• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / مقالات
علامة باركود

الوحي والبعثة النبوية (1)

الوحي والبعثة النبوية (1)
عبدالرؤوف الأسطواني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/8/2017 ميلادي - 5/12/1438 هجري

الزيارات: 8415

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الوحي والبعثة النبوية (1) [1]


قال تعالى: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 1 - 5].

لا بد لنا في دراسة هذه الآيات الكريمة، (كغيرها من آيات الكتاب المبين)، من العناية قدر المستطاع بناحيتين أساسيتين:

(1) الناحية التاريخية.

(2) الناحية التفسيرية العلمية.

 

1- الناحية التاريخية:

واضح من كتب التاريخ أن نجاح الدعوة الإسلامية لم يتحقق إلا بعد (تطورات) جمة ومراحل متعددة، قد اجتازها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه معه، حتى بلغت ما بلغته من القوة والعز والسلطان. ولو أن الله تعالى أراد أن يعز دينه، وينصر نبيه بساعة واحدة، لاستطاع ذلك ولم يعي به؛ إلا أن حكمته الأزلية اقتضت أن يكون خرق النواميس الاجتماعية نفسه، وهو انقلاب العرب من جاهليتهم إلى أمة الإرشاد العالمي في مدة ضئيلة، تابعاً لسنة التدرج والارتقاء، كما سنرى في أبحاثنا بصورة واضحة إن شاء الله تعالى.

 

فإذا ما أردنا أن نقسم الدعوة الإسلامية إلى مراحل، نرى أن لا بد من التفريق بين الدعوة في مكة والدعوة في المدينة. وكل شطر من هذين الشطرين، وإن كان الثاني فرعاً عن الأول متولداً منه، ينقسم أيضاً إلى مراحل. وحسبنا الآن أن نتعرف إلى مراحل الدعوة في مكة أولاً.

 

تنقسم الدعوة في مكة منذ إشراق نورها إلى ثلاث مراحل:

(1) دور الإعداد.

(2) الدعوة في السر.

(3) الدعوة في العلانية.

 

وقد كان كتاب الله عز وجل هو الذي يشرع الانتقال من دور إلى دور، فكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يتحول من خطة أساسية إلى خطة أساسية، إلا بأمر من الله عز وجل وتنـزيل من كتابه.

والآيات الكريمة المتقدمة إنما نـزلت في الدور الأول الإعدادي، وهو ما سنخص البحث به الآن، إيضاحاً لتلك الآيات من الوجهة التاريخية لشدة تعلقها به وتعلقه بها حتى كأنهما قرينان لا ينفك أحدهما عن الآخر. دور الإعداد هو الدور الذي بدأ الوحي فيه يهبط على النبي عليه الصلاة والسلام دون أن يؤمر بتبليغه إلى الناس، وقد أجمعت السير والأحاديث على أن أول ما بُدئ به النبي عليه الصلاة والسلام الرؤيا الصادقة، فكان لا يرى مناماً إلا وجاء مثل فلق الصبح، ثم نـزل عليه جبريل وهو يتحنث في حراء فغطه ثلاث مرات، وفي كل مرة يقول له: ((اقرأ)) فيجيبه: ما أنا بقارئ؛ وفي المرة الثالثة، قال له ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ... ﴾ الآيات، فحصل في نفس الرسول شيء من الدهشة (لملاقاته أمراً لا عهد له به، ولاستعظامه القيام بأعبائه في المستقبل)، فذهب إلى خديجة ترجف بوادره، فكان منها أن طمأنت نفسه بعبارات مشهورة خالدة؛ ثم أخذته إلى قريب لها اسمه (ورقة)، مطلع على الكتب السماوية والأمور الدينية، فأخبره أن ما نـزل عليه هو الناموس الذي كان يهبط على موسى من قبله، وتمنى أن لو يكون جذعاً قوياً حين يخرجه قومه حتى ينصره نصراً مؤزراً، وأنه لم يأت أحد بمثل ما سيأتي به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا كان نصيبه من قومه المقاومة والعداء. ثم فتر الوحي مدة غير قصيرة جعلت محمداً عليه الصلاة والسلام يشتاق إلى رؤيته، حتى إنه كان يمشي في الجبال وهو يكاد يتردى من رؤوسها فيظهر له جبريل فيقول له: يا محمد أنا جبريل وأنت رسول الله. إلى أن ظهر له على حقيقة هيئته المخوفة، فرجع إلى خديجة، وهو يقول ((دثروني، دثروني)) فأنـزل الله تعالى عليه: ﴿ يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ... ﴾ [المدثر: 1، 2]؛ ومن هنا يبدأ الرسول بتبليغ رسالته، ومن هنا تبدأ المرحلة الثانية للدعوة الإسلامية، وسننتقل إليها إن شاء الله عقب فراغنا من سورة العلق، وعند المباشرة بسورة المدثر.

 

يستنتج مما تقدم أن الصفات التي يمتاز بها دور الإعداد اثنتان:

1- الصفة الإعدادية:

فقد رأيت كيف أن الرسول لم يبدأ بالوحي مرة واحدة، بل بدئ بالرؤيا الصادقة، وذلك ليستعد إلى ما سيلقى عليه من القول الثقيل الذي لا تطيقه النفوس البشرية، ما لم تكن نفوساً نبوية، قد تغلبت فيها الروح على المادة، وسطا اللطيف فيها على الكثيف.

 

ورأيت أيضاً كيف أن الوحي قد فتر مدة غير قصيرة، بعد نـزول آيات القراءة، وذلك لتستقر تلك النفس بعد أن خالجها شيء من الدهشة؛ ورأيت كيف تحققت حكمة الله تعالى من فترة الوحي، بتشوق النبي عليه الصلاة والسلام إلى عودته، وحزنه الشديد على فراقه، حزناً جعله يكاد يتردى من رؤوس الجبال.

 

2- صفة عدم التبليغ:

وهي صفة طبيعية في دور أراد الله البداءة به، إعداداً لتبليغ الرسالة، وهذا ما جعل بعض السير تعتبر هذا الدور دور النبوة لا الرسالة، فتعتبر ورقة مثلاً، وقد توفي قبل الدور الثاني، مدركاً عهد النبوة دون عهد الرسالة. وعسى أن نوفق إلى تحقيق هاتين الصفتين عند دراستنا للناحية الثانية إن شاء الله تعالى.

 

2- الناحية التفسيرية العلمية:

أول ما بدأ الله به رسوله الكريم من الوحي أن أمره بالقراءة مرتين، وفي كل مرة يجيب ((ما أنا بقارئ))، برهاناً من الله جلت حكمته أن المصلح الأعظم الذي أعده رحمة للإنسانية، إنما كان أجل من أن يتلقى علمه عن كتاب أو معلم، حيث كل شيء محدود ضمن نطاق هذه الدنيا وبين بطون الصحائف فهو النبي الأمي الذي سيكون واسطة بين الله وخلقه في إيصال العقيدة الصحيحة والأخلاق السامية والعلوم النافعة - إلى أفكارهم وقلوبهم، وبالجملة، واسطة لإخراجهم من الظلمات إلى النور، وجدير بمن كانت مهمته في هذه الدرجة من الخطورة والجلال ألا يتلقى علمه وسبيل رشده وإرشاده إلا من خالق العلم والمعلمين، وموجد الكتب والمؤلفين!

 

وفي المرة الثالثة قال له الوحي: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ﴾.... فطبيعي أن يبدأ الله تعالى تعليم نبيه الصراط القويم باسمه المفرد، ليكون علامةً لبلوغ المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وبلوغ رسالته وأعماله وأخلاقه درجة الكمال، إذ أن اسم الذات هو الاسم الذي تفرد به الله تعالى فكان دالاً على كماله المطلق؛ فاقرأ يا محمد ما سيلقى عليك من القول الثقيل، مبتدئاً باسم الله وحده لأن كل ما سيوحى إليك إنما هو من الله وإلى الله وفي سبيل الله!

 

حقاً إن رسالة كرسالة الزعيم الأعظم ينبغي أن تكون كاملة لا تشوبها شائبة، كاملة في مبدأها ومنتهاها وجميع نواحيها وهذا شيء مسلم لا ريب فيه، إلا أنه يحتاج إلى إشارة تدل عليه، وأي شيء أدل عليه من أن تبدأ الرسالة باسم الله؟ وهكذا ينبغي أن يبدأ كل عمل باسم الله عز شأنه وإلا فهو أبتر، أو كما قال صلى الله عليه وآله وسلم؛ أجل إن عملاً لا يقترن بمراقبة الله تعالى منذ بداءته حتى نهايته لجدير بأن يكتب له الفشل وإن ظهر لك نجاحه فمتاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد!...

 

ورب سائل: كيف قلنا بأن البداءة باسم الله، مع أن نص الآية هو {باسم ربك...}؟

فالجواب: أن هنا إشارة لطيفة ودقيقة في الوقت نفسه، يراها القارئ متولدة من التفاعل بين المضاف والمضاف إليه، إذ جعل المراد من ((الاسم)) معروفاً ونقل كلمة ((اسم)) من حال النكرة إلى المعرفة، فولد ثمرة هي أن ليس المقصود من اسم ربك إلا ذلك الاسم العلم المفرد بذاته والذي خصه الخالق لنفسه دون سواه.

 

ثم انظر إلى الإعجاز في كلمة ((ربك)) فإنها بعد أن اتضحت لنا حكمة إضافة الكلمة التي قبلها إليها من الإشارة إلى الاسم المفرد الذاتي، نراها معبرة عن جملة من المعاني الجليلة التي تناسب الموضوع، بل وتلتصق به أي التصاق، فإن وجوب البداءة باسم الله، ينبغي أن تظهر حكمته عقب الأمر به، وقد رأيناها في وصف كلمة ((ربك)) دون غيرها مع لآلئ العقد المنظوم، بالنظر لأنها تدل على معنى الإنشاء والتربية وكل ما تفرع عنه من النعم التي أكرم الله بها بني آدم، ولا غرو فهي من التربية، وظاهر ما في ((التربية)) من جلال النعمة، وواضح ما توحيه من وجوب تقديرها، وقد بان لنا هذا التقدير في أمر النبي أن يقرأ مبتدأ باسم ((ربه)) أول آية من آيات الكتاب الحكيم.

هذا وفي إضافة كلمة ((رب)) إلى ((كاف)) الخطاب، ما يدل على مبلغ إحكام النظم القرآني وإبداع سبكه؛ وهو الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول متحدثاً بنعمة ربه عليه (أدبني ربي فأحسن تأديبي!)

 

ما أشد التناسب بين كلمتي ((ربك)) مع تحنث الرسول الأعظم في حراء، منعزلاً عن ظلمات الشرك والجهالة متأملاً بعظمة الله وقدرته، مؤمناً بوحدانيته، ذاكراً في قلبه خالقه الذي أنشأه ورباه وأدبه فأحسن تأديبه، هناك ليس لأحد عليه من يد إلا الله، فهو الذي كفل عزله عن أدناس الجاهلية، وهو الذي كفل تنوير قلبه بأنوار المعرفة والإيمان، وكفى بالله وكيلاً وكفيلاً. حتى إذا بلغ أشدة وبلغ أربعين سنة بدأت هذه الأنوار المحمدية تشرق على عالم الإنسانية فغيرت مجراها وجعلتها تتسامى من الحضيض إلى المجرة!

(يتبع)



[1] الدرس الأول من الدروس التي ألقيت في جمعية الشبان المسلمين من شباب محمد صلى الله عليه وآله وسلم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مفهوم الوحي
  • مفهوم القرآن الكريم بين الوحي وعلماء القرآن
  • بدء الوحي
  • كيف كان بدء الوحي؟
  • بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم (قصيدة)
  • الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم: (أنواعه - كيفيته - أهميته)
  • البعثة النبوية (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • الوحي وحي (قصيدة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • السيرة النبوية: نزول الوحي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الرؤيا الصادقة: طريقة الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قصة الوحي الخاتم(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • رحلة مع الوحي المحمدي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دلالة القرآن على أن السنة وحي(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الوحي ينتصر للمرأة(مقالة - ملفات خاصة)
  • إرهاصات نبوته - صلى الله عليه وسلم - ونزول الوحي(مقالة - ملفات خاصة)
  • تفسير سورة التوبة (الحلقة الثالثة عشرة) حكمة الوحي وتصنيفه للمجتمع الإسلامي في آخر عهد النبوة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب