• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / ردود وتعقيبات
علامة باركود

ندوة مجلة التبيان تؤكد: حب النبي عمل وعطاء

ندوة مجلة التبيان تؤكد: حب النبي عمل وعطاء
جلال الشايب

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/10/2012 ميلادي - 25/11/1433 هجري

الزيارات: 12205

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بحضور فضيلة الإمام ووزير الأوقاف.. ندوة التبيان تؤكد:

حب النبي - صلى الله عليه وسلم - عمل وعطاء


الأستاذ الدكتور: مجدي عبدالغفار، أستاذ الدعوة بجامعة الأزهر:

• حب النبي - صلى الله عليه وسلم - فريضة وجزءٌ من الإيمان، ولا يتحقَّق إلا بالاقتداء والاهتداء.

 

فضيلة الأستاذ الدكتور: محمد المختار المهدي، الرئيس العام للجمعية الشرعية:

• مَن يكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُحبَط العمل أبترُ.

• أول مظاهر الأُسوة: الثبات والصمود.

• ما بُعث النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا مُعلمًا.

 

الأستاذ الدكتور: طلعت عفيفي، وزير الأوقاف:

• فضلُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس له حَدٌّ ولا سَقف.

• أُمية النبي - صلى الله عليه وسلم - ميزة وفَخر.

• تعليم النبي - صلى الله عليه وسلم - تزكية وتربية.

 

الأستاذ الدكتور: عبده مقلد:

• حملة صليبيَّة صِهْيونية وراء الإساءة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم.

• ليس كل الغرب مسؤولاً عن تلك الإساءة.

• رد الفعل يحتاج إلى انضباطٍ.

 

عقَدت مجلة التبيان ندوتها الشهرية تحت عنوان: "حب النبي - صلى الله عليه وسلم - عمل وعطاء"، وشارَك فيها الأستاذ الدكتور: محمد المختار محمد المهدي - الرئيس العام للجمعية الشرعية، وعضو هيئة كبار العلماء - والأستاذ الدكتور: طلعت عفيفي - وزير الأوقاف، والوكيل العلمي للجمعية الشرعية - والأستاذ الدكتور: مجدي عبدالغفار - رئيس لجنة الدعوة بالجمعية الشرعية، وأستاذ الدعوة بجامعة الأزهر - والأستاذ الدكتور: عبده مقلد - رئيس لجنة الإشراف على معاهد إعداد الدعاة بالجمعية الشرعية، وأستاذ الدعوة بالأزهر، ومستشار وزير الأوقاف.

 

أكد الأستاذ الدكتور مجدي عبدالغفار في بداية اللقاء على عدد من الحقائق المهمة؛ وهي:

1- الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عذبٌ ومُمتع.

 

2- سرد السيرة لا يُغني عن أخْذ العبرة والعظة، والاتِّباع والقدوة.

 

3- حب النبي - صلى الله عليه وسلم - فريضة وجزءٌ من الإيمان؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يُؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده، والناس أجمعين)).

 

4- من لم يَرض بحُكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غيرُ مؤمنٍ؛ لقوله تعالى: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65].

 

5- بالرغم من ظهور دواعي الإجلال والإكبار لرسول الله، فإننا نجد الحاقدين والعُملاء يَنشرون الافتراءات على مقامه الرفيع، ولله دَرُّ شاعر الإسلام حسان بن ثابت حين ردَّ على مَن هجاه بقوله:

هَجَوتَ مُباركًا برًّا حنيفًا
أَمينَ الله شِيمتُه الوفاءُ
فإنَّ أبِي ووالِدَه وعِرْضي
لعِرْض محمَّدٍ منكمْ وِقَاءُ

 

6- حب النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يتحقَّق إلا بالاقتداء والاهتداء. دفاع الله عن نبيه - صلى الله عليه وسلم -.

 

وفي كلمته التي افتتَح بها الندوة، أوضح فضيلة الإمام الأستاذ الدكتور محمد المختار محمد المهدي - الرئيس العام للجمعيات الشرعية، وعضو هيئة كبار علماء الأزهر ومَجمع البحوث الإسلامية، والأستاذ بجامعة الأزهر - المحاور الآتية:

1- تولَّى الله - عز وجل - الدفاع عن رسوله - صلى الله عليه وسلم - ضد أعداء النبوة والإسلام، فخاطبه قائلاً: ﴿ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ﴾ [الحجر: 95]، وامتدَّت تلك الحماية إلى جميع العصور في قوله: ﴿ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة: 137]. وحكَم على كل مَن يَكرهه بالبَتر والخِزي؛ فقال: ﴿ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾ [الكوثر: 3]، وتوعَّدهم بإحباط العمل؛ فقال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ ﴾ [محمد: 32]. الإساءة إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- لا تَغضُّ من قدره.

 

2- سيَظل سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - رفيع المنزلة، خالدَ الذكر، عظيمَ الأثر، ما بَقِيت الحياة على الأرض؛ فقد تكفَّل الله بذلك في قوله: ﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾ [الشرح: 4]، ومَن يَرفعه الله، لن يَنخفض أبدًا.

 

3- الإساءات إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متكررة منذ بَعثته، فقد اتُّهِم بالسحر وبالجنون وبالافتراء، لدرجة أن نَعى الله عليهم في تخبُّطهم في وصْفه، فخاطَب نبيَّه - صلى الله عليه وسلم - قائلاً: ﴿ انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا ﴾ [الفرقان: 9].

 

وسيَستمر شياطين الإنس والجن في تضليلهم وتزوير الحقائق إلى أن يَرث الله الأرض ومن عليها؛ فتلك سُنة الله كما قال: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ﴾ [الفرقان: 31].

 

4- ليست هذه الإساءات غريبة على الفاقهين، ولكن يجب أن تُنبِّهنا إلى أوضاعنا البعيدة عن منهج النبوة؛ مما جرَّأ هؤلاء على خير الرُّسل - صلى الله عليه وسلم - استضعافًا لقوَّة أتباعه، وإدراكًا لانصرافهم عن منهجه. الأسوة بالرسول في الثبات والصمود.

 

5- لقد أمر ربُّ العزة كلَّ مَن آمَن بالله واليوم الآخر، أن يجعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - أُسوة له في كل أحواله، وبخاصة ما جاءت الآية في سياقه، وهو الثبات والصمود والإقدام الذي تميَّز به الرسول - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنون، حين تجمَّع ضدهم الأحزاب، فصدَقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم مَن قضى نَحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدَّلوا تبديلاً.

 

وها نحن الآن في موقف شبيه بموقف الأحزاب؛ حيث تتعاون كل قُوى الكفر في الداخل والخارج مع الإثم والعدوان على الإسلام ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ويرفضون تطبيقه على أرض الواقع، مع أن القرآن يصف لنبيه - صلى الله عليه وسلم - وضْع من يرفض شرعه بقوله: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65].

 

ويَصف موقف المؤمنين نحو قَبول حُكم الله بقوله: ﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ﴾ [النور: 51]، وبقوله: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ﴾ [الأحزاب: 36]. الطاعة والإجلال برهان المحبة.

 

6- طاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وإجلاله، هما برهان حبِّه، فمن يُطع الرسول فقد أطاع الله، وهو يُخاطبنا بقوله: ﴿ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ﴾ [النور: 54].

 

ويُحذِّرنا من معصيته بقوله: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63]، ويأمرنا باحترامه في قوله: ﴿ لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ﴾ [النور: 63]. وصْف التوراة لأمة محمد - صلى الله عليه وسلم -.

 

7- حتى نكون من أتباعه وأحبابه، لا بد أن نحقِّق الوصف الذي جاءت به التوراة قبل أن يُولد محمد - صلى الله عليه وسلم - له ولأصحابه وأتْباعه، وبيَّنه لنا القرآن في قوله: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ﴾ [الفتح: 29].

 

وقد أوضح فضيلة الإمام؛ خمس صفات أساسية لابد للمسلم أن يتحلَّى بها؛ ليكون من أحباب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهي:

1. شديد على الكفار، غير مُهادن لهم فيما يضرُّ الأمة.

2. رحيم بكل مسلم أو مُقيم في دار الإسلام، وهو مسالم.

3. مُقيم للصلاة بركوعها وسجودها، بخشوع ودَيمومة.

4. لا يبتغي من أي قولٍ أو عمل إلا الوصول لرضوان الله وفضْله.

5. أثر التقوى والطاعة والصلاة، ظاهر على وجْهه وملامحه. الأوامر الأربعة الأولى من الوحي.

 

8- إن أوَّل ما نزَل من كتاب الله على نبيِّه محمد - صلى الله عليه وسلم - أربعة أوامر هي: "اقرأ، اقرأ، قُم، قم"، (اقرأ) الأولى: تُنبه على قراءة الكون بما فيه من آيات وعِبر، وصولاً إلى معرفة عَظمة الخالق، و(اقرأ) الثانية: تُنبه العقل البشري أنه لن يصِل إلى المعرفة الحَقة إلا بمعونة الوحي الذي علَّمه الله للبشر؛ إذ علَّم الإنسان ما لم يعلم.

 

و(قم) الأولى في سورة المزمل: تأمُره بقيام الليل وترتيل القرآن، والتزوُّد من غذاء الروح، و(قم) الثانية في سورة المدثر: تُناديه أن يؤدي الدعوة، وأن يَنشر نور الله، مُتَحلِّيًا بتكبير الله، وطهارة الباطن والظاهر. العلم العميق جهاد وخشية.

 

9- ما بُعث النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا مُعلمًا يُعلمهم الكتاب والحكمة ويُزكيهم، وما دام الله قد رفَع ذِكره بهذا العلم وقال له: ﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ﴾ [النساء: 113].

 

فكل مَن حَصَّل علمًا نافعًا، يَرفعه الله درجات؛ حتى يصل إلى أن يَستشهد به ربُّ العزة مع الملائكة على الإقرار بوحدانيَّته؛ ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ ﴾ [آل عمران: 18]، ولا يَستشهد الله إلا بالعدول والثِّقات الفُضلاء.

 

10- من هنا كان طلب العلم فريضة وجهادًا في سبيل الله ضد الجهل، ويشير القرآن إلى ضرورة طلب العلم، مُعبِّرًا عنه بالنفير في قوله: ﴿ فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ ﴾ [التوبة: 122].

 

كما عبَّر في أول السورة بالنفير أيضًا عن الجهاد ضد المُغيرين على الأمة في قوله: ﴿ انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا ﴾ [التوبة: 41].

 

وإذًا فمناط القدوة عند طلاب العلم أن يَصبروا على استيعابه ويتحمَّلوا مشقَّته، وأن يتعمَّقوا فيه؛ ليصلوا إلى الخشية من الله؛ إذ يقول رب العزة: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]، والعلماء جمْع عليم: ﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 76]، ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114]. النبي المُعلم.

 

وفي كلمته أشار معالي الأستاذ الدكتور طلعت عفيفي وزير الأوقاف،والوكيل العلمي للجمعية الشرعية، إلى نقاط منها:

1- الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ومناقبه وفضائله، يطول ولا يستطيع أحد أن يصل إلى مقامه؛ إذ صنَعه الله على يديه، وأدَّبه فأحسَن تأديبه.

 

ففضلُ رسولِ الله ليس له
حَدٌّ فيُعرِب عنه ناطقٌ بفَمِ

 

2- على طلاب العلم أن يَنظروا من أين تلقَّى النبي - صلى الله عليه وسلم - عِلمه؟ ومَن الذي علَّمه؟

فما كان يدري ما الكتاب ولا الإيمان، وما كان يتلو من قبله من كتابٍ ولا يخطُّه بيمينه، ولو شاء الله ما تلاه ولا دعا الناس إليه، المعلم إذًا هو: ﴿ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ﴾ [الجمعة: 2].

 

3- ولأن الله هو المعلم لنبيِّه - صلى الله عليه وسلم- وهو العالم بما يُصلح الإنسان في كل شؤونه، كانت رساله النبي - صلى الله عليه وسلم - التعليمية، شاملةً للجسد والروح معًا؛ كما أخبر بذلك سيدنا سلمان الفارسي أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يُعلمهم كل شيء، وكما قال جابر: "كان - صلى الله عليه وسلم - يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها". أمية النبي - صلى الله عليه وسلم - ميزة وفَخر.

 

4- الأُمية في حق النبي - صلى الله عليه وسلم - ميزة وفَخر، فمع أُميَّته علَّم البشرية كلها ما فيه خيرها؛ كما قال: ((ما ترَكت شيئًا يُقربكم من الله، إلا قد أمَرتكم به، ولا شيئًا يُبعدكم عن الله، إلا قد نَهيتكم عنه)).

 

فهو إذًا رجلُ سياسة واقتصاد وحُكم، وهو الزوج الصالح والأب المربي، والجار الوفي والقائد المُلهَم. كان تعليمه تزكية.

 

5- كان النبي - صلى الله عليه وسلم - حكيمًا وبعيدَ النظر في تعليمه لأُمته؛ يقول سيدنا عبدالله بن مسعود: "كان - صلى الله عليه وسلم - يتخوَّلنا بالموعظة؛ كراهية السآمة علينا"، وكان يُتابع تطبيق تعليماته، فيسأل أصحابه: ((مَن أصبح منكم اليوم صائمًا؟ من تصدَّق منكم اليوم على سائل؟ مَن عاد منكم اليوم مريضًا؟))، وهكذا.

 

6- من أجل ذلك، كان تعليمه تزكيةً وحِكمة؛ كما جاء في الآيات الأُول التي حدَّدت مهمة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وكانت الإشادة بأخلاق النبي المُستمَدة من القرآن، حتى وصَفه ربُّه: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4]، ووصَفه صحابته بأنه كان قرآنا يَمشي على الأرض.

 

7- طُلاب الأزهر أَولى الناس بأخلاق نبيِّهم، وبتفعيل نداء الله له بقوله: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114]؛ ليتحوَّل عملهم إلى ترجمة حقيقية لحبِّ النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي هذا أكبر رَدٍّ على مَن يتطاوَل على مقامه الشريف. واجب الأفراد والحكومات.

 

ونبَّه الأستاذ الدكتور: عبده مقلد، رئيس لجنة الإشراف على معاهد إعداد الدعاة بالجمعية الشرعية، والأستاذ بجامعة الأزهر، ومستشار وزير الأوقاف؛ إلى:

1- واجب الأفراد والمؤسسات والأُسر، والحكومات والمُنظمات: أن يَستلهِموا من سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يأتي:

أ- يجب ألا يُختزل الإسلام في الهدي الظاهر؛ فسُنة النبي - صلى الله عليه وسلم - أشمل، وتبدأ بإحياء الضمائر والعواطف والمشاعر، فقد أوصى سيدنا أنس بن مالك بقوله: ((إن استطَعت أن تَبيت وليس في صدرك شيء لأحدٍ، فافْعَل؛ فإن ذلك من سُنتي، ومَن أحيا سُنتي، كان في الجنة معي))، إنها حركة حياة شاملة للظاهر والباطن معًا.

 

ب- على كل أبٍ وأمٍّ، ووَلِي أمرٍ - أن يعقد جلسة أسبوعية للتعريف بسيرة رسول الله وسُنته.

 

جـ- على كل طالب علم أن يتعلَّم شمائل النبي - صلى الله عليه وسلم - وخصائصه، ففيها بركة في الدنيا وفي الآخرة، ويُمكن أن يرجع في ذلك إلى كتاب "الشفا للتعريف بحقوق المصطفى"؛ للقاضي عِياض. الفعل ورد الفعل.

 

2- مصدر فعل الإساءة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - هم أعداء الإسلام، وليس كل فئات الغرب؛ فهم ليسوا سواءً، غير أن هناك حملة صليبية وصِهْيونية مسعورة؛ لإشعال الفتنة في العالم الإسلامي، وبخاصة مصر؛ لأنها قائدة هذا العالم في النهضة والإصلاح على هدي الإسلام، ويقود هذه الحملة معظم وسائل الإعلام المُهتمة بإشاعة الفُرقة وتمزيق الأُمة، وعلى الأمة الإسلامية مواجهةَ الإعلام المُضلل، عن طريق الوسائل الإلكترونية للتعريف برسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي يوضِّحه موقف السيدة عائشة حين سمِعت اليهودي يقول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: السام عليكم، فردَّت عليه بما فيه سبٌّ له، فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((مهلاً يا عائشة، لقد ردَدت عليه بقولي: عليكم أنتم))، ومن هنا كان الانضباط في ردِّ الفعل.

 

تعقيبات وردود:

وفي الختام عقَّب فضيلة الإمام على شِدة الانفعال في المظاهرات التي خرَجت دفاعًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بالتذكير بقوله تعالى: ﴿ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ [النحل: 127 - 128]. كما عقَّب على استغراب البعض صدورَ هذه الإساءات الآن بصورة مستفزَّة، بالتذكير بأن ذلك من سُنن الله؛ ليَختبر إيمان المؤمن ونفاق المنافق؛ قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ * وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ ﴾ [الأنعام: 112 - 113].

 

وردًّا على طالبٍ ناشد وزير الأوقاف أن يَستقيل من منصبه؛ حتى لا يُصيبه من مكْر الفاسدين ما لا يَليق بمقامه:

قال فضيلة الإمام: إن فضيلة الوزير قد فُرِضت عليه المسؤولية ولَم يَطلبها، وقد وعد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن مَن لم يَطلبها، أُعينَ عليها. وشرعًا لا يجوز لمن قدَر على مواجهة الفساد أن يتخلَّى عن واجبه في النهي عن المنكر، فندعو له بالتوفيق، وقد وفَّقه الله في أيام معدودة أن يقوم بما لم يَقُم به مَن قبله.

 

وعن تعدُّد الأُسر الطُّلابية والحركات داخل الجامعة، ودوره في شَقِّ الصف الإسلامي:

أكَّد فضيلة الدكتور المهدي أن القرآن الكريم طلب من الدعاة أن يكونوا أُمة، ولا تكون الأمة إلا باتحاد أهدافها ووسائلها؛ ففي قوله تعالى: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104]. ويقتضي ذلك الالتزام بميثاق شرَفٍ بين كل الجمعيات والجماعات الدعوية، يركز هذا الميثاق على الدعوة إلى الإيمانيَّات، وعلى ما عُلِم من الدين بالضرورة، فقد فرَّغ النظام السابق عقول الشباب من الثقافة الإسلامية الوسطية، بَدءًا من الحضانة إلى الجامعة، فليتَّبع جميع الدعاة هدْي رسول الله في مراحل دعوته.

 

وعن مُعوقات تطبيق شرْع الله في مصر:

قال فضيلة الدكتور المهدي: إن من أهم تلك المعوقات؛ أولئك الذين يَكرهون ما أنزل الله، ويعارضون المنهج الإسلامي، وكأنهم يُقَرِّرون أن مصر قبل هذه الثورة كانت كافرة! وندعو الله لهم بالهداية؛ حتى لا يَصدُق فيهم حكم القرآن عليهم في قوله: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ ﴾ [محمد: 25 -26].

 

وحتي لا نضطر إلى مطالبة المسؤولين بما خاطَب الله به النبي العظيم في قوله: ﴿ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الأحزاب: 60].

 

وفي ختام الندوة ردَّد الأستاذ الدكتور: مجدي عبدالغفار:

• عُذرًا رسول الله من عملِ الصِّغار.

• عذرًا ولسنا أهلَ ذاك الاعتذار.

• عذرًا وما يُجدي البكاء المُستعار.

• عذرا وأقصانا يُهدِّده الدَّمار.

• عذرًا وشعب الذُّل يَزهو بافتخار!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • علامات حب النبي صلى الله عليه وسلم
  • في حب النبي صلى الله عليه وسلم
  • حب النبي صلى الله عليه وسلم لها
  • حب النبي صلى الله عليه وسلم لأمته (1)
  • مقدمة في المختار من كتاب التبيان في آداب حملة القرآن
  • تركتها وفعلوها لنفس السبب!

مختارات من الشبكة

  • ندوة لأمهات الأيتام وأخرى للشباب بندوة الفلبين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • روسيا: ندوة لرجال الأعمال المسلمين داخل الكلية الإسلامية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • ندوة بعنوان حب النبي والاقتداء به بمدينة سيمفيروبول(مقالة - المسلمون في العالم)
  • البوسنة: ندوة عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في سراييفو(مقالة - المسلمون في العالم)
  • ندوة في سراتوف لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - المسلمون في العالم)
  • ندوة: تعليم القرآن الكريم لذوي الاحتياجات الخاصة تقويم للواقع واستشراف للمستقبل(مقالة - المسلمون في العالم)
  • رئيس مجلس إدارة مجلة البيان يثني على جهود الندوة العالمية في البرازيل(مقالة - المسلمون في العالم)
  • من وحي البيان تفسير لبعض سور القرآن التبيان في سورة الفرقان (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • التبيان في أيمان القرآن (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • التبيان لأعظم سورة في القرآن (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب