• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / مقالات
علامة باركود

أولاد وبنات النبي صلى الله عليه وسلم

أولاد وبنات النبي صلى الله عليه وسلم
أ. صالح بن أحمد الشامي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/11/2016 ميلادي - 6/2/1438 هجري

الزيارات: 74248

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أولاد وبنات النبي صلى الله عليه وسلم

 

قال ابن كثير: لا خلاف أن جميع أولاده من خديجة بنت خويلد. سوى إبراهيم، فمن مارية بنت شمعون القبطية[1].

وقال ابن القيم: أولهم القاسم، ثم زينب، ثم رقية وأم كلثوم وفاطمة، ثم ولد عبدالله - وفي زمن ولادته اختلاف - ثم ولد إبراهيم بالمدينة[2].

 

ويَحسن بنا أن نذكر كلمة موجزة عن كل منهم:

القاسم:

هو أول ولدٍ ولد له صلى الله عليه وسلم قبل النبوة، وبه كان يكنى.

واختلف في المدة التي عاشها، وقيل إنه عاش سبعة عشر شهرًا.

وهو أول من مات من ولده صلى الله عليه وسلم.

 

عبدالله:

قيل مات صغيرًا بمكة، وهل ولد بعد النبوة أو قبلها؟ فيه اختلاف، وصحح بعضهم أنه ولد بعد النبوة، ولذا لقب بالطيب والطاهر، وقيل إنهما ولدان آخران، وصحح ابن القيم كونهما لقبين لعبدالله[3].

 

زينب:

هي أكبر بناته صلى الله عليه وسلم. قال ابن إسحاق: ولدت في سنة ثلاثين من مولد النبي صلى الله عليه وسلم.

زوجها صلى الله عليه وسلم من أبي العاص بن الربيع - ابن أخت السيدة خديجة رضي الله عنها - بناء على رغبة السيدة خديجة، التي كانت تعده بمنزلة ولدها، وكان من رجال مكة المعدودين: مالًا وأمانة وتجارة.

ولما أكرم الله رسوله صلى الله عليه وسلم بالنبوة، آمنت خديجة وبناتها جميعًا، وبقي أبو العاص على شركه.

وكان صلى الله عليه وسلم قد زوج السيدة رقية عتبة بن أبي لهب، والسيدة أم كلثوم عتيبة ابن أبي لهب. فلما بادى قريشًا بأمر الله تعالى قالوا: إنكم قد فرَّغتم محمدًا من همه فردوا عليه بناته فاشغلوه بهن.

فأما ولدا أبي لهب فاستجابا لهذا النداء، وفارقا زوجتيهما قبل الدخول، وزُوِّج عتبةُ بنت أبان بن سعيد بن العاص، مقابل فراقه بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أكرمها الله بإخراجها من يده.

ومشوا إلى أبي العاص، فقالوا له: فارق صاحبتك: ونحن نزوجك أي امرأة من قريش شئت. فقال: لا والله، إني لا أفارق صاحبتي، وما أحب أن لي بامرأتي امرأة من قريش.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يثني عليه خيرًا.

وعاشت السيدة زينب مع زوجها. وهي مسلمة، وهو مشرك. ولم تكن الآيات نزلت بتحريم ذلك.


وهاجر صلى الله عليه وسلم وبقيت زينب مع زوجها في مكة، فلما كانت غزوة بدر، كان أبو العاص في جملة الأسرى.. وبعثت السيدة زينب في فداء زوجها بقلادة لها كانت خديجة قد أهدتها لها يوم زفافها فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة، وقال: "إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها، وتردوا عليها مالها فافعلوا" ففعلوا[4].


وأطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم سراحه، بعد أن وعده بأن يخلي سبيل زينب لتهاجر إلى المدينة بعد أن فرق الإسلام بينهما. وأرسل معه زيد بن حارثة ورجلًا من الأنصار، وأمرهما أن ينتظرا السيدة زينب خارج مكة ببطن يأجج على الطريق إلى المدينة. لكي يكونا بصحبتها.

ووفى أبو العاص بوعده، فطلب من زوجته أن تتجهز للسفر إلى المدينة.. وطلب إلى أخيه كنانة بن الربيع أن يخرج بها إلى حيث زيد وصاحبه في انتظارها، ولعله فعل ذلك حتى لا يشهد وداعها، الأمر الذي ستكون ذكراه مؤلمة له.

وأخذ كنانة قوسه وكنانته ثم خرج بها نهارًا، وهي في هودج لها، وتحدث بذلك رجال من قريش. فخرجوا في طلبها، وكان أول من سبق هبار بن الأسود فروَّعها بالرمح وهي في هودجها... وبرك كنانة، ونثر كنانته ثم قال: والله لا يدنو مني رجل إلا وضعت فيه سهمًا، فتراجع الناس عنه.

وجاء أبو سفيان في جلَّة من قريش فقال: أيها الرجل، كفَّ عنا نبلك حتى نكلمك، فكفَّ، فأقبل أبو سفيان حتى وقف عليه فقال: إنك لم تُصِبْ، خرجت بالمرأة على رؤوس الناس علانية، وقد عرفت مصيبتنا ونكبتنا، وما دخل علينا من محمد، فيظن الناس إذا خرجت بابنته علانية على رؤوس الناس من بين أظهرنا، أن ذلك عن ذلٍّ أصابنا، وأن ذلك منا ضعف ووهن، ولعمري ما لنا بحبسها عن أبيها من حاجة، وما لنا في ذلك من ثورة[5]. ولكن ارجع بالمرأة، حتى إذا هدأت الأصوات، وتحدث الناس أن قد رددناها، فاخرج بها سرًا وألحقها بأبيها. وفعل كنانة ما أشار به أبو سفيان[6].


ووصلت زينب إلى المدينة، وعلم الرسول صلى الله عليه وسلم بما أصابها.

وما كان صلى الله عليه وسلم ليسكت على ما أصاب ابنته ففي البخاري عن أبي هريرة قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعث فقال: "إن وجدتم فلانًا وفلانًا فأحرقوهما بالنار" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أردنا الخروج "إني أمرتكم أن تحرقوا فلانًا وفلانًا، وإن النار لا يعذب بها إلا الله، فإن وجدتموهما فاقتلوهما"[7].

وقد أوضحت الروايات الأخرى عند غير البخاري ومنها رواية ابن إسحاق - كما عند ابن هشام - أن الرجلين هما هبار وصاحبه.


ومرت الأيام، وأبو العاص في مكة، بعيدًا عن زوجته، لم يفكر بالزواج من غيرها، ومن يقوم مقامها جمالًا وحسبًا ونسبًا؟!.

فلما كان العام السادس من الهجرة، خرج أبو العاص تاجرًا إلى الشام - وكان رجلًا مأمونًا - بمال له وأموال لرجال من قريش، فلما فرغ من تجارته وأقبل قافلًا، لقيته سرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأصابوا ما معه، وأعجزهم هاربًا، فلما قدمت السرية بما أصابوا من ماله، أقبل أبو العاص تحت الليل، حتى دخل على زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستجار بها، فأجارته.

فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صلاة الصبح، وكبر، وكبر الناس معه، صرخت زينب من صفة النساء: أيها الناس، إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع.


فلما سلم صلى الله عليه وسلم من الصلاة، أقبل على الناس، فقال: أيها الناس، هل سمعتم ما سمعت؟ قالوا: نعم، قال: أما والذي نفس محمد بيده ما علمت بشيء من ذلك حتى سمعت ما سمعتم، إنه يجير على المسلمين أدناهم.

ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه سلم فدخل على ابنته فقال: "أي بنية، أكرمي مثواه، ولا يخلصنَّ إليك، فإنك لا تحلين له".

وبعث صلى الله عليه وسلم إلى رجال السرية الذين أصابوا مال أبي العاص فقال لهم: "إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم، وقد أصبتم له مالًا فإن تحسنوا وتردوا عليه الذي له، فإنا نحب ذلك، وإن أبيتم، فهو فيء الله الذي أفاء عليكم، فأنتم أحق منه به". فردوه عليه.


وعاد أبو العاص بأمواله إلى مكة، فرد الأموال إلى أصحابها، ثم قال: هل بقي لأحد منكم عندي مال لم يأخذه، قالوا: لا، فجزاك الله خيرًا، فقد وجدناك وفيًا كريمًا. قال: فأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، والله ما منعني من الإسلام عنده إلا تخوف أن تظنوا أني إنما أردت أن آكل أموالكم، فلما أداها الله إليكم وفرغت منها أسلمت. ثم خرج حتى قدم المدينة.

ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب عليه، على النكاح الأول لم يحدث شيئًا[8].

والتأم البيت الكريم مرة أخرى، ولكن هذا لم يدم طويلًا، فقد توفيت زينب في العام الثامن من الهجرة.

وولدت زينب عليًا وأمامة.


فأما علي فقد مات بعد أمه في حياة أبيه، وقد ناهز الحلم، وكان صلى الله عليه وسلم قد أخذه من بني غاضرة وكان مسترضعًا فيهم وأبوه مشرك بمكة. وكان رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته يوم الفتح[9].

وأما أمامة. فقد كانت صغيرة يوم ماتت أمها. وهي التي حملها النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الصبح على عاتقه، وكان إذا ركع وضعها وإذا رفع رأسه من السجود أعادها[10].

وتزوجها علي رضي الله عنه بعد موت خالتها السيدة فاطمة رضي الله عنها، وتزوجت بعد استشهاده المغيرة بن نوفل الهاشمي، وماتت عنده، ولم تلد لعلي ولا للمغيرة.

وأما أبو العاص رضي الله عنه فقد مات في السنة الثانية عشرة بعد أربع سنين من وفاة زوجته.

وقد أثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرًا. ففي صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال: "أما بعد، فقد أنكحت أبا العاص بن الربيع فحدثني وصدقني.."[11].

 

رقية:

ولدت رقية سنة ثلاث وثلاثين من مولده صلى الله عليه وسلم، وقد تزوجها عثمان بن عفان بمكة، بعد أن فارقها عتبة بن أبي لهب قبل الدخول بها.

وهاجرت مع زوجها الهجرتين، إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، وكانت ذات جمال رائع.

وقد مرضت قبل خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر، فخلَّف النبي صلى الله عليه وسلم عثمان في المدينة من أجلها وقال له: "إن لك أجر رجل ممن شهد بدرًا وسهمه"[12] وتوفيت في مرضها هذا، وجاء زيد بن حارثة بشيرًا بالنصر ببدر، فوجدهم قد سووا قبرها.

وولدت له ابنه عبدالله وبه كان يكنى، وبلغ ست سنين ثم مات، ثم اكتنى بابنه عمرو.

 

أم كلثوم:

لا يعرف لأم كلثوم اسم، وإنما عرفت بكنيتها.

وقد زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم من عثمان بعد وفاة أختها رقية، وكان ذلك سنة ثلاث من الهجرة.

واستمرت عند عثمان حتى توفاها الله سنة تسع من الهجرة. وصلى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجلس على القبر وعيناه تذرفان - كما في البخاري - وقال: "هل فيكم أحد لم يقارف الليلة، فقال أبو طلحة: أنا، فقال: انزل قبرها فنزل"[13].

ولقب عثمان بذي النورين لزواجه من ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولم تلد أم كلثوم لعثمان رضي الله عنهما.

 

فاطمة:

لم يتفق على سنة ولادتها، فقال ابن الجوزي: ولدت قبل النبوة بخمس سنين، وقال ابن عبدالبر: ولدت سنة أحدى وأربعين من مولد النبي صلى الله عليه وسلم[14].

وقد زوجها النبي صلى الله عليه وسلم من علي رضي الله عنه، وذلك في السنة الثانية من الهجرة[15].

وكانت أحب أهله إليه صلى الله عليه وسلم، وكان يغضب لغضبها، ويرضى لرضاها.

فقد أخرج الشيخان من حديث المسور بن مخرمة قال: إن عليًا خطب بنت أبي جهل، فسمعت بذلك فاطمة، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك، وهذا علي ناكح بنت أبي جهل. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعته حين تشهد يقول: "أما بعد أنكحت أبا العاص بن الربيع فحدثني وصدقني، وإن فاطمة بضعة مني، وإني أكره أن يسوءها، والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله عند رجل واحد" فترك علي الخطبة.


وفي رواية لهما: "إن بني هشام بن المغيرة استأذنوا في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب، فلا آذن، ثم لا آذن، ثم لا آذن، إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم، فإنما هي بضعة مني، يريبني ما أرابها، ويؤذيني ما آذاها"[16].

وفاطمة رضي الله عنها هي (سيدة نساء هذه الأمة) كما أخبرها بذلك صلى الله عليه وسلم فقد أخرج الشيخان من حديث عائشة قالت: إنا كنا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عنده جميعًا، لم تغادر منا واحدة، فأقبلت فاطمة عليها السلام تمشي، ولا والله ما تخفى مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآها رحَّب وقال: "مرحبًا بابنتي"، ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم سارَّها، فبكت بكاء شديدًا، فلما رأى حزنها، سارَّها الثانية، فإذا هي تضحك، فقلت لها أنا من بين نسائه: خصك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسرِّ من بيننا، ثم أنت تبكين، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها: عمَّ سارَّك؟ قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سرَّه، فلما توفي قلت لها: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما أخبرتني، قالت: أما الآن فنعم، فأخبرتني قالت: أما حين سارني في الأمر الأول، فإنه أخبرني: أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة "وإنه قد عارضني به العام مرتين، ولا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاتقي الله واصبري، فإني نعم السلف أنا لك" قالت: فبكيت بكائي الذي رأيت، فلما رأى جزعي سارني الثانية، قال: "يا فاطمة، ألا ترضين أن تكون سيدة نساء المؤمنين، أو سيدة نساء هذه الأمة"[17] وفي رواية للبخاري "أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة"[18].

وتوفيت رضي الله عنها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر.

وولدت: حسنًا وحسينًا، ومحسنًا فمات محسن صغيرًا، وأم كلثوم وزينب.


ولم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم عقب إلا من ابنته فاطمة، فانتشر نسله الشريف من جهة السبطين: الحسن والحسين فقط. ويقال للمنسوب للحسن: حَسَني، وللمنسوب للحسين: حُسَيْني.

وتزوج عمر بن الخطاب أم كلثوم بنت فاطمة فولدت له زيدًا ورقية، ولم يعقبا ثم تزوجت بعده بعون بن جعفر، ثم بعد وفاته بأخيه محمد بن جعفر، ثم مات عنها، فتزوجت بأخيهما عبدالله بن جعفر ثم ماتت عنده، ولم تلد لواحد من الثلاثة سوى للثاني ابنة صغيرة فليس لها عقب.

وتزوج عبدالله بن جعفر أختها زينب بنت فاطمة. فولدت له عدة أولاد[19].

 

إبراهيم:

ولد إبراهيم في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة، وأمه مارية القبطية.

أخرج مسلم عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه سلم: "ولد لي الليلة غلام، فسميته باسم أبي، إبراهيم" ثم دفعه إلى أم سيف، امرأة قين يقال له أبو سيف[20].

وقد كان صلى الله عليه وسلم ينطلق إلى عوالي المدينة حيث كان بيت ظئر إبراهيم فيزوره ويقبله ثم يرجع.

أخرج مسلم عن أنس بن مالك قال: ما رأيت أحدًا كان أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: كان إبراهيم مسترضعًا له في عوالي المدينة، فكان ينطلق ونحن معه، فيدخل البيت، وإنه ليدخن - وكان ظئره قينًا - فيأخذه فيقبله، ثم يرجع[21].

وفي رواية البخاري: فقبله وشمه[22].


ولم تطل حياة إبراهيم، فقد توفي وهو رضيع فقال صلى الله عليه وسلم: "إن إبراهيم ابني، وإنه مات في الثدي، وإن له لظئرين تكملان رضاعه في الجنة"[23].

وتصور لنا رواية البخاري اللحظات الأخيرة من حياة إبراهيم، حيث قال أنس: ثم دخلنا عليه - أي إبراهيم - بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان، فقال له عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه: وأنت يا رسول الله؟ فقال: "يا ابن عوف، إنها رحمة" ثم أتبعها بأخرى. فقال صلى الله عليه وسلم: "إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون"[24].

وقد كسفت الشمس يوم مات إبراهيم، فقال الناس: كسفت الشمس لموت إبراهيم، فقال صلى الله عليه وسلم: "إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد، ولا لحياته، فإذا رأيتم فصلوا وادعوا الله"[25].



[1] البداية والنهاية لابن كثير (5 /306 - 307).

[2] زاد المعاد (1 /103).

[3] زاد المعاد (1 /103).

[4] أخرجه أبو داود برقم (2692).

[5] الثؤرة: طلب الثأر.

[6] سيرة ابن هشام (1 /654).

[7] أخرجه البخاري برقم (3016).

[8] هذه الترجمة مصدرها سيرة ابن هشام (2 /651 - 659).

[9] شرح الزرقاني على المواهب اللدنية (3 /197).

[10] متفق عليه (خ 516, م 543).

[11] أخرجه البخاري برقم (3729). وذكر ابن حجر في شرح تاريخ وفاة أبي العاص.

[12] أخرجه البخاري برقم (3698).

[13] أخرجه البخاري برقم (1285).

[14] المواهب اللدنية للقسطلاني (2 /64).

[15] انظر تفصيل أمر الزواج في كتاب (من معين السيرة) للمؤلف ط 2 ص (225).

[16] متفق عليه (خ 3729, 5230, م 2449).

[17] متفق عليه (خ 6285, 6286, م 2450).

[18] رواه البخاري برقم (3623, 3624).

[19] المواهب اللدنية (2 /66 - 67).

[20] أخرجه مسلم برقم (2315). والقين: الحداد.

[21] أخرجه مسلم برقم (2316).

[22] أخرجه البخاري برقم (1303).

[23] أخرجه مسلم برقم (2316).

[24] أخرجه البخاري برقم (1303),

[25] متفق عليه (خ 1043, م 915).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أولاد النبي صلى الله عليه وسلم وسراريه

مختارات من الشبكة

  • كيف أتعامل مع أبناء زوجي؟(استشارة - الاستشارات)
  • تفسير قوله تعالي: (حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت ...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هل يدخل أولاد البنات في الوصية والوقف الذري؟(مقالة - موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر)
  • هدي النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أولاده (2)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • هدي النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أولاده (1)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • متى ولد النبي صلى الله عليه وسلم؟(مقالة - ملفات خاصة)
  • هل كان خاتم النبوة موجودا حين ولد النبي صلى الله عليه وسلم؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سراري النبي صلى الله عليه وسلم وأولاده(مقالة - ملفات خاصة)
  • مسائل في ميراث الجد لأب وإن علا(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • تنصير أولاد الشوارع واستلهام تجربة الأندلس(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 21/11/1446هـ - الساعة: 14:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب