• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / الإنترنت (سلبيات وإيجابيات)
علامة باركود

الإحساس بالمسؤولية المعرفية

الإحساس بالمسؤولية المعرفية
هشام محمد سعيد قربان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 29/4/2013 ميلادي - 18/6/1434 هجري

الزيارات: 6696

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الإحساس بالمسؤولية المعرفية


لعل البعض يُوافقون مَن يَصف هذا العصر بموسم الإغراق المعلوماتي، ومما يشهد لهذا الوصفِ تلك القوائمُ الطويلة من الرسائل التي لا يكاد ينفك صدورها وورودها المرهق والمزعج من وإلى صناديق بريدنا الإلكتروني صباحًا ومساء، ويؤكد هذا الوصفَ ذلك السيلُ العرمرم من الرسائل والمعلومات المتبادَلة على وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، رسائل نصيَّة فورية، تغريدات، وتغريدات مُعادة، ومتابعات، و"هشتقات" ومصطلحات هجينة عجيبة وغريبة، يا له من إغراق معلوماتي لا مفرَّ منه، يُلاحقنا، ويَرصُدنا أينما ذهبنا، مستعينًا بمئات الملايين من جواسيس الهواتف الذكية التي نحملها بأيدينا!

 

إغراق معلوماتي ذو وتيرة عَجِلة ومُتسارِعة، لا يهدأ، ولا يَمَل، يؤثِّر ويتأثر، ويُسهِم في تشكيل وتوجيه جوانب كثيرة من الوعي الجمعي، ولكن الكثير من المراقبين يتساءلون بتوجس ورِيبة عن نوع هذا الوعي ودرجته وفائدته؟ وهل نستمر على مسارنا، أم لعله بحاجة إلى إعادة نظرٍ، وتصحيح للمسار.

 

لا تتأتَّى الإجابة على هذا التساؤل القَلِق إلا بعد إجابة سؤال آخر، هو الأصل الذي تفرَّع منه الأول، إن أصل ومصدر هذا الوعي الذي يحمل بصمات وسائل التواصل الاجتماعي - هو المعلومة، فهذا الوعي نِتاج لعواملَ كثيرةٍ تتصدَّرها - بلا شك أو ريبٍ - المعلومةُ، فلكي نصنِّف هذا الوعي بوصفِه نتيجة، لا بد لنا من النظر الناقد إلى المعلومة بوصفِها السببَ والمؤثِّر.

 

هيا لننظر إلى المعلومة ورحلتها، ومحطاتها في خضمّ ما أسميناه في بَدء حديثنا بالإغراق المعلوماتي.

 

حديث نبوي شريف فيه هُدى وموعظة وفائدة، يُصادِف بعضنا في بريده الإلكتروني مرسلاً من صديق أو محوَّلاً من صديق لصديق، فيُعجبنا، ونريد - بحسن نية وعَفوية بريئة - أن نُشارِك به العشرات أو المئات من أصدقائنا الحقيقيين والافتراضيين في فضاء الشبكة المعلوماتية، ولكي تنتشر الفائدة وتَعُم، نُقرِّر إعادة إرساله إلى أكبر عدد منهم، ويصل البريد إليهم في الحال، وكثير منهم سوف يعيد الكرَّة، ويُرسله إلى مجموعات تِلو مجموعات من الأصدقاء والمعارف في أرجاء العالم، وبعد أيام من هذا المد الإعلامي المُغرِق يَصلك اتصال مفاجئ من صديق، ويفاجئك بما يجعلك تندم على فعلك حين أرسلت الحديث إلى أصدقائك وأصدقائهم وأصدقاء أصدقائهم وأصدقاء أصدقاء أصدقائهم، أن هذا الحديث موضوع ومكذوب ومُفترى على النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - وهو - كما تعرف - المُبلِّغ عن رب العالمين!

 

يُتحِفك بعض أصدقائك ببريد من نوع آخر، يحوي جداول إحصائية تُصنِّف ظاهرة مجتمعية، وتوجُّهًا من قِبَل فئة عمرية محدَّدة، جداول ملونة ومصنَّفة، ويُعرَض بجانبها أشكال إيضاحية بيانية، ومنحنيات حادة تَصِف تغيرات مفاجئة وشبه جَذرية، إن لغة الأرقام أدعى للتصديق، وأسهل قبولاً، ويتكرر ذلك القرار ببداية مد معلوماتي إغراقي، قِوامُه هذه المعلوماتُ ودلالاتها الإحصائية، ويُرسل البريد إلى مجموعة من الأصدقاء، الذين سوف يُرسلونه - كما اعتدنا - إلى غيرهم وغيرهم، وفجأة يرن جرس هاتفك الذكي، وترى على بلورته اسم ذلك الصديق الذي أخبرك بأن الحديث الذي شرَّق وغرَّب بالأمس بريده موضوع مكذوب، تُحِس بالمغص، وتُجيبه، وأنت تُعيد النظر إلى تلك المعلومات الإحصائية التي أرسلتها قبل دقائق، فتبادره بالسؤال عن رأيه فيه، فتُفاجئك إجابته بأن الأشكال البيانية لا تتعلَّق بجدول الأرقام ولا تُمثِّله؛ إنما هي لدولة أخرى، وبُنيت على جدول إحصائي آخر!

 

خبر عاجل عن مقتل عالمة وباحثة عربية ومسلمة تعمل في الغرب تحت ظروف وملابسات غامضة ومريبة! تتملَّكنا الغَيرة، وتُحرِّكنا الحَميَّة، وننفذ ذلك القرار ببَدء مد معلوماتي إغراقي، ونُرسله، ويُعاد إرساله في موجات متنامية ومتتالية خلال لحظات وجيزة، نعم، نعم، إن توقُّعك صحيح! فلسوف يرن جرس هاتفك الذي بدأ الشك يُساوِرك في حقيقة ذكائه المزعوم، إنه نفس الصديق الناقد والمُحلِّل، فتعاجله بسؤال فيه مرارة وألم، أهذا الخبر مكذوب مِثل سابقه؟ ويجيبك: لا، لا، إن الخبر صحيح هذه المرة، فتُغالِبك كلمات فرحة مستبشرة، الحمد لله، ويواصل الصديق حديثه قائلاً: ولكن، هذا الخبر قديم، ووقعت الجريمة قبل عدة سنوات، فلمَ تُزعِج الناس والعالم أجمع بخبر قديم؟

 

امرأة مُسِخت إلى حيوان راعب، عدو لدين الإسلام يعتنق الإسلام، خيانات زوجية، فضائح ومخازٍ، أخبار وعجائب، وقَصص وغرائب، بِشارات، وعطايا، وترقيات، وزيادات، ومِنح، آيات قرآنية، أحكام فقهية، والموعد المحدد للزلزال القادم، ومعلومات لا حد لها أو نهاية، نُرسلها، ونعيد إرسالها عبر وسائل التواصل الإعلامية الحديثة في مد إغراقي مخيف؛ لكي نكتشف بعدها بأن الخبر ما هو إلا أسطورة وهمية، والآخر أمنية من مُحبَط يائس يتعلق بقشَّة وَهْم، والأخبار الأخرى إشاعات وإرجافات، وتُهَم لا نصيب لها من الصحة أو الحقيقة، وتلك الآيات مُحرَّفة ناقصة مبتورة، والأحكام مكذوبة، أو تُمثِّل آراء شاذة ومرفوضة!

 

لا يُقلِّل هذا البحث من فائدة وسائل الاتصال الحديثة، أو يَغُض من أثرها، ولا يدعو إلى مقاطعتها ورفْضها، ولكن الرسالة الكامنة في ثنايا الأمثلة المعروضة ونظائرها هي: التذكير بأمر مهم، هو ضرورة إيجاد وإحياء وتفعيل الإحساس بالمسؤولية المعرفيَّة على المستوى الفردي والجماعي، مسؤولية نَستحضِرُها، وأمانة نتذكَّرها عند نشْر المعلومة، ووعي عميق بأثر المعلومة التي ننقُلها ونتناقلها في تشكيل الوعي الجمعي وتوجيهه.

 

ألا ما أحوجَنا، وما أحوجَ كلَّ فرد منا، صغيرًا أو كبيرًا، أن نُحيي ونَغرِس في أنفسنا هذا الإحساس بالمسؤولية المعرفية! إحساس يُحرِّك فينا خُلُقًا إسلاميًّا وإنسانيًّا أصيلاً، هو التثبت من صحة المعلومة قبل النقل، وقبل المشاركة، وقبل إعادة الإرسال، خُلُق تعلَّمناه من كتاب ربنا، وسنة نبيِّنا، وهَدي سلفنا، ونهْج علمائنا وحكمائنا وفضلائنا في القديم والحديث.

 

يندرج هذا الخُلق تحت آداب طلب العلم التي ينبغي أن يتحلى طالب العلم بها، ولا يشك مُنصِف أن الحرص على التثبت من العلم قبل نقله - مع إخلاص النية في كل ذلك لوجه الله تعالى - من شروط حصول بركة وأجر وشرف طلب العلم ونشْره وتعليمه، والمتأمل في الأحاديث النبوية الشريفة في فضْل العلم وطلبه وتعليمه للناس وتوريثه، يرى تصديقًا وتأييدًا لهذا الشرط المُستنبَط، فانظر إلى دقة الوصف في بعض الأمثلة التي يُورِدها حديث الصدقة الجارية؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا مات ابن آدم، انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقةٍ جاريةٍ، أو علم ينتفع به، أو ولدٍ صالح يدعو له))؛ رواه الإمام مسلم في صحيحه، فالانتفاع من العلم شرط من شروط حصول أجره، ولا يُتصوَّر الانتفاع من علم غير ثابت أو مشكوك في صحة محتواه أو سَنَده.

 

ولنتأمَّل وضوح الوصف في الحديث الآخر، الذي يَصِف استغفار الله والمخلوقات والملائكة لحامل العلم ومعلِّمه؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله وملائكته، وأهل السموات والأرض، حتى النملة في جُحْرها، وحتى الحوت، لَيُصلُّون على معلم الناس الخير))؛ رواه الإمام الترمذي، وقال: حسن غريب، وحسَّنه الشيخ الألباني في مشكاة المصابيح وصحيح الترغيب والترهيب؛ ولذا فما كلُّ معلِّم مأجورًا، فلا يحصُل الأجر إلا إذا كان العلم نافعًا وهاديًا إلى الخير.

 

ولعلنا نستنتج قياسًا على هذين الحديثين وغيرهما، بأن إثم العلم الضار ووزره ووِزر مَن عمِل به، قد يؤذي صاحبه، ويُكتب عليه حتى بعد موته، وكذا فلعل المخلوقات المأمورة بالاستغفار لمعلم الناس الخير تدعو - والله أعلم - بالويل والثبور والخُسران واللعن على معلم الناس الشر، ومن صور الشر التي قد نَغفُل عنها الأخبارُ المكذوبة، والمعلومات المشكوك في نِسبتها وصحتها.

 

إن فيما سبق ذِكرُه تحذيرًا مخيفًا لأولئك الذين ينقُلون العلم والمعلومات بلا تثبُّت وبغير توثق، وبيان مغبَّة هذا الفعل وعاقبته وإثمه، الذي قد يُلاحق صاحبَه حتى بعد موته.

 

لا يخفى علينا المنافع الجمة لإحياء هذا الإحساس وتفعيله في واقعنا وممارساتنا التواصلية والمعلوماتية؛ فالمعلومة الصحيحة الموثقة المثبتة عِلمٌ قد نؤجر بتعلُّمه ونشره، وهي خير أساس لتشكيل وعينا الجمعي، والمعلومة الصحيحة تُسهِم وتُنتِج وعيًا صحيحًا ومتزنًا، والمعلومة الصحيحة تُثري القيمة المضافة للمحتوى المعلوماتي الرقمي، والمعلومة الصحيحة الموثوقة من أهم اللّبنات في الجسر الذي نحتاجه في نقلتنا ورحلتنا المأمولة من مجرد متفرِّجين ومستهلكين للمعرفة إلى مصنِّعين ومُنتجين أُصلاء للمعرفة النافعة والخيرة، معرفة صحيحة ويُوثَق بها، معرفة ثمرتُها الوعي الصحيح والمتنامي والفاعل والمغيِّر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • القطاع الخاص العربي والمسؤولية الاجتماعية
  • المسلمون والمسؤولية أمام الإنسانية
  • المسؤولية
  • أبناء الأكابر والمسؤولية
  • إحساس!
  • التأثيرات المعرفية والعاطفية
  • كثرة المساس تذهب الإحساس
  • العلوم المعرفية وعلم الترجمة

مختارات من الشبكة

  • التربية الاقتصادية وتعميق الإحساس بالمسؤولية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مخدر الإحساس(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإحساس الدائم بالخوف والقلق(استشارة - الاستشارات)
  • تبلد الإحساس والمشاعر(استشارة - الاستشارات)
  • تحذير ذوي الإحساس من الفاتن من اللباس(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإحساس بالجمال والتذوق الفني(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإحساس بالجمال.. الفطرة و أثر التربية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قمة الإحساس ( قصيدة )(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أزمة الذات المسلمة وضياع الإحساس بالسنن الكونية(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • الإحساس بانعدام القيمة والانهزامية(استشارة - الاستشارات)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب