخترق حصون الإسلام

هشام محمد سعيد قربان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/4/2014 ميلادي - 20/6/1435 هجري

الزيارات: 32526

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الإلحاد الجديد يخترق حصون الإسلام

نداء عاجل لعلمائنا الأجلاء


(مع الإقرار بالفضل والشكر للباحث الفاضل: الأستاذ/ عبدالله صالح العجيري، الذي أفدتُ كثيرًا جدًّا في هذا البحث من محاضرته القيمة والمفيدة).

 

والله، ثم والله، ثم والله، لقد كانت محاضرةً علمية مفيدة، فريدة وماتعة من جهة جدة موضوعها، ومعاصرته لحاضرنا وواقعنا، وأهميتِه لعالَمنا الإسلامي بخاصة، وللعالَم أجمع، وأعترفُ بأنها فاجأتني؛ إذ تجاوزت بمراحلَ عدَّة توقعاتي البسيطة، وأَسرَتْني بفوائدِها الجمَّة وطرحها البحثي الممنهج.

 

"الإلحاد الجديد" للباحث القدير الأستاذ/ عبدالله بن صالح العجيري، أطروحة فكرية تُصنَّف في فئة "العيار الثقيل جدًّا" بلا أي مبالغة أو تهويل أو تضخيم؛ فهي تناقش موضوعًا جللاً، وخطرًا حالاًّ، وعدوًّا محدقًا متربصًا، والعجب أنه عدو قديم جدًّا، ويدَّعي الكثيرُ من أحبَّتِنا وسادتنا المبرزين من أهل العلم والفضل - بحسن نية - أنهم عالِمون بخباياه، وأننا آمنون من أضراره، ولكنه - للأسف الشديد - تسلَّل إلى العالَم أجمع، بل اخترق أمنع الحصون، وركز بعضَ حرابه المسمومة في عقر دار التوحيد، والأعجب أن بعض حراس العقيدة وحماة الفضيلة رحَّبوا به، وفتحوا له بعض أبواب حصوننا، وعذرهم أنه غيَّر صورته، وتزيَّا بزيٍّ جديد مغاير تمامًا - مظهرًا ومخبرًا - لِمَا درسوه في كتب أسلافهم الكرام.

 

الخلفية التاريخية لاهتمام العجيري بالموضوع:

يُخبِرنا الباحث العجيري بأن اهتمامه بظاهرةِ الإلحاد الجديد بدأ في سنة 2006 ميلادية تقريبًا، عند حضوره ندوة حوار بين الأديان بجامعة واترلو بكندا، ولقد فُوجِئ واستغرب كثيرًا لوجود مقعدٍ لمحاور في الندوة مُخصَّص لعرض الفكر الإلحادي في نقاش حول البُعد الأخلاقي لأصحاب الديانات المختلفة، ووجه الغرابة - كما هو ظاهر - يُلخِّصه سؤال محير: كيف يشارك الإلحاد - وهو في جوهره نقيض رافض للأديان - في حوارٍ بين الأديان؟

 

زادت دهشةُ باحثنا عند زيارته للمعرِض المصاحب لهذه الندوة، فلقد رأى أعدادًا كبيرة من المؤلفات الإلحادية المتنوعة، ولها عناوين واضحة وفاضحة لمحتواها: "وَهْم الإله، نهاية الإيمان...، وعناوين أخرى كثيرة يُستحيا من ذِكرها؛ لقبحِها وجرأتِها على الخالق جل في علاه، وتعالى عما يقولون علوًّا كبيرًا، وعظمت دهشته حين علِم عظم الاحتفاء بأحد هذه الكتب (وَهْم الإله) ومؤلفه: Richard Dawkins، فلقد تصدَّر هذا الكتاب - بلا منافس - سنوات عديدة قائمةَ صحيفة نيويورك تايمز للكتب الأكثر رواجًا.

 

ملحوظة جانبية متعلقة: يأسف المرءُ من قيام هيئات ترجمة ودور نشر في بلدان إسلامية وعربية خليجية بترجمة بعض مؤلفات Dawkins إلى اللغة العربية، وفي هذا إزالة للعائق اللُّغوي الذي كان يحمينا قليلاً، وتقريب لهذه الأفكار للقراء العرب الذين لا يحسنون اللغة الإنجليزية.

 

وتستمر دهشة باحثنا خلال جولتِه، وتتعالى وَتِيرَتُها بسرعةٍ غير متوقَّعة، وأنا في هذا السياق أدعو القرَّاء الأفاضل لتخيل تلك الصدمة المذهلة للعجيري حين وقعت عيناه على طائفة من الكتب المعروضة والمخصصة للأطفال الذين لا يجيدون القراءة، يا للهول! ويا للمصيبة! كتب مصوَّرة وملونة للأطفال، تحوي كلمات قليلة ومبسطة، وتهدف بكل وضوح وجلاء إلى تعليم الأطفال مبادئ الإلحاد!

 

إن الأمر جللٌ وخطير؛ فلقد أصبح الإلحاد - في ثوبه الفكري الجديد - منهجًا بحثيًّا شهيرًا، ودينًا يُدعَى إليه، ويظهر أتباعُه في المحافل بلا وجلٍ أو خجل، ويُشارِكون في حوار الأديان، ومناظرات ونقاشات، وله مؤلَّفات بحثية كثيرة تخاطب كلَّ الأعمار، حتى الأطفال الصغار جُهِّزت لهم كتب مبسطة وجاذبة لتحبِّبَ الإلحاد إليهم، وترسيَ قواعد شره وإفكه في قلوبهم البريئة!

 

إنه تمدُّد إلحادي جديد، يختلف عن سابقه، بأنه غير مرتبط ارتباطًا كليًّا وفريدًا بالشيوعية ومبادئها وأفكارها، وهذا سببٌ آخر يقنع مَن يعارض تسميته بالإلحاد الجديد، وتذكر المراجع الإحصائية نِسَبًا كبيرة جدًّا لعددِ الملحدين في العالم، فمثلاً يذكر كتاب: CIA Book of Facts كتاب الحقائق الذي تنشره دوريًّا وتُعيد تحديثه مؤسسةُ المخابرات المركزية الأمريكية، بأن نسبة الملاحدة من عدد سكان بريطانيا تقارب 25%، ونسبتهم في ألمانيا المتحدة تبلغ %45، وتُقدَّر نسبتهم في الولايات المتحدة الأمريكية %10، وكما يذكر هذا الكتاب نِسبًا لأعداد الملحدين في بعض الدول الإسلامية، ويشك الكثير في صحة هذه النسب الأخيرة.

 

كما حاول العجيري في سياق تأصيله الشرعي لهذه الدراسة لفتَ أنظار بعض العلماء المسلمين في بلدِه لظاهرة الإلحاد الجديد، ولعله وجد صدودًا كثيرًا؛ فقد كانوا يظنونه مبالغًا ومُهوِّلاً، قالوا له: لا خوف على بلاد المسلمين من الإلحاد، لا تقلق، فنحن آمنون ومحصنون، فأجابهم العجيري: لكن، يا سادتي الكرام، الإلحاد الجديد ليس كما عهِدتُموه وقرأتُم عنه في كتبكم الصفراء الحبيبة، والمملوءة بالحكمة الأصيلة، لقد تغيَّر الإلحاد، وله سمات جديدة يتسلل من خلالها، ولطالما حدَّثتُمونا عن مرونة الشريعة الغراء - في إطار الوحيَيْن - التي تجعلها صالحة لكل زمان ومكان، ومواكبة للنوازل والمستجدات، وأغلب الظن أن كلمات العجيري لم تلقَ عندئذٍ آذانًا واعية، ولعل الكثير ممن سمِعه جزم بأنه مبالغ؛ فجوهر الإلحاد في فهمهم واحد: إنكار الخالق، ورفض الأديان، وإعلاء شأن العقل، وتكذيب النقل، ومصنفات السلف الأخيار ملأى بما يُفحِم كلَّ الملاحدة في كل زمان ومكان.

 

يذكر العجيري فرحته بكوَّة أمل صغيرة، رآها تلمعُ في جدار اليأس والإنكار؛ فلقد رُزِقت كلماته المُحذِّرة بأذنٍ سامعة واعية، وظهر بحثٌ قيِّم وصريح يُعَدُّ من أوائل البحوث المحلية القيمة في مجال الإلحاد الجديد: "عقولنا تحت القصف" للشيخ عائض بن سعد الدوسري (http://www.saaid.net/arabic/208.htm)، وهو بحث قيِّم، أدعو الجميع إلى قراءتِه ونشره بين العلماء والأكاديميين والطلاب المبتعثين، ومسؤولي إعداد البعثات العلمية، وموظفي السفارات والملحقات العلمية لها، وغيرهم.

 

سمات الإلحاد الجديد:

1- لاحظ العجيريُّ تحوُّلاً تاريخيًّا جريئًا للإلحاد بعد أحداث التاسع من سبتمبر، المشهورة (11/9)، من موقف الحياد الإلحادي الهادئ، إلى الدعوة العلنية والصريحة والقوية للإلحاد، وتشويه صورة الدين بعرضِه كمُهدِّد للبشرية، واستعمال "فزَّاعة الإرهاب"، للشحن العاطفي المضاد للموقف الديني؛ فهم يزعمون بأن إقصاء الدين وغيابه ضرورة ونعمة كان بمقدورها - ولم يزل - أن تجنب البشرية (البشرية أجمع) ويلات الحروب الدينية؛ مثل الحروب الصليبية، والخلافات في فلسطين بين المسلمين واليهود، والنزاعات بين طوائف النصارى، والحروب في البلقان وتيمور، وغيرها!

 

وينقل العجيري عن أحد رؤوس الإلحاد وفرسانه الأربعة: Sam Harris أنه ابتدأ تأليفه لكتابه: نهاية الإيمان - الخوف والدين ومستقبل المنطق (The End of Faith) قصدًا، بتاريخ 12 من سبتمبر 2001، ويأتي هذا التاريخ بعد ثلاثة أيام فقط من أحداث التاسع من سبتمبر، ولقد تأكَّدتُ من صحة هذه المعلومة بالرجوع إلى هذا الكتاب في نسخته الإنجليزية، ورابط هذا الكتاب:

http://www.popeye-x.com/downloads/other/Sam.Harris.-.The.End.of.Faith.pdf

 

ولقد قرَّظ Richard Dawkins (السالف الذكر) هذا الكتاب، ووصفه بأنه مخيف، ولكنه يُوقِظ النِّيام، وكما يبدو هجومُ الإلحاد الجديد على الإسلام واضحًا، بخاصة في تقريظ آخر لهذا الكتاب من قِبَل الكاتب: Peter Singer، الذي ألَّف كتابًا حول: أخلاقيات الرئيس الأمريكي السابق: George W. Bush، فيقول سنجر: "أخيرًا وجدنا كتابًا يُبيِّن صلة الإرهاب الإسلامي والموقف اللاعقلاني لكل الأديان، هذا الكتاب يتحدَّى المسلمين والهندوس واليهود والنصارى"، وخصص Sam Harris فصلاً كاملاً في كتابه للهجوم على الإسلام، يزيد طوله عن 40 صفحة، وعَنْوَن له: مشكلة الإسلام(The Problem with Islam- pp 108-153)، والقارئ المتفحِّص لعناوين الفصول لَيلحظ بوضوح كون الإسلام هو الدين الوحيد المذكور بالاسم صراحة في سجل عناوين الفصول كلها.

 

ولقد أعددت إحصاءً بسيطًا لعدد المرات التي تُذكَر فيها بعض الكلمات وثيقة الصلة ببحثنا في هذا الكتاب الخبيث؛ مثل:

الكلمة

عدد المرات

Islam

211

Muslim

103

Koran

65

Bible

44

Christianity

37

Christian

157

Jihad

20

Crusades

1

Infidels

25

 

2- أذرعة الهجوم الإلحادي الجديد:

أ- المطبوعات بأنواعها وكل مستوياتها؛ مثال: Atheism for Dummies.

 

ب- الإعلام المرئي، ويوجد الكثير من الأعمال السينمائية التي تتمحور حول فكرة الإلحاد.

 

ت- مواقع متخصصة في نشر فكر الإلحاد على الشبكة المعلوماتية العالمية.

 

ث- استعمال لوحات الإعلانات الضخمة في المدن والشوارع (Billboard Signs).

 

ج- الإعلانات على جوانب حافلات النقل الضخمة.

 

ح- عقد مؤتمرات متخصِّصة ولقاءات دورية.

 

خ- اعتصامات في الساحات المشهورة بالمدن الكبرى.

 

د- جمعيات مساندة للملحدين الجدد.

 

ذ- تستر الإلحاد الجديد بصور ومصطلحات؛ مثل: الإنسانية، والدراسات الإنسانية.

 

ر- استثمار المؤلفات والبحوث العلمية لتمرير أفكار إلحادية؛ مثال: مؤلف لفيزيائي مشهور بعنوان: TheGrand Design، الذي يدَّعي فيه - زورًا - بأن القوانين الفيزيائية تغني عن وجود الخالق.

 

ز- التعاطف والتواصل والتآزر المثبت والمبكِّر بين أقطاب الإلحاد الأربعة الغربيين مع رموز الإلحاد المنحدرين من أصول إسلامية، من أمثال الكاتب الهندي: سلمان رشدي (عليه من الله ما يستحق، والعبرة بالخاتمة)، مؤلف كتاب: آيات شيطانية (Satanic Verses)، وصداقته الحميمة مع رمز آخر من أقطاب الإلحاد: Christopher Hitchens.

 

3- تقريب بوصلة الإلحاد للمجتمع السعودي:

أ- يُعَدُّ الخطاب الليبرالي المحلي المتحامِل في ظاهرِه على الإسلام والعلماء الشرعيين - هدى الله أهله وغفر لهم - من أهمِّ العوامل غير المباشرة التي مهَّدت للفكر الإلحادي، وأوجدت بيئة جاذبة له في بلادنا.

 

ب- ندرة الدورات الفكرية التجهيزية للمبتعثين، وضعف المنشآت التي كانت ترعاها، والتي لم تواكب - عددًا ونوعًا وتطويرًا - زيادة أعداد الطلاب المبتعثين للدراسة في أمريكا وأوروبا وأستراليا.

 

ت- ينقل العجيري احتفاءَ الإلحاد الجديد بأهل الشبهات الإلحادية في بلادنا - هداهم الله.

 

ث- كما يذكر العجيري تتبُّع رموز الإلحاد الجديد في الغرب لدقائق الشأن المحلي، ولِزلاَّت بعض العلماء الأفاضل - غفر الله لنا ولهم - والفتاوى الغريبة لبعضهم، ومثال ذلك نقلهم - بخبثٍ - بعض ما نشر لدينا حول مزاعم مَن يرى خطر قيادة المركبات على مبايض المرأة السعودية!

 

ج- تسلُّل بعض مؤلفات الإلحاد الجديد المترجَمة إلى العربية إلى معارض الكتب في بلادنا.

 

ح- تمرير بعض الأفكار الإلحادية خلال قنوات التلفزة المترجمة للعربية والمختصة بالبحث العلمي، وأشهر مثال لذلك: البرامج حول نظرية دارون عن النشء والارتقاء في الخَلْق، التي تعرضها قناة التلفزة العلمية المعرَّبة: National Geographic in Arabic

 

خ- التمرير المستمر والمتكرر لمعلومات خاطئة، وتعميمات غير صحيحة لعقول الناشئة وغيرهم في بلادنا، من خلال بعض الخطب المنبرية العاطفية وغير العلمية، ومثال ذلك زعم بعض مشايخنا الأفاضل - هدانا الله وإياهم - أن نظرية دارون عن النشء والارتقاء باطلةٌ وغير صحيحة جملةً وتفصيلاً، وأصل هذا المنحى التعميمي الخاطئ عدمُ تخصُّصهم في علم دراسة الأحياء والحيوان والنبات والوراثة والمستحاثات ((Fossils، وضيق اطِّلاعهم على هذه النظرية، ونقلهم لآراء غير الثقات، وإغفالهم لأغلب جوانبها في خضم تركيزهم على جزئية منها حول احتمال تطوُّر جنس الإنسان من القِرَدة، ويا ليت مشايخنا الأفاضل من أهل الذِّكر (أعني علماء الشريعة الغراء) أقرُّوا بأنهم لا يعلمون عن هذا النظرية ما يكفي لفهمها وتصورها، وسألوا بتواضعِهم المعروف، واستفتَوا حولَها أهل الذِّكر من المسلمين الثقات والمختصِّين (علماء الأحياء الدقيقة وعلوم الأرض وغيرهم؛ من أمثال الدكتور المصري: زغلول راغب النجار، والمختص اليمني في الإعجاز القرآني: الشيخ: عبدالمجيد الزنداني)، إذًا لفهِموها وعرَفوا ما فيها من حق مثبت تشهد له الأبحاث، وما فيها من باطل وتخريصات وتكهُّنات غير مثبتة.

 

وأذكر في هذا السياق رأيًا علميًّا مختصرًا حول نظرية دارون للدكتور زغلول راغب النجار - حفِظه الله وأمدَّ في عمره ونفع به - الذي تشرَّفتُ بالتتلمذ والدراسة على يديه ومرافقتِه في رحلاتٍ علمية، فيقول - كما أتذكر قوله معنى، وليس نصًّا، وأرجو أن أُصِيب في ذلك -:

 

"إن لنظرية دارون حول النشء والارتقاء بعضَ الشواهد المؤيدة، خصوصًا في صور وأجناس الكائنات الحية البسيطة والدقيقة والبدائية من منظور تخصصي بعلم دراسة المستحاثات أو الأحافير الدقيقة (Micro-Palaeontology)، ولعل هذا نوعٌ من أنواع وطرق الخلق الذي يحتمل إشارة الآيات القرآنية إليه بالخَلْق في أطوار، أو الخَلْق التطوري (والله أعلم)، ولكن جزئية القول بسلسلة تطوُّر جنس الإنسان من القِرَدة في هذه النظرية غير صحيحة علميًّا، بالإضافة إلى الأدلةِ النقلية التي نُؤمِن بها ونجلُّها، ومما يدحضُه - من داخل النظرية - أدلة كثر؛ منها:

أن تطوُّر الكائنات الحيَّة الدقيقة من طورٍ بسيطٍ إلى طورٍ آخر مختلف قليلاً، استغرق مئات الملايين من السنين، وإقحام فرضية تطوُّر الإنسان من القرد في هذه النظرية غير ممكن من جهة النظر إلى عمر الأرض المثبت؛ فعمر الأرض لا يكفي، بل هو أقل بكثير من الزمن اللازم للتطوُّر المزعوم للإنسان من القرد، مقارنة بالزمن التطوري للأحياء الدقيقة المدروسة وغيرها، إضافة إلى ذلك، فإنه لا توجد مستحاثات أو أحافير تمثل الآلاف من الحلقات المفقودة لهذه الصلة المزعومة بين الإنسان أو القرد، كما ينقل الدكتور زغلول النجار - في لقاء مصور معه محفوظ على الإنترنت - عن عالم وأكاديمي جيولوجي مشهور من جامعة هلسنكي في دولة فنلنده ملاحظة مهمة: بأن عمر أحافير جنس الإنسان - حسب خبرة المتحدث الطويلة - أقدم بكثير و يسبق عمر كل أحافير القردة التي عثر عليها في الأرض، وهذا مما يبطل و يقلب فرضية نشأة الإنسان من القرد رأسا على عقب.

 

4- توصيات محلية لتحوير الخطاب العقدي لمواجهة الإلحاد:

أ- أرى أن أترك هذا الجزء من الحديث تأدبًا لنظر علمائنا الأفاضل.

 

ب- أنا على ثقةٍ من تحرُّك بعضهم من مواقفهم القديمة وقناعاتهم المرحلية.

 

ت- لعل علماءنا الكرام - الآن - على علمٍ بحالات الإلحاد الجديد في أوساط الشباب من المبتعثين وغيرهم.

 

ث- من نافلة القول أن التوصية بتحوير الخطاب العقدي المحلي لمواجهة الإلحاد الجديد ودحره لا تعني التشكيكَ في الثوابت أو الإتيان بإسلام جديد أو صورة ممسوخة منه لإرضاء الطواغيت والمستغربين.

 

ج- دعوة العلماء للدراسة الجادة والممنهجة لظاهرة الإلحاد الجديد، وتطوير المنظور الفكري، وتوسعة النطاق البحثي وتحديثه وتركيزه ونشره.

 

ح- أرجو من سادتِنا العلماء أن يقتربوا من الشباب، وأن تتَّسِع صدورهم لأسئلتهم، وألا ينسَوا ما تعلَّمنا منهم منذ نعومة أظفارنا، بأن المحبة هي طريقُ التلقي.

 

5- أبناؤنا المبتعثون للدراسة في الخارج وخطر الإلحاد الجديد:

أ- إن أبناءنا المبتعثين في خطرٍ من هذه الموجة الإلحادية العارمة.

 

ب- فقد تدفع بعضَهم العاطفةُ الدينية إلى مناظرات مع ملاحدة، وهم غير مُجهَّزين علميًّا لها.

 

ت- لذا ننصح أبناءنا المبتعثين وغيرَهم بالحذر من الخوض بغير علم في مناظرات حول الإلحاد وغيره، وإحالة ما يُواجِهونه من أسئلة وشبهات للعلماء الأجلاء وأهل الاختصاص من المسلمين الثقات.

 

ث- ولقد بدأنا نسمعُ عن حالات إلحاد في أوساط المبتعثين، ويلاحظ انتشارها في مجموعات صغيرة من الأصدقاء.

 

ج- يشكو بعض الطلاب ممن يميلون للفكر الإلحادي من "إشكالات موضوعية في الخطاب الديني المحلي"، ويُصرِّح بعضهم بعدم رضاه عن هذا الخطاب محتوًى وأسلوبًا.

 

ح- خطر الملحدين العرب: ومن أشهرهم المدعو بسام بغدادي، المقيم في الغرب، الذي يساند الملحدين بإرشادهم إلى عناوين أمثالهم ونظرائهم في بلدانهم.

 

6-   ملحدون وعلماء مشهورون (من خارج الملة) يهاجمون الإلحاد وييطلون دعاويه

أ‌- مما يفت في عضد الإلحاد الجديد ويبين بعض عوره وبطلانه تراجع بعض رموزه المشهورة عن إلحادهم، واعترافهم العلني بخطأ منهجهم السابق، وإقرارهم بوجود خالق قادر ومدبر وحكيم للكون. صحيح بأن تراجع هؤلاء عن إلحادهم لا يدخلهم - بالضرورة - في دائرة الإيمان الحق، ولكنه ضربة موهنة للإلحاد من داخله من باب شهد شاهد من أهله.



ب‌- من مشاهير الإلحاد الذين هجروا الإلحاد الفيلسوف البريطانيAntony Flew (1923-2010)   والذي كتب مؤلفا  في سنة 2004  يبطل فيه بعض حجج الملحدين بعنوان: There is A god ولقد ترجم هذا الكتاب إلى العربية الدكتور الجراح المصري: عمرو شريف، وعنون له عنوانا جديدا: رحلة عقل.



ث‌- من التجارب العلمية الإحصائية المشهورة المبطلة لبعض شبهات الملاحدة  - عما يسمونه  - عشوائية الخلق وعامل الصدفة تجربة يشار إليها بنظرية القردة (The Monkey Theorem) ، والتي أجراها الفيزيائي اليهودي المشهور:  Gerald Shroeder.

 

والله أعلى وأعلم.


وأُكرِّر شكري للأستاذ الباحث القدير: عبدالله بن صالح العجيري، الذي أفدت كثيرًا من مادة محاضرته القيمة في إعداد هذا المقال.

 

وأسأل الله أن يَهَبَني وإياه الإخلاص، وأن يجزِلَ له الأجر والمثوبة، وأن ينفع به وبعلمه

وأن يجزي الله خيرًا مَن نسَّق هذا اللقاء، ودعانا إليه، وأكرَمنا بأدبه وحسن ضيافته

وأن يجعلَ ما قدَّمه من العمل الخالص الصائب والمقبول بإذنه وكرمه

والصلاة والسلام على نبينا الكريم وآله الأطهار

ونسأله الرحمة والرضوان لصحبه العدول، وسلفنا الصالح، ولنا أجمعين

آمين





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • معرض الكتاب وموجة الإلحاد
  • موت الإلحاد
  • الآلهة الإلحادية
  • شرنقة الإلحاد
  • الاعتراض طريق الإلحاد
  • العلم بين الإيمان والإلحاد ( دراسة تفكيكية )
  • وجوب الإنكار على الذين يؤذون الله ورسوله
  • فتنة العصر: الإلحاد الحديث

مختارات من الشبكة

  • خطر الإلحاد.. أسباب الخروج من الإسلام واعتناق الإلحاد(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • خطر الإلحاد .. بعض أسباب الإلحاد وطرق العلاج منها(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • الإلحاد: تعريفه، وأقسامه، وصوره، وكيف نواجه موجة الإلحاد المعاصرة؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هل سمعت بديانة العصر الجديد؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التحذير من الإلحاد في البلد الحرام(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • الإلحاد: تعريفه وأشكاله ونشأته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بيان حقيقة الإلحاد في أسماء رب العالمين وذكر أقسام الملحدين فيها(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله)
  • معنى الإلحاد وأقسامه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإلحاد في العالم العربي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عبدالله القَصيمي... من الإسلام إلى الإلحاد(مقالة - موقع أ. أيمن بن أحمد ذوالغنى)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب