ضوابط ومحاذير زينة المرأة

ضوابط ومحاذير زينة المرأة

حاول أعداء الإسلام - وقد نجحوا إلى حد كبير - إخراج المرأة من دور الحياء والستر والعفاف إلى دور العري والتفرنج والإسفاف، حتى أصبحت أمور كثيرة في الشرع محرمة ترتكبها أكثر النساء، ويعتقدن أن القول بتحريمها من الأمور الغريبة والعجيبة، والسبب في ذلك أنه منذ نعومة أظفارهن وقد تربين على غير أحكام الدين، لذا كان من الصعب عليهن من أول وهلة قبول هذه الأحكام أو الاقتناع بسهولة.

وهنا أحاول أن أذكر أهم هذه المنكرات التي تتعلق بزينة المرأة لكي تحذرها كل من تريد لنفسها السلامة في الدنيا والآخرة:

1- التبرج:

وقد نهى عنه الإسلام نهيًا شديدًا، إذ قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾.

وروى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)).

وقد نقل الإمام النووي رحمه الله في شرحه على مسلم عدة تفسيرات؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((كاسيات عاريات، مميلات مائلات)).

فقيل معناه: تستر بعض بدنها وتكشف بعضه إظهارا لجمالها.

وقيل معناه: تلبس ثوبا رقيقا يصف لون بدنها.

وأما قوله: ((مائلات مميلات))، فقيل: يمشين متبخترات مميلات لأكتافهن وقيل غير ذلك.

من ذلك يظهر لنا ما عليه جمهرة كبيرة من النساء المحجبات، ولكن للأسف هن في الحقيقة متبرجات، حتى اعتقدت الكثيرات منهن أنها ما دامت تستر شعرها أو جزءًا كبيرًا منه فإنها محجبة، حتى لو ظهر من جسدها أي شيء.

فهذه ترتدي فستانًا قصيرًا، أو بنطلونًا، أو ما يسمى ((بالجونلة)) المفتوحة من كذا جهة، أو غير المفتوحة ولكنها ضيقة جدًّا، وأخرى ترتدي ما يشف عما تحت ملابسها، وقد اقتنعن وقنعن بهذا الحجاب المتبرج، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

وثالثة تبدي ما ترتدي من الذهب في أذنيها، أو معصمها وغير ذلك، ورابعة تضع المساحيق والكحل ونحوهما أمام الرجال الأجانب، وتحسب أنها محجبة!!

قال تعالى: ﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ﴾[1]

ويضاف إليهم العم والخال، والمحرمين بالرضاعة لقوله صلى الله عليه وسلم: ((الرضاعة تحرم ما تحرم الولادة))[2].

فهؤلاء فقط هم الذي يجوز للمرأة أن تظهر أمامهم بزينتها.

ولله در القائل:

إن البنات المسلمات دومتا يرين محجبات وبدينهن وما به أمر من عفة متمسكات يرفضن كل خصلة لا ترتضيها الأمهات للخير هن فواعل وعلى الصلاة محافظات

2- وضع العطور عند الرجال الأجانب:

لما رواه أحمد وغيره بسند صحيح عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيما امرأة استعطرت فمرت بقوم ليجدوا ريحها فهي زانية)).

قال المباركفوري: زانية لأنها هيجت شهوة الرجال بعطرها، وحملتهم النظر إليها ومن نظر إليها فقد زنا بعينيه، فهي سبب زنا العين، فهي آثمة[3].

3- تغيير خلق الله بأية صورة من الصور:

كوشم الأبدان ووشر الأسنان ونمص الحواجب.

روى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة))[4].

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات[5]، والمتفلجات للحسن[6]، والمغيرات خلق لله.

قال الشيخ صالح بن فوزان حفظه الله: ويحرم على المرأة المسلمة إزالة شعر الحاجبين أو إزالة بعضهما بأي وسيلة من الوسائل، من الحلق والتقصير، أو استعمال المادة المزيلة له أو لبعضه، لأن هذا هو النمص الذي لعن النبي صلى الله عليه وسلم من فعلته، وقد ابتلي بهذه الآفة الخطيرة التي هي كبيرة من كبائر الذنوب كثير من النساء اليوم، حتى أصبح النمص كأنه من الضروريات اليومية، ولا يجوز لها أن تطيع زوجها إذا أمرها بذلك لأنه معصية[7].

4- وصل الشعر:

بما يسمى بالباروكة وما نحوها، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: لعن النبي صلى الله عليه وسلم الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة[8].

5- تغيير الشعر الأبيض بصبغه باللون الأسود.

روى أبو داود والنسائي بسند صحيح عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يكون قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام، لا يريحون رائحة الجنة)). أما صبغ الشعر بأي لون آخر فلا بأس ما دامت الصبغة ليست ثابتة في الشعر.

6- إطالة المرأة أظافرها، أو وصلها بأظفار صناعية:

ولا يخفى ما في ذلك من تغيير لخلقة الله والتشبه بالنساء الكافرات، ومخالفة الفطرة السليمة التي تدعو إلى تقليم الأظفار، وكل ذلك لا خلاف في تحريمه.

7- لبس الكعب العالي:

فلا يخفى على كل ذي لب وفطرة سليمة، وغيرة على دينه - تحريم لبس الكعب العالي الذي يبرز المرأة في صورة تفتن فيها الرجال، وتفسد عليهم دينهم.

فاحذري أختي المسلمة لبسه أمام الأجانب من الرجال؛ فتأثمي بذلك.

8- ذهاب المرأة للرجل الأجنبي ليصلح شعرها:

وهو ما يسمى ((بالكوافير))، فذلك منكر شديد، فالشعر عورة، فكيف تظهره أمام الرجل الأجنبي!! وكيف يلمسه؟ مع غير ذلك انتشار الفاحشة وإثارة الغرائز.

9- التشبه بالنساء الكافرات:

وهو من الطامات الكبرى التي انتشرت بين كثير من النساء ولا حول ولا قوة إلا بالله، فالناظر إلى حال كثير من النساء يجدهن قد تشبهن تشبها صارخا بالكافرات تحت مسمى ((الموضة والتمدن)) في الملبس والزينة والمشية والحديث وغير ذلك من أمور الحياة، حتى لبس الشيطان عليهن فظنت الواحدة منهن أن من ينصحها أو ينكر عليها قد جانب الصواب!!

والدليل على تحريم تشبه النساء المسلمات بالكافرات وتقليدهن:

هو ما الصحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لتتبعن سنن[9] من كان قبلكم شبرًا شبرًا، أو ذراعًا ذراعًا، حتى لو دخلوا حجر ضب تبعتموهم))، قلنا: يا رسول الله! اليهود والنصارى؟، قال: ((فمن؟))، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((من تشبه بقوم فهو منهم))[10].

10- لبس البنطلون:

من أسوأ ما ترتديه النساء اليوم ما يعرف باسم ((البنطلون))، ارتدته الفتيات الصغيرات، والنساء الكبيرات، ورغم أنه يستر لون العورة إلا أنه يصفها وصفا مهيجًا للغرائز، ومثيرًا للشهوات، لا سيما وقد تعددت ألوانه وأنواعه وأشكاله، درجة فتن بها الشيوخ قبل الشباب، لا حول ولا قوة إلا بالله.

ولا خلاف بين أهل العلم الثقات على حرمة لبس المرأة البنطلون أمام الرجال الأجانب عنها، لما في ذلك من أخطار يعلمها كل عاقل.

فأين الرجال. أين ولي المرأة؟ أين الغيرة على العرض؟ أين الإيمان بالله؟ كله سقط للأسف صريعا على أعتاب التشبه بالرجال، وبالكافرات، سقط صريعا على أعتاب الموضة والمدنية والتحضر. سقط صريعا على أعتاب ((نحن نريد أن نتمتع بشبابنا))، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

يقول الشيخ محمد المنجد حفظه الله:

هذه البنطلونات لا تخلو من منكرات... لا تخلو أن تكون ضيقة، شفافية من نوع القماش يلتصق بالجسد، وبعض البنطلونات يحلف بعض الناس أنها أشد إغراء وفتنة مما لو لم تلبسها هي.

وبعض البنطلونات مما يكون ضيقا جدا جدا على الرجلين، وربما بلون اللحم حتى يخيل للشخص بأنها ليست بلابسة شيئًا، وهذا طبعًا من الفجور الذي عم.

لذلك كان من الحكمة ما ذهب إليه بعض أهل العلم من تحريم لبس المرأة البنطلون ولو قالت ((واسع))، نقول: يتعلم منك غيرك وتفتحين الباب لغيرك، زد على ذلك أن بعضهن تلبس بنطلونا مشابها للرجل، أو بنطلونا ضيقا، أو بنطلونا شفافا، أو بنطلونا قصيرا، ولذلك لا يجوز للمرأة لبس البنطلون سدا للذريعة عند بعض أهل العلم.

اللهم طبعًا إلا لبسه للزوج، إذا لم يكن مشابها بنطلون الرجال ولا تخرج به أمام نساء المسلمين، ولا أمام المحارم فضلًا عن الأجانب، لأن بعض البنطلونات التي تلبسها المرأة مثل ((الجينز)) أصبح لا فرق بينها وبين الرجل الأمريكي والغربي، ولذلك فلبسها له حرام، وهذا معروف أنه من لباس الرجل، ومن لباس الرجل الكافر أصلاً [11].