• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / ليلة القدر
علامة باركود

ليلة القـدر

محمد بديع موسى

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/4/2011 ميلادي - 16/5/1432 هجري

الزيارات: 23121

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أيها المسلمون:

اتَّقوا الله تعالى، واعْملوا بطاعته؛ فقدْ بدأ وقتُ الجدِّ والتشمير للعمل الصالح، أجَلْ لقدْ دخل علينا العشرُ الأواخر من رمضان، وكما تَعلمون في فضائل هذه العشر أنَّها خُصَّتْ من بين سائر الشهر بخصائصَ عظيمة، فكما فضَّل الله شهر رمضان على الشهور، فقد جعَل العشرَ الأواخر منه أفضلَ لياليه، وأيامها كمثل أيامه وخصَّها بخصائص، مِن بقيَّة أيام وليالي الشهر.

 

فمن هذه الخصائص:

أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يَجتهد بالعمَل فيها أكثرَ مِن غيرها، كما رَوى مسلم من حديثِ عائشةَ - رضي الله عنها - قالتْ: ((وكان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهِد في غيرِه)).

 

ومِن ذلك: أنَّه كان يحيي الليل فيها، وكان اجتهادُه - صلَّى الله عليه وسلَّم - وإحياؤه لليالي العشر شاملاً لجميع أنواعِ العِبادة، مِن صلاة وقراءة قرآن، وذِكْر وصدَقة واعتكاف، وكما ثبَت في الصحيحين عن عائشةَ - رضي الله عنها - قالت: "كان النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا دخَل العشرُ شدَّ مِئزره - أي: اعتزل نساءه - وأحيا ليلَه وأيْقَظ أهلَه"، وكان يُوقِظ أهله في هذه الليالي للصلاة والذِّكْر؛ حرصًا على اغتنام هذه الليالي المبارَكة بما هي جديرةٌ به من العبادة، لا كما يفعله الناس اليومَ مِن السهر على المسلسلات والأفلام والأغاني، أو بالسهر في المقاهي على شُرْب الشيشة ولعب الورق، فيَحرمون أنفسهم خيرَ هذه الليالي، ولا يُحرَم خيرَها إلا كلُّ محروم.

 

ومِن الملاحظ أنَّ كثيرًا من الناس كلما اقترب الشهرُ على الانتهاء يزداد تقصيرُه وتفريطُه، وربما أضاع أثمنَ الأوقات بالتهيؤ للعيدِ وبرامجه وحلوياته ونحوه، وما عَلِم المسكين أنَّ فضل الشهر في آخره.

 

فلا ينبغي للمؤمِن العاقل أن يُفوِّت هذه الفرصةَ الثمينة على نفسه وأهله، فما هي إلا ليال معدودة، ربَّما تكون آخِرَ الأيام في الحياة، لعلَّ الإنسان منَّا أن يدرك فيها نفحةً مِن نفحات المولى، فتكون السعادة في الدنيا والآخرة.

 

وإنَّه لَمِن الحرمان العظيم، والخسارة الفادِحة أن نرَى كثيرًا مِن المسلمين يمضون هذه الأوقات الثمينة فيما لا يَنفعهم، يسهرون معظمَ الليالي في اللهو والباطل، فإذا جاء وقتُ القيام ناموا، بل ربما أضاعوا صلاةَ الفجْر مع الجماعة، وهذا مِن تلاعُب الشيطان بهم، ومكْره بهم، وصدِّه لهم عن سبيلِ الله، وإغوائه لهم.

 

فانتبهوا يا مسلمون لهذا الأمر:

والغرَض من إحياء ليالي العشر الأخير مِن رمضان هو تحرِّي ليلة القدْر، ورجاء موافقتها ونحن في طاعةِ الله - عزَّ وجلَّ - حتى تغفرَ لنا الذنوب؛ لما ورد في الصحيحين من حديثِ أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّه قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن قام ليلةَ القدْر إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدَّم مِن ذنبه)).

 

وصحَّ عنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال: ((فيه ليلةٌ خيرٌ مِن ألف شهر، مَن حُرِم خيرَها فقد حُرِم))؛ رواه أحمد والنسائي وصحَّحه شيخُنا، فمَن حُرِم خير هذه الليلة فهو الشقيُّ المحروم، إي وربِّي! كيف لا، وقد عرَف هذه الفضائل ثم ضيَّعها ولم يجتهدْ فيها؟!

 

وقد أنْزَل الله في فضلها قولَه سبحانه: ﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر: 3 - 5]، فقيامها والعمل ُالصالح فيها خيرٌ من عبادة ألف شهر ليس فيها ليلةُ القدْر، وألف شهر تعدِل: ثلاثًا وثمانين سنَة وثلاثة أشهر.

 

وقد أنْزل الله القرآنَ في هذه الليلة الشريفة؛ قال - تعالى -: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1]، وقال أيضًا: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ﴾ [الدخان: 3]، وهذه الليلة مباركةٌ تتنزل فيها الملائكةُ والرُّوح؛ أي: يكثر تنزُّل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها، والملائكة يتنَزَّلون مع تنزل البرَكة والرحمة، كما يتنَزَّلون عندَ تلاوة القرآن، ويُحيطون بحِلَق الذِّكْر ويَضعون أجنحتَهم لطالِب العِلم تعظيمًا له، والرُّوح هو جبريل - عليه السلام - خصَّه بالذِّكْر لشرَفه.

 

ووصفها بأنَّها سلام؛ أي: سالمة لا يستطيع أن يعملَ الشيطان فيها سوءًا أو يعمل فيها أذًى، كما قالَهُ مُجاهِد، ويكثر فيها السلامة مِن العقاب والعذاب بما يقوم به العبدُ مِن طاعة الله - عزَّ وجلَّ.

 

وفي هذه الليلة قال - تعالى -: ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ [الدخان: 4]؛ أي: يُفْصَل من اللَّوْح المحفوظ إلى الكَتبة أقدارُ السَّنة وما يكون فيها مِن الآجال والأرزاق وغيرها، وكل أمْر مُحكَم لا يُبدَّل ولا يغير، وكل ذلك مما سبَق عِلم اللهِ تعالى به وكتابته له، ولكن يظهر للملائكةِ ما سيكون فيها ويأمرُهم بفِعْل ما هو مِن وظيفتهم.

 

وكما ذكَرْنا أنَّ الله يغفر لمَن قامها إيمانًا واحتسابًا ما تقدَّم من ذنبه، فينبغي للمسلِم أن يقومها طاعةً لله وابتغاءَ مرضاته لا عادةً وتقليدًا للناس، والأفضل للمرأة أن تقومها ببيتِها لقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((صلاةُ المرأة في بيتها خيرٌ مِن صلاتها في حُجرتها، وصلاتها في حُجرتها خيرٌ من صلاتها في دارها، وصلاتها في دارها خيرٌ من صلاتها في مسجدِ قومها))؛ رواه الطبراني في الأوسط بإسناد جيِّد.

 

وقد أخْفَى الله عِلم ليلة القدْر عنِ العباد رحمةً بهم؛ حتى يكثُر اجتهادُهم في طلبها في تلك الليالي الفاضِلة بالصلاة والذِّكْر والدعاء، فيزدادوا قربةً من الله وثوابًا، وأخفاها ليتبيَّن بذلك مَن كان جادًّا في طلبها من الكسلان المتهاوِن، فإنَّ مَن حرَص على شيءٍ جَدَّ في طلبه، وهان عليه التعبُ في سبيل الوُصُول إليه، والظفر به، وكما قيل:

 

عَذَابُهُ فِيكَ عَذْبٌ
وَبُعْدُهُ مِنْكَ قُرْبُ
حَسْبِي مِنَ الْحُبِّ أَنِّي
لِمَا تُحِبُّ أُحِبُّ

 

أيُّها الإخوة الأفاضل، أيُّها الصائمون الكرام:

ليلة القدْر يُفتح فيها الباب، ويُقرَّب فيها الأحباب، ويُسمَع فيها الخطاب، ويَرِد الجواب، ويُكتب للعاملين فيها عظيمُ الأجْر والثواب، فاجتهدوا - رحمكم الله - في طلبها، فهذا أوانُ الطلب، واحذروا مِن الغفلة ففي الغفلة العطَب.

 

اللهمَّ اجعلْنا ممَّن صام الشهر، وأدرك ليلةَ القدْر، وفاز بالثواب الجزيل والأجْر، اللهمَّ اجعلْنا من السابقين إلى الخيرات، الهاربين مِن المنكرات، الآمنين في الغرفات، مع الذين أنعمتَ عليهم ووقيتهم السيئات، اللهمَّ أعِذْنا من مضلاَّت الفِتن، وجنِّبنا الفواحشَ ما ظهَر منها وما بطن، اللهم ارزقنا شُكرَ نِعمتك، وحسنَ عبادتك.

 

واجعلْنا مِن أهل طاعتِك وولايتك، وآتِنا في الدنيا حَسنةً وفي الآخِرة حسنةً وقِنا عذاب النار، واغفر لنا ولوالدينا ولجميعِ المسلمين برحمتك يا أرحمَ الراحمين.

 

أيها المسلمون:

وممَّا يَنبغي أن يُعلَم أنَّ ليلة القدْر تكون في أوتار العشر أوْكَد؛ لحديث عائشة - رضي الله عنها - أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((تحرَّوْا ليلة القدْر في الوترِ مِن العَشر الأواخر))؛ رواه البخاري.

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: لكن الوتر يكون باعتبارِ الماضي فتُطلب ليلةَ إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وليلة خمس وعشرين، وليلة سبْع وعشرين، وليلة تِسع وعشرين، ويكون باعتبار ما بقِي كما قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الْتَمِسوها في تاسعةٍ تبقَى، لسابعةٍ تبقى، لخامسةٍ تبقى، لثالثةٍ تبقى))، فعلى هذا إذا كان الشهرُ ثلاثين يومًا يكون ذلك في ليالي الأشفاع، وتكون ليلة الاثنين وعشرين تاسعةً تبقى، وليلة أربع وعشرين سابعةً تبقى، وهكذا فسَّره أبو سعيدٍ الخُدري في الحديث الصحيح، وإنْ كان الشهر تسعًا وعشرين، كان التاريخ الباقِي كالتاريخ الماضي.

 

وإذا كان الأمرُ هكذا، فيَنبغي أن يتحرَّاها المؤمِن في العشر الأواخر جميعها، كما قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((تحرَّوها في العشر الأواخر))؛ رواه البخاري.

 

وهي في السَّبع الأواخر أكثرُ؛ لحديث ابنِ عمرَ - رضي الله عنهما - أنَّ رِجالاً من أصحاب النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - رأَوا ليلةَ القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أَرى رُؤياكم قد تواطأتْ في السبع الأواخر، فمَن كان متحرِّيَها فليتحرَّها في السبع الأواخر))، وفي رواية لمسلمٍ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((التمسوها في العشر الأواخر، فإنْ ضعُف أحدكم أو عجز فلا يُغلبنَّ على السبع البواقي))، وأقربُ أوتار السبع الأواخر ليلةُ سبع وعشرين؛ لحديث أُبيِّ بن كعْب - رضي الله عنه - أنَّه قال: "واللهِ إني لأعلمُ أيّ ليلةٍ هي الليلة التي أمرَنا رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بقيامها هي ليلة سبْع وعشرين"؛ رواه مسلم، فقيل له: بأيِّ شيء علمت ذلك؟ فقال: بالآية التي أخبَرَنا رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أخبرَنا أنَّ الشمس تطلُع صبيحتَها لا شُعاعَ لها كأنَّها طَسْتٌ حتى ترتفع)).

 

فهذه العلامة التي رواها أُبيُّ بن كعب عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - مِن أشهر العلامات في الحديث.

 

وعنِ ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ليلةُ القدر سمحةٌ طلقةٌ، لا حارَّةٌ ولا باردة، تُصبح الشمس صبيحتَها ضعيفةً حمراء))؛ رواه ابن خزيمة والبزَّار، وسنده حسن.

 

ويستحبُّ مع الصلاة والذِّكْر وقراءة القرآن فيها الإكثارُ مِن الدعاء، فانتهز الفرصة - أخي المسلِم - وادعُ الله أن يوحِّد صفوفَ المسلمين، وأن يجمعهم على كتابِه وسُنة نبيه - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأن يُعيد لهم عزَّهم ومجدهم، ويرفعَ راية لا إله إلا الله عاليةً خفَّاقة في الأرض، وأن يُحرِّر بلادهم من كلِّ مستعمر دخيل، وأن يتحرَّر الأقصى مسرَى رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - مِن أغلال يهود، وأن يتحرَّر العراق مِن كل دخيل طامع في خيراته، وكل عدوٍّ متربِّص بدِينه وحضارته ووحدته.

 

استغل الفرصةَ - أخي في الله - لا كما يفعل البعضُ ممَّن يزيِّن له الشيطان سوءَ عمله فيضيِّع هذه الليلةَ المباركة بمُزمور الشيطان بالغِناء وما يُسمَّى بالأناشيد الإسلامية، والمعازف، وربَّما الرقص واللهو والطعام والحلويات، وغير ذلك من البِدَع والمُحْدَثات.

 

احذر احذرْ - أخي المسلم - فلا واللهِ ليس هذا مِن هَدْي النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولا أصحابه - رضوان الله عليهم أجمعين.

 

الجأْ إلى الله - عزَّ وجلَّ - وتضرَّعْ إليه أن يغفرَ ذنبك، ويتوبَ عليك، ويعتق رقبتَك من النار، ويعفوَ عنك.

 

فقد ورد عن السيِّدة عائشة بنت الصِّدِّيق - رضي الله عنهما - قالتْ: قلت: يا رسولَ الله، أرأيتَ إن عَلِمتُ أي ليلةٍ هي ليلة القدْر، ما أقول فيها؟ قال: ((قولي: اللهمَّ إنَّك عفوٌّ تحب العفوَ فاعفُ عني))؛ متفق عليه.

 

فالعفوُّ مِن أسماء الله تعالى، وهو المتجاوز عن سيِّئات عباده، الماحي لآثارها عنهم، وهو يحبُّ العفوَ، ويحب أن يعفوَ عن عباده.

 

قال يحيى بنُ معاذ: لو لم يكن العفوُ أحبَّ الأشياء إليه لم يَبتلِ بالذنب أكرمَ الناس عليه، يُشير إلى أنه ابتلى كثيرًا مِن أوليائه وأحبابه بشيءٍ مِن الذنوب ليعاملَهم بالعفو، فإنَّه سبحانه يحبُّ العفو.

 

وفي الحديث: ((قال الله تعالى: يا ابنَ آدم، إنَّك ما دعوتني ورجوتني غفرتُ لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم، لو بلغتْ ذُنوبك عَنانَ السماء ثم استغفرتَني غفرتُ لك ولا أبالي، يا ابن آدم، إنَّك لو أتيتني بقُرابِ الأرض خطايا ثم لَقِيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتُك بقرابها مغفرةً)).

 

وكان بعضُ المتقدِّمين يقول: جُرمي عظيم، وعفوُك كبير، فاجمعْ بين جرمي وعفوك يا كريم.

 

يَا رَبِّ عَبْدُكَ قَدْ أَتَا
كَ وَقَدْ أَسَاءَ وَقَدْ هَفَا
يَكْفِيهِ مِنْكَ حَيَاؤُهُ
مِنْ سُوءِ مَا قَدْ أَسْلَفَا
يَا رَبِّ فَاعْفُ وَعَافِهِ
فَلَأَنْتَ أَوْلَى مَنْ عَفَا

 

أيها المسلمون:

لو قام المذنبون في هذه الأسحار على أقدام الانكسار، وأكْثروا مِن الابتهال والتضرع والدعاء، لكان الجوابُ مِن الله الغفور الرحيم: أُشْهِدكم أني قد غفرتُ لكم، والمحبُّون تطول عليهم الليالي فيعدُّونها عدًّا لانتظارِ ليالي العشر في كلِّ عام، حتى يقوموا فيها بما يُرضي الرحمن، يا ليلةَ القدْر للعابدين اشْهدي، يا أقدامَ القانتين ارْكعي لربِّك، واسجدي، يا ألْسِنة السائلين جدِّي في المسألة واجتهدي.

 

يَا رِجَالَ اللَّيْلِ جِدُّوا
رُبَّ دَاعٍ لا يُرَدُّ
مَا يَقُومُ اللَّيْلَ إِلاَّ
مَنْ لَهُ عَزْمٌ وَجِدُّ

 

ليلة القدْر عند المحبِّين ليلةُ الحظوة بأُنس مولاهم وقُرْبه، وإنما يفرُّون مِن ليالي البُعد والهجر، فيا مَن ضاع عُمُره في لا شيء، استدركْ ما فاتك في ليلة القدْر فإنَّها تُحسب بالعمر.

 

أسأل اللهَ العظيم ربَّ العرش العظيم، بأسمائه الحُسْنى وصفاته العُلى، أن يجعلني وإيَّاكم ممَّن يستمعون القول فيتَّبعون أحسَنه، اللهمَّ آتِ قلوبنا تقواها، وزكِّها أنت خيرُ مَن زكَّاها، اللهم ارزقْنا الهُدى والتُّقى والعفافَ والغِنى، اللهمَّ ولا تجعلِ الدنيا أكبرَ همنا ولا مبلغَ عِلمنا، ولا إلى النار مصيرَنا، توفَّنا مسلمين، وألحِقْنا بالصالحين، غير خزايا ولا مبدِّلين ولا مفتونين، برحمتك يا أرحمَ الراحمين.

 

اللهمَّ أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر اللهم أعداء الدين، مِن اليهود والنصارى والزنادقة والملحدين، يا جبَّار السموات السبع والأرَضين، اللهم انصرْ إخواننا المستضعفين في كلِّ مكان، اللهم انصرهم نصرًا مؤزرًا، اللهم سدِّدْ رميهم، واقذف الرعب في قلوب أعدائهم، يا سميع يا عليم.

 

اللهمَّ آمنَّا في أوطاننا، وفرِّج الكرب عنا، اللهم احمِ المسجدَ الأقصى مِن كل سوء، اللهمَّ اجعلْ لنا من كلِّ همٍّ فرجًا، ومِن كل ضِيق مخرجًا، ومِن كل فاحشة سترًا، ومِن كل عسر يسرًا، اللهم ارحمْ شهداءنا، واشفِ جرحانا، وفكَّ قيود أسرانا، وعليك بمَن آذانا، اللهمَّ إنَّك عفوٌّ تحب العفوَ فاعفُ عنا.

 

اللهمَّ إنَّا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى، أن تُبرِم لهذه الأمَّة أمْر رشد، يُعزُّ فيه أهل طاعتك، ويُذل فيه أهل معصيتك، ويُؤمَر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر، وترفع فيه راية لا إله إلا الله.

 

اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ وبارِك على عبدك ورسولك سيِّدنا ونبينا وإمامنا وقدوتنا محمَّد بن عبدالله، وعلى آل بيته الطيِّبين الطاهرين، وأزواجه أمهات المؤمنين، وأصحابه والتابعين، ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين، وعنَّا معهم بفضلك ومَنِّك وكرمك يا أرحمَ الراحمين.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • فضل ليلة القدر وقيام الليل
  • من قام ليلة القدر
  • بمناسبة ليلة القدر
  • لماذا ليلة القدر؟
  • إحياء ليلة القدر.. وسنة الاعتكاف
  • ليلة القدر خير من ألف شهر
  • ليلة القدر (قصة قصيرة)
  • فضل العشر الأواخر وليلة القدر
  • الأحاديث الثابتة في ليلة القدر
  • ليلة القدر (بطاقة مهداة)
  • فضل قيام رمضان وفضل ليلة القدر
  • فضائل العشر الأواخر من رمضان وليلة القدر
  • أحيوا العشر واغتنموا ليلة القدر
  • وما أدراك ما ليلة القدر
  • فضائل ليلة القدر
  • ليلة القدر (بطاقة دعوية)
  • في ليلة القدر.. صفّ قدميك بين يدي مولاك وأهرق الدمع ندمًا على خطاياك
  • فضل ليلة القدر ومشروعية تحريها وقيامها
  • ليلة القدر
  • ليلة القدر
  • بيان أن ليلة القدر لا تأتي في الليالي الشفع من العشر الأواخر
  • ليلة القدر

مختارات من الشبكة

  • صيام التطوع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من آداب الصيام: صيام ستة أيام من شوال بعد صيام شهر رمضان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أجوبة مختصرة حول أحكام صيام التطوع(مقالة - ملفات خاصة)
  • أحكام صيام التطوع(مقالة - ملفات خاصة)
  • أحكام متفرقة في الصيام(مقالة - ملفات خاصة)
  • من صيام التطوع: صيام الأحد والاثنين والخميس والجمعة(مقالة - ملفات خاصة)
  • من صيام التطوع: صيام السبت(مقالة - ملفات خاصة)
  • من صيام التطوع: صيام أيام البيض(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل صيام الست من شوال: صيام الدهر كله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صيام الجوارح صيام لا ينتهي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
2- الله ينور عليكم
ناصر داخلي عبد الحافظ - مصر 27-06-2016 12:33 PM

الله يجزيكم كل خير ما شاء الله تبارك الله أوفيتم

1- ليلة القدر
حسن ابراهيم - السودان 24-07-2014 12:58 PM

السلام عليكم
لماذا أخفيت ليلة القدر؟

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب