• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / خطب رمضان والصيام
علامة باركود

الاستثمار الرمضاني (خطبة)

الاستثمار الرمضاني (خطبة)
د. فؤاد صدقة مرداد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/4/2020 ميلادي - 7/9/1441 هجري

الزيارات: 35842

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الاستثمار الرمضاني


الخطبة الأولى

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، وجاهد في الله حق جهاده، فجزاه الله عنا خير ما جزى نبيًّا عن أمته، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد:

فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله؛ أيها المباركون، وانطلقت التبريكات والدعوات، ومعها أسدل الستار على الذكريات، ها هم الناس اليوم يدعو بعضهم لبعض ببلوغ شهر رمضان، وكأننا أسدلنا ستارًا على أحزان وذكريات مرت علينا في رمضان الماضي، فبنهايته كان كل واحد منا يتساءل: هل سيعاد عليه مرة أخرى أو لا؟ هل تقبل الله منه ما قدمه من عمل أو لا؟ هل كان ثمت تقصير وكان الأجدر به أن يصلح ذلك التقصير؟ ومضت رحلة رمضان الذي كان بالأمس القريب كأنه بالأمس القريب، وجاء الجديد أو اقتربنا من الجديد، وبدأت رحلة مختلفة مرة أخرى لتقلب الموازين، فهاهم رجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلمان في وقت واحد، ثم يكون أحدهما أشد من الآخر اجتهادًا في العبادة، ثم يصطفيه الله بالجهاد في سبيل الله ليموت شهيدًا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأما الآخر فيمكث بعده سنة، ثم يموت موتةً طبيعية، ليرى طلحة بن عبيدالله في المنام أنه كان يوم القيامة وأن رجلًا خرج أو مناد خرج من الجنة ينادي، فنادى الثاني دون الأول، فدخل الثاني الذي تأخر سنة ومات ولم يكن مجاهدًا - يعني: لم يكن موته شهيدًا أو لم يكن مات ميتة شهيد - فيناديه ليدخل الجنة، ثم يخرج بعد ذلك لينادي الآخر، ثم يخبر طلحة بأنه لم يأت موعده بعدُ، فيستيقظ طلحة، ويُخبر الناس بالمنام، فيتعجب الناس من هذه الرؤية، وينتقل الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فيقول: أتعجبون من هذا؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: أليس هذا مكث بعده سنة؟ قالوا: نعم، قال: أدرك رمضان ثم صلى كذا وكذا في المسجد بالسنةِ؟ قالوا: نعم، قال: كان بينهما كأبعد ما بين السماء والأرض.

 

فرصة استثمارية جديدة، رمضان استثمار؛ لأن فيه من المزايا ما لا يوجد في غيره، فأبواب المغفرة مفتوحة من صيام وقيام، بل قيام ليلة فيه كفيلةٌ بغفران الذنب كله، بل الصيام فيه من المزايا ما لا يوجد في غيره؛ فجزاؤه أصلًا لا عدل له؛ كما جاء به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وباب إجابة الدعاء وباب الريان والمضاعفات الخيالية في العبادات المختلفة، حتى العبادات المعروفة مسبقًا بأجورها تختلف أجورها في رمضان حالها كحال العمرة وغيرها، الواحد في رمضان يدرك أنه داخل إلى ساحة سباق، ويريد أن يتسابق، ويزاحم على المقدمة، ويدرك كذلك بأن الفرصة قد لا تتكرر، كل ذلك يجعل من رمضان ساحة استثمار؛ ما الاستثمار؟ دعوني أنقلكم إلى الدنيا لأنقل لكم تعريف الاستثمار عند هيئة سوق المال، استثمار الدنيا يقولون: تأجيل الحصول على منفعة حالية من أجل الحصول على منفعة مستقبلية أكبر، هكذا يعرف الاستثمار في الدنيا تؤجل الاستفادة من شيء ما لتحصل على شيء آخر أفضل وأكبر وأعلى في المستقبل، القضية نفسها في رمضان، فالواحد منا يؤخر الاستفادة من طعامه لتجوع أحشائه، ويفطر في المغرب من أجل منفعة أكبر يوم القيامة، وربما ينتصب أو تنتصب قدماه طاردًا للنوم من أجل مصلحة أخرى أكبر يوم القيامة، وهكذا هو الاستثمار، اليوم سنتحدث عن الاستثمار، وهذه المرة حديثنا بالخطوات العملية إذا أردنا أن ندخل على رمضان فلنتحول إلى عمل، والعمل يعني برامجَ، يعني خطوات، يعني إجراءات، فإذا أراد كل واحد منا أن يتحول رمضان إلى مشروع استثمار، فليعلم الجميع أنه أمام ثلاث زوايا من الاستثمار.

 

الزاوية الأولى: أن يكون الواحد فينا لديه مشروع سابق يستمر عليه نسميه استكمال مسيرة؛ كان متعودًا على ألا يفوت التراويح وسيستمر على ذلك، كان متعودًا على أن يُفطر قدرًا معينًا من الصائمين في رمضان، وسيستمر على ذلك، كان له ورد من القرآن لا يتركه وسيستمر على ذلك، هذا يسمى استكمال مسيرة.

 

أما الزاوية الأخرى في مشروعك الاستثماري الرمضاني الكبير، فتصحيح الخطأ: كان عنده خطأ بإضاعة شيء من وقته في جلسات لا فائدة فيها، وعقد العزم في هذا العام على أن يغير، كان عنده خطأ بضياع وقته أمام مسلسلات أو برامج لا فائدة منها، بل تجلب له الإثم والبعد عن رحمة الله، سيعقد العزم في هذا العام على أن يصحح هذا الخطأ، كان ربما يطلق لسانه بالغيبة والنميمة، وعقد العزم في هذا العام على أن يصحح الخطأ.

 

أما الزاوية الثالثة في مشروعك الاستثماري الكبير في رمضان، فهي التجديد والإبداع، وإضافة أشياء لم تكن موجودةً في جدولك السابق، إما أن تكون لم تكن موجودةً أصلًا أو كانت موجودة، وتريد أن تجددها بشكل آخر، وعندها نقول: إنها الخطوات العملية، فما الخطوات العملية؛ لكي أكون مستثمرًا جيدًا في رمضان؟ كي يكون الواحد مسابقًا في رمضان، كي أحصل على أكبر قدر ممكن من منفعة مستقبلية في رمضان، خذوها خطوات:

الأولى: ضع هدفًا ورؤيةً واضحة، واسأل نفسك هذا السؤال: أين كنت؟ وأين تريد أن تكون؟ والجواب بمقارنة موسمين فقط، رمضان عام 1436 رمضان عام 1437 مقارنة، كم ختمة ختمت في 36؟ كم تريد أن تختم في 37؟ كم إجمالي من فطرت من الصائمين في رمضان 36؟ كم تريد في 37؟ وهكذا تحدد الأهداف بوضوح وأنت تتطلع إلى المزيد؛ لأن الله أكرمك بالبلوغ.

 

ثانيًا: إنها التهيئة النفسية والإيمانية والمعنوية، وترك شواغل هذه الدنيا، وهذا أمر قد تكرر كثيرًا إننا بحاجة إلى أن ننهي كل الشواغل التي يمكن أن تشغلنا في شهر رمضان.

 

ثالثًا: تلك الأهداف التي قلتها في بداية الخطوة الأولى اكتُبها ولو على ورقة صغيرة، علِّقها في بيتك، أو على سيارتك، التزم بها وأنت تراها، في هذا العام سأختم 5 ختمات، في هذا العام لن أترك يومًا واحدًا تضيع فيه صلاة التراويح، في هذا العام سأؤخر وِتْري إلى ما قبل صلاة الفجر، في هذا العام لن أضيع اعتكاف في مسجد ولو يومًا أو يومين أو ثلاثة، وهكذا، حدِّد، اكتُب، اجعلها أمامك.

 

رابعًا: استغل كل الأوقات البينية التي ربما يتجاهلها الناس، في الطريق، في الزحام، في السيارة، في مكان انتظار، في أي مكان يمكن أن تستغل استغل، تستطيع أن تقرأ القرآن في مكان ما وهناك فرصة للقراءة، لا تستطيع القراءة للقرآن تستطيع التسبيح والاستغفار، كل وقت يمكن أن تستغله فاستغله؛ قال: استغليت الوقت الذي اقضيه من بيتي إلى عملي في الاستغفار، فاتضح لي أن ال20 دقيقة تحقق لي عددًا ليس باليسير من الاستغفار، فالتزمتُ بذلك، كل وقت تستطيع أن تستغله فاستغله.

 

خامسًا: نافس الأقوى، وابحث عن من هو أفضل منك، وستجدهم في السابقين أو في اللاحقين المعاصرين، ستجد شخصًا دخل في رمضان من اليوم الأول اعتكافًا في الحرم، بعضهم طلق الدنيا من أول يوم في رمضان، أعرف رجلًا من رجال الأعمال يجهز شيكات راتب شهر رمضان لموظفيه، ويوقعها قبل رمضان، تُصرف لهم في آخر رمضان، لكن ما إن يدخل اليوم الأول من رمضان إلا وقد اعتكف في الحرم المكي 30 يومًا لا يخرج من الحرم إلا بعد أن يقال غدًا العيد، طلَّق الدنيا، هذه الصور والقدوات ترفع همة الإنسان لكي ينافس، طفل يختم 11 ختمة، وآخر 15 ختمة، وواحد يجلس يجادل نفسه في ختمة واحدة هل يختمها أو لا يختمها، قارن نفسك بمن هو أقوى منك.

 

سادسًا: اخرج من القرية، القرية التي حولك من أصدقاء سوء أو أناس يضعفون همَّتك، ابتعد عنهم، أشخاص أو زمان أو مكان، كل شخص يكون غير معين لك ابحث عن غيره، وهنا أقول: كوِّن لك رفقة صالحة، زوجتك، أسرتك، كل من حولك، استعن بشخص يستطيع أن يكون محفزًا لك قربه منك، كل هذا سيعينك بإذن الله تعالى على أن ترتفع همتك في شهر رمضان.

 

أغلق مداخله، فالشيطان يعرف كيف يدخل عليك، يدخل عليك من طعامك، من شرابك، من أوقاتك، من كل شيء، يعرف السبيل الأسرع إلى قلبك، فحاول أن تغلق ذلك المدخل، قاوم الملل بالتغيير، ادعُ الله أن يوفقك دائمًا وأبدًا، اجعل في كل دعاء بين الأذان والإقامة، في السجود، في السحر، أن تدعو الله عز وجل أن يُلهمك التوفيق، أن يأخذ بمجامع قلبك إلى التوفيق للعبادة: ﴿ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللهِ... ﴾ [هود:88].

 

وأخيرًا، أعلن مع الله صدقًا أنك تريد أن تجدد في كل عبادة معه، وفكر في برامج مختلفة في شهر رمضان، مثل ماذا؟ حديثنا إن شاء الله عنها في الخطبة الثانية، أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد، والرعاية والرشاد، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه فيالَ فوز المستغفرين.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله وحده،‏ والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده، أما بعد:

فإخوتي في الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله‏، ليس التجديد والإبداع في رمضان بهذه الشعارات التي خرجت للناس ملونة، أو حتى بالأواني المنزلية الملونة، أو غيرها من الأشياء التي تدل على أن رمضان على الأبواب، ليس هذا هو التجديد، التجديد أن أفكر في أعمال يتضاعف بها الأجر عند الله الكبير المتعال، أفكر في أعمال ربما لم يفكر فيها غيري، فأدخل على الله بأبواب الحسنات المختلفة، خذوا أمثلة: وأنا على يقين بأن كل واحد إذا أعطى من وقته تفكيرًا في هذا المجال، فسيأتي بعشرات الأفكار، والله الموفق.

 

أولًا: العمرة في رمضان حجة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والسنة أن الإنسان يعتمر عمرةً واحدة ولا يكررها، ولا بأس إن كرر لكن السنة أن يعتمر عمرة واحدة إلا إذا اعتمر عن ميت، تريد أن تكرر العمرة بأجر؟ تريد عددًا من الحِجج مع الرسول عليه الصلاة والسلام؟ عندما تريد أن تذهب إلى مكة خُذ معك بعض أصدقائك، أقاربك، اتصل على خالتك أو عمتك، وتعرف أنها لا تستطيع أن تذهب؛ لأنه لا يوجد لديها شخص يقودها بسيارته، فتكفَّل أنت أن تأخذها إلى مكة لتعتمر، فتأخذ مثل أجرها، قصر بك الحال اذهب إلى موقف السيارات الذي ينقل الناس إلى مكة، وهناك ادخل على إحدى السيارات وقل لصاحب السيارة الذي ينقل هؤلاء، هؤلاء جميعًا حسابهم علي، الخمسة هؤلاء كلهم أريد أنا أن يعتمروا أو أكون سببًا في عمرتهم، مبالغ يسيرة تساوي أرقام هائلة، قد يتكرر الأمر باستئجار باص واحد، وتتفق مع أحد المساجد على أن يأتيهم يوم الجمعة، فينقل الناس إلى مكة، وخذ من العمرة ومن مئات الآلاف من الصلوات الذين ذهبوا يصلون في مكة، فلو صلوا ثلاثة صلوات كل واحد منهم 300 ألف صلاة، كم عددهم؟ اضرب ضعفها إلى ميزان حسناتك إن صدقت مع الله جل في علاه.

 

ثانيًا: أريد أن يأجرني الله بأجر يماثل أكثر من ليلة قدر، أولئك الذين يذهبون للاعتكاف، اعتكفوا في جدة، في مكة، في المدينة، وربما ظروفي لا تسمح أن اعتكف، لكنني عرَفت أن هناك من سيعتكف، فجئت وسهلت له اعتكافه، يسرت لشخص أن يذهب للاعتكاف بدفع مبلغ يسير؛ لكي يعتكف في مكة أو في المدينة، ألا أشاركه أجره؛ لأنه اعتكف، وكنت سببًا في اعتكافه! أفكار لا تنتهي.

 

ثالثًا: التفطير وتفطير الصائمين، أبواب خير عظيمة جدًّا، لكنها ليست فقط في قضية التفطير، سأجعل يومًا في خلال الشهر لتفطير الجيران، فيصبح تفطيرًا وإحسانًا إلى جار، ويومًا آخر للأرحام وتفطير وصلة أرحام، ويومًا ثالثًا للفقراء سأذهب إلى بعض الفقراء وأدعوهم إلى بيتي، أو آخذ أسرتي بالكامل للإفطار مع بعض الفقراء، أو الذهاب إلى أماكن الأيتام، إحدى الدور أو الجمعيات؛ مثل: جمعية البر أو غيرها ... أُنسق أن أذهب أنا وزوجتي وأولادي، زوجتي وبناتي سيدخلون إلى القسم النسائي عند أيتام من النساء، وأدخل أنا وأولادي إلى جهة الرجال وهكذا...، كان تفطيرًا وكانت مواساة، إفطار مع الجاليات هؤلاء الذين تغربوا عن ديارهم ومن بيوتهم، هؤلاء يذهب الإنسان إليهم يفطر معهم في يوم ما في أماكن سكنهم، أو حتى يأتيهم بعد صلاة العشاء بطعام العشاء ويجلس معهم ويحادثهم يوم واحد، بساعة واحدة، كم لها من الأجر عند الله جل في علاه، وغير ذلك من السلة الرمضانية وغيرها.

 

الفائض من الطعام مشروع في كل عمارة سكنية يتبناه شخص، ويحدد مع الجيران بأننا بعد صلاة العشاء أو بعد صلاة المغرب بنصف ساعة، نأخذ الفائض من طعامكم ونجهزه ونذهب به للتوزيع، مشروع يسير لا يكلف شيئًا كثيرًا، لكنه يمكن أن ينطلق به شخص واحد من كل عمارة سكنية ويغير شيئًا كثيرًا.

 

القرآن، في هذه المرة سأقرأ أنا القرآن لكنني أيضًا سأكسب أجر الآخرين، ربما أشتري عددًا من المصاحف، ثم أوزعها على أقاربي، سأشتري 50 مصحفًا، 30 مصحفًا، أنا أدرك أن الناس يقرؤون القرآن في رمضان، أريد أن أشاركهم الأجر، 20 مصحفًا توزَّع على الأقارب أو على الجيران، أو حتى على أصدقاء العمل بشكل أو بآخر، ختمة أسرية أسبوعية نبدأها مع الأولاد والزوجة، هذه الختمة طوال الشهر هدفها أن نمر على القرآن قراءة نظرية واحدة، كل يوم جزء، من 20 دقيقة، كل واحد من الأبناء يقرأ قليلًا من أجل أن نتعلم القرآن معًا.

 

لو كان هناك تدبر لربع يس (جزء ربع يس)، اشترينا تفسيره ثم جلسنا مع أبنائنا في كل أسبوع نقرأ قليلًا من التفسير، كان في ذلك تعامل مختلف مع كتاب الله جل في علاه.

 

مسابقة الإنجاز الرمضاني للأسرة للأولاد، أضعها على جدار البيت يتنافسون، كم صليت؟ كم تصدقت اليوم؟ هل صليت التراويح؟ هل قرأت وردك من القرآن؟ وكل منهم يضع نجمته في مكانه من أجل أن يتنافس، وأنت ولي أمر هذه الأسرة تؤجر بإذن الله تعالى على ذلك.

 

المكتبة الرمضانية، مر على المكتبات خُذ بعض الكتب اليسيرة التي تتحدث عن رمضان وغيره، بعضها للأطفال، بعضها للشباب، بعضها للنساء، فكلٌ يأخذ ما يناسبه.

 

الشخصية الأسبوعية، نختار شخصيةً في الأسبوع من الصحابة، اختر ثلاثة من الصحابة، أربعة من الصحابة، ويوم الجمعة يمكن أن تجلس معه أسرتك للمحادثة حول هذه الشخصية.

 

بعض العادات السلبية كغضب أو انفعال أو تدخين، أو بعض العادات الإيجابية التي يحتاج إلى تثبيتها؛ كأذكار، أو صلاة ضحى، كل ذلك مما يمكن.

 

إطلاق مشروع إصلاح ذات البين في الخلاف، فرمضان فرصة سانحة.

 

مصلى البيت، لماذا لا يكون هناك في البيت زاوية تحدَّد على أن تكون مصلًّى، هذا المصلى يفرش بطريقة صحيحة وجميلة، ثم يوضع فيه ما يشجع على الصلاة، من حاملات المصاحف وحتى من الطيب وغيرها، فتصلي فيه نساء البيت، وأنت إذا جئت في آخر الليل وجدت مكانًا مهيأً مرتبًا؛ لكي تصلي صلاةً خاشعةً.

 

رحلة أسرية مع أولادك إلى إحدى المساجد، تتفق مع إمام المسجد أننا بعد صلاة التراويح في هذا اليوم سآتي أنا وأبنائي وأطفالي بهدف واحد وهو تنظيف المسجد، نريد أن نغلق الأبواب وأتجه أنا وأسرتي إلى تنظيف المسجد، يعيشون معًا ما معنى كلمة المسجد.

 

حصالة الأسرة، حصالة يسيرة يمكن أن توضع في مكان، ثم يطلب من كل ابن في الأسرة أن يضع فيها ما يتيسر له أن يضعه، ريال، ريالين، خمس ريالات، أيًّا ما كان، ثم في آخر الشهر أو في نصفه تفتح وتوزع كصدقات.

 

ماذا لو اخترت مقاطع جميلة من دقيقة أو دقيقتين، وبحثت عنها في الإنترنت، ثم بعثتها يوميًّا برسائل عبر الواتس آب، أو رسائل تذكيرية إس أم إس مثلًا، وتذهب لكل من حولك، مقاطع مؤثرة ما يدريك لعل مقطعًا تذرف فيه دمعة، ويكون من ورائه خشية، تؤجر به عند الله جل في علاه.

 

ماذا لو كتبنا في قصاصة صغيرة دعاء السوق الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح الترمذي أنه عليه الصلاة والسلام قال: ((من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، كتَب الله له ألف ألف حسنة))، أي: مليونًا، ((ومحا عنه ألف ألف سيئة))؛ أي: مليونًا، ((ورفع له ألف ألف درجة))؛ أي: مليونًا؛ [رواه الترمذي]، ثلاثة ملايين لو أنت قلت هذا الذكر، فلو كتبته على قصاصة، وطبعته بشكل جميل، وجعلت في كل يوم أو يومين تذهب إلى هذه المولات التي يضج الناس فيها، وعلى بوابة المول أحد أطفالك الصغار يوزع هذه القصاصة الصغيرة عليهم وهم داخلون، من الذي سيتردد على أن يقول هذا الأجر! فإن قاله أخذ الثلاثة ملايين، وشاركته أنت أيضًا في الثلاثة ملايين، والأمر لا يعدل ريالات في الطباعة والإخراج.

 

ماذا لو أننا استطعنا أن نلزم أنفسنا بقضية يوم أو يومين في الأسبوع للجلوس إلى الإشراق ونصلي ركعتين إشراق، لنأخذ حجة وعمرةٍ تامة تامة تامة.

 

وأخيرًا، ماذا لو أن كل واحد منا نظر إلى رمضان بشكل مختلف، وأدرك أنه يتعامل مع الله، وأن الله كريم؛ فإذا صدق الإنسان كان خيرًا له: ﴿ فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ﴾ [محمد: 21]، اصدق مع الله، اصدق مع الله، سيفتح الله عليك أبوابًا لا تتخيلها في المتاجرة مع الله، وعندها ستكون المستثمر الحقيقي.

 

أسال الله العلي العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يجعلنا وإياكم ممن يصطفيهم ويجتبيهم، ويأخذ بمجامع قلوبهم إلى كل خير، اللهم اغفر ذنوبنا واستُر عيوبنا وتولَّ أمورَنا.

 

ألا وصلوا وسلموا على البشير النذير والسراج المنير؛ فإن الله أمركم في كتابه قائلًا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾[الأحزاب: 56].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • شهر رمضان المبارك والإشكاليات الرمضانية في قبيلة مزغوم
  • الفرحة الرمضانية واجبة شرعية
  • المنتقى من اللقاءات الرمضانية للعلامة ابن عثيمين
  • استعدوا لرمضان
  • خطبة: التهيؤ لرمضان
  • البرنامج الرمضاني وقت السحور والفجر

مختارات من الشبكة

  • أفضل أنواع الاستثمار(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الاستثمار الآمن في المؤسسات الخيرية (2)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مقاييس حرارة الاقتصاد(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • رمضان الاستثمار المضمون (وبينات من الهدى والفرقان)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الاستثمار الذكي لشهر رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • الاستثمار الأمثل في عشر ذي الحجة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أوقات المسلم في رمضان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حكم شهادات الاستثمار ذات الجوائز(مقالة - موقع د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري)
  • العولمة والتأهيل(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • الاستثمار الحقيقي ((أو ولد صالح يدعو له))(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب