• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / ملف الحج / مختارات الحج
علامة باركود

عرفات

الشيخ علي الطنطاوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/10/2012 ميلادي - 7/12/1433 هجري

الزيارات: 6342

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عرفات


﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾ [الحج: 27 - 29].

 

هنالك ينكشف الغطاء، وتنفتح أبواب السماء، فيتوجه الحجاج إلى الله بقلوب انزاحت عنها ظلمة الأهواء والشهوات، وأشرقت عليها الأنوار، فسمت حتى رأت الأرض ومن عليها ذرة صغيرة تحملها رياح القدرة، ثم سمت حتى سمعت تسبيح الملائكة بألسنة الطاعة، ثم سمت حتى تدبرت القرآن غضاً غريضاً، كأنما نزل به الوحي أمس، وسمعت النداء من جانب القدس: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، فأجابت: لبيك اللهم لبيك!، فرددت بطاح عرفات، وأرجاء الحرم، ورددت السماوات السبع والأرضون السبع لبيك اللهم لبيك!.

 

هنالك تتنفس الإنسانية التي خنقها دخان البارود، وعلامات الحدود، وسيد ومسود، وعبد ومسيود، وتحيا في عرفات حيث لا كبير ولا صغير، ولا عظيم ولا حقير، ولا مأمور ولا أمير، ولا غني ولا فقير.

 

هنالك تتحقق المثل العليا التي لم يعرفها الغرب إلا في أدمغة الفلاسفة وبطون الأسفار، فتزول الشرور، وترتفع الأحقاد، وتعم المساواة، ويسود السلام، ويجتمع الناس على اختلاف ألسنتهم وألوانهم في صعيد واحد، لباسهم واحد، يتوجهون إلى رب واحد، ويؤمنون بنبي واحد، ويدينون بدين واحد، ويصيحون بلسان واحد: لبيك اللهم لبيك!

 

هنالك تظهر المعجزة الباقية، فتطوى الأرض ثم تؤخذ من أطرافها، حتى توضع كلها في عرفات، فتلتقي شطان أفريقيا بسواحل آسيا، ومدن أوروبا بأكواخ السودان، ونهر الكنج بنهر النيل، وجبال طوروس بجبال البلوز، فيعرف المسلم أن وطنه أوسع من أن تحده على الأرض جبال أو مجار، أو مرقه ألوان على المصور فوق ألوان، أو تفرقه في السياسة خرق تتميز من خرق، وأعلام تختلف عن أعلام.

 

ذلك لأن وطن المسلم في القرآن، لا في التراب ولا الحجار، ولا في البحيرات والأنهار، ولا في الجبال والبحار: إنما المؤمنون إخوة، لا (إنما المصريون...)، ولا: (إنما الشاميون... )، ولا (إنما العراقيون... ).

 

هنالك يتفقد الإخوة إخوتهم، فيعين القوي الضعيف، ويعطي الغني الفقير، ويساعد العزيز الذليل، فلا ينصرفون من الحج إلا وهم أقوياء أغنياء أعزاء.

 

هناك يذكر المسلم كيف مر سيد العالم - صلى الله عليه وسلم - بهذه البطاح مهاجراً إلى الله، تاركاً بلده التي نشأ فيها، وقومه الذين ربي فيهم، وكيف جاء حتى وقف على الحزورة فنظر إلى مكة وقال: (إنك لأحب بلاد الله إلى الله، وإنك لأحب بلاد الله إلي، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت) فيستقبل هذه الصحراء الهائلة، وليس معه إلا الصديق الأمين يتلفت كلما سار ليتزود بنظرة من مكة حتى غابت عن الأنظار، فانطلقا يؤمان الغار.

 

هل علمت هذه البطاح أن هذا الرجل الفرد سيقف وحده في وجه العالم كله، يصرع باطله بقوة الحق ويواجهه بنور الإسلام، ويهدي ضلالته بهدي القرآن، خرج من مكة مستخفياً، وسيعود إليها بعشرة آلاف من الأبطال، فتفتح له مكة أبوابها وتتهاوى عند قديمه أسيادها تعتو له الجزيرة، ثم يخضع لدينه نصف المعمورة؟

 

هل علمت هذه البطاح أن هؤلاء النفر الذين هربوا من جبروت قريش وسلطانها، سيعزون حتى تدين لهم قريش، ثم يعزون حتى يرثوا كسرى وقيصر في أرضيهما، ثم يعزون حتى يرثوا الأرض ومن عليها، وسيكثرون حتى يبلغوا أربعمائة مليون، وسيتفرقون في الأرض داعين مجاهدين فاتحين، ثم يجتمعون في عرفات حاجين منيبين ملبين: لبيك اللهم لبيك!


هنالك وقف سيد العالم - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع يعلن حقوق الإنسان، وقرر مبادئ السلام وينشر الأخوة والعدالة والمساواة بين الناس قبل أن تنشرها فرنسا بألف عام.

 

أيها الناس:

اسمعوا مني أبين لكم، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا.

 

أيها الناس:

إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا.

ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد!

 

أيها الناس:

إنما المؤمنون إخوة، لا يحل لامرئ مال أخية إلا عن طيب نفس منه

ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد!

 

أيها الناس:

إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، ليس لعربي فضل على عجمي إلا بالتقوى

ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد!

وهنالك وقف يعلن انتهاء الرسالة الكبرى التي بعثه الله بها إلى الناس كافة، ويتلو قوله جل وعز: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا، ويبعث صحابته ليحملوا هذه الرسالة إلى آخر الأرض، ثم يحملوها إلى آخر الزمان.

 

فحملوها فأنشأوا بها هذه الحضارة التي استظل بظلها الشرق، ويستظل بظلها الغرب.

 

في عرفات تتجلى عظمة الإسلام، دين الحرية والمساواة والعلم والحضارة، ومن عرفات يسمع المسلمون داعي الله يدعو: حي على الصلاة! حي على الفلاح! فيجيبون لبيك اللهم لبيك! وينطلقون ليعملوا للآخرة كأنهم يموتون غداً، ويعملوا للدنيا كأنهم يعيشون أبداً

 

فلتفسد الأرض، ولتطغ الشرور، وليعصف الحديد، ولينفجر البارود، ولتغض الإنسانية في حمأة الرذيلة إلى العنق، فإنه لا خوف على الفضيلة ولا على الحق ولا على السلام، ما دام في الأرض "عرفات" وما دام في الجو هذا الصوت القدسي المجلجل: (لبيك اللهم لبيك).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • درة طنطاوية: عرفات
  • عبرات في عرفات
  • مبادئ النجاة في عرفات
  • عرفات.. سحائب عطايا مرسلات (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • عرفات وما أدراك ما عرفات؟!! ( خطبة )(مقالة - ملفات خاصة)
  • من عرفات إلى مزدلفة(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الأضحى 1441 هجرية(مقالة - ملفات خاصة)
  • عرفات مهبط الرحمات(مقالة - ملفات خاصة)
  • عرفات... ابتهالات وقربات (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ومضات في صعيد عرفات(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • إضاءات في صعيد عرفات (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • الإِفاضة من عرفات إِلى المزدلفة، واستحباب صلاتي المغرب والعشاء جمعا بالمزدلفة في هذه الليلة(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • من منى إلى عرفات منا الملبي ومنا المكبر(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • خاطرة مكية: فإذا أفضتم من عرفات(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب