• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / الإنترنت (سلبيات وإيجابيات)
علامة باركود

الحوار الشعري على صفحات الـ (facebook)

الحوار الشعري على صفحات الـ (facebook)
د. أحمد كمال محمد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/2/2014 ميلادي - 23/4/1435 هجري

الزيارات: 6797

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحوار الشعري على صفحات الـ (facebook)


لَم أزَلْ منذ حين مغرَمًا بقراءة الشعر العربي القديم في نسقه العمودي، وقضيت أول ثلاث سنوات من دراستي الجامعية أقرأ مرارًا وتَكرارًا كتابًا قُرِّر علينا، يضم مختاراتٍ من عيون الشعر الجاهلي المجموع في الأصمعيات والمفضَّليات والجمهرة، كانت المعاني تستغلق عليَّ في أحايينَ كثيرة، ومع هذا لم أتوقَّفْ عن القراءة، ووجدتُني في أثناء ذلك أنظِمُ بعضَ قصائدَ في مناسبات، وربما بغير مناسبات، وأعرض بعضًا منها على أساتذتي بدار العلوم بالفيوم، وبخاصة الدكتور محمد مصطفى منصور، والدكتور حسام النادي، وكان لهما من النقدِ ما شجَّعني على الكتابة مِن جهة وجود متلقٍّ مثلِهما، وعاقني مِن جهة انحصار التلقي فيهما، حتى إن أوَّلَهما قال لي بلسان الحال: إنني أكتب شِعرًا جاهليًّا في عصرٍ يكاد فيه جمعٌ غفير من الناس لا يفهمون العامية التي يتحدَّثون بها، وأوصاني بتحرِّي الألفاظِ القريبة الدالة، وقد كان الرجلُ مشتغلاً ببحوثه وتحقيقاته، فبدا لي - وهو العالم الثَّبت - أنِّي أُهدر له وقته، فتوقفتُ عن مراجعته بشأن الشعر، وضاقت حلقة التلقِّي عندي ضيقًا أعقبه انفراجٌ؛ إذ كان الدكتور النادي يجتمع بنا بعد انتهاء اليوم الدراسي بمكتبِه، ونحن إذ ذاك خليطٌ من الطلاب المبتدئين أمثالي، ومن طلاب الدراسات العليا الذين يُشرِف عليهم، وحقًّا كان الرجل مرحِّبًا بنا، واسعَ الصدر، وقد جادت لي هذه الجلساتُ بنقدٍ لبعض قصائدي، غير أنها جادت لي بما هو أكثرُ؛ إذ أوصاني بقراءةِ المتنبي، وقد أوصى سامعًا؛ إذ صار المتنبي منذ السنةِ الدراسية الرابعة صاحبَ السَّهم الوافرِ من مطالعتي، ثم استأثر بهذه المطالعةِ إلى وقت كتابةِ هذه السطور.

 

تمثَّلت لي جلساتنا مع الدكتور النادي صورةً من المجالس الأدبية التي ذكرَتْها لنا كتبُ الأدب، فهذا شاعرٌ يقول بيتًا، وذاك يردُّ عليه على البديهة، فهذا المتنبي يرتجل في حضرة بدر بن عمار، وينشد شعرًا كثيرًا في اللُّعبة التي أراد ابن كروس الأعور أن يختبرَه بالارتجال في شأنها، وفي حين آخر يرسل إليه سيفُ الدولة بيتًا ويطالبه بإجازته، فيُجِيزه بقصيدةٍ رائعة، وهذا مَلِك إشبيلية المعتمد بنُ عبَّاد ينظُرُ إلى صفحة الماء، ويقول:

صنع الرِّيحُ من الماء زَرَدْ

 

ويطلُبُ إجازةً من ابن عمار رفيقِه، وصاحب دولته، فيحتبس عليه الشِّعرُ، وينطلق على لسانِ جارية الرميك بن الحجاج وهي تغسل ثوبًا على البحرِ:

أيُّ دِرعٍ لقتالٍ لو جَمَدْ

 

فيكون هذا الشطرُ من الشعر سببَ رِفعتِها ومصيرها مَلِكةً متوجة في قصر ابنِ عباد.

 

كنتُ أقرأ أخبار هذه المجالس، وأتمنى أن يعودَ الزمان أدراجه؛ لكي أحيا مثلَ هذه الحياة التي يكون للشِّعر فيها نصيبُه المستحق، وتُحرِّك فيها المواجهةُ قرائحَ الرجال، فيستعيدون شيئًا من مجدِ العربية التي لا أراها أُتِيَت إلا مِن قِبَل شعرائها، ولكني لم أحظَ من هذه الأمنيات بغيرِ مجالس الدكتور حسام، وكفى بها لو دامت؛ إذ أُعِير الرجلُ إلى بعض جامعات الخليج، وإذا باللقاءاتِ التي تكاد تكون يومية تُصبِح لقاءات سنوية، وربما أبعد من ذلك، ولا يصلني فيها بأهلِ التلقي سوى رسالة أبرد بها بين حين وآخر، أو مكالمة هاتفة أنَّى لها أن تتسعَ للشعر وسجالاته، حتى خرج لنا من عباءة التكنولوجيا ذلكم الـ: (face book)، وإذا به نافذةٌ عالَمية، تصلك بمن تعرف ومن لا تعرف، وكان من سعادتي أنه وصَل بيني وبين ذوي رحمي مِن أهل النحو ومحبي الشِّعر، أمثال: الدكتور حسام النادي، والدكتور محروس بريك، وكذا أستاذي العَلَم الفَذّ الدكتور محمد حماسة عبداللطيف، والدكتور سعد مصلوح، وكلُّهم نَحْويٌّ أديب شاعر ناقد، وإذا بهذا الـ: (face book) يحقِّقُ لي أمنياتي التي ظلت حبيسةً طيلة سبعة عشر عامًا منذ التحقت بدار العلوم، ويتحول التواصل بيني وبين بعض أصدقاء الـ: (face book) إلى مطارَحات شِعرية، على غِرار المجالس الأدبية التي ذكرت من قبلُ، ومن ذلك أن يدعوَ بعض الطلاب إلى مناقشة رسالته بكلية الآداب في جامعة شمس، مخبرًا بكون الدكتور حماسة رئيسًا للجنة، وبكون المناقشة ظُهرًا، فيُعلِّق الدكتور حسام النادي على الخبرِ بقوله:

ألاَ فلتَهْنَأِ الآدابُ طُرَّا
بِمَقْدَمِ سَيِّدِ العُلماءِ ظُهرَا

 

وأجيزه بقولي:

بخيرِ قريحة نحوًا وشِعرَا
يريك لقاؤُه حَزمًا وبِشرَا

 

وإذا بدا الشِّعر - فيما سبق - تعليقًا على خبر لأحد مرتادي الـ: (face book)، فإنه يأخُذُ شكل الحوارِ الشعري بين الأصدقاء؛ كالذي ورد في صفحة الدكتور محروس بريك؛ إذ أرسل رسالة هاتفية إلى الدكتور سعد مصلوح إبان إقامتِه في الكويت، فردَّ عليه الدكتور مصلوح بقصيدة يقول فيها:

أحبةَ قلبي يا ثَوَاقِبَ أنجمٍ
تشُقُّ سُجُوف الليلِ والليلُ دامسُ
هفا القلبُ للذِّكرى فأسبلتُ دمعةً
تمشَّتْ بغُصنِ العُمرِ فاخضَرَّ يابسُ
ومَن تستضِئْ بالنُّورِ مشكاةُ قلبِه
فبالحبِّ (محروس) وللحبِّ حارسُ

 

ويستعيد الدكتور بريك هذه الأبيات رادًّا عليها تحت عنوان: (مطارحات شعرية) بقوله:

بفضلِك يا سعدُ استضاءَتْ بصائرٌ
وقرَّت عيونٌ واطمأنَّتْ وساوسُ
فسعد حكيمٌ يَسْتَبِيكَ حديثُهُ
وسعدٌ هو الفضلُ الكريمُ المؤانسُ
فعِلمٌ وحِلمٌ واصطبارٌ وفطنةٌ
وشِعر يصوغ الدُّرَّ، مَن ذا ينافسُ!
فمن يغترفْ مِن عِلمِ سعدٍ فإنه
إلى الحقِّ منسوبٌ، وللنُّورِ قابسُ

 

وقد راقني هذا الحوارُ الشعري الماتع فعلَّقت عليه بالأبياتِ التالية:

تُضيء بأهلِ الفضل هذي الحنادسُ
وتزدانُ بالقومِ الكرام المجالسُ
وقد فاز (محروسٌ) بوصلِ معاشرٍ
همُ بثُغورِ الضَّادِ شُمٌّ فوارسُ
فيُدنيه منهم إنْ ترحل هاتفٌ
وتُدنيه منهم إذ يحلُّ مجالسُ
له منهمُ فضلُ السَّماع الذي به
تراجع أقوال إذا قاسَ قائسُ

 

وتوالت بعد ذاك المطارحاتُ الشِّعرية بين الدكتور حماسة والدكتور مصلوح والدكتور بريك على صفحاتهم على الـ: (face book)، وكلُّها أشعار تفيض رصانةً وجزالةً، تُذكِّر بالشِّعر العربي في عصورِه الزاهرة، يقول الدكتور حماسة:

ﻷنَّك يا (محروس) ذو الفَهْم والحِجا
وفي العلم سبَّاقٌ وفي الفنِّ فارسُ
وفي الدَّرس تُمليه بكلِّ تمكُّن
فتَثقَفُه عنك العقولُ الدوارسُ
أخافُ عليك العينَ مِن كل حاسدٍّ
فوُقيت (محروسًا) وربُّك حارسُ

 

فيجيبه الدكتور محروس على صفحته:

أبا حاتمٍ، والدارُ ناءٍ مزارُها
أبثُّك شوقًا ليس فيه مُنافِسُ
ألاَ نِعم دارٌ أنت فيها إمامُها
ونِعم بلادٌ أنت فيها مُجالِسُ
أنرتَ دروبَ الحقِّ بالعلم والحِجا
فطابت بك الدُّنيا، وطابت مَجالِسُ
فعِلمُك لحنٌ يخلبُ اللُّبَّ والنُّهى
ونحوُكَ إبداعٌ وشِعرُك شامِسُ

 

ويُعلِّق عليه الأستاذ أحمد مجدي قطب بقوله:

حَنَانَيْكُما! إنِّي أَذُوبُ صَبَابَةً
وأقْطُرُ تَحْنَانًا لِقَرْمٍ يُؤانِسُ
غَدَا كَعْبَةَ القُصَّادِ مِنْ كُلِّ دارَةٍ
فأبْكَارُه في كُلِّ حَفْلٍ عَرائِسُ!
بَذَلْتُ لَهُ وُدِّي قراحًا، ومُهجَتي
وما بَرِحَتْنِي في الوَفَاءِ وَسَاوِسُ!
أبَا حَاتِمٍ، لاَ يُوحَشَنْ مِنْكَ مَشْهَدٌ
وضِيئَتْ بِكَ الدَّهْرَ المَدِيدَ الحَنَادِسُ!

 

ولم تتوقَّفْ هذه السينيات بين الأصدقاء على صفحاتهم، وتداولها الأصدقاء المشتَرِكون بين قائلي هذه الأشعار، وكان آخر هذه السينيات قول الدكتور حماسة شاكرًا كلَّ من قال في حقه بيتًا:

جزى اللهُ عني صادقينَ بلَوْتُهم
بأفضلِ ما يُجزَى كرامٌ فوارسُ
هم طيَّروا ذِكري بكلِّ فضيلة
وما ضيَّعوني حين تندى المجالسُ
وما كان منِّي غيرُ أنِّي أوَدُّهم
وما ساورَتْني في الودادِ الوساوسُ
فكلٌّ له فضلٌ علَيَّ ونعمةٌ
سأشكُرُها ما كان للرُّوح حابسُ

 

ونظائرُ هذه المطارحات كثيرٌ، لو استقصيته لجاء بابًا وافرًا، ولكنَّا نورد ما يكون شاهدًا على إمكانية تحوُّل هذه التقنية (face book) إلى باعثٍ لجانبٍ من تراثنا الثقافي، متعلِّق بفنٍّ أصيل من فنون القول، طغَتْ عليه العُجْمة واللكنة، وسيطرت العاميَّةُ على قائليه، حتى كادت تُنسَى أصولُه، وتنمحي قواعده، إلا من حلقاتِ الدَّرس، وقاعات التعليم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • قل ( فيس بوك ) ولا تقل ( وجه كتاب )
  • بعض أحوالنا في ومع ( الفيس بوك )!!
  • مداخلة مع امرئ القيس ( قصيدة )
  • أيكة العنب في ذكر الشارب والشنب - من ترسل المحدثين عبر موقع (Facebook)

مختارات من الشبكة

  • من منطلقات العلاقات الشرق والغرب ( الحوار - طرفا الحوار)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • محاذير الحوار (متى نتجنب الحوار؟)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الحوار في الدعوة إلى الله (مجالات الحوار الدعوي)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحوار المفقود (تأملات في الحوار من خلال سورة يوسف PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الحوار وسيول الجدال(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • نتائج الحوار(مقالة - موقع أ. د. محمد جبر الألفي)
  • أدب السؤال في الحوار(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • حكم الحوار(مقالة - موقع أ. د. محمد جبر الألفي)
  • الصدق والأمانة في الحوار(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • حوار مع " بول موجز " حول الحوار بين المسيحيين والمسلمين(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب