• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / ملف الحج / مقالات في الحج
علامة باركود

الحج والمرأة

بثينة محمد علي الصابوني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/2/2018 ميلادي - 22/5/1439 هجري

الزيارات: 5005

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحج والمرأة


سألَتْ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالتْ: نرى الجهاد أفضل الأعمال، أفلا نجاهد؟ فكان جوابُ النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((جهادكنَّ الحج))[1].

إنَّ المتأمل في هاتين الكلمتينِ يُدرك تمام الإدراك أن الحجَّ بالنسبة للمرأة يُعَدُّ أعظم العبادات كالجهاد بالنسبة للرجل.

 

لكن لماذا؟! وما العلة في كون الحج أفضلَ أعمال المرأة؟!

تأملت في هذا الحديث كثيرًا فانتهيتُ إلى أنه يجب - قبل الكلام عن علة ذلك - معرفة دقائق الحج وحِكَمه وأحكامه.

 

إنَّ رحلة الحج وما فيها مِن عبادات وطاعات وشعائر، تُنبئك بتنميةِ شخصية متكاملة يحظى بها المسلم الذي يحج بيت الله الحرام، ومِن هنا كانتِ المرأةُ التي يراد منها أن تكون ركنَ المجتمع المتميز في عطائه وتربيته، والتي يُراد لها أن تكون مركز الخير والبركة والنور في الأسرة المسلمة - لا بد أن تدخلَ في هذه الرحلة التطويرية للشخصية؛ لأنها بعد ذلك ستنقلُ ذلك التطوير وتلك التنمية الشخصية إلى أفراد أسرتها كلهم؛ بل إلى كل مَن يتصل بها في مجتمعها.

 

إذًا فالقضية يمكن أنْ نصوغها في معادلة بسيطة:

تنمية شخصية المرأة + الفرصة لنقل التنمية + عوامل حضارية أخرى = مجتمعًا متقدمًا

ولنُحلِّل المعادلة الآن:

أولًا: العوامل الحضارية المختلفة التي تتضمَّنها معادلةُ التقدم الحضاري - لا تَدْخُل في تخصيص هذا المقال الذي التزم قضيةَ تنمية المرأة على وجه الخُصوص.

 

ثانيًا: أما فرصة المرأة لنَقْل التكامل الشخصي منها إلى غيرها، فلها مجالاتُها ووسائلها لأبنائها في أسرتها، ولطالباتها في مدرستها، ولزميلاتها في عمَلِها، ولجيرانها في حيِّها، ولمستمِعيها إذا حدَّثت أو كتبت، ولكل مَن تتحدث معهم وتتصل بهم في عالمها.

 

ثالثًا: تنمية شخصية المرأة التنمية الحضارية المتكاملة:

هذه النقطة هي أهمُّ مَهمَّات هذه السلسلة مِن «المرأة التي نريد»، وإن كانتْ جميع شرائع الإسلام تتجه نحو تنمية شخصية الإنسان ذكرًا كان أو أنثى، صغيرًا كان أو كبيرًا، لكن يأتي الحج، وفيه مجمع الكمالات الإنسانية، ومستودع أسرار التطور البشري، ومحور يُحرك كافة الاتجاهات الإنسانية نحو الكمال، والنمو الفاعل الإيجابي.

 

ففي الحج:

التنمية الروحانية الهادئة:

حيث يتم فيه تنمية المرأة التي نريد في الارتباط الروحاني بربها جل جلاله، بحيث تصطبغ الشخصيةُ بالربانية، فلا يكون فيها مكانٌ لغير الله، تُدرِك ذلك حين تؤمر المرأة - وهي المعهود عنها ارتفاع صوتها - بخفض صوتها بالتلبية، إيذانًا لمرحلة جديدة من السلوك المنتصر على الأهواء في هدوء، والمنتصر على الدنيا في هدوء، والمرتبط بالله تعالى في سكينة: «لبيك اللهم لبيك»، وخضوعها لكل أفعال الحج بطمأنينة وسكينة، وراحة نفسية.

 

• تنمية ما هو أساس كل تنمية:

حيث لا تتم تنمية شخصية أي إنسان إلا بصبرٍ ومثابَرة، وجهد وعناء، يأتي الحج ليُعلِّمَ المرأة الصبر والتحمُّل، حتى ولو ضايَقَها الجوُّ الحار أو البارد، وعدم توفر بعض المتطلبات الحياتية، ولو أتعبها تعدُّد المناسك، فلا بد مِن المثابرة للوصول إلى نهاية المناسك، وإن عانَتْ مِن صعوبة بعضها بالنسبة لها.

 

• تنمية السيطرة العقلية على السلوك كله:

المرأة ذاتُ العاطفة الحيَّة - وذلك أهم مميزاتها الرائعة - يُريد الإسلام أن تكون العاطفةُ حيَّةً، ولكن في حكمِ الأهداف والمبادئ، وشعائر الحج التي سافرتْ مِن أجلها، وتعِبَت ونصبتْ نفسها لإتمامها، هي التي ستحكمها في عاطفتها؛ لأنها إذا فعلَتْ فسوف تكون عاطفتُها حيةً عاقلة، ومتوهِّجة متَّزِنة.

 

• تنمية الإحساس والاعتراف بالواقع:

فالمرأة مع صبرها وتحملها وجَلْدها النفسيِّ لن يَقْوَى جسدها وطبيعة جسدها على بعض العبادات، فتحتاج إلى الرُّخَص الشرعية، والأخذ بها؛ حيث تأتي تلك الرخص لتُحْيِيَ في نفسِها ما حباها عز وجل من إكرامه في الترخيص لها حتى لا تشقَّ عليها العبادة.

 

• تنمية الحياء في شخصيتها:

قد تتخلَّى بعضُ النساء عن الحياء في موقفٍ من المواقف، أو وقت من الأوقات، بسبب العمل أو الانشغال بمَهمَّة ما، لكن مبدأ الإسلام أن ((الحياء لا يأتي إلا بخير))[2]، الحياء وليس الخجل، الحياء وليس الضعف، الحياء وليس الذل أو هضم الحق، فإن المرأة في رحلة الحج تتعلم أن الحياء من أهم ما يحرِصُ الإسلام على حمايتِه في شخصية المرأة، فهي محجَّبة محتشمة في كل أعمال الحج، ويُسمَح لها بالرخص حتى لا تختلط بالرجال اختلاطًا ربما يخدش حياءها، فيبقى الحياءُ يُزيِّن تحركها، ويصبغ حياتها بصبغة الكمال الأُنْثَوِي.

 

• تنمية التركيز والثبات:

لأن الثباتَ نبات، ولأنه أساس التطور، فلا بد أن تتعلَّم المرأة أن تثبت على أعمال الحج التي ذهبت من أجلها، وسوف تتعلَّم التركيز وإن طال بها الوقت في دعائها ورجائها بالله، والتجائها بالله، واستغفارها وتوبتها من تقصير وخطأ، وسوف تتعلَّم التركيز في الأعمال الحركية، وهي تتحرك من مكان لآخر بهدوء وسكينة واطمئنان.

 

• العفة والطُّهر والنقاء:

حيث يَكِيدُ الأعداء أولَ ما يكيدون لإخراج المسلمة مِن عفَّتِها وطهارتها، تتعلَّم المرأة ممارسة تلك العفَّة وتلك الطهارة في أعمال الحج، يظهر ذلك جليًّا عندما تكون المرأة مع زوجها أو أخيها أو أبيها، عفيفةً طاهرة، نظرُها إلى نفسها لا إلى الرجال حولها ممن لا يحلُّ لها النظر إليهم، بل لا تُفكِّر في ذلك ولا تطمح إليه؛ لأنها وإن فكرت فسيقفزُ إلى خاطرها أنها في رحلة الحج في الأراضي المقدَّسة وهي ممنوعةٌ منه؛ لأنه سيفسد حجها.

 

• الكلام القليل:

يقال: إن المرأة تتكلم كثيرًا، وكثيرًا يعني مما يمكن الاستغناء عنه، فإن صح هذا لدى النساء كلِّهن، فإنه لا يصلح لدى المرأة المؤمنة الحاجَّة؛ لأنها تعلمت من حجها كيف تقلِّل الكلام وتمتنع عن الجِدال؛ {فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} [البقرة: 197]، و((مَن حجَّ لله فلم يرفُثْ ولم يفسُق رجَع كيوم ولدَتْه أمُّه))[3].

 

• العودة إلى الذات:

العودة إلى الذات غَدَتْ فنًّا وأسلوبًا من أنجح أساليب الرعاية والعلاج النفسي، ينصح بها الأطباء النفسيون لكل مريض نفسي، بل لكل مَن يشعر بأي نوع من أنواع التوتر والاضطراب، والمقصود بالعودة إلى الذات عودةُ الإنسان إلى نفسه؛ يُفكِّر فيها وفي أهدافها ومشكلاتها وأخطائها، فيما أنجزَتْه في الماضي وما تنوي أن تُنجِزه في المستقبل، لنسمِّيَه اعتكافًا أو جِلسةَ تأمُّل، أو سمِّه انعزالًا أو خلوةً، المهم أن تتعلَّم المرأة كيف تخلو بنفسِها في كل وقت لتراجع حساباتها، وتعيد النظر فيما مضى وفيما يأتي من حياتها، وتكون لها فرصة لوضع يدِها على مكامن الخلل في شخصيتها، وفي طريقة تعاملها مع مَن حولها؛ من زوج، وأبناء، وجيران، وزميلات، وهذا ما نلحَظُه كثيرًا على المؤمنات الراجعات من حجِّهن، شخصية جديدة تحمل أهدافًا عالية رفيعة، وتنمية شاملة تريد أن تعمَّ بها كل من حولها.

 

تلك هي بعض أهم جوانب التنمية الذاتية للمرأة في الحج، ومِن هنا كان بالنسبة لها أفضلَ مِن الجهاد؛ لأن المرأة التي يريدُها الإسلام عندما تصل إلى تلك الغاية في تعامُلِها مع الحياة، وتصل تلك الدرجة مِن التميز والرفعة والتنمية الذاتية، فهي الأولى في قيادة زمامِ حياة المجتمع المسلم نحو الانتصار بعد الهزيمة، ونحو التحضُّر بعد التخلُّف، حينما تعودُ مِن رحلتها متشبِّعة تلك المعاني، ناقلة لها لكل مَن حولها في المنزلِ أولًا، ثم في المجتمع حيث يكون تواصُلها.

 

هذه بعض معطيات الحجِّ للمرأة المسلمة، ولا شكَّ أنني - أو غيري - لو قمت بدراسةٍ نفسيةٍ متأنيةٍ على أهل الحج، وبخاصةٍ المرأةُ فيهن، فإننا سنصلُ حسب تصوُّري إلى نتائجَ أعمقَ، وآثارٍ نفسيةٍ أرقى، ونتائجَ أكثرَ دقَّةً لِما يعطيه الحج ويُغدِقه على القاصدين لبيت الله الحرام، لا حرمنا الله تعالى من قصدِه.

 

فالحج مدرسة العبادات؛ ففيه العقيدة والتوحيد «لبيك اللهم لبيك»، وفيه الإقرار بالرسالة والشهادة «أن محمدًا رسول الله»؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((خُذُوا عنِّي مناسِكَكم))[4]، فمتابعةُ أعمال الحج كلِّها اتِّباع للسُّنة، وقَبول الحج يتوقَّف على ذلك (مع الإخلاص والزاد الحلال)، وفيه الصلاة جماعة بالمسجد الحرام، وبمنًى، وبالمَشْعَر الحرام، وفي مسجد نَمِرَة بعرفات، وفيه صيام النفس والجوارح عن المعاصي والمحرَّمات وإيذاء الناس، وحتى الحيوان والطيور آمنة مطمئنة مِن أذى الحجيج، وفيه كفَّارة الصيام لمن به أذى مِن رأسه، وفيه الصدقات والزكوات، وفيه الهَدْي الذي يُذبَح هناك مِن الحاج المُقرِن أو المتمتِّع، وفيه الصبرُ والمثابرة والبذل والتعاون على البر والتقوى والإيثار والحب في الله، وبُغْض الشيطان، وكثرة الذِّكْر، والبعد على الرفَث والفُسُوق والجدال.

 

تربية إيمانية وأخلاقية، وتدريب على أعلى مستوى، والنتيجة النهائية عند الخروج مِن هذه المدرسة والانتهاء من هذه الدروس والدراسة - اذهبوا مغفورًا لكم، والشهادة: العتق من النار.

 



[1] أخرجه البخاري ك: «الجهاد والسير» ب: «جهاد النساء» ح: «2875» من حديث عائشة رضي الله عنها، وانظر، ك: «الحج» ب: «فضل الحج المبرور»، ح: «1520».

[2] أخرجه البخاري ك: «الأدب» ب: «الحياء» ح: «6117»، ومسلم ك: «الإيمان» ب: «شعب الإيمان» ح: «37» من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه.

[3] أخرجه البخاري ك: «الحج» ب: «فضل الحج المبرور»: «1521» واللفظ له، ومسلم ك: «الحج» ب: «في فضل الحج والعمرة..» «1350» من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[4] أخرجه مسلم ك: «الحج» ب: «استحباب رمي جمرة العقبة يوم النحر» ح: «1297» بنحوه، والبيهقي في «السنن الكبرى» ك: «الحج» ب: «الإيضاح في وادي محسر» «9524» بلفظه من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • هل يسقط الحج عن المرأة بعدم المحرم ؟
  • شروط وجوب الحج على المرأة
  • المرأة العاملة المتوازنة
  • المرأة: ما لها وما عليها
  • المرأة والفقه
  • المواقيت في الحج
  • فضل وثواب من خرج حاجا أو معتمرا فمات

مختارات من الشبكة

  • أنساك الحج وأيها أفضل(مقالة - ملفات خاصة)
  • الحج: الآداب والأخلاق(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • الحج الأكبر (فضائل الحج، والحج على الفور)(مقالة - ملفات خاصة)
  • أركان وواجبات الحج وأحكام العمرة(مقالة - ملفات خاصة)
  • طواف الإفاضة في الحج(مقالة - ملفات خاصة)
  • تأملات في الحج (10) ماذا بعد الحج؟! (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • تأملات في الحج (8) الحج بين الفضائل والبدائل (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح حديث: من حج هـذا البيت(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • ثبت الكتب والرسائل العلمية القرآنية المؤلفة في سورة الحج(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • فقه الحج - دروس من الحج(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب