• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / نصرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها / مقالات عن أم المؤمنين عائشة
علامة باركود

عبقرية عائشة أم المؤمنين (1)

علي حسن فراج

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/10/2010 ميلادي - 11/11/1431 هجري

الزيارات: 21935

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لا أعلم امرأة قديمًا أو حديثًا حَظِيَت بإعجابي وتقديري واحترامي وحبي كالصديقة بنت الصديق - رضي الله عنهما - وكلما زادت معرفتي بسيرتها وتاريخها، ازدادت منزلتُها وحُبُّها في قلبي وعقلي.

 

وإذا كان كلُّ مُسلم صحيح العقيدة يُشاركني هذا الحُبَّ والتقدير من زاوية شرعية دينيَّة، فإنِّي أجد لهذا الإعجاب والتقدير عاملاً آخر وهو عاملُ النبوغ والعبقريَّة، وأنا شديد التأثُّر بهما لدرجة بعيدة.

 

وما صار إليه حال الناس في هذه المرأة من كون جمهورهم يرى أنَّ مِن دينه ولاءَها وحُبَّها، كما ترى فئةٌ ما أنَّ مِن دينها عداء هذه المرأة وبُغضها، فكل ذلك يعد دليلاً على عبقرية الصديقة - رضي الله عنها - فإنَّ الناس لا ينقسمون ولا يختلفون - عادةً - إلا حول العباقرة والموهوبين، كما يقول الأديب الكبير عباس العقاد.

 

إنَّ مظاهرَ النبوغ والعبقرية والذَّكاء والألمعية لَتَقِفُ جنبًا إلى جنب مع الصِّفات الإيمانِيَّة، التي كانت تتحلى بها هذه المرأة الموهوبة، والتي رفعها رصيدها الإيماني إلى ذلكم الشرف العظيم، وهو أن تصبح زوجة للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الدنيا والآخرة.

 

ولا رَيْبَ أنَّ الزواج به - صلَّى الله عليه وسلَّم - منزلةٌ دينية، فقد وُعِد صاحباتُها بتضعيف الأجر لهن.

 

ومن هنا نَجد أنَّ الأقدار الماضية سبقت بأنَّ هذه المرأة ستكون زوجًا للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فعنْ عائشةَ - رضيَ الله عنها - أَنَّ النَّبِيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال لها: ((أُرِيتُكِ في المنام مَرَّتَيْنِ أرى أَنَّكِ في سَرَقَةٍ من حريرٍ، ويقولُ: هذه امرأتك فاكْشِفْ عنها، فإذا هي أنت، فأقول: إن يكُ هذا من عند الله، يُمْضِهِ))؛ رواه البخاري.

 

وقد أوصلها هذا الرصيدُ الإيماني أيضًا إلى أنْ تظفر بِمَحَبَّة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لها مَحبة شرعية قدمت فيها على سائر النِّساء، كما قُدِّم فيها أبوها على سائر الرجال، فقد روى البخاري عن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بعثه على جيش ذات السلاسل، قال: فأتيته، فقلت: أيُّ الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، فقلت: فمن الرجال؟ قال أبوها...".

 

ولقد كانت حُظوة عائشة عند النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وتقدُّم مكانتها عنده مما يشتهر ويعرف بين الناس الأباعد منهم والأقارب على السواء؛ فعن عائشة، قالت: "كان الناسُ يتحَرَّوْن بهداياهم يومَ عائشة".

 

قالت: "فاجتمعن صواحبي إلى أمِّ سَلمة، فقُلْنَ لها: إنَّ الناس يتحَرَّوْن بهداياهم يومَ عائشة، وإنا نريد الخير كما تريدُه عائشة، فقولي لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يأمر الناسَ أنْ يُهدوا له أينما كان، فذكرت أمُّ سَلَمة له ذلك، فسكت، فلم يردَّ عليها، فعادت الثانية، فلم يردَّ عليها، فلما كانت الثالثة، قال: ((يا أمَّ سلمة، لا تؤذيني في عائشة، فإنَّه والله ما نزل عليَّ الوَحْيُ وأنا في لحافِ امرأة منكنَّ غيرها))"؛ الترمذي (5/703).

 

إذًا لَم يكُن حبُّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لهذه المرأة حُبًّا طبيعِيًّا محضًا تُمليه العلاقة الزوجية، أو تقف خلفه الصفات الخِلْقِية ونحوها من تَمتُّع عائشة بالجمال، أو كونها البكر الوحيدة، التي بنى بها دون سائر أزواجه، بل كان للنَّصيب الإيماني الذي تتمتع بها الصِّدِّيقة أثرٌ كبير في حب النبي - صَلَّى الله عليه وسلم - لها.

 

وبالنظرة العَجْلَى إذا ما أردنا استكشافَ عبقرية هذه المرأة ونبوغها يُمكننا أنْ نرجعَ إلى كتب السِّيَر؛ لنقفَ منها على سِنِّ عائشة - رضي الله عنها - حينما توفي النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - عنها، فتلكم الأدوارُ الكبيرة والمناقب الجليلة لها هي التي سنقرؤها في سيرتها وحياتِها مع النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وما حازته من فضائلَ وتزكيةٍ من الله - تعالى - ومن نبيه - عليه الصلاة والسَّلام - من نحو قوله - عليه الصلاة والسَّلام -: ((هذا جبريل يُقرِئُكِ السلام))، أو من حيث قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((فضل عائشة على سائر النساء، كفضل الثريد على سائر الطعام))، كُلُّ ذلك حازته هذه المرأة بين سنِّ التاسعة - وهي سنها عند دخول النبي، صلَّى الله عليه وسلَّم، بها - والثامنةَ عَشْرَةَ عندما توفي عنها.

 

أجَلْ، من التاسعة إلى الثامنة عشرة.

 

أيُّ مجد حَقَّقه أو يُمكن أن يُحققَه أحدٌ من الناس في هذه السن الباكرة، نهاية الطفولة وبداية المراهقة، كم من ألوفٍ وملايين من الناس ذُكورًا وإناثًا لا تعني لهم هذه السنوات التِّسع من أعمارهم سوى اللَّهْو واللعبِ والسَّعادة، بسُقُوط المسؤوليات الاجتماعية، أو اللهث وراء نزوات المراهقة، ومُتطلباتها المعنوية والحسِّيَّة.

 

بل إنَّه حتى جُلّ العباقرة والعظماء لَتنسحِبُ منهم هذه المرحلة من حياتهم دونما أنْ تتحققَ فيها عظمتهم، أو يتجلَّى فيها نبوغهم.

 

غاية ما هنالك أنَّ عددًا من العباقرة والموهوبين تأخُذ مواهبُهم في الظهور والتجلِّي في نحو هذه السن، لكنك لا تجدُها تصل بهم إلى أن تكونَ هي مرحلة الاستحقاق للنَّعت بالعبقرية والألمعية والنبوغ.

 

وفوق ذلك فنبوغات العباقرة والعظماء وإن ظهرت باكرة، فهي منحصرة غالبًا في التفوق في موهبةٍ ما، كقول الشعر، أو حفظ العلم، أو الذكاء، وما شاكل، أمَّا عبقرية الصديقة، فهي عبقريَّة في الشخصية والخلق مع صحة الذِّهْن ورَجاحة العقل والكمال الإنساني الممكن للمرأة.

 

إنَّ حياةَ الشظفِ وضيق اليد التي نراها في البيت النبوي؛ حيث كان يَمُرُّ الشهر والشهران، وليس لأهله طعام إلا خبز الشَّعير، هذه الحياة القاسية وإن صبرت عليها كبارُ أزواج النبي - صَلَّى الله عليه وسلم - من أمثال سودة وأم سلمة وباقي الزوجات، التي عَرَكْنَ الحياةَ وعرفن حَقَّها من باطلها، وزُخرفها من جوهرها، فكيف واجهتها تلك الفتاةُ التي تودع صباها، وتدخل في فورة المراهقة؟

 

كيف كانت شخصيةُ عائشة من القُوَّة الإيمانية والنفسية حتى تصبرَ على هذه الحياة، حتى إنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لَمَّا بدأ بها في التخيير بين الصبر على شظف العيش والبقاء معه أو مفارقته، جاءت إجابتُها صارمةً واثقة، واختارت شظفَ العيش، والبُعْدَ عن المُتَع التي يُمكن أن تحلم بها بناتُ سنِّها.

 

إن هذه الشخصية العظيمة المترفعة عن حطام الدنيا الزائل في هذه السن الباكرة - لَم يكن غريبًا ولا عجيبًا منها بعد أن اكتهلت أنْ تقسم في اليوم سبعين ألفًا، وإنَّها لتُرَقِّع درعَها، كما قال ابنُ أختها عروة بن الزبير، أو أنْ يبعث إليها معاوية بقلادة بمائتين، فتوزعها على ضَرَّاتِها من أمهات المؤمنين حتى لم تتركْ شيئًا، أو أن يرسل لها ابن أخيها عبدالله بن الزبير بمائة ألف، فتوزعها كلها في الفقراء والمساكين، وعندما يأتي المساء وتريد أن تفطرَ من صومها وتطلب ما تفطر عليه، فلا تجد شيئًا، فتقول لها الخادمة: لو أبقيت درهمًا نشتري به لحمًا؛ لنفطر عليه، فتقول لها: لو ذكرتني لفعلت.

 

أيُّ استعلاء عن الدُّنيا وانزواء للقلب عنها بعد هذا الاستعلاء؟! أين منه ما تقوم به الرَّاهبات من الاعتزال عن الدُّنيا في الأديرة بزعم الانقطاع للآخرة[1]؟!

 

وإذا رجعنا إلى عائشة في العهد النبوي، وجدنا أنَّ التربيةَ النبوية والحافز الإيماني الذي وَقَر في قلب عائشة قد صعدا بها أعوامًا كبيرة فوق سِنِّها، مما جعلها تتصرَّف وتتعامل كامرأة ناضجة محنكة، وليست كصغيرة أو مراهقة.

 

ومع تلك الصرامة والنضوج العقلي المبكر جِدًّا عندها، واضطلاعها بمهامَّ تُناسب مقام زوجها، إلاَّ أنَّنا نُلاحظ أنَّ عائشة - رضي الله عنها - لَم تتنكر لسنِّها ومرحلتها العمرية تنكرًا تامًّا، ولم تنفصل منهما انفصالاً جذريًّا، بل نراها تلعب بالبنات في بيت النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وتأتيها أترابُها من ذوي سِنِّها فيلعبن معها، ويسمح لها النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بمشاهدة الحبشة، وهم يلعبون بالحراب في المسجد، ونحو ذلك من اللهو البريء.

 

يتبع بإذن الله تعالى.


[1] لسنا بصدد الحديث عن تقييم هذه الرهبنة شرعيا أو دنيويا ، وإنما المقصود بيان فضل الزهد الحقيقي الذي كان تتمتع به عائشة رضي الله عنها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • عائشة - رضي الله عنها- للشيخ سليمان السلامة (عرض تقديمي)
  • عائشة بنت أبي بكر العالمة، العابدة، المتصدقة
  • من مرويات أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - في الصحيحين
  • عائشة وأثرها في حياة تلامذتها
  • في محراب أمنا عائشة (قصيدة)
  • أعداء الطاهرة
  • إنها أم المؤمنين عائشة
  • عائشة وليس آشا!
  • الجانب الأدبي من حياة السيدة عائشة - دراسة أدبية
  • كنت عبقريا ولكن... (قصة)
  • عذرا أم المؤمنين (قصيدة)
  • الكريمة الطاهرة: عائشة بنت أبي بكر زوجة نبينا صلى الله عليه وسلم

مختارات من الشبكة

  • التراحم والأخوة بين المؤمنين (إنما المؤمنون إخوة)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • تفسير: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صفات المؤمنين في سورة المؤمنون(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بيان أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون، وأن محبة المؤمنين من الإيمان(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • أم المؤمنين عائشة (قصيدة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الرسالة الجامعة لخصائص أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها (WORD)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • الروضة الأنف (قصيدة في مدح أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما)(مقالة - ملفات خاصة)
  • السيدة عائشة أم المؤمنين وحبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم (٢)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • السيدة عائشة أم المؤمنين وحبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم (١)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الإشارات الرشيقة بفضائل أم المؤمنين عائشة الصديقة(مقالة - ملفات خاصة)

 


تعليقات الزوار
3- رضي الله عن صحابة الرسول أجمعين
جوري - المملكه العربيه السعوديه . بريده 07-12-2013 07:45 PM

جزيتم خيرا وافرا بإذنه سبحانه على جهودكم الجبارة ..

أسأل الله أن ينفع بها الإسلام والمسلمين ..
وأن تكون كتاباتكم سبباً في رفع الهمم ..

وأوافق أخي عبد الله بن واعلي من تونس على ما قاله ..

وفق الله المسلمين لما يحب ويرضى .

2- بارك الله فيكم
عبد الله بن واعلي - تونس 23-10-2010 05:50 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، و بعد/

بارك الله فيكم، و يجب في نظري اعتماد المنهجية الحديثة في التعريف بأصحاب النبي محمد صلى الله عليه و سلم...و أقصد بها التعريف بالمواهب الفنية و القدرات البشرية التي امتازو بها، ففي ذلك قدرة على جذب الجيل المعاصر لإكتشاف سيرة خير السلف.
مقال جيد و ممتاز
شكرا جزيلا لكم على المقال الرائع

1- رضى الله عنها وأرضاها
ابو مصعب المهاجر - بلجيكا 22-10-2010 12:29 AM

جزاكم الله خير على الموضوع الاكثر من قيم و في ميزان حسناتكم يا رب و كل الأجر و الثواب إن شاء الله لكم من الله على كل ما تقدمون لنا هنا ...

نشكر كل القائمين على هذا المنتدى القيم والمميز
سلام الله عليكم

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب