• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / مقالات
علامة باركود

أتاكم رمضان

أتاكم رمضان
أ. شائع محمد الغبيشي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/3/2024 ميلادي - 6/9/1445 هجري

الزيارات: 2071

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أتاكم رمضان

 

تشوَّقت نفوسُ الصحابة رضي الله عنهم لبلوغ شهر رمضان، فلما دخل الشهر وفازوا ببلوغه؛ قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتاكم رمضانُ؛ شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تُفتَح فيه أبواب السماء، وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغَلُّ فيه مَرَدَةُ الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِمَ خيرها فقد حُرِم))؛ [رواه النسائي وصححه الألباني، ولفظ أحمد: ((تفتَّح فيه أبواب الجنة))]، وفي الحديث دروس وهدايات؛ منها:

أولًا: حِرْصُ النبي صلى الله عليه وسلم على تبشير الناس وتهنئتهم برمضان، فينبغي أن نشيع الفرحة بقدومه بين الناس وفي بيوتنا ومجتمعاتنا؛ ليستشعروا عِظَمِ مِنَّةِ الله عليهم بإدراك هذا الشهر العظيم؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في المقارنة بين من أدرك رمضان، ومن مات قبله بسنة: ((فلَمَا بينهما أبعدُ مما بين السماء والأرض))، ما أعظمه من شهر! ولذا قال عليه الصلاة السلام لأصحابه مبشِّرًا: ((أتاكم رمضان؛ شهر مبارك))، قال بعض العلماء: هذا الحديث أصلٌ في تهنئة الناس بعضهم بعضًا بشهر رمضان، كيف لا يُبشَّر المؤمن بفتح أبواب الجنان؟ كيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران؟ كيف لا يبشر العاقل بوقت يُغَل فيه الشياطين؟ من أين يشبه هذا الزمان زمان؟[1].

 

ثانيًا: قوله صلى الله عليه وسلم: ((أتاكم رمضان)) يفيد أن رمضان يقدَم ويعود في كل عام، إنما يتخلف عن إدراكه هم العباد، فمنِ اخْتَرَمَتْهُ الْمَنِيَّةُ لم يدرك الشهر، وفي ذلك حثٌّ للعباد أن يستغلوا بلوغ شهر رمضان، ويُحسنوا استثماره، ويحمدوا الله ويشكروه على أن مدَّ في أعمارهم حتى أدركوا شهر رمضان، كم من صديق وقريب وحبيب عاد رمضان، وقد رحل عن صفحة الحياة، وكان في عداد الموتى! فالموفَّق مَنِ استثمر بلوغ شهر رمضان، وغاية الغَبنِ والحرمان أن يُفرِّط العبد فيه بعد إدراكه، ويضيع زمانه النفيس؛ قال ابن القيم رحمه الله: "والله سبحانه يعاقب من فتح له بابًا من الخير فلم ينتهزه بأن يَحُول بين قلبه وإرادته، فلا يمكِّنه بعدُ من إرادته عقوبةً له"[2].

إذا هبت رياحك فاغتنمها
فإن لكل خافقةٍ سُكُونُ
ولا تغفُل عن الإحسان فيها
فلا تدري السكون متى يكونُ

 

ينبغي لنا أن نستحضر أنَّ رمضان كما وصفه الله عز وجل أيام معدودات، سرعان ما يُولِّي، فهو موسم فاضل، ولكنه سريع الرحيل، فينبغي للعبد أن يحرص على استغلاله، فإن المشقة الناشئة عن الاجتهاد في العبادة تذهب، ويبقى الأجر، وشرح الصدر، فإنْ فرَّط الإنسان ذهبت ساعات لهوِه وغفلته، وبقيت تَبِعاتها وأوزارها.

 

ثالثًا: أن رمضان شهر مبارك، بركة في العمر بأن يوفِّق الله العبد فيه لطاعته من الصيام والقيام، والذكر وقراءة القرآن، والبر صلة الأرحام، فيكون سببًا في صلاح قلبه، وتحقيق منزلة التقوى، ومغفرة الذنوب والخطايا، والتزود من الصالحات، وتلك – والله - من أعظم بركات هذا الشهر.

 

ومن بركة رمضان البركة في الأسرة باجتماعها وتعاونها على البر والطاعة وجمع شملها، فكثير من البيوت يكون رمضان شهر صلاحها وصفاء نفوسها، وزوال ما بينها من الشحناء والخلاف الذي زَرَعَهُ الشيطان، فرمضان فرصة عظيمة لهداية الأسرة واستقامتها، خاصة إذا وُفِّق الوالدان للدعاء لهم بالهداية والصلاح، ووَضَعَ ربُّ الأسرة خطة إيمانية لإصلاح أسرته، فالشياطين مكبَّلة مصفَّدة، وأبواب السماء مُفتَّحة، فدونكم عباد الله هذه الفرصةَ العظيمة لاستصلاح أبنائكم وأهليكم، فالمنادي ينادي: "يا باغي الخير أقْبِلْ، ويا باغي الشر أقْصِرْ".

 

ومن بركات شهر رمضان البركة في البدن؛ ففيه أكلة السحور؛ التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: ((تسحَّروا؛ فإن في السحور بركةً))؛ [رواه البخاري ومسلم]، "والبركة في السحور تحصل بجهات متعددة؛ وهي اتباع السنة، ومخالفة أهل الكتاب، والتقوِّي به على العبادة، والزيادة في النشاط، ومدافعة سوء الخلق الذي يثيره الجوع... والتسبب للذكر والدعاء وقت مَظِنَّة الإجابة"[3].

 

ومن بركة شهر رمضان أن فيه ليلةَ القدر، وهي ليلة مباركة رفيعة القدر عظيمة المكانة؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾ [الدخان: 3]؛ تأمل قوله صلى الله عليه وسلم: ((لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِمَ خيرها فقد حُرِم)).

 

رابعًا: في قوله صلى الله عليه وسلم: ((فرض الله عز وجل عليكم صيامه)) بيان أن أعظم ما يتقرب به العبد في هذا الشهر هو الصيام، فينبغي للعبد أن يحرِص على صحة صيامه وتمامه؛ وليستشعر قول ربه جل وعلا: ((كل حسنة يعملها ابن آدم تُضاعَف له من عشرة إلى سبعمائة ضعف، ‌إلا ‌الصوم، ‌فإنه لي وأنا أجزي به؛ يَدَعُ شهوته وطعامه وشرابه من أجلي))، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((وللصائم فرحتان؛ فرحة عند الإفطار، وفرحة عند لقاء ربه يوم القيامة))؛ [رواه البخاري].

 

خامسًا: أن أبواب السماء تُفتح في رمضان، وذلك دليل على كثرة التوبة والغفران، وإجابة دعاء الداعي، وقبول أعمال العبد الصاعدة إلى ربه عز وجل، فَلْنَغْتَنِم هذه الفرصة العظيمة بالتوبة والاستغفار، والمسارعة في الخيرات، وكثرة اللهج والضراعة بالدعاء.

 

سادسًا: أن أبواب الجنة تُفتح في رمضان، شهر كامل وأبوابها مفتحة ليطمع عبادها في الفوز بها؛ قال الأمير الصنعاني: "(تفتح أبواب الجنة)، التي هي دار الصائمين والأبرار، كأنه يُقال: قد أهبت ‌لكم ‌الدار، ‌وفُتحت ‌أبوابها، فبادِروا بالأعمال التي يُستحَق بها سُكناها))[4]، ويتذكر البعد بشهر رمضان موعد سوق المتقين إلى أبواب الجنة، ويطمع أن يكون مع ذلك الوفد المكرَّم؛ قال تعالى: ﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [الزمر: 73، 74].

 

سابعًا: أن أبواب النار تُغلَق في شهر رمضان، وفي ذلك حثٌّ للعباد على الفرار منها، والسعي للنجاة من دخولها، وذلك هو الفوز العظيم؛ قال تعالى: ﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ﴾ [آل عمران: 185]؛ ولذا طمأن الله عباده في رمضان بأن غلَّق أبوابها، ومنحهم فرص العتق منها؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله ‌عتقاءُ في كل يوم وليلة - يعني في رمضان - لكل عبدٍ منهم دعوة مستجابة))؛ [رواه أحمد والبزار، وصححه الألباني].

 

ثامنًا: أن الشياطين تُغَلُّ وتُسَلْسَلُ في شهر رمضان، وفي ذلك تذكير للعباد بعداوة الشيطان، وأنه حريص على إضلاله وإغوائه، فينبغي للعبد أن يحذر منه، ويستعذ بالله من شرِّه؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [فاطر: 6]، ومن رحمة الله بنا أن سلسله وغلَّه في شهر رمضان، وهي فرصة للفِكاك من أسْرِهِ، والإقبال على الله عز وجل، والتوبة والإنابة، والرجوع والفرار إليه سبحانه، فمن لم يُغفَر له في رمضان، فمتى يُغفر له؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((أتاني جبريل عليه السلام، فقال: يا محمد، من أدرك شهر رمضان فمات، ‌فلم ‌يُغفر ‌له، فأُدخل النار، فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين...))؛ [رواه الطبراني، وصححه الألباني].

 

اللهم بلغنا رمضان ووفِّقنا فيه للبر والإحسان، واجعلنا ممن يفوز بالتقوى والغفران يا رحيم يا رحمن.

 

 


 

[1] لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف (ص264، ت: عوض الله).

 

[2] زاد المعاد، ابن القيم (3 /501).

 

[3] دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ (2/ 293).

 

[4] التنوير شرح الجامع الصغير (6/ 271).

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أتاكم رمضان شهر مبارك
  • أتاكم رمضان فشمروا (خطبة)
  • أتاكم رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • رمضان موسم التجارة الرابحة وقوله صلى الله عليه وسلم: أتاكم رمضان شهر مبارك(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • رمضان موسم التجارة الرابحة وقوله صلى الله عليه وسلم: أتاكم رمضان شهر مبارك(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • رمضان موسم التجارة الرابحة وقوله صلى الله عليه وسلم: أتاكم رمضان شهر مبارك(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • الفائزون والمغبونون في رمضان، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أتاكم رمضان شهر مبارك)(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ﴿ وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ﴾(مقالة - آفاق الشريعة)
  • {ليبلوكم فيما آتاكم} (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شبهة والرد عليها في حجية السنة: الاستدلال بآية (وما آتاكم الرسول فخذوه)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وما آتاكم الرسول فخذوه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتا أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب