• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / قضايا التنصير في العالم الإسلامي
علامة باركود

التنصير في العراق .. الحقائق الغائبة

مجيد الخليفة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/4/2014 ميلادي - 11/6/1435 هجري

الزيارات: 8550

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التنصير في العراق

الحقائق الغائبة


أشارت إحصائيات معهد (جوردن - كنويل اللاهوتي) لدراسة الأديان بجنوب هاملتـون - إلـى أن عدد الجماعات التنصيرية العاملة في الدول الإسلامية ما بين عامـي (1982م -2001م)، قد وصل للضِّعف تقريبًا، فبعدما كان عددها نحو (15) ألف منظمة، وصلت إلى أكثر من (27) ألف منظمة، إلا أن هذه الجماعات التنصيرية تجد عوائقَ كثيرة (حكومية وشعبية)، تضطرها للتخفي والاستتار؛ ذلك أن عشرات الدول الإسلامية ترفض إعطاء تصريحٍ للدخول إليها تحت مسمى (عامل ديني)، وهو ما يضطرها إلى التخفي واتباع وسائل ملتوية، وهو حل تطلق عليه المنظمات التنصيرية (صناعة الخيام)؛ نسبة إلى بولس الذي كان يتقوت من هذا العمل أثناء رحلاته (التبشيرية)، فهم لا يعلنون عن حقيقتهم ويستترون تحت حجة العمل في مجالات أخرى.

 

ولئن كان الجدل حول الطرق التنصيرية في العالم الإسلامي واسعًا بين هذه المنظمات حول الإسرار والمجاهرة، إلا أن العمل في العراق يختلف كثيرًا عن غيره من البلدان الإسلامية؛ لأنه محتل تحت سلطة الرئيس الأصولي الإنجيلي المتدين (جورج بوش الصغير)؛ ولهذا دخلت تلك المنظمات النصرانية آمنة مطمئنة تحت الشعار الذي تريد وبالمنهج الذي تختار: إن شاءت أن تستفز مشاعر المسلمين فَلْتفعَل، وإن رامت تشويه عقائدهم والتسلل إليهم في خفاء، فَلْتمضِ تباركها الدبابات وتحميها الطائرات.

 

ولم تكن المنظمات التنصيرية تحلم بالفرص التي ستتاح لها بعد احتلال القوات الأمريكية للعراق، وخاصة أن عملها هذا لم يكن بمعزل عن القيادة العسكرية الأمريكية، وإنما بالتنسيق الكامل معها في أحيان كثيرة، تمثلت بالتسهيلات المقدمة من قِبَل هذه القوات، وقد أثبتت الأيام أن مجلة النيوزويك الأمريكية لم تكن مبالغة عندما جاء في صفحاتها قبيل الغزو أن (بوش وأنصاره من الإنجيليين يأمُلون أن تكون الحرب القادمة على العراق فاتحة لنشر المسيحية في بغداد).

 

وبالفعل توافدت المنظمات التنصيرية بشتى مذاهبها وصورها على العراق بشكل غير مسبوق، واستبشر المنصرون بالحرب وأعلنوها صراحة، فهذا ريتش هايني من منظمة (داون) التنصيرية يقول في ما نقلته عنه مجلة التايم: "لم تحظَ الحركة التبشيرية الإنجيلية بفرصة جيدة منذ أكثر من عقد من الزمان مثل العراق، وإنه في مقدورنا أن نقول: إن هذه الحرب نعمة للمبشرين"، وهكذا بدأ الكاثوليك والبروتستانت في سباق محموم على أرض الخلافة، وقد اتكأ الفريقان على دعم مالي وتنفيذي هائل، وسنحاول خلال هذه المقالة استعراض بعض أوجهه.

 

الاحتلال والتنصير:

منذ اليوم الأول لاحتلال العراق ظهرت بوادر التنصير على القوات العسكرية الغازية؛ فقد سمع العالم كله ما قاله بوش عندما افتتح تلك العمليات بأنها "حرب مقدسة"، وما هذه إلا ترجمة حرفية لما يعرفه المؤرخون قديمًا وحديثًا باسم الحروب الصليبية، كما شوهدت الدبابات الأمريكية وهي تعلق الصليب على مدافعها إبَّان اجتياحها لأرض الرافدين، للدلالة على شعار الحملة وأهدافها؛ يقول جون هول رئيس (منظمة أكويب التنصيرية العالمية)، ومقرها في مدينة أطلانطا الأمريكية: "منح الجيش الأمريكي الحرية للعراقيين، وجاء دور الكنيسة لمساعدتهم على ممارسة هذه الحرية"، وتكشف هذه التصريحات هدفًا واضحًا من أهداف الاحتلال؛ فإن مشاريع التنصير كانت تطمَح في الوصول إلى العراق والعمل بحرية، وقد تم لها ذلك خلال الاحتلال الأمريكي، وخاصة أن معظم هذه المنظمات تعتبر محظورة في الدول الإسلامية الأخرى.

 

وقد مارس بعض أفراد القوات الأمريكية التنصير بأنفسهم، خاصة إبَّان السنوات الأولى من الاحتلال، وقد وَصَلَنا كثير من الأخبار عن شهود عيان تثبت ما ذهبنا إليه، منها - على سبيل المثال - ما حدث في شهر أيار من سنة (2005م): فقد قامت قوة عسكرية أمريكية مكونة من أربع عجلات (همر) بمداهمة منازل في منطقة حي العامل في بغداد، وجرى تفتيش تلك المنازل، وبعد الانتهاء من عملية التفتيش، قام الجنود الأمريكان بتوزيع كتيبات تنصيرية على الأطفال الموجودين في الشارع في المنطقة المذكورة وبكميات كبيرة، ولم تكن هذه هي الحادثة الأولى، فهناك حوادث أخرى؛ منها: ما حدث في شهر ديسمبر من السنة نفسها عندما قامت مروحيات أمريكية بإلقاء آلاف النسخ من المنشورات التنصيرية والأناجيل على مناطق من محافظة الأنبار، وتركز ذلك في المناطق المحيطة بمدينة الفالوجة، وكانت تلك الأناجيل صغيرة الحجم جدًّا، وكتبت فيه مقتطفات من إنجيل بطرس ولوقا.

 

وإزاء ذلك قام الأهالي بجمع هذه المنشورات، وأكثر من شارك في جمعها النساء والأطفال، وقاموا بدورهم بوضع المصاحف على جدران المنازل، ومن شدة وَقْع ذلك في نفوس الناس، ضجت المساجد بالتكبير.

 

لا تُعَدُّ هذه الحوادث إلا نزرًا يسيرًا من حالات كثيرة، كان العنصر الأساس في ممارستها هي القوات الأمريكية المحتلة، ويلاحظ أن هذه القوات قد أحجمت عن القيام بهذه النشاطات التنصيرية مع اشتداد المقاومة العراقية، خاصة في عامي (2005م - 2006م)، ومعظم الحالات التي وجدنها بعد هذا التاريخ كانت تجري بسرية تامة، أو تحت غطاء منظمات الإغاثة الطبية والإنسانية.

 

المهمة الصعبة:

ينظر معظم المنصرين العاملين في العراق إلى أن التنصير هناك من أكبر التحديات التي واجهتها المنظمات التنصيرية عبر تاريخها الطويل، وتعود الأسباب في ذلك إلى عوامل عديدة؛ أهمها:

1- التركيبة الدينية: يضم العراق فئات اجتماعية متعددة الأديان، كما تحتوي تركيبته السكانية على عدد من الأقليات الدينية غير المسلمة، لعل أبرزها الطوائف النصرانية التي لا تتفق كثيرًا مع نصارى الغرب، كما تضم طوائف من الصابئة واليزيدية.

 

2- التركيبة العرقية: لم تظهر هذه التركيبة إلى السطح إلا بعد الاحتلال الأمريكي للعراق، وقد حاولت الإدارة الأمريكية إحداث حالات فرز طائفي، من أجل السيطرة على البلد، وتشتيت روح المقاومة بين أبنائه، فوضعت الدستور وَفْقًا لذلك، وركزت على حقوق الأقليات؛ مثل: الأكراد والتركمان، والشبك والعرب السُّنة والعرب الشيعة، وكل هذه الفئات قد شكلت تحديًا كبيرًا للمنظمات التنصيرية.

 

3- المقاومة العراقية: إن انتشار الرفض الشعبي للوجود الأمريكي في طول البلاد وعرضها، قد جعل مهمة المنصِّر صعبة، خاصة في المناطق التي تنتشر فيها المقاومة العراقية؛ ولذلك وجدنا مثل هذه المنظمات تلوذ بالمناطق الأشد هدوءًا في العراق، خاصة في منطقة (كردستان) في الشمال.

 

4- الوسائل والأساليب: لقد شعرت المنظمات التنصيرية خلال وجودها الأوَّلي في العراق بقِدَم وسائلها وأساليبها في جذب الناس، خاصة مع ازدياد الوعي وانتشار وسائل الثقافة والاتصال؛ ولذلك كانت تلجأ إلى الأساليب الملتوية في الوصول إلى أهدافها، واستعانت كثيرًا بالكنائس العراقية، وببعض العراقيين النصارى من أجل الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس، وغالبًا ما كان هذا الوصول تحت غطاء إغاثي؛ ولذلك حرَصت معظم المنظمات الموجودة في العراق على إخفاء أسمائها الحقيقية، واستبدالها بأسماء أكثر قبولاً بين العراقيين، كما حاولت هذه المنظمات الاستفادة من تجاربها السابقة في عدد من الدول العربية، وأبدت حرصًا متفانيًا لتنسيق الجهود المبذولة في مجال التنصير على كافة الصعد؛ فقد كشفت صحيفة (حريت) التركية في عددها الصادر في (5 / 8 /2003م) النقاب عن أن الولايات المتحدة بدأت تبذل جهودًا كبيرة ومساعيَ حثيثة لفرض أمر واقع والسيطرة على العراق؛ وذلك من خلال تشجيع جهود التنصير بين العراقيين، ونشر ما يسمى (الفعاليات التبشيرية) للديانة المسيحية في العراق، ومن أجل ذلك - وما زال الكلام للصحيفة - قررت هذه المنظمات التنصيرية وبرعاية من الإدارة الأمريكية، عقد مؤتمر بمدينة (أفيون) التركية وسط الأناضول في السابع والعشرين من شهر أكتوبر (2003م) لمدة ثلاثة أيام، يشارك فيها مائة وستون عضوًا يمثلون هذه الفعاليات التنصيرية.

 

كما حاولت هذه المنظمات التنصيرية الاستفادة من تجربتها المريرة بأفغانستان، المتمثلة بالفشل الذريع، وتعرضها لنكسات موجعة وصل إلى حد تصفية أفرادها جسديًّا، ومع ذلك فقد كان المنصرون يعملون في العراق لتغطية فشلهم في أفغانستان؛ يقول (كروس ووك) رئيس منظمة (إكويب) التنصيرية في ذلك: "لكن الوضع في العراق الآن سيكون له نموذج جديد، فالوجود الأمريكي هناك يعمل على إقامة دولة ديمقراطية؛ لتكون نموذجًا يُحتذَى في العالم العربي والإسلامي، فالدستور الجديد سيتضمن بنودًا تنص على الحريات الدينية وحرية العبادة بشكل علني ومفتوح".

 

ويبدو أن الإدارة الأمريكية حاولت أن تنأى بنفسها عن النشاط التنصيري الواسع الذي رافق احتلالها للعراق؛ فقد صرح (آري فليتشر) بأن الإدارة الأمريكية لا تستطيع أن تمنع أية مجموعة من العمل في العراق، وقالت الناطقة بلسان الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية: "إن هذه المنظمات لا تعتمد على تمويل حكومي؛ لذا فليس للحكومة أية سيطرة".

 

وبطبيعة الحال لا تعدُّ هذه التصريحات سوى من باب ذَرِّ الرماد في العيون؛ ذلك أن هذه المنظمات قد قُدِّمَت لها كافة التسهيلات لأداء مهمتها، وليس أدل على ذلك من تمهيد الطريق أمامها لدخول العراق بحرية مطلقة، كما انتفعت هذه المنظمات بالخدمات المقدمة للجيش الأمريكي؛ إذ نقلت معظم معداتها ووسائل التنصير من كتب وأشرطة مرئية وصوتية عبر أسطول النقل الجوي والبحري والبري.

 

وسائل التنصير:

لقد أصبح العراق ساحة مفتوحة بعد احتلال القوات الأمريكية له، وقد وفَّر ذلك للمنظمات التنصيرية مجالات واسعة للحركة في مختلف مناطق البلاد، وإن كان التركيز كما صرح المنصرون أنفسهم على شمال العراق وجنوبه، ويمكن إجمال أهم الوسائل المتبعة في العراق، وَفْقًا للتقارير الصادرة عن المنظمات التنصيرية:

1- الإغاثة الطبية والخدمية: وتُعَدُّ هذه الوسيلة من أقدم الوسائل التنصيرية التي استعان بها المنصرون منذ بداية نشاطهم في العالم الثالث، وقد عانى العراق من تردِّي الخدمات الطبية كنتيجة طبيعية للحصار الذي امتد أكثر من ثلاثة عشر عامًا، ثم ما تعرضت له المؤسسات الطبية من عمليات نهب وإهمال بعد سيطرة القوات الأمريكية على البلاد، ويأتي هنا اسم (خدمة الكنيسة العالمية) المعروفة اختصارًا بـ(سي دبليو إس) التي تتكون من (36) مجموعة إنجيلية، والتي قامت بإرسال معونات طبية إلى العراق بقيمة (1,2) مليون دولار، وقد قُدِّمَت على شكل مساعدات طبية لمستشفيات في الموصل وبغداد والبصرة، كما أرسلت هذه المنظمة هدايا عينية إلى طلاب المدارس، وزودت بعض اللاجئين بالأطعمة، وغالبًا ما كانت هذه المعونات تتضمن شعارات (إنجيلية)، وربما بعض القصص والكتيبات المرفقة لأطفال المدارس.

 

2- الكنائس العراقية: شكلت الكنائس العراقية بؤر انطلاق للعديد من المنظمات التنصيرية؛ فقد كانت هذه الكنائس تزود المنصرين بقوائم الأُسَر المسلمة الفقيرة، ثم يقوم المنصرون بتوزيع المعونات الغذائية والعينية عليهم، وقد شاهدنا بأم أعيننا بعض العوائل الفقيرة المسلمة تقف على أبواب الكنائس في منطقة (كامب سارة) ببغداد؛ طمعًا في الحصول على معونات غذائية، خاصة مع شح أو انعدام المعونات والمساعدات المقدَّمة من قِبَل الدول الإسلامية، بسبب سياسة تجفيف المنابع التي انتهجتها السياسة الأمريكية بعد أحداث (11/ سبتمبر/2001م)، وكان هذا سببًا في موجة الاستهداف الذي تعرضت له كنائس نصارى العراق - وإن كنا لا نجيز ذلك - في أغسطس من عام (2005م)؛ ولذلك تراجعت معظم هذه الكنائس عن سياسة دعم المؤسسات التنصيرية علنًا، فقد صرح (يونادم كنة) ممثل الكلدان الآشوريين في حكومة بريمر لهيئة الإذاعة البريطانية قائلاً: "إن الفِرَق التبشيرية الغربية - وبالأخص الأمريكية - جاءت بعـد الاحتـلال، وأسهمت أنشطتها في تعكير الأجواء بسبب قيامها بالتبشير بين غير المسيحيين"، وقال: "إن الغضب من هذه الأنشطة قد يكون سببًا في التفجيرات التي تعرضت لها الكنائس في عدد من مدن العراق، كما أن هذه الفِرَق كانت محل رفض من الكنائس العراقية نفسها".

 

3- وسائل الإعلام: شكلت هذه الوسيلة الحديثة جانبًا مهمًّا من جوانب التنصير؛ إذ جرى استغلال وسائل الإعلام - خاصة التلفزيون والراديو - في عرض البرامج التنصيرية، وإن كانت بصورة غير مباشرة، وليس أدل على ذلك من تخصيص قناة فضائية أمريكية باسم (الحرة - العراق)، يجري من خلالها عرض عددًا من المواد الإعلامية التي تحث على اتباع أسلوب الحياة الأمريكية، على اعتبار أنها تمثل قمة الحضارة والانفتاح، كما خصص راديو (سوا) الذي يُدعَم بصورة مباشرة من الإدارة الأمريكية مواد مختلفة عن الحياة الاجتماعية والسياسية لنصارى العراق، وهناك قناة محلية عراقية تبث من بغداد باسم (صوت المحبة) تحث على التنصير بصورة واضحة وصريحة، والأخطر من هذا كله أن الإدارة الأمريكية دعمت بصورة مباشرة افتتاح قناة خاصة بالنصارى العراقيين على القمر (عربسات) باسم قنـاة (آشور)، وهي: قناة تنصيرية من الدرجة الأولى، وإن كانت معظم برامجها تُبَث باللغة السريانية، ومديرها هو" يعقوب يعقوب"، واعتمد في إدارة هذه القناة على تمويل مباشر من المنظمات التنصيرية الأمريكية خاصة، ولم تعتمد هذه المنظمات التنصيرية على هذه الوسائل فقط، بل بدأت تقوم بنفسها بتوزيع الأشرطة المرئية على الأُسَر المسلمة مرفقة بالمعونات الغذائية المقدمة لهذه الأسر، وتتألف تلك المواد من أفلام فيديو على رأسها فيلم (يسوع) الذي أنتجته السينما الأمريكية؛ ليتحدث عن القصص المحرفة لنبي الله عيسى - عليه السلام - وجرى (دبلجته) إلى أكثر من (70) لغة، وأكثر من (200) لهجة محلية، وقد وُزِّع هذا الفيلم في مناطق متفرقة من العراق، وباللهجة العراقة المحلية.

 

4- المطبوعات: بلغ عدد نسخ الإنجيل التي دخلت إلى العراق حتى عام (2007م) أكثر من مائة ألف نسخة، وقد وُزِّعَت جميعها مرفقة بأشكال من المعونات والمساعدات؛ يقول (جوان وايت) - وهو منصِّر يعمل لحساب (الهيئة المعمدانية الجنوبية) في تصريح خاص للتلفزيون الألماني -: "نحن نتنكر كسائحين، ثم نقول بالاختلاط بالعراقيين وتوزيع عدد من الأناجيل المزخرفة الخاصة بالأطفال، وهي عبارة عن قصص مصورة، وقد وزعنا ما يقارب (10) آلاف نسخة".

 

5- إقليم كردستان: إن من أخطر الوسائل المستخدمة في التنصير في العراق، استغلال هذه المنظمات لوضع كردستان الشاذ ضمن الدولة العراقية، خاصة الحماية التي توفرها حكومة هذا الإقليم للمنظمات التنصيرية العاملة فوق أراضيها.

 

يصف (كروس ووك) - الذي أشرنا إليه سابقًا - في مقابلة صحفية للتسهيلات المقدمة من قِبَل حكومة هذا الإقليم للمنظمات التنصيرية بقوله: "في المنطقة الكردية تجد أشياءَ رائعة حقًّا؛ فقد التقينا برئيس وزراء الأكراد، وأخبرنا أنه سيُسَر جدًّا بأي وجود مسيحي في المنطقة، وهناك إذًا مطلق بإقامة الكنائس هناك"، ثم يقول أيضًا: "في الفترة التي قضيناها بالعراق أقمنا دورة تدريبية نهارية في أربيل لـ (140) مؤمنًا، واستمرت خمسة أيام، شجعناهم وعلمناهم المبادئ الأساسية في التعامل مع المسلمين، وأوضحنا لهم التحديات التي يواجهونها، وأجبنا على أسئلتهم، كما قمنا بتوزيع الكتب والإرشادات عليهم".

 

ولم تكن هذه المنظمات جديدة العهد بالعراق، وإنما هي تعمل هناك منذ عام (1991م)، نظرًا لتحكم الأكراد بمقدرات كردستان منذ ذلك التاريخ، فهذه منظمة (كاريتاس) الكاثوليكية العالمية؛ يقول مسؤول مكتبها بالقاهرة: "إن كاريتاس تعمل في العراق منذ أكثر من عشرين عامًا، لكنها ضاعفت من نشاطها بعد حرب الخليج الثانية، خاصة في منطقة شمال العراق التي تُعدُّ أرضًا خصبة لأنشطة المنظمات الكنسية بمختلف طوائفها"، ونظرًا للنشاطات الصريحة التي لا يرافقها أي تحفظ في المناطق الكردية، فقد قدم الاتحاد الإسلامي الكردستاني استنكارًا إلى "مسعود البرزاني" رئيس الإقليم؛ نظرًا لما يجري من نشاطات تنصيرية تمسُّ العقيدة الإسلامية.

 

6- رعاية الأيتام: لقد أفرز الاحتلال الأمريكي للعراق، وما أعقبه من قتل وتدمير وتهجير، أفرز ظاهرة خطيرة انتشرت في المجتمع العراقي؛ ذلك أن عددًا كبيرًا من الأطفال - ويقدر عددهم بأكثر من خمسة ملايين - فقدوا أحد الوالدين أو كلاهما خلال هذه الأحداث، وقد كشفت تقارير غربية إعلامية عن وجود عصابات منظمة تقوم بخطف هؤلاء الأطفال أو اقتيادهم بعد استشهاد ذويهم إلى القوات الأمريكية، التي تسلمهم بدورها إلى المنظمات التنصيرية، وفي واقع الحال لا نعرف عدد هؤلاء الأطفال على وجه التحديد؛ لعدم وجود أي جهة تهتم بإحصاء هذه الجوانب، ولكن هناك العديد من الأطفال الذين جرى خطفهم من مناطق في (بغداد، ديالى، الفالوجة)، واقتيدوا إلى جهة مجهولة، ولعل أشهر قضية تذكر في هذا الجانب، وهي التي شكلت فضيحة أخلاقية بكل المعايير هزت ضمير الإنسانية، هي قضية (ملجأ الحنان لرعاية الأيتام) في بغداد، بعد أن وجد أطفال الملجأ بالرمق الأخير، وقد رُبِطُوا بالحديد بأَسِرَّتهم، وقد أعلنت شبكة (CBS) الإخبارية الأمريكية في حينها من خلال مراسلها في بغداد، عزم ضابط أمريكي من ولاية (وسكنسن) السعي للحصول على الموافقات اللازمة لنقل أطفال دار الحنان إلى الولايات المتحدة لتلقي الرعاية المطلوبة لهم، ولن يكون ذهاب هؤلاء الأطفال إلى أمريكا إلا من أجل التنصير.

 

وتؤكد الإحصاءات أن نحو (100) منظمة تنصيرية قد تدفقت إلى أرض العراق خلال عام (2003م)، ولا يقتصر النشاط التنصيري على الإنجيليين، بل إن الأرثوذكس يتمركزون في الموصل وما حولها من شمال العراق؛ وذلك بمساعدة (هيئة الأساقفة الأمريكيين الأرثوذكسيين)، و(مجلس الشرق الأوسط الكنائس)، مع وزارة الخارجية اليونانية، وتقوم الكنائس العراقية بتزويد المنظمات التنصيرية بقوائم الأسر الفقيرة، فينطلق المنصِّرون إليها حاملين الطعام والدواء والمواد التموينية، فيتلقفها الأهالي البؤساء مضطرين، وفي تلك الأثناء يعرض عليهم الدين النصراني، ومن هذه الهيئات:

1- هيئة الإرساليات الدولية الذراع التبشيرية للمعمدانيين الجنوبيين، الذين يُعدون أكبر طائفة بروتستانتية في أمريكا.

2- مجلس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

3- مجموعة من المعمدانيين الجنوبيين من ولاية نورث كارولينا.

4- هيئة المعونة الأمريكية.

5- منظمة (كريستيان شاريتي ورلد نيشن إنترناشونال).

6- منظمة المجتمع الدولي للإنجيل.

7- منظمة تعليم أمة كاملة، وتعرف اختصارًا بـ(داون).

8- منظمة سامرتيان بيرس.

9- منظمة المنصّرين البروتستانت.

10- مؤسسة صوت الشهداء.

11- القس البروتستانتي (جون حنا) من ولاية أوهايو.

12- المنصِّرة (جاكي كون).

13- مركز غلوبل ميسشن يونيت (global mission unit) التنصيري العالمي.

 

وكل تلك المؤسسات التنصيرية في العراق تخضع إلى هيئة تنسيقية عليا باسم: (مكتب تنسيق إغاثة العراق: (IRCO).

 

وتدخل هذه المنظمات إلى العراق تحت اسم: (منظمات إغاثة إنسانية)؛ فالمسؤولون الأمريكيون يعترفون بوجود المنصِّرين، ويؤكدون أنهم يقدمون العون للناس لا التنصير، والعراقيون يفرحون بتلك المعونات، وقد ذكر مسؤول حكومي لمجلة (تايم) أنه بالنظر إلى العلاقات الودية بين الرئيس بوش واليمين المسيحي الصهيوني، ومساندة المنظمات الخيرية الدينية، فإنه يكاد يكون من المستحيل أن يمنع البيت الأبيض منظمات الإغاثة الإنسانية من الذهاب إلى العراق.

 

أما الأخطر في عمليات التنصير في العراق، فهو ما تشهده المناطق الشمالية بإقليم كردستان؛ حيث أصدر مركز غلوبل ميشن (Global Mission Unit) التنصيري العالمي تقريرًا يتضمن أسماء الهيئات والمنظمات التنصيرية التي تعمل في شمال العراق، وفي مقدمتها:

1- جمعية الكتاب المقدس: ولها مكتب في مدينة أربيل، وتطبع كل نشراتها بمطبعة الثقافة التابعة لوزارة الثقافة العراقية في أربيل.

 

2- منظمة تطوير خدمات الشرق الأوسط البريطانية: ومركزها الرئيس في القاهرة، ولها ثلاثة مكاتب في العراق، في (أربيل، دهوك، السليمانية)، وتقوم على أنشطتها مجموعة كاملة موفدة من المكتب الرئيس للمنظمة في مصر، تحت رئاسة (د. ألكسندر رسل) بريطاني الأصل، وهو يعمل أستاذًا للغة الإنجليزية بكلية الآداب في جامعة صلاح الدين في أربيل.

 

3- منظمة ينبوع الحياة الأمريكية: ومركزها في مدينة (شقلاوة) القريبة من أربيل، بدعم مباشر من مكتب مساعدة الكوارث الخارجية التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، تحت ستار حفر الآبار وتوفير مياه الشرب النقية.

 

4- منظمة القوافل الطبية الدولية: ومركزها الرئيس مدينة (بورتلاند) الأمريكية، وقد ذهبت إلى العراق برفقة الجيش الأمريكي في حرب الخليج الثانية، وتعمل بدعم مباشر من مكتب مساعدة الكوارث الخارجية، وتحت إشراف مكتب التنسيق العسكري، ولها أربعة مكاتب في (السليمانية، أربيل، زاخو، دهوك).

 

5- منظمة المصادر البريطانية: وتعمل في مجال تدريس الكمبيوتر واللغة الإنجليزية، ولها مكاتب فرعية عدة، ومكتب رئيس في مدينة شقلاوة وضواحيها.

 

6- منظمة كاريتاس: وقد أعلنت نشرة النيابة الرسولية الكاثوليكية التي تصدر في القاهرة في عددها رقم (46)، أن منظمة (كاريتاس) الكاثوليكية العالمية، بالتعاون مع مكاتبها داخل العراق - لم تحدد مواقعها - وبتنسيق مع فروعها في تركيا وسوريا ولبنان والقدس، قد أعدت كمية ضخمة من المساعدات الإنسانية تسد احتياجات ما يقرب من نصف مليون عراقي.

 

7- منظمة أكورن ACORN: المدعومة من الفاتيكان، وتقوم بإدخال عشرات من الأكراد المسلمين إلى دورات تنصيرية في كنائس، خاصة بعد إغرائهم برواتب كبيرة تبلغ (600) دولار شهريًّا، ويجري اختيار المتميزين منهم وإرسالهم إلى الفاتيكان؛ ليعودوا بعد فترة كـ (مبشِّرين).

 

المصدر: المختار الإسلامي





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التنصير في البوسنة عن طريق حطب للتدفئة
  • تساؤل عن الجهود الرسمية لمواجهة ظاهرة التنصير - المغرب أنموذجا
  • مدخل لتاريخ ظاهرة التنصير في المغرب
  • التنصير

مختارات من الشبكة

  • وسائل التنصير والتبشير(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الاستشراق والرسول صلى الله عليه وسلم (التنصير والسيرة النبوية)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • الاستشراق والتنصير(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • التنصير: المفهوم - الوسائل - المواجهة (PDF)(كتاب - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • الاستشراق في خدمة التنصير واليهودية (PDF)(كتاب - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • التنصير في ولاية بيهار في الهند وسبل مواجهته(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • من منطلقات العلاقات الشرق والغرب (التنصير - المسؤولية)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • من منطلقات العلاقات الشرق والغرب (التنصير - إحصائيات)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • من منطلقات العلاقات الشرق والغرب (التنصير- البدايات)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • من منطلقات العلاقات الشرق والغرب (التنصير - المفهوم)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)

 


تعليقات الزوار
2- طلب مساعدة من صاحب المقال
حسين محمد حسين البطاوي - مصر 09-12-2014 10:16 PM

أقوم بإعداد بحث ماجستير بعنوان "التنصير في العراق بعد الاحتلال الامريكي وكيفية مواجهته في ضوء الدعوة الاسلامية"
أرجو المساعدة بمراجع

1- جزاكم الله خيرا
مرشد الحيالي - الإمارات 12-04-2014 05:17 PM

بارك الله فيك أستاذ مجيد خليفة

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب